كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

الشريرة والمتسلطة والحنونة والمكافحة ..

أمهات فى السينما المصرية

كتب - أسامة الشاذلي

 

تعتبر الأم أحد الموضوعات الرئيسية التي تناولتها السينما المصرية في العديد من أعمالها، باعتبارها جزءا أصيلاً من الثقافة العربية، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء، فسنجد أن السينما المصرية تضمّ العديد من الفنانات اللاتي برعن في تقديم هذا الدور، إلى حد أنهن أصبحن معتمدات فيه، ولأنها شخصية من نبض الواقع، فلم يغفل على صناع السينما تقديم كل النماذج المحتملة للأم، ومنهم ...

أمينة رزق.. المكافحة

اشتهرت بلقب أم السينما، اعتبرها الكثيرون مثالاً حياً للحزن، لدرجة إطلاق اسمها على كل من يبكون كثيراً، قدمت الدور بتلقائية شديدة، فتركت اثراً لا ينمحي داخل كل مشاهد عنها كأم مصرية أصيلة ومكافحة ومن أعمالها الخالدة في هذا الإطار "أولاد الذوات، الجنة تحت قدميها، السقا مات، قنديل أم هاشم، لك يوم يا ظالم، دعاء الكروان، الشموع السوداء، أريد حلا، بداية ونهاية".

فردوس محمد.. الحنونة

من منا لا يشعر بكل هذا الحنان المتدفق عندما تتحدث تلك المرأة، بصوتها الدافء الرخيم، وطيبتها التي تتفجر من ملامح وجهها، قدمت دور الأم الأحن والأدفأ في السينما وكذلك المربية، وتنوع أداؤها من اللهجة الصعيدية في ابن النيل، إلي اللهجة الفلاحي "الأفوكاتو مديحة""هذا هو الحب".

آمال زايد.. الطيبة

لم تقدم السينما امرأة طيبة، ومغلوبة على أمرها كما قدمتها آمال زايد، لتبقى علامة مسجلة باسمها في التاريخ، ومن منا يستطيع نسيان "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ، أو دور الفنانة ذاته في فيلم "شيء من الخوف" أو "خان الخليلي".

كريمة مختار.. الضحوكة

أول ممثلة تقوم بدور الأم، ليتحول دورها إلى عروسة يلعب بها الأطفال، ومن منا ينسى دور "ماما نونة" فى مسلسل "حمادة عزو" ولكنه كان دوراً تليفزيونياً، ونجد أن كريمة قدمت الدور أيضاً خلال العديد من الأفلام الكوميدية، ونجحت في تفجير الضحكات بتقديم دور الأم خفيفة الظل، بصحبة فريد شوقي وعادل إمام.

عزيزة حلمي .. العقلانية

قدمت الفنانة دائماً دور الأم الهادئة الوديعة، صاحبة التدخلات المنطقية في حياة أبنائها، لم تقدم دور البطولة نهائياً، واكتفت بدور الأم التي تظهر في خلفية قصص أبطال أفلامها، من أشهر افلامها "السراب"، و"موعد مع الماضي".

فاتن حمامة.. الرصينة

تألقت فاتن حمامة في دور الأم التي ترعي عدداً كبيراً من الأبناء ولا تجد الفرصة لرعاية شئونها وحياتها الخاصة وذلك في فيلم "إمبراطورية ميم"، و"أرض الاحلام"، و"يوم مر ويوم حلو"، و"موعد مع الحياة"، و"نهر الحب".

زوزو ماضي.. الارستقراطية

هي أشهر من قامت بدور الأم الأرستقراطية في السينما، وذلك بسبب ملامحها التي توحي بانتمائها إلي هذه الطبقة، فلم تقدم أي دور لأم من الطبقة العاملة أوالفقيرة، وكان من أشهر أعمالها "نادية" و"الأبرياء" و"يحيا الحب" و"غرام وانتقام" و"بنات الريف" و"شباب في العاصمة" و"مضي قطار العمر" و"العقاب".

شادية.. المعذبة

عندما قدمت دور الأم علي الشاشة اعتبرها النقاد من أفضل من قدمته في السينما المصرية، لانها تعد أول فنانة تقبل ان تستغني عن جمالها وتظهر أحيانا بمكياج المرأة العجوز التي يبعد عنها أولادها بالقوة، أو انها تضطر إلي الاستغناء عن أحد اطفالها بسبب الفقر مثلما قدمت في "لا تسألني من أنا"و"المرأة المجهولة" والتي تعتبر من اشهر افلام السينما المصرية عن الأم.

علوية جميل.. المتسلطة

اشتهرت بأنها ملكة أدوار الشر، أبدعت في دور الأم المستبدة المتسلطة القادرة على فرض رغباتها على أبنائها بقسوة، ولا ينسى المشاهد لعلوية دورها في فيلم "التلميذة"و هى ترفض زواج حسن يوسف من شادية لمجرد كونها ابنة الخادمة، ولها من الأدوار ما هو محفوظ في ذاكرة الدراما العربية لارتباط بأداء هذه النوعية من الأدوار.

زوزو نبيل .. الشريرة

حصرها الكثير من المخرجين فى أدوار الشر، أتقنت أداءها فأحبها الجمهور وربط بينها وبين هذه النوعية من الشخصيات، ومن الأدوار التي تحسب لها على الشاشة أيضا، تلك التي جسدت فيها دور الأم، لكن بطريقة مختلفة، فقد أدت دور الأم المستهترة بكل مشاعر الامومة وتلك التي تترك أبناءها من أجل نزواتها الخاصة وايضا الام التي تتصرف بطريقة مشينة،كانت زوزو نبيل تتعرض للكثير من الانتقادات عندما تؤدي هذه الأدوار ، لانها كانت بحسب آراء البعض تسىء الى صورة الام وجمالياتها.

بين السينما والواقع ..

غابت الأم .. فظهر الدواعش

كتب - د . حسن عطية

ما أنبلها أيام عشنا أجمل ما فيها، وعايشنا أرق ما طرحته من رحمة ومودة ، كنا ندلف أطفالا لصالات السينما لنتعبد فى محراب الأم الحنون، ونتعلم كيفية الالتصاق بها ، والنوم بين جفنيها ، كانت تبكينا الرائعة (أمينة رزق) وهى تجسد شخصية الست "خديجة" التى ظلمها الريس عبد الواحد وألصق بها تهمة سرقة المصنع الذى تعمل به فى فيلم حسن الإمام الميلودرامي (بائعة الخبز) ، فتسجن لتخرج من السجن مصرة على البحث عن أبنائها المشردين فى غيبتها، وكنا نلتف حول أنفسنا صبية متعلقين بصوت "أمينة" وهى تحبو على أولادها وتتحمل مسئولية حياتهم فى فيلم صلاح أبو سيف الواقعي (بداية ونهاية)، وتشرئب أعيننا نحوها وهى تتصدر الكادر ساعية لاحتواء الجميع بأحضانها .

لم تمنحها السماء حق الأمومة ، مثل "أمينة رزق" لكن "فردوس محمد" صارت على الشاشة أما لكل المصريين، كنا نهفو لخطواتها الواثقة على الشاشة كأم تحافظ على ابنها الشاب الريفى "إمام" (شكرى سرحان) وتنقذه من غواية المعلمة "شفاعات" (تحية كاريوكا) فى (شباب امرأة) ، وأم للفتى "رجب" (عمر الشريف) العاشق لابنة خالته "حميدة" (فاتن حمامة) والتى تقف إلى جوارها كى تعيدها إليه، وتكشف له عن أن غريمه - أحمد رمزى - على الفتاة ليس سوى شقيقه فى (صراع فى الميناء) ، ونزهو بها وهى تمنح ولديها "على" (شكرى سرحان) و"حسين" (صلاح ذو الفقار) كل الحب الذى يدفعهما للتقدم فى دراستيهما ، والتفوق على أقرانهما الأثرياء ، وهما مجرد أبناء الريس "عبد الواحد" (حسين رياض) خولي جنينة الباشا ، وكنا نضحك بقلب شفاف عليها وهى تقوم بدور الجارة الحانية على الفتاة الفقيرة "سوسن (فاتن حمامة) ، وتصر على الذهاب معها إلى الحى الراقي لحمايتها فى سهرة راقصة ، فيطلب منها (استيفان روستى) أن ترقص معه فى حفل بفيلم (سيدة القصر) ، فترد عليه ببراءة المرأة الشعبية "طب ما ترقص يا خويا حد منعك" ، فيأتيها رده الساخر "طب عن أذنك .. أروح أتحزم وأجيلك" .

كانت الأم حنونة على الشاشة ، لأنها كانت كذلك على أرض الواقع ، كنا نبجلها ونحترمها ، ونقف إلى جوارها وهى تبخر زوجها السيد "أحمد عبد الجواد" فى رحلته لطنطا ، بأداء رائع للعظيمة "آمال زايد" ، ونبتسم لبراءتها وهى ترقيه أثناء نزوله على السلالم حتى باب البيت بقوله تعالي "ومن شر النفاثات في العقد" ، ثم يدفعها أولادها لزيارة الأولياء ، فتكسر رجلها فى أول خروج لها دون أذن الزوج القاسى داخل بيته . وكذلك كانت الأم الرءوم على الشاشة"عزيزة حلمي" ، وهل يمكن لأحد نسيان دورها الرائع فى مسلسل (دموع فى عيون وقحة) ، حيث جسدت دور أم "جمعة الشوان" (عادل إمام) الخائفة عليه ، والمحتضنة لزوجته "فاطمة" (معالى زايد) التى فقدت بصرها فى غارة إسرائيلية على مدينتها الساحلية أثناء عدوان67.

ثم جاءت السبعينيات اللعينة، وغرق المجتمع فى انفتاح استهلاكي فاسد ، صنع نوعا من الشعور بالحرمان لدى الطبقات الفقيرة والمتوسطة مقارنة مع الانفتاحيين الذين شكلوا طبقة جديدة من المماليك الجدد ، مما حفز الطبقات الفقيرة والمتوسطة للرحيل لصحراوات الجدب الثرية ، فغاب الأب ، وتحول بالنسبة للأبناء إلي مجرد حوالة بريدية أو شيك بنكي ، وحاولت الأم أن تلعب دور الأب والأم معا ، وحاولت الشاشة السينمائية والتليفزيونية أن تعبر عن هذا الدور المزدوج ، لكن سرعان ما اجتاحت المجتمع ثورة تكنولوجية من منتصف التسعينيات هزت كيان الأسرة بدخول الموبايل والنت وشبكات التواصل الاجتماعي التى ألغت الحوار داخل الأسرة ، وصنعت عوالم افتراضية يعيشها كل فرد فى العائلة منعزلا عن الآخرين ، فتفسخت العلاقة بين الأجيال ، وظهرت الأفلام التى تسخر من أغانى "عبد الوهاب" و"أم كلثوم" وأشعار أمرؤ القيس وأفلام "نجيب الريحاني" وكل رومانسيات الأمس ، وشوهت الكوميديا صورة الأم ، وصارت البطولة على الشاشة للشباب المعلق فى الفراغ ، فلا أسرة له ، ولا بيتاً يأويه ، بل مجرد كائنات فردية تعشق وتتصارع فى الشوارع وداخل أروقة الجامعة .

غابت الأم ودورها الفاعل فى لم شمل الأسرة ، وتحول الإنسان إلى فرد غير منتم لعائلة ، وبالتالى لمجتمع ووطن ، فكان من السهل اصطياده لبث الأفكار المضادة للأسرة والوطن ، فتحول لداعشى صغير فى صورة عبوة متفجرة ، يفجر بها الغير ، أو ينفجر بينهم ، وتغافل المجتمع نفسه عن أن الأم هى تلك المدرسة التى كان عليه ألا يهملها وأن يعدها جيدا ليعد بها شعبا طيب الأعراق ، كما قال "شوقى" منذ قرن من الزمان ، فهل يمكن لنا ونحن نحتفل بعيد الأم والأسرة والمجتمع ، أن نعيد للأم دورها الحقيقى فى الحياة ؟ ، وهل يمكن لصناع الدراما السينمائية والتليفزيونية والإذاعية والمسرحية أن يعملوا على استعادة الدور الفاعل للأم على الشاشة وفضاء المسرح ، كى يكون للدراما دورها المؤثر فى الواقع ، وليس مجرد نقل الواقع بتشوهاته على الشاشة أو بفضاء المسرح ؟

أمنية وأمل ودعاء للأم المصرية أن تعود إلينا كى نتقدم معها ويتقدم الوطن.

حكاية أشهر أغنية للأم ..

حسين السيد نسى هديته لأمه فكتب لها ست الحبايب

تقرير- موسي صبري

صدق المشاعر .. وعذوبة المعانى.. وتلقائية التعبير .. كلها أسباب جعلت " ست الحبايب" تعتلى عرش الأغنية العربية على مر الزمان.. فهى أشهر الأغانى للفنانة فايزة أحمد، وهى التى بقيت خالدة رغم مرور ما يقرب من 56 عاما على إذاعتها، إلا أن أحاسيسها الرقيقة العذبة، توجتها لتكون علامة وضاءة لعيد الأم بلا منازع.

كانت مجلة الكواكب قد سردت عام 1958 الظروف التى خرجت فيها أغنية " ست الحبايب"، حيث إن الفنانة فايزة أحمد اعتقدت فى البداية أنه من حقها القيام بغنائها فى أى فيلم، ونسيت أن العقد المبرم بينها وبين موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب يحول دون ذلك، إلا أنها أثناء الإعداد لأحد الأفلام إخراج حسن الصيفى، شرعت في غنائها فى أحد المشاهد، وعندما علم عبدالوهاب بالأمر، اعتبر ذلك إخلالا بالعقد الموقع بينهما، وأقام دعوي قضائية ضدها لإيقافها عن غنائها. ومنعا لتأجيج فتيل الأزمة، قررت فايزة أحمد تسوية الموقف وديا، وغنت "ست الحبايب" بطريقة الاسكتش الغنائي.

وهناك الكثير من الأقاويل حول الظروف التى ظهرت فيها أغنية ست الحبايب، يذكر أنه فى بداية الستينيات من القرن الماضى فى عيد الأم، ذهب الشاعر الغنائى الكبير 'حسين السيد' فى زيارة إلى أمه بأحد الأحياء الشعبية، وصعد السلم وعندما وصل شقة والدته، اكتشف أنه نسى شراء هدية لها فى هذه المناسبة وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى والدته، فكتب بشكل تلقائى.. "ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى يا حنينة وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمى ست الحبايب يا حبيبة أنام وتسهرى وتباتى تفكرى وتصحى من الأذان وتقومى تشقرى يا رب يخليك يا أمى"

ثم طرق حسين السيد باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جدا، ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها فى اليوم التالى فى الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل وقال السيد كلماته بشكل عفوى دون أن يعرف كيف سيفى بهذا الوعد؟، واتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وردد عليه كلمات الأغنية، فأعجب عبد الوهاب كثيرا بكلماتها لأنه كان محبا جداً لأمه فلحنها عبدالوهاب فى بضع دقائق، واتصل بالمطربة فايزة أحمد لتذهب إليه وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح اليوم التالى 21 مارس فى ذكرى عيد الأم غناها عبد الوهاب على العود فقط، ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها فى الإذاعة بالتوزيع الموسيقى المتفق عليه، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته، وربما هذه العفوية والصدق فى كلمات الأغنية هما سر نجاحها لأكثر من 50 عاما.

أما الموسيقار الكبير محمد سلطان زوج الفنانة الراحلة فايزة أحمد، فقال : لقد ظهرت الأغنية بشكل وأسلوب فريد من نوعه، وهي أصدق أنواع أغاني الأم لأنها حملت في طياتها عوامل ودوافع كثيرة لغنائها ودفعت عبدالوهاب الذي قام بتلحينها في أواخر خمسينيات القرن الماضي وحسين السيد الذي قام بتأليفها إلى أن تكون خالدة في وجدان جميع الناس، وظلت الأغنية الأعلي استماعا حتي الآن، فكلمات الأغنية كانت نابعة من عشق حسين السيد وعبدالوهاب لوالدتيهما، فكلاهما امتلكا احساسا صادقا نابعا من القلب.

ويضيف: وعندما اذيعت الأغنية كنت طالبا في كلية الحقوق ولم أكن قد تزوجت من فايزة أحمد بعد، ولكنى عرفت تاريخ الأغنية منها فيما بعد، ثم تزوجت منها في عام 1964 فظلت أغنية ست الحبايب تتفوق علي جميع الاغاني التي تغني بها المطربون القدامي والجدد أيضا حتي وقتنا هذا فى هذه المناسبة السعيدة فمعانيها صادقة تدخل قلوب الأمهات علي الفور، واعتلت قمة الأغانى، ومازالت تنافس كل الأغنيات إلى وقتنا الحالى، فلنتفق أن مستوي أغاني عيد الأم حاليا به شئ من الركاكة وضعف الكلمة واللحن وكذلك مستوي التقديم، ومهما مر الزمان يلجأ الجمهور دائما إلى سماع أغنية ست الحبايب.

عن جديد دار الهلال أتحدث ..

مركز الهلال للتراث الصحفى رائحة الماضى وعبق التاريخ

كتبت - أمينة الشريف

- رغم أن دار الهلال أعرق المؤسسات الصحفية .. مازالت تعاني من ميراث وتبعات الديون والأزمات المالية والإدارية والروتينية .. إلا أنها تحاول دائما ألا تنغرس أقدامها فى وحل الفشل.. والانهيار وتسعي أن تهب من جديد صلبة وفتية رغم عمرها المديد، كانت البدايات المبشرة تطوير إصدارات المؤسسة > سمير - الهلال - الكواكب - حواء - طبيبك الخاص ..ثم المصور قريبا< وكان لابد من استثمار كنوز دار الهلال الثرية والغنية ليس فى قيمتها المادية التي لا تقدر بمال مهما بيعت بأثمان فلكية، لكن قيمة هذه الثروات الإبداعية في قيمتها كموروث إبداعي.. قدمته أجيال متعاقبة عملت وأفنت أعمارها في دار الهلال علي مدي أكثر من 100 عام .

أخيرا اتخذت دار الهلال خطوة جريئة ومهمة وهي وضع نواة أساس مركز الهلال للتراث الصحفي .. يقدم إنتاجاته القيمة عن أوجه الحياة في مصر من خلال ملاحق تطبع علي ورق تشتم فيه رائحة الماضى وعبق التاريخ.. صدر العدد الأول 33 صفحة عن الزعيم مصطفى كامل ملحقا فى مجلة المصور العدد الماضى مستعرضا فيه تاريخ هذا الزعيم ومعاركه من أجل تحرير مصر من قيد الاستعمار البريطاني بالإضافة إلي ألبوم الصور النادرة.

مجلة الكواكب سيكون لها نصيب كبير من إصدارات هذا المركز حيث سيطبع قريبا أول ملحق للكواكب في سلسلة ملاحق هذا المركز عن المطربة الاستعراضية منيرة المهدية بمناسبة مرور 50 سنة علي وفاتها.. باعتبارها أول مطربة مصرية معاصرة..

المركز الجديد قام بتدشينه غالي محمد رئيس مجلس الإدارة وعادل سعد مديرا له وعادل عبدالصمد كبير الأمناء ومحمد أبوطالب المستشار الفني وسوف تتوالي مفاجآت المركز تباعاً.

- الإعلام الحكومي والخاص إيد واحدة .. استطيع أن أصف ما قام به التليفزيون المصري والقنوات الفضائية المصرية بمناسبة انعقاد المؤتمر الاقتصادي >مصر المستقبل< بالاحترافية والمهنية في تقديم التغطية الشاملة والوافية لمجريات المؤتمر سواء قبل انعقاده من خلال استضافة الخبراء الاقتصاديين وبعض رجال الأعمال يتحدثون عن الآمال والطموحات ومؤشرات النمو الاقتصادي وإمكانية تقدم التصنيف الاقتصادى لمصر مستقبلاً.. وحتي أثناء المؤتمر تباري الإعلاميون المصريون في إجراء الحوارات مع بعض الضيوف والمشاركين مثل د. محمد العريان الخبير الاقتصادى المعروف ورؤساء المؤسسات الاقتصادية الدولية ورجال الأعمال المشاركين في هذا المؤتمر الكبير غير المسبوق.

ما قدمه الإعلام المصري العام والخاص نموذج لوحدة الإعلام لمساندة مصر أتمنى أن تستمر هذه الخطوة وألا تكون استثنائية أو في المناسبات السعيدة فقط.. وأن يكون الإعلام أحد مقومات بناء مصر في حاضرها من أجل مستقبل مشرق.

صفاء و صبحى وياسمين وهاني شاكر نجوم الدورة الـ 22 ..

45 دولة و200 فيلم فى افتتاح مهرجان سينما الأطفال

كتب - حاتم جمال

أعطنى عشرة أطفال أصنع منهم مهندساً وطبيبا وحرفيا ومجرما هذه الجملة التي قالها رائد علم النفس سيجمان فرويد تؤكد أهمية البيئة في تنشئة الطفل .. وهي الجملة التي وضعها صناع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لسينما وفنون الأطفال نصب أعينهم في دورته الثانية والعشرين والتي تفتتح مساء الجمعة القادمة علي خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية حيث أعد المهرجان بعد تغيير اسمه برنامجا يهتم في المقام الأول بتنشئة الطفل وزرع العديد من القيم التي تم افتقادها مؤخراً والحرص علي نبذ العنف والإرهاب من خلال الندوات وطبيعة الأفلام المشاركة بجانب حرص إدارة المهرجان علي اشراك عدد كبير من أقاليم مصر في هذا العرس الفني الكبير.

يبدأ المهرجان بالسوق الخيري والذي يشارك فيه 19 جمعية خيرية أمام مسرح الهناجر بدار الأوبرا ويتم تخصيص دخل السوق لصالح الأطفال ذوي القدرات الخاصة والأيتام، يعقبه الحفل الفني الذي يخرجه خالد جلال من خلال تقديم فيلم سينمائي غنائي علي خشبة المسرح ثم يصعد رئيس المهرجان لإلقاء كلمته ويقوم بدعوة لجان التحكيم المختلفة للترحيب بهم ، وتضم لجنة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية عدداً من كبار نجوم الفن في العالم برئاسة المخرج د. سمير سيف وعضوية كل من النجمة المصرية بوسي والمخرج البلجيكي أندريه سوتريك والأردنية لينا التل والممثلة الإسبانية لويزا جافار والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي والمخرج الجنوب إفريقي فيردوس بولبوليا والممثل الهندي أرفي لابما والمخرج المغربي محسن بيسري كذلك لجنة تحكيم أفلام المهرجان والبرامج التليفزيونية برئاسة المخرج الأرميني فريج كاسوني وعضوية المخرج المصري أحمد فوزي والمؤلفة المصرية إنجي فايد ورسامى الكاريكاتير المصريين ياسر جعيصة ووليد طاهر والمؤلف الإثيوبي أندرياس جيتاشو والكاتبة الجزائرية فاطمة وزان والمنتج السعودي عباس بن العباس والكاتب الليبي مصطفي سليم ثم يصعد الأطفال المشاركون في لجان التحكيم المختلفة والبالغ عددهم ما يقرب من 200 طفل.

لحظات العرفان بالجميل

وعقب مغادرة لجان التحكيم المختلفة خشبة المسرح تأتي لحظة العرفان بالجميل من خلال تكريم 12 مبدعاً يتصدرهم النجمة المصرية صفاء أبوالسعود والنجمة ياسمين عبدالعزيز والنجم محمد صبحي والنجمة شيري عادل والموسيقار هاني شنودة والمايسترو سليم سحاب والمطرب هاني شاكر والناقدة ماجدة موريس والكاتب محمد المنسي قنديل والمؤلف د. عاطف طبالة والكاتب عبدالتواب يوسف والمخرج والمنتج النيجيري فيث إزباكبير والسيدة نوال الدوجوي وعقب التكريم ثم استراحة يعرض بعدها فيلم الافتتاح "بكل قوتنا" للمخرج الفرنسي نيل تافرنييه إنتاج عام 2013.

فعاليات

يشهد مهرجان هذا العام العديد من الفعاليات الفنية حيث تشارك 45 دولة بأكثر من 200 فيلم يشارك في مسابقة أفلام التحريك والبرامج التليفزيونية 48 فيلما وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية 31 فيلما كما خصص المهرجان عرض 16 فيلما في قسم الأفلام الحاصلة علي جوائز في الفترة الأخيرة منها الفيلم المصري "3 شمعات" هذا فضلا عن الأفلام المشاركة في أقسام أضواء علي السينما الصينية وأضواء علي السينما البريطانية وأضواء علي السينما الهندية بجانب تخصيص يوم لمناقشة السينما الإفريقية.

وتشهد الدورة إقامة أكثر من 12 ندوة يشارك فيها عدد كبير من جهات وهيئات ومؤسسات الدولة من مختلف الأقاليم منها ندوة >حماية جيل< التي تشارك بها وزارة الشباب والرياضة للمرة الأولي وندوة >بوليوود في مصر< التي تقيمها السفارة الهندية وندوة الإنتاج السينمائي والطفل والسينما وقضايا الأسرة المصرية والطفل وفلسطين في السينما ودور الفنون في تنمية مواهب ذوي القدرات الخاصة وإفريقيا السلام والأطفال المهمشين وكيفية تنميتهم من خلال الفنون وشباب المستقبل ودور الفن مع رواد الأعمال المبدعين يشارك في هذه الندوات نخبة كبيرة من مثقفي مصر والعالم العربي.

علي هامش المهرجان

على هامش المهرجان يقام العديد من الورش الفنية التي تقام يوميا أمام مسرح الهناجر يشارك فيها كلية الفنون الجميلة وكلية التربية الفنية والمركز القومي لثقافة الطفل لتعليم الأطفال العديد من ورش الرسم والطباعة والمجسمات والاكسسوارات والنحت وغيرها كما يشارك في المهرجان هذا العام العديد من المدارس حيث تسعي إدارة المهرجان لجعله عرسا فنيا يحتفي به في كل الأقاليم والبيوت الثقافية.

أهم الأفلام

حرصت لجان مشاهدة الأفلام علي اختيار الأعمال المتميزة التي تقدم رؤي وأفكاراً جديدة لدي النشء والتي تحفز علي اكتشاف قدرات الإبداع عند الأطفال وتعد الهند والمملكة المتحدة ومصر أكثر الدول المشاركة بعدد أفلام هذا العام.

أبرز أدواره عزيز الجبالى والزناتى خليفة ..

وداعاً.. محمد وفيق

كتب - محمد جمال كساب

رحل عن عالمنا الفنان القدير محمد وفيق صباح السبت الماضي عن عمر 68 عاما إثر اصابته بأزمة صحية أدخلته العناية المركزة في أيامه الأخيرة.

قدم مئات الأعمال الفنية المتنوعة السينمائية والتليفزيونية والمسرحية والإذاعية مع كبار النجوم والمخرجين وبرع في أداء الشخصيات المركبة وخاصة التاريخية والدينية والتي يغلب عليها الجانب الطيب والخير تحمل المبادئ والمثل العليا وحملت أعماله رسالة هادفة فنية وفكرية أبرزها علي الإطلاق "عزيز الجبالي" ضابط المخابرات الغامض بالمسلسل الشهير "رأفت الهجان" أمام محمود عبدالعزيز ونبيل الحلفاوى ويسرا.

ولد محمد وفيق بالإسكندرية يوم 24 سبتمبر عام 1947 لأب يعمل استاذاً بالجامعة وشارك بالمسرح المدرسي وخاصة في مدرسة المرقسية الثانوية بالإسكندرية وأراد أن يصقل موهبته فالتحق بمعهد الفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج وانضم لفرقة مسرح التليفزيون وهو بالفرقة الأولي وقدم العديد من الأعمال المتميزة بدأها بمسرحية >لا حدود< وتخرج فى المعهد عام 1967 مع زملائه نور الشريف وعبدالعزيز مخيون وشاكر عبداللطيف وعمل بالمسرح سنوات طويلة وخاصة بفرقة المسرح القومي التي يعد من أبرز أعضائها تزوج من ابنة خالته الفنانة الراحلة كوثر العسال.

شارك في أكثر من 25 فيلما بداية من الرجل الذي فقد ظله عام 1968 وتحت المطر ولا شيء يهم عام 1975 إخراج حسين كمال والمنحرفون إخراج نيازي مصطفي والرسالة إخراج مصطفي العقاد عام 1976 وسعد اليتيم إخراج أشرف فهمي عام 1985 في العام التالي عصفور الشرق للمخرج يوسف فرنسيس وقضية سميحة بدران إخراج إيناس الدغيدي عام 1990 والهروب إخراج عاطف الطيب 1991وامرأة آيلة للسقوط إخراج مدحت السباعي وسمارة الأمير للمخرج أحمد يحيي عام 1992 والرقص مع الشيطان إخراج علاء محجوب و131 إسعاف إخراج نادر جلال عام 1993وكتكوت عام 2006 إخراج أحمد عواض وخطة الشيطان إخراج ياسين إسماعيل ياسين وثالثهم الشيطان وآخرها بابا أمين إخراج علي إدريس 2012.

وقدم في الدراما التليفزيونية الكثير من الأعمال الناجحة منها >رأفت الهجان< بطولته مع محمود عبدالعزيز ويسرا ونبيل الحلفاوي فى دور ضابط المخابرات عزيز الجبالي وفي السيرة الهلالية بأجزائه الثلاثة ظهر بشخصية الزناتي خليفة وليالي الحلمية أمام يحيي الفخراني وصلاح السعدني وحسن يوسف بدور محمد بن عامر في الصعود إلي القمة والخليفة المعتمد في الإمام الطبري وطارق بن زياد في بلاط الشهداء في الأبطال قدم شخصية نابليون بونابرت وفي بوابة الحلواني كان الخديو إسماعيل وفي ساعة ولد الهدي بدور الشيطان.

وكذلك عصر الحب والسمان والخريف والعدل والتفاحة وأحمد باشا الجزار وحكاية العام القادم امام رغدة وأحمد راتب "وأزهار وحق مشروع وحنين وحنان ونصر السما وشارع المواردي" بطولة يحيي شاهين وصلاح السعدني والست أصيلة وزهرة في الأرض البور والفارس العاشق.

وقدم حلقات المسلسل الديني الشهير أسماء الله الحسني تمثيل أشرف عبدالغفور وحامد مرسي ومديحة حمدي وسميرة عبدالعزيز.

وشارك في الإذاعة بعشرات المسلسلات أبرزها "جارة القمر".

الكواكب المصرية في

23.03.2015

 
 

قصص عن انهيار وحدة أوروبا

قيس قاسم

في جو مضطرب داخل طائرة تُحلِّق على ارتفاع عشرة آلاف متر فوق مُسطحّات القارة الأوروبية، وفي غمرة الفوضى وحالة الخوف الهستيري، الذي سيطر على ركابها إثر تعرُّضها لهزّات عنيفة أحدثتها مطبات هوائية شديدة القوة جعلتها مثل أرجوحة في هواء، سمعت الصبية جين مونيتي حكايات عن مستقبل أوروبا ووحدتها من  الرجل الجالس إلى جانبها، بدافع منه لتبديد خوفها. بهذا المشهد "السوريالي" والمضطرب أرادت المخرجة أناليزا بيراس محاكاة المشهد العام لأوروبا اليوم: اضطرابات وفوضى وخوف من السقوط يعيدها إلى ما قبل وحدتهاـ مساحات جغرافية متجاورة ومعزولة عن بعضها بحواجز جغرافية وسياسية وقلق دائم من احتمال نشوب حروب بينها كما كان يحدث في الماضي. فكرة جذابة لسيناريو كُتب للغوص في موضوع شائك، مراجعته لوحدها تزعزع قناعات ويقين بوحدة راهن عليها سياسيو ومفكرو أوروبا كثيراً واليوم تتعرّض لهزات عنيفة مثل تلك التي تتعرض لها الطائرة المتجهة إلى برلين والتي بسبب سوء الأحوال الجوية ستُغيّر مسارها وبالتالي ستحرم عالم الآثار تشالز غراندا من فرصة إلقاء محاضرته عن مستقبل الوحدة الأوروبية في مؤتمر علمي يُعقد في مدينة برلين وقد دُعي إليه. وبدلاً من ذلك سيجد نفسه مضطراً للحديث عنها للصبية التي تجلس إلى جواره ولا تعرف شيئاً عما يقوله ولهذا راحت وبدافع الخوف تطرح عليه أسئلة وهو بدوره يحاول الإجابة عليها بأسلوب بسيط قريب من أسلوب سرد قصص الأطفال قبل النوم لكن المفارقة الكبرى فيها أنها كانت تُسرد في لحظة تراجيدية تسبق سقوط الطائرة وتحطُّمها.

يجمع "فيلم النكبة الأوروبية العظمى" أساليب سردية مختلفة؛ فإلى جانب الروائي هناك الخيالي الذي يأتي إلى متنه من خلال تصورات صاحبته الافتراضية  ونظرتها المستقبلية لأوروبا بعد عقود، والتي يغلب عليها التشاؤم وتوقعها باحتمال بروز نفس المشاكل التي تعاني منها دول القارة الآن بشكل أكثر دراماتيكية في المستقبل لأنها وفق سياق تخيُّلها ستظل بلا حل، وبالتالي ستتحول إلى قنابل موقوتة مؤجّل انفجارها إلى حين، بإرادة  قادتها الذين يحكمونها وبرغبة المؤسسات المالية التي لا تريد مطلقاً تقديم أي تنازلات وتعمل على ترحيل أزماتها إلى المستقبل، لهذا فالصورة الافتراضية، المتشائمة، انما هي نتاج موضوعي واقعي لعالم ينهب أصحاب البنوك والشركات الكبرى المتكيفة مع العولمة ثرواته ويخلفون نتاجاً اجتماعياً اقتصادياً رديئاً. إلى جانب هذين الأسلوبين السرديين يبقى الوثائقي هو الغالب والمسيطر لأن بناء الشريط مقام على أساسه والبقية هي لخدمته وإن حافظت على استقلاليتها في مقاطع عديدة من فيلم أراد الغور عميقاً في الأزمة الأوروبية وتقديمها من منظور سينمائي شامل جعل منه منجزاً كبيراً.

أغلبية علماء الاقتصاد والاجتماع الذين أدلوا بآرائهم في واقع أوروبا أشاروا إلى احتمال نهاية الوحدة إذا ما ظلّت كما هي عليه اليوم. وأكثرهم تفاؤلاً يجد مستقبلها غير واعد وكئيب. أسماء كبيرة ومهمة تلك التي سجّل الوثائقي أقوالها وأفكارها بشكل مقتضب ولكنه كان كافياً لتأسيس خطاب سينمائي واضح عليه، ومع ذلك أرادت بيراس اقتران الأقوال بالأفعال، كما يقال، فرتبت داخل الطائرة نوع الحكايات التي سيسردها عالم الآثار للصبية والتي ستأتي على شكل قصص منفصلة، مربوطة داخلياً بخيط: أوروبا. خمس حكايات عن خمس دول في اختيارها مدلولات نفسية وتاريخية ـ وخصوصية تجاربها ترسم ملامح القارة كما هي، في هذه اللحظة التي يعبر فيها العالم من نهاية عام 2014 إلى عام 2015.

الأنانية القومية والبنوك ولا ديمقراطية القرار أشد العوامل تأثيراً على مستقبل الوحدة الأوروبية، بل ربما هي من سيقوضها؟ وتجارب الدول المنضوية تحت سقفها تظهر ذلك كله أو أحياناً جزءاً منه، حسب طبيعة كل تجربة. فإسبانيا التي تترنّح من شدة ثقل الأزمة المالية التي أنتجت بطالة وتضخماً غير مسبوقين دفعت حركات شعبية لأخذ دورها في التغيير الاجتماعي  وتبنيها مفهوم جديد عنوانه: "أوروبا المناطقية" أي الدعوة الصريحة الى هدم المركزية، وتجليات الدعوة تظهر في الوثائقي عبر تصويره مشاهد من الحياة اليومية في مدينة برشلونة التي بدأت بالدعوة إلى الانفصال عن المركز المأزوم والتشديد على استقلالها واتخاذ النموذج الاسكتلندي مثالاً لدعوتها. يُظهر "فيلم النكبة الأوروبية العظمى" أزمة إسبانيا على الشاشة بأكثر أشكالها وضوحاً: دخول متدنية وأزمة سكن تتسبّب بها البنوك وأصحاب العقارات، فيما أعداد كبيرة من الناس تجد نفسها في الشوارع بعد عجزها عن دفع إيجارات بيوتها الشهرية. تُظهر المعطيات، التي يلجأ إلى استخدامها الشريط كنوع من تقوية المحاججة البصرية للمعلومات التي ترد أثناء نصه السردي، إلى أن الحزب اليساري "بوديموس" قد حصل على أكثر من 28 % من الأصوات أثناء الانتخابات الأخيرة ما يشير إلى رفض شعبي للقيادات المحافظة التي ربطت مصيرها بمصير الوحدة الأوروبية وبنوكها.

هيمنة الدول القوية (ألمانيا، فرنسا وبريطانيا) على القرار الأوروبي سيصبح العنصر الأكثر خطراً على وحدتها وشهادات الاقتصاديين العالميين تدعم ذلك، فالقرارات المهمة تتخذها تلك الدول وما على البقية سوى الموافقة عليها وهنا تكمن الكارثة.

يذهب الوثائقي البريطاني إلى معاينة التجربة الألمانية وأنانيتها الطاغية، فهي لا تفكر إلا بنفسها وبتقوية سوق مبيعاتها الذي يعتمد بشكل أساسي على أوروبا، ومع ذلك فتضامنها هو الأقل وبنوكها هي المتحكمِّة بحركة النقد والقروض وبالتالي هي من يهيمن مع فرنسا وبريطانيا على قرارات الوحدة الأوروبية ومستقبلها. الأرقام تفضح شدة تشابك المصالح البنكية العالمية وتعطي معطيات مخيفة لعل أكثرها مدعاة للتفكير؛ الأزمة المالية العالمية الأخيرة التي ظهر أن معالجتها جاءت على حساب المواطن الأوروبي ومن مدخلاته. بمعنى آخر أن من أنقذ البنوك هم دافعو الضرائب وليس مالكيها الأثرياء، وألمانيا وبنوكها كانت في مقدمة المستفيدين منها. يُذكِّر الوثائقي بتجربة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وكيف تضامن العالم الغربي، على وجه الخصوص، مع شعبها للنهوض به ثانية و"خطة مارشال" مازالت قوية في الذاكرة مما سيدفع بقادة حركات شعبية ومفكرين ألمان إلى تأسيس جديد اقترحوا تسميته بـ"خطة ميركل" كناية ساخرة عن الخطة الأولى  التضامنية والتذكير بأنانيتها الحاضرة.

البريطانيون ليسوا أقل أنانية لهذا تظهر فيها حركات سياسية تدعو بقوة إلى "بريطانية" خالصة والخروج من الوحدة النقدية ومنع الهجرة والعمل داخلها. دعوة للانغلاق وتعبير صارخ عن لا تضامنية أوروبا مع بعضها البعض ولا مع بقية العالم. جولة على ساحل "مارغيت" تظهر الميل القومي المتصاعد والخوف من الوحدة بل الدعوة إلى تركها والاعتماد بدلاً  منها على النفس وعدم مساعدة الآخرين، وإحالة الأزمات على المهاجرين كما في التجربة السويدية التي عُرف عنها تسامحها وقوة الضمانات الاجتماعية  الموجودة فيها.

لم تعد البلاد بعد دخولها الوحدة على ما كانت عليه ويرفق الوثائقي الألمعي الانحدار الحاصل منذ وصول المحافظين بمقابلات  مع شخصيات فنية وكوميدية من أصل مهاجر تعرف كيف تسخر من قادة الأحزاب اليمينية والمتطرفة وبخاصة حزب "ديقراطيو السويد" الذي يعبر اليوم عن حوالي 13% من حجم سكان السويد وفق نتائج الانتخابات الأخيرة. لقد خسرت السويد نظامها التكافلي بعد دخولها الوحدة وتعكز اليمين على مشاكلها التي يحيلونها دوماً إلى وجود المهاجرين فيما الأرقام تُكذِّب ادعائاتهم!

في الربع الأخير من الشريط كانت وتيرة الاضطراب تتصاعد داخل الطائرة والخوف يزداد رسوخاً بين ركابها لهذا كان حديث عالم الآثار عن الحروب متسقاً مع الحالة النفسية التي يعيشها مع بقية ركاب الطائرة العائمة فوق أوروبا المريضة، والمبتلية طيلة قرون بحروب لا نهاية لها وربما تجربة يوغسلافيا السابقة قد تفي جوابه على سؤال الصبية العفوي عن احتمال نشوب حروب جديدة بنهاية الوحدة. وجود التجربة الكرواتية بين بقية التجارب، ذات البعد الأوروبي الغربي، غيَّر ونوَّع من خطاب الشريط الوثائقي على مستويين: استخدام الحرب الأهلية الطاحنة التي مرّت بها ضمن حروب البلقان كنموذج متفرد عن وجود هذا الجانب عملياً والذي يُشكِّل عنصراً مقلقاً في المعادلة السياسية الأوروبية وثانيهما نظرة سكانها إلى الوحدة ذاتها بوصفها نموذجاً للتكامل ووجود شرق أوروبا فيها بقوة سيمنحها ديمومة أكبر.

هل سيعطي المشهد الكرواتي الذي بنته بيراس على ضوء مقابلتها لأحد المصورين الفوتوغرافيين الذي وثّق الحرب الأهلية هناك؟ هذا السؤال وجوابه سيؤجِّل الحكم النهائي قليلاً لأنه يفتح آفاق تعاون بين جزئين مهمين ومختلفين: الأول، الغني، الذي مرّ بالتجربة ويريد التخلص منها والثاني، الضعيف، الذي يريد المساهمة فيها بأفكار جديدة وبحضور نوعي يمدّها بأسباب الحياة، انطلاقاً من تجربة كرواتيا نفسها التي تريد وضع الماضي خلفها والسير نحو المستقبل وخير وسيلة لبلوغ ذلك يجدونها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتوسيع مساحته وتجديد آليات عمله. افتراض غير محسوم وضعيف في مطلق الأحوال لأن حالة الطقس تزداد سوءاً والطائرة "الأوروبية" مُهدّدة بالسقوط، بل ربما قد هوت إلى الأرض فعلاً، إذا أردنا تأويل  معنى العتمة التي خيّمت على المشهد الأخير من الشريط وأصوات الرعد وضوء البرق الخاطف والصمت المطبق الذي تلاها، بأنها نهاية قصة تراجيدية وتعبير مجازي عن نكبة كبرى ألمّت  بأوروبا حين قرّر سياسيوها وأثرياؤها تأسيس وحدة على مقاسهم ومصالحهم فقط.

"الجزائر إلى الأبد"

ضاوية خليفة

لم يكن يتصور المنتج الجزائري "زكريا رمضان" وهو يودِّع سيناريو فيلمه "أبواب الشمس، الجزائر إلى الأبد" بوزارة الثقافة سنة 2013 أن يقابل بالرفض، ولم يكن يتوقع أحد إلا من آمن به ووثق بموهبته أن العمل سيُنجز ويعرض بالقاعات ويزداد الطلب عليه من قبل العديد من المنتجين والموزعين عبر العالم، فبعد الشروع في الخطوات الجدية لم يكن التراجع ولا توقيف التصوير الحل الأنسب واللائق، وهو ما دفع المنتج الشاب للبحث عن مصادر تمويل لفيلمه الخيالي الطويل من نوع الأكشن بعدما خذلته الوزارة الوصية ولم يشفع له لا الطرح ولا الموضوع الذي قدمه، حتى وإن بدا فيه مدافعا عن وطنه وخادما أمينا له، مستشهدا في بعض اللقطات بصور وخطابات الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" التي لم تخدمه أيضا للحصول على الدعم المطلوب والمستحق، فهل كل هذه التفاصيل ستجعل القائمين على قطاع الثقافة وأصحاب القرار يتداركون الموقف ويساهمون في دعم مشاريع الشباب وتحقيق طموحهم مستقبلا؟

تحقق الحلم، وانتصر الوطن 

غاب التمويل، وحضرت الإرادة وانطلق التصوير صيف 2013 مع فريق متعدد الجنسيات (الجزائر، فرنسا، تايلند، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية)، استمر العمل والتدريب على الحركات القتالية من شهرين إلى ثلاث أشهر مع مدربين محترفين، وجاء الملاكم العالمي "مايك تايسون" من أمريكا إلى وهران للشروع في تصوير المشاهد الخاصة به، وبدأ المخرج الفرنسي "جون مارك مينيو" في بناء قصة بطله "جواد" (زكريا رمضان) وهو شاب جزائري يعمل في صفوف الأمن مكلف بمهمة وطنية خاصة، وهي مراقبة وتفكيك نشاط عصابة إجرامية يقودها "سليمان" (إسماعيل فيروز) المتشبع بالفكر الاستعماري والراغب في الانتقام من الجزائر بتأسيس منظمة سرية تسير وفق أجندة خاصة وتسعى لتنفيذ مخططات إرهابية.

ويبدأ تتبعه لتحركات العصابة من علبة ليلية شكّلت نقطة نزاع بين سليمان وصاحبها عمار (عبد القادر جريو) الذي يرفض التنازل عنها رغم الضغوطات والديون المتراكمة عليه، وكأن تلك العلبة هي الجزائر التي لا تزال عين الفرنسيين والكثيرين عليها، والمشهد الذي يقوم فيه "جواد" بتطهير المكان من العناصر المحسوبة على العصابة يرمز إلى ضرورة تطهير البلد من هؤلاء، فإلى جانب النشاطات غير الشرعية التي تقوم بها، تُقدِم جماعة "سليمان" بمساعدة "صانيا" (لوري باستر) على اختطاف رعايا ومسؤولين أجانب، مما استدعى تدخل قوات أمنية خاصة، وبعد المواجهة وتبادل إطلاق النار يُخلص الأمن الوفد الدبلوماسي المحتجز بقلعة "سانتا كروز" (وهران) ويرفع هناك العلم الجزائري، ويتأكد أن انتصار الشباب وقوات الأمن هو انتصار للجزائر على كل من يتربص بها ويسعى لزعزعة استقرارها، وفي نهاية القصة يتضح للمشاهد السبب الذي جعل "جون مارك مينيو" يفتتح الفيلم بلقطات أرشيفية لمنظمة الجيش السري الفرنسية التي نفذت منذ تأسيسها في 1961 ما يزيد عن 2000 انفجار واغتالت أكثر من 700 جزائري في ظرف قياسي وكان شعارها "الجزائر فرنسية وستبقى فرنسية"، نفس المنظمة التي كان يخطط "سليمان" قبل أن يلقى حتفه لإعادة تفعيلها من جديد واسترجاع أمجاد فرنسا، حيث أظهره المخرج في أحد المشاهد منصتا إلى خطابات الجنرال "شارل ديغول".

لقاء الأجيال وبطولات الشباب 

أراد المخرج "جون مارك مينيو" أن يُبطل مفعول بعض الأفكار الخاطئة والسائدة لدى الكثير والمقصود هنا الغرب خاصة عن الإنسان العربي، المغاربي والجزائري بالتحديد، حيث سعى لاستبدال صورة الإرهابي بالبطل على طريقة "جيمس بوند"، فعمد لإظهار شباب الجزائر بصفة الأبطال المدافعين عن وطنهم والغيورين عليه من خلال شخصية "جواد" وآخرون، يقول مينيو: "بالجزائر أبطال كثر خدموا الوطن وأفنوا شبابهم ليحيا ويستقر، وهذا العمل ليس سوى اعتراف بسيط وتكريم للجيل الجديد منهم، كم أتمنى أن يرى كل شاب نفسه فيه ويفخر بما قدم"، وبالمقابل حاول كاتب السيناريو والمخرج توعية الشباب المُغرّر بهم والذين وقعوا بشكل أو بأخر ضحايا العصابات التي تمارس كل الأنشطة المحظورة والممنوعة ضاربة بإنسانية البشر واستقرار الدول عرض الحائط.

كما أن للفيلم أكثر من قراءة، رسالة ومعنى، فمن خلال قصة وعلاقة "جواد" بـ "لينة" (صوفيا كونين) يعود الحديث عن الخيانة الموجودة بين أبناء الوطن الواحد، وقد ظهر ذلك جليا عندما حاول مساعدتها وتخليصها من قبضة "سليمان" دون علمه بأنها عشيقته، فإذا بها تقابله برصاصة في الظهر، بعد أن أقدمت على قتل عمها لأنه رفض مشاركة "سليمان" مخططه الهادف لضرب استقرار الجزائر، وفي ذلك إشارة بل دعوة إلى ضرورة توحيد الصفوف وكما يقال "احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة"، وفي سياق آخر تمكن المخرج من خلق توازن بين الجيلين، إذ لم يُسلِّط الضوء على جيل ويغفل الثاني، وقد استعان بخيرة الممثلين كالفرانكو جزائري إسماعيل فيروز، زكريا رمضان، عثمان بن داوود، أحمد بن عيسى، صوفيا كونين ومن فرنسا النجمة "لوري باستر"، والملاكم "باتريس كارتيرون" وآخرون، كما كشف المخرج عن إمكانية تصوير جزء ثاني في حال حقق الفيلم نجاح وانتشار واسع في الجزائر وباقي دول العالم، غير مستبعد فكرة اقتراحه على التلفزيون الجزائري ليعرض في شكل مسلسل.

"مايك تايسون" في "الجزائر إلى الأبد"

ظهور بطل العالم في الملاكمة الأمريكي "مايك تايسون" كان لدقائق فقط، لإعطاء الفيلم قيمة وصبغة عالمية تساعد في عملية التوزيع والتسويق، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لو تكرّر ظهوره في المشاهد الأخيرة التي اشتدّ فيها الصراع بين عصابة "سليمان" وقوات الأمن الجزائرية لتغيرت المعطيات ولكان المعنى تدخل أمريكي في الشؤون الداخلية للبلد، وفي سياق ذي صلة قال المنتج زكريا رمضان : "مايك تايسون" كان مجرد ضيف شرف، ووجوده أعطى الفيلم قيمة كبيرة، كل التقدير له لأنه وافق على دعوتنا وقبل مشاركة ممثلين جزائريين هذه التجربة الجديدة، فليس من السهل جلب أسماء عالمية كبيرة لتشاركنا عملنا الذي أُنجز بميزانية محدودة لم تتجاوز 4 ملايين دولار".

استثمار في الشباب 

أكدّ الممثل والمخرج الشاب "عبد القادر جريو" الذي يعيش هذه الأيام نجاحات متتالية في المسرح، التلفزيون والسينما، أن هذه التجربة ستضيف له الكثير خاصة وأن "الجزائر إلى الأبد" يعتبر أول فيلم جزائري من نوع الأكشن صُور وأُخرج بمقاييس فنية وعالمية عالية، كما اعترف "جريو" بصعوبة الدور وقوة الشخصية التي أدّاها كمسير لعلبة ليلية يتعرض لضغوطات من رئيس عصابة بسبب الديون التي عليه وفي نفس الوقت يعمل لصالح المخابرات الجزائرية، وبالمقابل يرى أن الفيلم الذي سيكون علامة فارقة في تاريخ السينما الجزائرية ومنتجه "زكريا رمضان" سيعطيان دعم قوي للشباب للتمسك بأحلامهم ومشاريعهم رغم كل العراقيل التي قد تواجههم.

 يقول جريو في تصريح للجزيرة الوثائقية: "زكريا رمضان ظل يفكر ويدرس المشروع لأربع أو خمس سنوات ولما كلمني عن الموضوع لم أكن متيقنا بأن حلمه سيتحقق في ظل تلك المعطيات وبسبب رفض تمويل عمل ضخم ومهم كهذا، والآن نجح لأنه آمن بفكرته ووثق في قدراته، فمن الضروري أن ندافع عن أحلامنا واختياراتنا ونسعى لترجمتها في شكل فني جميل، وبفضل العمل والإرادة التقينا اليوم لنشاهد هذا العمل الفني المحترف المطلوب في أكثر من دولة".
وبالمناسبة دعا "عبد القادر جريو" كل الوزارات لدعم هذه الأعمال التي تعكس الوجه الثقافي والحضاري والأمني للبلد، من وزارة الثقافة، إلى وزارة الداخلية والمجاهدين والدفاع الوطني، وحتى أصحاب المؤسسات الاقتصادية للاستثمار في قطاع السينما، يضيف :"الفيلم سيوزّع في كل مكان وسيشاهده أناس من جنسيات مختلفة، وسينقل صورة الجزائر التي باتت مستهدفة أكثر من أي وقت مضى، وما أحوجنا اليوم لأفلام جيدة تصحح الذهنيات المغلوطة، فالكثير من الدول باتت تتخذ من السينما سلاح تُمرِّر من خلاله الرسائل، توعي الشعوب وتدافع عن الوطن وسيادته، وفي النهاية "الجزائر إلى الأبد" هو بطاقة فنية عن الجزائر ومدينة وهران الساحلية التي أضحت قبلة سياحية بامتياز بفضل جمالها الطبيعي ومعالمها التاريخية، وهذا هو الوجه الذي يستحق أن نظهره للعالم".

"أبواب الشمس، الجزائر إلى الأبد" مبرمج للعرض في 600 قاعة بالصين و 200 قاعة بفرنسا، ومن المرتقب توزيعه على أكثر من 30 دولة منها الهند، الولايات المتحدة الأمريكية، المغرب ومالي، وحاليا يعرض بالجزائر بقاعتي "ابن خلدون" بالعاصمة و"كوليزي" بوهران (18 - 29 مارس/ أذار)، في انتظار عرضه بولايات أخرى من الوطن، وتجدر الإشارة إلى أنه سُجل حضور كبير للجمهور في عروض الأيام الأولى.

الجزيرة الوثائقية في

23.03.2015

 
 

وليد سيف: حروب الثقافة أشرس من حرب الإرهاب

القاهرة- بوابة الوفد- محمد شكر:

يعتبر الدكتور وليد سيف رئيس المركز القومي للسينما أحد الخبرات الثقافية والإدارية التي شغلت الكثير من المناصب، إلي جانب كتاباته للسينما وإسهاماته في مجال النقد السينمائي،

ورغم شغله لمنصب مدير قصر السينما وإشرافة علي سلسلة آفاق السينما بهيئة قصور الثقافة وعمله كأستاذ للسينما في المعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، إلا أن المهمة الأصعب التي تواجهه هي إدارته للمركز القومي للسينما الذي يعتبر الوريث الشرعي لمؤسسة السينما فهو ما يحفظ تراثها وهو ما يسهم في تسجيل تاريخ مصر المصور وهو أيضاً المكان الذي يفتح أبوابه لدعم السينما الجادة لكبار وشباب المخرجين، ومؤخراً أثيرت الكثير من الأزمات حول المركز القومي للسينما ورئيسه الجديد وتباينت ردود الفعل من ثناء علي أداء واع لوليد سيف لاتهامات وهجوم علي شخصه وهو ما نناقشه في هذا الحوار..

·        هناك اتهامات تتداول في أروقة وزارة الثقافة حول استغلالك لتفويض وزير الثقافة السابق وصرف مكافأتين لنفسك بدون وجه حق؟

- الأزمة أن هناك حرباً علي النجاح في وزارة الثقافة لا تقل شراسة عن حروب الإرهاب، فهذه الاتهامات غير صحيحة بالمرة وهناك من يعبث داخل المركز بهدف تعطيل منظومة العمل وشغلي والعناصر الفاعلة فيه بحروب جانبية ووضع كوادرنا في موقع الدفاع عن اتهامات باطلة وعارية من الصحة، وما قيل عن صرفي لمكافأتين لنفسي غير صحيح ولم يحدث بالمرة.

·        ضمت الاتهامات الموجهه إليك انصياعك لتعليمات الناقد علي أبو شادي الرئيس الأسبق للمركز أو كما يقولون إنه يدير المركز من خلالك؟

- الناقد علي أبوشادي اسم مرموق وخبرة إدارية كبيرة في مجال العمل الثقافي ورغم احترامي وتقديري له إلا أن رئاسته للمركز في فترة ما لا تعني استمرار سيطرته علي الجوانب الإدارية، وإلا عاش المركز في صراعات كبيرة، فالدكتور محمد كامل القليوبي شغل هذا المنصب وهو قامة كبيرة أيضاً والمخرج مجدي أحمد علي تولي رئاسته أيضاً، فلماذا لا يقال إنهما يديران المركز، وما يجعل هذه الاتهامات باطلة هو أنني منذ توليت رئاسة المركز القومي للسينما لم أستعن بالناقد علي أبوشادي في أي من اللجان المختلفة، ولم يشارك في عضوية مجلس إدارة المركز رغم خبرته الطويلة وإلمامة بمنظومة السينما في مصر، فأنا أكن له ولغيره ممن خدموا المركز كل تقدير واحترام ولكني لا أقبل أن أكون ظلاً لأحد فأنا أقوم بعملي وما أنجزه هو ما يجعلني قوياً ولا أطلب القوة من أشخاص آخرين مهما كانت قوتهم.

·        وما حقيقة ما يتردد حول تراجع الإنتاج في المركز القومي للسينما؟

- المركز القومي للسينما واجه العديد من الأزمات التي حاول رؤساؤه السابقون حلها، ورغم أنني توليت مسئولية المركز منذ فترة قريبة إلا أن آلية الإنتاج في المركز جري تعديلها، فلأول مرة نضع نظام تسجيل ومتابعة لكل السيناريوهات المقدمة والتي لم تنجز في فترات سابقة وعقد لجان قراءة لكل النصوص التي لم تنفذ، وعملت لجان القراءة بشفافية واختارت 25 سيناريو بدون تحيز للعاملين بالمركز أو للمتقدمين من خارجه، لأن النصوص تقدم للجان القراءة مجهلة ولا يعلم أحد من أعضائها صاحب السيناريو للحفاظ علي حيادية اللجنة، كما أنشئت لجنة خاصة للتظلمات برئاستي وأصبح من حق كل مبدع التقدم بتظلمه في حالة رفض العمل ومناقشته في أسباب الرفض وإعطائه فرصة لإعادة تقديم العمل وبهذا يكون هناك نظام وخطة سنوية للإنتاج حتي نستطيع العمل من خلال برنامج بعيداً عن العشوائية وهو ما يسهل توفير الكاميرات والمعدات اللازمة للتصوير في الأوقات المتفق عليها حتي لا يحدث تخبط أو تأجيل لتصوير الأعمال.

·        لم تتحدث عن دور وحدة السينما المستقلة كجزء من منظومة الإنتاج بالمركز والتي يواجه المتقدمون إليها صعوبات لاعتراضهم علي أغلب السيناريوهات؟

- وحدة السينما المستقلة الهدف منها تقديم الدعم اللوجيستي لصناع الأفلام المستقلة من الشباب، وبالفعل كان شرط تقديم المعدات والخدمات اللازمة للمخرجين هو الموافقة علي السيناريو، ثم الاتفاق علي وقت التصوير، ولكني قمت ببعض التعديلات علي آلية عمل الوحدة وأصبحت الموافقة تتم من خلال لجان متخصصة تجتمع مع المتقدمين وتناقشهم في المشروعات المقدمة بهدف تطويرها دون إلزام للمخرج ثم يتفقون علي موعد التصوير وتوفير كل الدعم الممكن لشباب السينما المستقلة.

·        مشروع دعم السينما انتقل من صندوق التنمية الثقافية للمركز القومي للسينما ولكن لم تنتج أفلام جديدة؟

- لا توجد أفلام جديدة علي أرض الواقع لأن الميزانية المخصصة للإنتاج لم تصرفها وزارة المالية، التي تشترط صرف المبالغ السابق صرفها وتبلغ 20 مليون جنيه قبل أن تمنح دعماً جديداً للسينما، هناك بعض العقبات التي واجهت أفلاماً بعينها فلم تصرف المقررات المالية الخاصة بها وبالتالي لم نحصل علي مبالغ جديدة من المالية والمبلغ المتبقي 8 ملايين جنيه تم تحويلها من صندوق التنمية الثقافية للمركز القومي للسينما وآخر أفلام مشروع الدعم كان فيلم «باب الوداع» للمخرج كريم حنفي وبطولة سلوي خطاب الحاصل علي جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة وانتهي صرف مستحقاته وهناك فيلم للمخرج أحمد عاطف الذي توقف لظروف إنتاجية والمبلغ الذي يخصه أحيل للمركز القومي للسينما ضمن الـ8 ملايين جنيه المتبقية من قيمة الدعم.

·        ولكن المركز أعلن عن فتح باب التقدم لمشروع الدعم مؤخراً فهل حصلت علي مبالغ جديدة من وزارة المالية؟

- كما قلت لا تقوم وزارة المالية بصرف مبالغ جديدة إلا بعد صرف المبلغ المتبقي وهو ما دفعني لتنظيم مسابقة دعم مصغرة بقيمة الـ8 ملايين التي وردت من صندوق التنمية الثقافية باقي دعم 2012 للسينما بعد توقف إنتاج بعض الأفلام التي حصلت علي الموافقة منها فيلم المخرج داود عبد السيد الذي اعتذر عن إخراجه وفيلم «علي معزة» لإبراهيم البطوط وفيلم «بأي أرض تموت» لأحمد ماهر وباستثناء فيلم داود عبد السيد توقف الفيلمان الآخران بقرار من مجلس إدارة المركز القومي لعدم وجود منتج أو عدم التصوير في الاوقات المحددة، واعلنا عن المسابقة التكميلية في يناير الماضي وتقدم ما يزيد علي 120 سيناريو وبدأت لجان القراءة مع بداية توافد السيناريوهات ومن المتوقع أن تنتهي اللجنة خلال شهرين من القراءة الثانية وإعلان النتائج، فخروج هذه السيناريوهات للنور أمر هام خاصة لأن المبلغ خصص لإنتاج أفلام روائية طويلة لأن السوق السينمائي يحتاج للمزيد من الأفلام الجادة، وهناك أمر هام للسينمائيين يتمثل في دعم وزارة الشباب للسينما بمبلغ 30 مليون جنيه وفي حالة وصول المبلغ سيرتفع انتاج الأفلام وقمنا بعمل المكاتبات الخاصة من خلال مكتب وزير الثقافة للحصول علي هذا الدعم الذي سيؤثر إيجاباً في صناعة السينما.

·        وماذا عن دور وحدة الملاحقة الوثائقية في رصد التطورات علي الساحة المصرية؟

- وحدة الملاحقة الوثائقية تقوم بدورها علي أكمل وجه وعادت بقوتها لمتابعة الإنجازات والمشروعات الوطنية الكبري وأهمها مشروع قناة السويس الجديدة وهناك فريق تصوير كامل من المركز القومي للسينما يتابع المشروع بمراحله المختلفة وتم تصوير 3 مراحل علي فترات مختلفة وجار استكمال متابعة مراحل المشروع لإنتاج فيلم نهائي يليق بقيمة ومكانة القناة الجديدة وطموحنا الكبير في هذا المشروع.

·        وهل يحقق مشروع مركز ثروت عكاشة للفنون تواجداً أقوي للمركز بين السينمائيين؟

- بالطبع سيسهم مركز ثروت عكاشة للفنون في دعم الحركة السينمائية خاصة أن العمل عليه استمر لعامين وافتتح هذا الشهر ليكون عوناً للسينمائيين من خلال عروض الأفلام وإقامة ورش لإنتاج أفلام وثائقية وقصيرة وتدشين «سينماتيك» للباحثين والدارسين وهواة السينما، وإلي جانب هذه الانشطة يقوم المركز حالياً بإعداد موسوعة عن السينما التسجيلية في مصر وصناعها في مختلف المجالات والموسوعة أعدها الباحث لطفي البلطيق ويتولي مراجعتها الناقد محمد عبد الفتاح.

·        وماذا عن مهرجان الإسماعيلية والانتقادات التي وجهت له؟

- مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والقصيرة من أهم المهرجانات المتخصصة ونخطط حالياً ان يمتد المهرجان ليشمل مدن محافظات قناة السويس في بور سعيد والسويس، والمهرجان ورد إليه حتي الآن ما يقرب من 200 فيلم وتعمل عليهم لجان المشاهدة منذ شهرين وتنهي عملها خلال شهر، وأضيف للدورة المقبلة برنامج جديد يعرض روائع الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك في القرن الجديد، وستقام حلقات بحثية حول أهم ما أنتجه العالم من هذه النوعيات والأبحاث يعدها الناقد أحمد شوقي والمخرج أحمد عاطف والناقد ياقوت الديب وتقام علي هامش المهرجان ورشة لصناعة الأفلام القصيرة يتم اختيارها من خلال مسابقة للسيناريو تقام لأبناء مدن القناة المختلفة ومهرجان الإسماعيلية مشرف حتي ولو كانت هناك ملاحظات عليه لأن له طابعاً ثقافياً ولجان التحكيم نتائجها مرضية.

·        وكيف تقيم مشاركتك في مهرجان «فيسباكو» ببوركينا فاسو؟

- مصر كانت ضيف شرف الدورة الأخيرة لمهرجان فيسباكو بفضل الاتفاقية الموقعة بينه وبين مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والمهرجان يعتبر أهم وأعرق المهرجانات السينمائية المتخصصة في القارة السمراء، ومصر كانت غائبة لسنوات عن أفريقيا وكانت هناك حالة تعطش للسينما المصرية وترحيب كبير بها ولأول مرة في تاريخ فيسباكو أشارك كمندوب عن وزير الثقافة المصري في إعلان افتتاح المهرجان مع وزير الثقافة البوركيني، كما شاركت رئيس الجمهورية في توزيع جوائز حفل الختام والزيارة كانت فرصة لتفعيل البروتوكول الموقع بين البلدين والذي لم يفعل بسبب معوقات ناقشناها بتسهيل دراسة اللغة العربية للاستفادة من المنح المصرية وإيفاد أساتذة لتدريس السينما وبعض الأمور الخاصة بترتيبات السفر والإقامة للأساتذة والمشرفين علي مشاريع التخرج ومناقشة مشروعات الإنتاج المشترك بين البلدين.

في ذكرى ميلاده

أحمد رمزي.. "دنجوان" السينما المصرية

القاهرة- بوابة الوفد- سارة حسام الدين:

عرف بالدنجوان وفارس أحلام الفتيات، بانطلاقه ومرحه وقميصه المفتوح والسلسلة التى تتدلى من رقبته، لتكتمل صورة السعادة مع ابتسامة صافية، في صورة لا تعبر إلا عن الفنان أحمد رمزى .

ولد أحمد رمزى أو رمزى محمود بيومى فى 23 مارس عام 1930 فى حى الزمالك، كان والده أستاذ الجراحة بكلية طب قصر العينى، أما والدته فكانت اسكتلندية الأصل، تعرض الوالد لمحنة شديدة عندما فقد جميع أمواله فى البورصة، فلم يستطع تحمل هذه الصدمة، ومات بالسكتة القلبية، وكان رمزى حينها فى التاسعة من عمره، لتتولى والدته تربيته وشقيقه حسن الذى يكبره بعشر سنوات.

أظهر حسن نبوغاً فى الدراسة منذ سنواته الأولى فيها، فدرس الطب وسافر إلى بريطانيا التى أكمل بها دراساته العليا فى الطب ليعمل ويتزوج ويستقر فيها، أما رمزى فلم يكن مثل أخيه الأكبر، ولكن على الرغم من ذلك التحق بكلية الطب، لأن تلك كانت أمنية والده الراحل، ولكنه لم يستطع الاستمرار بها سوى سنتين فقط، ليتركها بعدها مفضلاً عليها دراسة التجارة.

أول أعماله

عندما التحق رمزى بالكلية لم يكن التمثيل أحد اهتماماته، طلب منه مخرج مسرحى تقديم دور البطولة في إحدى مسرحياته بعد أن غابت بطلة العرض الرئيسية عن هذا اليوم، فوافق من باب التهريج والشقاوة، ولكنه فوجئ باستحسان الجمهور لدوره، وإعجاب المدرب البالغ بأدائه، ومن هنا بدأ اهتمام الولد الشقى بهذا المجال.

اعترف رمزي بأن عمر هو من فتح شهيته للتمثيل، لأنه كان يتحدث كثيرا عن الفن والسينما طوال جلساتهما لدرجة أن رمزي قال إنه عشقها بسببه، أول أفلامه كانت بصحبة صديقه عمر الشريف وهو فيلم أيامنا الحلوة ،وقد  كان عمر الشريف هو السبب في ترشيح رمزي في فيلم "أيامنا الحلوة"، ليقدم أول أدواره.

لم يبتعد رمزى عن صديقه بعد نجاح صراع فى الوادى، بل ظل ملازماً له، حتى أنه وافق على العمل كأحد أفراد طاقم التصوير فى فيلم شيطان الصحراء إخراج يوسف شاهين والبطولة الثانية لعمر، ومضى وقت طويل حتى لعبت الصدفة دورها معه مثلما حدث سابقاً مع عمر الشريف، وحدث هذا أثناء ممارسته للعبة البلياردو التى يهواها فى إحدى الصالات بوسط القاهرة، حيث رآه المخرج حلمى حليم، وأدرك أنه يصلح للتمثيل، لأنه تنويعة جديدة على غرار النجم الأمريكى جيمس دين، فعرض عليه العمل فى السينما، من خلال فيلم أيامنا الحلوة ورحب رمزى بشدة خاصة عندما علم أنه سيشارك مع صديق عمره عمر الشريف، إلى جانب فاتن حمامة وعبد الحليم حافظ.

ولكن حدثت أزمة عندما أراد حلمى حليم تغيير اسمه، لأنه وجد أن رمزى بيومى ليس اسماً سينمائياً، ولكنه رفض بشدة، وكان الحل الوسط الذى رضى به رمزى إضافة اسم أحمد ليصبح من بعدها اسمه الفنى أحمد رمزى.

رمزى ..الشاب المرح

وبهذا الفيلم استطاع رمزى أن يثبت وجوده فى الفيلم إلى جانب النجوم الآخرين، لتنهال عليه العروض السينمائية، حيث وجده المخرجون نمطاً مختلفاً عن النجوم الموجودين على الساحة، والذين يقدمون أدوار الشباب بنوع من الكلاسيكية والوقار، أما رمزى فكان نموذجاً للشاب الذى يتمتع بخفة الدم والانطلاق والمرح، وشهدت فترة الخمسينات والستينات تقديمه لعشرات الأفلام الناجحة، فقدم مع عبد الحليم حافظ أيام وليالى، بنات اليوم والوسادة الخالية، والتقى مع فريد الأطرش فى ثلاثة أفلام أيضاً هى ودعـت حبك ، حكاية العمر كله والخروج من الجنة ، بالإضافة للعديد من الأفلام المتميزة مثل أين عمرى، القلب له أحكام، عائلة زيزى، الأشقياء الثلاثة، ابن حميدو وغيرها من الأفلام التى تنوعت أدواره فيها ما بين البطولة المطلقة أو الدور الثانى.
الاعتزال
مع انطلاق السبعينيات قلت أدوار رمزى في تلك الفترة، لعدم ملاءمة أدوار تلك الفترة مع أدائه، ولكن لم يستطع رمزى الابتعاد بشكل نهائى، بعد أن شارك فى فيلم حكاية وراء كل باب بعد إلحاح المخرج سعيد مرزوق والفنانة فاتن حمامة، وبعد 15 سنة من الغياب عاد بفيلم قط الصحراء عام 1995 مع نيللى ويوسف منصور، أما آخر أعماله السينمائية فكان فيلم الوردة الحمراء من إخراج إيناس الدغيدى عام 2000، ولم تقتصر مشاركته على السينما فقط، إذ قدم مسلسلين تليفزيونيين أحدهما مع صديقته النجمة فاتن حمامة فى وجه القمر والآخر مع صديقه الفنان عمر الشريف، حيث ظهر كضيف شرف فى حنان وحنين.

رمزى والنساء

ولحياة رمزى الفنية، حياة موازية تضج بالعلاقات النسائية، فعلى الرغم من أن أحمد رمزى كان يظهر فى معظم أدواره بدور الشاب الشقى الذى يقيم علاقات نسائية متعددة، وعلى الرغم من وسامته الشديدة التى جعلته فتى أحلام الفتيات، إلا أنه لم تكن لديه العديد من العلاقات والتجارب مثل صديقيه المقربين عمر الشريف ورشدى أباظة، فقد تزوج ثلاث مرات، الأولى كانت من السيدة عطية الله الدرمللى ، أما الزواج الثانى فكان من الفنانة نجوى فؤاد، ، أما آخر زيجاته فكانت السيدة اليونانية نيكولا.

وعن زيجاته الثلاث تحدث رمزى فى حوار قديم له قائلا: "كانت عطية الله من عائلة أرستقراطية جداً، وجمعتنا قصة حب كبيرة وتزوجنا سريعاً فى عام 1956 ودون مراسم زفاف، وشقتنا كانت دون أى عفش كان بها سرير وثلاجة وبوتاجاز، وبعد زواجنا بفترة قررنا دعوة أصحابنا للاحتفال بزفافنا واستلفت من الجيران كراسى، لكني شعرت أن بيتنا فارغ فوضعت شجرة كريسماس فى منتصف الصالة وطلبت من عم فلفل، مدير أعمالى أن يقف على باب الشقة ولا يُدخل أحدا من المدعوين إلا بعد أن يشرب كأسين من الفودكا، وعم فلفل كان شكله مخيفًا، وبالفعل كان كل مدعو يشرب الفودكا يسْكر تمامًا فيدخل البيت ولا يشعر أن بيتنا فارغ وكأنه يرى أمامه البيت مزدحماً".

أما عن  الزيجة الثانية فكانت من نجوى فؤاد، وكان لرمزى صديق صحفى اسمه كمال الملاخ وصديق آخر كان وقتها رئيس تحرير أشهر مجلة لبنانية، وكانا متراهنين بينهما أن يجعلوه يتزوج من نجوى، وبالفعل تزوجها وتم الانفصال بعدها بثلاثة أسابيع فقط .

وآخر زيجة كانت نيكولا، تعرف عليها عندما كانت تأتى مصر مع والدها الذى مارس مهنة المحاماة لفترة فى مصر، وشعر بتقارب شديد واتفاق كامل فى وجهات النظر وبعد الزواج أدركت أن اختياري كان صائباً وأثمر زواجه عن نائلة ونواف .

رحل وحيداً

عاش الفتى الوسيم سنوات عمره الأخيرة فى إحدى قرى الساحل الشمالى، ترك القاهرة بزحمتها وضوضائها واختار أن يقيم فى هذا المكان البعيد مع مساعده والطباخ والسائق، حيث عاش فى هدوء حتى توفى قبل عامين  بعد أن اختل توازنه فى حمام منزله عن عمر يناهز 82 عاما، ولكنه بقى فى أذهان عشاقه الشاب الدونجوان الذى تعشقه الفتيات .

الوفد المصرية في

23.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)