كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

زوم

الرقابة تتحوّل تصنيفاً عمرياً والخطأ أصبح سريعاً.. اثنين...

بقلم محمد حجازي

 

في نيسان/ إبريل المقبل لن تكون هناك رقابة على المصنّفات الفنية في مصر، وستحل مكانها لجنة التصنيف العمري، بحيث يكون لكل سن الأعمال المناسبة له، فلا ينتظر بعض المنتجين أو الموزّعين أن يضع الرقباء على أحد أفلامهم عبارة: ممنوع لمَنْ هم دون الثامنة عشرة من عمرهم، وعندها يتدفّق الممنوعون من الحضور على الصالات، فيدفعون بدلات عالية فقط من أجل أنْ يغض موظّفو الصالات النظر عن أعمارهم ويسمحون لهم بحضور أفلام لمَنْ هم أكبر منهم.
في العالم الثالث عموماً، وفي دنيا العرب خصوصاً هناك مشكلة كبرى هي الرقابة، هذا ممنوع وهذا مسموح، هذا يتحايل على القانون وذاك يتذاكى، والمطلوب فقط الهروب من هذا الكابوس، الذي لا يعجب أصحابه العجب، والواقع أنّ سياسة الرقابات موجودة في العالم المتحضّر، لا بل هم إضافة إلى رقابة الدول هناك جمعيات أهلية تراقب ما يبثّه التلفزيون وعندما تجد مخالفة على هذه الشاشة أو تلك سرعان ما تُصدِر بيانات إدانة، ومطالبة بوقف عمل، أو اعتذار القيّمين عليه، فقط من أجل الفوز بالحكم القائلة: درهم وقاية خير من قنطار علاج.

هذا يعني أنّ الرقابة مطلوبة وضرورية وهي لا تصلح بالتهديد والوعيد، أو بالحديد والنار، بل بتقدير معنى القيم أولاً الدعوة للحفاظ عليها، ومنع تدنيسها أو حجبها، لكن وجودها في مجتمعاتنا ولا أحد يقدّرها، حيناً لأنّ القيمين عليها غير عارفين بحدود مسؤولياتهم وحيناً لأنّ الناس العاديين لا يحبون أنْ يُقال لهم إنّكم تخطئون وعليكم مراجعة حساباتكم لئلا تحصل مضاعفات مزعجة.

كلنا مع إنهاء الرقابات..

وكلنا مع حرية التعبير والرأي والمعتقد، شرط أن يحصل هذا مع شرائح تمتلك ثقافة الحرية، ومعنى أن يبادر الحر فيقول ويفعل ما هو على قدر رفيع من الشعور بالمسؤولية واحترام الآخر مثلما هو احترام النفس تماماً.

والمُصاب الذي نشعر به قريب الشبه جداً من الحالات الثورية العربية التي سُميت ربيعاً عربياً، وإذا بالناس تفلت من الزمام، وتخلع أحزمتها، وتروح تضرب شمالاً ويميناً، يعني أنّنا كنّا في مشكلة لنقع في مشاكل فقط لأنّ الذين يطالبون بالحرية لم يتدرّبوا أبداً على يصبحوا مؤهّلين لممارسة ما حصلوا عليه من حرية، لذا يكون أداؤهم مدعاة للدهشة على طريقة ضبط عشواء.

وجود الرقابة يليق ببعض المثقّفين الذين يقدّرون ما يشاهدون أو يسمعون، وهؤلاء فقط يليق بهم أن يتسلّموا المسؤوليات ومن ثم أن يعلّموا الآخرين معنى فوز الإنسان بالحرية كي يعرف ممارستها، وما الفوضى العارمة التي تشهدها دول الربيع حالياً سوى رد على المناخ الذي نتحدّث عنه من الإحباط والاستسلام فقط لأن الأجواء غير ملائمة لفتح الباب واسعاً كي نُخرِج الناس إلى الشمس، والحرية والنور الساطع.

إذن المشكلة فينا، في الناس، وليس في السلطة التي ترضى أو لا ترضى هذا العمل أو ذاك، لذا يرى كثيرون في عودة القسوة الماضية والعنف السابق، وحتى القمع غير المقبول ما هو أفضل من المناخ  الذي نعيش فيه، إذ لا يُعقل أن نواكب جهلاً موقّعاً في التعامل مع الحرية يسري في كل مكان وتجد جماهير غفيرة تبارك هذه النتيجة.

مشكلتنا في التصفيق والمباركات وسرعة المبايعة.

لا نحن بحاجة لرقابة، ولا يعني كثيراً تفصيل الأمر ليصبح رقابات تحت مسمّى «تصنيف عمري»، وهل يعقل أن نعثر على فيلم لكل عمر، أو مسرحية لكل سن معين؟! لا هذا كلام تصعب ترجمته في الواقع، فالظاهر أنّ هناك ما يؤخذ لاستبدال اسمه فحسب، أما الفائدة فليست موجودة بالخالص.

بين القرار الجديد.. والواقع القديم نجد أن بقاء ما كان أفضل مما قد يكون، ففي الجديد الكثير من الالتباسات والغموض والسعي إلى نطاق أفضل من دون معالم إيجابية.

لكن شيئاً لن يؤثر دراماتيكياً حتى نيسان/إبريل، وبعد ذلك نجد أنّ ما كتبناه عن هذا التدبير في محله مئة في المئة.

خطأ من الجانبين. خطأ في كلا الحاليين. وأخطر ما في الصورة أنّنا مدعوون للاختيار وحسم الأمر لخطأ من اثنين.

«سوء تفاهم»: لبناني - مصري مشترك صوّر بين البلدين والنتيجة خفيف الظل وجيد

سيرين تشعّ حضوراً وجمالاً.. أحمد وأشرف

في مكانهما في ساعتين مريحتين...

قبل مشاهدة فيلم: «سوء تفاهم» لـ أحمد سمير فرج كانت عندنا علامة إستفهام بارزة، كيف تصوّر النجمة الأجمل سيرين عبد النور فيلماً مع ممثلين غير مطروحين جماهيرياً، ولا هم من الذين يعرفهم الجمهور ويريد متابعة أعمالهم؟! لكننا بعد المتابعة من خلال العرض الخاص ليل الثلاثاء في العاشر من الجاري في «City Mall» وجدنا أن التوليفة المعتمدة كانت مقنعة مع وجود إسمين إلى جانبها: شريف سلامة وأحمد السعدني، وكأنما كانت هناك رغبة لبدء عملية إتاحة الفرص لعدد من الأسماء كي يصعدوا تباعاً إلى الصف الأول.

إذن لم يكن هناك: «سوء تفاهم» في الأمر، وإذا كان موجوداً فقد تم حلّه، وحضور الرائعة سيرين أكثر من مريح وهي تتصرف بعفوية وتلقائية معطوفتين على جمال خاص يشعرنا وكأنما الكاميرا كلما اقتربت منها تريد أن تلتهمها.

اللهجتان اللبنانية والمصرية، معتمدتان في الفيلم وهي رغبة المنتجين صادق الصباح وجمال سنان، والتصوير تم في بيروت كما في القاهرة والغردقة والاسكندرية، والحبكة التي صاغها محمد ناير لم تكن معقدة ولا فيها فلسفة «اللف والدوران»، بل بساطة في كل شيء مما أعطى الشريط خصوصية في خفة الظل، والشريط الجماهيري النظيف.

سيرين التي لعبت بطولة شريطين مصريين قبلاً: المسافر (مع عمر الشريف وخالد النبوي) و«رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» (مع  محمد هنيدي)، تلعب في شريطها الذي يعرض متزامناً مع عيد سان ڤالنتاين (أمس الأول السبت) عن الصبية لينا فواز التي تشرف على محل حلويات تتعرّف إلى شاب مصري يدعى أحمد (السعدني) وسرعان ما تتطوّر العلاقة إلى حب فزواج، لكن العريس لم يحضر في ليلة الزفاف مما يوقعها في احراج كبير، لتعرف بعد ثلاث سنوات أنه موجود في الغردقة وينظم معرضاً لعرض وبيع نماذج مختلفة من الألماس، وتنظم صديقتها سارة (ريهام حجاج) المتواجدة في الفندق، زيارة لها إلى الغردقة، وتحجز لها في الفندق نفسه على أنها أميرة وضعت في صندوق خاص ميزانية عشرة ملايين دولار لشراء ما تجده مناسباً من الألماس.

هناك تكتشف على الأرض مدى كذب (كان عنوان الفيلم أولاً: حلو وكذاب) أحمد الذي أبلغها أن عصابة كانت تطارده وهو خاف عليها من الأذى فإبتعد إلى مصر وتأخّر في التحدث معها رغم مرور ثلاث سنوات. والثاني عمر (شريف سلامة) الذي أدخله أحمد السجن ظلماً، وعندما أنهى محكوميته، بحث عن أحمد للاقتصاص منه.

وتنكشف كامل أوراق أحمد، ويجد عمر من يصدقه في سيدة جميلة وثرية (تلعب دورها مها أبو عوف) التي اشترت الماسات كلها بـ 25 مليون دولار، وأمّنت له تغطية جيدة، وفيما فشل في مطاردة أحمد الهارب عبر مركب في البحر الأحمر، تولت الشرطة الأمر وتفرغ حول لينا وألبسها «الدبلة».

حضور الشابين جيد.. ولكن شريف كان أقرب من أحمد. وشارك في الفيلم: هشام إسماعيل وخالد عليش. وغنت سيرين في الفيلم: محدش بقى راضي، كلمات أيمن بهجت قمر، ألحان ياسر نور، توزيع أحمد إبراهيم، وكان صداها يتردد في المكان قبل وبعد حفل العرض الخاص

«جايسون ستاثام» مقاتل جيد في فيلم فارغ المحتوى ليس فيه غيره...

(Big Eyes) شريط متين جاذب لـ تيم بورتون ودور بديع لـ «والتز»

خطف مهنة زوجته وإشتهر بها.. وعندما طُلب منه الرسم في المحكمة يسقط...

ستة أيام وتعلن أسماء وعناوين الفائزين بالأوسكار.

أيام قليلة، ويطوى هذا الصخب حول الأفلام العشرة البارزة، التي تعرضها شاشاتنا على عادة شركات التوزيع في تأمين عرض كل الأفلام المتبارية قبل ظهور النتائج والتمديد للشريط الفائز، وباقي الأشرطة التي شارك في صناعتها فنانون أمام وخلف الكاميرا.

{ (Big Eyes):

صوّر هذا الفيلم في كندا (فانكوفر، كولومبيا البريطانية) في 106 دقائق، بميزانية 10 ملايين دولار، ليجني بين 2 و23 كانون الثاني/ يناير المنصرم ما مجموعه (14.006.331)، والأهم هنا دخول المخرج الفانتازي تيم بورتون على خط لم يعرف له أبداً، إستناداً إلى نص لـ سكوت ألكسندر ولاري كارازوسكي، والنتيجة شريط جميل متقن وجذاب.

«الكاستنغ» رائع تولّى إختبار فريق مؤلف من: نيكول آبيلليرا، هايك براند ستاثر، كورين مايرز، جيف ماكارثي، ويكفي الإستفادة من الممثلين الرئيسيين: كريستوف والتز (في دور والتر كين) وآمي أدامس (مارغريت كين) في دور زوجين يعيشان وضعاً متواضعاً، لكن والتر وجد في موهبة زوجته في الرسم إمكانية لجني المال، وإذا به يضع عدّة لوحات في أحد المقاهي، ويحظى ببعض الإهتمام، وإذا بأحد نقاد الفن التشكيلي يأخذ والتر جانباً ويبلغه أنه سيكتب عن قيمة هذه اللوحات مما سيرفع سعرها فوراً.

فجأة ينشر المقال، وتندفع الشخصيات والإعلاميون لشراء اللوحات التي تتميّز برسم وجه لفتاة صغيرة تكبر تباعاً وفي عينيها معانٍ عديدة واسعة جداً، وإذا بالأوضاع المادية تتحسّن سريعاً، ويقبض «والتر» مبلغاً كبيراً من أحد الأثرياء. لكن الزوج لم ينتبه وهو يتحدث إلى وسائل الإعلام أن زوجته مارغريت تستمع إلى ما يقوله، لقد تحدث هو عن طريقته في الرسم، وكيف يسهر الليالي على لوحاته، فيما هي تعرف لأول مرّة أن زوجها لا يقول إنها هي من يرسم، بل ها هو يدَّعي بأنه صاحب إبداع كل هذه اللوحات أمامنا.

جنّ جنونها، وتلاسنت مع والتر، وهو حاول أن يهدّئها بإيهامها أنه يريدها أن تبتعد عن هذه الأجواء لكي ترسم وتبدع وتظل حياتهما تصعد، ويجنون المال ويتحوّلون إلى عائلة ميسورة.

لم يعجبها كثيراً هذا التبرير، وباتت مع إبنتها تخافان من الوالد الذي لم يترك طريقة إلا وإعتمدها لكي يبرز كفنان وهو ليس فناناً، مما جعل مارغريت تترك المنزل وتسافر إلى جزر هاواي حيث تعيش مع إبنتها. وتقرر في لحظة مفاجئة أن تعلن وتفصح عن الحقيقة، قالت إنها هي من ترسم، وهي صاحبة الإبداع ورفعت دعوى ضد والتر، وإلتقيا في المحكمة حيث نفى كل تهمة موجهة إليه واعتبر أن زوجته تكذب فهو الفنان الملهم وهي تحسده.

عندها طلب القاضي (جيمس سايتو) إحضار منصتي رسم لكي يرسم كل منهما عليها ما يثبت أنه فنان. رسمت مارغريت سريعاً، ولم يتمكن والتر من وضع أي خط إطلاقاً على اللوحة. عندها ربحت الدعوى على زوجها واستعادت حقها وإسمها أمام النّاس.

أدار التصوير برونو ديليونيل، وصاغ الموسيقى داني إيلفمان. ونولى المونتاج جي. سي. بوند، أما فريقا المؤثرات الخاصة والمشهدية فأدارهما كل من جون ماكوسبي، وآندرو ج. كوكس، وشارك في التمثيل: كريستن ريتر، جايسون شوارتزمان، داني هيوستن، تيرانس ستامب، جون بوليتو، أليزابيتا فانتون.

{ (Wild Card):

شريط صغير لـ جايسون ستاثام هذا النجم الانكليزي الذي لم نضبطه يضحك ولا مرّة منذ عشر سنوات وحتى اليوم، أي منذ إنطلق في أول حضور نجومي سينمائي أمّنه له لوك بيسون من خلال شركته أوروبا. وها هو يكمل من بعده مرتاحاً، ولم يقدّم ولو فيلم واحد يُجسّد فيه الدور الثاني. نيك وايلد (ستاثام) يلعب الشخصية الأولى في رواية (Heat) التي لعبها بيرت رينولدز عام 86... والإخراج تولاه سيمون ويست (54 سنة) عن سيناريو لـ ويليام كولمان، وصاغ الموسيقى داريو ماريانيللي، وساعد المخرج ستة من المتخصصين في الإخراج السينمائي بينهم إثنان توليا إخراج مشاهد «الأكشن» والمواجهة: رون يوان، وكوراي يوان، بما يعني أنهما توليا الاشراف على كل اللقطات القتالية في الفيلم، وهي كانت موفّقة جداً ولا يستطيع أحد قول «لو» عنها... لكننا أمام قصة هامشية عادية، ولولا لقطات المواجهة لما كان للفيلم أي معنى، هو وحيد، لا أحد معه، يواجه عصابات قوية ويستطيع هزيمتها فوراً.

92 دقيقة تمر سريعاً ويفاجئنا ان التصوير تكلّف 30 مليون دولار وهو رقم غير ظاهر في الشريط واضحاً

الموت يغيّب الفنان الفلسطيني غسان مطر

غيّب الموت مساء أمس الاحد الفنان الفلسطيني غسان مطر بأحد المستشفيات الخاصة، عن عمر ناهز 76 عامًا.

وكان الفنان الراحل قد تعرض لوعكة صحية شديدة نقل على إثرها لغرفة العناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية، لإصابته بمرض سرطان المعدة وانتشاره في جميع أجهزة جسمه.

وكشفت مصادر من داخل المستشفى أنه سوف يستمر وضعه على جهاز التنفس الصناعي حتى الساعة الـ10 صباحًا. وتتواجد ابنته «منى» داخل المستشفى بحالة انهيار بعدما أمد لها الأطباء أن والدها فارق الحياة.

اسمه الحقيقي عرفات داوود حسن المطري ممثل فلسطيني، ولد في مخيم البداوي الواقع شمال لبنان8 كانون الأول 1938، وعمل في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، ‏وعمل في أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطيني.

في السينما المصرية، كثّف أدواره ‏في الشخصيات الشريرة ومن أهمها دوره في فيلم «الأبطال» أمام فريد شوقي وأحمد رمزي، وقام بدور بارز في الفيلم التليفزيوني «الطريق إلى ‏إيلات»، كما تولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب. ‏

وعمل في لبنان ومصر في العديد من المسلسلات والمسرحيات، ‏وكذلك في أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطيني في السينما المصرية.

اللواء اللبنانية في

16.02.2015

 
 

«سقوط الإمبراطورية الرومانية» لأنطوني مان:

أهكذا تختفي الحضارات؟

ابراهيم العريس

في تلك الأزمنة كان للسينما التاريخية مكانتها الكبيرة لدى المتفرجين. غير أن هؤلاء، إذ كانوا اعتادوا أن ينظروا إلى التاريخ، سينمائياً، من خلال الأبطال، لا من خلال الأحداث نفسها، كان لا بد للسينما من أن تلبي رغباتهم في شكل أو في آخر. الأزمنة التي نتحدث عنها هنا هي النصف الأول من ستينات القرن العشرين، وهي سنوات تميزت باندفاعة كبيرة للأفلام التاريخية التي كانت تُصنع في روما، ويحمل أبطالها أسماء مثل «ماشيستي» و «هرقل»، كما يحملون أكبر مقدار ممكن من عضلات تمكنهم من تحقيق أكبر مقدار ممكن من الخوارق. من هنا تحوّل التاريخ، في ذلك النوع من السينما، إلى نوع من أفلام رعاة البقر، حيث البطل القرد، وقد أبدلت المسدسات بالزنود القوية، يواجه الأعداء مواجهة الخير الأبدي للشر الأبدي. ونعرف طبعاً أن مثل هذا لا يترك للتاريخ الحقيقي أي مكان، حيث يصعب علينا اليوم أن نعتبر تلك الأفلام تاريخية عن حق وحقيق. في المقابل، لا يمكننا أن ننكر أن تلك الأفلام حققت نجاحات كبيرة، لم تضاهها فيها لاحقاً إلا الأفلام التي غلب عليها فن الكاراتيه، لا سيما تلك التي كانت من بطولة بروس لي وزملائه.

> أمام ذلك النجاح الإيطالي الذي بدا، لزمن، مهدداً حقاً للسينما الأميركية وشعبيتها، لم يكن في إمكان هوليوود أن تقف مكتوفة اليدين، فتحركت باحثة عن مواضيع تاريخية، لتحطّ رحالها في التاريخ الروماني، بعد أن جربت التاريخ الديني فحققت فيه نجاحاً محدوداً، من ناحية المواضيع، لأن في مثل هذه الحال، ما كان يمكن الأفلام الدينية إلا أن تتشابه. وكان ستانلي كوبريك فتح الطريق بفيلم رائع يبقى فريداً في هذا المجال هو «سبارتاكوس». من هنا، كان لا بد للأفلام التالية من أن تحاول الجمع بين ذهنية سينما كوبريك الجادة والقوية، وذهنية السينما «الهرقلية» الإيطالية. من هنا، كان ذلك المشروع الضخم الذي أسفر عن فيلم يبدو في كل المقاييس استثنائياً في تاريخ السينما الهوليوودية. ولو من ناحية أنه حمل عنواناً ضخماً، يكاد يبدو علمياً، ليقدم موضوعاً أقل علمية وتاريخية بكثير. الفيلم هو «سقوط الإمبراطورية الرومانية» الذي حققه أنطوني مان، عام 1964.

> بالنسبة إلى كثر من متابعي الدراسات التاريخية والمهتمين بالتاريخ الروماني، بدا الفيلم - ولا يزال - كأنه ترجمة سينمائية لكتاب إدوار غيبون الشهير، والفريد من نوعه، عن سقوط الإمبراطورية الرومانية. لكن هذا غير صحيح، فإذا كان كتاب سيناريو الفيلم، وعلى رأسهم بن بارزمان (الكاتب والمخرج الذي كان واحداً من مبدعي هوليوود العشرة الذين اضطهدتهم الحملة الماكارثية وقامت حملات ضخمة في هوليوود للدفاع عنهم قبل ذلك بأكثر من قرن)، قد استفادوا من كتاب غيبون، فإن السيناريو الذي طلع من بين أيديهم في نهاية الأمر، لم تكن له أية علاقة بذلك الكتاب الذائع الصيت، والذي كان يعتبر المرجع الأساس - شعبياً على الأقل - في التعرف إلى كل تلك الظروف التي أدت إلى سقوط تلك التي كانت أعظم إمبراطورية في العصور القديمة. وتحديداً، لأن العمل السينمائي أتى على غرار الأفلام الإيطالية: فيلماً يصور الصراع الأزلي بين الخير والشر، ليوحي بأن هذا الصراع كان هو في خلفية سقوط تلك الإمبراطورية التي لم تكن الشمس لتغيب عنها. هذه هي الفكرة الأساسية في هذا الفيلم. وهي كما يمكننا أن ندرك، لا علاقة لها على الإطلاق بأسباب زوال تلك الإمبراطورية... لأن المسائل أكثر تعقيداً بكثير مما كان في إمكان فيلم من هذا النوع أن يرى. ولكن، بما أن شعبية السينما هي ما هي عليه، وذهنية عموم المتفرجين هي ما هي عليه، يمكننا أن ندرك كيف أن كثراً راحوا يرون منذ ذلك الحين أن سقوط الإمبراطورية إنما كان مسألة شخصية!

> وإذ نقول مسألة شخصية نصل، طبعاً إلى «الشخص»، وهو هنا الإمبراطور كومودوس (الذي يجب ألا ننسى أنه، في الحقيقة، ابن ماركوس أوريليوس، الذي كان واحداً من أعظم الحكام الذين عرفهم التاريخ، من ناحية عدله وحكمته وكتاباته التأملية، هو الذي كان تلميذاً نجيباً للرواقيين). ولعل هذه البنوة، تحمل من التناقض ما جعل حكاية الفيلم تبدو في النهاية أشبه بالأمثولة الأخلاقية، إذ - وكما يقول الفيلم - شتان ما بين الأب العظيم الذي بنى وطغت حكمته على الأحداث، وبين الابن الذي كان نقيض أبيه، فبدأت نهاية الإمبراطورية على يديه، وفق الفيلم. وهذه النهاية - من دون أن تكون نهاية تاريخية حقيقية، ما يحيل إلى المخادعة في استخدام عنوان كتاب غيبون للحديث عن أمور مختلفة، لعلها بدايات الانهيار، لا صورته النهائية - هذه النهاية تحدث هنا نتيجة الخلاف والصراع بين كومودوس، وصديق طفولته ليفيوس (وهو شخصية اخترعها الفيلم من ألفها إلى يائها). غير أن الواقع التاريخي يقول لنا أن ليس كل ما في الفيلم والأحداث كان اختراعاً في اختراع. ذلك أن كتاب السيناريو، والمخرج من بعدهم، رسموا من خلال الصراع المخترع بين كومودوس وليفيوس، صورة خلفية لا بأس بها همها أن تفسر بعض الأحداث التاريخية الحقيقية، ومنها رسم شخصية الإمبراطور الشاب نفسه، والذي يفيدنا التاريخ - والفيلم يتبعه في ذلك - بأن هشاشته العاطفية ونزقه هما اللذان قاداه إلى اللااستقرار والفساد، ما جعل كل المحيطين به فاسدين أيضاً. وانطلاقاً من هنا، وفي عودة إلى الفيلم المازج بين التاريخي والشخصي، نراه ينتهي في ذروة أحداثه - بتصوير ذلك الصراع المرير بين الخير والشر، لكنه يتخذ هنا، ذلك الصراع الدموي على الحلبة بين ليفيوس وكومودوس. وهو صراع يبدو كأنه الصدى لصراعين آخرين يحاول الفيلم تصويرهما أيضاً بالصراع الذي اعتمد داخل الصف الروماني بالنسبة إلى هجوم البرابرة الشماليين عليهم: هل تنبغي مقاومة هذا الهجوم والانحدار، عسكرياً وخلقياً، إلى درك أسفل، أم ينبغي الاستجابة، في ذلك الصراع، لما يطلبه البرابرة، ما يحفظ للرومان استقلالاً شكلياً، وتفوقاً حضارياً في الوقت نفسه؟ هذا بالنسبة إلى الصراع الأول، أما بالنسبة إلى الثاني، فإنه أيضاً صراع غير منطقي يتجابه فيه الدين المسيحي الذي بدأ ينتشر في الإمبراطورية، مع النزعة الفلسفية الرواقية التي كان ماركوس أوريليوس، أعظم ممثليها وربما آخرهم أيضاً.

> إن هذا كله يتضافر ليعطي الفيلم تأرجحاً غريباً، بين العمل الذي يأخذ من التاريخ ما يناسبه، والعمل الذي يضرب صفحاً عن التاريخ ليتحول إلى فانتازيا أخلاقية، واللافت هنا أن سيناريو الفيلم، في لحظات أساسية من الأحداث، يفضل اللجوء إلى «الحكايات»... و «الإشاعات» التي كانت سائدة في تلك الأزمان القديمة، بدلاً من الاعتماد على الحقائق التاريخية التي غالباً ما ناقضت الإشاعات لاحقاً، معتبراً إياها الحقائق النهائية. من هنا مثلاً، إذا كانت الحكايات تقول أن ماركوس أوريليوس مات مسموماً، وهو قول لم يثبت تاريخياً، فإن الفيلم تبنى هذا الأمر، لأنه أكثر تناسباً مع البعد الدرامي للفيلم، معتبراً إياه - على الضد من كل منطق - حقيقة نهائية. وما هذا سوى مثال بسيط عن «الواقع التاريخي» الذي حاول هذا الفيلم رسمه... ويمكن سوق عشرات الأمثلة في هذا السياق نفسه أيضاً.

> الجمهور العريض الذي شاهد هذا الفيلم في ذلك الحين، سرّ - على رغم كل شيء - بعمل يجمع عدداً كبيراً من نجوم توزعوا الأدوار الرئيسية، ومنهم صوفيا لورين وستيفن بويد وعمر الشريف وأليك غينيس وجيمس مايسون وغيرهم... حتى وإن كان الطول الاستثنائي للفيلم - أكثر من ثلاث ساعات - أزعج كثراً. واللافت هنا أنه إذا كان كثر قد توقعوا لفيلم أنطوني مان الضخم هذا، فوزاً بجوائز هوليوودية كثيرة، فإن فألهم خاب، حيث إن الفيلم لم يفز في نهاية الأمر، إلا بجائزة «غولدن غلوب» لموسيقاه التي وضعها ديمتري تيومكين، والتي لم تستطع إقناع ناخبي الأوسكار، بعد أن رشحت أيضاً هناك لأوسكار أفضل موسيقى.

الحياة اللندنية في

16.02.2015

 
 

آسر ياسين: «أسوار القمر» أهم أعمالي

كتب الخبرجمال عبد القادر

وصل في فترة وجيزة إلى النجومية على المستويين الجماهيري والنقدي، بعدما قدّم أعمالاً جيدة وضعته في مكانة متميزة بين أبناء جيله. يعتبر الممثل آسر ياسين 2015 عاماً استثنائياً بالنسبة إليه على صعيدي السينما والتلفزيون. حول أحدث أعماله كان لنا معه هذا اللقاء.

·        أخبرنا عن ردود الفعل حول فيلم «أسوار القمر» ودورك فيه؟

جاءت ردود الفعل جيدة عموماً. أتعاون في الفيلم للمرة الأولى مع المخرج المتميز طارق العريان والمؤلف المتمكّن محمد حفظي. كانت لي تجربة مع حفظي سابقاً ولكن بصفته منتجاً وليس مؤلفاً.

كانت تجربة «أسوار القمر» كلها جيدة ومفيدة ومميزة، لأن فريق العمل على مستوى عال من الكفاءة، ولا أنسى الفنانة المتميزة منى زكي والفنان الرائع عمرو سعد.

·        ما سبب تحمسك لهذا الفيلم؟

الدور مميز، وشكَّل خطوة مهمة في مشواري. أحاول التدقيق في اختياراتي كي أقدم ما أقتنع به ولا أخجل منه، لذا تجد أعمالي قليلة. عندما عرض المخرج طارق العريان الشخصية عليَّ واكتشفت أهميتها لم أتردد في الموافقة.

·        ألم تنزعج من كثرة الاعتذارات عن بطولة العمل؟

لكل منا اختياراته، ولا يعنيني من اعتذر عن تقديم هذه الشخصية. كل ما يهمني أن تكون جيدة وتناسبني. عند بدء التحضير للعمل من سنوات، كنت غير مناسب للشخصية بحكم السن، ولكن الآن أصبحت الأقدر على تقديمها. عموماً، لا أقدم شخصية غير مقتنع بها حتى إن كنت أول من عُرضت عليه.

·        تأخر طرح العمل سنوات، هل يؤثر هذا الأمر على أحداثه وعلى تجاوب الجمهور معه؟

يؤثِّر تأخر العرض، وقبله التصوير، في حال كان العمل مرتبطاً بحدث ما أو زمن محدد. تدور أحداث الفيلم حول فتاة تجتمع بعد طول غياب مع مجموعة من الأصدقاء على متن مركب، حيث تعاودها خلال الرحلة ذكريات كثيرة، من بينها رجلان كانا يتنافسان على حبها، وأحبت أحدهما فعلاً. كذلك تتذكَّر حياتها قبل الحادثة التي أدت إلى فقدانها البصر وبعدها. يصلح العمل للعرض الآن وبعد سنوات طويلة. حتى تقنيات الإخراج جاءت متطورة والجمهور لم يشعر بأن التصوير تمّ على مدار أربع سنوات.

·        كيف أمسكت بتفاصيل الشخصية وبإحساسها طوال مدة التصوير الطويلة؟

يعود الفضل في ذلك إلى المخرج وطريقته الجيدة في إخراج العمل، والوصول إلى أفضل ما لدى الممثل. مع بدء التصوير كنت أستدعي الشخصية بتفاصيلها كافة بمساعدة طارق العريان، الأمر الذي ظهر على الشاشة بشكل جيد أعجب كل من شاهد الفيلم.

·        عمَّا تبحث: النجاح الجماهيري أم النجاح الفني؟

لا غنى عن الاثنين. النجاح الجماهيري مهم لأننا في النهاية نعمل لأجل الجمهور ومن دونه لا قيمة فنية لنا. ولكن هذا النجاح يجب أن يخلو من الإسفاف. أما النجاح الفني فمهم أيضاً لأنه يحوي تاريخ الفنان وقيمته، ولكن من دون البعد عن الجمهور. لا بد إذا من التوازن بين الاثنين، وهو ما أحاول أن أحققه خلال مشواري. مثلاً قدمت «فرش وغطا» مع علمي أنه لن يحقق إيرادات عالية، ذلك أن قيمته الفنية جعلتني أتحمس له. «الوعد» و»رسايل بحر» حققا أيضاً نجاحاً جماهيرياً بالإضافة إلى قيمتهما الفنية. كذلك يُعتبر «أسوار القمر» أحد الأفلام الجيدة التي تحقق نجاحاً جماهيرياً وتبقى في ذاكرة السينما وتاريخ الفنان.

·        ألا ترى أن خطواتك الفنية بطيئة نوعاً ما؟

على العكس. بدأت التمثيل في العام 2004، وكانت أول بطولة لي في 2008. أن تكون ممثلاً مغموراً، ثم تقوم ببطولة بعد أربع سنوات فقط من ظهورك فهذه خطوة جيدة جداً. رغم المشوار القصير، فإنني قدمت أدواراً أفخر بها، وأعتقد أن البطء كان في صالحي.

·        ما هي نوعية الأدوار التي تفضلها وتتمنى تقديمها؟

الأدوار التي تحمل شيئاً من التحدي. أسعى دوماً إلى المشاركة في أعمال مختلفة عن أعمالي السابقة، وفي الوقت نفسها لم يقدمها أحد. كان فيلم «فرش وغطا» مختلفاً وشكَّل تحدياً بالنسبة إلي، كذلك «رسائل بحر» و{الوعد»، وأخيراً «أسوار القمر».

·        لماذا في رأيك فشلت السينما المستقلة في الوصول إلى الجمهور؟

لم تفشل السينما المستقلة بل حققت نجاحاً كبيراً منذ ظهورها، إذ تطرقت إلى موضوعات لم تكن مطروحة، وقدمت مخرجين ومؤلفين موهوبين جدداً للسينما. لكنها تبقى محاولات فردية وضعيفة ما لم يُقدم لها الدعم الكامل حتى تصبح صناعة حقيقية وتخرج من صيغة التجارب.

·        لكنها لم تصل إلى الجمهور ولم تحقق إيرادات عالية؟

لم يُصنع بعض هذه الأعمال لأجل الإيرادات، بل لقيمته الفنية. تحتاج التجربة إلى دعم حتى تكتمل، ولا يجب أن نطلب من تجارب فنية فردية أن تنافس إنتاجات صانعي سينما محترفين.

·        إحدى أهم ملاحظات الموسم الراهن انحسار موجة الأفلام الشعبية. ما السبب؟

السينما صناعة ومكسب، والمنتج لن يُقدِّم نوعاً معيناً من الفن إلا إذا كان واثقاً من تقبل الجمهور له. كانت الأزمة في أن معظم المنتجين انسحب خلال السنوات الأخيرة بسبب الأحداث السياسية وفضل المتابعة عن بُعد، إلا القليل الذي استمر في العمل مقدماً الشعبي الذي يضمن له الإيرادات والبقاء، خصوصاً أن الجمهور استساغه. ولكن الآن، بعد عودة بعض المنتجين، حدث نوع من التنوع في الأفلام، ما يصبّ في صالح السينما والجمهور في آن.

·        ماذا عن جديدك؟

أواصل تصوير دوري في فيلم «من ضهر راجل» من إنتاج السبكي وإخراج كريم السبكي، في ثاني تجاربه السينمائية، ومن تأليف محمد أمين راضي في أول عمل سينمائي له. يشارك معي كل من محمود حميدة، وصبري فواز، وياسمين رئيس، ووليد فواز، وشريف رمزي. أجسد شخصية ملاكم. وأتحفظ على بقية التفاصيل.

·        ماذا عن الدراما التلفزيونية؟

أستعد لتصوير مسلسل «العهد» من إخراج خالد مرعي وتأليف محمد أمين راضي، وبطولة كل من غادة عادل، وكندة علوش، وسلوى خطاب، وأروى جودة، وهنا شيحة، وباسل الخياط، وشيرين رضا. يتميز العمل بالخصوصية الشديدة والمفاجآت. من ثم من الصعب أن أتحدث عن أي أمر خاص به أو بالشخصية التي أجسدها، والتي أرى أنها خطوة جيدة في مشواري. أعتقد أن الجمهور سيرى آسر بشكل مختلف في الأداء والمظهر.

كذلك أستعد لتصوير دوري في مسلسل «ألف ليلة وليلة» مع كل من شريف منير، وأمير كرارة، ونيكول سابا، وصلاح عبد الله، وكمال أبو رية، ونورهان. يتولى التأليف محمد ناير، والإخراج رؤوف عبد العزيز.

أفلام شبابية تركز على الواقع المحلي في دار الآثار الإسلامية

كتب الخبرأحمد عبدالمحسن

جماعة «نقاط» تهدف إلى تشجيع أصحاب المواهب الواعدة وتسويق أعمالهم

تهدف جماعة نقاط إلى تشجيع المخرجين الشباب في عالم السينما من خلال عرض أعمالهم وتسويقها.

احتضنت دار الآثار الإسلامية ليلة سينمائية لجماعة نقاط مساء أمس الأول في المركز الأميركاني الثقافي، مستعرضة أعمالاً سينمائية متنوعة تعبر عن قضايا يعانيها المجتمع.

وقدمت جماعة نقاط السينمائية عرضاً مميزاً لمجموعة من الافلام السينمائية القصيرة وسط حضور لافت من هواة الافلام القصيرة، وكانت الليلة مميزة وفريدة من نوعها لا لأنها قدمت عروضاً مثالية للافلام السينمائية، بل لبروز العديد من الوجوه الشابة والطاقات الشبابية الفريدة من نوعها في عالم السينما، والبداية كانت مع عرض فيلم «فراغ» الذي تحدث عن فراغ قاتل يعيشه أحد أفراد المجتمع وهو يعاني الكثير من الاضطرابات، وثاني الأفلام المعروضة كان فيلم «فلان» ويحكي قصة جماعة كبيرة من الشباب الكويتيين الذين ليهم وقت فراغ كبير ولا يعملون شيئا سوى الاكل والنوم والذهاب الى الدواوين والسهر، وهذه آفة كبيرة يعانيها أغلب الشباب في الكويت، وتمنع نسبة كبيرة منهم من تنمية ذواتهم وتطويرها.

«صورة جواز»

وبعد ذلك عرض على الشاشة فيلم بعنوان «صورة جواز»، ويقص حكاية احد الشباب الذي يقرر الذهاب الى مصور فوتوغرافي والتقاط صورة شخصية للجواز، ويمر بمواقف طريفة نتيجة اشمئزازه من صورته الشخصية، ويعود الى المصور في كل مرة الى حين الاستقرار على صورة معينة، وحمل الفيلم رؤية إخراجية رائعة تحدثت عن الكثير من الايحاءات والجوانب الأخرى، وكانت من اخراج المميز يوسف المجيم.

رفاق السوء

رابع الافلام التي عرضت كان فيلما قصيرا بعنوان «سالفة صورة»، وكان هذا الفيلم الاكثر اثارة من بين بقية الافلام، فقد روى حكاية صبي صغير يلتقط صورة بالمصادفة لابن جيرانه وهو يقوم بسرقة «البقالة» بسبب رفاق السوء، وتدور الاحداث ويكتشف الحرامية حكاية الصورة ويذهبون في محاولة بائسة لالتقاط الصبي وحذف الصورة من الكاميرا الى ان يسقط الجناة في يد الشرطة. والفيلم من اخراج وتأليف داود شعيل.

معاناة نفسية

وعقب ذلك، عرض العديد من الافلام القصيرة المميزة كان منها فيلم «إخفاء» باللغة الانكليزية، الذي قص حكاية أم مثالية تسهر على راحة ابنائها وتعمل بجهد لجعلهم يعيشون حياة جميلة حتى ضياع ابنتها بعد ان تركتها تلعب خارج المنزل، وتدخل في معاناة نفسية تضطر خلالها إلى مراجعة طبيب نفسي لتجاوز هذه المحنة.

كانت الليلة خفيفة ومميزة، وفجرت الكثير من الطاقات الشبابية التي تحتاج الى دعم مستمر من رواد السينما والفن في الكويت.

الجريدة الكويتية في

16.02.2015

 
 

قدرات غير عادية فى "زاوية" نهاية فبراير

بقلم: منى شديد

تعرض سينما زاوية بوسط البلد فى الاسبوع الاخير من شهر فبراير الجارى اخر افلام المخرج الكبير داوود عبدالسيد "قدرات غير عادية" بعد عرض مجموعة من افلامه فى يناير الماضى.

والفيلم بطولة خالد أبوالنجا ونجلاء بدر ومريم تامر وتدور أحداثه فى إطار أشبه بالفانتازيا حول رجل يصل إلى طريق مسدود فى أبحاثه عن الظواهر الخارقة والنشاطات غير الطبيعية، ويقرر أن يأخذ إجازة من حياته العادية، وينتقل إلى أحد المنتجعات على شاطئ البحر، ليجد نفسه وسط مجموعة من الأفراد الذين يبدو أنهم يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة كان يسعى لاكتشافها طوال حياته.

كما يعود فيلم "هرج ومرج" لدور العرض فى منتصف الشهر الجارى من خلال سينما زاوية فى وسط البلد ضمن مجموعة من الافلام المقرر عرضها فى برنامج هذا الشهر، بطولة ايتن عامر ومحمد فراج ورمزى لينر واخراج نادين خان ويحكى الفيلم عن قصة حب ضائع فى وضع مثير للجدل وشباب فى العشرينيات، يعيشون فى مجتمع يقتصر على تلبية الاحتياجات الأساسية رغم الهرج والمرج. ويشهد شهر فبراير تكريم سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة فى الفترة من 20 وحتى 22 فبراير الحالى بعرض مجموعة مختارة من افلامها التى تعد من أيقونات السينما المصرية، للاحتفاء بما تركته لنا من روائع السينما العربية.

غسان مطر فى حالة صحية حرجة

يرقد حاليا الفنان غسان مطر داخل غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات بالمهندسين حيث يعانى من حالة صحية متدهورة، بسبب إصابته بمرض سرطان المعدة. غسان مطر (8 ديسمبر 1938 - 2015)، ممثل فلسطينى، اسمه الحقيقى عرفات داوود حسن المطرى. عاش فى مخيم البداوى الواقع شمال لبنان وعمل فى لبنان ومصر فى العديد من المسلسلات والمسرحيات، ‏وعمل فى أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطينى. 

فى السينما المصرية، كثّف أدواره ‏فى الشخصيات الشريرة ومن أهمها دوره فى فيلم الأبطال (فيلم) أمام فريد شوقى وأحمد رمزى، وقام بدور بارز فى الفيلم التليفزيونى "الطريق إلى ‏إيلات". وتولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب. ‏

ممثل فلسطينى الأصل ولد فى شمال لبنان بمخيم البداوى، اهتم بالفن والسينما منذ الصغر وتأثر بهما حيث اهتم بتقليد وتجسيد شخصيات الفنانين المختلفة وتقمص أدوارهم، كانت بدايته من خلال التلفزيون المصرى حيث قدم من خلاله مسلسل (دائرة الضوء) ونتيجة لملامحه القوية وصوته الأخشن حُصر بأدوار الشر التى تميز بأدائها ببراعة شديدة وحقق من خلالها الشهرة والنجومية، وقد عمل فى لبنان ومصر فى العديد من المسلسلات والمسرحيات، ‏وعمل فى أفلام تعبر عن الكفاح الفلسطينى، وتولى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب.‏ لم يتوقف إبداعه عند التمثيل بل امتد ليشمل التأليف أيضا حيث قدم فيلمه الأول الفلسطينى (الثائر) عام 1996. 

الأهرام المسائي في

16.02.2015

 
 

أم كلثوم التى لم يعرفها أحد

بقلم: يوسف القعيد

أربعون عاماً مرت على رحيلها وما زالت هى الحقيقة - ربما الوحيدة - المؤكدة فى دنيا الطرب والغناء. لكن رقم السنوات الذى مر علينا بعد رحيلها يعنى أن كل مصرى وعربى ومسلم أكمل الأربعين من عمره لم يرها ولم يستمع إليها مباشرة ولم يتعامل مع حكايتها عن قرب. فما بالك بالأجيال التى ولدت بعد الجيل الذى أكمل الأربعين من عمره هذه الأيام. لذلك قد يبدو مهماً أن نستمع لشهادات من عاصروها. واقتربوا منها. وكانت بينهم وبينها حكايات. 

تلك رؤية عن قرب. ربما كانت شديدة القرب بأم كلثوم الإنسانة قبل المطربة. والإنسانة هى التى تخفت وراء المطربة ولم يعرف عنها أحد الكثير حتى لمن عاصروها واقتربوا منها وربما كتبوا عنها كتباً ومقالات كثيرة. فصاحب الحكايات هو الأستاذ محمد حسنين هيكل الذى كان فى نقطة الجوهر بالنسبة لما جرى منذ ستينيات القرن الماضى وحتى الآن. 

تحدث الأستاذ عن أم كلثوم التى لم يعرفها أحد. لقد تعامل الجميع مع النجمة الكبيرة. لكن المعرفة الحقيقية بها كانت من الأمور الغائبة. تستطيع أن تقول إنها قرأت الشعر. وأمضت سنوات عمرها الأولى ترتل القرآن الكريم والتواشيح القديمة. حفظت القرآن الكريم، وقرأت السيرة النبوية، ودواوين شعر كثيرة حتى تختار ما يمكن أن تغنيه، وساعدها مثقفون فى المقدمة منهم أحمد رامى. 

- ولكنها لم تقترب من شوقى أشعر الشعراء، فى الفترة التى غنت فيها القصائد الشعرية؟!.

غنت له فى حياته: سلوا كئوس الطِلا. رآها شوقى فى سهرة رفضت فيها الاقتراب من الشراب، ويبدو أن ذلك لم يعجبه. فى اليوم التالى ذهب إليها وقدم لها القصيدة، التى تبدأ: سلوا كئوس الطِلا. هل لامست فاهاً. وبعد ذلك مات شوقى. لقد تكلمت أم كلثوم مع شوقى مرتين أو ثلاثة، ولكن أحمد رامى كان رفيق عمر دائما لها. وإن كانت أم كلثوم قد قدمت لشوقى خدمة ضخمة جداً بما قدمته من قصائده بعد وفاته. ابتداء من سلوا قلبى غداة سلا وتابا، وولد الهدى، وغيرها من الروائع. 

قلت: كان أحمد رامى عاشقاً لها. صدرت فى باريس رواية عن حالة العشق، تحولت لعرض مسرحى، ثم ترجمت للعربية وعنوانها: كان حلماً من خيال فهوى!. 

لم يكن مجرد عاشق من طرف واحد. كان معلماً ومثقفاً. أم كلثوم شافت وتعرضت لأناس كثيرين بحكم عملها. كانت موجودة وسط صحفيين، مثقفين، ناس من الدرجة الأولى. أم كلثوم تعرضت ثقافياً لمؤثرات أولية، بدءاً من المؤثرات التقليدية وأولها ترتيل القرآن الكريم، وكانت لها تجربة عريضة فى الحياة. 

مثلاً كانت تذهب إلى طبيبها الخاص، فيقول بعض الأمور عن المستشفيات والأوضاع التى فيها والعلاج والحلول المطلوبة، فتتكلم مع الرئيس حول الأمر وتناقشه فيه. وكانت تلتقى أقرباءها من الريف وتسمع عن الهموم وترى بعض المشاكل وتعود من البلد، وعندها ما تريد قوله عن قريتها وعن الريف عموماً، فتقوله للرئيس. 

كانت تتكلم معه باحترام والحواجز موجودة وقائمة، وهذه الحواجز لم تكن مفروضة أو مطلوبة من الذين يذهبون للقاء عبدالناصر، خاصة الذين عرفوه بعد أن أصبح زعيماً، بمعنى أنه لم تكن هناك تعليمات عند سكرتارية الرئيس، تطلب من الذين يقابلونه أن يعاملوا الرئيس بطريقة محددة، وأن يتكلموا وفق إيقاع معين، لا السكرتارية كانت تفعل هذا ولا رجال البروتوكول، ومع هذا كنت تشعر أن الحواجز موجودة. إنها حواجز ذاتية ناتجة عن حالة الكاريزما التى كانت تشكل هالة حول عبدالناصر. 

- بدأت علاقة أم كلثوم مع رجال يوليو بحادثة غريبة، عندما منع رجال يوليو إذاعة أغانيها بحجة أنها غنت لفاروق فى العهد البائد؟!.

فتحى رضوان خطر له ذلك، كمجرد فعل عفوى. وجمال عبدالناصر أوقف هذا الكلام بمجرد علمه به. أم كلثوم كانت قد غنت للملك فاروق فى اليوم الذى منحها فيه نيشان الكمال. ما زلت أذكر هذا اليوم جيداً. كانت من المفروض أن تغنى فى النادى الأهلى، وكان صديقك العزيز ضاحكاً فكرى أباظة الذى كان من مجانين أم كلثوم، موجوداً فى النادى الأهلى فى هذه المناسبة. 

وأم كلثوم كانت تذهب إلى النادى الأهلى من أجل خاطر فكرى أباظة. كانت عندها صداقات غريبة فى حياتها. كانت هى وحدها التى تعرف السبب فيها وسر حرصها عليها. المرة التى غنت فيها أم كلثوم للملك، كانت قد ذهبت للغناء فى النادى الأهلى. وغنت أغنية: الليلة عيد ع الدنيا سعيد. عز وتمجيد. وانت حبيبى. 

- الأغنية التى عنوانها: حبيبى يسعد أوقاته؟!.

القصة الداخلية للقصة. إن مصطفى أمين قال لكريم ثابت إن أم كلثوم ستغنى فى النادى الأهلى. وستصبح عملية لها مردود شعبى هائل، لو حضر الملك ومنحها وسام الكمال. أم كلثوم كانت ستغنى فى النادى الأهلى بصورة طبيعية. وجرى ترتيب الأمور. ثم ذهب الملك إلى النادى الأهلى. ودخل الملك أثناء الغناء. أم كلثوم غنت: عز وتمجيد. تسلم وتدوم. وبدلاً من أن تقول: وانت حبيبى، قالت: وانت مليكى. 

- ولكن أم كلثوم كانت تعرف مُسبقاً أنها ستحصل فى هذا الحفل على نيشان الكمال؟!.

فعلاً، كان فكرى أباظة قد أبلغها بذلك مسبقاً، ويومها جاءت بأحمد رامى، وهو الذى غير وانت حبيبى لتصبح وانت مليكى. إن الفارق بين أم كلثوم وعبدالوهاب كبير. لم يحدث أن أم كلثوم غنت للإنجليز. عبدالوهاب غنى للإنجليز وربما بالضرورة، وأنا استمعت إلى هذه الأغنية مرات كثيرة. وهى قصيدة أحمد شوقى التى يقول فيها: 

أعلى الممالك ما كُـرسيه الماء - ومـا سـياسـته بالحق شَـمَّاء - يا جيرة المانش حلاكم أوبتكم - ما لم يطوف به الآباء أبناء.

وهى قصيدة قالها أحمد شوقى عن إنجلترا فى الحرب العالمية الأولى. وهذه الأغنية عملتها الإذاعة المصرية التى كان يديرها سعيد باشا لطفى. وأظنه كان صاحب اقتراح غناء القصيدة. وقبول عبدالوهاب غناءها لا يؤثر فى مكانته، ولا تصح محاكمة عمالقة الفن بمعايير السياسة ومتغيراتها. 

الأهرام اليومي في

16.02.2015

 
 

Shades of Grey 50 ضحية الغرفة الحمراء

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

ترى هل بين الارقام والايروتيكية علاقة ما؟ بعد 30 عاماً تقريباً على ما اعتبر من اشهر الافلام الايروتيكية الاميركية Nine 1/2 Weeks، تقدم السينما شريط 50 Shades of Grey الذي يحصل على علامة 2 على 10 في مادة الايروتيكية المثيرة مقارنة بفيلم "تسعة اسابيع ونصف"، لأنه اشبه بشريط راشد قليلاً للمراهقين، فيه رومانسية مسطحة قد تعجب فئة محددة من الجمهور، وهي ممنوعة من رؤيته في لبنان (الفيلم لمن هم فوق الـ21) إضافة الى اباحية سادية ومازوشية مملة ومضجرة تدور في اطار لامع وانيق.

اذن لكل الذين توقعوا شريطاً جريئاً واباحياً جداً، بعدما قرأوا الرواية الاولى من ثلاثية الكاتبة البريطانية إي إل جيمس التي صدرت عام 2012، يؤسفنا أن يعلموا ان توقعاتهم لن تكون في مكانها. لكن تماماً كما لم يتأثر قراء العالم بآراء النقاد الذين اعتبروا أن الروايات تجسد الإنحطاط الادبي المرتكز فقط على كتابة غرائزية ومسطحة، فأقبلوا ـ أي القراء ـ على شرائها بلغات عدة واصبحت بعد اشهر من صدورها الأكثر مبيعا في العالم (أكثر من 100 مليون نسخة مترجمة الى 52 لغة)، لن يتأثر الراغبون في مشاهدة الفيلم بآراء النقد السينمائي السلبي بالنسبة الى الفيلم. الفيلم يحقق نجاحاً كاسحاً بعد اقل من اسبوع على بدء عرضه في لبنان، (عدد من شبكات السينما اللبنانية تعرضه في 4 صالات في مكان واحد) رغم انه مخيب جداً.

الفيلم من اخراج البريطانية سام تايلور جونسون ويروي حكاية الشابة العذراء البسيطة اناستازيا ستيل (داكوتا جونسون) التي تقصد الملياردير الشاب العازب كريستيان غراي (جايمي دورنان) لاجراء مقابلة معه لمجلة الجامعة. سحره ينومها مغناطيسياً، وبراءتها تشده وتدفعه لادخالها الى عالمه السري، فيطلب منها توقيع عقد يحولها خاضعة لسيطرته الجنسية ومنفذة لاهوائه السادية المازوشية داخل غرفة العابه الحمراء. وقوعها في غرامه يدفعها للموافقة على عيش مغامرة من الفانتاسمات السادية، ولمحاولة اختراق برودته وسيطرته وقوانينه الصارمة، على امل ان تغيّره فيتحول مثلها عاشقاً رومانسياً...

أن يكون الشريط الاباحي سخيفاً وسطحياً، هذا أمر متوقع، لكن ان يكون ايضاً مملاً ومضجراً وغير جريء كفاية، فهذا فعلاً اصعب ما قد يواجهه فيلم ضمن هذا التصنيف. اجواء باردة، حبكة مليئة بالكليشيهات، غياب اية معالجة لمسببات تلك الميول الجنسية، حوارات فارغة، شخصيات سطحية لم تستغل تعقيداتها وخلفياتها كما يجب، واباحية مقدمة بطريقة مهذبة نوعاً ما تصويرياً حتى لا تصدم باظهار بعض الاجزاء الحميمة جداً من جسد البطلين. هذه العوامل اثرت كلها في داكوتا جونسون (ابنة الممثلين ميلاني غريفيث ودون جونسون) وجايمي دورنان، بطلي الفيلم غير المعروفين وغير المقنعين كثيراً بالكيمياء بينهما رغم جاذبيتهما الجسدية، وخصوصاً انهما اضطرا الى تصوير اصعب ما قد يواجهه الممثل عادة، مشاهد العري والجنس المحرجة.

النهار اللبنانية في

16.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)