مهرجان الخليج السينمائي في
دبيّ
مبادرة توسع المفهوم الضيق للخليج العربي سينمائيا
دبيّ ـ من صلاح سرميني
في شهر كانون الأول (ديسمبر)
من
عام 2007، وقبل أيامٍ من انعقاد الدورة الرابعة لـ(مهرجان دبيّ السينمائي
الدولي)، أطلعني السينمائيّ الإماراتيّ (مسعود أمر الله) علي تفاصيل مشروع
الدورة
الأولي لـ(مهرجان الخليج السينمائي)، والذي حدّد له مُسبقاً
شهر نيسان (ابريل) 2008
تاريخاً لانعقاده في دبيّ.
تبادلتُ معه المُلاحظات، والنقاشات، وأعربتُ عن
تحفظاتي، وتساؤلاتي حول إمكانية تحقيق الخطة التحريرية الكاملة
التي تخيّرها،
والشكل التنظيميّ الذي ارتضاه.
كانت الفترة الفاصلة ما بين الإعلان الرسميّ عن
المهرجان (شهر كانون الأول/ ديسمبر 2008)، وتاريخه من 13 وحتي
18 نيسان (ابريل) 2008
قصيرة
جداً، ولا تكفي لتحضير المُسابقات المُختلفة، والأقسام الدولية
المُصاحبة.
وبانعقاده، كانت النتيجة (مُرضيةً) إلي حدّ بعيد، بشهادة معظم
ضيوف
المهرجان،
ومتابعات الصحافة المحلية، والعربية، والأجنبية.
من بين الأخطار
الكبري التي واجهت (مسعود أمر الله)، انعقاد الدورة السابعة لـ(مُسابقة
أفلام من
الإمارات) في أبو ظبي خلال الفترة من 27 شباط (فبراير)، وحتي 4 اذار (مارس)
2008
(أيّ قبل شهرٍ تقريباً من تاريخ انعقاد الدورة الأولي لمهرجان الخليج
السينمائي)،
والتخوّف من استقطابها (أتوماتيكياً) لمُعظم الأفلام الخليجية
الجديدة، حيث لم
يتابع الكثير من المخرجين حيثيّات الاستقالة القيصرية لمُؤسّسها، ومديرها
(مسعود
أمر الله) الذي تركها في ذمّة الإدارة الجديدة لـ(هيئة أبو ظبي للثقافة،
والتراث)
بعد سنةٍ تقريباً من الضغوط، والتدخل في أمورها الفنية، والتنظيمية.
وأعتقد أنّ
محاولات القضاء بهدوءٍ علي (المُسابقة)، قد أوقعت الإدارة الجديدة لـ(هيئة
أبو ظبي
للثقافة، والتراث) في ورطةٍ حقيقية، إذ لا أحد يعرف ـ مثلاً ـ مبررات
انعقاد دورتها
السابعة، بينما كانت النوايا المُعلنة مُسبقاً تُعاند لإدماجها
في فعاليات (مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي) في أبو ظبي.
من خلال برمجتي (سابقاً) للتيمة
الرئيسية المُصاحبة لـ(مسابقة أفلام من الإمارات)، كنت أعرف أنّ مخرجي
الخليج
ينجزون أفلامهم للمُشاركة في (المُسابقة) تحديداً، والمُصيبة،
إذا اشترك هؤلاء
فيها، فماذا يتبقي لـ(مهرجان الخليج السينمائي) من أفلام؟ خاصةً، وأنّ
(مسعود أمر
الله) ترك (المُسابقة) جاهزةً للتشغيل (اسماً، سمعةً عربية،
ودولية، تاريخاً،
أرشيفاً، موقعاً متميّزاً، فريقاً مُدرباً، منهج عمل، وهيكليةً تنظيمية،
....)،
باختصار، كانت (صرحاً سينمائياً) مُكتملاً.
الحقيقة، استقطبت الدورة السابعة
لـ(مُسابقة أفلام من الإمارات) عدداً كبيراً من الأفلام الخليجية، 26
فيلماً في
القسم العام، و65 فيلماً طلابياً (وُفق المعلومات الواردة في
الموقع)، وهذا يعني
احتمال فشل أيّ مبادرةٍ جديدة من المُفترض انعقادها بعد شهر في مدينة
مجاورة من نفس
البلد، وأكثر من ذلك، إذا اشترطت قبول الأفلام التي لم تُشارك في مهرجاناتٍ
محلية
أخري (ما عدا مهرجان دبيّ السينمائيّ).
والمُتابع للشأن الفيلميّ الخليجي، يعرف
بأنّ المخرجين لم ينجزوا أفلامهم خلال الشهر الفاصل بين انتهاء فعاليات
الدورة
السابعة لـ(مسابقة أفلام من الإمارات)، وبداية الدورة الأولي
لـ(مهرجان الخليج
السينمائي)، ولكن، وببساطة شديدة، لأنّ عدداً كبيراً منهم تضامنوا مع
(مسعود أمر
الله) مؤسّس (المُسابقة)، واقتنعوا بتهوّر إدارة (هيئة أبو ظبي
للثقافة، والتراث)،
ودورها المُتعمّد في تدمير حدث سينمائيً أثبت أهميته علي مدي
دوراته، ولهذا، فقد
امتنع المخرجون عن الاشتراك في الدورة السابعة لـ(مسابقة أفلام من
الإمارات) تحت
إدارة شخص غير (مسعود أمر الله)، واحتفظوا بأفلامهم للدورة
الأولي لـ(مهرجان الخليج
السينمائي).
نفس ما حدث بالضبط في الدورة الأولي لـ(مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي) الذي تديره الإعلامية المصرية (نشوي
الرويني)، العقل المُدبّر
لتدمير (مسابقة أفلام من الإمارات)، وتحويل السينما في الإمارات إلي
(بزنس).
والعارف لواقع الإنتاج الفيلمي في بلدان الخليج، سوف يلاحظ،
دون عناءٍ،
أنّ الدورة السابعة للمُسابقة استقطبت (بشكلٍ خاصّ) أفلام الطلبة،
والمُتخرجين
حديثاً من الكليات، والمعاهد(وصل عددها إلي65 فيلماً)، وهي الأفلام التي
كان (مسعود
أمر الله) فيما مضي يستبعدها تماماً من (المُسابقة)، أو يبرمج
بعضها في قسم (العروض
الخاصة)، أما الأفلام الـ26 المُدرجة في القسم العامّ، فقد كانت لمخرجين
جدد لا
يعرفون شيئاً عن تاريخ (المُسابقة)، وتفاصيل استقالة مديرها السابق، أو
مخرجين علي
درايةٍ كاملة بالتغييرات التي حدثت، ولكنهم انتهزوا فرصة غياب
أسماء معروفة،
وتوهمّوا بأنّ الساحة خلت لهم، وسوف يحصدون الجوائز، واليوم، يتذكر هؤلاء
بمرارةٍ
تلك التجربة، ويتندرون بغرابتها، ويأسفون علي الأيام الخوالي للمُسابقة.
من جهةٍ
أخري، أدرجَ (مسعود أمر الله) في (مهرجان الخليج السينمائي) مسابقةً
للأفلام
الطويلة، ونحن نعرف جميعاً أنّ الإنتاج الخليجي لعامٍ كاملٍ لن يصل إلي
العدد
المطلوب في القانون الداخلي للمهرجان.
كما فتحَ إمكانية مُشاركة العراق، واليمن
انطلاقاً من الجغرافيا التي تجمعهما مع دول (مجلس التعاون
الخليجي).
كانت
النتيجة، غابت اليمن إنتاجا(في الدورة الأولي علي الأقلّ)، وشاركت العراق
بـ15
فيلماً في المُسابقات المختلفة، وحصدت 7 جوائز عنها.
وبعد أن كانت (مسابقة أفلام
من
الإمارات) مقتصرةً علي (دول مجلس التعاون الخليجي)، جاء (مهرجان الخليج
السينمائي) ليُوسّع المفهوم جغرافياً، ويضمّ دول المنطقة(وربما
تتبعها إيران
لاحقاً)، وهكذا حقق (مسعود أمر الله) وحدةً سينمائيةً، لم تُحققها السياسة.
وبعد
أن
عزل الاحتلال الأمريكي العراق، وأبعدها عن محيطها، جاء المهرجان ليُعيدها
(سينمائيا)ً
إلي المنطقة، ويجمع شمل العراقيين من الداخل، والمنافي بأطيافهم
السياسية المُتباينة.
كانت (مسابقة أفلام من الإمارات) تظاهرةً سينمائيةً
(طليعية)، ولكنها افتقدت البهجة، وجاء (مهرجان الخليج السينمائي) ليقترب من
الجمهور
المحليّ
أكثر، وطبعَ أجواءه جانباً احتفالياً لم يؤثر علي المستوي النوعي
لبرمجته.
وبعد أن عانت الأفلام الخليجية من مشكلة التمثيل، وتردّد
المخرجين
بالعمل مع
الممثلين المحترفين، فتح (مهرجان الخليج السينمائي) الأبواب أمام فناني
الخليج للتعرف علي أفلام الشباب، والانفتاح علي فرص التعاون المُستقبلي
فيما
بينهم.
كما كانت فرصة للفنانين أنفسهم للاقتراب أكثر من العمل
السينمائي (الرؤي
الإخراجية السينمائية)، بعد أن سطّحت الدراما التلفزيونية من مواهبهم،
و(مسرحتها)
إلي حدّ بعيد.
ہہہ
أرقاماً، وإحصائيات، وصل عدد الأفلام المُشاركة في
المُسابقات المُختلفة للدورة الأولي لـ(مهرجان الخليج
السينمائي) إلي 94 فيلماً
قصيراً، وطويلاً، روائيا،ً وتسجيلياً.
تضمنت مسابقة الأفلام الطويلة (مع كلّ
التحفظات حول مستواها النوعيّ) ستة أفلام:
واحداً من البحرين، وآخر من العراق،
واثنين من الكويت، ومثلهما من السعودية،
علماً بأنّ أحد الأفلام الكويتية (الدنجوانة)
من إخراج المصري (فيصل شمس)، وأحد الأفلام السعودية (صباح الليل) من
إخراج السوري (مأمون البني).
وتضمنت مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 16
فيلماً:
4
من العراق، 3 من الإمارات العربية المتحدة، 3 من الكويت، 3 من
السعودية، 1 من قطر، 1من سويسرا، 1 من الولايات المتحدة
الأمريكية.
ومن الواضح
هنا، أنّ القانون الداخلي للمهرجان قد سمح بإشراك أفلام أجنبية الإنتاج
لمخرجين من
أصولٍ خليجية، كما الحال مع (عصابات بغداد) السويسريّ الإنتاج، ومن إخراج
(عايدة
شليبفر) السويسرية الجنسية من أصلٍ عراقي،
وأيضاً (السعوديون في أمريكا) من إنتاج
الولايات المتحدة، وإخراج السعودي (فهمي فرحات).
وتضمنت مسابقة الأفلام الروائية
القصيرة 47 فيلماً:
6
من البحرين، 11من السعودية، 4 من سلطنة عمان، 13 من
الإمارات، 2من العراق، 10من الكويت، 1 من قطر.
ومن الواضح أيضاً، التغاضي عن
جنسية المخرج الأجنبية عندما تتطرق أحداث فيلم ما لموضوع محليّ، كما الحال
مع (شرق)
لمخرجه الأمريكي (إيريك ساندوفال) ذي الأصول المكسيكية.
وتضمنت الأفلام
التسجيلية للطلبة 9 أفلام:
·
6
من العراق، 3 من الإمارات العربية
المتحدة.
·
وتضمنت مسابقة الأفلام القصيرة للطلبة 15
فيلما:
·
6
من الإمارات، 1
من
الكويت، 2من سلطنة عمان، 2 من العراق، 1 من البحرين، 3 من السعودية
.
وهكذا،
تصبح المُشاركة العامة وُفق توزيعها الجغرافي:
·
(25)
فيلماً من
الإمارات العربية
المتحدة.
·
(19)
فيلماً من
السعودية.
·
(15)
فيلماً من
العراق.
·
(16)
فيلماً
من
الكويت.
·
(9)
أفلام من البحرين.
·
(2)
فيلمان من قطر.
·
(6)
أفلام من
سلطنة عمان.
·
فيلماً واحداً من سويسرا( لمخرجةٍ من أصلٍ
عراقي).
·
فيلماً واحداً من الولايات المتحدة الأمريكية
(لمخرجٍ سعودي).
مجموع أفلام
المُسابقة (94) فيلماً.
هذا بالإضافة للأفلام خارج المُسابقة (الخليجية،
العربية، والأجنبية)، وحولها قراءةٌ لاحقة.
الجوائز:
الأفلام
الروائية الطويلة:
(1)
الجائزة الأولي: أحلام ـ محمد الدراجي ـ العراق.
(2)
الجائزة
الثانية: أربع بنات ـ حسين عباس الحليبي ـ البحرين
(3)
تنويه خاصّ: راشد الشمراني ـ
السعودية عن نصّه، ودوره في فيلم صباح الليل لمخرجه السوري (مأمون
البني).
الأفلام
الروائية القصيرة:
(1)
الجائزة الأولي: تنباك ـ عبد الله
حسن أحمد ـ الإمارات.
(2)
الجائزة الثانية: بنت مريم ـ سعيد سالمين المري ـ
الإمارات.
(3)
الجائزة الثالثة: بيلوه ـ عامر الرواس ـ سلطنة عمان
(4)
تنويه خاص:
الإماراتي سمير كرم عن دوره في فيلم (تنباك)، والسورية (نيفين ماضي) عن
دورها في
فيلم (بنت
مريم).
الأفلام
التسجيلية الطويلة:
(1)
جائزة لجنة التحكيم
الخاصة
: www.gilgamesh.21
طارق هاشم ـ العراق
(2)
الجائزة الأولي: عندما تكلم
الشعب/الجزء الثاني ـ عامر الزهير ـ الكويت.
(3)
الجائزة الثانية: شيخ الجبل ـ ناصر
اليعقوبي ـ الإمارات.
(4)
الجائزة الثالثة: يوم في سجن الكاظمية للنساء ـ عدي صلاح ـ
العراق.
(5)
شهادة تقدير: ليالي هبوط الغجر - هادي محمود ـ العراق
(6)
شهادة تقدير:
المريد ـ
نجوم الغانم ـ الإمارات العربية المتحدة
(7)
شهادة تقدير: السعوديون في
أمريكا ـ فهمي فرحات ـ الولايات الأمريكية المتحدة.
الأفلام
التسجيلية
للطلبة:
(1)
الجائزة الأولي: الرحيل ـ بهرام الزهيري ـ
العراق. الجائزة الثانية:
مشروع أمل ـ عائشة المهيري، وأسماء أحمد ـ الإمارات.
(2)
الجائزة الثالثة: شمعة
لمقهي الشهبندر ـ عماد علي ـ العراق .
(3)
الأفلام القصيرة
للطلبة:
(4)
الجائزة الأولي: الواقعية أفضل ـ داود
الكيومي، وياسر الكيومي ـ
سلطنة عمان.
(5)
الجائزة الثانية: تقويم شخصي ـ بشير الماجد ـ العراق.
(6)
الجائزة
الثالثة: أبيض، وأبيض ـ بدر الحمود ـ السعودية.
(7)
جائزة لجنة التحكيم الخاصة
للطلبة :البحر يطمي - حمد عبد الله صغران ـ الإمارات العربية المتحدة.
(8)
شهادة
تقدير خاصة:
دبي عبد الله أبو الهول ـ موهبة واعدة ـ الإمارات العربية
المتحدة.
القدس العربي في 30
أبريل 2008
|