براندو
ألــــــف وجــــه لألــــف عـــــام
خسرت هوليوود احد اكبر نجومها الممثل مارلون
براندو الذي توفي مساء
الخميس في لوس انجليس، حيث كان يعيش في عزلة تامة ومثقلا بالديون، عن
80 عاما
نتيجة اصابته بمرض رئوي.
وكان براندو يعاني من مرض رئوي وتدهورت حالته
الصحية
فجأة في الايام الاخيرة لكنه رحل بهدوء محاطا باقاربه حسب ما اعلن جاي كانتر
احد
اصدقائه لوكالة فرانس برس. واضاف ان اقرب المقربين لبراندو سيحضرون جنازته
رافضا
اعطاء تفاصيل اضافية.
وبعد حياة مهنية تكللت بالنجاح مثل خلالها في
افلام نالت
شهرة منها فيلم »ستريت كار نيمد ديزاير« (عربة اسمها الرغبة) و»لاست تانغو ان
باريس« (آخر تانغو في باريس) و»ذي غاد فاذر« (العراب) و»ابوكاليبس« (القيامة
الان)، توفي براندو في مستشفى »يو سي ال اي« في لوس انجليس
مفلسا.
وقالت متحدثة
باسم المستشفى روكسان موستر لوكالة فرانس برس انه توفي نتيجة
اصابته بجلطة في الرئة
حسب اطبائه. وقال كانتر ان براندو نقل الى المستشفى مساء الاربعاء... عاش
براندو
السنوات الاخيرة من حياته في عزلة شبه تامة وتوفي مفلسا وغارقا في الديون.
وكان
براندو يعيش في منزل صغير متواضع في مولولاند درايف
(كاليفورنيا غرب). واشادت
شخصيات من عالم الفن السابع مثل صوفيا لورين وفرانسيس فورد كوبولا بالممثل
الراحل
ووصفاه بانه احد الممثلين الاكثر غموضا وابداعا. وقال كوبولا »الكل يتدافع
للتعليق
على وفاته. كل ما اريد ان اقوله هو انني حزين جدا لنبأ وفاته«... وحل رجل
مريض بلغ
وزنه
160
كيلوغراما مكان الرجل الجذاب الذي تألق في فيلم »ستريت كار نيمد ديزاير«
(1951).
وفي العام
1989
قرر ان يعتزل التمثيل رغم تأدية بعض الادوار
الثانوية بين الحين والاخر وكان آخر ادواره في العام
2001 في فيلم »ذي
سكور«.
وفي مقابلة اجريت معه اكد براندو انه اراد الافلات
من الارهاق والتوتر
الناجمين عن شهرته الكبيرة قائلا »لقد عانيت كثيرا من الشهرة التي لاحقتني
طوال
حياتي«.
وذكر روبرت اوزبورن الاخصائي في شؤون عالم هوليوود »لقد كان احد اهم
الممثلين على الاطلاق« مضيفا »لكنني اعتقد انه سبب ايضا احدى اكبر الخيبات
(...)
لانه هدر« موهبته كممثل.
وحيال الانتقادات التي كانت توجه اليه قال براندو
ان
دور الممثل بالنسبة اليه مجرد »وظيفة«.
ولد براندو في الثالث من ابريل
1924 في
عائلة متواضعة من اوماها (نيبراسكا) من والدة ممثلة مدمنة على الكحول ووالد
معروف
لكونه »زير نساء« يعمل في التجارة.
وانتقل براندو وهو في العشرين من العمر ليعيش
في نيويورك حيث التحق بمعهد »اكتورز ستويدو« للفنون.
واكتشف اليا كازان موهبته
ولمع نجم براندو في العام
1947
في فيلم »ستريت كار نيمد ديزاير«.
ونال براندو
جائزة اوسكار كافضل ممثل عن دوره في فيلم »اون ذي ووتر فرونت«
(على الواجهة
المائية) لاليا كازان.
وبعد سلسلة من الافلام التي لم تلق نجاحا في
الستينات لمع
نجمه مجددا في العام
1972 بفضل دور دون كورليوني في فيلم »ذي غاد فاذر«
لفرانسيس
فورد كوبولا ونال جائزة اوسكار ثانية.
وفي العام
1972
تألق مجددا بفضل دوره في
فيلم »لاست تانغو ان باريس« لبرناردو برتولوتشي.
وشهدت حياته العائلية مآسي.
ورزق ب١١ ولداً من عدة علاقات وزيجات. وفي العام
1990
قتل كريستيان ابنه البكر
خطيب احدى بناته شايان. ومضى كريستيان خمس سنوات في السجن واقدمت شايان على
الانتحار في العام
1995.
وإذا كان سيناريو وفاته يحمل طابعا رومانسيا فإن
سيناريو حياته يروي حياة حافلة لاحد أساطير السينما والمسرح في هوليوود.
دون
فيتو كورليوني.. ستانلي كوالسكي ..تيري مالوي.. الدكتور مورو..
وأسماء لا نهاية لها
جسدها الممثل الامريكي مارلون براندو الذي رحل عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر
يناهز
80
عاما.
ولد براندو في ولاية نبراسكا في الثالث من أبريل
عام
1924 وكانت
بدايته في السينما في فيلم »الرجال« في عام
1950 ولكن برز إلى الاضواء عندما أدى
شخصية ستانلي كوالسكي في رائعة المؤلف المسرحي تينسي ويليامز
»عربة اسمها
الرغبة«.
واستطاع براندو أن ينتزع الاوسكار في عام
1954 أي بعد أربعة أعوام
فقط من بداية مشواره الفني عندما أدى شخصية الملاكم تيري مالوي
»في مواجهة
الماء«.
ويصل براندو إلى ذروة التألق في ثلاثية المخرج فرانسيس فورد كوبولا »الاب الروحي« التي حققت نجاحا ساحقا في
الولايات المتحدة والعالم ولعب فيها براندو
دور الاب الروحي لعصابات المافيا دون فيتو كورليوني في تجسيد
قال عنه النقاد إنه »لن
يتكرر«. وحصل براندو على جائزة الاوسكار عن دوره في هذا الفيلم في عام
1972
ولكنه رفضها احتجاجا على معاملة الحكومة الامريكية للهنود الحمر في ذلك
الوقت.
ولعل سر عبقرية مارلون براندو يرجع إلى أنه أحد
المروجين لفكرة »التمثيل
المنهجي« الذي يعتمد على استخدام الممثل لمهارته أكثر من اعتماده على التقنية
مما
يقربه أكثر من الصدق في الاداء ومن الجمهور خاصة على المسرح.
وهذا سر تألقه
فبراندو يستطيع أن يشارك في فيلم استعراضي رغم عدم إلمامه بهذا
اللون أو يؤدي شخصية
رجل من أصول يابانية ولكن أدائه الصادق يقنعك ويدخل إلى قلبك.
ولكن حياة هذا
الممثل لم تخل أيضا من متاعب ففي عام
1996 ثارت الولايات المتحدة ضده عندما ظهر
في مقابلة مع المذيع لاري كينج في برنامجه الشهير »لاري كينج
لايف« وصرح بأن »اليهود
يحكمون أمريكا بل إنهم يملكونها فعلا«. واتهم في أعقاب ذلك بأنه عنصري
ومعاد للسامية حتى استسلم في النهاية وأعلن أنه لم يقصد ما
قاله.
وبوفاة براندو
أحبط مشروع فيلم كان سيقوم ببطولته وكان سيبدأ تصويره في عام
2005 ويحمل عنوان
»براندو
وبراندو« من إخراج التونسي رضا الباهي.
ويروي الفيلم قصة حياة براندو
الشخصية من أحلام رجل تونسي يعشق السينما ومولع ببراندو فيسافر إلى أمريكا
ويلتقي
به فيدعوه براندو إلى منزله ليبدأ معه رحلته في دروب ذكرياته.
####
عرّاب السينما العالمية..
وداعاً
ضرب براندو بأنفه المكسور وطبيعته المتمردة مثلا
في الاداء التلقائي
كما ترسخ كنموذج امريكي للرجولة على مدى جيل بكامله من خلال ادواره في افلام
مثل (عربة اسمها الرغبة) عام
١٥٩١ و (ذي وايلد وان) عام ٣٥٩١ و (عند الضفة) عام
٤٥٩١.
وانطبعت لدى العديد من الناس صورة براندو قائد
الدراجة النارية المتمرد
وهو الدور الذي لعبه في (ذي وايلد وان).
وحصل براندو على جائزة اوسكار عن دوره
في فيلم (عند الضفة) وعلى اوسكار اخرى عن دور الزعيم الروحي للمافيا في فيلم
(الاب
الروحي) عام ٢٧٩١.
وفيما بعد هاجم براندو هوليوود وصب جام غضبه على
مظاهر
النجومية على مدى مشواره الفني. ورفض في عام ٣٧٩١ تسلم جائزة الاوسكار الثانية
احتجاجا على معاملة الهنود الحمر ولم يلبث ان اكد فيما بعد انه لايعرف شيئا
عن مصير
الجائزة.
وفي السنوات التالية طغت العزلة الغريبة التي
فرضها على نفسه
والاضطرابات الاسرية والنزاعات المالية على نبوغ براندو كممثل.
ففي عام
٠٩٩١
حكم على ابنه كريستيان براندو من زوجته الاولى الممثلة انا كاشفي بالسجن عشر
سنوات
في جريمة قتل صديق اخته غير الشقيقة شيين. وفي عام
٥٩٩١ انتحرت شيين وهي بعد في
الخامسة والعشرين من عمرها.
وبراندو الذي تلقى اجرا بلغ
٤١ مليون دولار عن
دور ثانوي في فيلم »سوبر مان« عام ٨٧٩١ وكان حينئذ مبلغا هائلا ظل متورطا في
نزاعات قانونية بسبب المال حتى الاسابيع الاخيرة من حياته.
وضخ براندو الملايين
من ماله في جزيرة تتياروا في ساوث سيز والتي اشتراها عام
٦٦٩١ حيث عاش معظم
اوقاته في الثمانينات وحيث تم تصوير مشاهد فيلم (تمرد على السفينة باونتي).
وكان
براندو يقول انه يمثل من اجل المال وان »التمثيل مهنة جوفاء
وغير مجدية.«
وظل
براندو مصدر الهام لجيل كامل من الممثلين المتمردين من بينهم
جيمس دين.
وكتبت
عنه الناقدة السينمائية بولين كايل في صحيفة ذا نيويوركر تقول
»كان حضوره يشيع جوا
من الاثارة والخطورة لكن ربما كانت جاذبيته تنبع بشكل خاص من شعور بسيط
بالغرور وهو
غرور الغلمان الاشداء«. واضافت »كان براندو بمثابة نسخة معاصرة من الامريكي
الحر«.
ولد براندو في اوماها بولاية نبراسكا في الثالث من
ابريل عام ٤٢٩١ لاب
كان يبيع كربونات الكالسيوم وام كانت تعمل بالتمثيل وتقوم بتدريب فرقة مسرحية
محلية. وارسل للدراسة باكاديمية مينيسوتا العسكرية لكنه مالبث ان طرد
منها.
وتوجه براندو الى نيويورك حيث كانت ابنتاه تدرسان
الفن والدراما. وهناك
عكف على دراسة الدراما على يد مدرسة شهيرة هي ستيلا ادلر.
وقالت ادلر ذات مرة
»لم
يكن مارلون في الواقع في حاجة الى تعلم التمثيل.
فقد كان يعرفه بالفعل. كان
منذ البداية ممثلا عالميا.لم يكن هناك شيء انساني غريب عنه«.
في عام
٦٤٩١ صوت
النقاد لصالح براندو كأكثر الممثلين الواعدين في برودواي بفضل دوره في مسرحية
(المقهى
المتنقل) التي ادى فيها دور محارب قديم عائد من الحرب العالمية
الثانية.
وكسر براندو انفه اثناء مداعبة خشنة وراء الكواليس
واشتهر بتقلباته
المزاجية.
في عام
٧٤٩١ اقر الكاتب المسرحي تينيسي وليامز اختيار براندو للعب
دور ستانلي كواليسكي الفظ في مسرحية (عربة اسمها الرغبة).
وظل براندو يقاوم
هوليوود حتى عام ٠٥٩١
ثم مالبث ان لعب ادوارا لاتنسى في النسخة السينمائية من
»عربة
اسمها الرغبة« التي اخرجها ايليا كازان عام ١٥٩٩١
وفيلم »فيفا زباتا« عام
٢٥٩١.
وقال عنه المخرج ايليا كازان ذات مرة »داخله مفعم
بالعداء العميق
والحنين الى القديم وانعدام الثقة الا ان واجهته لطيفة وودودة«.
|