أكثر ما يميزه أنه فنان مختلف، لا يكتفي فقط بعدم السير في ركاب الآخرين، وإنما يبحث أيضا عن عمل له معنى وهدف، ويستطيع من خلال ما يقدمه من أعمال فنية التأثير في المجتمع. لذلك لجأ كثيراً لكتابة أعماله ولم يكتف بالبطولة فقط، وربما سبب له ذلك العديد من المشاكل خاصة مع الرقابة.هو الفنان الكوميدي أحمد عيد الذي يحتفل هذه الأيام بنجاح أحدث أعماله السينمائية “رامي الاعتصامي” الذي ظل كثيرًا في انتظار حكم الرقابة عليه بعد رفض دام فترة طويلة.التقينا به في حوار تحدث من خلاله عن كثير من المشكلات التي واجهت عمله، بل أغلب ما قدمه من أعمال سابقة.

·         ما ردود الأفعال التي تتلقاها تجاه فيلمك “رامي الاعتصامي”؟

 ردود الأفعال التي أسمعها كلها إيجابية منذ أول يوم لعرض الفيلم، وأعتبر هذه الردود مكافأة لنا بعد المجهود الكبير الذي قمنا به جميعا كأسرة العمل.

·         من رامي الاعتصامي؟

 شاب مثل كل أبناء جيله يبحث عن أحلام وطموحات وأشياء كثيرة، فهو لديه طاقة وأفكار كثيرة جدا بعضها ناضج. وبالرغم من أنه ليس لديه مشكلات مادية لأنه ابن رجل أعمال كبير، فإنه إنسان مستهتر لا يتحمل المسؤولية ويتعامل مع الأشياء الموجودة في المجتمع على أنها للتسلية فقط إلى أن يقع في غرام فتاة ويحاول جذب نظرها دون فائدة، وهي لا تستحق كل ذلك.

·         يتعرض العمل لظاهرة “الفيس بوك” واستخدام الشباب للانترنت بشكل عام فهل قصدت ذلك؟

 بالطبع قصد العمل ظاهرة “الفيس بوك” الموجودة حاليا بين الشباب بشكل لافت، لدرجة أنهم لا يفكرون حاليا إلا فيه، لدرجة أننا من الممكن التعرف إلى طريقة حياة الشباب ومشكلاتهم من خلال الدخول إلى “الفيس بوك” لسماع المناقشات التي تتم بينهم. وكان لابد من إلقاء النظر على هذه الظاهرة بشكل موضوعي، خاصة أن هذه هي لغة شباب هذا الجيل.

·         وما علاقة “الفيس بوك” بالأفكار السياسية التي يتعرض لها العمل؟

 رامي يقلد الشباب في استخدامهم ل”الفيس بوك” والانترنت وفجأة استوقفه كثير من الأفكار والآراء التي لها مدلول في مجتمعنا حاليا، وتحدث نقطة تحول في شخصيته ليصبح لديه وعي وأفكار سياسية كثيرة، فيستخدم عقله في تحليل الأمور ويبدأ في البحث عن الثوابت لدينا.

·         كيف كان التحضير للعمل؟

 الفيلم كان فكرة عرضها عليّ مؤلف العمل لؤي السيد وأعجبتني جدا ووجدت نفسي أبدأ على الفور التحضير لها، والعمل أرهقتني، لأن به تفاصيل عديدة، خاصة أن الشخصية بها تحولات كثيرة، وردود أفعالها كانت دائما غير تقليدية لذلك عقدنا جلسات عمل عديدة لرسم الشخصية وبقية الشخصيات المحيطة بها.

·         هل توقعت رفض الرقابة للعمل؟

 السيناريو كان أكثر من رائع وأعجبتني جدا الفكرة ولن أخفي أنني كنت متخوفا في البداية وبعد قراءة السيناريو أكثر من مرة برغم إعجابي الشديد به، لدرجة أنني اقترحت على مؤلف الفيلم البحث عن موضوع آخر لأن فكرة الاعتصامات وما يحدث في الشارع المصري وغيره من الشوارع العربية الأخرى جديدة على الساحة الفنية. وبعد رفض العمل رقابياً ذهبت ومؤلفه إلى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية علي أبو شادي وشرحنا له الفكرة وعرضنا عليه السيناريو، وكانت المفاجأة أنه وافق.

·         احتوى فيلمك بعض تعليقات خارجة، ولم يتعود منك الجمهور ذلك؟

 العبارات الموجودة في الفيلم وإن كانت خارجة لا تخدش الحياء، وهو فيلم في الأساس كوميدي يتعرض لبعض الجوانب السياسية وبه أيضا أفكار عما يدور في عالم الشباب، مع استخدام مفرداتهم، وبالتالي ستكون هذه الجمل والعبارات تتردد على ألسنتهم حتى تكون هناك واقعية في العمل.

·         كنت صرحت بأنك لن تعمل إلا من خلال ما ستكتبه بنفسك، لماذا غيرت رأيك وعملت مع مؤلف آخر؟

 لم أصرح بهذا، ولكن قلت سأعمل من خلال أفكاري حتى أجد عند غيري ما أتمناه، وبالتالي عندما وجدته رحبت به جدا، فأنا أتمنى أن أقدم أعمالا هادفة، وهذا معناه أنني أبحث عن عمل جيد سواء من تأليفي أو من تأليف غيري، وعندما يضيق بي الحال لإيجاد سيناريو بمواصفات معينة سوف أكتب لنفسي. وأحلامي توافرت في سيناريو “رامي الاعتصامي” فلماذا أرفضه؟

·         معنى ذلك أنك لم تتدخل في سيناريو العمل؟

السيناريو كان متكاملا ولم أتدخل فيه من قريب أو بعيد، بل كنت سعيداً به جداً.

·         هل أنت من اختار توقيت عرض الفيلم؟

 الفنان لا يملك اختيار موسم عرض العمل، فنحن نجهزه، ثم يأتي دور جهات التوزيع التي تتحكم في اختيار موسم العرض والعمل الجيد يفرض نفسه ولا يتحكم فيه موسم. ولأنه عرض لي أكثر من عمل في موسم عيد الأضحى وحققت جميعها نجاحاً كبيراً، لذلك كنت متفائلاً بالعرض في هذا الموسم.

·         ما رأيك في رفض بسمة ودرة لبطولة العمل؟

 كل فنانة لها ظروفها ومن حقها قبول أو رفض العمل، ولم نسمع عن عمل لم يكتمل لأن فنانا أو فنانة اعتذر عنه.

الخليج الإماراتية في 8 يناير 2009