كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

لبنى أبيضار..تستعد لتصوير فيلم مغربي عن السحاق

وتطالب بقانون يحمي الفنانات المغربيات من الإستغلال الجنسي

حاورها من باريس حميد عقبي

 

على صفحة «فيسبوك» للممثلة لبنى أبيضار نسمع صرخات تقول المجتمع المغربي يعيش ظاهرة التحرش الجنسي.

اذا كانت الفنانات استطعن إيصال صوتهن للصحافة فما مصير العاملات في المعامل والبيوت؟ الحصول وإشباع الغرائز بطريقة الغاب، كثرت الاقاويل والإشاعات نشرت العديد من الصحف ملفات وحوارات مع فنانات، موسم نشر الغسيل الوسخ في الوسط الفني المغربي، تقارير وشائعات تشتعل كل ساعة تزخرف صفحات «المجاميع الفيسبوكية» بسرعة فائقة تلهث الكثير من الصحف والمجلات تتسابق لإكتشاف ونشر فضائح جديدة، عبر أثير الراديو عدد من المحطات الإذاعية تدخل السباق الكثير يبحث للفوز بتصريح للممثلة لبنى أبيضار الثي ثارت قضيتها حسب تصريحاتها ممثل مشهور ويمتهن الإخراج والإنتاج (نحن لم نذكر إسم الطرف الآخر كوننا لم نتمكن من الإتصال به لكنه بإمكانه الرد دون تجريح على أي نقطة في هذا اللقاء) تحرش بها فمانعت ورفضت أن تمنحه جسدها ليتلذذ به تقول في ثقة: «انتهى عصر الجواري ليس بالمال أو أن يعدني أحدهم بدور البطولة في فيلم اتمدد معه على السرير لن أضاجع مخرجا أو منتجا من أجل العمل حتى لو مت جوعا».

القانون لا ينصف المرأة كثيرا في هذه القضية:

كان لنا معها حوار خاص تفجر فيه العديد من القضايا دون حرج تتحدث عن قصتها قائلة: «طبعا الوسط الفني حاله حال أي مجال آخر يوجد فيه خباياه.

قصتي حكيتها وباتت معروفة، اليوم يجب الحديث عن كل النساء اللواتي يتعرضن للتحرش والعنف النفسي مقابل العمل، هذه جريمة تمارس كل يوم في كل المجالات، للأسف القانون لا ينصف المرأة كثيرا في هذه القضية لأنه يعتمد على الدليل والشهود. وغالبا التحرش يكون بين الطرفين وثالثهما الشيطان هههههه المهم قضيتي، فالقضاء سيقول كلمته ولن أتنازل عن حقي حتى آخر رمق.

سالناها فنانات سحاقيات يطلبن من زميلاتهن المبتدئات ممارسة الجنس معهن مقابل المساعدة، هل توجد مثل هذه الظواهر؟ ألا توجد فنانات يتحرشن بزملائهن؟

□ ردت قائلة ولكن لماذا الدهشة؟ (تضحك ثم تواصل) نعم في مجتمعنا يوجد السحاق واللواط والكبت الجنسي، ظاهرة السحاق موجودة في وسط الممثلات كأي وسط ومجال عمل، ما يجب رفضه الإكراه في أي علاقة جنسية بغض النظر عن نوعها، ومجتمعنا المغربي كأي مجتمع إنساني، أما بالنسبة لتحرش المرأة بالرجل، فالمرأة لا تتحرش بل تترطب واذا ترطبت برجل فلن يقول لا إلا من رحم ربك.. هذا نادر جدا أن لا تجد رجلا يسرع لاهثا عندما تغريه فتاة أو سيدة، يتساقط الكثير من الرجال كالذباب لمجرد إشارة رمش عين، إنظر لما يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي وأغلب مواقع «البورنو» يتصفحها رجال لديهم كبت أو شبق جنسي.

طرحنا نقطة وقضية ثانية اذا كان الشخص مشهورا ويمتلك الإمكانيات يمكنه ممارسة ما يحب عبر الزواج العرفي أو طرق أخرى لا تعرضه للخطر، لماذا يجازف بالتحرش بزميلة له قد تفضحه؟

□ ابتسمت رفعت رأسها لترد فقالت: في مجتمعنا المغربي لا نعترف بزواج المتعة والعرفي والمسيار. بعض الرجال المغاربة والعرب الميسورين يحبون عيش دور السلطان ولا يفهمون معنى التحرش أصلا ولا يخافون الفضيحة من امرأة لأن خوفها من جبروتهم وتلطيخ سمعتها يجعلها تسكت وهذا سلاحهم الأكبر.

عكسي أنا تماما تحديت من تحرش بي وقلتها بصراحة كوني ضحية ولست مجرمة، نعم كانت مراودة وتحرش جنسي صريح، وليس تلميحات، كما صرحت بذلك علانية لعدد من الصحف المغربية، وهو هددني طالبا أن أسحب كلامي واقول أني كنت سكرانه ثم ذهب يتحدث ويقول إني مثلت كعاهرة! أي عقلية هذا الرجل! التمثيل وأن أقوم بدور عاهرة لا يعني أني عاهرة.

ثم سألناها إن قضية التحرش الجنسي التي كنتِ صريحة في الحديث عنها أذكت النار ويتم نشر غسيل وسخ عبر الصحافة ألا ترين أن لهذا تأثيرا سلبيا على سمعتكِ أولا ثم سمعة الوسط الفني؟

□ بكل ثقة كان ردها: أنا فقط صرخت بأعلى صوتي أمام الظلم والإستبداد والفساد الأخلاقي الموضوع وسوف أوصل صوتي للعالم ولن أرتاح حتى يكون هناك قانون يحمي الفنانات المغربيات من التحرش والإستغلال المادي والمعنوي والجنسي سأظل أصرخ حتى لو أخذوا مني عمري كله.. هناك جمعيات ومنظمات حقوقية كثيرة تهتم بالموضوع، لم يؤثر في حياتي بالعكس زادني قوة وارادة. الحمد لله عائلتي تدعمني وأصدقائي هم عائلتي الثانية ولدي دعم كبير منهم.

□ أنا مع التعري لضرورة درامية كون الجسد من أدوات الممثل المهمة جدا

□ ثم تحدثت عن فيلم قصير قد يحوي مشاهد جنسية يتناول موضوع ظاهرة السحاق لم تنفي عدم وجود مشاهد صريحة ساخنة.

□ تحدثت بحماس: «الفيلم بعنوان «ماشي انا « «اتحدث فيه عن فئة من الشريحة المثلية وعن النفاق الاجتماعي. يمكنك توصيل فكرة معينة دون اللجوء إلى الكلام الساقط أو التعري إلا اذا كان في صالح العمل ومبرر لما لا، الجسد من أدوات الممثل المهمة جدا، فكيف يأتي من يطالبني أن ألغيه. أنا مع التعري لهدف فكري أو درامي وليس من أجل الشهوة المثيرة».

□ الأخطر من السحاق واللواط والعادة السرية هو النفاق الاجتماعي والكبت الفكري
ثم تكمل لتناول قضايا شائكة قائلة: السحاق واللواط والعادة السرية ظواهر وميولات جنسية لا أشجعها أو أدعمها بأي شكل. البعض يراها مرضا نفسيا خطيرا، وانا أرى أن الأخطر من هذه الظواهر الجنسية النفاق الاجتماعي والكبت الفكري، أن اشترك في عمل يتحدث عن هذه الظواهر لا يقدح بسمعتي ولا سمعة أي فنان، للفن رؤية خاصة للواقع عليها التعمق بقوة بعين خاصة فلسفية وقد يحمل معالجات أو يلفت النظر للظواهر ويثير الإنتباه.

في نهاية اللقاء تحدثت «عن نفسها ومسيرتها الفنية بالقول لم أقبل دورا رفضه أحد، كل الأدوار التي لعبتها كانت لي واخترتها عن اقتناع وأظن أنك تلمح الى فلم نبيل عيوش. أود ألتاكيد لك أني فخورة بما قمت به، فالفيلم لم يعرض ولا نحكم حتى ظهور الفيلم.

ثم أكدت أنها لن تهاجر وتترك وطنها المغرب الذي محتاج لكل ابنائه ومبدعيه.

وختمت حديثها بالتطرق إلى عوائق تطور السينما المغربية مرددة أن السبب حسب رأيها: الكثير من العوائق أهمها التطفل واللوبيات. هناك طاقات شابة وإبداع حقيقي مهمش ومظلوم مهمل ومحارب. وقلة من الفنانات ينعمن بالدعم والرعاية والدعوات في المهرجانات وعقود العمل المربحة والأجور السخية جدا والتكريمات والإستضافات في برامج التلفزة . هذا ظلم والله.

محاولة لتصوير الصراع بين السلطة ومحكوميها…

«قط وفأر» للمصري تامر محسن: الرقص على جثة الثورة

رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي»:

في فيلم «قط وفأر» يقدم المخرج تامر محسن نفسه في السينما للمرة الأولى بعد النجاح الذي حققه في أول أعماله التلفزيونية مسلسل «بدون ذكر اسماء» وهو التعاون الأول بينه وبين السيناريست وحيد حامد الذي يلتقي به مجدداً في هذا الفيلم، حيث أصر المخرج تامر محسن على أن ينأي عن الشكل السينمائي المستهلك في تناول الموضوعات السياسية، واجتهد في خلق شكل فني ساخر تقترن فيه ملامح الشخصيات بالشكل الكاريكاتيري مستخدماً الملابس والديكورات والمؤثرات البصرية والصوتية وأداء الممثلين الأقرب إلى الأداء الفانتازي وزوايا التصوير القريبة جداً التي كانت دائماً تكشف عن المخزون النفسي للشخصيات، الذي يظهر جلياً في ردود أفعالهم، صنع المخرج تامر محسن أجواء بصرية ممتعة مغلفة بالمواقف الكوميدية التي تعتمد على الحوار وعلى حركة الشخصيات.

المخرج تامر محسن واحد من أهم مخرجي جيله الجديد، مقارنة بالعمل الأول لكل مخرج فهو أنضج مخرجي هذا الجيل وأكثرهم تميزا، قدم تامر نفسه في مسلسل «بدون ذكر اسماء» وفيلم «قط وفأر» بروح منطلقة تكسر كل القواعد، رغم أن العملين من تأليف السينارسيت وحيد حامد لكن الوقت قد حان ليلتقي المخرج تامر محسن بكتاب ذوي رؤية أكثر وضوحاً ومصداقية تتوازن مع إيقاعه المنطلق والمتجدد في رؤيته الإخراجية.

الفيلم الذي كتبه السيناريست وحيد حامد وبدأ العمل عليه مع المخرج تامر محسن منذ 6 سنوات تقريباً، يرصد حالة الصراع القائمة بين قوتين متناحرتين في المجتمع المصري، رغم تجانس هذه القوى، إحداهما خرجت من الأخرى، لكنها انحرفت عن وظيفتها واعتقدت أن قواها استفحلت لتبتلع الطرف الآخر، يدور الصراع بين شخصية «القط» وهو وزير الداخلية الذي يقوم بدوره الفنان محمود حميدة، والذي يمثل مركز السلطة، وبين شخصية حمادة «الفأر» المواطن البسيط الذي يعمل في إحدى المؤسسات الصحافية الحكومية، ويجسد الشخصية الفنان الشاب محمد فراج، وحيث يتصارع الفأر والقط على جثة أم حمادة التي تؤديها الفنانة القديرة سوسن بدر، والتي تموت بالصدفة في بيت وزير الداخلية في يوم زفاف ابنته، حيث ينتشر خبر الوفاة بالتزامن مع إقامة احتفال خطوبة ابنة الوزير، ويتحول المهنئون إلى معزين في وفاة ابنة عم وزير الداخلية ووالدة حمادة الفأر، فيلغي الوزير فرح ابنته ليقتنص الفرصة في التقرب أكثر من السلطة بمواساة كبار المسؤولين له، في الوقت الذي يتشتت فيه حمادة بين خوفه من بطش الوزير وبين تمسكه بحقه في استعادة جثة والدته ودفنها بمقابر أسرته الفقيرة، يدخل الصراع طرفا ثالثا، وهو القوة الرابعة في أي مجتمع فاسد حينما تٌستغل هذه القوى لصالح أفراد بعينهم، بينما تكشف لنا الأحداث على طريقة برامج «التوك شو» التي انتشرت بعد الثورة، علاقة كبار موظفي المؤسسات الصحافية ومن هم على رأس السلطة، وعلى غرار باقي الأحداث التي تتماس مع المشكلة بسطحية، يشير السيناريو إلى مكان وهوية رئيس مجلس إدارة هذه المؤسسة بشكل مباشر، ما يفصلنا عن الخط الدرامي الفانتازي الذي عادة يستخدم اسماء وأماكن غير حقيقية لتتناسب مع أسلوب الطرح الذي يسير في درب من الخيال.

تستوقفنا خلال الأحداث عدة فواصل زمنية ومكانية تحيد بنا عن رؤية المخرج في خلق جو من الفانتازيا وربما هذا التضاد بين رؤية الكاتب ورؤية المخرج امتد أيضاً إلى طرح عدة تأويلات للأحداث، الفاصل الزمني الذي حاصرنا فيه كاتب السيناريو من خلال إبراز صورة الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتصريح بهوية المؤسسة الصحافية الحكومية، هدم تفاعل الجمهور مع الشخصيات الكارتونية في العالم الافتراضي المتخيل وجعلها تدنو إلى أقل مستوياتها، كاتب السيناريو حاول أن يضفي على الشخصيات جانبا كبيرا من الرمزية اختلفت مع تأويل المخرج لها، فأصبح كل منهم يعبر عن وجهة نظر خاصة، السيناريو أثقل على شخصية حمادة الفأر، الذي قد يرمز إلى الشعب المصري، فيما يرمز وزير الداخلية إلى السلطة الحاكمة، كثيرون اختلفوا في تأويل شخصية الأم التي قد تبدو من النظرة الأولى إنها رمز الوطن المتناحر عليه من القوتين، لكن مع تعدد مستويات القراءة قد ترمز شخصية الأم إلى الثورة وليس الوطن، الأوطان لا تموت ولا تدفن حتى لو رمزياً، الواقع الذي يعكس ظلاله على الفيلم هو الإيحاء بالموت التدريجي للثورة التي تحاول أجهزة الأمن دفنها واستغلالها لصالحهم، خاصة بعد أحكام البراءة التي حصل عليها جميع ضباط الشرطة المتهمين بقتل المتظاهرين خلال الثمانية عشر يوماً لثورة يناير/كانون الثاني.

على الجانب الأضعف يحاول حمادة الفأر استعادة حقوقه في دفن والدته، السيناريست وحيد حامد اختار أحد أضعف النماذج من شرائح المجتمع المصري الذي يجسد إحدى الشخصيات التي وهنت خلال فترة حكم مبارك حتى وصلت إلى هذه الدرجة من الخوف والسلبية، رغم صغر عمر شخصية حمادة الفأر التي لا تتناسب مع هذا التقييم، فمن ضعفت قواهم هم الأجيال الأكبر عمراً والذين هرموا وذابت أعمارهم في نظام مبارك وصمتوا لسنوات طواعية، أما الفئة العمرية التي يمثلها حمادة الفأر هي في الواقع من اشعلت الغضب في قلب الكبير قبل الصغير.

يذهب حمادة الفأر متدلي الرأس إلى وزير الداخلية رغماً عنه ليتلقى العزاء في والدته، فيحاول أهل الحارة وهم الأكبر سناً منه دعمه وتحفيزة للمطالبة بحقه في دفن والدته التي كانوا يلهثون خلفها ليلتقط كل منهم نصيبه مما يسقط منها، هم أيضا من لم يستطع التصدي لوزير الداخلية وقواته عندما جاء ليسرق جثة الثورة، السيناريو قام بتسطيح العلاقة الشائكة بين جهاز الشرطة وبين الشعب ولم يقترب من هذه الفجوة التي استفحلت بعد الثورة، واكتفى بالتنويه عنها في ظرف الزمان الذي حاصر به الحدث بتصدر صورة مبارك فوق مكتب وزير الداخلية، وكأنه تأكيد أنه لا يلقي المسؤولية على الوقت الحالي أو أي وقت آخر.

شخصية حمادة الفأر تحركها الغريزة وليست الشجاعة، فهو لم يتخل عن حقه في استعادة جثة والدته، ولكنه لم يتخل عن الخوف، استمد قوته في البداية من دعم أهل الحارة، ثم استغل قوة صديقة البلطجي في مواجهة وزير الداخلية وإحراجة أمام الجميع، هو حقاً يتمتع بكل سمات الفأر في الجبن والهروب، لذلك لا يمكن أن تكون هذه الشخصية انعكاسا رمزيا للشعب المصري أو حتى لقطيع منه، أما شخصية الأم والتي قد ترمز للثورة فهي دفنت على أي حال على يد الداخلية أو على يد حمادة الفأر.

صباح كانت وجه الخير وأبهرتني.. وأختار جورج خبّاز لتقديم مسرحية لي

دريد لحام: وطني الأول رحم أمي ووطني الثاني سوريا

ناديا الياس - بيروت – «القدس العربي»

أكّد النجم العربّي القدير دريد لحّام أنّ الضحك أصبح عملة نادرة بسبب المآسي التي نشهدها في هذه الأيام، والتي أصبحت كثيرة جدًا، غير أنّه ما زال متمّسكاً بالأمل الذي يبقيّه كما هو على الرغم من كل شيء، معّللاً ذلك بالقول: «لأنه بحبّ لما أوقف الصبح على المراية قول لدريد نفسه صباح الخير».

وفيما شدّد لحّام على الترابط الوثيق بين الوطن والامّ أكد لاذاعة «الجديد «أنّ الوطن هو أّم والأم هي وطن، انطلاقاً من قناعته التي عبّر عنها قائلاً: «وطني الأول هو رحم أمي ووطني الثاني هو سوريا، دائماً المولود يخرج من رحم أمه باكياً لمفارقته رحمها لأنه لا يريد أن يخرج منه، لا يريد أن يفقد هذا الدفء، وهذا السلام والأمان الداخلي، وأنا أعتبر أن لبنان أيضاً وطني الثاني..فأمي من مشغرة».

وبكلمات معبّرة للغاية تحّدث الفنان دريد لحام عن الراحلة صباح التي قال عنها: «صباح وجه الخير، رحمة الله عليها، كانت إنسانة ومحبة وتوزع الفرح في كل مكان، انبهرت فيها، وصباح بجمالها وضحكاتها وفخامتها لما تطل ما عاد حدا بيعرف يعمل شي».

وحول من يجده موهوباً من جيل الشباب الجديد ليقدّم مسرحيّة له اختار دريد لحام الفنان جورج خبّاز، الذي وصفه بأنّه رجل عبقرّي جداً ومتعّدد المواهب ومبدع بكل موهبة، منّوهاً بانسانيّته ايضاً، إذ قال عنه «ما شفت فنان مثله يقف مع من يحتاجه وهو انساني جداً، أحبه جداً وأوجّه له تحية من القلب».

وحول جديده في الأعمال الدرامية لهذه السنة أكد أنه قرأ لغاية الآن ستة نصوص..لم تعجبه ولم يحبها فهو يفضّل أن يحافظ على تاريخه وأما مستقبله فهو وراءه.

أما عن علاقته بزوجته، فأكد أنه لا يزال يعشقها إلى الآن، ولكنه إذا أعجب بأي امرأة سواها يخبرها بمنتهى الصراحة، فهو يعلم أنه على خطأ و»أهم شيء وأصعب شيء أن يعترف الإنسان بخطئه».

القدس العربي اللندنية في

10.02.2015

 
 

درة : الأعمال التافهة ستختفى إذا اهتم الجمهور بالجادة ووجود الرقابة ضرورى

بقلم:   انجى سمير

قالت الفنانة التونسية درة أن فيلم بتوقيت القاهرة يعد محطة أساسية فى مشوارها الفنى على الرغم من ظهورها كضيفة شرف فإن العمل كان له طابع خاص بسبب وجود النجوم نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى فى العمل، مشيرة إلى أنها لا يهمها الظهور كضيفة شرف بقدر تأثير العمل والدور نفسه على الجمهور. وأضافت فى حوارها مع الأهرام المسائى أن الرقابة على المصنفات الفنية لها دور مهم وحيوى فى المجتمع من خلال فكرة التصنيف العمرى للأعمال الفنية على الرغم من أن الرقابة فى بعض الأحيان تحذف مشاهد تخل بالتكوين الدرامى فإن وجودها مطلوبا، كما تحدثت عن المخرجة كاملة أبوذكرى التى قدمتها فى مسلسل "سجن النسا" الذى عرض فى شهر رمضان الماضي، حيث أخرجتها من عباءة الأدوار التى حصرها بعض المخرجون فيها، وتفاصيل أخرى تحدثت عنها فى الحوار الآتى: 

·        كيف عرض عليك العمل؟

- تربطني علاقة جيدة بالمخرج أمير رمسيس حيث قابلته من قبل فى عدد من المهرجانات وفى البداية تحدث معى وقال معى فيلم "بتوقيت القاهرة" ولا اعرف اذا كنت ستقبلين الدور أم لا وهو دور جيد جدا ولكنه ظهور خاص كضيفة شرف وأريدك لهذه الشخصية ومهم بالنسبة لى ان يكون معى ممثلة قوية مثلك، تستطيع تأدية هذا الدور لأنه مهم ويحتوى العديد من المشاعر الإنسانية وهنا ابديت موافقة مبدئية وسألته على فريق العمل قال نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبرى وشريف رمزى وأيتن عامر وكريم قاسم، وقد حمستني هذه الأسماء للعمل، ولكن ما يهمنى أكثر الموضوع نفسه وطلبت قرأه السيناريو وبعد قراءته وجدت نفسى متقبلة للعمل دون تردد وذلك لانى تأثرت به، وأنا أفضل دائما تجسيد الأدوار التى تؤثر فى وهذا قليلا ما يحدث معى ولذلك علق هذا الدور بقلبي.

·        أكد عدد من النقاد أن المشهد الذى جمعك بنور الشريف كان صعبا كيف حضرت له؟

- هو مشهد انسانى وفعلا من أصعب المشاهد التى قمت بتحضيرها على الرغم بساطته ولكنه بالفعل صعب لأنه به مشاعر إنسانية بين الأب وابنته، خاصة أن الابنة مصدومة من عدم تذكر والدها لها ولكنها لا تريد إظهار ذلك له وفى الوقت نفسه ترفض إخراج مشاعرها حتى لا تغضبه وحاولت إظهار ذلك على الشاشة بقدر المستطاع.

·        كيف يكون تحضيرك لأى شخصية تجسديها؟

- أول شيء يجب مشاهدة الشخصية فعند قراءتى لأى سيناريو إن لم أر الشخصية أمامي أعرف أنها ليست لى وبالتالى يجب ان أتخيلها واشعر أنها لحم ودم وعادة ما أعمل كثيرا على شكل الشخصية والمضمون حتى يكون لها شكل مختلف فمثلا فى شخصية أميرة التى قدمتها فى فيلم بتوقيت القاهرة كنت أهتم بشكلها الداخلى وعلاقتها مع والدها وأن تكون بسيطة فى شكلها الخارجى حيث حاولت إلا يكون المظهر لافتا للنظر أكثر من الحالة الإنسانية التى كانت فى الدور.

·        ألم تخشى من تقديم دور ضيفة شرف خاصة أنك من نجمات الصف الأول حاليا؟

- دور ضيفة الشرف كان بشكل استثنائي ولن أقضى عمرى الفنى فى هذه الأدوار، كما أنه شيء مميز ففى الغرب الممثلون الذين يجسدون أدوار شرف يكونون نجوم صف أول وبالتالى هى مخصصة لهم فبالتأكيد لن يكون ممثلا جديدا ليحصل على لقب ضيف شرف لأنه لا يعرفه احد ولذلك يجب أن يكون نجما وحضوره فى العمل مميز وله قيمة وهنا فى مصر لا نقدرها فقد يوجد نجوم كبار لا يفرق معهم ذلك بقدر اهتمامهم بالشخصية وأكثر ما يهمنى أن يكون للدور أهمية ولن أتى كضيفة شرف لمجاملة أحد لأنني كبطلة يجب أن أهتم بنوعية الأعمال التى أقدمها.

·        هل خشيت عرض الفيلم فى المهرجانات أن يقلل من تسويقه التجاري؟

- لا إطلاقا لم أخش ذلك فهو بالفعل طرح فى دور العرض وحقق نجاحا تجاريا وأنا ضد تصنيف الأفلام بأنها أفلام مهرجانات أو تجارية فإذا بذل الجمهور مجهودا وشاهد هذه الأفلام ستحقق نجاحا تجاريا بشرط أن يخرج من النمط الذى اعتاد على مشاهدته عليه وهما نوعان "كوميدى وأكشن" ولماذا لا يوجد نوعيات مختلفة ونستمتع به لأنه من الممكن أن فيلم مهرجانات يكون سيئا والفيلم الجيد هو الأهم أيا كان تصنيفه أو نوعيته.

·        هناك انقسام حاليا فى الوسط الفنى ما بين إلغاء الرقابة او البقاء عليها فما رأيك؟

- أرى أن التصنيف العمرى مهم مثلما يحدث فى جميع البلاد فبالطبع يجب وجود حرية الإبداع والفن ولكن يجب وضع تصنيف عمرى ويتم الالتزام به والرقابة ليست على الأفلام الإباحية فقط فأيضا يوجد عنف وبلطجة وألفاظ سيئة لا تتناسب مع الأطفال فلن استطيع الحجر على حرية المبدع ولكن فى الوقت ذاته يجب ان أقيد ذلك بان يحدد نوعية من يشاهده كما اننى لا أرجح استخدام الشتائم مادامنا قادرين على الاستغناء عنها ولا أفضل الأفلام المبتذلة ولن أقيد أى شخص، وفى بعض الأحيان تكون اللقطات المحذوفة مهمة، وتحدث خللا فى المشهد فالجمهور لو اختار الأعمال التى يشاهدها بعناية ويترك الأعمال التافهة هنا سيجبر الصناع على إنتاج أعمال جادة فقط.

·        هل ترين أن الأحداث السياسية الأخيرة أسهمت فى تشكيل وعى الجمهور؟

- لا فى رأيى أن لا علاقة لها بهذا الشأن والأشياء القادرة على التغيير هى التعليم والثقافة ونوعية الأعمال والعروض والكتب فهذا ما يؤثر على الجمهور، بينما الإحداث السياسية الكثيرة جعلت الناس لديها وعى سياسى وتتناول مفاهيم كثيرة لا علم لها بها. 

·        ألا ترى أن بعض الأفلام اتخذت مسلك السينما السياسية؟

- لا يوجد شيء يسمى السينما السياسية وليس لها وجود ولكن فى الوقت ذاته السينما غير منعزلة عن الإحداث الحالية فحتى حينما نقدم قصصا اجتماعية وكوميدية يكون لها منظور سياسى غير مباشر ولكن لا يوجد فيلم سياسى بحت وإذا وجد يكون وثائقا ولا يتعلق بالسينما لأنها تعتمد على القصص أكثر.

·        كيف قمت بتغيير شكلك وأدائك فى مسلسل "سجن النسا"؟

- أرى أن ذلك بسبب مجهود المخرجة كاملة أبوذكرى التى أوجه لها الشكر حيث اختارتني لهذا الدور ووثقت فيها كثيرا كما أننى بالفعل كنت أتمنى العمل معها وأخرجتنى من العباءة التى اعتاد كثير من المخرجين أن يظهرونى بها وظهر ذلك بوضوح فى الشخصية التى قدمتها لأنها كانت متناقضة وبالتالى هذا ما فاجأ كثيرا من الجمهور فالممثل المتميز هو الذى يقدر على تجسيد أى شخصية مهما تكن ملامحه.

·        ماذا عن أعمالك الجديدة؟

- أجهز لمشروع سينمائى سيبدأ بعد شهر رمضان المقبل وأصور حاليا مسلسل "بعد البداية" وهو اسم مؤقت له وتأليف عمرو سمير عاطف الذى يتميز بالأعمال التشويقية وأجسد فيه شخصية صحفية فى المجال السياسى و"ظرف اسود" مع عمرو يوسف وأجسد فيه شخصية فتاة تنتمى لأسرة فقيرة تعانى من كثير من المشكلات وسيكون الدوران مختلفين تماما فلن أوافق على تجسيد شخصيتين متشابهتين. 

الأهرام المسائي في

10.02.2015

 
 

المرأة والواقع في أفلام “خان

أفنان فهيد – التقرير

ولد “محمد خان” في مصر لأب باكستاني وأم مصرية، سافر إلى إنجلترا لدراسة العمارة، ولكن ما لبث أن وقع في غرام الفن والسينما؛ فترك دراسة العمارة وتوجه لدراسة السينما. لم تؤثر به الدراسة بشكل كبير، غير أنه استطاع الاحتكاك والتعامل مع الآلات فقط. ولكن، خبرته الأصلية جاءت من مشاهدته للكثير من الأفلام في الستينيات ومعاصرة العديد من أنواع السينما وقت ظهورها.

أخرج “خان” أول أفلامه الروائية في وقت لاحق، وكان أولها “ضربة شمس”؛ إلا أن أفلام “خان” اتسمت -ولازالت- بتقديمها للسينما الواقعية، وبتقديمه -أيضًا- لنموذج الفتاة الحالمة الطموحة في أكثر من فيلم.

فـ”خان” يصرح في كل لقاء بتحيزه للمرأة وللبطولة الأنثوية. وظهر ذلك بوضوح في أفلامه القديمة والحديثة. وإن كنا سنتحدث عن “خان” فلابد إذًا أن نتحدث عن نموذج المرأة في أفلامه.

موعد على العشاء

في فيلم “موعد على العشاء” الذي أخرجه لنا “خان” عام 1981، قدم (خان) “سعاد حسني” في شكل جديد، بعيدًا نسبيًا عن أدوراها السابقة، كما أنها اقتنعت بالتمثيل أمام الممثل المبتدئ وقتها “أحمد زكي” والذي كان يعترض عليه الكثير من المخرجين بسبب شكله، وأنه لا تتوفر فيه مقومات فتى الشاشة.

شخصية “نوال” مرت بعدة مراحل وتحولات خلال الفيلم.

أولًا: المرأة المتزوجة من رجل لا تحبه، خائفة منه، وتسعى للطلاق وتنجح في ذلك. ثم تتحول للمرأة الحرة، التي تحاول الكفاح في حياتها الجديدة التي لم تعتد عليها، خاصة بعد حياة الترف التي عاشتها مع زوجها السابق. وعملها المتواضع في مكتب المحامي الذي تولى لها أمر طلاقها.

ثم تقابل “نوال” “شكري” مصفف شعرها، وتقع في غرامه. وتترك لنفسها العنان في الانطلاق وراء مشاعرها، وتركض بكل ما تستطيع من قوة خلف أحلام زوجها بإنشاء صالون خاص به؛ إلا أن خلال كل تلك التطورات لم تختف نظرة الخوف من عيني”نوال”. الخوف الذي تعددت أشكاله، بين الخوف من حديث الناس عنها، والخوف من طليقها وتهديداته المستمرة.

بعد أن ينفذ طليقها تهديده، ويقتل زوجها، تتحول “نوال” إلى الصورة الأخيرة، وهي صورة المرأة التي تسعى للانتقام من طليقها ومن نفسها.

“بعد شكري ما اتقتل، عرفت إني ولا حاجة، لا أنا ولا أنت نستحق نعيش يا عزت.

هو الأكل ده فيه حاجة؟

أيوة، فيه سم“.

بعد مشهد النهاية يستند كلاهما إلى ظهر الكرسي، ثم تدور بنا الكاميرا في أرجاء المنزل وتركز على صورة الزفاف كالمشهد الأول، وعلى نظرة عين”نوال” في الصورة؛ النظرة التي امتزجت فيها الفرحة بالثوب الأبيض، وبالخوف من الحياة الجديدة ومن شريكها. نظرة برع “خان” في إخراجها، وبرعت “سعاد” في تجسيدها.. نظرة يحتار المشاهد في تحليلها.

زوجة رجل مهم

 يقدم لنا “خان” عام 1987 فيلمه “زوجة رجل مهم” بطولة “أحمد زكي” و”ميرفت أمين”. والذي أثار ضجة كبيرة بين المشاهدين والرقابة؛ وذلك بسبب قصته التي دارت عن حياة ضابط أمن دولة مختل عقليًا، إلا أن الفيلم في الأصل ركز على حياة زوجته.

“منى” الفتاة الرومانسية التي تبكي على أغاني عبد الحليم، ويركز “خان” على نظراتها الحالمة أثناء فترة المراهقة.

تتزوج “منى” -فجأة- ضابط أمن دولة، متحجر القلب، لا يقدر المشاعر، ولا يتعامل بها.

تجد “منى” نفسها فريسة هذا الوحش؛ يعزلها عن أهلها، وعن كل العلاقات الإنسانية، ويضعها في إطار محدد وصارم، وهي المرأة الجميلة التي تظهر في المناسبات وتوافق على كل ما يقال أمامها على لسان الشخصيات الهامة. الأمر الذي تعارض مع شخصيتها في البداية، ولكن ما لبثت أن تحولت “منى” من الفتاة الحالمة إلى الفتاة السلبية العاجزة عن تغيير الأوضاع من حولها وتستسلم لها صاغرة.

 يخسر “هشام” منصبه، بعد فشله في السيطرة على أحداث 16-17 يناير؛ ليزداد في طغيانه، وتسوء حالته النفسية، وينتهي به الأمر -بعد أن شعر بأن العصفور على وشك أن يغادر القفص وبذلك يكون قد خسر آخر سلطاته- بأن يقتل أباها أمام ناظريها. ثم ينتحر.

أحلام هند وكاميليا

الفيلم التالي والذي صدر بعد فيلم “زوجة رجل مهم” بعام،  هو فيلم “أحلام هند وكاميليا”؛ وهو الفيلم الذي ألفه “محمد خان” كاملًا بجانب الإخراج.

 الفيلم خرج علينا بصورة العاصمة القاهرة القاسية، ومحاولة “هند” و”كاميليا” لتحقيق أحلامهما البسيطة التي لن تتحقق سوى بادخار مبلغ متواضع من عملهما في البيوت. وأحلامهما تتمحوّر في الاستقلال بمنزل سويًا بعيدًا عن قهر الأخ والخال، والسفر إلى الإسكندرية لرؤية البحر، وارتياد الملاهي.

“ورينا بقى اللعب الحلو يا سي ميمي.. يا بختك يا سي ميمي“

“هند”/”عايدة رياض” تغبط سيدها الصغير على ارتياده الملاهي، في حين أنها المرافقة التي تحمله فقط ويحرم عليها اللعب.

تفترق “هند” و”كاميليا” لسنة أو أكثر، ويعودا ليلتقيا صدفة في شوارع العاصمة. تكون “كاميليا”/”نجلاء فتحي” قد تزوجت من رب عمل أخيها كارهة ولكن مجبرة. بالرغم من أنها تزوجت، إلا أنها لم تترك العمل سرًا لتوفر استقلالها المادي، وادخار المبلغ الذي سيحقق أحلامها.

 بالرغم من اختلاف الشخصيتين، حيث إن “كاميليا” تمثل المرأة المتمردة التي تريد التخلص من سلطة الرجل، و”هند” تمثل المرأة القنوعة التي تريد الزواج في أقرب فرصة لتصير ست بيت؛ إلا أن ذلك لم يمنع الصداقة أن تجمعهما.

وتنتهي رحلة الشقاء التي سارا فيها سويًا بضياع أموالهما، ولكنهما وصلا لجزء كبير من أحلامهما، وهو رؤية البحر.

في شقة مصر الجديدة

الفيلم التالي لـ”محمد خان” والذي تظهر فيه البطولة الأنثوية بوضوح، هو فيلم “في شقة مصر الجديدة”.
“نجوى” والتي قامت بدورها “غادة عادل”، في أداء لم يتكرر منها، بشكل يجعل من الصعب عليّ تصديق أن الممثلة التي تظهر أمامي في الفيلم هي “غادة عادل” نفسها التي تظهر في باقي أعمالها الأخرى.

“نجوى”، الفتاة الباحثة عن الحب، التي تؤمن بمقولات مُدرستها “تهاني” أن الحب يمكن أن نجده في أي مكان؛ إلا أنها -ببساطة- لا تستطيع الذهاب لأي مكان؛ لأنها واقعة تحت سلطة الأم الصعيدية الصارمة.

يقدم لنا الفيلم نموذجًا لأكثر من مرأة، نموذج المرأة الباحثة عن الحب لكنها غير مؤمنة بوجوده تمامًا (نجوى). ونموذج المرأة الباحثة عن الحب والمؤمنة جدًا بوجوده (تهاني). ونموذج المرأة التي لا تؤمن بالحب على الإطلاق (داليا). ونموذج المرأة التي سبق لها الزواج مرتين إلا أنها لازالت تضع الشروط والأوامر حسب رغباتها (حياة).

تذهب “نجوى” في رحلة للقاهرة لأول مرة، وتقابل بالصدفة “يحيى” الذي قام بدوره الفنان “خالد أبو النجا” -والذي يعتبر نُقل نقلة جديدة عبر هذا الفيلم-.

تقع “نجوى” حائرة بين إخلاصها لمدرستها وصديقتها والرغبة في الاطمئنان عليها، وبين العادات والتقاليد وسخط أمها عليها، حيث إنها بقيت ثلاثة أيام خارج المنزل في بلد غريبة عليهم.

“بس أنا لا جميلة أوي.. ولا قوية أوي.. ولا مدردحة أوي..

مافيش ولا راجل قالك إنك جميلة؟.. اسمحيلي أقولِّك.. إن مع إحترامي لكل الرجالة اللي عرفتيهم في حياتك إلا إنهم أكيد ما بيفهموش“.

تفتقر “نجوى” للثقة في نفسها، وتنبهر عندما يراها الشخص الجالس أمامها أنها جميلة.

ينتهي الفيلم بتغيّر في شخصية “نجوى”؛ فهي الآن، واثقة ومؤمنة تمامًا بالحب، وواقعة في غرام أستاذ “يحيى”. كما أن “يحيى” -أيضًا- تغيرت نظرته ومفهومه عن الحب.

كما تغيرت نظرة عيني “نجوى” الخائفة المترددة إلى نظرة أخرى تفيض بلمعان الحب واليقين.

صرّح “خان” أن فيلم “في شقة مصر الجديدة” فيلم عن الحب. تخرج منه بحالة الباحث عن الحب الذي يمكن أن تصادفه في أي مكان.

شارك “خان” في كتابة معظم أفلامه، إن لم يكن كلها، واستطاع بذلك توجيه مسار شخصياته، وإخراج نظراتهم واختلاجاتهم.

وتركز الكاميرا في مشاهد كثيرة على التصوير من أعلى لتشمل الهيئة العامة للشخصية، كما تركز على النظرات وتعبيرات الوجه بالأخص.

كانت ولازالت شخصية الأنثى في أعمال “خان” ذات طابع مميز، تجمع بين الواقع والطموح، بين الحب والانتقام، وتتسم طريقته بالسهل الممتنع.

فأفلامه في أصلها بسيطة جدًا؛ إلا أنها واقعية جدًا، لا تنزع منك الأمل ولا تعطيه لك بشكل مفرط، فقط في حدود الواقع. وتلفت نظرك إلى الجمال الموجود في الواقع المختفي خلف قبحه وقسوته.

التقرير الإلكترونية في

10.02.2015

 
 

“Hannah Arendt”.. اليهودية المعادية للسامية

علياء طلعت – التقرير

بالإضافة للمتعة الشديدة التي سيشعر بها مشاهد هذا الفيلم لقصّته المختلفة والمشوقة والأداء الرائع، إلّا أنه سيدخل تجربة فكرية مميزة؛ سيخرج منها بالعديد من الأفكار التي ستلازمه لفترة طويلة من الوقت.

يتحدث الفيلم عن المنظّرة السياسية Hannah Arendt والتي كانت ترفض أن يطلق عليها لقب فيلسوفة رغم أنها تستحقه، لأنها ترى أن الفلسفة عمل فردي وأن أفكارها موجهة للبشر جميعًا، وتدور الأحداث خلال فترة مهمة في تاريخها، عندما قامت بتغطية محاكمة أدولف إيخمان الموظّف النازي المسؤول عن ترحيل وإعدام اليهود واتخذت من هذه المحاكمة موقفًا مختلفًا تمامًا عن كل اليهود؛ مما أشعل النار عليها وجعلها متهمة بمعاداة السامية رغم كونها يهودية الديانة.

من هي Hannah Arendt؟

شُغفت حنّا بالتفكير في شبابها ممّا جعلها تتجه للفيلسوف المعروف (مارتن هيدجر) لتتعلم الفلسفة على يديه ويربط بينهما علاقة عاطفية انتهت لأسباب فكرية وسياسية عندما انضم للحزب النازي في أوج قوته.

وخاضت تجربة مريرة عندما تم اعتقالها ووضعها في المعسكرات الخاصة باليهود، ولكنها تمكنت من الهرب لتترك ألمانيا ومنها إلى فرنسا ثم تستقر في نيويورك مع زوجها وتعمل كمحاضرة جامعية وصحفية وتكتب كتابها الشهير عن النازية والنظام السوفيتي وستالين باسم “أصول التوتاليتاريّة (الشمولية)”.

ثم تأتي نقطة فاصلة في تاريخها عندما تطلب من الجريدة الت تعمل بها أن ترسلها إلى إسرائيل لتغطي محاكمة الموظّف النازي (أدولف إيخمان) الذى تم اختطافه من أحد دول أمريكا اللاتينية لمحاكمته.

أسباب جعلت (حنّا) ترغب في تغطية المحاكمة

على الرغم من كونها إحدى ضحايا النظام النازي، وقد شُرّدت من بلدها بسببه؛ إلّا أنها رغبت في متابعة هذه المحاكمة عن قرب، لتتعرف على أحد القادة الذين دمّروا حياتها وحياة الملايين غيرها.

هذا غير عدم موافقتها على الأسلوب الذى اتبعته إسرائيل في اختطافه ومحاكمته بهذه الطريقة الاستعراضية دون أن يكون لديها قضية محكمة ضده، فبأسلوبها الخاص في التفكير المنطقي لم تستطع أن تنساق وراء مشاعرها وتسعي للانتقام.

 آراء جعلت حياتها مهددة بالخطر

ذهبت (حنّا) إلى إسرائيل لتحضر المحاكمة، وهناك قابلت مجموعة كبيرة من أصدقائها الذين شاركتهم فى يوم من الأيام الأفكار الصهيونية نفسها قبل أن تتراجع عنها وتنبذها لصالح التفكير المنطقي أيضًا وعدم إيمانها أن من حق اليهود الإقامة في فلسطين بالقوة؛ بل يجب أن يعملوا ليكتسبوا هذا الحق بالاتفاق مع العرب.

وبعد عودتها، تراجع أوراق القضية المرة تلو المرة قبل أن تبدأ كتابة مقالها الأول والذى أحدث ضجة كبيرة في الأوساط اليهودية وجعل الموساد يرسل لها مندوبًا يهددها إن لم تتراجع عن هذا الرأي، بينما نبذها أصدقاؤها جميعًا حتى من كانوا بمثابة العائلة لها وذلك لعدم احتمالهم أن يكون لها رأي مخالف.

عند مشاهدة (حنّا) لأول جلسات المحاكمة صُدمت بكون (أدولف إيخمان)  بشرًا عاديًا، فقد تخيلته وحشًا أسطوريًّا بأسنان تقطر دمًا، لكنها فوجئت أنّه رجل مصاب بالزكام يعلم أنه سيعدم أيًّا كان الذى سيدافع به عن نفسه، وعندما سُئل عن دوافعه لما فعلَ، أجاب بأنه  كان ينفذ أوامر تلقاها من قادته، هو لم يخطط لإعدام اليهود ولم يكن هناك سبب يجعله يكرهم هو مجرد ترس في المنظومة الشمولية الكبرى.

وهى النقطة التى استخدمتها (حنا) في مقالاتها، وأصابت قراءها بالصدمة، هي لا ترى أن المشكلة في (أدولف إيخمان)، بل السبب الحقيقي لما حدث هو النظام المستبد الذى رأى أن التطهير العرقي هو أسلوب التعامل الأمثل ليس فقط مع اليهود؛ بل مع كل من لم ينتسب للعرق الآري. الشر ليس في الأشخاص، الشر في الأفكار الشمولية التي تحول الأفراد إلى تروس في آلة عملاقة لدهس البشر.

وحتى الآن يمكننا أن نرى ذلك في كل مكان؛ فالجندي الذى يقوم بقتل المتظاهرين لا توجد بينه وبينهم أي ضغائن شخصية ولا يرى وجوههم من الأساس، هو ينفذ أوامر أُمليت عليه من قادته، ذنبه هنا ليس القتل، بل إنه ترك النظام يلغي شخصيته ويحوله لأداة لفعل أشياء لا يؤمن بها.

حقائق يهودية لا يتقبلون المصارحة بها

النقطة الثانية التي أثارت الكثير من الجدل هي اتهامها للزعماء اليهود قبل الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع النازيين وتسهيل عمليات الاعتقالات، فمن رأيها أنه لولا وجود هؤلاء الزعماء لقلّ عدد المعتقلين للغاية.

وبالطبع، الرأي العام لم يتقبل مثل هذه الآراء، فاليهود هم الضحية ويجب أن يبقوا كذلك، وأي رأي يخالف ذلك هو مباشرة معاد للسامية حتى لو كان صادرًا من معتقلة سابقة.

مشهد ختامي متعة للعقل

بعد أن حاولت الجامعة أن تقصيها وتمنعها من إلقاء المحاضرات، تقرر أن تقيم محاضرة كبيره توضح بها وجهة نظرها لكل من يهمّه الأمر، خلال هذه المحاضرة شرحت (حنّا) كل أفكارها بطريقة غاية الروعة، سلبت من تحاضرهم ومُشاهد الفيلم عقله من روعة المنطق وقد استحقت في نهايتها تقدير كل من كان يزن الأمور بعقله وليس بعواطفه.

في النهاية، أريد أن أشيد بالممثلة التي قامت بدور (حنّا) (Barbara Sukowa) والتي أسرت المشاهدين بأداء رفيع المستوى ومكياج غيّر من ملامحها تمامًا، والفيلم بمجمله تجربة سينمائية تستحق المشاهدة.

الصفحة الخاصة بالفيلم

التقرير الإلكترونية في

11.02.2015

 
 

معرض «الكتاب» يحتفل بمئوية «صلاح أبوسيف»

كتب ــ محمد خضير

أُقيمت احتفالية فنية تحت عنوان «مئوية المخرج صلاح أبوسيف» رائد الواقعية فى السينما المصرية، حيث تم عرض فيلم «القاهرة 30»، أعقبته ندوة فنية شارك فيها الفنان الكبير حمدى أحمد، أدراها د. أحمد إبراهيم رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، تحدث حمدى عن ذكرياته مع أبوسيف، وخاصة أثناء تصويره لفيلمه الأول «القاهرة30»، وأشار إلى أن السبب الأساسى فى بقاء أفلام صلاح أبوسيف حتى الآن يرجع إلى أنه رجل شعبى من سكان بولاق أبوالعلا التى كان يطلق عليها مصر الحديثة أيام محمد على باشا، وكان انتماؤه إلى المواطن الغلبان، كما أشاد بجميع أفلام أبوسيف وعلى رأسهم فيلم «بين السما والأرض»، وأوضح حمدى أن هناك فرق بين الواقعية والطبيعى، فالواقعية تجميل الواقع نوعا ما، أما الطبيعى فيتناول الواقع كما هو، كما وجه النقد إلى أفلام المقاولات التى ساهمت بشكل كبير فى تشوه صورة مصر، وإلى الأفلام السينمائية الجديدة التى تروج للبلطجة والعنف، وأكد أن مشروع الفوضى الخلاقة فى مصر يأتى عن طريق الفن بكل أنواعه، وعن طريق بعض القنوات الفضائية التى تمول من أموال أجنبية صهيوني، وصاحب الندوة عرض فنى لفرقة أسيوط للموسيقى العربية التى قدمت مجموعة من أغنيات أفلام صلاح أبوسيف «الشرط نور، اسمر يا اسمرانى، قلبى ومفتاحه، ظلموه» وغيرهما، وأُختتم المخيم بعرض فنى لفرقة الجيزة للموسيقى والغناء التى قدمت مجموعة من العروض المتميزة «العصا والاتزان» وغيرهما.

روز اليوسف اليومية في

11.02.2015

 
 

المخرج الكردي مانو خليل:

«طعم العسل» دعوة للحب والتسامح

خاص ـ «سينماتوغراف»

اليوم وبعد ان انفتح العالم على مصراعيه من خلال الإعلام بقيت مهمة الأكراد فنيا وسياسيا ان يظهروا للعالم بأنهم ليسوا أقل انسانية من الآخرين، وبالفعل استطاعت السينما الكردية أن تعبر عن ذلك وتؤكده، وبرزت خلال السنوات الأخيرة اسماء عديده من صناع الأفلام الأكراد منهم مانو خليل، الذي حقق نحو أربعة عشر فيلما، منها «طعم العسل» الذي توقفت أمامه «سينماتوغراف»، وفتحت من خلاله حوارا مع المخرج مانو خليل حول ماهية السينما الكردية، وهويتها، ورسائل أفلامه، وجديده الذي يستعد له، وكان معه اللقاء التالي:

·        كيف تعبر من خلال أعمالك عن الهوية والتراث الكردي؟

ـ أنا من شعب عنده قضية ومظلوم، واضطررت لترك وطني بجرم لم أقترفه، لأنني ولدت لأم وأب أكراد، علموني أن التفاحة اسمها «سيف» وأن الخبز اسمه «نال»، لكن كل هذه الكلمات إذا ذكرتها في المدرسة كنت أضرب، فالتفاح: تفاح، والخبز: خبز، وممنوع ذكر أي كلمة كردية، والشعب الكردي يعيش على أرضه منذ آلاف السنين، قسمت أرضه كما كل البلاد العربية باتفاقية سايكس بيكو، على أربع دول، ومورست فيه فظاعات من قبل بعض الحكومات، وليس الشعوب، ولذلك كانت المسائل دائما ايديولوجية من الأنظمة التي تحاول اضطهاد هذا الشعب وطمس هويته، ولم يكن هناك بديل سوى استخدام لغة السينما للتعبير عن هويتنا وتراثنا، بدلا من لغة البنادق التي هي لغة الموت.

·        هل تعتقد أنك من خلال السينما، أثرت وخدمت قضيتك؟

ـ هناك عدة طرق للنضال، وأنا أحاول أن أثبت وجودي للآخرين من خلال السينما، وأعتقد أني والحمد لله نجحت في هذا، ويكفيني مثلا أن يعرض فيلمي وأتناقش فيه مع الناس، أفتح مجالات للحديث عن قضية الشعب الكردي، وقد عرض الفيلم في سويسرا ونال استحسان المشاهدين، وحصد جائزة مؤخرا في مهرجان بسويسرا  وكتبت عنه الصحافة أيضا، وبلا شك هو يخدم القضية، بل أيضا يعطيني المجال لأثبت وجودي كشخص بطريقة حضارية، فأنا أؤمن بالحوار بين الناس، فرب العالمين أعطانا اللسان لنتفاهم مع بعض.

·        لماذا تميل في معظم أعمالك إلي الشكل الوثائقي؟

ـ هذا النوع السينمائي يتناسب مع القضايا التي اطرحها، لاسيما وان تكلفة الوثائقي أقل مما يكلفه الفيلم الروائي الطويل، خصوصا أن تمويل معظم أفلامي جاء من التلفزيون السويسري الذي يعرضها، وبالطبع هذا الأمر يسهل لي الحصول على تمويل لمشاريعي المقبلة، ناهيك عن أن صالات العرض السويسرية ترحب، بدورها، بعرض تلك النوعية من الأفلام.

·        من خلال الأفلام العديدة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وعرضت في أكثر من مهرجان، هل يمكن القول بأن هناك ملامح سينما كردية بدأت في تأكيد وجودها؟

ـ يعترض مانو خليل على تعبير السينما الكردية، ويقول: السينما لغة فنية سامية، وعندما نقول سينما ايطالية فإننا نعني بذلك عظماء أوجدوا طريقة في التعبير السينمائي لم تكن موجودة في السابق مثل دي سيكا، الأخوة تافياني، فللييني، روسيليني، بازوليني، ونقول أيضا سينما فرنسية لأنها طورت طرق التعبير الفني منذ البدايات بأعمال مختلفة بدءا من رينيه كلير وبونويل وآخرين مرورا بالموجة الفرنسية الجديدة على يد فرانسوا تروفو، ونقول سينما سويدية لان انغمار بيرغمان فتح شباكا للتذاكر في «السماء السابعة»، وهكذا نقول سينما أميركية وروسية، أما الشعب الكردي فهو لوقت قريب كان مضطهدا وثقافته مغيبة ومهملة، ولغته محاصرة، لذلك نحن نرى تجارب فردية متفاوتة، وبعضها يحقق نجاحات في مهرجانات سينمائية عالمية، لكن ذلك لا يعني وجود سينما كردية لها هويتها الواضحة حتى الآن.

·        كيف ترى فيلمك «طعم العسل»، وما الرسالة التي قصدت التأثير بها على المشاهد؟

ـ ابسط إجابه هي ما قالته لجنة تحكيم مهرجان «سولوثورن» في سويسرا، والتي عللت إعطاء الجائزة الكبرى لفيلم «طعم العسل» لبعض الاسباب منها، «بالرغم من كل المآسي التي اصابت الشخصية الرئيسية في الفيلم، فانه يملك طاقة مذهلة من التفاؤل والايجابية بدون أن يصبح بمثابة محكمه تصدر الحكم على من هو الظالم ومن هو المظلوم، المعتدي والضحية، بل على العكس ان نظرة الفيلم المليئة بالإنسانية وحب الحياة هو الموضوع الاساسي في هذا الفيلم وحبكته الدرامية»، ويضيف مانو خليل: «إن الفيلم يمتلك قدرة هائلة على حب الانسان للإنسان والتفاؤل، والتعايش المشترك والاحترام المتبادل بين البشر، حيث تختفي من بين ثنايا الفيلم أي رغبة أو إحساس بالحقد او الضغينة والثأر، إنه فيلم عن الحب والتسامح».

·        لماذا تعمدت استخدام «الدوكودراما» كأسلوب في هذا الفيلم؟

ـ لأن حكاية «طعم العسل» تملي آلية سرده، وطريقة سرد الفيلم كانت بصوت الشخصية التي يوثق لها، لكن كـ«فويس أوفر»، حيث نشاهد أمامنا حياته وتنقلاته بينما يسرد لنا بصوته دون حوار أو لقاءات ما نراه.

·        في النهاية، ما الذي يفعله النحال بطل الفيلم حاليا في سويسرا؟

ـ عاد إلى تربية النحل، رغم أن هذا العمل يعتبر هواية في سويسرا، وتلقى من الحكومة السويسرية 3 آلاف فرانك لشراء أثاث لشقته واخذ هذا المبلغ وأشتري به نحللا ليستخرج المزيد من العسل ويعيش حاليا في جبال الألب، محاطا بمجموعة من الأصدقاء السويسريين، وهو يتواصل معهم بالإشارة لكونه لا يعرف اللغة السويسرية.

فيلموغرافيا

مانو خليل مخرج كردي درس التاريخ والحقوق في جامعة دمشق وتعلم الاخراج السينمائي في تشيكوسلوفاكيا وهو مقيم منذ العام 1996 في سويسرا، وأخرج حتى الآن 14 فيلما، منها «هناك حيث تنام الآلهة» (1993)،«انتصار جديد» (1998)، «أحلام ملونة» عام 2003 ، «الأنفال» (2005)، «دايفيد توليهلدان» (2006)، و«زنزانتي بيتي» (2009)، و «طعم العسل» (2013)، وينهي حاليا فيلم روائي جديد تحت عنوان «السنونو»، وهو يروي عودة شابة من سويسرا إلى كردستان للبحث عن والده بعد ثلاثين سنة على مفارقتها إياه.

زووم إن

يتناول فيلم «طعم العسل» حياة مربي نحل كردي من كردستان تركيا، فقد كل شيء في اتون الحرب الدائرة في كردستان تركيا بعد أن كان واحدا من أكبر منتجي النحل في تركيا وكردستان، ليخسر ليس فقط نحله وأملاكه بل زوجته وأطفاله، ويصبح مطاردا في الجبال الى أن يصل به الحظ الى سويسرا كلاجئ، ويبدأ من جديد بتربية النحل، ولكن هذه المرة في جبال الالب.

«خذني إلى القمر».. الأحلام وشمس الإرادة

إنتاج صيني أسباني في برنامج استعادي بكليرمون فيران

«سينماتوغراف»: أمـل الجمل – فرنسا- كليرمون

فتاة شابة كانت تبدو لي وكأنها لاتزال لم تتجاوز سنوات المراهقة بعد. ترتدي زيا لونه يستمد شيئا من ألوان السماء، على الحدود بين درجتي المووف الفاتح واللبني، وفوق شعرها الطويل المُسدل المعقود ديل حصان استقر كاب برتقالي اللون، بينما تتشح ملامح وجهها الآسيوي بتعبيرات الجد والشجن. كانت تجلس على ماكينة للخياطة في مصنع عملاق. هى في مقدمة الكادر بينما في الخلفية أشباح نساء آخريات يتوسطهن رئيس للعمال. لا أدري لماذا جذبتني تلك اللقطة الفوتغرافية وأنا أقلب صفحات كاتالوج مهرجان كليرمون فيران للفيلم القصير الذي عقدت دورته السابعة والثلاثين في الفترة (30 يناير – 7 فبراير 2015) والذي استقبل ما يقترب من ثمانية آلاف فيلم عرض منها نحو ستمائة فيلم قصير متنوع ما بين روائي ووثائقي وتحريك بكافة أنواعها الخالصة أو الممتزجة أو التجريبية.

شيء ما في ملامح تلك الفتاة المستحوذة على مقدمة الكادر ظل يأسرني. رفعت عيني لأقرأ العنوان «خذني إلى القمر». التباين بين شاعرية العنوان وبين الأحساس التي تبثها الصورة عن الجهد الشاق وقسوة الحياة جعلتني أقرر أن يكون فيلم «خذني إلى القمر» واحدا من بين مشاهداتي.

اعرضه ثانية

«خدني للقمر» – الطريق للبيت – 10 دقائق – السيد لي – الحاضر – الطابق العلوي – عشرون دولار – فيديو منزلي – ضرير – 6 مارس – الحصان، كانت بعض أسماء الأفلام التي بلغت 29 فيلماً قصيراً ضمها عنوان أكبر «ترويض التنين» والذي خصص لقسم العروض الاستعادية – Retrospective – لهذه الدورة أن يحتفي بالصين التي تمتلك أكثر من 13 ألف شاشة عرض، وتنتج أكثر من خمسمائة فيلم روائي طويل كل عام. يتميز كليرمون فيران بأنه يقسم العروض الاستعادية إلى جزئين، الأول يحتفي بالسينما في أحد دول العالم، أما الثاني فيختار «تيمة» أو موضوع ويعرض مجموعة من أهم الأفلام التي تناولته، وكانت تيمة هذا العام «الدراجات» بما لها من دلالات تعبيرية أغوت الأدباء والمبدعين بالكتابة عنها فقام منظموا المهرجان بعرض 24 فيلما بدأت بشريط للأخوين لوميير – أوجست ولويز لومير – «رحيل راكبي الدراجات» الذي أنتج عام 1896.

«خذني للقمر»

عنوان الفيلم مستمد من أغنية رقيقة نسمع بعض مقاطعها أثناء سرد الحكاية الوثائقية التي تبلغ مدتها 15 ق، وأخرجها كل من أوريول مارتينز، وإنريك ريبز، وإنتاج صيني أسباني مشترك 2014. أبطالها الريئسيين ثلاثة أشخاص تجمع بينهم الأماكن والأحلام وشمس الإرادة. تأتي تلك الفتاة العاملة داخل مصنع الملابس في مقدمتهم إذ تبدأ وتنتهي بها الحكاية، ثم رجل خمسيني مطرب، ورجل آخر يعمل في كي الملابس في ذلك االمصنع. وأثناء ذلك تنتقل الكاميرا بين ماكينات الحياكة داخل المصنع وبين صفوف النساء داخل المطعم في مكان العمل، بين الشوارع وبين صالات للغناء وآخرى لرقص الباليه، بين بيوت نظيفة وملاعب رياضية للأطفال الناشئيين، بين أحلام قديمة لم تتحقق وبين أحلام مستقبلية تسعى للتحقق منطلقة من واقع يسعى أبطاله أن تكون أرضه مستقرة.

تبدأ الفتاة الشابة التي هاجرت من شنغهاي لمقر عملها الحكي قائلة: «وأنا صغيرة لم يكن لدي أحلام، لكني أعرف أناس أخذوا والديهم في رحلة حول العالم، كنت فقط أرغب في أن أدرس بجد، وأن ألتحق بالجامعة. » بعدها لاتحكي الفتاة عن ماذا قد حدث لها، فاللقطات التي بدأ بها الفيلم لها داخل المصنع أبلغ تعبيراً للكشف عن كيف انتهى بها الحال، لكن مهلاً،، فتلك ليست نهايتها المصيرية، إنها الآن تصنع لنفسها قدرا آخر. تقول: أحيانا وأنا أعمل على الماكينة أفكر في أشياء. ليلة أمس كنت في قاعة الرقص ولم أكن قادرة على تحديد بعض الخطوات كيف أقوم بها بشكل صحيح، فمنذ كنت صغيرة كنت أرغب في تعلم الرقص، لكن أبداً لم تتاح لي الفرصة. الآن الفرصة متاحة وأريد ألا أضيعها.

ومن إحدى قاعات الرقص والاحتفال يأتينا صوت رجل يقول بأسلوب سردي: «اسمي كيان أنهوا، عمري ٥٠ عاما، كان حلمي أن أبني فضاءاً نموذجياً للعمل، مكان يتيح للموظفين أن يكونوا سعداء، فبه أستطيع أن أغذي روحي وأرواح العمال،» بعدها تنطلق أغنية «خدني للقمر» احتفالا بأعياد الكريسماس في أجواء يتجلى فيها بابا نويل. ثم قرب نهاية الشريط الوثائقي القصير نستمع إلى تلك الكلمات التي بدأ بها هذا الرجل وهو يُغنيها بصوت عذب مفعم بالأمل.

أما الشخص الثالث فهو أحد العمال في المصنع يقوم بكي الملابس. يحكي عن حلم ابنه في أن يصبح طياراً، ويحكي عن حلمه هو لابنه بأن يحصل على الماجستير وأن يسافر إلى الخارج، نراه وهو يصطحبه من المدرسة، يسير بصحبته في الشارع، يعد له الطعام، ينظف السمك ويقليه، بينما الابن يتندر من تكرار الطعام ذاته، ثم ينظف الأب بيته قبل أن يصطحبه إلى صالة الرياضة، لا يخفي هواجسه وتفكيره المستمر في ذلك اليوم الذي يقبض فيه مرتبه، وتخطيطه لأفضل طريقه لإنفاقه. في صالة الرياضة نراهم كيف يتدربون على بناء هرمي مرتفع من أجساد الصغار، «أهم شيء هو تعلم القاعدة الأساسية. أن يتحد الناس، إذا لم يكن عندك قاعدة صلبة لن يكون هنا استقرار لمن هم في الأعلى، سيكونون في خطر دائم. ابني هناك، فوق، وأنا في القاع، مع ذلك ليس لدي مشكلة في أن أحتمله، أحيانا أخشى عليه لكني أطمئن نفسي بأنه سيصبح فوق، في الأعلى ويعوض سنوات الشقاء، ويُصبح مستقبله وحياته أفضل من حياتي. »

تتهادي موسيقى الرقص في القاعة تجمع الأبطال الثلاثة وسط آخرين، تتنوع الموسيقى بتنوع الأطياف البشرية، مرات كلاسيكية، رومانسية، وأحيانا شبابية صاخبة، الجميع يرقص، يحتفل بعد أن ارتدى أجمل الثياب، وبعد أن تم تزيين عربة بابا نويل. يطول الاحتفال وفي النهاية تمتزج كلمات «خذني للقمر» مع صوت الماكينات في المصنع، إلى أن تختفي الموسيقى تماما ويسيطر الواقع الشاق لكن الصورة تقول شيئاً متفائلاً فتلك الفتاة الشابة التي بدأ بها الفيلم وهى تقوم بحياكة ملابس سوداء بوجه عبوس مثقل بالحزن ها هى الآن بوجه مبتسم يكسوه التفائل الذي لا يمكن فصله عن لون الأكلادور الوردي الذي اصطبغت به أظافرها والذي يوضحه لون الملابس البيضاء التي ترقص بين أناملها الرشيقة.

سينماتوغراف في

11.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)