كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ذاكرة السينما: الارتقاء حقُّ المأساة علينا

هوفيك حبشيان

 

سينمائي يقف أمام مشهد عريض للحرب ويسأل: يا الهي، هذا اعظم من أن يُجَسَّد على الشاشة! وآخَر، أمام الموقف نفسه، يحمل الكاميرا ويذهب الى المغامرة، إيماناً منه بأن الوسيلة الوحيدة لاعطاء الواقع حقه هو عبر الارتقاء به. الفن عموماً، والسينما خصوصاً، سبيل الواقع الى الارتقاء. السفاح، والمستبد والطاغية الذي يتلذذ بلحم ضحاياه، يجد حضناً دافئاً له في صقيع العالم، الذي تتلاحق فيه الأحداث بسرعة جنونية. هؤلاء كلهم يجدون لهم بيوتاً يحرسها كاتب السيناريو، والمخرج، ثم مجموع الممثلين. مَن يؤمن بالسينما وسيلة ارتقاء بالواقع، لا يسدّ بابه أمام أي صراع أو مأساة، مهما يصعب تقبلهما، ومهما تكن ضخامة الأشياء وعظمتها، ليقول: السينما لا يمكن أن تنقل هذا الشيء.

ستيفن سبيلبرغ وصف المحرقة النازية في "لائحة شيندلر"، وأطاح الكليشيه الذي كان يؤكد أن هذا حدث أهم من أن يُنقَل. جسّد سبيلبرغ واحدة من أكثر الجرائم هولاً في تاريخ البشرية بتفاصيلها الصغيرة. بل سمحت عظمة السينما، لروبيرتو بينيني، بأن يقحم الملهاة في قلب المأساة في "الحياة حلوة". حتى اليهود الراديكاليون لم يفتحوا افواههم. الكندي من أصل أرمني أتوم ايغويان انجز فيلماً مبهراً هو "أرارات". كان يؤمن هو ايضاً بأن الابادة التي تعرّض لها ابناء شعبه عصية على التسجيل. غيّر رأيه وهو ينجز العمل، فجعله "فيلماً داخل الفيلم" وسلّم مهام تجسيد الابادة الى شخصية المخرج التي يضطلع بدورها شارل أزنافور، متبرئاً من هذا الفعل نوعاً ما ولكن غير قادر على انكار أهميته. هكذا، خرج التاريخ الى الضوء مجدداً.

وإذا اقتربنا قليلاً من منطقتنا، وجدنا أن أهم وثيقة عن مجزرة كفر قاسم، هو الفيلم الذي انجزه برهان علوية. مثله، أصر ايليا سليمان على نقل يوميات الشعب الفلسطيني المملوءة بالقهر، من ازقة الناصرة الى المحافل الدولية. لا أحد يبكي في أفلامه ولا أحد يصرخ: "وينكن يا عرب؟". لكن كل ما يحتاجه المرء كي يفهم مَن هو الجلاد ومَن هو الضحية، موجود في طياته!

ألم يصوّر الايطالي روبرتو روسيلليني "ألمانيا عام صفر"، و"روما مدينة مفتوحة" ما إن انتهت الحرب العالمية الثانية؟ ألم ينجز غودار "رجال الدرك" اثناء حرب الجزائر؟ وشابلن، ألم يقدم فيلماً عن هتلر في "الديكتاتور العظيم" العام 1940؟ هذه الأفلام هي للتاريخ قبل أن تكون للمشاهدين. بلى، السينما تعبّر عن أعظم الألم وعن أشد اللحظات مأساة وخراباً

في "حتى فقدان العقل"، للبلجيكي جواكيم لافوس، نرى امرأة تقتل أطفالها الخمسة. يكتفي لافوس بلقطة أو اثنتين، لا حاجة لأكثر لهزّ بوصلة المشاعر

السينما الأميركية التجارية من جانبها، جاءت بتنويعات كثيرة ومعان متعددة، لخرافة نهاية العالم. أيّ كتابٍ، أيّ نشرةٍ اخبارية، أيّ صمت يستطيع أن يحيلك على احاسيس مشابهة لتلك التي تنتابك عندما تشاهد الكرة الأرضية وقد غمرتها الثلوج الأبدية، كما هي الحال في "يوم بعد غد" لرولاند ايميريك؟ هل هناك لحظة أكثر تعاسة من نهاية العالم؟ مع ذلك، لم تقف السينما أمامها مكتوفة اليدين! مَن يردد مع كل صراع جديد ومع كل حرب جديدة، "هذا الشيء أقوى من أن يُجسَّد"، فالمشكلة في قدراته، وفي عقله، وفي فهمه للسينما، وخصوصاً في طاقته التعبيرية.

المدن الإلكترونية في

24.04.2015

 
 

فيلم «النبي»: رحلة فلسفية وبصرية بالرسوم المتحركة

علي وجيه

اقتباس أيقونة ورقية مثل «النبي» (صدر عام 1923) لجبران خليل جبران (1883 ــ 1931) ليس سهلاً. شهرة الكتاب الراسخ على رفوف ملايين المكتبات حول العالم تحتّم المقارنة مع المنجز الفيلمي. لقد تُرجم عن الإنكليزية إلى أكثر من 50 لغة. الـ«بيتلز»، وجون كينيدي وإنديرا غاندي وآخرون، استوحوا من «تعاليمه». السحر الفلسفي لا يعني التماسك الدرامي بطبيعة الحال. التماس مع الكون يختلف بالتأكيد عن صلب الأفلمة.

عند التفكير في إنتاج اقتباس سينمائي عنه، أخذت سلمى حايك كل ذلك في الاعتبار. أضافت اعتبارات الصناعة والترويج التجاري إلى سلّة المخاوف. «فيلم أنيماشن عن كتاب لفيلسوف لبناني. من سيشتري شيئاً كهذا؟». هكذا، قرّرت الحفاظ على اسم الكتاب وصاحبه في عنوان الفيلم «النبي لجبران خليل جبران»، للإفادة من انتشاره العالمي. جمعت حايك تسعة من مخرجي الأنيماشن المستقلّين حول العالم، منهم الإماراتي محمد سعيد حارب صاحب شخصية «فريج» الشهيرة، والأميركي روجر أليرس صاحب «الأسد الملك». عمل أليرس على حقن التحفة الأدبية بخلفية دراميّة يمكن البناء عليها. تحوّل منفى الحكيم/ الكاتب/ النبي «مصطفى» (صوت ليام نيسون) إلى سجن لسبع سنوات بتهمّة الأفكار المخرّبة. «الكلمة قد تقتل صاحبها»، هذا تبطين سياسي يحمّل «النبي» مستوى آخر. بدلاً من قرار الإبحار إلى موطنه، يحصل مصطفى على إطلاق سراح مشروط. يخرج فيرى أنّ أفكاره قادرة على إبقائه إلى الأبد. سريعاً، يتعرّف إلى الطفلة المشاكسة «ألميترا» (كواجاناي واليس) عن طريق أمّها ومدبّرة منزله «كاميلا» (سلمى حايك). ألميترا نادراً ما تتكلّم. تصبح صديقته، فيحاول تعليمها كيفية التعامل مع سكّان البلدة. 8 فصول اختيرت من الكتاب، أدّت إلى 8 أفلام قصيرة، يجمعها الرابط الذي ابتكره أليرس. كل منها يحمل توقيع مخرج صاحب بصمة خاصّة. الفصول هي: «الحريّة» (ميشال سوتشا)، «الأطفال» (نينا بالي)، «الزواج» (جوان سفار)، «العمل» (جوان كراتز)، «الأكل والشرب» (بيل بلمبتون)، «الحب» (توم مور)، «الخير والشر» (محمد سعيد حارب)، و«الموت» (بول وغايتان بريزي).

عجز الميزانية دفع أليرس إلى البحث عن حلول مبتكرة. تمّ اللجوء إلى الخلفيات الثنائية الأبعاد المرسومة باليد (المدرسة القديمة)، والزج بالشخصيات الثلاثية الأبعاد (عصر الديجتال) ضمنها، ثمّ العمل على المواءمة. المحصلة جاءت شريطاً مغايراً، جميلاً، جريئاً، مختلفاً عن ملل الصناعة التقليدية. يكفي أنّه لا يستكين لتصنيف محدّد، ليحصل على انتباه مستحق. بين الفنّي والتجاري البحت، وبين الأسلوب العتيق والتفكير الطازج، بين موهبة شباب وخبرة أب روحي، وبين جمهور متنوّع الأعمار والثقافات، يصرّ «النبي» على الوقوف متفرّداً. محمد سعيد حارب مذهل في توليف الألوان المائية في «الخير والشر». توم مور يجمع الزخارف الإسلامية مع أنماطه البصرية المستوحاة من غوستاف كليمت. رائدة الرسم بالطين الأوسكارية جوان غراتز، تجعل من «العمل» فصلاً آسراً، على اعتبار أنّه «الصورة الظاهرة للمحبّة الكاملة». في «الطعام والشراب»، يرسم بيل بلمبتون بالرصاص الملّون كادراً كادراً، إلا أنّه لا يتمكّن من الحفاظ على طرافته المعتادة. التوأم الإيطالي بول وغايتان بريزي يختتمان الشريط بمهارة يدوية لافتة في «الموت». كذلك، المزيج بين إلقاء نيسون وموسيقى اللبناني غابريال يارد يصنع ما لا يُقاوم.

على الضفة الأخرى، المزج لم يكن مثالياً دائماً، خصوصاً في فواصل روجر أليرس. التركيب الدرامي فوق النص الأدبي أنتج حبكة حائرة بعض الشيء. حكم فلسفية ثقيلة على الصغار، وقصة ساذجة جداً للكبار. سلمى حايك تعتبر ذلك في مصلحة الفيلم. ترى أنّه «تجربة شخصية»، فكل يجد نفسه بأسلوبه الخاص. أصداء العرض التجريبي في «مهرجان كان السينمائي»، ثمّ «مهرجان تورونتو»، عزّزت ثقة حايك بخياراتها. لا شكّ في أنّها ماضية خلف مزيد من المشاريع المغايرة.

* «النبي»: بدءاً من الخميس في الصالات اللبنانية

الشقيّة التي غلبت هوليوود وفتنت العالم

نادين كنعان

هي إحدى أبرز بطلات هوليوود، وأيقونات الإثارة والجمال بنظر كثيرين. إنّها المكسيكية السمراء ذات الأصول اللبنانية سلمى حايك (1966) التي حلّت أمس على بلاد أجدادها في زيارة تُختتم الثلاثاء المقبل، وتأتي في إطار التسويق لفيلمها الأنيمايشن «النبي» المقتبس عن كتاب جبران خليل جبران. في مدينة كواتزاكوالكوس النفطية المزدهرة (جنوب المكسيك)، ولدت الممثلة الفاتنة التي تُقرّ بأنّها وشقيقها «سامي» كانا طفلين مدللين على أيدي والديهما: رجل الأعمال سامي حايك دومينغيز ومغنية الأوبرا ديانا خيمينيز مِدينا.

حبّ بطلة فيلم Everly (عام 2014) للفن ظهر باكراً جداً، وتحديداً بعدما ذهبت إلى السينما لمشاهدة فيلم Willy Wonka & The Chocolate (عام 1971). وفي سن الثانية عشرة، أُرسلت إلى مدرسة «القلب الأقدس» الداخلية في مدينة نيو أورليانز في ولاية لويزيانا الأميركية. لكن لا يظنّن أحدٌ أنّها كانت طالبة هادئة ومسالمة. لم تول أهمية كبرى للدراسة بقدر ما خصّصت وقتاً لتحضير المقالب للراهبات المسؤولات عن المؤسسة. ولعلّ أبرز هذه الحيل، تأخير ساعاتهن ثلاث ساعات إلى الوراء، ما أدى إلى طردها بعد فترة وجيزة. لاحقاً، ستغضب حايك كثيرين عندما أعلنت قبل سنوات أنّه رغم نشأتها الكاثوليكية، لم تعد تؤمن بسلطة الكنيسة كمؤسسة، في مقابل إيمانها بالله والمسيح.

على الرغم من أنّها لمست حبّاً في داخلها للفن، إلا أنّها لم تشعر برغبة حقيقية بالتوجّه نحوه إلا بعدما التحقت بالجامعة الإيبيرية ــ الأميركية في نيو مكسيكو.

لم يمض سوى وقت قصير قبل أن يسطع نجم سلمى حايك في المسلسل المكسيكسي «تيريزا» عام 1989، ثم مشاركتها في فيلم Miracle Alley الذي حاز أكبر عدد من الجوائز في تاريخ السينما المكسيكية، بينها جائزة «الأكاديمية المكسيكية للسينما» (Ariel).

وصفت نفسها بأنّها قصيرة ذات جسد متعرّج

من منّا لا يذكر لقاءها بالنجم الإسباني أنطونيو بانديراس في فيلم Desperado عام 1995، الذي شاركت فيه بعدما خضعت لدورات مكثّفة في اللغة الإنكليزية إثر انتقالها إلى هوليوود قبل ذلك بأربع سنوات. في 1996، أطلّت في From Dusk till Dawn مع جورج كلوني أمام عدسة كونتين تاراينتينو. ورغم صغر مساحة دورها، تمكنت حايك من ترك بصمة ووضع اسمها على الـ Box Office.

الخطوة التالية تجسّدت في أوّل دور بطولة مع بطل مسلسل «فريندز» ماثيو بيري في شريط Fools Rush In (عام 1997)، ليتبعه Breaking Up في العام نفسه مع راسيل كرو الذي كان مغموراً يومها، ومن ثم 54 في سنة 1998. بعد ذلك، حققت نجاحين بارزين عام 1999 من خلال الشريط الكوميدي Dogma (إخراج كيفين سميث)، وشريط الأكشن الكوميديWild Wild West الذي حمل توقيع المخرج باري سونيدفيلد.

في ظل هذه النجاحات المتتالية، صدمت حايك الجمهور والنقاد إيجابياً عام 2002 عدما خرجت عليهم بشخصية الرسّامة المكسيكية فريدا كالو في فيلم «فريدا» لجولي تايمور. هذا الدور أدى إلى ترشيحها لنيل جائزة أفضل ممثلة في الأوسكار، والـ«غولدن غلوب»، والـ«بافتا»، وScreen Actors Guild Award. في 2003، عادت حايك مجدداً للوقوف أمام أنطونيو بانديراس في الجزء الأخير من ثلاثية Desperado بعنوانOnce Upon a Time in Mexico، فيما أنجزت في العام نفسه فيلم The Maldonado Miracle الذي حمل توقيعها لناحية الإخراج.

محطات سينمائية بارزة أخرى تمثّلت في فيلم After The Sunset مع بيرس بروسنان (2004) وAsk The Dust مع كولين فاريل (2006)، لتبرز بعدها مع بانديراس أيضاً في فيلم الرسوم المتحرّكة Puss In Boots اللذين شاركا فيه بصوتهما عام 2011. لم تنحصر العقبات التي واجهتها حايك في بداية مسيرتها السينمائية في الولايات المتحدة بنمطية الأدوار التي عُرضت عليها كالخادمة المكسيكية والمومس، إذ أظهرت تصريحاتها الأخيرة في شباط (فبراير) الماضي لمجلة Net-a-Porter البريطانية أنّها غير راضية عن شكلها. المرأة الجذابة، صاحبة الصوت المثير التي تحسدها نساء العالم، تعتبر أنّ تضاريسها البارزة شكّلت عائقاً أمام حصولها على مجموعة كبيرة من الأدوار. كما اعترفت بأنّها ليست راضية تماماً عن شكلها: «ولمن لم يسبق أن رأوني في الحقيقة، فأنا قصيرة القامة (157 سنتمتراً). لديّ جسد متعرّج، ولا أناسب الصور النمطية المكرّسة عن النساء اللواتي يمكن أن يتابعن العمل من دون أن ننسى أنّني شارفت على عمر الخمسين، ما قد يحرمني من أعمالٍ كثيرة في أميركا». حايك تملك اليوم شركة إنتاجها الخاصة، تساعد من خلالها أعمالاً للاتينيات أخريات حتى لا يعشن تجربتها الصعبة في البدايات، وهي ناشطة اجتماعياً في مجال الدفاع عن النساء المعنّفات والتمييز والعنصرية ضدّهن.
على الصعيد الشخصي، تهوى حايك ممارسة اليوغا. في عام 2007، أعلنت حملها وخطوبتها على الملياردير الفرنسي فرنسوا ــ هنري بينو. وبعدما وضعت مولودتها الأولى والوحيدة فالنتينا بالوما بينو في كاليفورنيا في العام نفسه، تزوّجت في باريس سنة 2009 في يوم عيد الحب، لتعود وتقيم احتفالاً ثانياً في 25 نيسان (أبريل) 2009 في البندقية.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترKanaanNadine@

برنامج مزدحم لزيارة قصيرة

زكية الديراني

يوم عرفت سلمى حايك شهرة واسعة في السينما وتخطّت حدود بلدها المكسيك، بدأت الصحافة اللبنانية تفتّش عن جذور المرأة الحسناء. تاهت الأبحاث الاستقصائية حول أصول حايك، وكانت الصحافة اللبنانية تقدّر أن الشمال وتحديداً زغرتا أو إهدن، هو موطن حايك الأصلي. لكن إطلالة رئيس بلدية بعبدات نبيل سلهب في حديث لـ «الوكالة الوطنية للإعلام» وضعت النقاط على الحروف، مؤكّداً أن سلمى ابنة بعبدات (قضاء المتن).

وشرح سهلب: «إن جذور حايك هي مثل غالبية سكان البلدة الذين نزحوا إلى بعبدات، من بقرقاشا وإهدن ومناطق أخرى». وتابع إن «سامي حايك والد سلمى هو من مواليد بعبدات عام 1937 بحسب سجلات النفوس، فيما جدّها الذي ترك البلدة هو جرجس حايك بنى منزلا في بعبدات عام 1888، وما لبث أن أصبح مركزاً للبروتستانت عام 1892 ثم مقراً للآباء الكبوشيين». في السياق نفسه، وفور إعلان زيارة حايك إلى بيروت (وصلت أمس وتستمرّ زيارتها أربعة أيام)، بدأت القنوات اللبنانية تتنافس للفوز بالتغطية الحصرية لتحركّاتها. قدّمت الشركات المنظّمة للحدث «جاي والتر طومبسون - بيروت» وأفلام «فتح الله في لبنان» و«أف. أف. آي برايفت بنك»، عرضاً للقنوات اللبنانية لشراء مقابلة حصرية مع الضيفة. رفضت mtv العرض واعتبرت أنها غير مستعدّة لدفع الأموال في ظلّ الأزمة المالية التي تعانيها. لذلك كانت المقابلة من نصيب زميلتها lbci التي رحّبت بالخطوة، معتبرة أن الحوار مع ممثلة معروفة يجذب المشاهد اللبناني في ظلّ التوتر السياسي الحاصل والملل في البرامج التلفزيونية. بدأت رحلة البحث عن معلنين، وكانت فرص المعلنين مرتفعة. وفي السياق نفسه، وصلت سلمى أمس إلى مطار بيروت وكانت كاميرات lbci في استقبالها، وستستمرّ زيارتها لأربعة أيام وترافقها القناة في مختلف نشاطاتها. أما مارسيل غانم، فقد نال المقابلة مع الممثلة، لكنها ستكون مسجّلة وتبثّ الثلاثاء المقبل (21:30) ضمن برنامج «كلام الناس». سيركّز غانم في حديثه على جذور الممثلة، وأهمية زيارتها إلى لبنان. كما خصّصت الشركات المنظّمة للزيارة جدول أعمال مزدحماً لسلمى، ولم يعرف إذا كانت ستقبل بتلك الدعوات أو تجري بعض التعديلات عليها. في سجّل الزيارات مجموعة من اللقاءات في جبيل، كما تلبّي دعوة لجنة جبران لوليمة على شرفها في بشري، إضافة إلى زيارة إلى «مركز سرطان الأطفال» في الحمرا. كما وجّه لها مصمّم الأزياء ايلي صعب دعوة عشاء في منزله في بيروت. وستلتقي حايك مع الإعلام اللبناني نهار الاثنين المقبل في الحمرا (بليس ــ الساعة التاسعة صباحاً) لعرض فيلم «النبي»، على أن يليه مؤتمر صحافي (11:00).

سحنة سمراء وعينان واسعتان وشعر غجري:

عاشقة الموضة تهوى التغيير

حنان الحاج

وصلت النجمة العالمية اللبنانية الأصل سلمى حايك إلى لبنان أمس للترويج لفيلمها الأنيمايشن «النبي» المقتبس عن كتاب جبران خليل جبران. ومن المتوقع أن تشارك في أنشطة خيرية من بينها زيارة «مركز سرطان الأطفال» في منطقة الحمرا في بيروت. كما ستزور «متحف جبران» في بشري وستشارك في حفل غداء في إهدن مع فعاليات اجتماعية وسياسية. لمع نجم سلمى حايك بعد نجاحها الكبير في المسلسل المكسيكي «تيريزا» عام 1989 وكذلك بعد مشاركتها في فيلم Miracle Alley الذي حاز أكبر عدد من الجوائز في تاريخ السينما المكسيكية.

بعدها، انتقلت حايك إلى لوس أنجليس حيث تمرّست في اللغة الإنكليزية وشاركت في بطولة فيلم Desperado مع النجم الإسباني العالمي أنطونيو بانديراس عام 1995، فلاقى الفيلم نجاحاً كبيراً.

واجهت سلمى حايك صعاباً في بداية مسيرتها السينمائية في أميركا لنمطية الأدوار التي عُرضت عليها كالخادمة المكسيكية والمومس، خصوصاً أنّ لديها لكنة مكسيكية مع أنها تجيد اللغة الإنكليزية.

لكنها لاقت النجاح لنوعية الأدوار التي اختارتها، إذ شاركت في دور البطلة اللاتينية مقابل البطل النمطي الأبيض. كانت العلاقات بين الإثني والأبيض في السينما الأميركية تنتهي غالباً بالموت والقتل أو البُعد والفراق. لكن حايك اختارت الأفلام التي تخلص إلى نهايات سعيدة كدوريها في فيلمي Fools rush in وDesperado وغيرهما. كذلك، اختارت حايك دور «البومبا» اللاتينية التي كانت تقدّم كل الدعم لرجلها وغالباً ما كانت تظهر بالسهل الجريء غير الممتنع. وهي اليوم لديها شركة الإنتاج الخاصة بها لتقدّم أعمالاً للاتينيات أخريات حتى لا يعشن تجربتها الصعبة.

مع أن شكل وملامح سلمى حايك لا يشبهان شكل وملامح نجمات هوليوود، لكنها تتمتع بجاذبية أتاحت لها الفرصة لتبرز قدرتها في التمثيل في هوليوود. سحنتها السمراء الصافية وعيناها الواسعتان وشعرها الغجري الداكن، خليط مكسيكي لبناني فاتن. تعشق سلمى حايك الموضة وتعتبر سرّ أناقتها في التغيير الدائم. فهي لا تحبّ أن تبقى على المظهر نفسه أو «اللوك» نفسه بل تفضّل أن تطلّ بمظهر جديد من حين إلى آخر. فهي ترتدي لأشهر دور الأزياء العالمية مثل «غوتشي»، و»بالنسياغا»، و»إيف سان لوران» وغيرها. تربّعت أكثر من مرة على عرش الأناقة العالمية، وتصدّرت صورها المجلات العالمية كمنافسة جمال وأناقة لنجمات هوليوود الصارخات.

غالباً ما ترتدي الفساتين المكشوفة الصدر والمحدّدة الخصر

غالباً ما ترتدي نجمة فيلم Desperado الفساتين المكشوفة الصدر والمحدّدة الخصر التي تبرز منحنيات جسدها ومفاتنها. هي أيضاً جريئة في اختيار تسريحاتها الكثيرة والمتنوعة بين «الريترو» والمجعد الطويل والكاريه والجديلة الجانبية والشينيون المرفوع والكعكة والأملس الناعم. وغالباً ما تضع أقراطاً كبيرة مع فساتينها المكشوفة. ويبدو أن حايك لا تألف كثيراً الماكياج الكثيف والرموش المستعارة وحواجب «التاتو» على غرار العربيات، بل تكتفي بوضع كحل للعينين على شكل الـ Cat eyes وأحمر شفاه زهري أو خمري.

سلمى حايك تشعر اليوم بسعادة لأنها اختارت «لايف ستايل» صحياً في حياتها، فهي تقوم بممارسة اليوغا وتتناول طعاماً صحياً. وتعتبر أن قوامها تغير إلى الأفضل بعدما كان غير متناسق في سنّ الشباب.

مع كلّ الاتهامات التي كيلت لحسناء المكسيك سلمى حايك تارة بالتنكر لأصولها اللبنانية وتارة أخرى بالتنكّر لأصولها المكسيكية، فهي أكّدت أنها لم تنكر أبداً أصولها المكسيكية وأنّ ما حدث عام 2012 كان سوء فهم نتج من اختلاف في الترجمة. وها هي اليوم تعود إلى أصولها اللبنانية بقوّة من خلال تبنيها لفيلم «النبي». وستظهر سلمى بطلّة لبنانية خالصة في فستان من تصميم إيلي صعب وماكياج بسام فتوح وتسريحة لفيكتور كيروز خلال احتفال إطلاق فيلمها يوم الاثنين 27 نيسان (أبريل) الحالي في أسواق بيروت.

جبران و«النبي» في مرآة الغرب... ما وراء الأسطورة

روان عز الدين

بالكاد ينجو منتقدو جبران خليل جبران، العرب تحديداً، من سماع العبارة الجاهزة إياها: انظروا إلى تأثيره في الغرب، اقرأوا عن كتبه التي بيعت بملايين النسخ. سيلجأ أصحاب هذه الجملة، بالطبع، إلى «النبي» (1923)، ثالث كتبه الإنكليزية الثمانية. جعل هذا الكتاب جبران اسماً مربحاً لدى الناشرين، حيث باع أكثر من 9 ملايين نسخة بطبعاته الأميركية فقط. هل كان يحلم بهذا العدد الأخضر؟ كان يحلم بأكثر من ذلك حين بدأ بكتابته عام 1919، ودفع حياته ثمناً لهذا الحلم. هذه ربما خلاصة مقال «حافز النبي ــ ظاهرة جبران خليل جبران» الذي نشرته جوان أكوسيلا في الـ New Yorker عام 2008. يصلح «ما وراء أسطورة النبي» عنواناً للمقال. يقدم قراءة لحياة جبران انطلاقاً من «النبي»، وتقاطع وقائعها مع أحداثه وشخوصه. ما لم تقله أكوسيلا حرفياً، انّ جبران ليس فتى بشري الذي أدهش الغرب بأفكاره. يجب الاعتراف بهذا ولو كان الأمر يتطلّب عقلانية تضاهي مثالية أفكاره.

الفترة الزمنية التي تفصلنا عن تاريخ «النبي» تستدعي قراءة للكتاب وأفكاره، أو لظاهرة جبران، مغايرة لتلك التي انتشرت في العشرينيات، وإن كانت النتيجة لا تتقاطع مع حلم جبران الكبير، ولا مع اقتناع قرائه بهذا الإعجاب الغربي. تتسلل أكوسيلا إلى ظاهرة «النبي» منذ أن بدأ جبران يرى نفسه كـ«نبي صغير»، نزولاً عند التسمية التي أطلقها عليه أحد أساتذته. كان جبران أحد الشباب الذين اهتم الفوتوغرافي والناشر فريد هولاند داي بتصويرهم، وخصوصاً أولئك الذين يحملون جذوراً آسيوية أو عربية أو أفريقية. وكأنه بقي منذ تلك اللحظة مثبتاً بذلك الكادر الإكزوتيكي. وربما عليه فقط، صار يعوّل المدافعون عن جبران، حين يلقون بأهمية أدبه على عين القارئ الغربي. إنه إكزوتيكي أميركا، وهذا لا يكفي طبعاً لأن يجعل من «النبي» كتاباً كونياً.
في الكتاب، يلتقي «المصطفى» بشخصيات عدة الأم، ورجل غني، وألميترا التي يتفق كثيرون على أنها ماري هسكل، وأن المصطفى هو جبران نفسه. لاقت أقسام الكتاب الـ 26، التي تتناول تيمات الحياة الأساسية؛ الأولاد، الزواج، الحب، العمل، الجمال، الموت، الجريمة والعقاب، المال، رواجاً، في الأعراس والجنازات والمناسبات الاجتماعية حيث لا يزال يقرأ منها حتى الآن.

شُبِّه بالكاتب البرازيلي باولو كويلو لناحية الصخب العالمي

إنها تجيب عن أسئلة كبيرة بسلاسة وبسهولة للقراء الذين لا يودّون سماع إلا الأجوبة المطمئنة. كان يقول لماري هسكل إنّ المسيح يزوره في الأحلام، وإنه اكتشف نظرية النسبية قبل آينشتاين، لكنه لم يسجلها. كانت يوميات هسكل هي البوابة لهذه المعلومات الدفينة عن مهاجر بشري. حررت هسكل ونقّحت كتبه الإنكليزية، وكتبت بعض أفكاره بنفسها. كانت تؤمن بموهبته، وتصدق كل ما يقوله حتى حين ادعى أنه ابن عائلة أرستقراطية لبنانية.

بعد صدور «النبي»، لم تطفئ مئات الرسائل التي تلقاها من المعجبين هواجسه، ولم تشبع رغبته بالشهرة والعظمة. لذا لم تكن النهاية غريبة؛ انعزل في غرفته في نيويورك يشرب العرق إلى أن رحل عام 1931. أما «يسوع ابن الإنسان» الذي أشاد به النقاد الصحافيون، فلم توله المجلات الأدبية اهتماماً، إلى درجة التخلي. وهذه ليست مفاجأة. في المقال نقرأ أنّ الكتّاب الشباب راحوا، في بداية العشرينيات، يهربون من الخلطة الوجدانية المثالية لكتابات جبران، والوقع الوعظي لكلماته. «كتابه الوعظي يجعل من جبران أقرب إلى الكاتب البرازيلي باولو كويلو لناحية الصخب العالمي، والمبيعات القياسية»، تضيف أكوسيلا. مؤلف لم يحقق إلا العذاب لصاحبه، رغم الإنكار المتشدد لهذه الحقيقة من قبل محبيه.

«جيش في رجل» خلف أسامة بن لادن

علي وجيه

قبل أن تقتله جيسكيا شاستاين في Zero Dark Thirty (عام 2012) لكاثرين بيغالو، سعى أحدهم خلف أسامة بن لادن. زعيم تنظيم القاعدة لم يكن يتوقّع رجلاً مثل غاري فوكنر، قرب كهوف «تورا بورا». عامل بسيط من كولورادو، تسلّح بمسدّس وسيف وخنجر، وقصد الجبال الممتدّة بين باكستان وأفغانستان، ناشداً رأس المطلوب الأوّل في العالم آنذاك.

في محاولته رقم 11 لتنفيذ «المهمّة الإلهية» حسب وصفه، أُلقي القبض عليه. تصدّر عناوين الصحف في حزيران (يونيو) 2010، مع لقب «رامبو الجبال الصخرية». مجلة GQ الشهريّة الأميركية كتبت عنه تحت عنوان Army of One «جيش في رجل»، وهو اسم الفيلم الكوميدي المنتظر عن الرجل.

النجم الأميركي المصاب بإدمان عمل مرضي، نيكولاس كايدج (الصورة)، يلعب «فوكنر»، تحت إدارة الأميركي لاري تشارلز. هذا الأخير جلب للعالم أفلاماً مثل «بورات» (2006) و«برونو» (2009) و«الديكتاتور» (2012) مع ساشا بارون كوهين، إضافةً إلى كتابة عدد من أمتع حلقات السلسلة الشهيرة Seinfeld. راسل براند حاضر أيضاً، في دور لم يُحدّد بعد. الكوميدي الإنكليزي معروف بتعليقاته اللاذعة حول الميديا والسياسة من خلال برنامجه The Trews الذي يبثّه عبر قناته الخاصة على موقع يوتيوب.

أمس، افتُتح الوثائقي The Emperor’s New Clothes (ملابس الإمبراطور الجديدة) الذي يقوم ببطولته تحت إدارة مواطنه مايكل وينتربوتوم، ويبحث في تداعيات الأزمة الماليّة العالمية التي وقعت عام 2008. سيناريو «جيش في رجل» هو لكل من سكوت روثمان وراجيف جوزف، في ثاني اقتباس لهما عن مقال في GQ، بعد فيلم الرياضة Draft Day الذي أُطلق عام 2014 لإيفان رايتمان، وبطولة كيفين كوستنر.

فيلم الأسبوع | «الإسكافي»: أحذية مسكونة بأصحابها

بانة بيضون

لكي تفهم شعور الآخر، حاول أن تمشي منتعلاً حذاءه، أي أن تتقمّص شخصيّته وتختبر حياته. إنّها العبارة الإنكليزية الشائعة المستوحاة منها قصة «الإسكافي» (The Cobbler) من إخراج طوماس مكارثي. قد تبدو نقطة انطلاق الشريط مبتكرة، إذ يصوّر لنا في البداية تفاصيل حياة الإسكافي «ماكس» (آدم ساندلر ــ الصورة) المحبط جرّاء تمضية نهاره في إصلاح وتلميع الأحذية بتفانٍ، محاولاً تخيّل حيوات أصحابها، ليعود في آخر الليل للاهتمام بأمّه العجوز. أمّه التي ما زالت تنتظر أبيه الإسكافي الذي اختفى بطريقة غامضة منذ عشرين سنة.

ولكي تكتمل الكوميديا السوداء، تأتي الناشطة الاجتماعية «كارمن» (ميلوني دياز) لتقنع «ماكس» بتوقيع عريضة لوقف تنفيذ المشروع التجاري الذي يهدّد بهدم البيوت والدكانين القديمة في المنطقة، ومنها دكانه. لكن رغم فرح «ماكس» بالخبر، هو الذي يحلم بأي فرصة للهرب من هذه المهنة والحياة المملة التي يمقتها، يوقّع فقط لإرضاء الشابة الجميلة. لكن اكتشافاً مذهلاً سيغيّر نظرة الشاب إلى مهنته، وذلك بعد تعطّل آلة خياطة الأحذية أثناء عمله على حذاء أحد رجال العصابات. عندها، يضطر إلى الاستعانة بالآلة اليدوية القديمة خوفاً من تهديده بالقتل في حال عدم إنجاز العمل في الوقت المحدّد. غير أنّ الزبون لا يأتي، فيخطر لـ«ماكس» أن يجرّب الحذاء، فتكون المفاجأة أنّه يتقمص في جسد صاحبه، ليكتشف بعدها أن السحر مصدره الآلة القديمة، فكلّما خاط حذاءً بواسطتها وقام بارتدائه تقمص شخصية زبون مختلف. هكذا، يمضي «ماكس» أيامه وهو يتجوّل في المدينة مع حقيبة ضخمة من الأحذية، متقمّصاً شخصيات مختلفة مع كلّ حذاء يبدّله، ومتحوّلاً من مراهق إلى شاب وسيم، ثم إلى رجل عجوز أو حتى إلى مومياء مع انتعال أحذية الموتى. ويكتشف أيضاً المنافع التي تتأتّى عن هذه القدرة العجيبة، كما حين يرتاد أحد المطاعم الفخمة، فيغيّر حذاءه بعد الأكل ويخرج بصفته شخصاً آخر من دون دفع الفاتورة، أو حين يتقرّب من حبيبة جاره الجميلة منتحلاً صفته. إلا أنّه لسوء حظّه، يضطر «ماكس» للانسحاب في اللحظة الأخيرة بعدما تدعيه للاستحمام معها وينتبّه إلى أنّه سيكون عليه خلع الحذاء لفعل ذلك.

رغم طرافة هذه المواقف، لا تتمتّع الجمل الحوارية بحس الفكاهة نفسه، إضافة إلى أنّ آدم ساندلر لا ينجح في إقناعنا بشخصية الإسكافي الذي يؤديها، ولا بباقي الشخصيات التي يتقمّصها. وقد يعود ذلك إلى ضعف في البناء الدرامي للشخصيات، لكن هناك أيضاً عدم قدرة ساندلر على اللعب على التناقض ما بين الجدية والسخرية المضمرة التي يتطلبها هذا الدور.

إجمالاً يبدو الفيلم حائراً ما بين الدراما والكوميديا، ولا يبرع فعلياً في النمطين، ويذهب في ما بعد نحو التشويق الاستعراضي، إذ يعيش «ماكس» سلسة من المغامرات العبثية من بعد تقمّصه شخصية «رجل العصابات» ويتصدّى لامرأة الأعمال (إيلين باركين) التي تود حرق المبنى القديم للتخلّص من الساكن العجوز الذي يرفض المغادرة ويمنعها من تنفيذ مشروعها التجاري. هذا بالإضافة إلى النهاية الطريفة لولا أسلوبها الميلودارمي عندما يكتشف «ماكس» أنّ جاره الحلاق ليس سوى أبيه المتقمّص في حذاء ذلك الأخير، ويسلّمه الثروة الضخمة التي تركها له من أحذية تعود إلى أبرز الشخصيات، كما يزوّده بالمخللات التي تشكّل الغذاء الأساسي للإسكافيين المتقمّصين الذين يحكمون العالم في الخفاء.

هناك عناصر طريفة عدّة في الفيلم كان يمكن استغلالها جيّداً لكن الحبكة الروائية تبدو مشتتة، كما أنّ المخرج يفشل في المزج بسلاسة بين الفانتازيا والتشويق والكوميديا، ولا يرقى هذا الشريط إلى مستوى أعماله السابقة كما فيلم «الزائر» (2008). وتأتي النتيجة النهائية مخيّبة رغم وجود ممثلين بارزين مثل داستين هوفمان وستيف بوشيمي.

في الصالات

The Age of Adaline

بعد تعرّضها لحادث سير مميت في الـ 29 من عمرها، عاشت «أدالين» ثمانية عقود من دون أن تتقدّم في العمر، الأمر الذي أجبرها على العيش عزباء بهدف ألا ينكشف سرّها. لكن هل سيكون ثمن لقائها بالشاب «إليس» وإعجابها به خسارة سرّ خلودها؟ هذه هي باختصار قصة الفيلم الدرامي ــ الرومانسي The Age of Adaline وهو من بطولة هاريسون فورد، وبلايك لايفلي، وميشيل هويزمان، ويحمل توقيع لي تولاند كريغر لجهة الإخراج، وجاي ميلز غودلوي وسلفادور باسكوفيتش لجهة الكتابة.

* صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «فوكس» (01/285582)

Five to Seven

وصل فيلم Five to Seven أخيراً إلى الصالات اللبنانية، وهو عمل يجمع بين الدارما والكوميديا والرومانسية. قصّته تتمحور حول روائي طموح يقع في غرام امرأة. لكن في هذه العلاقة الجارفة مشكلة وحيدة لكن كبيرة؛ الحبيبة متزوّجة ولا يمكن للثنائي اللقاء إلا بين الساعة الخامسة بعد الظهر والسابعة من مساء كل يوم. الشريط من كتابة وإخراج فيكتور ليفين ومن بطولة أنطون يلشين، والفرنسية برنيس مارلو، وأوليفيا ثيرلباي، وآخرين.

* صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)

It Follows

It Follows فيلم يجسّد تجربة غير مسبوقة ومثيرة جداً بالنسبة لمحبي أفلام الرعب والتشويق. إنّه الشريط الثاني في رصيد المخرج والكاتب دايفد روبرت ميتشيل، وقد عُرض في «مهرجان كان السينمائي الدولي» العام الماضي، وفي الدورة الأخيرة من «مهرجان صندانس». تؤدي مايكا مونرو الشخصية الأساسية في العمل الضحية التي تحل عليها لعنة تتمثّل بملاحقة مخلوق غريب لها، إثر علاقة جنسية. النقاد يرون أنّ أكثر من يميّز العمل هو عدم استخدام المشاهد المؤذية والدموية لإيصال الرسالة. فهل يصل It Follows إلى قائمة أكثر الأفلام المنتجة حديثاً رعباً؟

* صالات «أمبير» (1269)، «فوكس» (01/285582)

Beyond The Reach

استناداً إلى رواية DeathWatch لروب وايت الصادرة عام 1971، أنجز ستيفن سوسكو نص فيلم المغامرة والتشويق الأميركي الجديد Beyond The Reach للمخرج جان باتيست ليونيتي. الشريط من بطولة النجم مايكل دوغلاس، وجيريمي إيرفين، روني كوكس، وهانا مانغان. الخطوط الأساسية لهذا الفيلم تُختصر بأنّه بعد حادث صيد في صحراء موهافي في ولاية كاليفورنيا الأميركية، يُجبر أحد حيتان الشركات دليله اليافع على لعب «أخطر لعبة».

* صالات «غراند سينما» (01/209109)، «فوكس» (01/285582)

بول ووكر ما زال #1

عبدالرحمن جاسم

يبدو أنّ النجم الأميركي بول ووكر (الصورة) لن يغيب قريباً عن قلوب محبّيه رغم وفاته منذ أكثر من عام ونصف العام، إذ استطاعت الأغنية التي خصّه بها مغني الراب ويز خليفة See You Again بالتعاون مع المغني تشارلي بوث أن تصبح أسرع أغنية منفردة تحقيقاً لمبيعات عالية لهذا العام.

يعتبر العمل تحيةً لبطل سلسلة أفلام Fast and Furious الذي رحل في 2013 إثر حادث سير مروّع تعرّض له، فيما كان لا يزال يصوّر دوره في الجزء السابع الذي طُرح قبل فترة وجيزة في الصالات اللبنانية. واستطاعت الأغنية أن تقفز 21 مركزاً الأسبوع الماضي، محققة مبيعات وصلت إلى 193 ألف مرّة شراء، ومتفوقةً بذلك على أغنية الفيلم الشهير Fifty Shades of Grey بعنوان Love Me Like You Do للمغنية البريطانية إيلي غولدينغ التي سبق أن حققت رقماً قياسياً في الاستماع إليها عبر الإنترنت، وهو 3.68 مليون مرّة خلال أسبوع فقط.

تأتي See You Again أيضاً في إطار «تكريم» ووكر الذي أدى دور «برايان أوكونور» في جميع أجزاء السلسلة السينمائية الناجحة التي تدور حول عالم السيّارات وسباقاتها القانونية وغير القانونية. ويترافق كليب العمل مع مشاهد من Fast and Furious 7 الذي لم يستطع ووكر إكماله، ما اضطر المخرج جايمس وان إلى الاستعانة بشقيق بول المدعو «كودي» وبتقنيات الكمبيوتر للانتهاء من المشاهد المتبقية. ويز خليفة من جهته بدا سعيداً جداً بدخوله مصاف الأغاني المنفردة الأكثر مبيعاً للمرّة الثانية، بعدما حصل هذا الأمر عام 2012 مع أغنية فرقة «مارون 5» التي تحمل عنوان Payphone.

الأخبار اللبنانية في

25.04.2015

 
 

د. أمل الجمل تكتب:

ارفعوا أيديكم عن الحجاب.. عن جسد المرأة.. كفانا فاشية واستبداداً

لما يزيد عن 17 عاما كنت أرتدي الحجاب.. لعدد طويل من السنوات كان ذلك باختياري الشخصي، أو تحت تأثير أفكار اقتنعت بها، أو تماديا في العناد لأن آخرين يرغبون لي في أن أخلعه، لكن لابد أن أعترف أنني خلعته ثلاث مرات خلال تلك السنوات؛ الأولى تمت بعفوية الصبية المراهقة في مواجهة حب الحياة والرغبة في الاستمتاع من دون قيود أو معوقات، والثانية كانت رغبة ملحة لفتاة جامعية، لكن المحاولة لم تنجح بسبب الحصار المجتمعي وأشياء أخرى.. في المرة الثالثة كانت عزيمة الفتاة الناضجة أقوى من أن يهزمها أي شيء.

سأحكي تجربتي.. لا تتوقعوا أن أهاجم الحجاب، أو أن أدافع عنه في حد ذاته، رغم أني أعلم أنه أمر لا يتعلق بالإسلام وحده، ومن يشك، عليه بتأمل الديانة اليهودية، سيجد فيها الحجاب.. سأكتب دفاعاً عن حق أخواتي في ارتداء الحجاب لأن هذا ما اخترنه، وهذا ما يحقق لهن السلام النفسي والرضا.. سأكتب أيضا دفاعا عن حق زميلاتي وجاراتي، وصديقاتي المقربات، وسأكتب دفاعا عن حقي أنا أيضاً في خلع الحجاب.. ليس من حق أحد أن يُحدد لي ما الذي عليَّ أن أرتديه؟ حتى لو كان اختياري خطأ.. من حقي أن أخوض التجربة طالما رغبت في خوضها.. الخطأ ليس نهاية الكون.. الخطأ في أحيان كثيرة خطوة على طريق الصواب، فمن الأخطاء نتعلم ونفهم وندرك أشياء، وليس من حق أحد أن يدس أنفه في اختياراتي أو في حياتي أيا كانت تفاصيلها.

كفوا عن التدخل في الحريات الشخصية وفي حياة الناس.. كفوا عن سياسة المنع تحت مسمى الدعوة للتحرر والتقدم، فالمنع مثلما يُؤجج الرغبات، أيضا لن يزيد الناس إلا نفورا وعناداً.

وصدقاً مندهشة أنا لجرأة تلك الدعوة إلى تظاهرة، وإلى حشد مليونيه للمطالبة أو حتى للتحريض أو التشجيع على خلع الحجاب! هل انتهينا بحمد الرب من علاج كافة أمورنا المستعصية وأمراضنا المستفحلة وصناعتنا المُخربة وزراعتنا الفاشلة المسرطنة ومياه الشرب الملوثة ونقص الكيروسين وانقطاع الكهرباء، هل استعدنا الأمن والأمان في كافة أرجاء أرض الكنانة، ولم يعد أمامنا سوى مأزق الحجاب؟ خلاص؟! كل مشاكل وهموم المرأة تم تسويتها، وأصبحت هانئة لا يعكر صفوها سوى الحجاب؟

أرجو من المتطرفين في دعواهم هذه أن يرفعوا هم الحجاب عن عقولهم، لأنه بصراحة، وببساطة، مَنْ يدعو لتلك المظاهرات هو شخص تم استخدامه – بإرادته أو بجهله وعنتريته – لتوجيه أنظار الرأي العام عن قضايا ومشاكل أساسية؟ هذا أسلوب مبتذل قديم ومعروف، ولمن سيقول أنه لا يمكن الفصل بين قضايا المرأة وقضايا المجتمع أقول؛ لو كنا نسير في اتجاه حل الأثنين معاً سيكون عندك حق، لكن طالما أننا في كل مشاكلنا الأساسية المستعصية لم نحقق خطوة واحدة على طريق التقدم، عندها يصبح الحديث عن الحجاب رفاهية، وكما قال غاندي: “لو أراد الله أن ينزل للبشر فلينزل لهم على شكل رغيف من الخبز.”

من زاوية أخرى، صحيح أن الإخوان المسلمين لأكثر من أربعين عاماً كانوا يمارسون الدعوة ويحثون على فرض الحجاب، لكن هذا ليس مبررا لممارسة نفس أفعالهم وأخطائهم، ونحن نندد وننتقد سلوكهم، وبالمناسبة، الإخوان المسلمون لم يكتفوا بممارسة الدعوة لارتداء الحجاب، لكنهم كانوا يدعمون الناس الفقراء في جوانب شتى سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم، وأنا عايشت ذلك بنفسي جيداً في مرحلة من حياتي.

الدعوة الأخيرة لمليونيه “خلع الحجاب” تُؤكد شيئا أساسيا، وهو أنه كما تعامل الإخوان المسلمين مع المرأة على أنها جسد، فالداعي والمؤيد لتلك التظاهرة – تحت دعوى الحرية وإزالة الجهل والتخلف عن وجه مصر – هو أيضاً يتعامل مع المرأة على أنها جسد، والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن؛ لماذا لازلتم غير قادرين على التعامل مع المرأة إلا كجسد؟! احترموا المرأة قليلا، وفكروا في العقل الذي تحمله، فهى ليست مجرد قطعة من اللحم أو ثقب وفقط.

لماذا لم يتبار السيد المطالب بالمليونية بالدفاع عن حق المرأة العاملة في أن يكون لها نقابة تحميها ضد المخاطر المختلفة؟ لماذا لم يفكر في مأزق المرأة المعيلة التي تشكل نسبة كبيرة من الأسر المصرية؟ لماذا لم يناقش مشاكل المرأة العاملة التي تُواجه بالتحرش اللفظي والجنسي من مرؤوسيها؟ لماذا لم يقترح قانوناً رادعا للتحرش في مكان العمل وفي الشارع لحماية المرأة من الأذى النفسي والجسدي؟ لماذا لم يقترح سبلا جديدة لمشاكل البطالة؟ أو حلا يكفل الدعم الطبي لمرضى الكبد الفيروسي الذي ينتشر باستفحال في مجتمعنا وينهش أكباد المصريين، أو لماذا لم يتطوع ليجد مخرجا عمليا لمشاكل التأمينات الاجتماعية ومعاناة 45 % من الشعب المصري الذين هم تحت خط الفقر؟ يبدو أن الناس عندما تفلس وتتلاشى عنها الأضواء تبحث عن سُبل جديدة لتعيدها لبؤرة الشهرة، وطبعاً الحديث عن الحجاب يفتح شهية الصحف والمجلات والقنوات الصفراء.

وجه آخر للفاشية

أمر أخير.. النقاش الذي دار من حول مليونيه الحجاب يكشف أمرا لافتا؛ وهو أن الكثير من الشعب يمارس الديموقراطية بروح الفاشية، فبعض الليبراليين، أو من نعتقد ونتخيل أنهم حداثيون أو تقدميون، وبالتالي المفروض أن يتحلى أسلوبهم في النقاش بروح الديموقراطية، لأنهم يمتلكون القدرة على تقبل الرأي الآخر المختلف معهم – أو هكذا شُبه لي- أقول بعض هؤلاء اتضح أنهم أكثر ديكتاتورية وجمودا، ومثلهم مثل المتخلفين فكريا والرجعيين، وربما يصلح الوصف أنهم الوجه الآخر لهذا التوجه المتطرف القبيح.

لماذا؟ طبعاً ليس لأنهم يدافعون عن فكرة خلع الحجاب والتحرر منه، فكل امريء من حقه أن يطرح أفكاره ويدافع عنها طالما لم يضر الآخرين، لكن لأنهم أثناء نقاشهم يتحدثون بثقة ويقين القابض على زمام كل شيء.. لأنهم يصفون الرأي المخالف لهم بصفات مشينة ويُتوجونه بشتائم تصل أحياناً لحد السب والقذف، وهذا ليس أسلوب الأقوياء الأصحاء عقليا ونفسياً في النقاش.. هذا أسلوب إرهابي لتخويف الآخرين.. لردعهم عن ممارسة التفكير واكتشاف ضعفهم.. هو خطة يلجأ إليها البعض ليُربك الخصم، لجعله يلوذ بالصمت، خصوصا إذا كان لا يمتلك أدوات المناظرة، أو يصمت حتى لا يُحسب ضمن تلك الدائرة المُهانة.

في تقديري أن الإنسان القوي لا يحتاج لأن يسب الآخرين أو يشتمهم.. الإنسان القوي يحاكي الفكرة بالفكرة والحجة بالحجة والدليل بالدليل.. ومع احترامي لكل الرجال الذين يدافعون عن خلع الحجاب أو ارتدائه، لكني أقول لهم: ارفعوا أيدي الوصاية عن المرأة، وكفوا عن المتاجرة بقضاياها، ولو أنكم صادقون صحيح.. شوفوا حلول عملية لمشاكلها من دون كلام.. من دون وقوف أمام الكاميرات، أو أحاديث صحافية.. كفانا ضجيج من دون طحن.

موقع (زائد 18) في

25.04.2015

 
 

محمد الروبي متحدثا عن " صورة المرأة في السينما المصرية "

أمل ممدوح

بعنوان " صورة المرأة في السينما المصرية " كانت الندوة التي أقيم ت يوم الأربعاء الماضي في جمعية " محبي الفنون الجميلة " بجاردن سيتي ، والتي حظيت باهتمام الحاضرين وأغلبهم من النقاد والكتاب والفنانين ، قدمها الكاتب الصحفي والناقد " محمد كمال " وكان ضيفها الكاتب والناقد المسرحي والسينمائي " محمد الروبي " ، وقد بدأ الناقد محمد كمال بذكر لمحة من السيرة الذاتية للروبي والتي من بينها أنه نائب رئيس جمعية نقاد السينما المصريين والمستشار الإعلامي لنقابة المهندسين كما رأس صفحة الفنون بجريدة العربي حتى عام 200 وكذلك رأس تحرير مجلة المشهد الصادرة عن مهرجان فرق الأقاليم ، وكذلك مجلة الفنون الجميلة ، كما شارك في العديد من لجان التحكيم الخاصة بعدة مهرجانات مسرحية وسينمائية ، وله دراسات عن بعض نجوم الفن المصري مثل الفنان التشكيلي جمال السجيني ودراسات عن بعض نجوم السينما المصرية ومن ذلك كتاب عن الفنان " نور الشريف " بعنوان " الباحث " ، كما هناك كتاب آخر تحت الطبع بعنوان " صورة المرأة في السينما المصرية " وهو عنوان الندوة ، ومن هنا يقدم الناقد محمد كمال لموضوع الندوة بأنه يعد جسرا بين العام والخاص فهو موضوع يصلح أيضا للخطاب مع رجل الشارع ، ليبدأ بذلك استعراض مجموعة من أهم وجوه سيدات السينما المصرية في الأدوار المختلفة على شاشة جانبية ، يظهر عليها كل من تحية كاريوكا وأمينة رزق وزوزو نبيل وليلى فوزي وشادية وسعاد حسني ومديحة يسري ونادية لطفي وفاتن حمامة ونجوى ابراهيم وزوزو ماضي وعزيزة حلمي وميمي وزوزو شكيب وماري منيب وهند رستم وشويكار .

وبانتقال الكلمة للناقد محمد الروبي يبدأ حديثه حول عنوان الندوة وأن التحدث عن صورة المرأة في السينما المصرية قد يعني بالضرورة التحدث عن تاريخ السينما المصرية ، مشيرا لأنه سوف يستعرض ذلك بطريقة " الفلاشات " ، بادئا بالإشارة لكون المرأة هي المؤشر الواضح على تقدم أو تاخر أي مجتمع وكونه تقدميا أو رجعيا ، مسترجعا كيف أن الحضارة الفرعونية القديمة كانت تحظى فيها المرأة بمكانة عالية مستحضرا في ذلك شهادة المؤرخ القديم " هيرودوت " حين زار مصر فقال " عجبا لهذه البلاد .. نساؤها ينزلن الأسواق .. يبعن ويشترين بل إن بعضهن تولين الحكم " مما يبين غرابة ذلك في ذاك الوقت حتى على الحضارة اللاتينية لهيرودوت ، لينتقل بنا الروبي لمصر في زمن ثورة يوليو حيث نص ميثاق الثورة على أن المرأة نصف المجتمع ، ليبرهن بذلك على صحة نظرية " الأواني المستطرقة والتي تنطبق على المجتمع حيث يصب كل ما فيه على بعضه ، ونفس النظرية تظهر في صورة المرأة في السينما المصرية ، فبينما قامت بدايات السينما على يد الرجال ، فقد انطلقت من حلم الرجل بنموذجين يريدهما للمرأة ، أولهما الفتاة الرقيقة الناعمة المهذبة وتكون الزوجة ، لكنه أيضا يريد المرأة المثيرة صارخة الجمال الشهوانية ، حتى ظهر تراوح بين النموذجين ، وقد كان صناع السينما في هوليوود يصنعون النموذج الثاني صنعا مثل " مارلين مونرو " لحد استغلال عيب خلقي كعرجة خفيفة في أحد ساقيها لصنع نموذج للمشية المثيرة ، ويستمرهذان النموذجان مع تاريخ السينما المصرية وبالتزامن أيضا مع تاريخ السينما العالمية ، وقد ساد النموذج الأول فترة من الزمن لنهاية الأربعينات وبداية الخمسينات ، وقد كان أول فيلم ناطق عام 1927 باسم " ليلى " امتدادا لتراثنا عن ليلى العامرية .

ويتطرق الناقد محمد الروبي للنموذج الثاني والذي ذكر أنه تأخر قليلا في السينما المصرية عن السينما العالمية ، لأن السينما العالمية كان وراءها وقبلها تراث روائي تناول صورة البغي والتي لم تكن قد تحققت أو مهد لها عندنا ، فظل النموذج الأول سائدا لدينا مستشهدا في ذلك بجملة الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم " غزل البنات " حين قال " وعشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فاني " ، فتأخر عشق الجسد لكن ليس كثيرا ، فالنموذج الأول كان الحلم بما فيه الحلم الطبقي حتى يظهر نفس النموذج في ثوب جديد قدمته " دلوعة السينما " شادية وهنا يبدأ ظهور النموذج الثاني من خلال هدى سلطان وتحية كاريوكا وبرلنتي عبد الحميد وغيرهن ، مع الحرص دائما على تقديم النموذجين بحيث يكون النموذج الأول هو المرغوب والمقبول اجتماعيا ويمثل الحبيبة والزوجة والنموذج الثاني هو المرفوض ويمثل العشيقة أو المحظية ، وكانت فاتن حمامة أكثر من مثلت النموذج الأول ولو لم توجد على ساحة السينما لخلقت خلقا .

وحيث أن السينما بنت الواقع ، ومازال الحديث للروبي ، تظهر سينما صلاح أبو سيف وفي ذهنه المرأة الصانعة والمشاركة ، فقدم نقلة مختلفة مع نجيب محفوظ ، كما أن بنقلة ثورة يوليو وشبابها كان المجال مفتوحا لرؤية مختلفة للمرأة كفيلمي " لا أنام " و " أنا حرة " . أما فيلم " الآنسة حنفي " عام 1954 لاسماعيل ياسين فيرى الروبي أنه كان سابقا لعصره حيث بني على رجل يرى بتراثه أن البيت مكان المرأة ، فطرح فطين عبد الوهاب فيه سؤال " ماذا لو أصبحت أنت امرأة "؟ ، فيتحول هذا القاهر إلى مقهور في لحظة ، وبينما طرحت هذه القضية في الخمسينات نجد تراجعا في السبعينات بدعوات رجوع المرأة إلى البيت ، فيأتي فيلم رأفت الميهي في الثمانينات " سيداتي آنساتي " ردا على هذه النظرة الجديدة المتراجعة من خلال شخصية "فوزية" التي تحرم من الترقي في عملها لكونها امرأة ولا تعرف إلا بجمال ساقيها فتقرر التحول لرجل لتستطيع الحياة ، لكن تبقى المشكلة أن المجتمع لن يستقيم لو أصبحنا جميعا رجال أو جميعا نساء ، حتى يطلب في النهاية الزوج تحويله لامرأة . ويضيف أن هناك فيلم آخر لفطين عبد الوهاب هو " مراتي مدير عام " الذي يناقش شيزوفرينيا الرجل وينتهي بوعي بطل الفيلم بعدم استقامة المجتمع إلا بكل من الرجل والمرأة معا ، أما في التسعينات وما بعدها فقد انحدر المجتمع حتى وصل الأمر بعد " مراتي مدير عام " إلى " تيمور وشفيقة " الذي قلب فيه الموقف وتم تصدير التعاطف مع زوج الوزيرة .

أما أخطر فيلم قدم في السينما المصرية من وجهة نظر الناقد "محمد الروبي" حيث يعلن الرجوع للخلف فهو فيلم " الشريدة " لنجلاء فتحي ومحمود ياسين وخاصة في مونولوجه الأخير ، وقد غيرت فيه قصة نجيب محفوظ ، ذلك أن صناع الفيلم تجار أرادوا مغازلة الطبقة القادرة على دفع تذكرة السينما في ذلك الوقت والتي يمثلها محمود ياسين في دوره ، حتى يتوج التراجع بعد ذلك بفيلم " تيمور وشفيقة " .

ويصل الروبي لنقطته الأخيرة موضحا خطيئة مصطلح " سينما المرأة " بدلالتها المقصودة أي التي صنعتها المرأة بينما كانت المرأة قد شاركت بقوة في بدايات السينما مثل كل من عزيزة أمير وبهيجة حافظ وأمينة محمد وغيرهن ، ويضيف أن رغم ذلك فمن الغريب أنه من الثلاثينات وحتى الثمانينات لم تظهر مخرجة امرأة سوى ماجدة الصباحي في فيلم واحد لها ، أما في أواخر الثمانينات فلم يتعد الأمر ثلاث مخرجات منهن إيناس الدغيدي ونادية حمزة ، ثم يؤكد الروبي أن سينما المرأة هي السينما التي تناصر المرأة لا تصنعها امرأة ، مستعرضا بعضا من أفلام المخرجة إيناس الدغيدي مثل " عفوا أيها القانون " والذي رغم أهمية قضيته إلا أن المخرجة عرضتها بنفس الأساليب التي يستخدمها أكثر الرجال رجعية ، لكن أيضا ظهر مخرجون كبار مثل خيري بشارة وعاطف الطيب مهمومون بالمجتمع فقدموا أفلاما بمنطق أن المجتمع رجل وامرأة ، من بينها فيلم " أحلام هند وكاميليا " وغيرها ، خاتما بأنه علينا إعادة النظر في كل المفاهيم ومنها معنى كلمة " امرأة " ومعنى كلمة " رجل " .

موقع (شباب مصر) في

25.04.2015

 
 

45 معلومة عن «الريس مرسي»:

نشأ في مدرسة داخلية وكتب نعي وفاته بنفسه ومات وحيدًا

هبة الحنفي

في قاموس الشر السينمائي يجب أن يكون الشرير جاحظ العينين رافعًا حاجبيه وصوته متحشرج ووجه عبوس ويملك مسدسًا يمكنّه من قتل البشر «عمال على بطال»، وأمور أخرى اعتاد عليها الجمهور، ولكن في بداية الستينات ظهر رجل ناضج يبدو أنه جاء من عالم آخر يستطيع إخافتك وإدخال الرعب إلى القلب دون أي من الصفات السابقة.

دون «إكليشيهات» واضحة يستطيع الفنان محمود مرسي ألا يجعلك تنام لليالٍ عديدة، فقط حين تتفحص نظرته الهادئة المرعبة إلى السيدة الجميلة، فاتن حمامة، في فيلمهما «الليلة الأخيرة»، حين حاول إقناعها بكل ثقة مفعمة بالرعب الشديد أنها زوجته وأنها مريضة نفسيًا وتحتاج إلى علاج.

ورغم أنه «عتريس» الذي مثّل أقوى أدوار الشر على الإطلاق في السينما المصرية، إلا أنه كان رجلًا هادئًا شديد الخجل والتواضع، وكان زاهدًا في الدنيا وحالها وتقلباتها، لا يوجد له حوارات فنية إلا قليل، ولا تسمع عنه مشكلة فعلها في يوم ما، فرحل هادئًا مطمئنًا.

وترصد «المصري لايت» 45 معلومة عن الفنان محمود مرسي في ذكرى وفاته.

45. اسمه بالكامل محمود مرسي محمد، من مواليد يونيو 1923.

44. كانت والدته منفصلة عن أبيه، لذلك أدخله أبوه مدرسة داخلية، وكانت والدته تزوره يومي الخميس والأحد، وفقًا لما ذكرته مجلة «النجوم».

43. درس في المدرسة الثانوية الإيطالية، وذكرت مجلة «النجوم» أنه في أحد الأيام جاءت الأمهات والآباء إلى أبنائهم في المدرسة وتخلفت والدته عن زيارته فشعر وقتها «مرسي» بالخوف والضياع والوحدة، وتعلم ألا يرتبط بأي شخص بشكل أكبر من اللازم.

42. تخرج في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، قسم الفلسفة.

41. توفي أبوه بعد تخرجه وورث عنه «مرسي» مبلغًا من المال، سافر به إلى فرنسا، وفقًا لما ذكره موقع «الأهرام»، وعاش هناك 5 سنوات يدرس فيها الإخراج والسينما في معهد «الأيدك».

40. عندما انتهت أمواله سافر بريطانيا، وقال موقع «الشرق الأوسط» أنه اضطر إلى السفر إلى لندن «مطرودًا» من باريس، يعد أن قررت السلطات الفرنسية الانتقام لقرار الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس.

39. عمل هناك في هيئة الإذاعة البريطانية، لكنه استقال منها وعاد إلى مصر.

38. عمل في مصر بالإذاعة المصرية، والتليفزيون المصري.

37. عمل مدرسًا لمادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

36. تزوج من الفنانة سميحة أيوب، التي كانت تلميذته، وأنجب منها ابنه الوحيد «علاء».

35. بدأ التعارف بينهما حين كان «مرسي» مخرجًا في البرنامج الثاني بالإذاعة، وظل معجبًا بها لمدة عام ونصف قبل أن يصارحها وهي كذلك، وقالت «سميحة»، في حوار لها بجريدة «الأهرام»، عام 2011: «علمت أنه يسأل بعض الأصدقاء عن ظروفي الاجتماعية وحياتي الخاصة، وفي إحدى المرات فاتحني قائلاً: تعرفي أن الست أم كلثوم ست رائعة بحق، فقلت له: لماذا؟ قال لأنها تقول: ولما أشوف حد يحبك يحلى لي أجيب سيرتك وياه».

34. تطورت العلاقة بينهما وذات مرة تقابلا بالمصادفة في زيارة أحد زملائهما، وعرضت عليه أن توصله بسيارتها إلى ميدان التحرير، فوافق على الفور، وقالت «سميحة» في حوارها إنه قبل نزوله من السيارة «رمي قنبلة» قائلًا: «أريد أن أخبرك أنني لا أتزوج؟»، ما جعلها تجيبه بسرعة: «ومن قال لك أن هناك من يريد الزواج؟».

33. يبدو أن «مرسي» لم يستطع إخفاء مشاعره واتصل بها في اليوم التالي واعتذر لها، وأخبرها أنه معجبًا بها فصارحته هي أيضَا بإعجابها به، فرد عليها: «هذا أمر غير مألوف فالمصريات لا يعترفن أو يصارحن بحبهن»، ثم تزوجا وسكنا في منطقة الزمالك.

32. بعد تواجده في مصر رفض العديد من عروض التمثيل، وذكر موقع «الأهرام» أنه رفض دور فريد شوقي في فيلم «باب الحديد»، من بطولة هند رستم ويوسف شاهين.

31. دخل عالم الفن حين كان في الـ39 من عمره، عندما عرض عليه المخرج نيازي مصطفى الاشتراك في فيلم «أنا الهارب»، عام 1962، من بطولة فريد شوقي وزهرة العلا.

30. كان دوره في الفيلم شريرًا، وتقاضى مقابله 300 جنيه، وذكر موقع «السينما دوت كوم» أن محمود مرسي «اعتقد أنها المرة الأولى والأخيرة التي يقدم فيها دور شرير، ولكنه أصبح نموذجًا جديدًا للشرير علي شاشة السينما».

29. أدى تميزه في دوره الأول إلى نجاحه بشكل باهر منذ اللحظة الأولى، واختير فيما بعد لتقديم عدد من الأدوار الشريرة لكن بشكل مختلف عن صور الشر التي كانت متداولة في ذلك الوقت في السينما المصرية، حيث قدم فيلم «الباب المفتوح»، عام 1963، أمام الفنانة فاتن حمامة، وكان الدكتور الجامعي «فؤاد» الذي يحافظ على المظهر رغم أنه يملك جوهرًا سيئًا، ثم قدم فيلم «الليلة الأخيرة»، في نفس العام وأمام «فاتن» أيضًا، وأدى فيه دور «شاكر» الزوج الذي خدع أخت زوجته لسنوات أقنعها فيها أنها زوجته.

28. كانت مرحلة الستينيات أهم المراحل الفنية التي عاشها «مرسي» وقدم خلالها أفلام «العنب المر»، و«ثمن الحرية»، «الخائنة»، و«فارس بني حمدان»، ثم قدم واحدا من أهم أفلامه عام 1967 في فيلم «السمان والخريف»، من بطولة نادية لطفي.

27. عام 1969 قدم «مرسي» أهم وأشهر أدواره على الإطلاق، والذي ما زال راسخًا في أذهان المصريين حتى الآن، وهو دور «عتريس» في فيلم «شيء من الخوف»، وأدى فيه دور الحاكم القاسي الظالم الذي يحكم أهل بلدته بالسطوة والنفوذ.

26. أثار الفيلم جدلًا واسعًا قبل عرضه، وقال البعض إن شخصية «عتريس» المتغطرسة الظالمة ترمز إلى الرئيس الأسبق، جمال عبدالناصر، وأن «فؤادة» هي مصر التي اغتصب عبدالناصر حقوقها، وأهل البلدة هم الشعب الذي جار ناصر على حقوقه، وثورة الأهالي ضد «عتريس» هي النهاية الحتمية لعبدالناصر بعد النكسة.

25. اعترضت الرقابة على الفيلم وتم منعه، وصاحب ذلك جدلا واسعا إلى أن تم تشكيل لجنة برئاسة محمد أنور السادات، نائب الرئيس في ذلك الوقت، لكنه لم يستطع تشكيل رأي بشأنه، ورفعه إلى جمال عبد الناصر، ووفقًا لموقع «الأهرام» فإن عبد الناصر شاهد الفيلم أول مرة ولم يستطع تكوين رأي بشأنه، ثم شاهده ثانية وأجاز عرضه قائلا: «هو إحنا عصابة؟ لو أنا كده بأعمل زي عتريس، أستاهل اللي يجرى لي، ولو كنت ببشاعة عتريس كان الناس قتلوني».

24. بدأ «مرسي» حقبة السبعينات بفيلم من أهم أفلام السينما المصرية، حين قدم عام 1971 فيلم «زوجتي والكلب»، وأدى فيه دور «الريس مرسي» عامل الفنار، الذي ترك زوجته وسافر للعمل ثم يرسل إليها رجل برسالة ويندم على فعله ذلك بسبب شكه في سلوكهما معًا.

23. انتقل إلى التليفزيون وحقق نجاحًا منقطع النظير منذ تقديمه «زينب والعرش»، عام 1979، وحقق النجاح الأكبر في مسلسل «رحلة السيد أبو العلا البشري»، عام 1985، ثم «العائلة»، عام 1994، و«لما التعلب فات»، عام 1999.

22. استطاع تقديم ثلاثية نجيب محفوظ في التليفزيون بشكل مختلف عما قدمه الفنان يحيى شاهين في السينما، وأضاف روحًا مختلفة إلى شخصية السيد أحمد عبدالجواد، الرجل الحازم في بيته، وقدم «بين القصرين»، عام 1987، ثم «قصر الشوق»، عام 1988، وذكرت مجلة «النجوم» أنه حاول إقناع الكاتب محسن زايد لكتابة «السكرية» لكن «زايد» رأى أن ذلك صعبًا لأنه «يتناول مختلف الاتجاهات السياسية وهو ما لا يمكن التصريح بعرضه».

21. كانت شخصية «أبو العلا البشري» الشخصية المثالية التي التف حولها الجمهور المصري، وشاركها حياتها، وكان يقدم دور رجل نبيل يحارب الفساد ويكره الظلم والخداع.

20. ذكر موقع «الأهرام» أنه حين أسند إلى الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي كتابة كلمات مسلسل «رحلة السيد أبوالعلا البشري»، فأحضر أغنيات سبق وكتبها، لكن «مرسي» ظل يطارد «الأبنودي» ويدخل معه في نقاشات متعددة حتى كتب الأغاني التي ظهرت في المسلسل، وعلى رأسها «ماتمنعوش الصادقين».

19. كان حريصًا دائمًا على تقديم أعمال لها قيمة فنية، فلا يوجد عمل واحد قدمه لا يناقش قضية بعينها، وهو ما ظهر منذ تقديمه فيلم «الباب المفتوح»، مرورًا بأفلام «السمان والخريف»، و«شيء من الخوف»، و«زوجتي والكلب»، كما ظهر ذلك في مسلسلاته وأهمها مسلسل «العائلة»، عام 1994، الذي ناقش فيه قضية الإرهاب في المجتمع.

18. في عام 1995 رفض ترشيحه للفوز بجائزة الدولة التقديرية في مصر لكونه «ممثل»، وذكر أنه لا يرى أن الممثل مبدعًا، مؤكدًا أن تلك الصفة تنطوي على المؤلف والمخرج، لأن الممثل لا قيمة له دون مؤلف جيد ومخرج له نفس الصفة.

17. وافق عام 2000 على استلام جائزة الدولة التقديرية بعدما أصبحت صفة ترشيحه «العطاء الفني طوال تاريخه».

16. ذكر موقع «العربية نت» أنه «في الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون 6 أفلام قام ببطولتها محمود مرسي ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي السمان والخريف، وشيء من الخوف، وأغنية على الممر، وزوجتي والكلب، وليل وقضبان، وأبناء الصمت».

15. حصل على جائزة أحسن ممثل سينمائي عن فيلم «الليلة الأخيرة»، عام 1963، من بطولة فاتن حمامة، وفيلم «شيء من الخوف»، عام 1969.

14. ذكر موقع «السينما دوت كوم» أنه «تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي في عام 1998، وكرمته وزارة الثقافة عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية».

13. قدم آخر أفلامه عام 1997، بعنوان «الجسر»، أمام الفنانة مادلين طبر، وهو الفيلم الوحيد الذي قدمه طوال فترة التسعينات، وكان قدم قبله فيلمًا عام 1986 بعنوان «حد السيف».

12. قال في حوار لمجلة «المصور» عام 2000 إنه قاطع السينما لأنه لم يجد السيناريو الذي يرضيه والقصة التي تشبعه.

11. هاجم السينما والأفلام الجديدة التي ظهرت منذ منتصف التسعينات، وقال في حواره مع المجلة: «لا أدري سببا لهذا الطوفان من التفاهة في السينما والمسرح والتليفزيون، الملايين تنفق على أعمال تافهة، وقد عُرضت عليّ عشرات السيناريوهات لمسلسلات تليفزيونية بعد مسلسل لما التعلب فات، الذي عُرض في رمضان الماضي ورفضتها لأنها تافهة والأدوار هامشية وآخرها مسلسل محمد علي الكبير، الذي كان سيخرجه الراحل حسام الدين مصطفى، وعرض علي دور عمر مكرم وقرأته فوجدت كل الأدوار هامشية بجانب دور حسين فهمي وهو محمد علي».

10. قال «مرسي» إنه يرى محمد هنيدي «ممثل محدود القدرات ربما يضحك الناس لكنه غير قابل للتطوير ولن يصل أبدا إلى مقدرة عادل إمام»، وأضاف، في حوار مع جريدة المصور: «هناك آخرون مثله في القدرات المحدودة مثل علاء ولي الدين وآخرين لا أذكر أسماءهم وفيلم الواحد منهم يكلف ملاليم ويدر عليه ملايين والتفسير الوحيد هو أن طوفان التفاهة طاغ وعموما أنا لا أشاهد التليفزيون المصري ولا أذهب إلى السينما أو المسرح».

9. قال في حوار مع نشرت جريدة «الأهرام» مقتطفات منه في مقال: «انفصال والدي عن أمي أثر في نفسي على المدى الطويل بالغ الأثر ذلك أن درجات من الشك والإحساس بعدم الأمان والقلق ظلت ملازمة لي طوال حياتي».

8. كان يرى أن زكى رستم أحسن فنان ظهر في مصر على الإطلاق.

7. ذكر في حوار له قبل وفاته أن فاتن حمامة هي صاحبة التكريم الأول والأخير له في حياته، حين صفقت له بعد تأديته مشهدًا أمامها في أحد أفلامها معًا، وأوضح أن تلك كانت المرة الأولى والأخيرة التي يصفق له أحد فيها بالاستديو.

6. لم يتزوج بعد طلاقه من سميحة أيوب وظل وحيدًا طوال عمره، وقالت «سميحة» إنهما كانا منسجمان فنيًا ولكن لم يكن هناك انسجام عاطفي، ما أدى إلى الطلاق في النهاية.

5. كان دائمًا منعزلًا ووحيدًا ويشعر أنه لم يقدم شيئًا يستحق الإعجاب، وذكرت سميحة أيوب، التي كانت زوجته، في حوار لها مع جريدة «الأهرام»، عام 2011 أن «أحد الصحفيين توجه إليه لإجراء حديث فقال له: لماذا أنا؟ أنا لم أفعل شيئًا فلتذهب لمقابلة الفلاحين في المزارع أو العمال الذين يشيدون ويبنون الوطن في جميع المجالات».

4. قالت «سميحة» عنه في حوار مع جريدة «الأهرام»: «كان نموذج لن يتكرر فنيًا وأخلاقيًا وثقافيًا، وكان زاهدًا وعازفًا عن ضجيج المجتمع وطبوله الجوفاء، كما أنه كان خليطًا من عزة النفس والكبرياء والتواضع الشديد أمام العلم والمعرفة».

3. ذكرت «سميحة» في حوارها أنه عندما حصل على جائزة الدولة التقديرية تحدث معها تليفونيًا، وقال: «بفكر ماروحش الحفلة أنا ماعملتش حاجة علشان أخدها».

2. في 24 أبريل 2004 أعلنت أسرته وفاته عن عمر ناهز 81 عامًا، إثر نوبة قلبية مفاجئة، بينما كان مازال يصور مشاهده في مسلسل «وهج الصيف».

1. ذكر موقع «السينما دوت كوم» أنه «خلال حياته قام بكتابة نعي لنفسه وذكر فيه أسماء أقرب أصدقائه»، وذكر موقع «الجزيرة. نت» أنه «أوصي بعدم إذاعة خبر وفاته إلا بعد دفنه، لأنه كان حريصا على ألا تكون جنازته فنية».

المصري اليوم لايت في

25.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)