كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

رؤية نقدية:

هل يقدم فيلم "صعود جوبيتر" أي جديد؟

أوين غلايبرمان - ناقد سينمائي

 

من خلال فيلم "صعود جوبيتر"، يعود مخرجا فيلم (ماتريكس)؛ الأخوان آندي ولانا واتشوفسكي إلى عالم أفلام الخيال العلمي، إذ يأملان في تحقيق نجاحهما الأول في هذا المضمار منذ أكثر من عقد من الزمان.

في السطور التالية يستعرض الناقد الفني أوين غليبرمان رؤيته النقدية لهذا العمل.

ربما سيعتبر المخرجان واتشوفسكي المثال الأكثر إثارة للدهشة في تاريخ السينما لأولئك الذين يُعرفون دائما بالنجاح الذي حققوه من خلال عمل واحد.

فمن خلال فيلم "ماتريكس"، الذي أُنتج عام 1999، قدم الاثنان - وعلى نحو مذهل ومعقد في الوقت نفسه - عملا ذا طابع حركي يصور البؤس الإنساني المتمثل في مجتمع يتشابه في بعض جوانبه مع مجتمعنا.

في ذلك المجتمع، كان يتعين فصل عقول المواطنين عن شبكة إليكترونية خبيثة تحفل بصور زائفة، وذلك حتى يتسنى لهم رؤية الحقيقة.

لكن حقيقة أن "ماتريكس"، الذي بدأ كفيلم خيال علمي ذي طابع شديد الإثارة، قد انتهى إلى حل الصراعات التي دارت في إطار أحداثه عبر اللجوء إلى رياضات بدنية مثل الكونغ فو، كان يفترض من الوجهة النظرية، أن تشير إلى وجود قصور في حبكته.

غير أنه حتى في مشاهد القتال البدني، أظهر الأخوان واتشوفسكي، أنهما أول من نجح في استلهام روح العصر الرقمي، بين نظرائهما من صناع السينما.

ولهذا السبب، تمكن فيلم "ماتريكس" من البقاء في الذاكرة كفيلم ناجح.

رغم ذلك، فكل ما فعل المخرجان خلال الأعوام الـ 16 منذ أن رأى "ماتريكس" النور، لم يتعد ابتكار طرق أكثر فخامة لتزيين وزخرفة إنجازهما الأصلي الذي تحقق في هذا الفيلم واستخدامه في الأعمال التالية.

فكل الأفلام اللاحقة التي قدماها؛ كشفت عن أنهما يحاولان على ما يبدو أن يصبحا أشبه بالمخرج الأمريكي الرائد دي.دبليو غريفيث.

غير أن رؤية الأخوين واتشوفسكي، اتضح أنها ليست سوى رؤية فنية قد يعجب بها البعض ولكنها مبتذلة في جوهرها، وذلك عبر إعادة تناول قصص تدور حول تيمة الخير في مواجهة الشر، أو حول الصراع بين الكواكب، وكل ذلك يكتسي بطابع يمتزج فيه فن خبراء في مجال المؤثرات السينمائية مثل السويسري هانز رودولف غيغر، بعمل فنانين مثل الممثل والكاتب الأمريكي روبول.

فقد أثار الجزءان الثاني والثالث من"ماتريكس" الكثير من الجلبة للدفع بالتيمة الخاصة بالتحكم في العقول إلى أشواط أبعد.

لقد أصبحا عملين شديديّ التعقيد، وهو ما أدى إلى أن يصير المشاهدون أنفسهم هم من يريدون أن تُفصل عقولهم عن هذه الشبكة المعقدة من الأحداث.

أما فيلم "سبيد راسر" الذي أُنتج عام 2008، فقد كان ذا طابع استثنائي من حيث مظهره، إذ بدا أشبه بانفجار في مصنع للحلوى، ولكنه لم يُخلّف رغم ذلك أثرا يذكر.

كذلك، فإن فيلم "كلاود أطلس" الذي أُنتج عام 2012 ويعد بشكل كبير أفضل الأعمال التي قدمها الأخوان في مرحلة ما بعد "ماتريكس"، كان أشبه بالمسلسلات التليفزيونية.

ولكن الفارق تمثل في كون أحداث هذا العمل تدور على نطاق كوني أوسع، وتتنقل من زمن لآخر على نحو متقن، وهو ما يقود لأن يجسد كل من الممثلين المشاركين في العمل بضعة أدوار.

ولكن حتى البراعة والطابع الطريف اللذين اتسم بهما العمل، بدا أنهما جاءا بعناء ومشقة.

الآن، يعود الأخوان واتشوفسكي، بشجاعة ودون وجل إلى الانغماس في تقديم قصة خيالية جامحة ومبهرجة من تلك المتعلقة بالفضاء الخارجي، من خلال فيلم "صعود جوبيتر".

الفيلم الجديد عبارة عن عمل آخر ذي طابع هجومي؛ يبدو جذابا من حيث المظهر، ولكنه غير ذي عمق فكري كبير، وتدور أحداثه حول شرور من الفضاء الخارجي، وكذلك أبناء الأرض الأبرياء الذين يتأثرون بقوى آتية من خارج كوكبهم.

وتقوم ببطولة الفيلم ميلا كِونيس، التي تجسد دور جوبيتر جونز، تلك الشخصية التي تشبه شخصية "نيو"، التي تظهر ضمن أحداث فيلم "ماتريكس"، في أن كلا منهما "شخصية مصطفاة".

في الظاهر، تبدو جوبيتر جونز مجرد مديرة منزل بائسة الحال في شيكاغو، لكنها في حقيقة الأمر ليست سوى امرأة تتجسد فيها روح ملكة متوفاة من كوكب جوبيتر عبر استنساخ الأرواح؛ وهي ملكة يتشاجر أبناؤها الثلاثة البالغون على مصير ملكية عقارية ما، تحمل اسم "كوكب الأرض".

أمور فضائية غريبة الأطوار

ويجسد الممثل إيدي ردمين دور بيلَم؛ الأخ الأكثر شرا بين الأخوة الثلاثة، وهو ديكتاتور حقير يرتدي زيا ذا رقبة معدنية، يرغب في "حصد" أرواح أبناء الجنس البشري، بغية الحصول في الأساس على سائل يتم فصله عن الدم بالتخثر، ويُستخدم لتحضير مادة ذات طبيعة خارقة تُكسب من يتناولها الشباب والفتوة.

وبحسب العمل، يكفي المرء الاستحمام لمرة واحدة في هذه المادة، لمحو آلاف الأعوام التي تركت آثارها على ملامحه.

لكن تَيتس؛ الشقيق الأصغر لـ"بيلَم" والذي يجسد شخصيته الممثل دوغلاس بووث، يتوق لوقف مثل هذه الممارسة الهمجية.

أما أختهما كاليكي، (وتلعب دورها توبِنس ميدلتون)، فلا تلزم نفسها بأي من هذين الموقفين، رغم أنها في مرحلة ما من الفيلم تتلذذ وتستمتع ببشرتها التي عادت إليها نضارتها، كما لو أن السماء حبتها للتو بعملية تجميل.

في الأساس، يبدو فيلم "صعود جوبيتر" أشبه بفيلم "سويلَنت غرين" الذي أُنتج عام 1973، ذاك العمل الصادم الذي تتضمن أحداثه تحويل البعض لرفات البشر إلى طعام.

لكن الفارق هو أن "صعود جوبيتر" يبدو كما لو كان نسخة معاد صياغتها من ذاك الفيلم القديم، والهدف هذه المرة انتقاد خيلاء وزيف عالم عمليات التجميل، إذ يتناول العمل مدى الفظاعة الكامنة في فكرة إبادة الجنس البشري من أجل الحصول على مستحضر يضمن الجمال الدائم.

رغم ذلك، فإن الفيلم يُعنى أكثر - في حقيقة الأمر- بمشاهد القتال الذي يخوضه الأبطال وهم يحلقون في الهواء، بالإضافة إلى التقنية العالية التي استخدمت لرسم تفاصيل ومكونات مشاهد العمل بشكل عام.

وفي إطار أحداث الفيلم، يلعب الممثل تشاننيغ تاتوم دور كين، وهو مقتفي أثر محترف، يوجد رابط بين حمضه النووي (دي إن آيه) والحمض النووي للذئاب. وتتسم شخصية كين بالفظاظة ذات الطابع النبيل بعض الشيء.

ومن خلال تجسيده لذلك الدور بشعر مصفف بعناية ولحية مشذبة على شكل مثلث مقلوب، أصبح تاتوم أشبه بشخصية "هان سولو" التي ظهرت في ثلاثية أفلام "ستار وورز" (حرب النجوم)، ولكن بطابع تتسم به الشخصيات القادمة من بيفرلي هيلز.

وقد خاض تاتوم خلال العمل العديد من مشاهد الصراع البدني العنيف التي تدور في الهواء.

وفي تلك المشاهد، بدا وكأنه يتزلج في الهواء، وهو أمر يُحدث تأثيرا بارعا، ولكن تلك المشاهد ظلت أقل إثارة للدهشة والإعجاب من مثيلاتها التي كان تتالى بسرعة البرق على الشاشة ضمن أحداث "ماتريكس".

وربما يكون هذا الفيلم الجديد هو أكثر الأعمال السينمائية التي قدمها الأخوان واتشوفسكي تقليدية على الإطلاق، وهي تلك الأعمال التي لم تكن مُعدة بشكل جيد من الأساس.

فقد بدا الفيلم جزئيا كما لو كان أحد الأعمال المملة التي قدمها المخرج جورج لوكاس في المرحلة التي سبقت سلسلة "حرب النجوم"، باستثناء أننا هنا بصدد بعض الممثلين الذين أدوا أدوارهم بأناقة وزهو غريبين يناسبان أولئك الشبان ذوي الطابع الساحر الذين ظهروا في بريطانيا في ستينيات القرن الماضي، وكانوا يعشقون موسيقى الروك آند رول.

فبكل ازدراء للطبقة الارستقراطية، يؤدي ردمين مشاهده في العمل كما لو كان يلتهم طعاما شهيا يُقدم في مطعم فاخر، وهو ما يجعله في نهاية المطاف أقرب لشخصية أكثر انغماسا في الملذات كتلك التي كانت للمغني البريطاني دافيد بوي، الذي حظي بالشهرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

أما بووث فقد أدى دور تَيتس كما لو كان يجسد شخصية متفائلة على نحو مفرط من تلك التي تمثل أحد رموز الموجة الجديدة في الموسيقى التي سادت في ثمانينات القرن العشرين.

وعلى كل الأحوال، فإن أداء هذيّن الممثليّن يجعل المرء يواصل مشاهدته للعمل.

لكن رغم ذلك، فإن كِونيس – تلك الممثلة المحبوبة – لا تقدم للأسف أكثر من مجرد أداء فاتر، وكأنها مجرد عارضة أزياء عابسة، اختيرت لتقديم دور ماثيو كيدمان في فيلم "ذا غيرل نيكست دور" (الفتاة التي تعيش في الجوار).

ويمكن القول إن اللقطات السينمائية التي ينفذها الأخوان واتشوفسكي ذات تأثير فوري ومباشر، إذ تعطي للمشاهد انطباعا بأنه جزء منها، وبمقدوره الوصول إليها، بل ويشعر أن بوسعه على سبيل المثال؛ لمس سفن الفضاء وهي تمر عبر الثقوب المتوهجة لتغوص في قلب الهالة الحمراء الضخمة المحيطة بجوبيتر، تلك الهالة التي بدت في أعين صناع الفيلم وكأنها محيط منذر بالشؤم والسوء، خطته ضربات فرشاة الرسام الهولندي الراحل فان جوخ.

من جهة أخرى، يبقى العمل ذا طابع تقليدي، إلى حد أن نجومه - المعتادين على السير على البسط الحمراء في المهرجانات السينمائية - قد يحققون نجاحا جماهيريا، في بقاع سبق وأن فشلت فيها غالبية الأفلام التي قدمها الأخوان واتشوفسكي في مرحلة ما بعد "ماتريكس".

غير أن ثمة فكرة هنا يتعين أن يضعها صناع الفيلم في الاعتبار، ألا وهي أن هناك سببا يجعل الفيلم جديرا بالمشاهدة رغم كون فكرته مستهلكة، ومع وجود ملمح معين جذاب فيه يثير ضحك مشاهديه.

ويتمثل هذا السبب في أن أداء آندي ولانا واتشوفسكي في الإخراج السينمائي، أفضل منه بكثير في كتابة السيناريو.

فقد ابتكر الاثنان فكرة عظيمة قام على أساسها فيلم "ماتريكس"، ولكنهما عندما عبرا عن هذه الفكرة على الشاشة، قدماها عبر استخدام رشيق للصورة السينمائية، بقدر أكبر من الاعتماد على سيناريو يتضمن أفكارا تتسم بالأصالة.

في نهاية المطاف، يتعين على الأخوين واتشوفسكي ألا يحاولا في عملهما المقبل الظهور في ثوب أصحاب الرؤى السينمائية في مجال أفلام الخيال العلمي، نظرا لأنه صار واضحا أن رؤيتهما في هذا الشأن بلا مضمون حقيقي.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Culture.

الـ BBC العربية في

11.02.2015

 
 

فيلم "مع أني أعرف أن النهر قد جف"

ضحى عبدالرؤوف المل

يعتمد مخرج الفيلم القصير " عمر روبرت هاميلتون"  على المؤثرات السمعية والبصرية المؤدية الى إثارة الحواس والشغف في تتبع الحركة،  لمعرفة ما هو المضمون بالكامل،  فللبحر الذي بدأ به الحركة التصويرية عمقه،  ولصوته دلالة على الصراع النفسي العاصف بالإنسان التائه بين وطنه المحترق بالحروب والاحتلال الذي يقيد الإنسان،  ويجعله مكبلاً وهو بين أهله وعلى أرضه فلسطين  الموجوعة مع أهلها،  والخائفة من المجهول،  والمحاربة من اجل المستقبل،  فما بين الهجرة والبقاء طفل سيولد،  فهل من سلام يولد على غير ارض الوطن؟ 

دراما في فيلم قصير مؤثر عاطفيا ومشاهد مترابطة مع الحركة المفتوحة على معاني الحيرة والندم، والوجع، والأسرة المتماسكة لابن أراد العودة الى فلسطين بعد هجرة تتجدد بمختلف الأشكال الزمنية حيث الذكريات تلعب دورها، والعاطفة لها تأثيراتها والسياسة تتسبب في نزوح الكثير من من أبناء فلسطين الى الخارج، ولكن السؤال هل ينسى ابن فلسطين أرضه؟ لنحصل على الجواب في نهاية الفيلم من خلال استنتاجات بصرية عصفت بحواس المتلقي، وتركته يلمس الضغوطات النفسية التي يتعرض لها كل فرد في فلسطين ، فالفلسطيني يتمسك بالعودة مهما طال الغياب او الانتظار، ومهما زادت لغة القتل والدمار وسلب الحريات وحقوق الإنسان منذ بداية الاحتلال وحتى الآن . 

يبحث بطل الفيلم عن الأمان لابنه الذي ما زال جنينا في بطن ام خائفة على مستقبل من ينمو في أحشائها، وأم تنصح ابنها بالعودة بتكرار لا يمل منه المشاهد ولا سمع المتلقي ارجع ..ارجع..، فصوت الأم يهدر كالبحر ما بين الحنان والغضب لمسة حسية تجمع بين القوة والضعف في صوت فلسطينية تريد من ابنها العودة رغم كل الأخطار المحيطة بها قائلة " ارجع لبلدك " ما بين الهوية الفلسطينية والباسبور لأميركا خطوات مقيدة كموج يلفه الزبد، وحيرة تملأ القلب قهرا ، رغم ان خلف الحدود ترتسم حرية ما، ولكن في الحقيقة ما من حرية يشعر بها الفلسطيني وهو يشعر ان أرضه مغتصبة . لأنه كلما ابتعد زاد إحساسه بالانتماء لفلسطين، فهل يخاطب المخرج " عمر روبرت هاميلتون" بفيلمه القصير أبناء فلسطين لتحفيزهم على العودة؟. أم أن السفر لخارج فلسطين لا يعني أن لا عودة .

فيلم ذو صبغة درامية وطنية يتيح للمشاهد العودة بالذكريات الى حروب سنة 1948 دون الحاجة الى مزيد من المشاهد . لان الذاكرة الفلسطينية يكفي ان تمر أمامها مشاهد الحروب والاقتتال لتشعر بوجوب التحرير والبحث عن الحرية ، وهذا ما حاول قوله بطل الفيلم " قيس ناشف" وهو يناشد الحرية مستخدما الواقع في إبراز المفهوم العام للفيلم من وجع الأم والإصرار للعودة، وبنفس الوقت خوف الأم الشابة للخروج من فلسطين، ولكن للحنين أصالة لا يمكن نكرانها، وللكلمات وقع السيف، فالمعالجة الموضوعية لأشكال الفيلم الفنية ارتبطت ببعضها البعض، وضمن حبكة رؤيوية اكتملت فيها الأفكار والرموز التي تركها في كل مشهد لتؤدي دورها في استكمال الرؤية. 

حدث يستحق المعالجة الفنية ليقدم في فيلم قصير مدته لا تتخطى العشرين دقيقة ، وضمن عاطفة تحمل عدة نقاشات. اذ لا بد لمن يخرج من فلسطين ويفتقد للحرية من الإحساس بالواجب تجاهها ، كالإحساس تجاه الأم تماما والعودة الى أحضانها ، وبمصداقية يشعر بها كل فلسطيني بشكل خاص . اذ تنقل الصورة إشاراتها الرمزية بمرونة دراماتيكية وظفها " عمر روبرت " في ملامح الحمل والمرحلة الجنينية، وفي القبر الشاهد على الموت بعد ممارسات الظلم والقهر والموت ، ومن خلال نبات الصبير والولاعة ذات الذكرى الجميلة التي أهداها له الأخ المتأكد من استرجاع الولاعة من أخيه حين يعود. ليستفز به واجب العودة والتمسك بالأرض والأسرة وبالذات الفلسطينية التي نشأ على أصالتها، والجدار الفاصل والحواجز الحديدية وأصوات القصف وصور الدمار، والاهم من ذلك رواية مواسم الهجرة الى الشمال الرواية التي احتفظ فيها ليجد في داخلها صورة قديمة ترمز للعائلة وللوطن . 

حمل الصوت تناغمات مؤثرة حسيا وحوارات عميقة المفهومة ما بين الصوت والصورة، والمعنى فقد استطاع " باسل عباس" فتح العدسة على طبيعة خارجية باتساع نسبي. ليلاحظ من خلالها المشاهد ما أراده المخرج ، ليخلق نسبية بين هذا وذاك ، ويترك استنتاجاته التصويرية في الفيلم، وضمن المناظر الداخلية مع التعتيم الملازم والجزئي من خلال مشاهد تعذيب الأخ التي بقيت مستترة ، واكتفى فقط برمزية الصورة المنسجمة مع المشهد اللحظي . 

" رجعتونا للبداية " كلمات يقولها بطل الفيلم" قيس ناشف" ليمثل صراع الأجيال بين الحرية والعودة وتحرير الأرض حتى انتشار السلام الكامل . ليعم فلسطين وتحيا الأجيال القادمة دون خوف، فالفيلم معالج دراميا وأشبه بالتوثيق الرمزي بمراحل منه تاركا للمشاهد صياغة الفيلم ذهنيا كما يشاء، وكأنه يترك الأسس الأولية للرؤية الفلسطينية في حق العودة لنسمع بصوت قيس ناشف " بلدي" والفكرة الأساسية بتسلسلها الجميل .

كيف ضيعتك؟ من يا ترى فلسطين أم زوجته أم الأخ الذي افتقده ؟ ليجسد حقيقة اجتماعية يسعى اليها الشباب عند سعيهم للهجرة حيث تباينت المعاني تباينا تصويريا من اجل شد أواصر الحبكة بكل مفرداتها الفنية من تصوير وصوت، وحركة درامية في المشاهد. لإضفاء طابع مشكلة الهجرة من فلسطين والحنين للعودة اليها، فالصور ذات الزوايا القريبة تنسجم انسجاما جماليا تبوح بتفاصيل وجه" قيس ناشف" او الأم بعكس ما هو بعيد عند صورة الأخ الجالس على الكرسي، وكان الممثل يحاكي الكاميرا بحميمية تصل بمصداقية للمشاهد. ليخاطب الجمهور بحبكة سينمائية تتسم بالمشاركة مع المتلقي حيث يفتح المخرج " عمر روبرت هاميلتون" للجمهور مشاركته في صياغة الحبكة التي ينتظرها حتى نهاية الفيلم. 

" هون الحرية " لان الحرية لا تكون الا على الأرض التي نحن منها حيث الانتماء الأقوى للوطن برغم كل القيود المفروضة من الاسرائيليين، فبعض الصور من الأرشيف تؤكد على انتهاكات حقوق الإنسان، ولو بلمحة بسيطة منها الطفل الذي يصرخ أمام الجندي الإسرائيلي .فماهية الفيلم تتجلى في العناصر مجتمعة وبالفكرة المؤمن بها المخرج " عمر روبرت هاميلتون" لإيصالها بقالب تحفيزي يتشارك به معه ليبني الرؤية السينمائية بعاطفة يميل معها المتفرج ويتأثر وطنيا. مما يحقق دور الفيلم في استنتاج يحظى بعقلانية تسمح بالتفكر بحق العودة. 

"مع أني أعرف أن النهر جف" هو أول فيلم مستقل وجماعي التمويل ينتج في العالم العربي بعد الانتفاضات فيه، لصانع الأفلام والمنتج والمصوّر المقيم في القاهرة " عمر روبرت هاميلتون" . عُرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان روتِردام السينمائي الدولي عام وفاز بجائزة UIP، ورشح لجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان جوائز الفيلم الأوروبي، وفاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان أبو ظبي السينمائي.وهو مشارك حاليا في مهرجان عن قرب للأفلام والوثائقيات: نظرة مقرّبة على قصص من العالم العربي الجديد، الذي سيمتد على مدار أربعة أيام فيها الكثير من العروض والمحاضرات والنقاشات وورشات العمل. أقيم المهرجان على مسرح BBC Radio Theatre في مبنى بي بي سي العريق( Broadcasting House) وسط لندن من 31 تشرين الأول / أكتوبر إلى 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2014.

ذاكرة السينما: فيلم من يخاف فرجينيا وولف

عرض: كمال لطيف سالم

تمثيل اليزابيث تايلر, ريتشارد بيرتون

إخراج مايك بلوكرس

عن مسرحية المؤلف إدوارد ألبي صاحب مسرحية (حديقة الحيوان والحلم) الأمريكي الذي ولد في واشنطن سنة 1928 وهو امتداد لمدرسة العبث, ومسرحيته التي حولت إلى فيلم سينمائي حققت نجاحاً باهراً طوال سني عرضها في عواصم العالم وفرجينا وولف هي مبدعة مدرسة تكنيك تيار الشعور في الرواية الحديثة مع مقاربها جيمس جويس.

والفيلم يركز على محاور ثلاثة هي, اللهو, التطهير, الخلاص. فالمدرس جورج-ريتشارد بيرتون، يدرس التأريخ في الجامعة وزوجته-اليزابيث تايلر-مارتا, وتدور مشاهد هذا الفيلم حول المشاجرة العنيفة بين الزوجين وهي على عهدة علم النفس طريقة للتواصل والحب. وتتداخل بين مشاهد التوتر حالة اخرى وهي مشاجرة بين الضيوف. وهنا تشير الزوجة إلى أخطاء زوجها ثم يأخذ الحديث إلى الأسرار الزوجية وبالمقابل يدور احتدام بين نقولا وزوجته هوني, ويظهر واضحاً في سياق الفيلم تناولها بشدة للكحول ووصولها حد الثمالة, وتظهر لنا لقطات ترينا حالات الشبق الجنسي بين كلا الزوجين المتشاجرين أي مارتا وجورج. والرمز في الفيلم هو الولد أو الرمز الوهمي. وهنا يظهر اسم وولف الذي يستخدم كرمز تخفيه الزوجة. ويرينا الفيلم بلقطات ومشاهد قريبة شدة الإنفعالات والخوف والقلق . فبطلة الفيلم تخاف من ترديد اسم فرجينيا وولف لأن ذلك يكشف سطح أعماقها. ويلعب البطل-ريتشارد بيرتون-دوراً رائعاً من خلال التقمص خاصة في القدرة على الانسجام وتأسيس عائلة. لاسيما الأمن المفترض أو الوهم في جسدها وهو استعارة العكاز الذي يستندان عليه. والفيلم يجسد لنا وضع العائلة المقابلة- تك وهني- فهي مجموعة تقابل الأولى وتتعارض معها غير أن المشكلة واحدة هي عدم الإنجاب. إنه عالم عدم البوح والخوف من المباشرة والصراحة فحالة التشنج التي تعيشها الزوجة والفصام وهي في حالة السكر حيث تتحول إلى وحش كاسر وتبخر الحلم الأمريكي العائلي المتمثل في الزوجين جورج ومارتا رغم كل الحب بين الزوجين حيث أنهما لم يتمكنا من أن يتسامحا مع بعضهم وتظل القضية تقاد إلى العدمية والمجهول.

إليزابيث تايلر بطلة الفيلم معنى اسمها – قطة هوليود المدللة- ولدت سنة 1932 في لندن في عائلة ثرية في بداية حياتها كانت نجمة الأغلفة ولجمالها تزوجت سبع مرات. كان زوجها الأول المليونير نك هلتون- وريث سلسلة فنادق هلتون الشهيرة. وبعد سنوات تزوجت بطل الفيلم ريتشارد بيرتون عندما اجتمعا معاً في فيلم- كليوباترا- ولعل قصة الصراع في حياتهما تشبه إلى حد ما قصة الفيلم- من يخاف فرجينيا وولف- إذ بدأت المشاكل بينهما وكان للخمر دور في إثارة عراكهما المستمر وكانت نتيجة ذلك أن افترقا بالطلاق عام 1974 غير أنهما سرعان ماعادا إلى الحب والاقتران مرة ثانية غير أن عودتهما إلى الإدمان دمر من جديد العلاقة الزوجية الثانية التي سرعان ما انهارت فانفصلا تماماً عام 1976.

وفي عام 1984 أصيب ريتشارد بيرتون بنزيف في المخ فمات عن عمر ناهز الـ 58 عاماً وترك كلمة عن حبه لزوجته اليزابيث, هل يمكن أن تكون هناك فرصة أخرى: من أشهر أفلام ريتشارد-بيكيت مع بيتر اوتول. الدكتور فاوست النزهة مع صوفيا لورين وغيرها.

مهدي عباس يوثق السينما العراقية عام 2014

قحطان الكروي

صدر حديثاً وعن دار الجواهري، كتاب ( السينما العراقية عام 2014 ) للناقد السينمائي مهدي عباس، ويتناول الكتاب في 144 صفحة بالألوان كل ما يتعلق بالسينما العراقية خلال عام 2014.

وقال عباس انه تناول في كتابه النشاطات السينمائية المحلية والمهرجانات السينمائية الدولية التي اشتركت فيها الأفلام العراقية, والجوائز التي حازت عليها السينما العراقية عام 2014.

وأضاف عباس ان الكتاب احتوى ايضاً على عروض الأفلام التجارية في بغداد عام 2014 ( عروض سينمات مول المنصور ) والاصدارات السينمائية لعام 2014 ، كما تضمن السينمائيون الذين غادرونا عام 2014 والانتاج السينمائي العراقي عام 2014 .

وذكر ان كتابه وثق فيه الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية والأفلام القصيرة، مشيرا الى ان هناك ملحق بالبوسترات لـ 90 فيلما عربيا من كل الأقطار العربية عرضت عام 2014 في بلدانهم.

يذكر ان للكاتب جهوداً كبيرة ومتواصلة في متابعة وتوثيق أعمال السينما والمسرح والإبداع العراقي، تخصص في مجال السينما منذ اكثر من ثلاثة عقود، عمل محرراً لصفحة سينما في جريدة الجمهورية للفترة من عام 1991 ولغاية العام 2003 ، واشرف على إصدار صفحات سينمائية في عدد من الصحف والمجلات المحلية. وهو معروف بنشاطه المميز وآرائه الجريئة فضلا عن فيض المعلومات التي لديه والتي منحته صفة الموثق لتاريخ السينما في العراق.

ويذكر ان للكاتب مؤلفات منها: دليل الفلم الروائي العراقي عام 1997، موسوعة المخرجين العرب في القرن العشرين عام 2000، كتابات في السينما العراقية عام 2006، جولة مع السينما الكردية عام 2009،ودليل الفيلم الروائي العراقي الجزء الثاني عام 2010،والدليل الشامل للفيلم العراقي الروائي الطويل 1946 – 2012 عن قسم السينما في دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة ،وكتاب السينما العراقية في عام 2013 ، كما انه اشترك في عدة مهرجانات سينمائية كعضو لجنة تحكيم، واصدر اول جريدة سينمائية هي جريدة (عالم السينما) بواقع 14 عددا وتوقفت بسبب عدم وجود دعم لها.

حين تستسلم الكاميرا للواقع.. تشرق الحقائق (بين الضلوع)!

وحيدة المقدادي

تشعر وأنت تتابع الفيلم الوثائقي العراقي (بين الضلوع) أنك تشاهد قطعة خالصة من الواقع دونما وجود للكاميرا أو المخرج أو أي من عمليات المونتاج اللاحقة . ويبدو أن هذا ما أراده مخرج الفيلم بالضبط. فقد ترك الكاميرا تسجل ما تراه مناسبا ومنطقيا وضروريا لتجسيد قصة صمود قرية صغيرة أمام الطغيان الداعشي الذي عبر عن نفسه بأبشع السلوكيات والأساليب ، والذي أكدت كل لقطة في هذا الفيلم انتصار أهالي قرية (الضلوعية) عليه بكل المستويات القتالية والمعنوية
قادنا مخرج الفيلم الدكتور عبدالرحمن ذياب، مدير المركز الثقافي العراقي بلندن، بسلاسة وعفوية الى جوانب متعددة من حياة القرية تاركا الأشياء تتحدث عن نفسها وتروي قصتها المشرّفة مع الإرهاب . المرأة التي تحمل البندقية على كتفها وهي تسير في المزارع على بعد أمتار من القتلة، وأطفال المدارس الذين تجاوزوا أعمارهم الصغيرة في رؤيتهم الصادقة للواقع ، والأطباء الذين يشرفون على علاج الجرحى في الزوارق النهرية التي باتت وسيلة النقل المثلى بعد أن تهدمت الجسور الرابطة وأصبح نهر دجلة الذي يحمي القرية من ثلاث جهات، صلة الوصل بين الأرض والناس. أما رجال القرية فهم في حالة تأهب دائم للقتال ، برغم الوجع النفسي الناجم عن فقدان الأهل والأبناء. فهؤلاء الناس يترقبون الموت وينتظرونه في كل لحظة بل هم يتمنونه طمعا بالشهادة، وكما قال أحدهم (عزيز المثلنا يظل راسه مرفوع). 

ومن الجوانب الإيجابية في الفيلم التأكيد على الوحدة الوطنية . فقد تحدث أهالي الضلوعية عن وجود أبناء المحافظات الجنوبية جنبا الى جنب معهم في أرض المعركة حيث جسد الواقع القتالي في القرية القيم البطولية المتوارثة وطبيعة العراق الاجتماعية السمحة. وتشعر أن هناك وعيا كبيرا بحقيقة ما يجري . وكان الجميع يتحدث بلغة واحدة تعبر عن الإيمان والإصرار والأمل، وأصدر أئمة المساجد خطابا جريئا يعبر عن رسالة الدين السمحاء التي تدين التطرف والاعتداء و تنبذ التفرقة المذهبية. وقال أحد رجال القرية أنهم فهموا منذ البداية أن الداعشيين لم يأتوا من أجل نصرة الدين وليس لديهم فكر واضح (يخسون أهل الراية السودة..!). وشكلت موسيقى (الجوبي) خاتمة رائعة للفيلم حيث أكد المخرج من خلال هذا المشهد على أن القصيدة والأهزوجة الشعبية والموسيقى الحماسية ما تزال تشد من أزر المقاتلين كما كانت تفعل دائما في تاريخ المعارك العربية.

قدم الفيلم رسالة تلقائية واضحة عن قرية عراقية شجاعة تواصل حياتها الطبيعية بقوة الإيمان والعزيمة برغم ما يتهدد سكانها من مخاطر كبيرة أودت بأرواح العشرات من أبنائها الذين باتوا يُدفنون في حدائق المنازل إذ لم يعد هناك فرق بين الموت والحياة. والملاحظ أن مشاهد القتال في الفيلم لم تستغرق أكثر من دقائق معدودة بينما مشاهد الحياة اليومية والبيئة الوادعة شكلت معظم وقت الفيلم. كما قدم الفيلم رسالة مهنية هامة تؤكد على أن بالإمكان انتاج فيلم مؤثر بأقل التكاليف. وقد تطرق مخرج الفيلم خلال الحوار الذي دار مع الجمهور بعد العرض الى هذا المفهوم مشيرا الى أن الإعلام التلفزيوني العراقي يعاني من الإفلاس، فالصحفي هو الذي يكتب التاريخ، مشيرا أيضا الى أن داعش أكذوبة كبيرة صنعها الأعلام وأنها ليست بالحجم الذي تبدو فيه.

اتسمت الأمسية، التي أقيمت في العاشر من كانون الثاني - يناير وكانت أولى أمسيات المركز الثقافي العراقي بلندن في العام الجديد، اتسمت بالمشاركة القلبية والحيوية من قبل الجمهور قبل وبعد العرض. فقد وجد الدكتور فرياد حويزي مايقوله عن قرية الضلوعية التي قضى فيها أسعد أيام عمله كطبيب منتدب، وناله من كرم أهلها وحسن ضيافتهم ما يتعذر محوه ُ من الذاكرة. وقال المصور الفوتوغرافي حسين السكافي أن صعود الكاميرا من لهب التنور حيث كانت إحدى نساء القرية تُعد الخبز، الى أعالي النخيل يجسد التحام الإنسان بالبيئة، وقال الدكتور سعدي الحديثي أنه لم يكن على دراية كافية بما يجري في الضلوعية قبيل مشاهدة الفيلم الذي نقل حياة الناس بكل عفوية ومصداقية. بينما قال المخرج والممثل الفنان جمال أمين، المشرف على نادي السينما، في افتتاحه للأمسية، أنه لم يسبق أن تجرأ مخرج عراقي على التصوير في مناطق القتال، وهي بلا شك خسارة تاريخية كبيرة حيث أنه لابد من توثيق الأحداث الجسام التي تجري على أرض العراق

تجدر الإشارة أن الفيلم تم تصويره في ظروف أمنية خطيرة قبيل أسبوعين من تحرير المنطقة من العصابات الإرهابية، وتزامن عرضه في المركز الثقافي العراقي بلندن مع الاحتفاء الرسمي بتحرير المدينة.

المدى العراقية في

11.02.2015

 
 

هند صبري: أزمة سوريا تكاد تكون أكبر مأساة في تاريخ البشرية

سامح الخطيب

ترى الفنانة التونسية هند صبري، سفيرة البرنامج العالمي للأغذية لمكافحة الجوع، أن الأزمة السورية تكاد تمثل أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية محذرة من تناقص التمويل الدولي بسبب كثرة الصراعات والنزاعات المسلحة.

تتذكر هند صبري بداياتها في العمل الإنساني قائلة «تعاونت مع برنامج الأغذية العالمي في 2009 بشكل غير رسمي وبدون منصب. زرت في ذلك العام لاجئين عراقيين في سوريا كما ذهبت للضفة الغربية ونابلس لزيارة الفلسطينيين. وفي يناير/كانون الثاني 2010 أصبحت سفيرة رسمية لمكافحة الجوع ومنذ ذلك الحين والمنطقة مشتعلة.»

وأضافت «في السابق كانت دارفور أكبر عملية لبرنامج الأغذية بالمنطقة، لكن الآن لدينا سوريا التي تكاد تكون أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية والأرقام جميعها تشير لذلك.»

وتابعت قائلة «بصفتي إحدى المشاهير أحاول نشر الوعي بمشكلات أهل سوريا، لكن بالطبع هناك أيضا مآس أخرى منسية بالمنطقة مثل اليمن.»

ويعمل برنامج الأغذية العالمي في سوريا دون انقطاع منذ بداية الأزمة هناك في 2011 ويقدم مساعدات لأكثر من أربعة ملايين شخص كل شهر إضافة إلى أكثر من 1.8 مليون لاجىء في البلدان المجاورة.

وقالت هند صبري إنها زارت مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن في سبتمبر/ أيلول 2012 عندما كان جديدا. وأضافت «كنا نعتقد أنه مؤقت ولن يستمر طويلا لكن للأسف لا يزال قائما حتى الآن. كانت سعته آنذاك 75 ألف لاجىء واليوم يضم أكثر من 300 ألف لاجىء».

وأضافت أن التمويل الدولي يتناقص كل عام بسبب اندلاع صراعات جديدة وظهور نقاط احتياج جديدة و»هذا خارج عن إرادة منظمات الإغاثة.»

طفلة لاجئة

تتعلق بذهن هند صبري صورة طفلة سورية لاجئة في بيروت كانت تحمل حقيبتها المدرسية على ظهرها عندما غادرت سوريا قبل عامين ولم تنتظم حتى الآن في أي مدرسة بسبب عدم توفر أماكن للأطفال اللاجئين.

قالت «الزواج وتكوين أسرة وإنجاب بنتين أضاف لي بعدا جديدا وإحساسا بالمسؤولية تجاه جيل آخر جديد سيتربى للأسف في عالم أكثر وحشية.»

وتابعت «الأمومة جعلت مشاعري أكثر صدقا تجاه من أقابلهم في المخيمات. يجب أن أكون موجودة بجوار هؤلاء الناس حتى يكونوا بجواري في يوم من الأيام.

«عندما أسافر.. أكثر ما يفطر قلبي الأمهات والرضع في مخيمات اللاجئين. أتخيل كيف تضطر امرأة حامل لترك منزلها في يوم وليلة وهي تعلم أنها ستلد في مخيم وسط ظروف قاسية بعيدا.»

وتساءلت «ما الفرق بيني وبين أي سورية؟ الفرق أني جغرافيا ولدت في بلد آخر بينما كان يحتمل أن أكون سورية أو يمنية أو عراقية.

«لم يعد هناك مكان آمن في العالم. لم يعد هناك مكان يمكن القول إنه بمنأى عن الخطر.»

جلباب «الجزيرة»

أطلقت هند صبري في يناير/ كانون الثاني مبادرة جديدة للتبرع لبرنامج الأغذية العالمي بأن عرضت في مزاد خيري جلبابا صمم خصيصا للجزء الأول من فيلم «الجزيرة» الذي حقق نجاها كبيرا شجع صناعه على إنتاج جزء ثان.

قالت «وجدت الفكرة أكثر جذبا للناس ولجمهور السينما الذي يود اقتناء شىء خاص بالفنان الذي يحبه ورآه به في فيلم على الشاشة.»

وأضافت «جديد على ثقافتنا نحن العرب التبرع عبر الإنترنت. فعدد من يملكون بطاقات ائتمان للإنترنت ليس كبيرا والمعظم يعطي مقتنياته للأقرباء والمعارف لكن الحملة حققت نجاحا وستستمر عبر دعوة فنانين آخرين للتبرع ببعض مقتنياتهم الشخصية.»

وقال مكتب برنامج الأغذية العالمي في القاهرة إن الفائزة بالمزاد مصرية تدعى منة الله لمعي وستتسلم الجلباب من هند صبري في مقر البرنامج اليوم الخميس.

ورفض مسؤولو البرنامج الكشف عن قيمة التبرع الفائز واكتفوا بالقول إن الحملة جذبت تبرعات من دول عربية وأجنبية.

والتونسية هند صبري من المشاهير الذين استعان بهم برنامج الأغذية في أنشطته إلى جانب المغني والملحن البريطاني سامي يوسف والممثل المصري محمود ياسين.

وهي تستعد حاليا لتصوير فيلم تونسي بعنوان «زهرة حلب» تأليف وإخراج رضا الباهي وتقول إنه يدور «حول من يسافرون من تونس إلى سوريا بذريعة الجهاد ولماذا يترك شخص أهله وبلده ويسافر باسم الجهاد للقتل والترويع في أرض أخرى.»

وترى الممثلة التونسية في الفن أحد مفاتيح الحل للأزمات التي تطحن المنطقة. وقالت «كثرة الأعمال (الفنية) هي التي تؤدي لتنوع الأذواق وتنوع الأذواق يولد في المجتمع فكر الاختلاف. وهذا الفكر هو أكثر ما ينقصنا بالعالم العربي.

«للأسف العنف والعنف باسم الدين كله نابع من شيوع فكر واحد سائد.. فكر القطيع الذي يحفظ ولا يفهم. ناس كثيرة ليس لديهم قدر كاف من الوعي أو قدر كاف من الثقافة أو العلم فيسيرون وراء أصوات تدعو للعنف لأنهم لم يجدوا صوتا آخر مختلفا.. صوتا يغرد في اتجاه آخر. الحرية هي التي تزرع ثقافة الاختلاف».

رسالة احتجاج من الجمعية المغربية لنقاد السينما إلى وزير الثقافة بسبب تهميش الثقافة السينمائية

الرباط – «القدس العربي»:

بعد إقصاء الجمعية المغربية لنقاد السينما من أنشطة المعرض الدولي للنشر والكتاب، المزمع تنظيم دورته الواحدة والعشرين من اليوم إلى 22 الشهر الجاري في الدار البيضاء، وجه مكتبها المسير رسالة احتجاج إلى وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي، موقعة بإسم رئيس الجمعية خليل الدمون بتاريخ 9 فبراير/شباط الجاري، فيما يلي نصها: «باسم المكتب المسير للجمعية المغربية لنقاد السينما يؤسفني أن أبلغكم احتجاجنا الشديد على إقصاء البرنامج المقترح من طرف جمعيتنا للمشاركة في أنشطة المعرض الدولي للكتاب وذلك لسنتين متتاليتين.
بعد إقصاء برنامجنا المقترح في السنة الماضية اتصلنا بالسيد مدير الكتاب والخزانات والمحفوظات لاستفساره عن سبب عدم إدراجه لمقترحنا، فبرر ذلك بالضغط الناتج عن كثرة المواد الإفريقية ووعدنا آنذاك بأن مقترحنا هذه السنة ستكون له الأسبقية على باقي المواد، لكن تبين لنا الآن أن إقصاء مقترحنا كان مقصودا لأسباب نجهلها.

إن الجمعية المغربية لنقاد السينما كانت ولا تزال من الهيئات التي تطالب بتبني الوزارة للثقافة السينمائية، إذ لا يعقل أن تكون الثقافة السينمائية اليوم في المغرب وفي العالم هي القاطرة الأساسية للثقافة، في حين تبقى وزارة الثقافة المغربية بعيدة كل البعد عن المجال الثقافي المرتبط بالسينما. 

وفي هذا الإتجاه كانت الجمعية المغربية لنقاد السينما من الهيئات الأولى التي وقفت إلى جانب مقترحات إدراج الثقافة في العمل السينمائي حتى لا تبقى وزارة الثقافة المغربية هي الوزارة الوحيدة في العالم العربي التي لا تشرف على العمل الثقافي السينمائي. وهكذا اقترحنا عند تنظيم المناظرة الوطنية للسينما في أكتوبر/تشرين الاول 2012 مجموعة من المقترحات تسير في نفس الإتجاه، اعتمد بعضها كعضوية وزارة الثقافة في لجنة دعم المشاريع السينمائية، وتأجل تنفيذ مقترحات أخرى أهمها إشراف وزارة الثقافة على الجانب الثقافي للعمل السينمائي من تنظيم المهرجانات ودعم الإصدارات السينمائية وخلق قاعات سينمائية في دور الثقافة وإضافة قسم السينما لمديرية الفنون.

إننا نقوم بكل ذلك من أجل ألا تبقى وزارة الثقافة في المغرب بمعزل عن أهم مكون في الثقافة المعاصرة ألا وهو مكون الصورة على غرار ما هو معمول به في كل وزارات الثقافة في جميع أنحاء العالم.

إن الجمعية المغربية لنقاد السينما، وهي تؤمن بضرورة أن تتبوأ الثقافة السينمائية المكانة اللائقة بها عند وزارة الثقافة، وتدافع عن ذلك في كل المحافل، الرسمية منها وغير الرسمية، تقابل بالإقصاء من طرف مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات ولا تبرمج أي نشاط له ارتباط بالثقافة السينمائية في الدورة الحالية للمعرض الدولي للكتاب والنشر، بالرغم من إرسالنا لمقترحاتنا في الآجال المطلوبة.

إننا، نعبر لكم عن شديد احتجاجنا على هذا الإقصاء المقصود من طرف مديرية الكتاب، وهو إقصاء يعكس عقلية وموقفا من الثقافة السينمائية، موقفا لا يخدم على الإطلاق صورة الوزارة في المشهد الثقافي المغربي. كما نلتمس منكم العمل على تصحيح هذه الوضعية وفتح قنوات التواصل بين وزارتكم وجمعيتنا خدمة للثقافة بوجه عام وللثقافة السينمائية بوجه خاص.

وتقبلوا في الختام مشاعر تقديرنا واحترامنا الصادقة».

القدس العربي اللندنية في

11.02.2015

 
 

السينما تكرّم الأبطال الحقيقيين في أربعة أفلام "واقعية"

محمد بركات

كما لو أنّ السينما قد ملّت من الخرافات والأساطير، ومن الأفلام الخرافية. إذ شهدت الصالات حول العالم في الأشهر الفائتة أربعة أفلام قويّة ولافتة مقتبسة عن قصص حقيقية، اثنان منها بطلاها لا يزالان على قيد الحياة، وشاركا في العمل على الفيلم. 

الأفلام هي "عيون كبيرة Big Eyes"، و"نظرية كلّ شيء The Theory Of Everything"، و"لا يُكسَر Unbroken" و"لعبة المحاكاة The Imitation Game".

فيلم "عيون كبيرة Big Eyes" يروي قصّة الرسامة مارغريت كين، التي "سرق" زوجها شهرتها، بموافقتها، طوال 15 عاماً تقريباً، بأن نسب اللوحات التي كانت ترسمها، لأطفال بعيون كبيرة، من منتصف الخمسينيّات حتّى نهاية الستينيّات.

الفيلم يروي الحكاية الحقيقية، وكيف أنّها في النهاية تقدّمت بشكوى قضائية انتهت بأن طلب القاضي منهما أن يرسما في المحكمة، وبالطبع عجز زوجها عن الرسم وفازت هي بالدعوى. لكنّ ما وراء الفيلم هو حكاية "المرأة" التي لم يكن الرجال يسمحون لها بالترقّي أو العمل في مهن "الرجال"، ولم يتقبّلها مجتمع النخبة الأميركية كرسّامة، بعد الحرب العالمية الثانية، فيما تقبّل زوجها حين نسب اللوحات إلى نفسه، وباع منها بملايين الدولارات حتّى باتت العائلة شديدة الثراء. 

يضيء الفيلم على قوّة "العلاقات العامة" و"الترويج" وتفوّقها على "الموهبة". وكيف أنّ الرجل الذي يستطيع إقناع الزبائن بشراء اللوحة أهمّ من الرسّام الذي أعطاها من قلبه وروحه، وقِس على ذلك في مهن كثيرة.

"يأخذنا فيلم "نظرية كلّ شيء" إلى حيث يختلط العلم بالشغف، والأحلام بالواقع، وكيف أنّ الذي اكتشف أنّ للزمن "نقطة بداية" في أولى أبحاثه، أقعده المرض، فهزمه، وهزم الزمن"

حتّى حين تلجأ إلى الكاهن الرسّامة المازومة نفسياً لأنّ هناك من يسرق "تعبها"، ينصحها بطاعة زوجها، ولم تخرج من القمقم إلا حين بدأ يصير مقبولا في الستينيّات أن تكون المرأة مستقلّة وقادرة على العيش وحدها، وأن تشهر مواهبها رغماً عن "الرجل". 

الرسّامة لا تزال على قيد الحياة، وفي ختام الفيلم نرى صورها إلى جانب البطلة التي لعبت دورها آيمي آدامز وفازت بجوائز عديدة عن دورها. 

الفيلم الثاني "لا يُكسَر Unbroken" يروي قصّة الشاب الأميركي لويس زامبريني، الذي كان بطلا أولمبياً، ثم شارك في الحرب العالمية الثانية كطيّار، ووقع في الأسر لدى القوّات اليابانية، حيث تعرّض للتعذيب ولمحاولة "كسره" لأنّه "بطل أميركي". 

يفشل الضباط اليابانيون في إغرائه بالتعامل معهم إعلامياً لإضعاف شعور الجنود الأميركيين، فيخضع لتعذيب أكبر وأقوى، وفي النهاية يعود إلى عائلته من خلال صفقة بين الجيشين الأميركي والياباني. 

في هذا الفيلم تحاول المخرجة أنجلينا جولي، الآتية من عالم التمثيل، أن تعيد إحياء البطل الأميركي لكن على طريقتها الرومانسية، وبلا إطلاق نار وتفجير مدن أو عمليات كوماندوس أسطورية. وتنجح في هذا. إذ إنّ المشاهدين ملّوا من حكايات الأبطال الخارقين. 

الفيلم الثالث "لعبة المحاكاة The Imitation Game" يكشف قصّة آلان توريغ، عالم الرياضيات البريطاني الذي كان له الفضل الأكبر في كسر شيفرة "أنيجما" النازية، بعدما كان كسرها مستحيلاً. تلك الشيفرة التي كانت القوات الألمانية تسيّر أعمالها الحربية حول العالم برسائل مشفّرة من خلالها. وقد رفض استخدامها بسرعة، وطلب حجب معلومة "كسر أنيجما" عن القيادة السياسية والعسكرية لبريطانيا والحلفاء، واستخدام المعلومات "بالقطّارة" لئلا تعرف القيادة الألمانية أنّ الشيفرة "سقطت" في أيدي الحلفاء.

""لعبة المحاكاة The Imitation Game" يكشف قصّة آلان توريغ، عالم الرياضيات البريطاني الذي كان له الفضل الأكبر في كسر شيفرة "أنيجما""

الفيلم يروي كيف أنّ رجلا ساهم في قلب موازين القوى، وفي أن يربح الحلفاء الحرب العالمية الثانية قضى منتحراً بعد سنتين من حكم أصدره بحقّه القضاء البريطاني، وأجبره على الخضوع لعلاج هرمونيّ بسبب كونه مثليّاً جنسياً. 

مثل فيلم "عيون كبيرة Big Eyes" الذي يعالج "حقوق المرأة" في خمسينيّات القرن الماضي، فإنّ "لعبة المحاكاة The Imitation Game" يناقش حكاية واحد من عشرات الآلاف الذين خضعوا لأحكام قاسية في بريطانيا منذ خمسينيّات القرن الماضي، قبل أن يتقبّل المجتمع البريطاني المثليين جنسياً. 

وتقديراً لإنجازاته فإنّ الملكة إليزابيت أصدرت عفواً ملكياً عنه في العام 2013. وقال وزير العدل البريطاني إنّه قصّر مدّة الحرب عامين تقريباً وأنقذ حياة 14 مليون إنسان. هو الذي أنهى حياته في العام 1954 بعد عامين من محاكمته بتهمة "ممارسة الفحشاء".

"لعبة المحاكاة" مثل "لا يُكسَر"، عاد إلى الحرب العالمية الثانية، كما لو أنّ السينما وقعت مؤخّراً في غرام الخمسينيّات، ربّما لأنّها، مثل تقليعات الموضة، لا تزال مواضيعها حاضرة، خصوصاً النقاشات العالمية حول المثلية وحقوق النساء ومقارنتهنّ بالرجال. 

أما فيلم "نظرية كلّ شيء The Theory Of Everything" فهو يحكي قصّة عالم الفيزياء تسيفن هاوكينغ، الذي لا يزال حيّاً. ستيفن أثبت أنّ "الزمن له بداية"، وبالتالي فلا بدّ أن يكون له نهاية. وهو صاحب نظرية "الثقوب السوداء"، التي انقلب عليها لاحقاً وأثبت عدم صحّتها. 

هاوكينغ ولد في العام 1942 وأصيب بمرض عصبي في الـ21 من عمره، فقال له الأطباء إنّه لن يعيش أكثر من عامين. حينها قرّرت جاين، الفتاة التي تحبّه، أن تعيش معه هذين العامين. لكنّه عاش إلى يومنا هذا. 

الفيلم يحكي قصّة حياته، وكيف تعذّبت زوجته وهي تراه يضمر ويصير عاجزاً عن الحركة، وأنجبت منه طفلين، ثم الثالث، وعاشت ترعاهم، لأنّها آمنت بالحبّ. ثم تقرّر بعد 20 عاماً أو أكثر أن تكمل حياتها من دونه.

يأخذنا الفيلم إلى حيث يختلط العلم بالشغف، والأحلام بالواقع، وكيف أنّ الذي اكتشف أنّ للزمن "نقطة بداية" في أولى أبحاثه، أقعده المرض، فهزمه، وهزم الزمن، إذ عاش أكثر من خمسين عاماً إضافية غير العامين اللذين توقّع له الأطباء أن يموت بعدهما.

هكذا تشترك أربعة أفلام سينمائية لاقت نجاحاً حول العالم في أنّها تعود إلى "الواقع"، الذي يبدو أكثر إبهاراً من "الخيال العلمي" ومن "الأساطير" ومن أفلام العنف والمطاردات وإنقاذ الكوكب من المخلوقات الفضائية أو الأمراض المعدية، أو أفلام نهاية العالم. تلك الأفلام التي أرهقت المشاهدين في السنوات الأخيرة.

السينما "تعود" إلى الواقع، كما لو أنّها تكتشف سحر "القصص الحقيقية"، وتكرّم "الأبطال الحقيقيين"، بدل أبطال الوهم والخيال. 

"تعود"، أو ربّما "تحطّ" لترتاح قليلاً، قبل أن تستأنف عملها سينما الخرافات والخيال.

العربي الجديد اللندنية في

11.02.2015

 
 

بعد الجدل الذي أثاره حول قرار استبدال الرقابة بالتصنيفات العمرية

رئيس الرقابة المصرية ورّط نفسه وأغلق هاتفه

أحمد عدلي

أغلق رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار فتحي هاتفه ولم يرد على إتصالات الصحافيين، بعد الضجة التي أثارها بإلغاء هيئة الرقابة ووضع تصنيف عمري للأفلام مع عرضها دون حذف المشاهد الجنسية بها.

القاهرةأثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس هيئة الرقابة على المصنفات الفنية عبد الستار فتحي عن إلغاء حذف المشاهد الجنسية والإكتفاء بالتصنيف العمري للأفلام ردود فعل متباينة في الوسط الفني جاءت في مجملها إيجابية نظراً لكون التصنيف العمري أحد مطالب السينمائيين منذ فترة طويلة، لكن الحقيقة التي لم يعلنها رئيس الرقابة هي أن كلامه غير دقيق.

فمسألة التصنيف العمري على الأفلام وإلغاء هيئة الرقابة على المصنفات الفنية لا ترتبط فقط بتعديلات قانونية من المطلوب صياغتها ضمن حزمة قوانين وتشريعات مرتبطة بصناعة السينما سيتم عرضها على لجان قانونية من مستشارين وخبراء قبل رفعها للحكومة ولرئيس الجمهورية لإقرارها أو تنتظر موافقة البرلمان عليها باعتبارها قضايا ليست عاجلة ولا داعي للتعجل في إقرار تعديلاتها في غياب البرلمان الذي سينعقد في مايو (أيار) القادم بعد إجراء الانتخابات في الشهر المقبل، ولكن هي مسألة مرتبطة أيضا بوجود توافق سينمائي حول الآلية البديلة التي سيتم استحداثها بديلاً للرقابة.

حتى الآن، لا يزال رئيس الرقابة يرفض الرد على هاتفه بعد إطلالته في بداية الأسبوع الجاري مع الإعلامية منى سلمان وحديثه عن إلغاء الرقابة على الأفلام اعتباراً من شهر أبريل(نيسان) والذي أظهر عدم تنسيق ومعرفة باللقاءات التي يقوم بها السينمائيين في التواصل مع الرئاسة من أجل عقد مؤتمر سينمائي يطرح جميع القضايا في مقدمتها الرقابة والقرصنة والرسوم التي يتم سدادها من أجل تصوير الأفلام وعرضها. علماً أنه أعلن القرار في حين أنه لا يملك آلية تنفيذه حتى الآن، فضلاً عن أن ضيق الوقت وإقرار القانون بالمصطلحات التي أعلنها سيجعل هناك حظراً لعرض أي عمل سينمائي يتناول الإلحاد بداعي أنه يشجعه، بالإضافة إلى أن تصريحه بمنع الأفلام الجنسية الصريحة يطرح العديد من التساؤلات حول الجهة التي يحق لها تقييم الفيلم وتحديد ما إذ كان فيلماً جنسياً مبتذلاً أم يناقش قضية.

في المحصلة، لقد خلق رئيس الرقابة جدلاً حول القرار وأغلق هاتفه في ظل وجود قرار سابق يمنع على أي من العاملين بالرقابة بالتصريح سواه، وسط انتشار التساؤلات والتحليلات التي تبقى رهن توضيحه، علماً أن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق: هل أخطأ رئيس الرقابة وقرر التزام الصمت أم أن هناك تشريعات خفية لا يعرفها صُنّاع السينما؟

إيلاف في

11.02.2015

 
 

بعد رينيه زيلويغر.. أوما ثورمان تفاجئ الجمهور بوجه «جديد»

خبراء ينصحون من في عمرها بالتعامل برقة أكثر مع وجوههن

لندن: «الشرق الأوسط»

الجمال الطبيعي إحدى السمات المميزة للممثلة الأميركية أوما ثورمان، بحيث أطلق عليها لقب «الممثلة الأكثر طبيعية»، إلا أنها جمهورها لم يتعرف عليها عند ظهورها في عرض آخر أفلامها «الصفعة» يوم الاثنين الماضي في نيويورك.

وقد صدم محبو الممثلة عند ظهور النجمة البالغة من العمر 44 عاما لسبب غريب، وهو ظهور جبهتها ناعمة من دون أي تجاعيد، وكان وجهها ممتلئا تحليه ابتسامة «مشدودة»، بعد خضوعها كما يظهر لعملية تجميل. إلا أن الملاحظين أشاروا إلى أن تغير ملامح النجمة لم يكن قويا مثلما حدث للممثلة رينيه زيلويغر التي تغير شكل وجهها تماما العام الماضي.

وتناول الخبراء بالتفسير ما حدث لوجه ثورمان، إذ نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن مارك نورفولك، مدير عيادة «ترانسفورم كوسميتيك سيرجري» للجراحة التجميلية التحولية، أن الممثلة ربما خضعت لعملية تجميل في الجفنين التي تهدف لإزالة كميات الجلد الزائدة الدهون، وكذلك إزالة أكياس العينين. أما وجهها الذي بدا «متورما» فربما يكون ناتجا عن استخدام طريقة كيميائية شديدة المفعول في تقشير البشرة، إضافة إلى حقن مواد «فيلر» لحشو وملء مناطق الجلد في الخدين وقرب الأنف. كما يعتقد أن الاستخدام المتكرر لحقن البوتوكس هو المسؤول عن شكل وجهها الذي بدا أطول، ومشدودا وخاليا من التجاعيد.

وأشارت خبيرة التجميل أليسون تيفلر إلى أن الممثلة ربما حقنت بمواد لملء الجلد في مناطق حول خط الفكين وتحت العينين مباشرة. أما جبينها فقد كان بارزا وظهر بشكل أطول، وكان وضاحا ومشدودا خاليا من التجاعيد، الأمر الذي يفترض تعرضها إلى حقن مواد للملء في الجبين، مما أدى إلى ظهور جفنيها وكأنهما جفنان ثقيلان.

وحذر خبراء بريطانيون النساء اللائي في أعمار متقاربة مع عمر ثورمان بضرورة التعامل برقة أكثر مع وجوهن، خصوصا إن كان لهن وجه طبيعي جذاب. وأشاروا إلى أن الجمال الطبيعي للممثلة لا يستحق هذا التوظيف الزائد لعمليات التجميل، وعليها الآن التوقف عن إجراء مثل هذه العمليات.

حتى خبراء الماكياج السينمائي أشاروا إلى أن الممثلة لم تخلف انطباعا حسنا لديهم، إذ ظهر وجهها متعبا، خصوصا مع ظهور حاجبيها فاتحي اللون. وقالوا إن عدم وضعها لظلال على الرمشين يتلاءم أكثر مع سن الفتيات في العشرينات من أعمارهن أكثر من النساء في سنها.

تجدر الإشارة إلى أن الممثلة لم تصرح أبدا بخضوعها لعمليات تجميل، أو للحقن بالبوتوكس، كما أنها تهتم بالحفاظ على بشرتها بشكل طبيعي، وكانت قد صرحت لموقع إلكتروني بأن «رش الوجه بمياه من ماركة (إيفيان) بعد وضع المكياج عليه يؤمن أن يكون الوجه مشعا ونديا».

وكانت الممثلة رينيه زيلويغر قد أثارت جدلا مشابها عندما أطلت على البساط الأحمر وهي مختلفة الملامح، وقضت وسائل الإعلام وقتا طويلا في التكهن بالعمليات التجميلية التي أجرتها الممثلة لتغيير شكل العيون ومنطقة الفك والجبهة. الطريف أن النجمة أنكرت وقتها أن تكون أجرت أي جراحات تجميلية، واكتفت بالقول إن تغير شكلها يعود لحالة من السعادة والرضا.

الشرق الأوسط في

11.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)