كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مع المخرج الإيراني "محسن مخمالباف" حول رؤيته السينمائية وفيلم "الرّئيس"

"اذهب للسينما فإنك ستذهب إلى النار"

حاوره الأستاذ الباحث يونس بن حجرية

 

مثّلت الوضعية العربية الحالية موضع اهتمام وأرضية ثرية للإنتاج السينمائي إلا أن الإنتاج مازال يقتصر على الأفلام الوثائقية أو الوثائقية الخيالية مثل الفيلم التونسي للمخرج محمد زرن "الشعب يريد"  "Dégage"والذي استنسقه من واقع الثورة التونسية، أو الأفلام القصيرة كفيلم "جليلة" الوثائقي الذي يروي دور المرأة السورية  في مساهمتها لإنقاذ سوريا، كما نضيف بعض الأفلام الطويلة كـفيلم "باب شرقي" الذي يؤرخ فيه المخرج أحمد عاطف للثورة السورية، كما طرح  المخرج التونسي "شوقي الماجري" في مسلسل "حلاوة الروح" قضية الآثار المنهوبة من قبل العصابات وتدميرها من قبل المتشددين في خضم المعركة السورية. على إثر هذا التنوع من الإنتاج السينمائي الذي يحاكي أحداث الثورات العربية يطلّ علينا مخمالباف بعد إخراجه للفيلم الوثائقي "ربيع طهران"، الموثق للاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام في إيران، تزامنا لإعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، يطلّ برؤية سينمائية للثورات وللوضع الحالي ليُمشهد لنا الواقع العربي بعين إيرانية.

محسن مخمالباف:

مخرج إيراني من مواليد طهران من عائلة فقيرة، ترك الدراسة في سنّ الثانية عشر وامتهن العديد من الأعمال. في سن الخامسة عشر أصبح من المناهضين للنظام والحكومة الإيرانية واعتقل وأصيب بطلق ناري وعُذّب أشد التعذيب، سجن لمدة خمس سنوات، قرأ خلالها العديد من الكتب. لعلّ طفولته هذه كانت حافزا له لمساعدة الأطفال الفقراء في إيران وأفغانستان. واضعا قصصهم في صلب سيناريوهات أفلامه... ترك مخملباف السياسة عند خروجه من السجن وانخرط في مجال الفن مقتنعا بأنه لا يكفي أن تُغير الحكومة لإصلاح البلاد وإنما الإصلاح يبدأ من أفراد المجتمع. غادر إيران سنة 2004 احتجاجا على الرقابة والضّغوطات الذي اعتبرها عودة الفاشية في إيران ..

 أخرج مخملباف العديد من الأفلام من أهمها "سلام سينما" ، "بای سيکل ران"، "  Le Cycliste" و"قندهار" ... فاز بالعديد من الجوائز في أكبر المهرجانات السينمائية وترأس لجنة التّحكيم لمهرجان موسكو السينمائي الدولي سنة 2013.

في أواخر 2014، اخرج فيلم "الرّئيس" وكان ضمن برمجيات  أيام  قرطاج السينمائية والذي سيتم إعادة عرضه في الأيام القليلة القادمة في القاعات. ويتمثل سيناريو الفيلم في هروب الرئيس المستبد، الذي كان يحكم بمنظومة دكتاتورية، متنكرا كراع أغنام وموسيقي متجوّل ما جعله يلمس ما كان يعانيه شعبه من جرائم وانتهاكات على يد جيشه ورجاله...

على اثر زيارته لتونس قمت كمخرج وباحث في المجال السينمائي الإيراني بحوار مع المخرج مخملباف حول رؤيته السينمائية والواقع العربي من خلال فلمه "الرئيس":

·        من هو محسن مخمالباف  على لسانه؟ 

محسن مخمالباف .. مخرج إيراني مصور ومنتج أفلام. حدوده العالم ويمكن لأعماله أن تنجز بأبسط الوسائل والمعدات ... ولدت وترعرعت بإحدى الأحياء الفقيرة بطهران، في عائلة متعددة الأفراد وفقيرة جدا. تركت الدراسة في سن الثانية عشر وامتهنت العديد من المهن وفي سن الخامسة عشر أصبحت من المناهضين للنظام الإيراني والحكومة الإيرانية واعتقلت وأصبت حينها بطلق ناري وعُذّبت أشد تعذيب، مما جعلني ألازم المستشفى العسكري ونظرا لصغر سني سجنت لمدة خمس سنوات فقط، قرأت فيها الكثير من الكتب بمختلف أنواعها. عند خروجي من السجن تركت السياسة وانخرطت في الفن وكلي قناعة بأنه لا يكفي أن نغير الحكومة لإصلاح أمرنا إنما علينا أن نصلح أنفسنا وعقليتنا وطريقة تفكيرنا.

·        تحديدا كيف كانت بداية انخراطك في الفن؟

بالكتابة... بالكتابة كانت بداية مسيرة الفنيّة كنت أكتب العديد من المقالات والنصوص المسرحية وبعض السيناريوهات القصيرة حتى وجدت نفسي اكتب فلمي الخاص.

قرأت خمس مائة كتاب وهي الكتب المتوفرة وقتها في إيران وفي مكتباتها وقد قمت باستعارة البعض واقتناء البعض الآخر وهي كتب مترجمة طبعا، ومنها قمت بتسجيل الأفكار وتدوينها بمفكرتي حتى اصبحت عندي في النهاية مدونة قواعدي الخاصة في السينما.

كما أنني لم أكن من رواد دور السينما رغم أن القاعات كانت تعج بالأفلام من هوليود و... وكانت جدتي وهي سيدة متشددة دينيا تقول لي "اذهب للسينما فإنك ستذهب إلى النار" ونصيحتها كانت في صالحي فهذه الكلمات لم تفارقني.

كنت دوما أطالع وأسعى وراء الأفلام الجيدة كالسينما الايطالية والسينما الفرنسية ...، ففكرتي عن السينما كانت نقية وخالية من الشوائب وهذا ما ساهم في إنجاح أعمالي بان تكون بحرفية تامة وذات أفكار جيّدة.

عندما شاهدت أول فلم كنت كالأعمى الذي فتح عينيه على صورة لم ولن تفارقه فعل المفاجئة والانبهار.

·        أنت مخرج له تاريخ في السينما وتحديدا السينما الإيرانية. فهل يمكن أن تعطينا لمحة عن هذا التاريخ؟

إذا أردت أن أُلخّص لك تاريخ السينما الإيرانية سأقول بأنها نسج من الواقع واقتباس من أشعارنا. السينما الإيرانية تعود إلى حوالي ثمانين عاما و هي تتجذّر من حياتنا اليوميّة.

ذلك من خلال فيلمين: الفيلم الأول "حاجی آقا آکتور سینما" للمخرج "آوانس أوگانیانس" وهو الذي أنشأ مدرسة السينما الأولى في تاريخ إيران والفيلم الثاني "دخترِ لُر" للمخرج "أردشیر إیرانی"، كما أن هناك العديد من المخرجين المهمّين في تاريخ السينما الإيرانيّة.

قبل الثورة الإيرانية كانت هناك فتاة من أشهر الشاعرات الإيرانيات في الثلاثين من عمرها اسمها "فروغ فرخزاد" للأسف توفيت في حادث، لكن قبل وفاتها أنتجت  فيلما من أبرز عشرات الأفلام يحمل عنوان "خانه سیاه آست" ("البيت الأسود") و هو فيلم شاعري بكل ما تحمل الكلمة من معاني. يعلمنا هذا الفيلم بأن الظلام أو الظلمة هو فن ويجب مجابهته و النظر إليه والكشف عن مواقع الجمال فيه.

هناك أيضا فيلم صدر قبل الثورة الإيرانية بكثير اسمه  "یک پذیرایی ساده" ("حدث بسيط")  للمخرج "سهراب شهید ثالث" سنة 1973 وهو أول فيلم واقعي أثر في تاريخ السينما الإيرانية، عمل بسيط و في نفس الوقت واقعي. هو فيلم واقعي وسياسي .

هذا ما تتميز به السينما الإيرانية، فكتابات السينما الإيرانية تتميز ببساطتها وواقعيتها، إذ تحكي في اغلبها عن الحياة اليومية الإيرانية وهي نقل لشعاراتنا وحضاراتنا.

·        الدين، السياسة والسينما، ما رؤيتك عن هذا "الثالوث"؟

الكثير من الناس قبل الثورة عارضوا السينما، واعتبروها محرمة، ولكي اربط بين السينما والدّين قمت بإخراج فيلم يجسّد الفن بعلاقته مع الدّين وتقديمه بصورة جيدة لعقد الصلح بين الدّين والفن، وحتى نتجنّب الكثير من المشاكل وحتى نتجنّب أن يكون مصير إيران مثل أفغانستان أو طالبان.

 بعد الثورة الإيرانيّة بثلاث سنوات كانت هناك موجة جديدة من السّينما الفنية وكانت بداية هذا الفن مع ثلاث أفلام مهمة:

أولا:" دونده" "العدّاء" للمخرج أمیر نادری: يحكي عن صبي صغير  فقد منزله خلال الحرب اشتغل حتى يحقق أحلامه ويتعلم رغم كل العراقيل.

ثانيا: فيلم "خانه دوست کجاست"  "أين بيت صديقي " للمخرج عباس كياروستامي.

وثالثا: فيلم "بايسيكل ر‏ان" الدّراج" للمخرج محسن مخملباف.

ومنذ ذلك الحين إلى هذا اليوم أصبح هناك المئات من الأفلام الإيرانية الجيدة وبرز أحسن المخرجين، كما ظهرت الأفلام التجارية وأفلام البروبڤندا.

هناك أيضا قرابة العشرين مخرجا محترفا في سينما الفن أو في "فن السينما".

·        عن أي رئيس تتحدث في فيلم "الرئيس" ؟

 هذا الفيلم مستوحى من مصير الرؤساء العرب جميعا وفي الدول التي تشهد ثورات (الربيع العربي). الفيلم تميّز بنقل مصير كل رئيس بطريقة أو بأخرى وأنا متأكد انه قريبا سيتم إنتاج أفلام مشابهة لهذا الفيلم.

هذا العمل فيه نقل لواقع الشعوب العربيّة من تهميش ومعاناة، فنحن شعوب دائمة الاستعجال وينقصنا التّفكير السّليم، فإثر محاولة قتل الرئيس (في الفيلم) هناك نقل لصورة "ديكتاتورية الشعب" في حد ذاته: "نقل ثلاثي الأبعاد".

·        خلال تقديمك لفيلم "الرئيس" قلت أن هذا الفيلم يحتوي على جانبين؛ جانب مرئي وجانب لامرئي .كيف تَمشهَد لنا اللامرئي في هذا الفيلم ؟

 نعم هذا ما كنت سأحدثّك عنه: هناك موضوعان في آخر الفيلم  واحد ظاهر والثاني خفي؛ اثر محاولة المواطنين لقتل الرئيس، وكلّهم بتعلّة رفضهم للتعذيب والدكتاتورية، وهو الشيء المرئي. غير أن هذه الصورة هي نقل لواقع ثاني غير مرئي ألا وهو دكتاتورية الشعب نفسه، هذه الأمة صارت تطبق الدكتاتورية والتعذيب بصفة غير مباشرة.

 هناك تضاد في هذه الصورة فنحن لا يجب علينا تغيير الرئيس فقط بل علينا تغيير منظومة كاملة، بالتالي يجب علينا أن نسال أسئلة جيدة لأنفسنا لكي نحصل على أجوبة واضحة وجيدة وهذا ما يفتقده العرب.

 هذا الفيلم ينقل واقع الثورات العربية ودكتارتوية الشعب مثلا :

مصير ليبيا بعد قتل القذافي...

مصير سوريا بعد ظهور داعش...

مصر وعودة شبح الدكتاتورية  السابق...

حتى في إيران وإلى يومنا هذا تم القبض على خمسين ألف شخص من طلاب وصحافيين وفنانين. ناهيك عن عمليات الشنق لهذا الشعب التي تحصل يوميا، إذ يتم شنق ما بين شخص وشخصين يوميا.

هذا هو الشيء اللامرئي والذي يجب رؤيته بوضوح، عملي ينصّ على هذا الشيء ولكن حتى يصلح حال هذه البلدان عليها بالعمل وبجعل هذه الدكتاتورية تنهج منهج ديمقراطي، علينا أن نتعلم ونتثقّف، علينا بتنمية أنفسنا بالعلم الجيد والصحافة الجيدة ويكون لنا حقوق الإنسان والعمل بها، علينا بتكوين فنانين جيّدين وتكـن أحزاب وهكذا نكون قدوة للمجتمعات والشعوب.  
أعمالي هي نقل لحقائق ووقائع ظاهرة وأخرى غير ظاهرة ولفهمها هناك صعوبة.

وهذا ما تميزت به أعمالي: إظهار الظاهر والخفي. 

·        كيف كان حضور المرأة في السينما الإيرانية وفي سينماتك عامة وفي فيلم الرّئيس خاصة؟

 بالنسبة لفلمي "الرئيس" فقد صوّرته في جورجيا وليس في إيران فالوضع بالنسبة للنساء في هذا البلد مختلف تماما عن حال الذي تعانيه المرأة بإيران.

 مغزى وجود المرأة في هذا الفيلم أن الرّئيس كان في مكان قوّة وكانت هذه المرأة صديقته (وهي مومس) توفيت أختها  في أحدى سجونه، إلا أن الرّئيس لم يكن على علم بهذا الأمر. بعد الانقلاب الذي حصل في بلده هاهو يلتقي بصديقته من جديد وهو في حاجة ماسة لمساعدتها... هذه الصورة هي محاولتي لوضع السلطة في مقام متدنٍ ولا يزال هذا التدني متواصلا إلى حد اليوم وهذه الصورة عكس للصورة الأولى للفيلم لما كان الرئيس وحفيده يلهوان بإطفاء وإشعال نور البلاد من داخل القصر، تغييري لهذا الوضع كان كما يلي: من داخل القصر إلى الأرض ومن القوة إلى الذل، لا يمكننا الوثوق في السلطة فهي هشّة وستظهر مدى ضعفها، لا يجب الوثوق بهذه السّلطة فيمكن خسارة هذه السلطة في لمح البصر.

 لم أرد أن يكون فيلمي "الرئيس" فيلم في شكل عادي وإنما أردت أن أظهر فيه الجوانب الإنسانية المختلفة، فنحن جميعا أناس ونخطئ مهما كان مقامنا وهو جانب ايجابي، والجانب الايجابي هذا أبرزته في الفيلم اثر محاولة الرئيس الحفاظ على حفيده بإخفائه وإطعامه وإبعاده عن أي خطر ممكن.

 هذه رؤيتي للبشر وللإنسانية من مختلف زواياها، وظهور الطفل في الفيلم هو أولا تمثيل للجيل القادم  من الشعب و هو الحفاظ على الجانب الايجابي لصورة الرئيس الإنسانية والجديّة من خلاله. هذا الطفل كذلك هو أمل للإنسانية.

·        بعد فيلم "الرئيس" الأخير هل مازال  فيلم "سلام سينما" في صدارة أعمالك؟

قمت بإخراج الكثير من الأفلام وجميعها غير متشابهة فكلّ منها تحمل قصة مختلفة عن الأخرى، نعم فيلم "سلام سينما " وكل عمل سينمائي هادف هو عمل جيّد...

 "سلام سينما " عمل ضخم يحكي عن تجارب الأداء لانجاز فيلم وإثر الإعلان عن تجارب أداء تواجد الآلاف من الناس أمام الأستوديو في وقت قصير وكان هناك تدافع وإصرار كبيران، الكل يتسابق لإجراء تجربة الأداء والتمثيل، هذا الأمر أذهلني مما جعلني أُلغي الفكرة الأساسية للفيلم وأنجز فيلما عن تجربة الأداء عن إقبال الناس على السينما ورغبتهم في تجارب الأداء، هذا الفيلم لم يكن عن السينما وإنما حول تأثير السلطة وانعكاسها على الحياة الاجتماعية وعلى المجتمع.

·        بالنسبة لك من هو عباس كياروستامي وماذا يعني لك فيلم Close up؟

إن السينما الإيرانية تتمتع بمخرجين جيّدين مثلا عائلتي كلها تعمل في مجال السينما كما هو الحال لدى كيارستامي.  

عباس كياروستامي كان يعد فيلما عني وظهرتُ في فيلمه هذا مرّة واحدة. حصلت بيننا قصة كانت هي سبب تعرفي عليه. فأثناء إخراجه لأحد أفلامه تقمّص شخصيتي حتى يتمكن من تصوير عائلة، إلا أن هذه العائلة تفطنت إليه فكان مآله السجن. على اثر هذا جاءتني والدته وحكت لي كل ما جرى وطلبت مني أن أساعد ابنها حتى يخرج من السجن وكان الأمر كذلك،  وهذا هو فيلم  "Close up ".

·        ما هي نصيحتك ليكون هناك مخرجين ناجحين ؟

 لكي تكون مخرجا ناجحا يجب أن تكون لديك فكرة جيدة عن السينما، وبالنسبة للتصوير ليس بالضرورة أن يكون بمعدات ضخمة، كاميرا صغيرة مع فكرة عبقرية تكفي لإنجاح أي عمل في السينما.

مثلا، أنا وابني قمنا بإخراج فيلم بتكلفة صغيرة وبكاميرا صغيرة، وهو فيلم تعليمي حسب ما أراه.

كذلك هو الحال عن فيلم بعنوان "پنج عصر آخرين" باللغة الفارسية وبالعربية "الساعة الخامسة بعد الظهر"، أخرجته ابنتي سميرة سنة 2003 يحكي عن سقوط نظام طالبان في أفغانستان بعد الساعة الخامسة بعد الظهر، فتحاول فتاة شابة الاستفادة من هذه الحرية الجديدة لتزدهر اجتماعيا ولتصبح رئيسة للجمهورية وقد عرف نسبة مشاهدة كبيرة جدا...

·        بماذا تريد أن تختم الحوار ؟

مهما كان المكان بالعالم فانا أنجز ما عليّ إنجازه من أفلام... 

*أستاذ وباحث سينمائي تونسي

سينماتك في

20.03.2015

 
 

«العودة إلى حمص»... وثائقي ملحمي عن «الحرب السورية»

بشار إبراهيم

إذا كانت «الحرب السورية» (2011- )، تحتاج إلى فيلم «ملحمة تاريخية» عنها، فإن الفيلم الوثائقي «العودة إلى حمص»، للمخرج طلال ديركي، هو هذه «الملحمة»، من ناحية وثائقية «سينمائية»، ومن ناحية توثيقية «تأريخية»، على السواء.

هذا فيلمٌ وثائقي مشغولٌ من قلب الحدث. وثائقي نابضٌ، وحارٌ، ومتفاعلٌ، ومتحركٌ، وموّار... لا يأبه أن يتحوّل إلى إدانة صريحة لشخصياته (أبطاله) ذاتها، قبل أن يدين الطرف الآخر، أو في الوقت نفسه.

«العودة إلى حمص»؛ وثائقي يواكبُ تحوّلات «الحرب السورية»، منذ لحظاتها الأولى، وحتى لحظات أخيرة (ربما يراها البعض نهائية)، يوم ارتفعت «الرايات السوداء»، وسادت، وتسيّدت، وصار لـ«الإسلاميين» حضورهم، وشعاراتهم، وراياتهم، وقدرتهم، وسطوتهم...

«العودة إلى حمص» فيلم وثائقي «ملحمي» حقاً، لايتردّد في قول ما جرى، في «كرونولوجي» حاذق، بل بديع. وسرعان ما يتحوّل إلى فيلم وثائقي «حربي» بامتياز، خاصة مع ذروته في مشهد «الكمين»، الذي يعزّ مثيله.

يأتي التعليق بصوت المخرج طلال ديركي، ما يعني مزج الشخصي بالعام، والذاتي بالموضوعي، ولا يتجاوز حدود الفردي.

السرد الصاعد مع الزمن، يبدأ منذ زيارة المخرج (ديركي) إلى حمص، في اللحظة الأولى من «الثورة»، وصولاً إلى أقصى تحوّلاتها، عندما يمضي عبدالباسط الساروت، أخيراً، وقد تحوّل الحال السوري نهائياً إلى «حرب»، وبات الساروت «محارباً»، تحت ظلال واضحة الدلالات، صوتاً وصورة، في لقطة أخيرة لا لُبس فيها.

التأثيث المرجعي، بالتعريف لنبذة مقتضبة من تاريخ الشخصية، ستقودنا طيلة الفيلم، وفي النهاية، إلى أن «باسط» لا يحلم إلا بأن يعود ليعمل في «الحديد» (ليس حتى حارس مرمى لفريق كرة قدم).

الواقع، كما جرى، يقول إنه لن يستطيع حتى فعل هذا.

لن يكون لـ«باسط» أن يعود «حدّاداً»، كما كان في واقعه الحياتي، من قبل... ولن يستطيع أن يكون الحدّاد «كاوا». كما أراد (أو أراد البعض له، وعنه) في المُنتهى، أو في المُشتهى.

ولسنا في معرض قراءة ما جرى لـ«باسط»، خلال أقل من سنة تالية من إنجاز «العودة إلى حمص».

يكفي أن نقول إن «العودة إلى حمص»، سيبقى «ملحمة تاريخية»، وثائقياً سينمائياً سيعزّ تحقيق مثيله، على سينمائيين سوريين كثر.

صورة من سينما، وشعر، وأحلام، وأوهام، وانكسارات... مُضمّخة بالدم، والنهايات الدامية (التراجيدية).

الـ FaceBook في

20.03.2015

 
 

عودة قوية لنجمات الصف الأول

سينما 2015 نسائية جداً

(وكالة الصحافة العربية)

يشهد عام 2015، ظهوراً قوياً لنجمات السينما المصرية، بعد أن تمردت ممثلات الصف الثاني على دور «السنيدة»، لتصبح كل منهن لها تجربة سينمائية جديدة تنافس بها في موسم سينمائي نسائي جداً.

تراب الماسبعد نجاح فيلم «أسوار القمر» لمنى زكي، وتحقيقه إيرادات عالية، تظهر منى بفيلم جديد بعنوان «تراب الماس»، للمخرج مروان حامد، ويدور حول حياة «طه»، الشاب الذي يعمل مندوباً في إحدى شركات الأدوية، ويُتهم ظلماً في جريمة قتل، ويُحاول إثبات براءته، وتلعب منى خلال أحداثه دور فتاة تُدعى «سارة».

ومن النجمات اللاتي يتربّعن على عرش السينما حالياً زينة، رغم المشاكل التي تعرّضت لها خلال الفترة الماضية مع الممثل أحمد عز، لم يمنعها ذلك من التواجُد خلال الموسم السينمائي القادم، حيث تعود إلى السينما من خلال مُشاركتها في فيلم «الليلة الكبيرة»، مع المخرج سامح عبدالعزيز.

موالد شعبية

يشهد فيلم «الليلة الكبيرة» عودة سمية الخشاب بعد سنوات من الغياب عن ساحة السينما، حيث تظهر بدور امرأة تعمل في الموالد.

ويدور الفيلم حول الموالد الشعبية وما يحدث بداخلها، من خلال مجموعة من القصص التي تحدث مع أبطال الفيلم في يوم واحد، والتطرُّق إلى حلقات الذكر والبائعين الذين يتواجدون بالمولد، وينقسم الأبطال لمجموعة من البائعين داخل المولد، ومجموعة أخرى تأتي للزيارة في الليلة الكبيرة.

ومن بطلات الأفلام هنا شيحة، التي تخوض أولى بطولاتها من خلال تجربة جديدة مع المخرج محمد خان، حيث يقدّمان معاً فيلماً بعنوان «قبل زحمة الصيف»، وتدور أحداثه بالإسكندرية، وقالت: «أظهر خلال أحداث الفيلم بشخصية امرأة في مُنتصف العمر». وأعربت عن سعادتها بالوقوف أمام كاميرا المخرج محمد خان.

«إجازة بنات»

يشهد موسم 2015، طرح فيلم «إجازة بنات» لغادة عادل، والذي تعود من خلاله إلى شاشة السينما بعد فيلم «على جثتي» الذي عُرض قبل عامين، والفيلم تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج مجدي الهواري.

وتعود من خلال الفيلم منة شلبي إلى ساحة السينما، حيث تظهر بدور فتاة شعبية تسافر مع صديقاتها إلى أحد المنتجعات الساحلية، وتتعرّض لمواقف ومشاكل في إطار كوميدي، ويشهد الفيلم مُشاركة هند صبري.

سيدة مُجتمع

تطلّ إلهام شاهين في موسم سينما العام الحالي، من خلال فيلم «يوم للستات»، الذي تدور أحداثه في أسبوع، تحاول خلاله نساء الحصول على يوم واحد، يتحرّرن فيه من القيود.

وتظهر إلهام بشخصية امرأة تعيش في الحارات الشعبية الفقيرة، ولديها طموح لتصبح سيدة مُجتمع، إلى أن تقع في غرام شاب إخواني، وتنقلب حياتها، والفيلم من تأليف هناء عطية وإخراج كاملة أبوذكري، وبطولة هالة صدقي ونيللي كريم، وكان العمل قد تعطّل تصويره أكثر من مرة، وقرّرت إلهام تحمُّل مسؤولية إنتاج العمل بمفردها.

استمر عرضه 54 أسبوعاً

«خلى بالك من زوزو».. أشهر أفلام سعاد حسني

القاهرة (الاتحاد)

«خلي بالك من زوزو» من أشهر الأفلام الرومانسية والغنائية الاستعراضية في السينما المصرية، وأحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات، حيث تجاوز عرضه حاجز 54 أسبوعاً متتالياً، وهو واحد من أشهر أفلام السندريلا سعاد حسني، التي تفوقت على نفسها في تجسيد شخصية البطلة التي تجمع بين خفة الظل والطيبة والرومانسية والطموح، والقدرة على الغناء والرقص، وتمتلك مواهب فنية كبيرة، ولكنها تعيش في بيئة فقيرة تحول دون تحقيق طموحاتها الإنسانية والفنية.

ودارت أحداث الفيلم، الذي عرض عام 1972، واحتل المركز 79 في قائمة أفضل 100 فيلم مصري، حول الفتاة «زوزو» التي تعيش حياة مزدوجة، فهي طالبة متفوقة في الجامعة، ومن جهة أخرى ترقص وتغني في فرقة أمها «العالمة ألماظة». وحين تتوطد علاقتها بالمخرج المسرحي «سعيد»، الذي يشرف على فريق التمثيل في الجامعة، يقرر فسخ خطوبته من «نازك» ابنة زوجة أبيه التي تصمم على الانتقام من «زوزو»، وتتقصى حتى تعرف حقيقتها وتكشفها أمام حبيبها.

وكتب قصة الفيلم وأخرجه حسن الإمام، وأعدها للسينما محمد عثمان، وكتب صلاح جاهين السيناريو والحوار والأغاني والاستعراضات.

وغنت سعاد فيه مجموعة من الأغنيات منها «خلي بالك من زوزو»، و«استنى» من ألحان سيد مكاوي، و«يا واد يا تقيل» من ألحان كمال الطويل، و«الفتاة المثالية» من ألحان إبراهيم رجب.

ويقول بطل الفيلم حسين فهمي «بداية معرفتي بالسندريلا كانت بعد عودتي مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، حيث كان من المقرر أن أعمل كمساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلم «الاختيار»، الذي كان سيقوم شاهين ببطولته أمامها، وكنت سأخرج المشاهد التي سيقف فيها «جو» أمام الكاميرا، لكن لأسباب كثيرة اعترضت المؤسسة العامة منتجة الفيلم على قيام شاهين بالبطولة، فاستعان بعزت العلايلي، وأصبح وجودي لا معنى له، وانسحبت من الفيلم، وخلال تلك الفترة اقتربت منها حيث كنت مسؤولاً عن تنفيذ شروطها الموجودة في عقد الفيلم، وأثناء ذلك شجعتني على خوض تجربة التمثيل ورشحتني لبطولة فيلم «الحب الضائع» أمامها وبالفعل عملت اختبار كاميرا، لكنني لم أتحمس لبطولة الفيلم، وذهب الدور إلى رشدي أباظة، وبعد مرور عام اتجهت إلى التمثيل، وكان أول لقاء بيننا فيلم «غرباء»، ثم قدمنا فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي نجح بقوة واستمر عرضه عاماً وبضعة أسابيع، ثم قدمنا فيلم «أميرة حبي أنا»، وأخيراً «موعد على العشاء» وفي هذين الفيلمين كنت زوجاً لها في الأحداث».

ويضيف: «لاحظت أثناء تصويرنا لفيلمنا الأخير أن النجاح المدوي لفيلم «خلي بالك من زوزو» أصابها بعقدة، فلم تصبح سعاد التي عرفتها في فيلم «الاختيار» إنسانه بسيطة جداً ومنطلقة ومرحة، ولكنها أصبحت خائفة ومترددة وموسوسة حتى رفضت عروضا خيالية بأرقام فلكية لترددها».

مشروع محلي يخدم التجمعات العائلية

«السينما المنزلية».. خصوصية الترفيه

هناء الحمادي (الفجيرة)

جلسات مريحة، وشاشة ضخمة تعرض أفلاماً عربية وأجنبية.. مفردات يؤمنها مشروع أطلقه محمد المليحي وزوجته فاطمة الظنحاني.

وتتلخص فكرته في نقل أجواء السينما إلى البيت بتوفير تقنيات سمعية وبصرية، ووجبات خفيفة، لإضفاء جو مماثل لدور العرض الكبيرة.

ويؤكد المليحي أن المشروع يشعر الأسر بالأريحية، ويؤمن لها نوعاً من الترفيه بخصوصية لاسيما في عطلة نهاية الأسبوع، موضحاً أنه يسعى إلى تحقيق حالة سينمائية ممتعة شبيهة بأجواء صالات العرض الحقيقية.

ويذكر أن الفكرة لاقت تشجيعاً كبيراً من العائلات المواطنة في مختلف إمارات الدولة، فهي كفيلة برسم البسمة على وجوه أفرادها، بعيداً عن الرتابة.

وحول آلية عملهم، تقول الظنحاني «نبدأ عملنا بتحديد المساحة المناسبة في المنزل، ثم تصميمها بالتعاون مع مصمم المساحات الداخلية، لضمان الوصول إلى أفضل حلول سمعية ومرئية مع الحفاظ على جماليات المكان، ولا يقتصر ما نفعله على اختيار لون المقاعد والسجاد فحسب بل يمتد إلى حسابات سمعية ومرئية معقدة لاختيار أكثر الأجهزة المناسبة للمشاهدة».

توضح الظنحاني أن الخدمة توفر الأفلام العائلية، التي لا تحتوي على أي مشاهد مخلة بالآداب، حيث يتم العرض السينمائي عن طريق أجهزة عالية الدقة والوضوح، وشاشات مختلفة الأحجام.

وتشرح أن الخدمات المقدمة تقسم إلى ثلاث باقات، «الفضية»، وتكفي لـ 10 أشخاص، و«الذهبية» التي تناسب العائلات الأكبر، أما الباقة «الخاصة»، فهي تختلف من حيث توفير بطانية خفيفة لكل شخص، ويمكن اختيار 4 وجبات ضمن قائمة الأكل، وما يميزها أيضاً نوعية المقاعد والخدمات المقدمة، لافتة إلى طرح «الباقة الرومانسية»، المخصصة للمتزوجين، وتشمل مقعدين وبطانية وبوفيهاً منوعاً من الوجبات والحلويات، وشاشة بعرض 7 أمتار.

الإتحاد الإماراتية في

20.03.2015

 
 

فيلم "تيماء".. ضحكة تونسية تعج بالألم والمرارة

تونس ــ نائلة الحامي

كثيرة هي الأعمال الفنية في تونس بعد يناير/كانون الثاني 2011، التي تتحدث عن التعذيب والقمع اللذين سلطا على جزء من الشعب التونسي لأسباب فكرية وسياسية بالأساس، لكن "تيماء" جاء مختلفاً.

و"تيماء"، فيلم قصير للمخرج السينمائي والفنان التشكيلي التونسي منجي الفرحاني، ويستعرض صوراً بشعة في إطار مضحك، صور ثمة ما يشبهها في غير أرض عربية وأجنبية.

ينطلق الفيلم باحتفال "تيماء" بعيد ميلادها وعلى هامش الاحتفال، جلسة مقهى بين 6 شخصيات مختلفة تعكس المجتمع التونسي بتنوعه وتسرد كل شخصية حادثة من أحداث الظلم والتعذيب.

حكايات عذاب واستبداد حوّلها الفرحاني من خلال "تيماء" إلى حديث مقاه وروايات ضاحكة. لكن خلف تلك الضحكات يُخيّل إليك في كل لحظة أنك أمام أحاسيس مكتومة وذوات مضطربة. أما مخرج العمل فيعتبرها "كوميديا سوداء سعى من خلالها لكسر المألوف والمتداول وجمع الهزيمة بالنصر في آن".

و"تيماء" فتاة صغيرة احتفلت في أولى لقطات الفيلم بعيد ميلادها الرابع، تُذكر إذاً بالثورة التونسية التي أطفأت شمعتها الرابعة منذ نحو شهرين. تغيب تيماء في أحاديث المقهى وتعود بين قصة وأخرى. نشاهدها تحاول تركيب لعبتها فتفشل أو تنجح، تكتشف الحياة وتختبرها وتذكرنا في ذلك بمسار الحراك الثوري الذي عرفته البلاد. 

"الفيلم رد فعل على حصة تلفزية في قناة تونسية خاصة تم خلالها استضافة أمني تحدث عن التعذيب الذي كان يمارسه وبدا مفتخراً بما قام به"

يقول منجي الفرحاني لـ"العربي الجديد": "الفيلم رد فعل على مادة تلفزيونية في قناة تونسية خاصة، تم خلالها استضافة شرطي تحدث عن التعذيب الذي كان يمارسه وبدا مفتخراً بما قام به. قررت أن أرد، ورد فعل الفنان يكون عبر الفن" على حد قوله.

في "تيماء" تتماهى الشخصيات في حكاياتها وأيضاً في أدوارها، فكل الأدوار بالأهمية نفسها تقريباً، وللجميع المساحة الزمنية نفسها. يروون قصص معاناة وتعذيب وقمع وظلم تُختتم بضحكة مصطنعة. 

طريقة لم يستسغها بعض النقاد السينمائيين واعتبروا أن فيها شيئاً من التكلف لكنها راقت لمن رأى في "تيماء" انتصاراً لضحايا الاستبداد بتلك الضحكات الساخرة من الجلاد.

"في فيلم تيماء لم يحل الجلاد في روح الضحايا، وإنما سخروا منه وبعثوا رسالة أن من يناضلون ويعذبون يبشرون بمجتمع جديد ولا يشيدون مجتمعاً حاقداً على الطريقة الداعشية" هكذا يعلق الباحث في الأنثروبولوجيا الثقافية الأمين البوعزيزي بعد مشاهدته الفيلم.

تمر الدقائق الاثنتا عشرة وينتهي الفيلم القصير بأن تتحول الضحكة المتصنعة التي تختم كل أحاديث المقهى إلى صرخة مدوية امتزجت بالضحك في آن، وترك المخرج للمشاهدين حرية تأويلها.

وتنوعت أساليب التعبير عن رفض تعذيب وقمع الناشطين الحقوقيين والسياسيين في تونس، انطلاقاً من أغاني الراب إلى فن "الغرافيتي"، وصولاً إلى الكاريكاتور، إلا أن التجارب السينمائية التي تتعرض لهذه الموضوعات ما تزال قليلة رغم مرور أربع سنوات على اندلاع الثورة. 

ويفسر الفرحاني ذلك بأن"جزءاً مهماً من الفاعلين في القطاع السينمائي في تونس لم يؤمنوا بالثورة وأكثرهم لم يتوقعها وهناك من يشكك فيها لذلك سيبقى المشهد السينمائي التونسي إجمالاً بعيداً عن هموم الشعب وأحلامه". 

"بعض الفاعلين في القطاع السينمائي في تونس لم يؤمنوا بالثورة وأكثرهم لم يتوقعها  ويشكك فيها لذا سيبقى المشهد السينمائي التونسي بعيداً عن هموم الشعب وأحلامه"

ومنجي الفرحاني، مخرج تونسي درس المسرح والسينما في أوروبا، حيث قدّم معارض تشكيلية وأفلاماً وثائقية وروائية ركز خلالها على معاناة العرب والمسلمين في المهجر قبل أن يعود إلى تونس بعد الثورة، لينخرط في تجارب فنية يتحدث عنها لـ"العربي الجديد" قائلاً: "ما يهمني محاكاة هموم الشعوب. خلال فترة إقامتي في أوروبا اهتممت بقضايا العرب والمسلمين في المهجر وتوجت ذلك بفيلم "رسالة إلى أبي" الذي أنجزته بين سنتي 2009 و2010 وتعرض للعنصرية ضد العرب والاسلاموفوبيا".

عند عودته إلى تونس، صوّر الفرحاني "شرارة"، وهو شريط وثائقي تجول فيه من شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية إلى سيدي بوزيد، ويقول إنه اعتراف بالجميل تجاه الشعب التونسي.

بعض المشاهدين للعرض الرسمي الأول للفيلم قالوا لـ"العربي الجديد" إن "تيماء" روى بطريقة مبتكرة ومفاجئة حكايات التعذيب، بطريقة يرونها "صادمة لكنها مفيدة لمستقبل تونس" حسب رأيهم. 

رفيقة عزيزي، إحدى الممثلات في الفيلم، أكدت لـ"العربي الجديد" أهمية "فضح" ظاهرة التعذيب وقمع الحريات حتى لا تتكرر في قادم الأيام، حسب تعبيرها، لكن بعض المشاهدين اعتبروا أن الفيلم القصير "تيماء" تعرض للظاهرة دون تعمق.

وصورت لقطات الفيلم في يوم واحد ومكان واحد وبإمكانيات مادية بسيطة حسب مخرج العمل. 

ويتجه السينمائيون في تونس خاصة الشباب إلى الأفلام القصيرة لما يتطلبه الفيلم الطويل من إمكانيات مادية كبيرة، كما يرجح البعض أن المستقبل السينمائي سيكون للفيلم القصير لما يتميز به من قدرة على إشباع فكرة واسعة في دقائق معدودة وهو بذلك يساير وتيرة عصره.

دينا: "سعيكم مشكور" يُهدي السينما وجوهاً جديدة

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

أعربت الممثلة والراقصة المصرية دينا عن سعادتها بتجربتها السينمائية الجديدة "سعيكم مشكور"، وأكدت أن الفيلم الذي لم ينته تصويره بعد، يقدم عددا كبيرا من الوجوه الجديدة للساحة الفنية.

وقالت دينا لـ"العربي الجديد" إنها متفائلة بعدد الوجوه الجديدة في العمل، ووصفتهم بالشباب الطموح المجتهد، الذي يرغب في تقديم عمل جيد، ويبذلون قصارى جهدهم ليكون الفيلم شهادة ميلادهم، مبينة أن الوجوه الجديدة التي تظهر لأول مرة سينمائيا يبلغ عددها عشرة.

وأضافت: فيلم "سعيكم مشكور" يجمع بين الدماء الجديدة وبين المخضرمين كالفنانين أحمد خليل وطارق التلمساني وجلال الذكي، ونسعى لإبراز قدرات هذه المواهب، فمن الضروري أن يجمع كل فيلم بين الخبرة والشباب، حتى تبقى الدماء الجديدة متحركة في أوردة السينما ولا تعتمد فقط على الوجوه المكررة. 

وكشفت دينا أن ما شجعها على خوض غمار "سعيكم مشكور" يعود لاختلاف قصة الفيلم عما قدمته سابقا من أدوار، مضيفة: تدور أحداث الفيلم في يوم واحد فقط وفي بيت عزاء، ورغم ذلك يتضمن العديد من المفارقات الكوميدية، التي أبدع في التقاطها المخرج عادل أديب، والذي يعود للسينما بعد سبع سنوات منذ أن قدم فيلم "ليلة البيبي دول".

وحول ظهورها دراميا خلال الموسم الرمضاني المقبل، قالت دينا إنها تشارك في السباق الرمضاني من خلال مسلسل "حواري بوخارست"، مشيرة إلى أنه مسلسل مختلف عن "التيمة" المتعارف عليها في الدراما المصرية، من علاقات عاطفية أو مشاكل الحارة بشكلها التقليدي، كما أنها تظهر في المسلسل في شخصية الأخت وما تحمله علاقتها بشقيقها من جوانب إنسانية، وحيرة ما بين أن تعيش حياتها كما تحلم كل فتاة، وبين أن تختار أن تهب حياتها لشقيقها الذي يقوم بدوره أمير كرارة.

وعن حقيقة وجود بعض التلميحات السياسية في "حواري وخارست"، بينت دينا أن السياسة الآن أصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس، فكافة أحاديثنا تعتبر الآن تدور في فلك السياسة، لذا من الطبيعي أن يتضمن أي عمل بعض الإسقاطات على ما نعيشه حاليا.

يذكر أن مسلسل "حواري بوخارست"، من تأليف هشام هلال، وإنتاج دينا كريم، وبطولة أمير كرارة ومي سليم، وروجينا وهنا شيحة ولطفي لبيب وانتصار.

العربي الجديد اللندنية في

20.03.2015

 
 

ثلاث مخرجات يبحثن عن الزمن المفقود في القاهرة

العرب/ أريج جمال

فعالية 'أفلام لتوثيق القاهرة' تعرض ثلاثة أفلام لثلاثة مخرجات في ترتيب مسبق جمعت بينهم صورة مصر قبل الثورة وبعدها.

ضمن فعالية “أفلام لتوثيق القاهرة” التي أقيمت بسينما زاوية، في الفترة من 9 إلى 11 مارس الجاري، بالتعاون مع المطبوعة غير الدورية “مشاهد القاهرة”، تم عرض ثلاثة أفلام تسجيلية طويلة بشكل متتال لثلاث مخرجات مصريات هي “جيران” للمخرجة تهاني راشد، “أحلام الزبّالين” لمي إسكندر، وأخيرا “أريج الثورة” لفيولا شفيق.

اختيار فعالية “أفلام لتوثيق القاهرة” لعرض ثلاثة أفلام خلال يوم واحد، وحسب ترتيب مسبق، لم يكن عشوائيا، ثمة معنى عام، أو رؤية يطرحها، ما يمكن اعتباره، النص السينمائي الطويل، والذي يتشكل مجمّعا من الأفلام الثلاثة، والقاهرة هنا كمسرح للأحداث ليست الرابط الوحيد؛ هناك أيضا الزمن، كرابط وإطار، للأفلام التي لا يتمّ عرضها الآن للمرة الأولى -عرضت من قبل مرات عديدة-، لكنها على الأقل تعرض الآن للمرة الأولى معا.

العيش مع الماضي

في فيلمها “جيران” 2009، تأخذ تهاني راشد الكاميرا، ومن ثمة الصورة السينمائية في رحلة داخل سيارة تتحرك، في أحياء جاردن سيتي ووسط القاهرة، الرحلة لا تهدف إلى اسكتشاف حي جاردن سيتي الحالي، لكن تحاول رؤية ما كان موجودا قبل ثورة 1952، كل ذلك المفتقد، الباعث على الحنين/ النوستالجيا القاسية، التي لا تملك تغيير الآن ولا إعادة السابق.

الصوت الذي يبدأ به الفيلم إغراقا في الحنين إلى مصر التي كانت مرتبطة بأوروبا في عهد الملك، سيجد أصواتا أخرى تردّ عليه، تؤنبه أو تحرجه، ربما لأن مصر هذه “كانت طبقية جدا”، وربما لأن مصر “التي كان كل شخص يستطيع أن يكون مصريا فيها بطريقته”، لم تكن عادلة أيامها مع الجميع كما كانت عادلة مع هؤلاء وربما سخية أيضا، ولا استطاعت أن تتحلى بالعدل في ما بعد أبدا.

ثلاثة أشرطة سينمائية تسجيلية تطرح نظرة المواطن المصري إلى القاهرة بين الماضي والحاضر وما هو مأمول

الشريط السينمائي سيشهد أيضا أصواتا لا مبالية تتحدث كثيرا بالفعل الماضي، لكنها تفهم الزمن وصيرورته ولا تشعر بغضب حقيقي تجاه عبدالناصر، ربما لأن تجربته كانت لها إيجابيات عادت عليها.

يستطيع “جيران” أن يجد مساحة من الحرية الجمالية، فيلتقط أصوات القطط التي تتلصص على فريق التصوير، وتحركاتها المتلازمة مع الفيلم، ستظهر مثلا صورة لقطة وكلب يتفرجان على العالم من النافذة، وداخل حدود السفارة الأميركية المرعبة للجميع في الخارج، ستتابع الكاميرا طفلة صغيرة تلهو بحرية تحت ضوء الشمس، في الواقع مساحة الجماليّ ظاهرة كأنما لا شيء أخذ منها، وربما يكون هذا تفسيرا منطقيا لاختيار صناع الفيلم عدم جرح سطح الصورة بكتابة تذكر أسماء المتحدثين، رغم ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من إرباك للمشاهد.

هذا الاهتمام بالجمالية ربما يكون الفكرة الوحيدة الراسخة في الفيلم، فحالة الحنين إلى مصر السابقة ليست فكرة مؤكدة، لأن مصر هذه لديها عيوب قاسية، ومع مسألة أن كل شخص في الفيلم حكى الحكاية من منظوره الشخصي، ستنطبق العبارة نفسها التي وردت في سياق الإدانة “كل منْ في هذه القصة لم يكونوا عادلين”، على الأقل حين نحاول أن نفهم الحكاية كاملة، وليس بالشكل الدافئ المفعم بالحنين من رواتها الذين يملكون زاوية ما، لكنهم لا يملكون الحقيقة، إن حالة الحنين هذه ستبدو بعد قليل فكرة بلا هوية، وستغدو حنينا رومانسيا إلى زمن لا أحد واثق من وقوعه، إنه زمن مفتقد ربما لم يحدث أصلا.

الزبالون وعوالمهم

في شريط مي إسكندر المخرجة الأميركية المصرية “أحلام الزبالين” 2009، لا انشغال مباشر بالجماليات، لقد بدا الدخول إلى عوالم الشخصيات الرئيسية أدهم ونبيل وأسامة، هو الأكثر أهمية.

إن الحوار الذي سيطرحه أدهم مثلا، وهو يتكلم عن طبقات المجتمع وينسب نفسه وأسرته إلى الطبقة الثالثة، ويسميها “الهوْ” ستخلص الفيلم من مأزق الطرح المباشر لقضيته وهي أحلام هؤلاء، والعالم الذي تدخله الكاميرا هنا، يفقدها شيئا من خصائصها بعد قليل، حين ننسى وجودها تماما، الوجود الذي سيصبح ناقلا للعوالم التي لا نعرفها، تجري بالكامل في جانب آخر من الحياة له قوانينه وأزماته، عالم بسيط تمنح فيه أغنية لعمرو دياب الأمل لأسامة المراهق، الذي لا يجد باستمرار عملا يناسبه “عشان مش صح نبقى ضعاف”.

"الزبالة" ستكون جزءا لا يمكن تجاهله من الكادر كل الوقت تقريبا، ستعمل على إعادة فهم منطق الجماليات أصلا هنا

“الزبالة” ستكون جزءا لا يمكن تجاهله من الكادر كل الوقت تقريبا، ستعمل على إعادة فهم منطق الجماليات أصلا هنا، الحياة التي يعمل فيها المرء إلى جوار القطط والكلاب والدجاج، هي نفسها التي تضمّ مدرسة إعادة التدوير التي تعلم اللغة الأنكليزية، وأحلاما بسيطة في الارتباط ببنت “مش أنانية” لأسامة، وهي الحياة نفسها التي ستعطي لأدهم حلما بالهجرة والحياة في ويلز، الرحلة التي يصاحبهم فيها الشريط، ويراقب بعدها التأثير الذي يمكن أن تتركه حياة واسعة على أشخاص يقضون أعمارهم “في حاجة واحدة”.

التساؤلات الوجودية العميقة عن معنى الخير والشر مثلا، أو عن التحقق، سوف يردّ عليها الأبطال ببساطة شديدة، فأزمتهم تنحصر في الشركات الأجنبية التي أتت واستلمت رسميا عملهم الذي يزدريه المجتمع أصلا “ربنا مش ممكن ينسانا”، ومع أن الفيلم لا ينتهي بحل حقيقي لمسألة عمل الشركات الأجنبية في مصر؛ فهو لا يخلو من مشاهد مداعبات هانئة مع الأطفال، ومن معارك على ألوان الطعام المحدودة.

الأغنيات التي تشكل معنى ما في حياة أبطال الفيلم، هي التي ستمنحهم رقصة في المشهد الأخير من الفيلم ببهجة كاملة، وهم يأملون في العودة إلى زمن ما قبل الشركات الأجنبية، الزمن الذي لم يكن طيبا معهم، لكنه يضمن على الأقل، استمرار الحياة.

عبق الثورة

إذا كان الفيلمان السابقان يرسمان صورة لمصر قبل ثورة يناير، فإن “أريج” لفيولا شفيق تم إنتاجه عام 2014، ليس فقط بعد الثورة، لكن أيضا بعد سيل من الأحداث غير المتوقعة منذ خلع مبارك.

الخيوط المتفرقة تشكّل نسيجا يوثق اللحظة في "أريج" المشحون عاطفيا، ليس فقط بروح ثورة تحارب الجميع وحيدة، لكن أيضا بمشاهد البطش والحرق والذبح

كانت فيولا راوية الفيلم بصدد تنفيذ عمل يسرد حكاية صورة فوتوغرافية قديمة للمصور عطية جديس، يظهر فيها الأشخاص الذين يتمّ تصويرهم كهدف في ذاته، دون أن يكونوا مقياسا لإبراز الآثار، كما فعل المصوّرون الأجانب الآخرون في رؤية فيولا، لكن ما حدث من اندلاع الثورة وانتفاضاتها المتلاحقة جعل الفيلم يأخذ منحى ثانيا.

ثمة تشظٍ يبدو من بعيد، في أكثر من خط بالفيلم؛ فرانسيس محارب الذي يحاول جمع ما تبقى من ذاكرة تعمل على هدمها الحكومة بإصرار، وما يحدث في الأقصر بعد الثورة من فقر مرعب، وتهديد بالحبس والاعتقال، وحوادث انتحار، وأيضا عواطف محمود مصممة الغرافيك الإسلامية التي تعمل على برنامج إلكتروني، يشيّد حياة ثانية بديلة على الطراز الأصولي الذي يرضي الجماعات المحافظة في السياحة، ثم هناك بالطبع حوار طويل متقطع في الفيلم مع الأديب علاء الديب الذي يقرأ فصولا من روايته “زهر الليمون” توصّف كل ما يجري في الفيلم ببساطة مؤلمة.

الخيوط المتفرقة تشكّل نسيجا يوثق اللحظة في “أريج” المشحون عاطفيا، ليس فقط بروح ثورة تحارب الجميع وحيدة، لكن أيضا بمشاهد البطش والحرق والذبح، مشاهد فض رابعة، وسحل البنت وتعريتها من قبل أفراد الجيش، كل الآني الذي يخبر كما يقول الديب عن الثورة التي لا أحد يستطيع أن ينهبها، كأن الفيلم يتنبأ بزمن جديد لا يعرف منه إلاّ الذاكرة.

'الآنسة جولي' فيلم يقع في منطقة وسطى بين المسرح والسينما

العرب/ نصيرة تختوخ

فيلم 'الآنسة جولي' تطلب أداء خاصا من البطلة جيسيكا شاستين وزميلها كولين فارل لنقل تعقيدات العمق الإنساني منها إلى المسموع والمرئي.

أن يتمّ إخراج فيلم بطيء الإيقاع تدور معظم أحداثه بين بضع حجرات وثلاث شخصيات، لا شك أنه تحد كبير في عصر يستسلم فيه المتلقي بشكل يومي لسرعة تلاحق المشاهد والأحداث وكثرتها.

لكن على ما يبدو أن مخرجة فيلم ”الآنسة جولي” النرويجية ليف أولمان، تجاوزت الانشغال بالإيقاع إلى توظيف فن وقوّة المسرح في السينما، لتقدّم عملا يمكن القول أنّه يقع في منطقة وسطى بين الفنين.

قصة فيلم ”الآنسة جولي” للمخرجة النرويجية ليف أولمان مستوحاة من مؤلف الكاتب المسرحي السويدي الشهير أوغست ستريندبرغ الذي يحمل الاسم نفسه، وقد تطلبت أداء خاصا من البطلة جيسيكا شاستين (جولي) وزميلها الوسيم كولين فارل (خادمها جون) لنقل تعقيدات العمق الإنساني منها إلى المسموع والمرئي.

وفي المقابل بدت سامانثا مورتون (الخادمة) أقلّ ظهورا من الاثنين في الفيلم، فإن حجم دورها بدا كبيرا بقدرتها على إظهار سمات إنسانية تجمع بين الضعف والقوة كالخضوع والطاعة مع الوفاء للقناعات والمبادئ.

المتابع للفيلم قد ينتبه سريعا إلى اللمسة الأدبية في السيناريو، مما يجعل عبارات تعلق في ذهنه وأخرى تقربه من معاناة الشخصية المتحدثة.

تبوح جولي ابنة البارون للخادم جون فتقول مثلا ”لسنا إلاّ رغوة تطفو على الماء حتى نغرق”، ويعبر هو عن الاختلاف والفرق الطبقي بينهما قائلا ”أنتم مثل الصقور المحلقة دوما عاليا في السماء، لكي لا تنكشف ظهورهم إلاّ نادرا”.

عدم التوافق الطبقيّ ليس إلاّ جزءا من أزمة الآنسة جولي، التي تبدو في بداية الفيلم تهوى التسلط وإصدار الأوامر واستصغار من هم أدنى منها طبقيا، وينكشف مع تقدّم ليلة الفيلم الصيفية، رهفها وضعف المرأة الطفلة بداخلها.

فخلف محاولاتها لإذلال جون بالغواية وتلذذها بإهانته أمور تتجاوز الاستعلاء الطبقي، أو الحبّ الجارف المتضارب مع الواقع إلى تراكم نفسيّ، حوّلها إلى امرأة لا تلبث أن تصير فريسة يلفها اليأس.

جولي الأوروبية في ثمانينات القرن التاسع عشر، مثل فتيات كثيرات في قارات أخرى في القرن الحادي والعشرين، تحمل شرف عائلتها وديعة، يقابل ضياعها ضياعا كبيرا ينفتح على مصراعيه في قصر البارون، بعد أن تلتبس الأمور بين البطلين، فيمتزج الحقد والرغبة بالسذاجة والضعف.

ويمكن القول إن الحبّ الحاضر كحلم ورديّ، قد تتمنى البطلة الرقيقة الاحتماء به، قد تشكّل في معسول الكلام، لكنّه سرعان ما ذوى لتظهر وجوه الحقيقة الأكثر قسوة.

جولي التي لم ترفق بكلبتها كما فعلت الخادمة سامانثا، تبدو معادلة لها في ضعفها الأنثويّ، تتجاوز منهكة تعبا وسُكرا وخوفا في نهاية الفيلم أسوار القصر، وتعيد المُشاهد إلى الطبيعة السمحة التي استقبلته في افتتاحية الفيلم. ترافق الماء والأزهار في صنع لوحة ختامية، تكرم أكثر من فن في صورة، وينضاف إلى رصيد السينما عمل جديد يشهد انفتاحا للحديث على القديم.

قصة حياة أنجيلا ميركل في شريط سينمائي

فيلم ألماني يسلط الضوء على حياة أنجيلا ميركل الإنسانة والمستشارة التي تُعتبر السياسية الأكثر تشويقا في عصرنا الحالي.

العرب/ برلين- أكد المدير التنفيذي لجمعية “إيه في إيه” الألمانية للإنتاج التلفزيوني التابعة لمجموعة “هولتسبرينك” الألمانية للنشر، وليد النقشبندي، أنه من المخطط عرض فيلم عن حياة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في دور العرض السينمائية بحلول عام 2017.

وأعلن النقشبندي أن الفيلم سيكون إنتاجا دوليا مشتركا وسيشارك فيه طاقم عمل دولي، ولم يعلن النقشبندي من ستقوم بتجسيد دور ميركل في الفيلم.

وسيناريو الفيلم مأخوذ عن الكاتب في مجلة “دير شبيغل” الألمانية ديرك كوربيوفايت. وقال النقشبندي “ديرك كوربيوفايت مطلع ذكي على الأوساط السياسية في ألمانيا، إنه على معرفة جيدة جدا بالمستشارة، وإنني سعيد بأننا استطعنا كسب المؤلف المحنك لكتاب (أنجيلا ميركل)”.

واستطرد قائلا “ميركل لديها سيرة ذاتية مثيرة، إنها جذابة ومشهورة عالميا، إنها فعالة وتثير العقول. حان الوقت لتحويل حياتها إلى فيلم لجمهور عالمي”.

وذكر كوربيوفايت، الذي نشر عامي 2009 و2014 كتابي “أنجيلا ميركل” و”لا بديل لها” الذي يدور أيضا حول ميركل، أنه يريد تسليط الضوء على ميركل الإنسانة والمستشارة التي تعرف كيف تتعامل مع وسائل الإعلام، وتولت السلطة على مدى أكثر من عقد. وقال كوربيوفايت “أتابع الطريق السياسي لميركل منذ سنوات عديدة بنقد، لكن بانبهار دائم. إنها السياسية الأكثر تشويقا في عصرنا”.

وأنجيلا دوروتيا ميركل (1954)، سياسية ألمانية وزعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا، وتتولى منذ 22 نوفمبر 2005 منصب المستشار في ألمانيا، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب فيها. وحسب مجلة “فوربس” تعدّ ميركل أقوى امرأة في العالم لعام 2011، وقد حازت على الصدارة في قائمة أقوى امرأة في العالم خلال خمس سنوات.

العرب اللندنية في

20.03.2015

 
 

حالياً بدور العرض

آل باتشينو يتحول لمعني روك في "داني كولينز"

24 - القاهرة - محمد هاشم عبد السلام

يؤدي النجم الكبير آل باتشينو شخصية مغني الروك المعروف "داني كولينز"، في الفيلم الذي يحمل عنوان "داني كولينز"، الذي سيعرض في دور السينما ابتداء من 20 مارس(آذار) الجاري.

والفيلم مستوحى من واقعة حقيقية، ويجمع بين الدراما والكوميديا والموسيقا، وهو من تأليف وإخراج دان فوجلمان.

قصة الفيلم

ويتناول فوجلمان في أول أفلامه الروائية الطويلة على امتداد ساعة ونصف النصف، المفارقة الغريبة التي حدثت لمغني الروك الشهير في سبعينات القرن الماضي داني كولينز، بعد أن وصل لمرحلة متأخرة في السن، وباتت حياته المهنية على وشك الانتهاء بسبب حياته الغريبة، إذ كان يعيش يتنقل بين الفنادق، كما أدمن على الكحول والمخدرات، وتوقف منذ عقود عن تأليف وكتابة الأغاني.

وتتصاعد أحداث الفيلم وتتعقد منقلبة رأساً على عقب بعدما يعرف داني عن طريق مدير أعماله فرانك جروبمان (كريستوفر بلمر)، أنه منذ 40 عاماً كان النجم الأسطوري جون لينون، كتب له خطاباً شخصياً وترك له تليفونه الخاص للتواصل معه، لكن الخطاب لم يصله أبداً.

ويقلب هذا الخطاب كيان داني رأساً على عقب، ويجعله ينظر إلى الحياة نظرة أخرى مغايرة، فيقرر محاولة اكتشاف نفسه والحياة من حوله، وإعادة التعرف على أسرته والاقتراب منها، خاصة ابنه الذي يجهله وحفيدته والحفيد القادم، والمشاكل المالية التي يعاني منها ابنه، وأيضاً البحث عن الحب الحقيقي، والشروع في ممارسة حياة جديدة، على المستويين المهني والإنساني، والعودة مجدداً لتأليف وكتابة الأغاني.

القصة الحقيقية

وكان المغني ومؤلف الأغاني البريطاني ستيف تيلستون أدلى بحوار لمجلة "زجاج"، بعد صدور أول ألبوم له عام 1971، وأشار في هذا الحوار إلى أن الشهرة والثروة سيكون تأثيرهما الإضرار بمهنته وتأليفه للأغاني، وكيف أن النجاح الشعبي سيفسد عليه فنه الحقيقي، وقرأ جون لينون هذا الحوار، وقرر أن يكتب رسالة إلى تيلستون يطلعه فيها على خبرته ويشركه في تجربته الخاصة، ويوضح له "إنه قد مر بتجربة مراكمة ثروة تفوق تصورات وأحلام أي طماع جشع، ومع ذلك لم يؤثر هذا بالمرة على مهنته ولا تأليفه للأغاني، وشخصه كفنان".

وفي نهاية الرسالة وضع لينون رقم تليفونه وختمها بـ"مع محبتي، جون ويوكو"، وكما هو مبين بالفيلم، لم يدر ستيف تيلستون شيئاً عن هذه الرسالة قط لقرابة 40 عاماً، إلى أن اتصل به ذات يوم أحد جامعي التحف والمقتنيات الثمينة في أمريكا عام 2005، وأطلعه على تلك الرسالة الغريبة.

موقع (24) الإماراتي في

20.03.2015

 
 

مصر.. 5 أفلام تفتتح موسماً مبكراً للسينما

القاهرة - أحمد الريدي

مع اقتراب موسم دراما رمضان، وقصر مدة الموسم الصيفي، كان على منتجي السينما بمصر أن يبحثوا عن حل من أجل مواجهة الأمر، وهو ما دفعهم لطرح أعمالهم في موسم مبكر، بالتزامن مع أعياد الربيع، من أجل الاستفادة بأطول فترة ممكنة داخل دور العرض.

حيث قرر عدد من صناع السينما أن يطرحوا أعمالهم مبكرا بالسينما، وكان على رأس هذه الأعمال فيلم "زنقة ستات" الذي يقوم ببطولته حسن الرداد، إيمي سمير غانم، آيتن عامر ومي سليم، وذلك حسب ما أكد منتج العمل أحمد السبكي لـ"العربية.نت".

الرقابة تجيز "زنقة ستات"

وحول ما تردد عن رغبة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في طرح الفيلم الذي يدور حول شاب متعدد العلاقات النسائية تحت مسمى "للكبار فقط"، أكد السبكي أن هذا الأمر لم يحدث على الإطلاق، وكل هذه شائعات تدور حول العمل، وأشار المنتج العائد لتوه من رحلة علاجية خارج مصر إلى أن الفيلم سيطرح بدور العرض في الثاني من شهر أبريل المقبل.

على الجانب الآخر، يعود الفنان محمد سعد إلى السينما مرة أخرى، بعدما كان فيلم "تتح" الذي عرض في العام قبل الماضي هو آخر أعماله، حيث يعرض له فيلم "حياتي مبهدلة" الذي تشاركه نيكول سابا بطولته.

وأشار المنتج أحمد السبكي إلى أن فيلم سعد من الممكن أن يطرح بدور العرض في الثامن من شهر أبريل المقبل، خاصة أنه يتبقى يوم تصوير واحد فقط، سيقوم خلاله سعد بتسجيل الأغنية الخاصة بالفيلم الذي كتبه سامح سر الختم، ومن إخراج شادي علي.

عودة المؤجلات

بدوره، يشارك فيلم "الخلبوص" الذي يقوم ببطولته محمد رجب في الموسم السينمائي، وذلك بعدما حددت شركة "نيوسينشري" المنتجة للفيلم، الثامن من أبريل المقبل من أجل دخول المنافسة.

والغريب أن الفيلم الذي يخرجه إسماعيل فاروق، ومن تأليف محمد سمير مبروك، كان مقررا له أن يشارك في موسم إجازة منتصف العام، قبل أن تقرر الشركة المنتجة تأجيله لموسم آخر.

والأمر ذاته ينطبق على فيلم "كابتن مصر" الذي يقوم ببطولته محمد عادل إمام، ومن تأليف عمر طاهر، وإخراج معتز التوني، حيث أعلن بطل العمل عن طرحه للعرض مطلع شهر أبريل المقبل، وذلك بعد تأجيله من موسم إجازة منتصف العام.

"فزاع" يظهر في السينما

واستغلالا لنجاح الشخصية التي قدمها الفنان هشام إسماعيل في مسلسل "الكبير أوي"، وتحمل اسم "فزاع"، قرر إسماعيل تقديم فيلم يحمل اسم الشخصية.

على أن يطرح الفيلم في دور العرض في الثامن من شهر أبريل المقبل، حسب ما أعلنت شركة "فاين آرت" المنتجة للعمل.

ويبدو أن هشام إسماعيل صاحب الشخصية، قرر هو أن يحدد الجوانب التي ستظهر بها من خلال السينما، وهو ما دفعه لكتابة السيناريو الخاص بالفيلم الذي يخرجه ياسر زايد، ويشارك في بطولته سيمون وحمدي الوزير.

العربية نت في

20.03.2015

 
 

نسخة المهرجان الخامسة تعرض 6 أفلام وتختتم غداً

السينما الفرنسية تفتتح لياليها على وقع حكايات المهاجرين

دبي ـ غسان خروب

على وقع حكايات المهاجرين الملأى بالأحلام، والآتية من أحضان فرنسا وأوروبا، انطلقت، أول من أمس، في صالات فوكس سينما بمول الإمارات في دبي، النسخة الخامسة لمهرجان السينما الفرنسية «فرانكو فيلم»، الذي تنظمه الرابطة الثقافية الفرنسية والقنصلية الفرنسية وبدعم من دبي للثقافة ومهرجان دبي السينمائي الدولي..

حيث جاءت أولى ليالي المهرجان على وقع أحداث فيلم «سامبا» للمخرج ايريك توليدانو واوليفر نقاش، الذي سبقه عرض خاص للفيلم الإماراتي القصير «الاعتراف» للمخرج محمد سويدان، ليشهد المهرجان في لياليه الأربع التي تختتم غداً، عرض 6 أفلام مختلفة الجنسية، يرافقها مجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة.

كوميديا درامية

في قالب كوميدي درامي، أطل فيلم «سامبا» وفيه يأخذنا مخرجاه برحلة نطالع فيها صراع مهاجر إفريقي يقيم في باريس، يعمل بغسل الصحون، ولا يملك أوراق إقامة رسمية، بعد 10 سنوات تعتقله الشرطة ويتم إيداعه في معسكر الترحيل وتأتي جمعية لتهتم به، هنا يتعرف على (أليس) التي تعمل بالجمعية كمتطوعة، منذ النظرة الأولى ترتبك أليس، ثم تتطور العلاقة في ما بعد..

حيث تعمل لمساعدته، يصارع (سامبا) من أجل عدم ترحيله، وفي الأثناء تتطور علاقته مع أليس، في جو مشحون بالتوتر والقلق لتشكل قصة حب رومانسية، كما يتعرف على أصدقاء يشاركونه الهم ذاته، ليأتي الفيلم الذي تستمع فيه للغات عدة، كاشفاً عن حالة المهاجرين بدون أوراق إقامة.

نوعية جديدة

هذا العام بدا أن المهرجان قد انتقل إلى مستوى أعلى بعد أن حظي بدعم من دبي للثقافة ومهرجان دبي السينمائي الدولي، بحسب تعبير مشرفه العام محمد بن ديجبور، الذي أكد لـ «البيان» أن الهدف من إقامته هو «تقديم نوعية جديدة من السينمات العالمية في الدولة تقدم إنتاجات سينمائية تختلف عن ما تقدمه هوليوود وبوليوود..

موضحاً أن تركيز إدارة المهرجان على الإمارات جاء لكونها تشكل ثالث سوق عالمية للسينما، وبالتالي فهي تحتاج إلى تنويع الإنتاج السينمائي المعروض، وقال: «أعتقد أنه يجب أن نوفر تشكيلة أوسع في السينما أمام سكان الدولة، بحيث لا تقتصر على هوليوود وبوليوود، فهناك الكثير من السينمات العالمية التي تقدم أفلاماً جيدة وجميلة تناقش واقع المجتمعات».

ونوه بأن إدارة المهرجان ومنذ 2013 قررت أن تمنحه هوية محددة، مبيناً أن المهرجان يسعى حالياً إلى إحداث خطوات جديدة في دوراته المقبلة، وقال: «نخطط خلال الدورة المقبلة لإضافة الشارقة إلى قائمة المدن التي يعرض فيها المهرجان أفلامه، كما نسعى أيضاً إلى توسيعه عبر تنظيمه في الدوحة والكويت، بحيث نتمكن من تغطية منطقة الخليج بشكل عام».

الاعتراف

قبيل عرض فيلم «سامبا»، تمكن المخرج محمد سويدان من نقل الجمهور إلى ضواحي باريس من خلال أحداث فيلمه القصير «الاعتراف»، الذي قام بتصويره هناك خلال إقامته التي استمرت 6 أسابيع التي عكف خلالها على تطوير مهاراته في العمل السينمائي، وفي هذا الصدد أوضح سويدان لـ «البيان» أنه استفاد كثيراً من رحلته الأخيرة لفرنسا، وأنه عمل على تطوير النص بطريقة يمكن أن تصل إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور.

البيان الإماراتية في

20.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)