كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

لبنى عبدالعزيز: الفن أصبح«يتيمًا».. والسينما خيبت آمالى

حوار - مريم الشريف

 

بعد غياب الفنانة لبنى عبدالعزيز لسنوات طويلة عن السينما منذ تقديمها فيلم «جدو حبيبى» منذ ثلاث سنوات، بمشاركة الفنان محمود ياسين، وبشرى ومن إخراج على إدريس، قررت أن تعود «عبدالعزيز» من خلال فيلم «أسود وردى»، والذى تشارك به مع عدد كبير من الفنانين منهم عمرو واكد، جميل راتب، ومن إخراج أسامة فوزى، كما تشارك فى مسلسل «الضاهر» والذى خرج من مارثون دراما المقبل، وعن هذه الأعمال الفنية تحدثنا خلال الحوار التالى:

ما سبب غيابك الفنى الفترة الماضية؟

- يعرض على الكثير من الأعمال الفنية ولكن ما أعمال غير مناسبة لا تحتاج الى موهبة، واتذكر أن المخرج أسامة فوزى حينما طلب منى المشاركة فى «اسود وردى» سألته عن سبب اختيارى لهذا الدور ورد على قائلا: لأنى «عايز ممثلة»، وأنا لم أبحث طوال حياتى عن النجومية لأنها تقتل صاحبها، حيث إن النجومية تعنى تكرار النجم لدور معين أحبه الناس به، وهذا التكرار لايصنع ممثلاً، لأن الأخير يحتاج الى تنوع فى الأدوار التى يقدمها، لذلك أردت أكون ممثلة وليست نجمة، فضلا عن اننى لم أبحث عن المال طوال حياتى.

حديثنا عن مشاركتك فى مسلسل «الضاهر»؟

- سعيدة كثيرا بمشاركتى فى هذا العمل والذى أشارك فى  بطولته مع مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمد فؤاد، حسن يوسف، سمير صبرى، ومن تأليف تامر عبدالمنعم وإخراج عصام حلمى.

وما سبب تأخر تصوير العمل حتى الوقت الحالى؟

- الرقابة طلبت تغييرات وتعديلات فى السيناريو الخاص بالمسلسل، وهذا أدى إلى تأجيل تصويره، وبالتالى لم يعرض فى رمضان المقبل.

ألم يزعجك عدم عرضه خلال رمضان؟

- إطلاقا وأحمد الله أن العمل لن يعرض خلال دراما رمضان والتى استاء منها كثيرا لكونها لا تلائم هذا الشهر الكريم بالمرة سواء فى الموضوعات التى تتناولها أو الألفاظ البذيئة التى تضمنها او الملابس وغيرة، ورغم انه شهر واحد خلال العام إلا أن صناع الفن لا يستطيعون تقديم ما هو مناسب له من خلال مسلسل له أهداف نبيلة حتى لو ليست دينية ولكن على الأقل عمل يرفع من مستوى أخلاقنا ولكن للأسف بعض من ألوان الأعمال المقدمه كانت سيئة للغاية والجمهور يضطر الى مشاهدتها لأنه ليس لديه غيرها.

ألا ترين أنك ظلمتى بعض الأعمال كـ«سجن النسا» الذى أشاد به الكثير؟

- أنا قلت أن بعض الأعمال وليس كلها، كما أن كل نظرية لها ضدها واتحدث بشكل عام، ولا يمنع ان تكون ضمن هذه الاعمال مسلسلاً جيدًا نوعا ما، أما بخصوص «سجن النسا» مأخوذ عن عمل أمريكى، وأنا لا أميل لمشاهدة الأعمال التى تضمن قسوة وعنف، وأرى أن السجون لا تناسب شهر رمضان، بدلا من التحدث على المساجد مثلا، وأفضل فى رمضان أعمالاً ترفع المعنويات وتنقى النفس داخليا، وهذا لا يمنع أن مؤلفى بعض هذة الأعمال التى تدخل فى إطار «سجن النسا»،  كتاب جيدون وممثلون أيضا كذلك، وأنا لا أعيب فى اشخاص وإنما ألوان الدراما المقدمة خلال هذا الشهر الكريم.

وفى رأيك.. لماذا وصلت الدراما إلى هذا المستوى؟

- نحن استهترنا بهذه الأعمال التى نقدمها والتى أغلبها غير مدروس، ولا يوجد بها أى نظام، حيث أن كل ما يهم  بعض القائمين على الدراما هو تقديم أى عمل لمجرد التواجد على الشاشة كنظام تعبئة، حيث توجد مسلسلات كثيرة وبمجرد انتهائها لايتذكرها الجمهور، رغم انه لو تم تقديم  أعمال قليلة وفى نفس الوقت لها قيمة افضل بكثير، كفترة مسلسل «ليالى الحلمية» والتى شهدت أعمالاً درامية قليلة لكن مميزة، ولا ننساها.

وماذا عن فيلمك الجديد «أسود وردى»؟

- هذا من أفضل الأعمال التى أرى أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا لدى عرضها، وربما السبب فى موافقتى على هذا العمل، يعود الى قصته المتميزة والجديدة بالنسبة لى، بالإضافة إلى وجودى مع نجوم محترمين كالنجم عمرو واكد وجميل راتب.

ولماذا لم تبدأ تصويره حتى الوقت الحالى؟

- لا أعلم سبب تأخر تصويره، وخاصة أن عمرو واكد  والمخرج اسامة فوزى تحدثوا معى فى الفيلم كثيرا، ولكن لا أعرف سبب هذا الصمت.

شاركت فى السينما العالمية.. وما سبب عدم استكمالك هذه المسيرة؟

- بالتأكيد قدمت  فيلمًا سينمائيًا فى إيطاليا من قبل بعنوان «نار على الجليد»، وكانت تجربة رائعة، إلا أننى لم أكمل مسيرتى الى العالمية نظرا لان العقد الذى كان من المفترض أوقعه قاسى كثيرًا وكان مدته سبع سنوات، حيث لا يمكننى زيارة بلدى إلا بإذن من الشركة المتعاقدة معها، وشعرت أنه يقلل من حريتى الشخصية، فضلا عن انشغالى بتقديم الفن فى مصر، وفى النهاية هذا قدر مكتوب، بالإضافة إلى أننى لم أستطع اتخلى عن مصر كى أصبح فنانة عالمية، واتذكر أن لدى السنة الأولى فى زواجى بأمريكا كنت أسأل زوجى متى سنعود الى مصر  باستمرار.

  وكيف ترى السينما حاليا؟

- السينما خيبت آمالى الفترة الماضية بشكل كبير من أفلام الشعبى والبلطجة التى يتم تقديمها، بعكس أفلامنا التى قدمنها والتى كان أغلبها يعود الى قصص أدبية، مثل فيلم «أنا حرة» عن قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وغيرها من الأعمال الفنية، وبشكل عام أرى أن الفن اصبح بمثابة «اليتيم» الذى  ليس لديه أهل يقوموان بتربيته، «طالع شيطانى»، رغم أن الفن لابد ان يكون فى ازهى عصوره وخاصة لأننا عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو والتى أطاحت بنظامين استطعنا خلالهما أن نقول نحن شعب قادر على فعل أى شىء، كما حدث عقب ثورة 52 والذى  كان يعد العصر الذهبى للفنون، من خلال تقديم أفلام مليئة بالمشاعر والوطنية، ولذلك اتساءل كثيرا أين الافلام الوطنية التى تعبر عن ثورة 30 يونيو، للأسف لايوجد قائد للفنون ولذلك لابد من تدخل وزارة الثقافة بدعم الفن.

وماذا عن أعمالك المسرحية المقبلة؟

أجهز لمسرحية جديدة بعنوان «أبوجزمة بنفسجى» مع المنتج والمؤلف احمد الإبيارى، ولكن لدى بعض الملحوظات عليها وانتظر تعديلها.

وما سبب بعدك عن الوسط الفنى؟

- أنا إنسانة  احرص على الحفاظ على خصوصيتى  وافضل الوحدة بشكل أكبر.

روز اليوسف اليومية في

30.04.2015

 
 

ذاكرة ماركيز لغانياته الحزينات ...

هواجس الحب، الكِبَر، والموت..بين الحكى والشوف

كتبت : إسراء إمام

رجل على عتبات عامه التسعين، أخفق فى الحب كمن حرمته فوبيا المرتفعات من التحليق، أدمن العاهرات كمن يفنى رئتيه على دخان سجائره، احتُبس داخل الذكرى فأكلت واقعه لآخر رمق. قولب خِصاله بين جلد بشرته وضربات قلبه، وعاشر العالم بروح خاوية منه. هذا الرجل المُربِك والمُربَك قرر فى يوم ميلاد عقده التاسع أن يقضى ليلة حب مع عذراء. المفرد الأنسب للفعل الماضى فى الجملة السابقة، "صمم" "تعنت" "عزم" فهى كلمات أليق بنبرة صوته الحاسمة وهو يأمر "روسا كاباركس" مديرة بيت المتعة أن تجلب له فتاة لم يطأ الجنس جسدها قبلا، يقول فى قطع "إنها مسألة حياة أو موت".

السطور السابقة تحمل فى جيوب كلماتها حيوية ملحوظة، شد وجذب، كر وفر، فضول، شغف. كل هذا لأنها معنية بوصف حياة رجل لم يكن سعيدا أو حزينا، راضيا أو ممتعضا. وإنما مغمورا من كل حال بنفحة، لم تركد مياه وقته وإنما تغلى تحت شعلة الإستكشاف، القدرة على الرفض، وهبة القبول الغير مشروط بزمنه المناسب. رجل صفة الجمال فى حياته تأتى من بشاعتها...

قلم ماركيز، محنك، خبيث لدرجة قادرة على صياغة هذه الترنيمة المعقدة. يتفوه بها بكلماته فى انسيابية وحذق، يرمى إليها ببعض النبض فى مواضع، ويمنحها الموات فى أخرى، وعلى ذات الوجهين تتم النشوة. فرواية ماركيز "ذاكرة غانياتى الحزينات" تمثل تحديا بليغا أمام صانع السينما. موضوعا أفقيا متفرعا، خيوطه مشعثة هائشة لا يمكن الإمساك بتلابيبها منتطمة. رحلة نفسية محسوسة، الملموس منها فوقه عدد من علامات الإستفهام المقصودة. فماريكز على مدار صفحاته يقل لنا "اشعر" "فكر" ليس فى المطلق، وإنما فى إطار حدوتة هذا العجوز الذى كلما دنا الموت منه جافاه.

Memoria de mis putas tristes) 2011)

الفيلم

قدم المخرج  Henning Carlsen عام 2011 رؤية بصرية قوية لرواية ماركيز. نسخة سينمائية مختلفة الإطلالة، تحمل شخصيتها وهويتها المؤثرة إذا ما قورنت برواية ماركيز. تبدأ من حيث تعى موطأ نهايتها. خالقة حالة ملحمية مرئية، تليق بخيالات العجوز، حقيقة حياته، وماضيه المغلف بالذكرى.

من أهم دعامات سيناريو فيلم carlsen آلية السرد التى لجأ إليها. والتى خلقها وفقا لمحاولة توليف البراح الذى يملكه ماركيز على الورق، وحتمية التزام المفروض على النسخة البصرية وفقا لطبيعتها. وهى المعضلة التى سبق وأخفق أمامها كبار المخرجين حينما حاولوا مجاراة روايات لن تأبى حالتها أن تغادر صفحاتها لأى مكان آخر. بينما السيناريو هنا خلق خطه المستقل، ونهجه الخاص فى السرد معتمدا على خاصية الفلاش باك، وحرفية التقطيع المونتاجى للمشهد الواحد، بحيث يتم موازاته مع مشهد آخر يلائم سياقه.

ففى أول الفيلم نجد العجوز يرفع سماعة التليفون، ويهاتف روسا كاباركاس آمرا إياها فى اقتضاب أن تهيأ له الصغيرة. يُقتطع بقية المشهد لصالح التيترات وبداية خيط ذكريات الطفل العاشق لأمه، والذى لم تثنيه مراحل نموه عن التملص من شبح وجودها، وخاصة فى مرحلة الكِبَر، وبين ظلال الشيخوخة. هكذا يتحرك السيناريو فى مسافات آمنة بافللاش باك، يعلم متى يفتح لها بابا بين أحداث الواقع، ومتى يغلق منفذها. كل هذا يحدث فى أناقة ورقى. ويعطى مجالا لإمتصاص ماء الحياة الموجودة فى حواديت النساء التى خلقها ماركيز فى دنيا هذا الرجل. أمه"فلورينا"، خادمته"دميانا"، خطيبته التى لم يتزوجها"شمينا"، عاهرته"كاسيدا" وعذرائه التى غرق فيها"ديلغادينا". كلهن يتشابكن فى حكاية واحدة، حكايته هو. وقد وعى السيناريو لذلك جيدا، فجعلهن بكل تطرفهن فى الإختلاف مرآه له، وعكس فيهن صورته ومعاناته على مدار سنوات حياته الماضية و الآنية والآتية. فكانت عقبات الزمان، والحدث، والشخصية. عوامل كفيلة بأن تُعتَبَر عبأ، وتداخلها وحده قد يودى بأى سيناريو سينمائى إلى الخواء. فأحيانا من فرط ثِقل المادة السرودة، تخِف وقائع سردها، وتخلو من المتعة والحيوية. ولكن السيناريو هنا أحكم شباك الخيوط، ومنحها انتظاما لم يخل بفوضايتها. فبدا الماضى والحاضر متناغما، وصب تعدد الشخصيات بإقتضاب حكاياتها فى مصلحة جمال الحدوتة، تماما كما حدث فى رواية ماركيز، من حيث تطبيق المنهج والفكرة، بعيدا عن مدى نسبة نجاحه. فالعجوز يضع الوسادة على وجهه بعدما تحرجه خادمته دميانا بإخلاصها فى حبه، ومن ثم تنتقل بنا اللقطة على نفس الحركة التلقائية التى فعلها حينما قرر التخلى عن شمينا خطيبته.

فى السرد خرج السيناريو عن المألوف، واستخدم تكنيكا شاعريا فيه من شخصية كتابة ماركيز عموما، ولكنه فى الوقت نفسه لم يمس شكلها العام. فتراه يحول المكالمات الحادثة بين العجوز ومدام كاباركاس إلى تناجى مُلهِم، لا يتقيد فيه كل منهما بالهاتف إلى جانبه، على الرغم من أن المشاهد يعى تماما أنهما يتحدثان على الهاتف. وإنما حررهما من حقيقة ما يحدث، ونقل حديثهما إلى مستوى آخر من الوعى، نشعر فيه بمهابة علاقتهما ذاتها. فلا تبدو أمامنا مدام كاباركاس مجرد قوادة رخييصة، ولا العجوز كهل مهتاج يرغب فى مراهقة. فى مشهد آخر، يقف العجوز وهو فى ذروة أزمته النفسية بعد ضياع ديلغادينا من يده، والكاميرا تطير حوله بإنسيابية فيتحدث للعدم عن موته من الحب. إنها لحظة تجريدية، خرجت عن سياق المنطق، واستحضرت روح السرد الماركيزى، وواقعيته السحرية فى الحكى.

ما بين الرواية والفيلم

اجترأ سيناريو الفيلم على إحداث تغييرات ملموسة فى الأحداث. منها تفعيل دور ديلغادينا، ومنحها حضورا أوضح حتى وإن مازال صامتا. ولكنها بدت أبرز فى الكادر، ردات فعلها مُسلط عليها الضوء، ورغباتها تقفز من عينيها، عكس ما تنطوى عليه الرواية، فديلغادينا ماركيز لم تتبدى ولو لحظة حقيقة، ملموسة. ارتُسمت فقط على صفحة قلب العجوز، ولم تنفرد بها توصيفات الكتابة. بينما كانت من رؤى عاشقها، ووصلت إلينا من بين ضلوعه. ليس ثمة مقارنة ما بين المعالجتين، ولكن يظل الستار الخفى الذى أوقف ماركيز ديلغادينا خلفه، سبب أدعى لإثارة الشغف والفضول.

من ما تميز به السيناريو، صياغة العلاقه بين العجوز ووالدته بطريقة مقتضبة ومكثفة. فمن خلال مشاهد الفلاش باك وخيالات الحاضر يتبين لنا تأثير الأم فى حياة هذا الكهل. شبح عذريتها وبرائتها الخفى، الذى أنهكه وملاه بالإشمئزاز لحبه العاهرات. هذا الشبح الذى دفعه للغرق فى براءة ديلغادينا، بإعتبارها رمزا للطهر والنقاء، وهو نفسه الذى رماه على حافة الخَبل حينما ظن أن ديلغادينا تحولت إلى عاهرة، فزهدها وجافاها، ونبذ معها ذكرى أمه التى وظفها السيناريو بمنتهى الذكاء على مدار أحداث الفيلم. ذلك المشهد العذب الذى كان يستحضره الكهل وقت طفولته، وهو يقف بقامته القصيرة ليشاهد أمه وهى تغنى مع ضيوفها، فيراها أميرة لا ينقص من هالتها فى نفسه شيئا، بينما وبعد حادثة شكه فى عُهر ديلغادينا، وصدمته فى أرستقراطية والدته حينما علم بإستبدالها لأحجار قرطيها الأصلية بأخرى مزيفة، تتبدل صورة أمه فى خيالاته، فيرى نفسه وهو يتنده عليها، بينما تشير إليه بلامبالاة وهى منهمكة فى غناها بأن يصمت، فإذا به وفى هذه اللحظة بالذات يصارحها بأقذع حقيقة يكرهها فى نفسه، فيقول "لقد أصبحت عجوز الآن". ولقطات أخرى مقيتة، لا يتحمل فيها هلاوسه بحضور أمه، الذى سبق ورحب به مرارا منذ بداية الفيلم، فينزاح اللمعان الذى كان فى زياراتها الخيالية، ويبدو وكأنه مطاردة من سيدة شمطاء لا يُحتمل عبأ وجودها. كل ما سبق حلول مبتكرة ومجدية، للتأصل فى رحم هذه العلاقة التى حكمت فى جزء كبير منها حياة العجوز، ووجتها بشكل غير مباشر.

هاجس الكِبر، رسم الفيلم له صورة متقدة واعية. حمل المتفرج على الشعور بهلع هذا الكهل من شيبته، فى كل خطوة يخطوها شعيراته البيضاء تحيل بينه وبين شغفه، رغم أنها قد تكون هى ذاتها أحد دواعى هذا الشغف، ولكن الخوف حال بينه وبين التأمل. ففى موقف عصيب لا وقت فيه للوجع من الشيخوخة، تنعكس صورته على صفحة مرآه بترتيب المصادفة، فإذا به ينخلع لمنظره فيها، متناسيا الجثة الواقعة تحت قدميه، والتى تستحثه مدام كاباركاس أن يعاونها فى مواراتها. على الجانب الآخر، يقف الفيلم عاجزا، متراجعا أمام التعامل مع هاجسه تجاه الموت، فى الرواية، يبدو البطل متنغصا بحضور الموت كل لحظة، حتى فى ثنايا حضوره لحفل موسيقى بلغ به ذروة المتعة. فمّثل تجاهل الفيلم لهذه المشاعر نقطة ضعف قوية، أنقصت من شكل حالة العجوز بأكملها.

وقع السيناريو فى دوائر مفرغة من الصمت وأحيانا الملل، بعض المشاهد بدت باردة مصمتة على الرغم من كونها مصدرا قويا للتوهج والدفء فى الرواية، مثل اللقاء الأول بين ديلغادينا والعجوز، حدث هذا أيضا فى محاولة صياغة إحساسه بالذنب صوب دميانا. ولكن من زاوية أخرى، أجاد المخرج وبقوة اختيار "Geraldine Chaplin" فى دور كاباركاس. فحقا كانت أيقونة حية ونضرة من الشخصية التى ولدت فى سطور ماركيز.

آخر كلمتين:

استخدام اللقطات القريبة بشراهة منح الفيلم حميمية، تثير الفضول وتدعو للهاث.

بوابة روز اليوسف في

30.04.2015

 
 

"فيلا 96" و"لا مؤاخذة"

فى مهرجانين للسينما العربية بالسويد

بقلم: هبة اسماعيل

يشارك عدد من الأفلام المصرية فى مهرجانين للسينما العربية بالسويد فى مدينتى أوبسالا العاصمة استوكهولم خلال مايو المقبل، بحضور كبير لصناع السينما العربية.

يشارك من مصر المخرجة آيتين أمين والفنان خالد أبوالنجا بفيلمهما "فيلا 69"، ويشارك المخرج رشيد مشهراوى بفيلم "رسائل من اليرموك" و"فلسطين استريو"، كما يشارك المخرج المغربى محسن البصرى مع فيلمه "المغضوب عليهم".

ويفتتح مهرجان أبسالا للسينما العربية الذى يقام فى الفترة من 6 إلى 7 مايو فى السادسة مساء من خلال حفل استقبال تتاح فيه فرصة التعارف بين الجمهور وصناع السينما العربية من ضيوف المهرجان، وفى السابعة يعرض "فيلا 69"، بحضور أبوالنجا وآيتين أمين، حيث يلتقيان الجمهور بعد العرض مباشرة للحديث عن الفيلم والإجابة على أسئلة الجمهور، ويوم الخميس تنطلق أعمال المهرجان بعروض المدارس، ففى الساعة العاشرة صباحا يعرض الفيلم المصرى "لا مؤخذة" للمخرج عمرو سلامة، وبعد الفيلم مباشرة يلتقى طلبة المدارس مع الممثل الفلسطينى صلاح حنون، ليحدثهم عن تجربته وفى الواحدة ظهرا يعرض الفيلم الفلسطينى "فلسطين استريو" بحضور مخرج الفيلم رشيد مشهراوى، حيث يلتقى الجمهور ليجيب على الأسئلة الخاصة بالفيلم، وفى المساء يعرض الفيلم المغربى "المغضوب عليهم"، للمخرج محسن البصري، كما ينظم المهرجان ندوة حول كيفية تناول السينما العربية لموضوع الإرهاب، بحضور كل ضيوف المهرجان.

يختتم المهرجان بعرض فيلم "رسائل من اليرموك"، الذى يسلط الضوء على الحصار المفروض على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وذلك بحضور مخرج الفيلم رشيد مشهراوي.

اما مهرجان استوكهولم للسينما العربية الذى يقام فى الفترة من 8 إلى 9 مايو فيبدأ بعرض الفيلم المصرى "لا مؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة، فيما يفتتح المهرجان رسمياً فى السابعة مساء من خلال حفل استقبال تتاح فيه فرصة التعارف بين الجمهور وضيوف المهرجان مع عرض فيلم "فيلا 69". 

الأهرام المسائي في

30.04.2015

 
 

دوافع العنف الاجتماعي في السينما الغربية..

فيلم "السقوط" أنموذجاً!

يوسف أبو الفوز

2-3

المخرج الكندي الاصل دانيال بيتري (1920 ـ 2004) ، الذي يعتبر صيادا للجوائز في العديد من افلامه الجادة، للتلفزيون والسينما، اخرج عام 1974 فيلم "الفأري"، وفي بعض البلاد الاوربية عرض بعنوان " القط والفأر"، وفيه نرى الممثل كيرك دوغلاس يلعب دور جورج أندرسون، المدرس الوديع ،المسالم، لحد ان الطلبة يمنحونه سخرية لقب " الفأري " أي الخجول والمسالم. في الفيلم تنتقل لورا، زوجة جورج أندرسون، لعبت دورها الممثلة جين سيبرغ (1938 ـ 1979)، وتتركه لتتزوج عشيقها  ديفيد ريتشاردسون، لعب دوره الممثل جون فيرنون (1932 ـ 2005)، لكن لورا تأخذ معها ابنه المراهق سيمون، تمثيل الممثل ستيوارت جاندلر (مواليد 1974)، الذي يرغب اندرسون ان تكون تربيته له على يده.

فيثيره الامر ويغضبه خصوصا حين يعرف انه ابنه يود البقاء معه وعلى مقربة منه، فيقرر بيع كل ممتلكاته ويترك وظيفته ويلحق بهم الى مونتريال. وحين يواجه بالرفض من قبل لورا وتشكك بجديته ورجولته يهددها بانه سيرتكب اعمال عنف من باب التحذير لها، ويقوم باستدراج أمرأة شابة ويقتلها بوحشية، ثم يقتل المخبر الخاص الذي وظفه عشيق زوجته لمتابعته. يحاول جورج اندرسون اثبات رجولته وشخصيته من خلال ممارسته العنف، وهو هنا عنف مريض، وبالتالي مخالف للقانون، يدفع حياته ثمنا له.

المخرج الامريكي جويل شوماخر (مواليد نيويورك 1939) ذو الاصول السويدية، والذي عرف باخراجه لعدد من افلام سلسلة الرجل الوطواط ، يقدم لنا في فيلم "السقوط" ، من انتاج عام 1993 ، وعن سيناريو الممثل والكاتب ايدي روي سميث (مواليد) ، دراسة عميقة في اسباب ولادة العنف في المجتمع الغربي الرأسمالي. الكثيرون يتحدثون كثيرا عن مساوئ النظام الاجتماعي الراسمالي، الذي هو طريقة للحياة يعتمد عليها مليارات البشر، الذين يخرجون كل يوم للحصول على لقمة عيشهم، وسط افرازات وضغوطات هذا النظام الاجتماعي. ان حقيقة استلاب الانسان واغترابه، وكونه مسلوب الهوية وأنه ملغى بدون قيمة في هذا المجتمع، نابعة من الدوافع الاقتصادية التي تمليها الظروف المحيطة وبالتالي الظروف الاجتماعية. فيلم "السقوط" والذي عرض في بعض البلدان الاوروبية تحت عنوان "يوم عصيب"، يتوقف بحذاقة ومهارة عالية عند العوامل التي تغير من سلوك وليم فوستر الموظف العادي في خدمات الدفاع الامريكية، والذي لعب دوره الممثل مايكل دوغلاس (مواليد 1944)، الذي صرح في اكثر من حديث بأنه واحد من افضل ادواره التمثيلية، ويحكي لنا أزمته التي تتصاعد بالرغم من إرادته. نعرف من خلال الفيلم ان وليم فوستر فقد وظيفته من شهر كامل، واخفى ذلك عن والدته، ولديه أمر تقييدي من المحكمة بعدم الاقتراب من طليقته لأكثر من مئة متر ـ في فيلم "الفأري" كان هناك نفس القرار التقييدي ــ ، ووليم يرغب بلقاء ابنته بمناسبة عيد ميلادها. تقول عنه طليقته أنه لا يدخن ولا يشرب لكن يمكن ان يكون عنيفا، وتقول عنه أمه انه يخيفها بكونه متوترا دائما. يفتتح الفيلم بمشهد الازدحام، ويعرفنا ببطل الفيلم من خلال لوحة سيارته المكتوب عليها 'D-Fens' ، الذي يصبح اسمه المتداول بين شخصيات الفيلم ويلفظه البعض 'Defense' (دفاع)، ما يحمل معه ايحاء وتورية، بحال هذا الانسان المتأزم، المحاصر بعدة ضغوط، تتوالى عليه في يومه، تدفعه لممارسة العنف والتصرف بشكل مجنون وثم التحول الى قاتل. في المشاهد الاخيرة من الفيلم ، اذ يقف بطل الفيلم مقابل عريف الشرطة يصرخ : "كيف وصلت الى هذا الحال؟" بسؤاله هذا يكاد يلخص لنا هدف الفيلم وموضوعه. كيف يصل المواطن البسيط والعادي الى حافة الجنون ويتحول الى مجرم عنيف؟ لم يكن وليم فوستر يحمل من جواب على اسئلة الذين يريدون معرفة الى اين يمضي، وهو يقطع شوارع المدينة، سوى جواب واحد : "اريد الذهاب الى البيت؟". في أكثر من حادث تكرر السؤال، وسمعنا ذات الجواب.

على الطريق الخارجي، في مدينة لوس انجلس، يترك وليم فوستر سيارته وسط الازدحام والحر الخانق حاملا حقيبته الدبلوماسية الصغيرة، ولاختصار الطريق يعبر تلة ليدخل في الاحياء الفقيرة فيتابع حياة المهاجرين، الازدحام والفقر والفوضى، ويرى احدهم يرفع لافتة مطالبا بالعمل مقابل اطعامه، ومهاجرون يبيعون اغذية وحاجات رخيصة على مفترق الطرق، يحاول مهاتفة طليقته فيكتشف انه لا توجد لديه قطع معدنية كافية فيدخل محل بقالة يديره رجل كوري، يرفض ان يغير له قطع النقود دون شراء شيء ما، واذ حاول شراء علبة عصير لاحظ غلاء الاسعار وحين بدأ يحتج صده صاحب البقالة وحاول طرده باستخدام مضرب البيسبول، فيثور ويستولي على المضرب، ويبدأ بتحطيم البضائع غالية السعر، ويبدأ يحتج غاضبا ضد الغبن في حياته ويتحدث عن امور لا يفهمها صاحب البقالة. ويخرج حاملا المضرب بعد ان يشتري شيئا بالسعر المعقول ويدفع ثمنه ويأخذ قطعا معدنية للتلفون. حاول الاستراحة اعلى التلة المشرفة على الحي الشعبي، وسرعان ما هاجمه مراهقون من اصحاب العصابات باعتباره جلس وتعدى على صخرتهم التي تحمل علامة عصابتهم، وقرروا عقوبته بسلبه حقيبته، لكنه دافع عن نفسه بمضرب البسيبول وطردهم واستولى على سكين احد المهاجمين واحتفظ بها. ما ان نزل ثانية الى الشارع ووقف عند كشك الهاتف ليحاول تكرار الاتصال بطليقته حتى هاجمته عصابة المراهقين وهذه المرة مزودين بالاسلحة النارية لكنهم يخطئونه ويرتكبون حادثا بالسيارة التي يستقلونها، فيستولي على حقيبة معهم محملة بمختلف انواع الاسلحة ويقتل احد الجرحى. ويواصل طريقه باتجاه بيته، مخترقا ضواحي شوارع لوس انجلس، لكن المفارقات لا تنتهي في يومه العصيب ،فحين رغب بتناول فطوره يجد ان مطعم الوجبات السريعة وبفارق ثلاث دقائق توقف عن تقديم وجبة الفطور ليقدم وجبة الغداء، فيصر على وجبة الفطور، ويحاول ان يتناولها تحت تهديد السلاح، ويكتشف الغش في عمل المطاعم، الفارق بين ما يقدمونه للزبائن وما يعلنون عنه. ويواصل الاحتجاج والحديث عن ازمته وأشياء لا يفهمها من يستمع له. في خط متواز مع جولة وليم فوستر في المدينة نرى الشرطي الذي يعيش يوم خدمته الاخير وفي طريقه للتقاعد المبكر بسبب من ضغوطات زوجته المريضة. لعب دور الشرطي الممثل المتألق دوما روبرت دوفال (مواليد1931) ، ونراه كيف يعاني من بيروقراطية مديره ، الذي لا يقيم جيدا امكانياته التحقيقية ، فيربطه الى وظيفة مكتبية، وبعد خدمة خمسة عشر عاما نرى ان مديره لا يعرف شيئا عن حياة الشرطي أن كان متزوجا ام لا ، ولا يعرف انه سبق وان فقد ابنته حين دهسها سائق مخمور ، فيكون الحادث سببا لمرض زوجة الشرطي النفسي، والتي يحبها ويحرص على تلبية كل طلباتها حتى الغريبة منها، مثلا ان يغني لها بالتلفون وهو في ساعات العمل في ركز الشرطة. الشرطي يربط بمهارة خيوط الاحداث ببعضها، التي وصلت عنها شكاوى الى المركز. كان الشرطي متواجدا عند مشهد الافتتاح وازدحام السيارات حين ترك وليم فوستر سيارته وصرخ انه ذاهب الى البيت، وتذكر انه كان يرتدي ملابس موظفي الشركات الرسمية، قميص بنصف كم وربطة عنق زرقاء، وهو نفس الوصف الذي قدمه، صاحب المتجر الكوري الذي اتهم فوستر بسرقة عصا البيسبول وتحطيم بضائعه، وافادت احدى الفتيات المرافقات للمراهقين بنفس الوصف مع القول انه دافع عن نفسه بعصا البيسبول، وانه ترك المراهقين القتلى في سيارتهم بعد ان استولى على اسلحتهم التي دخل مطعم الوجبات السريعة مصطحبا اياها معه. تم تحديد مساره وتم تحديد هويته من خلال سيارته وعلامة لوحتها 'D-Fens' التي صارت اسما له، وبذكاء يقدم لنا الفيلم هنا رؤية نقدية لحال الانسان في المجتمع الراسمالي فهو هنا مجرد شيء، كنية او مجرد رقم . يواصل وليم فوستر رحلته، ومن الطرف الثاني لاحد الشوارع يقف يتابع موظفا ، يرتدي نفس ملابسه تماما، يقف عند باب احد البنوك ، متظاهرا، محتجا لوحده ضد السياسة البنكية في منح القروض فتعتقله الشرطة هو ولافتته، وقبل ان تختفي سيارة الشرطة يمد المعتقل رأسه من الشباك ويصرخ بوليم فوستر : تذكرني ! ، واذ يصل الشرطي وشريكته باحثين عنه لمكان تواجده، يدخل فوستر محلا لبيع الاحذية. حين جلس فوستر يستريح اعلى التلة مراقبا المدينة، فحص حذاءه فوجده مثقوبا، فوضع فيه بعض الصحف لسد الثقب ، وفي واحدة من مشاهد الفيلم المعبرة، وهو يفحص حذاءه نراه ينظر للمدينة من ثقب حذائه ويتابع الضباب والغبار يغطي المدينة. في محل بيع الاحذية يساعده صاحب المحل على التخفي عن الشرطة التي تبحث عنه ، كان قد لمح الاسلحة في حقيبته ، فظنه مثله، من صنفه. يكتشف فوستر ان صاحب محل الاحذية، نازي ويعلق في خلفية المحل صور هتلر وشعارات نازية ضد الملونين والمهاجرين، ويسأله لماذا ساعدتني فيخبره النازي: لاننا متشابهان فيصرخ به : "لسنا متشابهان، انا اؤدي وظيفتي في صنع اسلحة للدفاع عن وطني وانت حمار"، ويقتله بعد صراع، ويغير ملابسه ويرتدي بدلة عسكرية وجدها هناك . واذ يترك النازي القتيل، يأخذ معه من اسلحة النازي هذه المرة قذيفة بازوكا اضافة لحقيبة الاسلحة ويحاول سلك طريق المترو فيمنعونه لان هناك تصليحات ، وتحت تهديد السلاح يقر احد العاملين ان لا مشكلة في نفق المترو وان الشركة تنفذ اعمالا ترميمية وهمية لاجل ضمان الحصول على مدفوعات، فيوجه قذيفة البازوكا لمعدات الشركة ويفجر كل شيء.

ذاكرة السينما: فيلم "فلتعش ماريا"

عرض: كمال لطيف سالم

تمثيل : بريجيت باردو ، جين مور

أخراج : جورج أملتون

يتناول الفيلم لقطات وصور المقاومة الايرلندية ضد الإنكليز ، فتمثل اللقطة الاولى الحادثة التي وقعت في ايرلندا عام 1891 حين يقوم والد ماريا وابنته بتفجير ثكنة يحيطها الجنود وتعكس اللقطة الثانية الحادثة التي وقعت في احد شوارع لندن عام 1894 حيث تحمل ماريا الطفل سلة الطعام وتدخل الى بناية بعد ان يتأكد منها الحارسان وعند خروجها يحدث الانفجار وفي مكان وقوفها تظهر لنا اللقطة اعلان يحمل صورها وتحته عنوان "مطلوبان" . وعندما تكبر ماريا ترافق والدها في لقطة حدثت عام 1901 وهي تخوض مياه النهر تحمل أسلاك الديناميك الذي سرعان مايفجر الشواطئ التي يتواجد فيها الايرلنديون . وفي اللقطة الاخيرة التي من المقرر ان يجري فيها نسف الجسر والواقعة تحمل تأريخ 1907 حينما يحاول والدها تنفيذ المهمة فيحاصر من الجنود الذين يطلقون عليه النار فيسقط قتيلاً وتهرب ماريا باتجاه محطة القطار القريبة التي تقلها الى محطة قريبة اخرى وهناك تشاهد فرقة السيرك مع عرباتهم حيث تختبئ في احدها بعدها تتسلل الى غرفة راقصة السيرك "جين" ويحصل التوائم بينهما ويجري تحويلها من مقاومة الى ممثلة وراقصة استعراضية تشارك الفرقة في جولاتها عبر القرى حيث يجري عرض عفوي للتعرية والاغراء ما يؤدي الى نجاح الفرقة وتطورها . وأثناء ذلك تصادف الفرقة خلال تجوالها حرق قرية مكسيكية من خلال العصابات وهنا نشاهد ماريا تتعرض لهؤلاء القتلة دفاعاً عن الفقراء وتعود الى طور المقاومة من حيث بدات مع ابيها وهي طفلة وينتقل الفيلم الى البطل الذي يقع في الاسر والى يقظة راقصة السيرك جين حيث يتفجر حبها ويتحول الى طاقة ثورية مقاومة والفيلم يقود الى انشغالات متعددة تعكس شيمة الجمال والاغراء والذي اثارته برجيت والقيم التي جبلت عليها وفيه لقطات ميلودرامية تحكي قصة المقاومة والحب والوفاء والاغراء. وبريجيت باردو أيقونة الخمسينات والستينات كانت بدايتها مع الرقص بعدها سطع نجمها عام 1956 في فيلم (أيه ديوكريالامام) و(خلق الله المرأة) الذي اخرجه زوجها روجية فاديم مثلت بعدها أفلاماً عديدة منها الحقيقة 1960 الاحتقار 1963 تالوكو 1968 وصارت رمزاً لفرنسا والعالم الى جانب الاسطورة مارلين مونرو وقد وصفها رولان بارت - أنها ليست حالة جمالية بل حالة ثورية وقال عنها جان كوكتو – أحبها لأنها تعيش مثل كل الناس مع انها ليست مثل احد وكتبت عنها فرانسوا ساغان كتابين كما تناولتها الكاتبة الوجودية سيمون دي بوفوار وقد وصفتها بأنها تعبير عن الفلسفة الوجودية . وفي عام 1986 ألف زوجها المخرج فاديم كتاباً بعنوان باردو . دونوف . فوندا حياتي مع اجمل ثلاث نساء بالعالم .

اعتزلت برجيت باردو التمثيل عام 1974 وأنخرطت في نشاطات المطالبة بحقوق الحيوان وأسست بعد ذلك منظمة خيرية متعلقة بالحيوان وهي الان الممثلة التي قارب عمرها 81 ولا تزال تمارس نشاطها الحياتي.

السينما واشتقاقات السوريالية

حسين السلمان

يرى البعض أن لحظة التقاء لويس بونويل مع سلفادور دالي وأندريه بريتون ليخلقوا التيار الشهير والذي عرف فيما بعد بالتيار السوريالي كانت أهم لحظة من لحظات ذلك الزمن. لأن التيار السينمائي السوريالي انحسر مبكرا وهو لم ينجب سوى سينمائي واحد هو لويس بونويل، الذي حقق فيلمين أحدهما كان سورياليا أصيلا (كلب أندلسي) والثاني شبه سوريالي وربما كان سورياليا شكلا وليس مضمونا ليؤكد انتصار الشكل السينمائي الذي جاء معبرا عن الحياة والواقع والإنسان لأن فيلم (العصر الذهبي) جاء سورياليا شكليا ولكن في مضمونه جاء محملا بأفكار ثورية أصيلة.

مع بدايات القرن العشرين ظهر ما يدعى بإشكاليات الحداثة وما بعد الحداثة ومن الطبيعي أن تلقي هذه المفاهيم بظلها على السينما بوصفها أحد أنواع الفنون، فانقسمت السينما إلى شكلين رئيسيين:

الشكل الأول: عامل السينما كفن واضح المعالم وواضح القواعد وهو الشكل الذي اعتبر السينما أسلوباً للسرد السينمائي مستخدما القواعد المتبعة ـ والأمر لا يخلو من التجديد عند غودار بالذات- للتصوير السينمائي، وهو التيار الذي بقي على قيد الحياة حتى هذه اللحظة. ولكن التيار الثاني جاء ليستخدم السينما كشكل للتعبير عن اتجاهات فنية سابقة للسينما باعتبار أن السينما ليست مجرد وسيلة لعكس الواقع بل هي فن، فظهر العديد من الأفلام التي لا قصة فيها ولا سرد ولا ممثلون بل هي عبارة عن تجارب لونية تشكيلية تستفيد من قدرة السينما على الوهم بالحركة. وهذا التيار، وإن لم يكن بقوة الاتجاه الأول ولم يثبت استمراريته، ولكن أثبت أن السينما ليست سوى مزج بين هذين التيارين. على العموم نستطيع القول ان هذا الاتجاه، أي الثاني، تشكل من ثلاث مدارس أدبية فنية حديثة، أولها التعبيرية الألمانية وأسفرت عن فيلم (عيادة الدكتور كاليغاري) والمستقبلية الايطالية (الفيلم الهولندي القصير الجسر) ثم السوريالية التي أظهرت «موقفاً متأنقاً تجاه الثقافة مما يجعلها تقف موقف الضد من الحركة الدادائية، حتى لو أراد بريتون وأتباعه. إذا جاءت الحركة السوريالية أساسا لتأويل الثقافة والمثقفين والحركات الفنية (وحتى العلمية) وفقا لمفاهيم السوريالية باعتبار أن قياديي الحركة الثقافية التاريخية برمتها ـ على شاكلة فرويد وشكسبير أيضا ـ هم سورياليون، لكنهم لم يكونوا يعرفون ذلك.

وحتى لو كان السورياليون معجبين بعناوين سينمائية قديمة (كلب أندلسي) ومثل فيلم الأشباح (1913 ـ 1914) وسلسله تتابعت عن مصاصي الدماء عام (1915 ـ 1916) إلا أن انضمام لويس بونويل لهم حفر لهم مكانا قويا في ما يخص السينما بالذات بصناعته الفيلم السوريالي الأول والأخير ـ ربماـ «كلب أندلسي»!

في الحقيقة جاء فيلم «كلب أندلسي» تتابعات لقصص غير مفهومة ولا يستطيع المشاهد أن يستشف من الدقائق السبعة عشرة للفيلم سوى اللقطة الأولى منه التي يجرح بها شخص ما عين امرأة والتي فسرت بأن المشاهد يجب أن لا ينظر للسينما بعينه بل بعين أخرى ربما هي عين السينما نفسها، الأمر الذي جعل الكثير يخضعون الفيلم للتأويل ضمن نظريات التحليل النفسي وأحيانا التحليل التطبيقي، ولكن الفيلم حقق نجاحا كبيرا في حينه وجعل من أندريه بريتون ـ قائد الحركة ـ يمنح لويس بونويل لقب «سوريالي» وهو اللقب الذي كان يوزعه بريتون بالقطارة.

ولكن حتى فيلم «كلب أندلسي» يخضع لإشكاليات خطيرة يجعلنا ـ مع إطلاقنا عليه لقب الفيلم السوريالي الوحيد الأصيل ـ نعيد تأويله ضمن نظريات وضوابط غير سوريالية. جاء الفيلم أولا وأخيرا ضمن تأثر سينمائي (بونويل) بسوريالي (دالي) وليس العكس ـ دالي شارك بونويل في كتابة الفيلم، لكن البعض يرى أن هذا لا يحمل أي مدلول سوى أن دالي شارك بونويل في الإخراج أيضا. وسيقول بونويل فيما بعد ان الفيلم لم يكن سوى عبارة عن مزاح في مزاح، وسيقول أيضا بأنه لم يصنع الفيلم سوى لحفر مكان له بين السورياليين. وإذا كان بونويل قد صنع الفيلم بناء على القواعد الشهيرة للسوريالية مثل الكولاج ـ لصق صورا لاعقلانية مع بعضها ـ والكتابة الاتوماتيكية التي بدأت بجملة شهيرة (الجثة الشهية)، ولكن هذا التعبير غير دقيق لأن بونويل ودالي تكلما بتلقائية فعلا ولكنهما في نفس الوقت تعمدا حذف ما لا يعجبهما من هذا النص ـ جاء هذا في حوار شهير دار بينهما ـ واعتمادهما نصا متعمدا يتضح فيه ما أعجبهما.

وحتى دالي انقلب في لوحاته من شخص قصدي يظهر الأحلام في لوحاته إلى شخص يقصد فقط إظهار عدم الوضوح في لوحاته. كل ما تفهمه في لوحاته بأنه أراد فقط أن يكون غير واضح، ولكن هذا لا ينفي أبدا وبأي شكل من الأشكال عبقرية دالي واعتباره ضمن كبار فناني القرن. ثم ننتقل إلى فيلم العصر الذهبي الذي حققه دالي وبونويل أيضا لكن مع اختلاف القصد. ويكفي قول بونويل حول الفيلم: كان فيلماً واعيا تماما لأهدافه وأغراضه، حيث ان العبارات المضادة للتقاليد والثقل الاجتماعي المطالب به يفرض على مؤلفه بأن يتبع خطا لم يكن موجودا في الفيلم الأول الذي كان أكثر حرية في البناء. كان الفيلم سياسيا اجتماعيا عنيفا يخرج عن النمط التلقائي الذي طالب به السورياليون. 

يبقى بونويل هو وحده الذي استطاع أن يفكر بشكل سوريالي في ما يخص السينما بالتحديد، وصنع فيلما يخدم أهدافا شكلية لحركة لم يكن ينتمي إليها ـ على الأقل وقت إنتاج وعرض الفيلم عام 1929 ـ ونستطيع القول بكل ثقة ان تيار السينما السوريالية انتهى حتى مع أفلام بونويل نفسها التي كانت محملة بأهداف اجتماعية كلاسيكية كبرى مثل محاربة رجال الدين ومهاجمة الطبقة البرجوازية مع تجميلها ببعض اللقطات السوريالية خاصة في فيلم شبح الحرية، لكن كان فيلم «كلب أندلسي» فاتحة دخول سينمائي كبير إلى ساحة الفن السابع.

"مملكة النفايات" يحصل على إشادة مهرجان «ترابيكا» الدولي

بغداد/ المدى

علن المركز العراقي للفيلم المستقل عن حصول فيلم “مملكة النفايات” للمخرج الشاب ياسر كريم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان “ترابيكا” الدولي لعام ٢٠١٥ في نيويورك، حيث شارك أكثر من ٦٥ فيلماً من شتى بلدان العالم، وكان العراق الممثل الوحيد للعرب في المهرجان الذي يعدّ من أهم مهرجانات أميركا الذي يشرف عليه الممثل الشهير روبرت دينيرو, واستضافت رئيسة بعثة الولايات المتحدة الأميركية المخرج في مقر الأمم المتحدة وعرض الفيلم هناك وجرى مناقشة تجربة المركز العراقي للفيلم المستقل خلال الأعوام المنصرمة.

يعد هذا التنويه استمراراً لسلسلة متوالية من النجاحات حققها المركز العراقي للفيلم المستقل هذا العام حيث ترشح فيلم “تحت رمال بابل” لجائزة السلام الدولية من مهرجان برلين وحصل فيلم “هدية أبي” على جائزة الدب الكريستالي من المهرجان ذاته.

وكان المخرج العراقي ياسر كريم قد شارك بفيلمه "مملكة النفايات" ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان "ترايبكا" السينمائي الدولي، والذي سيبدأ في السادس عشر من الشهر الجاري في نيويورك، ويستعرض فيلم "مملكة النفايات" قصة زهراء وأخيها حسن اللذين عانيا من التهجير بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي الى الموصل عام 2014. وجرى احتفال على شرف المخرج ياسر كريم في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك بحضور سفراء وشخصيات دبلوماسية أجنبية وعربية تقوم به مؤسسة (الهومبتي دومبتي) الأميركية وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة، كما وسيعقد مؤتمر صحفي للمخرج للحديث عن وضع السينما العراقية وكذلك عرض مقاطع من الأفلام التي أنتجها المركز العراقي للفيلم المستقل ، "مملكة النفايات" هو احد أفلام الورشة السينمائية للأفلام القصيرة التي امتدت للسنة (2014-2015) بإشراف المخرج محمد الدراجي وهو الفيلم العراقي الوحيد المشارك في المهرجان.

السينما الورقية..

حيث يُصنع الفيلم ويُشاهد في الوقت نفسه!

ترجمة: عادل العامل

تصنع السينما الورقية فناً حياً يتخذ مفهوم "حي" بصورة حرفية. فبالورق، والكاميرا، وجهاز تسليط الضوء projector، تجدهم يخلقون بشكل مدهش لوحة جميلة في (الأوديسة).

فكل المواد الأساسية مرتبة بدقة على منضدة: مجموعة أساسية من الأشكال السود والبيض المصنوعة باليد، والمناظر المرسومة يدوياً، والقليل من الأشخاص المؤهلين. وكل شيء مصنوع من الورق المقوَّى والورق الخفيف. ويلتقط اثنان أشياءً بعناية ويتلاعبون بها مباشرةً أمام الكاميرا. وبين الفَينة والفَينة يضيفون كذلك رسوماً أو لوحات. وهذا يخلق، على شاشة سينمائية، صورة، ثم مشهداً، وأخيراً فيلماً قصصياً آنياً. كما يحتل ثلاثة موسيقيين مركز المسرح، حيث يوفرون تأثيرات صوتية وموسيقى للفيلم. فنسمع عزف بيانو، وغيتار، وكمان، لكن أيضاً صوت منشار، ودمى موسيقية، وأصواتاً عجيبة تُحدثها أدوات أخرى.

ومنذ عام 2004، تقوم السينما الورقية بخلق هذا النوع من الفن الحي السمعي ــ البصري المجازف الذي يصعب أداؤه. وهم يُحضرون الآن إلى بروكسل الأوديسة، آخر أداء من دون كلمات لهم، مستند على قصيدة هوميروس الملحمية الشهيرة. وبالرغم من عدم وجود نصٍ إذ يبدو الشعور بالجمالي أساسياً، فإن المشاهد يحصل مرةً أخرى على خبرة فريدة ذات انطباع ساحر للغاية. وهكذا فإن للسينما الورقية مشكاة سحرية laterna magica يمكنها أن تفتن جمهور الحاضرين في عام 2015، وهو، كما يقول عازف البيانو هازل ميلز، " عمل يمثّل تحدياً يصعب القيام به، خاصةً بالنسبة لنا : إذ كان تلخصيص هذا العمل بالنسبة لوسيلتنا ــ السينما الحية الصامتة والموسيقى ــ صعباً جداً. فإذا أنت استبعدتً كل التعقيدات، فإن الأوديسة تدور أساساً حول الحب والقيَم العائلية. وهذه موضوعات ذات صلة دائماً بما يمكن أن تحدده جماهير الحاضرين الكبيرة. ونحن نرى أن ذلك أمر مهم". 

        و لماذا تريد أن تصنع فيلماً حياً وتشاطر الحضور تقنياتك؟

يقول ميلز "إننا نختار بشكل مقصود إنتاجات بصرية تماماً ذات عنصر موسيقي قوي. وبدون حاجز اللغة نستطيع مبدئياً أن نؤدي عملنا أينما كنا في العالم. وقد شبّه صحافي مؤخراً طريقتنا هذه بمشاهدة فيلم وصنعه في الوقت نفسه. والمشاهدون يصبحون أكثر تحمساً لأنهم يستطيعون أن يشاهدوا الأداء من الداخل. كما أن ذلك يرغمنا على الارتجال، الذي يجعل كل أداء شيئاً فريداً. ومن ناحية أخرى، فإن هذا التنوع يستنبط ردود فعلٍ متنوعة. فيتم، أولاً، احتواء الناس في العادة تماماً وتجد الأطفال يتفرجون وقد فغروا أفواههم من الدهشة. وغالباً ما يكون الجمهور فيما بعد متأثراً بشدة. ويكون أحياناً مستمتعاً إلى حد كبير، وقد راحت القاعة تهدر بالضحك.

        يعود هذا الانتاج بتاريخه إلى عام 2012، وقد تنقَّل في أماكن كثيرة في إنكلترا والعالم. فما الذي سيأتي به المستقبل؟ 

يقول ميلز : " إنه يستمر ليكون عرضاً شعبياً للغاية يود الكثير من الناس مشاهدته. لأن المؤدين الحاليين يقومون بالسياحة به لوقتٍ طويل، وعلى كل حال، فإننا ندرّب الآن مجموعة جديدة من الفنانين والموسيقيين ليتولوا أمر المشروع في المستقبل. وسيمنح هذا فريقنا المجال للتجربة وبالتالي القيام على نحوٍ واعد بإنتاج جديد. فهناك ما يزال الكثير من القصص التي تقال في هذا الإطار، حتى بالورق وآلة التصوير.

 عن/ Agendan

المدى العراقية في

30.04.2015

 
 

آيتن عامر: «زنقة ستات» فيلم عائلي بامتياز

كتب الخبرأمين خيرالله

لم تنس الممثلة آيتن عامر السينما أبداً، فرغم عملها المتواصل في الدراما التلفزيونية، تحرص دوماً على الإطلالة من خلال الشاشة الفضية.تشارك خلال موسم «ربيع 2015» في فيلم «زنقة ستات» مع عدد كبير من النجوم الشباب

في السطور التالية نتعرف إلى رأي آيتن في الفيلم، وما الذي دفعها إلى المشاركة فيه.

·        شخصيتك مختلفة في «زنقة ستات»، هل كنت تنوين تقديم شخصية سينمائية مغايرة عما قدمتيه سابقاً؟

أقدم في الفيلم شخصية سهام، وهي فتاة متدينة ترتبط بشاب متشدد، لكن علاقتهما تفشل. واللافت في العمل أنه يتضمن مساحة واسعة من الكوميديا، لذلك فهو عائلي، وأدعو الأسر العربية لمشاهدته في دور العرض السينمائي ليعرف الجميع مدى رقيه.

·        كيف يستفيد الفنان من الأدوار الجديدة التي يقدمها؟

عندما تقدم دوراً جديداً تستفيد على أكثر من مستوى، فأولاً يراك الجمهور مختلفاً عن كل مرة. ثانياً، يجعلك تخرج طاقاتك التمثيلية الكامنة، والتي لن تظهر إلا مع اختلاف الشخصيات التي تجسدها، ويكون اختلاف الأعمال بالنسبة إلى الفنان طوق نجاة يدفعه إلى تقديم الأفضل والأجود وإظهار طاقاته الجديدة التي لم يرها الجمهور.

·        لكن يرى البعض أن في الفيلم بعض التجاوزات، وهو ما ظهر في الإعلان الدعائي.

لا يدل الإعلان على شيء، ولا يمكن أن يحكم الفرد على أي فيلم أو مسلسل من خلال إعلانه. عموماً، من سيشاهد الفيلم سيكتشف أنه شبابي كوميدي البطولة فيه جماعية، وأجواؤه جيدة جداً، لأن الحكم على العمل من خلال الإعلان يكون ظالماً، وأشعر باستغراب عند سماع هذا الكلام. الحمد لله، أثبتت الإيرادات أن «زنقة ستات» فيلم متميز جداً، لا يتضمن ما يمنع الجمهور من مشاهدته.

·        هل ثمة سبب معين جعلك تشاركين في «زنقة ستات»؟

تجذبي البطولة الجماعية نحو أي عمل سواء فيلماً أو مسلسلاً، و{زنقة ستات» يتضمن كل هذا الكم من النجوم، لذا لم يكن ممكناً أبداً أن أرفضه مهما كان المقابل أو السبب.

·        هل واجهتكم صعوبات في التصوير؟

على العكس تماماً. كانت أجواء التصوير جميلة جداً، وصورنا العمل بسرعة مع الاتقان. ولكن واجهنا في أحد الأيام بعض الصعوبة، حيث صورنا نحو 26 مشهداً، وهو رقم ضخم جداً في الأعمال السينمائية.

·        ماذا عن انتقادات وجهت إليك بسبب حجابك في الفيلم؟

من يفعل ذلك يتصيد الأخطاء، فسهام في «زنقة الستات» تقدم الإسلام بشكل معتدل وهادئ ومحترم، وهي إحدى أقرب الشخصيات إلى قلبي، لأنني قدمت المحجبة بشكل لائق في ملابسها ومضمونها. هي نموذج محترم للسماحة الدينية، بالإضافة إلى الكوميديا البسيطة، ورغم أني أديت دور المحجبة أكثر من مرة، فإن هذه الشخصية مختلفة تماماً وزاوية جديدة جداً عليَّ.

·        يربط البعض بين الكوميديا وضعف الأعمال. ما رأيك؟

على العكس. أن يكون فيلم كوميدياً ليس دليلاً على ضعفه. ثمة أعمال كوميدية كثيرة مليئة بالأفكار الجيدة، لكن المشكلة ليست في الكوميديا، بل الأزمة الحقيقية في السيناريو الضعيف سواء كان كوميدياً أو تراجيدياً.

·        معظم أبطال الفيلم نجوم، ألم تحدث مشكلة بينكم بسبب ترتيب الأسماء أو مساحات الأدوار؟

فعلاً الفيلم مليء بالنجوم. حسن الرداد نجم، كذلك كل من إيمي سمير غانم ونسرين أمين ومي سليم، لكننا أصدقاء في الأصل، ولا يمكن أن تحدث بيننا مشكلة لهذا السبب. الحمد لله كلنا نملك الثقة في النفس، بالإضافة إلى القيادة الجيدة من المخرج خالد حلفاوي، والمؤلف كريم فهمي. عندما يكون فريق العمل متفاهماً والسيناريو متماسكاً لا يمكن أن تحدث أي أزمة من هذا النوع، لذا ظهر الفيلم رائعاً.

عموماً، العلاقة الجيدة بين فريق العمل تظهر وتنعكس على الشاشة، كذلك المشاكل. والحمد لله الفيلم بالنسبة إلي تجربة جديدة وجيدة استفدت منها كثيراً.

·        كيف تنسقين بين مواعيد تصوير أعمالك المختلفة، لا سيما أنك تشاركين راهناً في أكثر من عمل؟

الإرهاق ضريبة عملنا التي أسعد بها، ولكل مهنة مشاكلها وأزماتها. في السنوات الماضية أصبت بإرهاق شديد لهذا السبب وكنت قد قررت ألا أفعل ذلك مرة أخرى، لكن عندما تعرض عليّ أعمال جيدة لا أستطيع أن أرفضها ولهذا أعمل جاهدة للتوفيق بين هذه المواعيد وكي لا لا يظلم عمل بسبب ضغط التصوير.

·        هل ثمة خطوط حمراء لديك تمنعك من المشاركة في الأعمال الفنية سواء سينما أو دراما؟

أرفض المشاهد الجريئة والمبتذلة التي تضاف من دون أي داع، وأضع في اعتباري دائماً أني سأكوِّن أسرة لا أحب أن يشعر أفرادها بالخجل عند مشاهدة هذه الأعمال، بالإضافة إلى أنني لا أريد أن يمنع أحد أبناءه من مشاهدة أعمالي. لكن جرأة الفكرة لا تعني أن ثمة مشاهد إغراء في الفيلم.

فجر يوم جديد: {شيء من الخوف} مع {الأبنودي} !

كتب الخبرمجدي الطيب

عندما أقدمت {المؤسسة المصرية العامة للسينما} على إنتاج فيلم {شيء من الخوف} (1969) عن قصة للأديب ثروت أباظة لم يتردد أحد في الموافقة على طلبات المخرج الشاب، آنذاك، حسين كمال، بالتعاقد مع الفنانين الكبار: شادية، محمود مرسي ويحيى شاهين، وإقناع أباطرة السينما مثل: مدير التصوير أحمد خورشيد، فنانة المونتاج رشيدة عبد السلام، مهندس الميكساج حسن التوني وكاتب السيناريو صبري عزت بالعمل تحت إدارته. لكن ما لم يكن في الحسبان أن تتم الاستجابة، فوراً، لرغبة المخرج الشاب في إسناد مهمة كتابة الحوار، مع صبري عزت، وتأليف الأغاني، لشاعر شاب اسمه عبد الرحمن الأبنودي!

كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً أن الأبنودي لم يكن قد تجاوز في تلك الفترة الواحد والثلاثين من عمره، ولم يخض سوى تجربة فنية يتيمة من خلال مسلسل تلفزيوني يحمل عنوان {الفلاح} كتب له الأشعار والأغاني لكن أحداً لم يتوقف عنده كثيراً، بعكس تجربته الثرية في فيلم {شيء من الخوف}، الذي أصبح واحداً من كلاسيكيات السينما العربية بفضل الأبنودي، الذي صك الكثير من الجمل الحوارية التي التصقت به، وكتب أغاني يشهد الكل بروعتها، والشجن الذي تثيره في النفوس، وما زال يغزو المشاعر والقلوب في كل مرة يُعرض فيها الفيلم عبر الشاشات.

بالطبع كان للموسيقار بليغ حمدي دخل كبير في نجاح الأغاني التي كتبها الأبنودي، بإيقاعاته الساحرة، وتوظيفه العذب للآلات الموسيقية. لكن اللافت، وهو ما نتوقف عنده في هذه السطور، أن التجربة لم تكن مسبوقة في السينما العربية، نظراً إلى أن الشاعر لم يكتف بنظم كلمات تعبر عن المواقف الدرامية للفيلم، أو تترجم مشاعر الشخصيات فحسب. فإضافة إلى الحوار الذي شارك في كتابته وأضفى عليه الكثير من روحه الصعيدية، ومعرفته الدقيقة باللهجة التي لم تكن دخيلة كما هي العادة، نجح في تمرير رسالة، عبر المقدمة التي تزامنت والعناوين، تكاد تلخص مغزى الفيلم، وتؤكد أنه استوعب القصة بكل مفرداتها، وتوجهاتها. بل يمكن القول إن الأغاني لم تملأ الفراغ الدرامي، كما اعتدنا، وإنما جاءت لتكمل الرؤية الفنية، وتمثل عنصراً رئيساً لا يقل أهمية عن التمثيل والتصوير، كما فعل في البداية: {البلد اسمها الدهاشنة... والمكان ما حدش قال لنا... يمكن ما كنتش أبداً... يمكن في كل مكان.. أمتى؟ ما حدش قال لنا.. يمكن ما حصلش أبداً.. يمكن في كل زمان.. الدهاشنة ضل مرمي ع الغيطان.. تلاقيه ع الدروب وع البيوت.. الدهاشنة ضل زرع الأرض غل العارف طريقه يمشي فيه يضل.. الدهاشنة ضل مطرح ما يحل يملا الدنيا خوف.. خوف {، وقبل ظهور الطاغية {عتريس} (محمود مرسي) يُشير إليه بصوت جماعي مزلزل: {أهو... بالضحكة دي بالخلقة دي بالبصة دي... مالي الدهاشنة خوف}!

ومثلما تتسلل دقات طبول بليغ حمدي لتُنذرنا بالخطر المُحدق بالجميع، يغني الكورال {يا عيني على الولد} ثم يتبعها بـ {البنت من الدهاشنة} لنرى كيف تُنتهك البراءة، وتتم صناعة {الديكتاتور} مع الإبقاء على الأمل في الجيل الجديد، وتحل الأغنية مكان الحوار، قبل أن نتوصل إلى ما اصطلح على تسميته {الحوار المغنى}. وفي تجربة هي الأولى من نوعها يقوم المخرج حسين كمال بقطع الأغنية ثم يعود لاستكمالها، ثم يوظف الكلمات مع الوتريات والإيقاع، وكأنه يُعلن حالة {الاستنفار الدرامي}، كما في المشهد الذي أعقب وفاة الجد، وتحولت كلمات الأبنودي خلاله إلى ما يُشبه {التعليق الدرامي}، ومشهد رصد التحول في شخصية {عتريس}، الذي {كبر وشب وماعدش يغوى السواقي} وورث الديكتاتورية {القهر طايح بسيفه زي الرياح في الرمال... وفي الناس بيحكم بكيفه ويشدها بالحبال}، وهي المشاهد التي اكتفى فيها بصوت الكورال الرجالي، الذي يوحي بالقوة والعنف والتسلط، بينما لجأ في المشاهد التي اختلى فيها {عتريس} إلى نفسه وتذكر حجم الجرم الذي ارتكبه في حق نفسه وحبيبته {فؤادة}، إلى الاستعانة بأصوات النسوة، وكأنهن يولولن، بينما صوت {شادية} يرافقهن من بعيد.

بالطبع يعود الفضل في إبداع تلك السيمفونية الرائعة المسماة {شيء من الخوف} إلى {المايسترو} حسين كمال، الذي تألق بصورة لم تتكرر طوال مسيرته الفنية. لكن الأبنودي وضع بصمته الخالدة، التي تشهد عليها الآهات المتباينة للكورال الرجال، من الإذعان إلى المقاومة، وكأنها تُحفز {فؤادة} إلى فتح «الهويس»، وهو ما فعلته بالضبط، وهنا مكمن أهمية، وإثارة، تجربة الأبنودي في {شيء من الخوف}، فالأغنية تؤدي دوراً تحريضياً، تنويرياً وتثويرياً لأ أظن أنها أدته في أي فيلم من أفلام السينما المصرية.

نجوم كوميديا جدد في السينما المصرية

كتب الخبرهيثم عسران

انطلق موسم الإجازة الصيفية مبكراً بسبب شهر رمضان الذي قسمه إلى نصفين، وسيطرت الأفلام الكوميدية عليه كاشفةً عن وجوه مختلفة لنجوم جدد في الكوميديا تميزوا في أفلام حققت إيرادات تجاوزت 25 مليوناً في ثلاثة أسابيع عرض تقريباً، وهو رقم كبير مع عدم بدء الإجازة رسمياً وغياب نجوم الكوميديا الكبار عن الموسم.

كشف موسم الإجازة الصيفية في مصر عن عدد من الممثلين الشباب في مجال الكوميديا بخلاف نجوم الكوميديا الذين طالما عرفهم الجمهور، باستثناء الممثلة الشابة إيمي سمير غانم التي رسخت نفسها كممثلة كوميدية في السينما والتلفزيون بعد نجاح حققته عبر دورها في فيلم {زنقة ستات}.

نجح الممثل حسن الرداد في إثبات موهبته بالكوميديا بعد أداء لافت قدَّمه في {زنقة ستات}، حيث ظهر بشكل مختلف عن حضوره في أعمال اجتماعية وحركة قدمها خلال الفترة الماضية، علماً بأن نجاح الفيلم جعله يتفق مع المنتج أحمد السبكي على تقديم عمل كوميدي جديد يجمعهما.

ونالت مقاطع فيديو كوميدية قدمها الرداد في الفيلم نسبة مشاهدة كبيرة عبر {يوتيوب}، بينما كان المشهد الأكثر مشاهدة له تقليده الفنانة فيفي عبده في برنامجها {5 مواه} بشكل ساخر.

يقول الرداد إنه يميل إلى تقديم الأعمال الكوميدية عموماً ووجد الفرصة جيدة للغاية في  {زنقة ستات} مشيراً إلى أنه لم يتوقع تحقيق الأخير رد الفعل القوي لدى الجمهور بعد طرحه في الأسواق.

وأضاف أن الكوميديا لا تعتمد على المواقف فحسب، ولكنها بحاجة إلى سياق وأحداث لتوظفيها فيه بشكل جيد، مؤكداً أن وجود قصة يمكن تقديمها بشكل كوميدي هي التحدي الحقيقي لأي ممثل، خصوصاً أن المشاهد الكوميدية قد تكون جيدة في النص فيما تخرج خلال التنفيذ بصورة مغاية تماماً لا تضحك الجمهور.

إخفاق {فزاع}

وعلى عكس المتوقع، لم ينجح {فزاع} الذي يعتمد على استغلال الشخصية الكوميدية التي قدمها هشام إسماعيل في مسلسل {الكبير قوي}، إذ لم يحقق الفيلم إيرادات تذكر، ولم يحظ برد فعل قوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهد فيلم {كاب تن مصر} من بطولة محمد عادل إمام تميز عدد من الممثلين المشاركين بأدوار نالت رد فعل لافتاً من الجمهور، خصوصاً أن السيناريست عمر طاهر منحهم مساحة رئيسة في العمل.

وجاء ظهور الفنان القدير بيومي فؤاد في دور الطبيب المسجون متميزاً، ونالت {إيفيهاته إعجاب الجمهور بشكل كبير، وهو ما تكرر مع الممثل الكوميدي علي ربيع في شخصية شاب {غبي} يطرح أسئلة غير منطقية.

كذلك تميز الممثل الشاب أحمد فتحي بأداء شخصية شاب صعيدي قضى عقوبة السجن نتيجة محاولته الأخذ بثأر أحد أقاربه. قدم مواقف كوميدية منحته مساحة رئيسة في الأحداث ودفعت الجمهور إلى التعرف إليه عن قرب، خصوصاً أنه لم يحصل على فرصة ظهور كافية في أي عمل سينمائي سابق.

يرجع الناقد محمود قاسم ظهور وجوه جديدة في الكوميديا إلى سعي المنتجين لتقديم أعمال سينمائية كوميدية، من ثم تحقيق مزيد من الإيرادات، مشيراً إلى أن كثرة الأعمال ستؤدي تباعاً إلى ظهور مجموعة من نجوم الكوميديا الشباب خلال فترة وجيزة.

وأضاف قاسم أن ظهور عدد منهم يكون مؤقتاً مرتبطاً بقدرتهم على الاستمرار باختيار أعمال وأدوار جيدة خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى وجود العشرات من الشباب الذين يملكون الحس الكوميدي ولم يجدوا فرصة للظهور على الشاشة، الأمر الذي يعني أن السينما المصرية ستشهد اكتشاف جيل جديد من الكوميديين.

وأرجع حماسة المنتجين إلى أبطال الكوميديا الجديدة لكون هؤلاء يتقاضون أجورا قليلة، وأعمالهم يمكن تغطية تكلفتها الإنتاجية بسهولة عبر التسويق التلفزيوني، لافتاً إلى أن ثمة جيلاً جديداً سيظهر في غضون عامين إذا استمرت وتيرة الإنتاج بالقوة نفسها خلال الفترة المقبلة.

سلمى حايك: جبران خليل جبران وحّد العالم بفلسفته

كتب الخبرالجريدة - بيروت

لمناسبة زيارتها لبنان لإطلاق فيلم «النبي» لجبران خليل جبران الذي شاركت فيه وفي إنتاجه، أطلت النجمة العالمية سلمى حايك مع الإعلامي مارسيل غانم ضمن حلقة خاصة من برنامج «كلام الناس» على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، تحدثت خلالها عن زيارة موطنها الأصلي للمرة الأولى والفيلم وجوانب من حياتها الشخصية.

أخذ حديث سلمى حايك  عن لبنان حيزاً من الحوار وبدت متعلقة  بأرض أجدادها، ورغم أنها لم  تزر هذا البلد في السابق، فإن لديها فكرة واضحة عن معالمه وأبرز شخصياته،  مشيرة إلى أنها أرادت زيارة لبنان منذ زمن طويل لكن الظروف حالت دون ذلك، واصفة شعورها لدى تحليق طائرتها في الاجواء اللبنانية ومشاهدتها بيروت من الجو بالرائع.

حايك التي تعود أصولها إلى بلدة بعبدات اللبنانية، أوضحت  أن «الجالية اللبنانية في المكسيك وفي العالم كبيرة جدّاً وموحّدة جدّاً»، وأسفت لعدم إجادتها اللغة العربيّة، وأضافت: «جدّي وجدّتي لبنانيّان، حتى أمي، وهي من إسبانيا، تطهو الطعام اللبناني مثل جدّتي اللبنانيّة، وحاولت منافسة عمّاتي على طهو أنواع الطعام اللبناني».

فخر واعتزاز

حول زيارتها مخيّم النازحين السوريين في لبنان قالت: {أفتخر بالشعب اللبناني الذي شرّع أبوابه لمن كان يُعتبر، في السابق، عدوّه. لا أعرف مستوى الكرم هذا في أي مكان آخر في العالم}.  بالنسبة إلى انخراطها في العمل الإنساني وتعاطفها مع النازحين السوريين، أجابت: {منذ بدأ النزاع في سورية، قلقت على الناس الذين يخسرون بلادهم، لا يتعلق الأمر بالدين أو بالسياسة بل بالناس، قلبي مع هؤلاء الذين اضطروا إلى الهرب، وقلبي مع الدول التي تناضل في ظل وضع اقتصادي سيئ وكان عليها استقبال النازحين. قصدت مخيّمات  هؤلاء النازحين لأنها طريقتي في مساعدة اللبنانيين أيضاً، منذ سنوات وأنا أتابع وأساعد}.

«النبي»...

روت حايك أنها اكتشفت كتاب {النبي} لجبران خليل جبران من خلال جدّها عندما كانت في السادسة، إذ كان يضعه إلى جانب سريره، ثمّ في الثامنة عشرة  من عمرها، رأت الكتاب مجدّداً فدفعها  فضولها لقراءته، وشعرت حينها  بأنه يعلّمها أموراً عن الحياة.  مع الوقت نمت لديها رغبة بتحويله إلى فيلم سينمائي، وتابعت: {فيلم {النبي} رسالة حبّ ووفاء لبلدي،  اعتقدت منذ أربع  سنوات، عندما بدأنا هذه المغامرة الرائعة، أنّ من المهمّ تذكير العالم بأن مفكراً  لبنانياً وعربياً وحّد العالم بأسره بفلسفته وجمع الأديان لعدّة أجيال في أنحاء العالم. أردت أن يتذكّر الناس بوضوح هذا الرجل اللبناني وفلسفته التي هي نوع من الطبّ لألم الروح وأوجاعها. هذا الفيلم للشباب والأطفال الذين يعتقدون اليوم بأن رابط العالم هو الإنترنت، من المهمّ ألاّ يتوقّفوا عن تعلّم التواصل مع البشر الأخرين بعمق. هذا الفيلم ليتذكّر الإنسان أموراً جميلة في داخله، وهو مرآة لكلّ شخص يشاهده}.

طالبت حايك  اللبنانيّين بدعم  الفيلم الذي أنتجته وصوّرته عائلة من الأصدقاء المحبّين لهذا الفيلسوف الرائع مقابل الحدّ الأدنى من المال، وقالت: {كلنا عملنا مقابل القليل، الفيلم هو تكريم لهذا الكاتب الاستثنائي، أردت تصويره من أجل لبنان}.

حياة شخصية...

حول حياتها الشخصيّة، قالت حايك إن أحد إنجازاتها الكبرى أنها وجدت الحب الحقيقي، {هذا امتياز كبير عندما تتزوّج الشخص الذي تحبّ، أردت أن يكون لديّ عائلة ولكن أنجبت طفلة واحدة فحسب،  الخبر السار أن لزوجي أولاداً آخرين، ومحظوظة أيضاً لأن والديّ يحبّانني ويدعمانني ولديّ شقيق رائع، العائلة مهمّة جدّاً بالنسبة إلي}.

إصرار

عن بداياتها الفنيّة، كشفت حايك أنه طُلب منها تغيير اسمها لتتمكّن من الوصول إلى النجوميّة، {عندما بدأت حياتي المهنيّة في المكسيك قيل لي: يمكنك أن تصبحي نجمة ولكن علينا تغيير اسمك الذي يصعب لفظه في المكسيك، واعتبروا أن أحداً  لن يتذكّر هذا الاسم، فجلست  وساد صمت لدقيقة وقلت: لا تقلقوا سأحرص على أن يتذكّروه وأن يتعلّموا لفظ هذا الاسم في المكسيك والعالم}.

الثلاثاء 28 أبريل 2015 - الساعة 00:01

حايك: أعتز بجذوري اللبنانية

كتب الخبرالجريدة - بيروت

جددت الممثلة العالمية سلمى حايك اعتزازها بجذورها وثقافتها اللبنانية التي تعلمتها قبل المكسيكية أو الأميركية، مشيرة إلى أن «النبي» فيلم عظيم لبلد وكاتب عظيم كجبران خليل جبران.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته حايك في سينما PROMOMEDIA، بعد عرض فيلمها الجديد «النبي»، وتحدثت فيه عن أهمية الفيلم وقيمته الإنسانية والفنية، بحضور المخرج رودجز الرز، والموسيقي اللبناني العالمي غابريال يارد، والموزع محمد فتح الله، ورئيس لجنة جبران خليل جبران طارق الشدياق، وحشد من الاعلاميين.

وأوضحت أن «الفيلم عبارة عن رسالة موجهة إلى الجيل الجديد، ونفذ بالرسومات ليفهمه ويشاهده هذا الجيل، لأننا في أمس الحاجة إلى مفاهيم ومبادئ إنسانية يتربى عليها الجيل الناشئ»، معتبرة «انه رغم ان جبران هو كاتب وأديب لبناني، فإن أعماله وأدبه وكلماته موجهة إلى كل العالم وأبناء البشر، فهو كان وسيبقى أكبر من بلده، واننا في هذه الأيام بحاجة الى الخروج من القوقعات والعلب الدينية».

ولفتت إلى ان «حياة جبران بحد ذاتها عبرة يجب أن تلهم الناس، وفي مقدمهم المرأة المتمثلة بوالدة جبران، التي استطاعت الهجرة الى أميركا مع أربعة أولاد من أجل تعليمهم وتحسين مستوى حياتهم».

الثلاثاء 28 أبريل 2015 - الساعة 12:51

سلمي حايك تحيي شجاعة اللاجئين السوريين

المصدر : AFP

حيت نجمة هوليوود سلمى حايك "شجاعة" اللاجئين السوريين الذين تفقدت أحد مخيماتهم في لبنان حيث أطلقت أمس الأثنين فيلم الرسوم المتحركة "النبي" المقتبس من أحد أكثر المؤلفات شهرة في العالم للأديب اللبناني جبران خليل جبران.

وقالت سلمى حايك اللبنانية الأصل رداً على أسئلة لوكالة فرانس برس على هامش العرض العالمي الأول للفيلم في قاعة "سينما سيتي" في وسط بيروت، تعليقاً على الأيام القليلة التي أمضتها في لبنان، "تأثرت بأمور كثيرة: إعادة الصلة مع جذوري، رؤية منزل جدي، حب الناس، ومخيم اللاجئين" السوريين.

وشمل برنامج حايك زيارة إلى مخيم للسوريين الفارين من النزاع الدامي في بلادهم في شرق لبنان، بهدف دعم حملة لجمع الأموال أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، ويستضيف لبنان 1,2 مليون لاجىء سوري يعيش معظمهم في ظروف مزرية.

وأضافت لفرانس برس "تأثرت كثيراً بشجاعتهم والأمل الذي يتمسكون به، من المهم أن نواصل دعمهم".

وكانت حايك تتحدث بعد مرورها على السجادة الحمراء في حفل الاستقبال الذي رافق العرض مساء أمس، وقد ارتدت فستاناً فضي اللون، وأثار حضورها هتافات حارة من الجمهور.

وتزور حايك لبنان للمرة الأولى في حياتها برفقة والدها، ويُفترض أن تغادر بيروت اليوم، وصرحت أمس في مؤتمر صحافي أنها حققت "حلماً قديماً" بالمجيء إلى أرض جبران، أكثر الأدباء اللبنانيين شهرة".

وشاركت الممثلة والمخرجة المكسيكية في انتاج الفيلم، وسجلت صوتها على دور والدة المصطفى، بطل الفيلم وشخصية "الحكيم" لدى جبران، وقالت في المؤتمر "إنها رسالة حب لإرثي، أردت من خلال هذا الفيلم أن أخبر العالم أن هناك أديباً عربياً كتب الفلسفة والشعر وجمع الأديان والعالم أجمع وباع أكثر من مئة مليون نسخة على امتداد أجيال عدة".

ومدة الفيلم 84 دقيقة، ويجمع إلى جانب سلمى حايك الممثلين ليام نيسون والفرد مولينا وفرانك لانجيلا، مع موسيقى للبناني الفرنسي غبريال يارد.

الجريدة الكويتية في

30.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)