العقاد مخرج 'الرسالة'، اهم فيلم
عن الاسلام، يقتل على يد متشددين اسلاميين
وفاة المخرج السوري مصطفى
العقاد بعد اصابته في تفجيرات عمان
الملك عبدالله يؤكد ان الاردن لا يخاف ولا يقبل
الابتزاز،
واعتقال مشتبه بهم عرب واردنيين
عمان - توفي المخرج السوري الذي يتمتع بشهرة عالمية مصطفى
العقاد (68 عاما) في احد مستشفيات عمان متأثرا بجروح اصيب بها
في احد الاعتداءات
التي استهدفت مساء الاربعاء ثلاثة فنادق في العاصمة الاردنية، حسبما ذكر
احد
اقربائه.
وجرح المخرج السوري في حين قتلت ابنته ريما في تفجير انتحاري استهدف فندق "غراند
حياة" في عمان مساء الاربعاء.
وقد وصل العقاد الى الاردن لحضور حفل زفاف الجمعة المقبل في العقبة كما
وصلت
ابنته ريما من بيروت.
وكان العقاد في بهو الفندق يستقبل ابنته لحظة وقوع الانفجار ما اسفر عن
مقتلها
على الفور.
واكدت اقارب له ان العقاد اصيب بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمه.
والعقاد اشهر مخرج عربي حقق شهرة على الساحة العالمية بعمله في هوليود
نفسها.
ولد في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في
الولايات المتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجليس في كاليفورنيا
وتخرج
منها العام 1958.
ومن اشهر افلام العقاد "الرسالة" (1976) الذي يعتبر اهم فيلم عن الاسلام
انتج
حتى الان وشارك في بطولة نسخته الانجليزية انطوني كوين الذي جسد شخصية حمزة
عم
الرسول.
كما اخرج العقاد فيلم "عمر المختار اسد الصحراء" (1980) الذي قاد ثورة
مسلحة ضد
الاستعمار الايطالي في ليبيا واعدم العام 1932 من بطولة الممثل الاميركي
انطوني
كوين ايضا.
في العام 1978 بدأ انتاج سلسلة افلام الرعب "هالوين" (ثمانية افلام) التي
حققت
نجاحا كبيرا.
ومنذ سنوات كان العقاد يحضر لاعداد فيلم عن صلاح الدين.
ومن جهة اخرى اوقفت السلطات الاردنية الخميس اعدادا كبيرة من المشتبه فيهم
من
اردنيين وعرب ضمن اطار التحقيق في الاعتداءات.
وقد استهدفت التفجيرات الانتحارية الاربعاء ثلاثة فنادق يرتادها المغتربون
والغربيون المتوجهون الى العراق من الاردن الذي يعتبر من اقوى حلفاء
الولايات
المتحدة في المنطقة.
وقد زعزعت التفجيرات الهدوء النسبي لواحدة من اكثر الدول استقرارا في
المنطقة
والتي كانت تعتبر سابقا المأوى الامن من الاضطرابات في العراق.
واثارت التفجيرات استنكارا دوليا واسعا.
واضاف مصدر امني طلب عدم الكشف عن هويته انه "تم توقيف عدد كبير من الاشخاص
بغرض
التحقيقات وهم اردنيون وعرب بينهم عراقيون".
وكان بين قتلى التفجيرات 12 شخصا من بينهم مواطن اميركي، وخمسة عراقيين
وثلاثة
صينيين وسعودي وفلسطيني واندونيسي. فيما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان رجل
اعمال
اسرائيليا كان بين القتلى. وجرح في التفجيرات 102 شخصا.
وقد اعلن تنظيم القاعدة بزعامة المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليته
عن
الهجمات المتتالية وذلك في بيان له على الانترنت، محذرا من مزيد من الهجمات.
وقال التنظيم انه استهدف الفنادق الثلاثة لانها "مراكز للحرب على الاسلام"،
مضيفا انها "اصبحت المكان المفضل لعمل اجهزة المخابرات وخاصة الاميركية
والاسرائيلية وبعض دول اوروبا الغربية".
الا ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قال في كلمة الى الشعب
الاردني ان "الاردن
لا يخاف ولا يقبل الابتزاز" لتغيير مواقفه.
وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي ان "الاردن لا يخاف ولا يقبل الابتزاز
ولا
يمكن لهذه الاعمال ان تدفعنا الى تغيير مواقفنا او قناعاتنا او التراجع عن
دورنا
بمحاربة الارهاب بكل اشكاله".
ودان مجلس الامن الدولي التفجيرات "باقسى العبارات" وذلك في بيان صدر قبيل
زيارة
الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى الاردن الجمعة في اطار جولة يقوم
بها في
المنطقة.
واعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن "فظاعة" التفجيرات الدموية، وقال انه
اجرى
مكالمة هاتفية مع العاهل الاردني.
وقال "علينا التزام وواجب بان نظل اقوياء وحازمين وان نقدم هؤلاء الاشخاص
للعدالة".
وصرح المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان انه لم يتضح بعد من هم
المسؤولون
عن الهجمات الانتحارية الا انه قال انها "تحمل بصمات القاعدة".
وكان الاردن قد اعاد فتح حدوده بعد اغلاقها عقب الهجمات، فيما عززت
الاجراءات
الامنية في المطارات وانتشرت قوات اضافية من الشرطة امام فنادق عمان.
وخرج الاف الاردنيين حاملين الاعلام الى شوارع العاصمة وغيرها من مناطق
المملكة
للتعبير عن غضبهم لاعمال العنف وهاجموا الزرقاوي.
وقال الطالب حسام (15 عاما) "هذه اعمال شريرة قام بها جبناء".
وفي اكثر التفجيرات دموية فجر انتحاري نفسه عند مدخل صالة افراح في فندق
راديسون
ساس حيث كان يقام حفل زفاف. وتوفي في الحفل والدا العروسين. واصيب العروسان
بجروح.
وفجر انتحاري اخر نفسه عند مدخل فندق غراند حياة كما
فجر اخر نفسه في فندق "ديز
ان" في ضاحية الرابية.
والغى الملك عبد الله الثاني زيارة كان من المقرر ان يقوم بها الى اسرائيل
يوم
الاثنين لاجراء محادثات حول عملية السلام.
يشار الى ان الاردن هو واحد من ثلاث دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع
اسرائيل
وتمكن في السابق من تفكيك عدد من الشبكات المرتبطة بالقاعدة التي اشتبه
بتخطيطها
لشن هجمات ضد اهداف اميركية وغربية في الاردن.
وقد تعرض ميناء العقبة الى هجوم صاروخي في اب/اغسطس الماضي القيت مسؤوليته
على
جماعة الزرقاوي.
|