بيتر سكارليت:
أنا سعيد بالإقبال الجماهيري على العروض السينمائية
نبيلة رزايق / أبوظبي
يحمل بيتر سكارليت خبرة طويلة مع المهرجانات تصل إلى ثلاثين عامًا،
كللها مؤخرًا بإدارته لمهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي بأبو ظبي خلال
فترة قصيرة وقياسية. إلتقته "إيلاف" للحديث عن أسباب خوضه هذه التجربة
بالذات وعن التحديات التي يراهن عليها من أجل انجاح الدورة الثالثة لمهرجان
ابوظبي الذي سيختتم هذا الاسبوع، عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى كان لنا
الحوار التالي:
الأبواب مفتوحة
·
بعد مسار غربي في ادارة
المهرجانات السينمائية عبر العالم أنتم هذه السنة على رأس مهرجان دولي
بالعالم العربي وتحديدًا في أبو ظبي، كيف ترون هذه التجربة ولماذا مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي تحديدًا؟
_استلمت مهمة إدارة هذا المهرجان بكثير من الفرح والسرور فعلى خلاف
الأميركيين العاديين ومن خلال ما اكتسبته من تجربة عشر سنوات قضيتها في
السفر وتجوال عبر الوطن العربي، فارتحت وزادت رغبتي في الإقامة بهذه الرقعة
الجغرافية لاني أصبحت اشعر ان المنطقة بيتي أكثر من بيتي الأصلي، و بتأثير
من زوجتي أدركت أن الأبواب التي كنت أظنها موصدة هي على العكس مفتوحة، وكنت
كلما أعود لوطني اشعر بنوع من الحزن لان هناك حرارة إنسانية اعشقها،
والموافقة على إدارة مهرجان أبو ظبي أعتبره تحدٍ يستحق مواجهته وتجربة
رائعة يجب أن تعاش، بالنظر للإمكانيات المتاحة والمتوفرة وأتمنى أننا قد
قدمنا شيئًا بمستوى هذا التحدي السينمائي والزمني.
ماراثون حقيقي
·
كيف قبلتم بالإدارة والعامل
الزمني قصير جدا، علما أنكم اعتدتم على إدارة مهرجانات سينمائية دولية
والتخطيط لها لفترات زمنية تمتد على طوال اشهر السنة انتم تعيشون مراطون
حقيقي اذا؟
_أنا أعتقد أن حتى فترة السنة للتحضير هي غير كافية ونكون عبارة على
أننا في سباق مع الزمن كأننا في ماراثون حقيقي أما بالنسبة إلى الفترة
الزمنية القصيرة التي كانت أمامنا للتحضير لمهرجان أبو ظبي فأعتبرها تحدٍ
حقيقي أي معجزة، أتمنى أن يكون الامر مغايرًا خلال السنة القادمة أنا أعتبر
ماحققناه إلى غاية الان معجزة ما انجزناه خاصة نظرة الفرح التي نراها في
أعين المشاركين بالمهرجان من مخرجين وإعلاميين وحتى المتفرجين العاديين
للأفلام.
توفير المعلومة
·
من بين المعجزات التي تحققت هذه
السنة هي الجماهير الغفيرة التي توافدت على قاعات العروض منذ اليوم الأول
للمهرجان، كيف تمكنتم من تحقيق هذه المعادلة الصعبة بالنظر للفترة القياسية
والقصيرة لتنظيم المهرجان؟
_من أهم الأشياء التي كانت سببًا في تحقيق ما تحدثت عنه، هو إنجاز
دليل باللغتين العربية والانجليزية ظهر قبل أسبوعين من انطلاق المهرجان،
بالإضافة للموقع الالكتروني وأنا أؤمن بأنه يجب توفير المعلومة للناس حتى
يقبلوا على قاعات العرض، لأن الناس فضوليين وعلينا إشباع رغبتهم هذه بتوفير
المعلومات الضرورية.
إقبال الجماهير
·
بعد تجاوزكم تحدي الإقبال
الجماهيري على القاعات، ما هي التحديات الأخرى التي تراهنون عليها من اليوم
والى غاية سهرة الاختتام وإعلان الجوائز؟
-أيام تفصلنا على الاختتام وأنا أرى أنه من بين التحديات ما ستسفر عنه
قريحة لجنة التحكيم التي تشاهد 18 فلما من نتائج وجوائز المهرجان بالنظر
لنوعية الأفلام المختارة لهذه الدورة، أظن أن الأمر ليس بهين عليهم. و أهم
تحدٍ بالنسبة إلي أن يتواصل إقبال الجماهير على العروض.
الشغف بالفيلم
·
على ذكر الأفلام كيف تم اختيار
الأعمال السينمائية المتنافسة ومن طرف من؟
_مبدأ اختيار الأفلام للمهرجانات ينطلق دومًا من الشغف بفيلم ما قد
يحدث معي أو مع أحد العملين بطاقم اختيار الأفلام، أنا أعتقد أن هذا هو أهم
معيار نعتمد عليه للاختيار لعديد منا قد يقع في حب فيلم عند متابعته ونشعر
أن به أمر استثنائي ومن حظنا أن غالبية الافلام المتنافسة حدث معها ما
حدثتك عنه ونحن سعيدون أن صناعها ما بيننا.
أما فريق الانتقاء متكون من إنتشال ورشًا لاختيار الافلام العربية
وتيريزا وكيلن لبقية افلام العالم وديني لاروكا مستشاري بالنسبة لسينما
اللاتينية وكذا العديد من الاصدقاء لافلام اميركا الشمالية وكندا.
·
لكن نلاحظ غياب أفلام المغاربية
التي اختزلت فقط في الفيلم التونسي الدواحة والوثائقي زرسيس؟
_هذه السنة مما تم مشاهدته بالنسبة للسينما المغربية لم نجد فيلمًا
مثيرًا للاهتمام ربما نحن مخطئون، ولكن هذا ماحدث. بالنسبة للجزائر كنا على
اتصال بمخرج الفيلم الوثائقي رائع "قوسطو" لكنه لم يستطع إتمامه.
أفلام غير تجارية
·
لاحظت أنكم كمهرجان ساهمتم في
اتمام أنجاز ثلاثة أعمال سينمائية تتنافس بمختلف فئات هذه الدورة، لماذا
وهل لا يتعارض هذا مع شروط المنافسة؟
_"إبن بابل" لمحمد الدراجي "جسر الذكريات" ونسخة عمل فيلم لبناني
عنوانه "كنا شيوعيين" هي الثلاثة أفلام التي ساعدها المهرجان من منطلق أنها
أفلام غير تجارية وتتطرق لقضايا سياسية شائكة، وبفضل مساعدتنا هذه الافلام
موجودة. أما بخصوص قولك إن مساهمة مهرجان أبو ظبي في إنهاء انجاز هذه
الأفلام يتعارض وأعراف المنافسة بالمهرجانات السينمائية فاقول لك أنه غير
صحيح والعديد من المهرجانات السينمائية العالمية تقوم بالعملية نفسها.
·
هل هناك أعمال سينمائية
ستساعدونها مستقبلاً للدورة القادمة؟
_بالنسبة لهذه الدورة وبسبب ضيق الوقت لم نضع برنامجًا رسميًا مسبقًا
للمساهمة لكن الأمر سيتغير خلال الدورة القادمة وسنعلن عن فتح باب تقديم
مشاريع الافلام أي البرنامج التفصيلي للأفلام سنساهم فيها خلال شهر نوفمبر
القادم.
خيار فني
·
السينما التركية هي ضيفة
المهرجان هل هذا خيار فني أم لأجل التجديد في برمجة مهرجان الشرق الاوسط
السينمائي الدولي؟
_أظن ان الأمرين معًا أي خيار فني ومن أجل التجديد للمهرجان، كانت
خيارًا فنيًا لأن الأفلام الآتية من تركيا خلال السنوات الأخيرة هي متميزة
ونحن نظن أيضا أنه المنطقة قريبة من الخليج وأن التجربة السينمائية بمنطقة
الخليج التي تصبو لبعث حركة سينمائية حديثة يمكن أن تلتفت للتجربة
السينمائية التركية. بالنسبة للإنتاج التركي، هو غير متأثر بشكل كبير
بهوليوود وغير ممول من قبل أوروبا، ولذا فإن هذا النموذج قد يكون مهمًا
لصناع الأفلام، فتركيا ليست بعيدة وهناك نقاط التقاء ثقافي كثيرة مع
الأتراك.
·
عكس العام الماضي لم تكن الأفلام
الإماراتية بمسابقة المنافسة الرسمية للأفلام الطويلة لماذا؟
_نحن نرى أننا لم نعثر على فيلمٍ جديرٍ بالمنافسة أتمنى ان يكون الامر
مغايرًا في الدورة القادمة.
الاقبال الجماهيري
·
أيام تفصلنا على الاختتام هل لكم
أن تقيّموا لنا المهرجان، ماله وماعليه؟
_أولا انا سعيد بالاقبال الجماهيري والتصفيق والابتسامات خلال العروض
وبحلقات النقاشات العالية المستوى التي تدور بين المختصين والإعلاميين،
وانا راضٍ على فريق التنظيم وطريقة التنظيم ونحن الى غاية اليوم لم تحدث أي
كارثة تنظيمية ونحمد الله.
تفرّغ تام
·
أروع مارايته خلال هذا المهرجان
هو جلوس المديرة التنفيذية السابقة لمهرجان ابوظبي نشوة الرويني إلى جانبكم
خلال الندوة الصحافية لفيلم "ابن بابل" بحكم أن شركتها ساهمت في اتمام
الفيلم، كيف تم التداول على إدارة المهرجان ورأيكم في الأمر؟
_الامر تم بسلاسة لم تكن هناك مشاكل بيننا والمديرة التنفيذية السابقة
للمهرجان هي إمرأة متعددة المواهب وكذا المناصب وأظن أنهم إنتبهوا لتنظيم
مهرجان لا يمكن إلا أن نتفرغ لتنظيم المهرجان ولا يمكن أن نشرف في الوقت
نفسه على شركة انتاج أفلام وكذا أنتاج أعمال تلفزيونية، ادارة المهرجان
تحتاج إلى التفرغ التام.
·
هل فريق عمل هذه السنة هو من
سيحضر الدورة القادمة؟
_إنشاء الله لأننا عملنا جيدًا وسندعو أشخاصًا آخرين للالتحاق
بالفريق.
إيلاف
في
15/10/2009
####
موضوعات عالجت هموم الناس بجمالية عالية وتقنية فنية
اليوم السابع يشهد عرض 18 فيلمًا
إيلاف/ أبو
ظبي:
شهد مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في يومه السابع أمس
الأربعاء الكثير من الفعاليات والنشاطات والمؤتمرات الصحفية التي عقدها
مخرجو وصانعو الأفلام، كما شهدت قاعة وجود الممثلين والمخرجين والفنانين
بشكل عام إقبالاً كبيرًا من قبل الزوار الذين أتوا للاطلاع عن كثب على
الأعمال السينمائية والتعرف على صانعيها ومؤلفيها في جلسات حوارية، إلى
جانب إقبال صحفي كبير لإجراء الحوارات الصحفية مع فنانيهم ومخرجيهم.
كما شهدت قاعات عروض الأفلام إقبالاً جماهيريًا على الأفلام التي عرضت
يوم الأربعاء وهي 18 فيلمًا توزعت بين قاعات سيني ستار في المارينا مول
وقاعات غراند أبوظبي مول وقاعة قصر الإمارات، وتوزع الناس على الأفلام حسب
رغبتهم وتسابقوا على الأفلام التي تعرض للمرة الأولى، حيث يتيح المهرجان
فرصة لمحبي الأفلام في مشاهدتها ثانية إن فوت الفرصة المرة الأولى وذلك
تقديرًا من إدارة المهرجان للجمهور ورغبته في الحضور جميع الأفلام، والتي
قد لا يسمح الوقت بمشاهدتها كلها في يوم واحد.
والأفلام التي عرضت هي "المسبحة الخطأ"، "نقطة"، "يوكي ونينا"،
"الطريق إلى المدرسة"، "صندوق باندورا"، "ما هتفت لغيرها"، "عشب بري"، هدية
الباشاماما"، "كاريوكا"، وعروض أفلام "مسابقة أفلام من الإمارات"، "عروض
برنامج الطلبة لليوم الثاني"، زرزيس"، "في برلين"، "مبدأ الصدمة"، "بلا
شمال"، "بالألوان الطبيعية"، "دواحة" و"أزرق".
ويحكي فيلم "صندوق باندورا" للمخرجة يشيم أستا أوغلو رحلة ثلاثة أشقاء
للبحث عن أمهم المفقودة التي تركت المنزل وضلت الطريق، حيث ينطلق الثلاثة
في رحلة من اسطنبول إلى البحر الأسود في تركيا أملاً بالعثور على والدتهم
المسنة التي يقال أنها تاهت بين الجبال المحيطة بقريتها.
ويركز الفيلم في واحد من جوانبه المتعددة على علاقة الحفيد بجدته، وهي
علاقة انسانية صادقة وبريئة ولافتة للانتباه، حيث ينتقل الفيلم ليتناول
الرابطة الاستثنائية التي تتطور بين "نصرة" وحفيدها الفتى المتحضر "مراد".
والفيلم من انتاج 2008، وبطولة تسيلا تشيلتون، ديريا ألابور، أونور
أونسال وآخرين، ويذكر أن للمخرجة أفلاماً عديدة أهمها "الأثر" و "رحلة الى
الشمس"، وقد نال الفيلم على الجائزة الكبرى في سان فرانسيسكو.
أمّا فيلم "في الطريق إلى المدرسة" للمخرجين أورهان إيسكيكوي وأوغور
دوغان فيوثق لتناقضات المجتمع التركي المعاصر حيث يؤرخ لحياة معلم تركي
ينتقل للتدريس من غرب تركيا الى جنوب شرقيها ويكون المعلم الوحيد في
المدرسة، ومدة الفيلم "81" دقيقة وهو من انتاج عام 2008، بطولة إيمرة آيدن،
زيلكوف يلديريم ورشدة هوز.
في حين تناول فيلم "زرزيس" التونسي الذي استغرق تصويره وإنتاجه أكثر
من ثلاث سنوات، ليكون جاهزاً للعرض والتسويق والمشاركة في المهرجانات
العالمية حياة الناس في مدينة جرجيس بالجنوب الشرقي، أو كما يسميها سكانها
"زرزيس" مبرزاً التآلف وروح التسامح التي تميز أهالي هذه المنطقة.
ويحكي الفيلم قصة دكان في مدينة زرزيس، حيث حول الفيلم هذا الدكان إلى
فضاء للحديث عن مشاغل هذه الفئات وآمالها ليقف عند روح التسامح التي تسود
العلاقات فيما بينها على اختلاف ديانتها.
واستعان زرن بشهادات حية من سكان هذه المدينة الذين قال عنهم ''لا
تفرقهم العقيدة بقدر ما تجمعهم الألفة والالتفاف حول بعضهم''، ويعتبر زرن
الفيلم عبارة عن رسالة في فن التعايش مع الآخر.
أما الفيلم الياباني "يوكي ونينا" للمخرج نوبوهيرو سوا فيحكي قصة
شابتين تحاولان التعامل مع الآثار المدمرة لطلاقيهما في فيلم كبير تعاون في
إخراجه رجل فرنسي وامرأة يابانية، وحين تعلم يوكي أن والديها يعتزمان
الطلاق تعمل هي ونينا، أعز صديقاتها، لحماية زواجهما، ولكن بعد فشل
مسعاهما، تهرب الفتاتان إلى الغابة حيث تصادفهما أحداث سحرية.
أمّا فيلم "مبدأ الصدمة" المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
وهو للأميركيين مايكل وينتربتوم ومات وايتكروس، فقد كان الإقبال كثيفًا من
قبل الجمهور حيث كان الفيلم مدوياً في كشفه لحقيقة النظرية النفسانية التي
قام بها عالم النفس الأمريكي إيوين كامرو، ويسميها بمبدأ محو ماضي المريض
النفساني ليعيش الحاضر على نحو مختلف، ثم أخذت النظرية بعدًا اقتصاديًا مع
هملتون فريدمان الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد مؤسس ما يسمى بمدرسة
شيكاغو، التي ترفع شعار خصخصة القطاع العام وضرب كل شكل من أشكال تفكيك
النظام لبناء نظام اقتصادي جديد.
ويتتبع فيلم "مبدأ الصدمة" بالوقائع التاريخية "وكيف تحولت تلك
النظريات إلى عقيدة إيديولوجية؟" دافع عنها الساسة الأميركان وبدأوا
بتطبيقها على الشيلي أيام الدكتاتور بينوشي بعد التخلص من أليندي ثم انتقل
الأمر إلى البرازيل والأرجنتين، وصولاً إلى الاتحاد السوفياتي فأفغانستان
لتصبح العراق النموذج المثالي لنظرية الصدمة وتفكيك النظام التي رسخها
الذين أطلق عليهم الفيلم اسم "فتيان شيكاغو".
ونال الفيلم إعجاب الجمهور على حد تعبيرهم لأنه كشف بوثائقيته المستور
بطريقة جمالية ووصف دقيق.
إيلاف
في
15/10/2009 |