في الدورة العشرين لمهرجان قرطاج السينمائي
رغم المنافسة الشديدة هل تفعلها مصر وتعود بالجائزة
الذهبية؟!
عودة العراق والاحتفاء بفلسطين وأول فيلم خليجي في قرطاج
تونس/ نورا خلف
من ربوع تونس الخضراء.. ومن تلك المدينة العريقة "قرطاج" التي يتنفس أهلها
شتي أنواع الفنون من موسيقي وطرب وشعر وفنون تشكيلية.. ومن طرقات شارع
الحبيب بورقيبة الذي اصطف العشرات في جنباته من عشاق تلك الساحرة الفضية "السيما"
وأمام دور العرض المنتشرة به مثل "الكوليزي" البلاس المونديال.. البرناس..
الريو.
ومن نسمات مشبعة برائحة الفل والياسمين والورد العربي ومع أكواب الشاي
الأخضر بالنعناع ومع صوت أم كلثوم الذي يتردد علي المقاهي المنتشرة بهذا
الشارع والذي تحول ليله إلي نهار ونسي أهله النوم علي الرغم مما هو معروف
عنهم انهم ينامون مبكرا.
من كل هذا نعود محملين بأشواق اللقاء لرائحة صالات العرض والأفلام ولقاءات
المبدعين.. وإلي سهرات الأصدقاء ورائحة البحر في المرسي وسوسة والياسمين في
سيدي بوسعيد والبحيرة وقمرت والسوق العتيق.. تأخذنا الأفلام بعيداً..
بعيداً نذوب عشقا صامتين ونتوق للمزيد والمزيد.
* نلتقي هنا كل عامين مع الأهل والأصدقاء ومبدعي السينما من هنا
وهناك.. من قارة افريقيا ومن عالمنا العربي نلتقي ونتواصل ونحكي ونستمع
وننقل لكم اعزائي القراء تفاصيل تلك التجارب وننقل لكم الجديد في هذا
العالم الساحر عالم السينما.
* هنا في تونس البيضاء التي اكتست بيوتها باللون الأبيض وتونس الزرقاء
ببحرها الصافي وأبوابها ونوافذها والتي ارتدت أبهي حللها في استقبال عشاق
مهرجانها الدولي "قرطاج" وهو يحتفل بعيدها العشرين وكأنها عروس تزف علي ضوء
الشموع ورائحة الزهور.
البداية
* تابعت "حريتي" قرطاج منذ ثمانية أعوام ولكن هذا العام كان الوضع
مختلفا.. لقد حدثت ثورة في كل تفصيلة من تفاصيل المهرجان بداية من الادارة
التي حدثت بها بعض التغيرات.. ثم انتقل مكان الاحتفال من سينما الكوليزي
لصالة الألعاب الرياضية مقر الرياضة بالمنزه.. مرورا باعادة افتتاح سوق
الفيلم علي هامش المهرجان والذي توقف منذ عدة سنوات.
أيضاً مقر اقامة ضيوف المهرجان الذي انتقل لفندق "Africa" أيضا في تكريمه لثلاثة نجوم مصريين هم يوسف شاهين وعمر الشريف
ويسرا.. الاحتفاء بالسينما المغربية والسينما الفلسطينية.. ولأن الدورة
العشرين هي دورة استثنائية بمناسبة مرور أربعين عاماً علي بداية مهرجان
قرطاج الذي بدأ عام 1966 فقد حفلت العديد من الاحتفاليات منها بتكريم كل
الذين نالوا جائزته الذهبية طوال تلك الدورات ومنهم من الجزائر والسنغال
وتونس والغريب ورغم طوال تلك السنوات لم ينل تلك الجائزة أي فيلم مصري علي
الرغم من المشاركة المصرية بأكثر من فيلم جيد بداية من أفلام يوسف شاهين
نفسه والذي نال تكريم المهرجان بوصفه صديقا له.
تكريم
كرم المهرجان عمر الشريف الذي ارجع الفضل في نجاحه لاستاذه يوسف شاهين الذي
اكتشفه وقدمه لأول مرة.. ومن تلاميذ شاهين أيضاً يسرا التي قدمها في أكثر
من فيلم آخرها اسكندرية - نيويورك والتي قال عنها "ملهمته" لم يكتف
المهرجان بهذا بل احتفي أيضا بالنجم الكوميدي الشاب محمد هنيدي ونظم له
الهامش عرضا خاصا بفيلم "فول الصين العظيم" كذلك النجمة إلهام شاهين
والمخرجة التسجيلية تهاني راشد التي تقيم بكندا وفيلمها "سريرا.. امرأة من
فلسطين" الذي عرض بمهرجان الاسماعيلية في دورته الأخيرة.. هناك أيضا الفيلم
المصري في المسابقة "بحب السيما" ولم يحضر سوي مخرجه اسامة فوزي.. وفي
البانوراما.. فيلم "حب البنات".
منافسة
* تتميز دورة المهرجان هذا العام بكثرة فعالياتها بداية من ورشة
المشاريع السينمائية الجديدة.. وعودة سوق الفيلم ثم المائدة المستديرة حول
مشاكل السينما العربية بالاضافة للندوات اليومية التي تقام لمناقشة الأفلام
الطويلة والقصيرة والتي وصل عدد الأخيرة منها ل 15 فيلما.
* أما عن الأفلام الطويلة في المسابقة الرسمية وعددها 22 فيلما فتتميز
هذا العام بالمنافسة الشديدة والتي يصعب التنبؤ بالفائزين بجوائزها نظرا
لارتفاع مستواها الفني وتنوعها وتناولها للعديد من الموضوعات الهامة
والمطروحة الآن علي الساحة بقوة.. مثل الفيلم المغربي "درب مولاي الشريف"
للحسن بن خلون والذي يتناول تأريخا لفترة السبعينيات في المغرب من خلال
مجموعة من الشباب المعتقلين سياسياً. الفيلم السوري "ما يطلبه المستمعون"
والذي عرض بمهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي وتقبله الجمهور التونسي
بحفاوة كبيرة.. أيضا نال الفيلم البحريني لمخرجه طه الزوادي "الزائر" وهو
التجربة الثانية بعد فيلم "الحاجز" واللبناني "معارك حب" والذي تدور احداثه
في بيروت عام 1983 أثناء الحرب الأهلية من خلال قصة صداقة بين لينا الطفلة
التي تدخل عالم المراهقة وبين خادمة عمتها "سهام" والفيلم الفلسطيني "في
الشهر التاسع" ويتناول قصة خليل الذي يسافر للبنان بعد زواجه وتنتظره زوجته
عشر سنوات.. الفيلم السنغالي "السيدة برويت" وعرض في مهرجان القاهرة
السينمائي العام الماضي ويحكي لنا قصة ماني المرأة المطلقة التي تعمل بائعة
علي عربة يد من أجل اعالة طفلتها ثم تقع في غرام رجل شرطة وتنتهي الاحداث
بقتله علي يدها بعد ان عانت كثيرا من قهره لها.
العراق فلسطين
أيضا ما يميز قرطاج هذا العام هو عودة السينما العراقية بعد انقطاع من خلال
فيلم "زمان.. رجل القصب" اخراج عامر علوان ويحكي لنا قصة زمان وزوجته
اللذين يعيشان بمنطقة ساحلية ويسكنان في كوخ من قصب ولكن فجأة تصاب زوجته
بمرض غريب ناتج عن آثار الحرب ويخوض زمان معركة من أجل علاج زوجته.
* يكرم المهرجان السينما الفلسطينية بعرض كل الأفلام التي تناولت قضيتها
سواء تلك التي قدمها عرب أم أجانب كما كرم المهرجان فلسطين من خلال سفيرتها
في باريس ليلي شهير.
كواليس
* كعادته كل عام حرص وزير الثقافة التونسي د.عبدالباقي الهرماسي علي
استقبال ضيوف المهرجان في حفل بملق الوادي وعلي ظهر الباخرة قرطاج حضره
جميع الضيوف وقامت احدي ضيوف من الوفد السوري بغناء بعض أغنيات أم كلثوم
وأيضا صباح فخري.
* محمد هنيدي كان هو فاكهة المهرجان فقد كان محط الأنظار في كل مكان
يذهب إليه.. محمد تجول بالسوق العتيق والتف حوله البائعون ورواد السوق. كما
قام بتصوير حلقة للتليفزيون التونسي واختار "سيدي بوسعيد" ليتم التصوير.
* جريدة الجمهورية التونسية أقامت احتفالا كبيرا بمناسبة مبايعة
الرئيس زين العابدين بن علي لفترة رئاسة وأحيا الحفل الفنانة شيرين وجدي
والجزائري رابح درياس والمغربي عبدالوهاب الدوكالي والفنانتان باسكال
مشعلاني وهيام يونس والليبي عبدالله الأسود ومن تونس صابر الرباعي. حضرت
الحفلة الفنانة إلهام شاهين التي خرجت منه إلي المطار.
|