كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

عبد اللطيف عبد الحميد: سوريا قبل الطوفان

خليل صويلح

 

دمشقلم يكتفِ عبد اللطيف عبد الحميد (1954) في فيلمه «العاشق» بشذرات من سيرته الذاتية (خصوصاً القروية) التي كانت تبزغ جزئياً في أفلامه السابقة، بل توغّل أكثر في ترميم هذه السيرة باستعادة عدد الصفعات التي تلقاها من الآخرين، مقتحماً مناطق وجدانية مرهفة، وموسّعاً فتحة العدسة نحو أوجاع أكثر جذرية. وإذا بهذا الشريط ينهض على ثلاثة أقانيم (القرية/ المدينة/ الوطن)، على خلفية الزلزال الذي أصاب المجتمع السوري في السنوات الأربع الماضية.

كان صاحب «ليالي ابن آوى» قد أنجز كتابة السيناريو قبل اندلاع «الانتفاضة السورية» بقليل. لكن خلال التصوير، لم يشأ تجاهل الوقائع المستجدة، فأغلق القوس على هتاف «واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد» كآخر استغاثة منه، قبل اكتمال الكارثة. ما ناله «المخرج العاشق» (عبد المنعم عمايري) من صفعات داخل الشريط، تعرّض لها الفيلم نفسه في حكاية واقعية مشابهة، حين هدّد سينمائيون سوريون معارضون بإحراق دار الأوبرا المصرية، في حال أصرت إدارة «مهرجان القاهرة السينمائي» على إدراج الفيلم ضمن عروضه (2011)، وتكرّرت الصفعة في «مهرجان دبي» (الأخبار 27/11/2012 ــــ 30/11/2012). هكذا غاب الفيلم ثلاث سنوات في مستودعات «المؤسسة العامة للسينما»، قبل أن تتيحه أخيراً للجمهور الدمشقي، في عرضٍ خاص، استضافته صالة «سينما ستي».

هذه المرّة، لسنا إزاء كوميديا سوداء صرفة.

تفكيك ثنائية التسلطية السياسية والمجتمعية والشعارات الجوفاء

هناك شجن عمومي يتسلل من تفاصيل الحكاية الأساسية على هيئة كشف حساب شامل لحقبة مليئة بالأوهام والأحلام المجهضة والعشق المغدور، من طريق فحص الشعارات البرّاقة التي ألقت بثقلها على تطلعات جيل، وجد نفسه، في نهاية المطاف، ضحية لهذه الشعارات نفسها. قوة صوت الأب (عبد اللطيف عبد الحميد) الذي كان يطلق شعار «حزب البعث» أمام بيته، ليردّده التلاميذ في المدرسة المجاورة، كل صباح، لم تنقذ الابن «مراد» من تلقي الصفعات، سواء من الأب نفسه، أم من مدير المدرسة، أم من شقيقه الأكبر، وحتى حبيبته. لجأ عبد اللطيف إلى عملية تناوب زمنين في البناء السردي للفيلم عبر توليف المخرج مراد فيلمه الأول الذي تدور وقائعه في الريف عن الفتى الذي ذاق أصناف الأسى على يد الأب الذي كاد يحرمه من الذهاب إلى اللاذقية لتقديم امتحانات الشهادة الإعدادية، بذريعة حاجته إليه للعمل في الأرض، وإحضار الخبز من الفرن. لكنه سيتراجع عن قراره، بعد تعهد شقيقته تعويض غيابه. يتمكّن الفتى من النجاح، رغم مضايقة شقيقه الأكبر له، وتبرمّه منه، إثر مشاركته الغرفة المستأجرة، ثم يعيش أولى مكابداته العاطفية مع ابنة الجيران التي تنتهي بزواجها من شخصٍ آخر. على المقلب الثاني، نتتبع حياة «مراد» في دمشق خلال عمله على مونتاج فيلمه الأول، وتطوّر علاقته مع جارته «ريما» (ديما قندلفت) التي تعيش جحيماً من نوعٍ آخر، فرضه أب متسلّط وقاسٍ، على عكس والد مراد الذي يفيض حناناً وألفة أقلّه في شيخوخته، قبل أن تداهمه نوبة غيبوبة بسبب ارتفاع نسبة السكر في دمه (ربما من أباريق الشاي التي كان يعدّها للرفاق أثناء الاجتماعات الحزبية)، فينقذه صديق مراد في الصبا الذي صار طبيباً، قبل أن يحضر الابن من دمشق، إثر مكالمة عاجلة من شقيقته. عند هذه العتبة يدخل الشريط مشاهد ميلودرامية بدت فائضة، خصوصاً في ما يتعلّق بشخصية ريما التي تتسلل ليلاً، إلى بيت مراد، بعد شجار مع والدها. حين يعود العاشق، يجدها في بيته، فيشعر بحجم الورطة، ويقرر الزواج منها، والهرب إلى قريته، وعقد قرانه عليها هناك، بمساعدة صديقه الطبيب «عمر زكريا» (قيس الشيخ نجيب)، في إشارة مضادة لما حدث من تفكّك طائفي في نسيج المجتمع السوري. في المقابل، لن نجد نسمة هواء منعشة في دمشق، فكل ما يحدث هنا تضيق به الروح. أماكن مغلقة تثقلها الضغينة والعنف والخوف في هجاء صريح ومعلن ومتواتر للمدينة وقيمها المتعسفة. في اللحظات الأولى من الشريط، يتقدّم أحدهم من المخرج في سيارته، وهو في طريقه إلى غرفة المونتاج، ويمطره بالشتائم ثم يبصق عليه وينسحب، ما يفسّره مراد لحبيبته بأن ما حدث هو نوع من النقد السينمائي، علماً أنه لم ينجز بعد فيلمه الأول (!). وحين يظهر في مقابلة تلفزيونية، يذكر القسوة التي كان يبديها مدير المدرسة تجاه التلاميذ. وإذا بالمدير نفسه، الذي صار مسؤولاً أمنياً مرموقاً في العاصمة، يستدعيه إلى الفرع، ويهدّده بقطع لسانه، في حال تجاوز حدوده مجدداً، فيما يتوعده والد حبيبته، بعد هروبها معه، بأنه سيذبحه حالما يجده. لن يتنفّس مراد هواء الطمأنينة، إلا بعد مغادرته حدود دمشق نحو قريته، ليستيقظ هناك على براءة الطبيعة، وألفة العائلة الأولى، وصفاء النفوس، قبل أن يموت الأب مثل قديس، وقد تلاشى صوته القوي تماماً.

فيلم مؤثر، مشغول بمهارة وجرأة، بالإضافة إلى بلاغته البصرية العالية، وكثافته السردية غير المهادنة، لجهة أسئلة الهوية، وثنائية التسلطية السياسية والمجتمعية بقصد تجفيفها من زبد الشعارات الجوفاء التي أوصلتنا إلى حافة الهلاك.

كزافييه دولن في جحيم العلاقات الأوديبية

بانة بيضون

العلاقات المعقدة والملتبسة هي لعبة كزافييه دولن (1989) المفضلة الذي يخوض في مناطق متطرفة وخطرة من تركيبة النفس البشرية قد تشبه إلى حد ما ثيمات المعلم الاسباني بيدرو ألمودوفار. منذ باكورته الروائية «لقد قتلت أمي» (2009)، فرض نفسه مخرجاً ذا بصمة خاصة. في «مامي» (2014) الحائز لجنة التحكيم في «كان» هذه السنة، يفصّل المخرج والممثل الكندي الشاب جحيم العلاقة الأوديبية مع الأم. وإذا كانت الأم في شريطه السابق «لقد قتلت أمي»، متملكة ترفض إطلاق سراح ابنها، فإنّها والابن لا يقلان اضطراباً عن بعضهما في «مامي».

يبدأ الفيلم بمشهد ديان (آن دورفال) وهي تتحدث مع مديرة مركز التأهيل التي تشرح لها خطورة وضع ابنها ستيف (أنطوان أوليفييه بيلون) بعد إضرامه حريقاً تسبّب في إصابة أحد الاولاد. تخيّرها بين أن يعود للسكن معها أو يرسل إلى دار الأحداث في حين أنّ ديان التي تبدو لا مبالية تسخر منها بطريقة فظة، لكنها تعود لتدافع بشراسة عن ابنها. تلك الفجاجة في شخص ديان كما ابنها المخالفة لكل ما هو مقبول اجتماعياً تضفي على الفيلم حس سخريته الممتع والذكي معاً. تحضر ديان ابنها ليسكن معها ويبدآن بالتخطيط لحياتهما الجديدة كأي عائلة عادية. لكن لا شيء عادياً في علاقة ستيف بأمه. مفارقة يطرحها المخرج ببراعة، وهو يلعب على وهم العائلة الطبيعية أو السعيدة. نرى ديان تقتحم غرفة ابنها بلا استئذان. وحين يعترض قائلاً: «لمَ لا ترافقينني إلى الحمام أيضاً؟»، تجيبه بهدوء: «لمَ لا إذا احتجتني؟».

نال جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان»

من جهة أخرى، يذهب ستيف للتسوق على طريقته (السرقة) ويحضر لأمه عقداً كُتب عليه «مامي». مشهد ينقلب إلى كارثة حين لا تبالي ديان بهديته وتتهمه بالسرقة. يفقد ستيف السيطرة ويحاول خنق أمه التي تتسبب بجرحه دفاعاً عن نفسها. هذه هي فقط المشاهد الأولى التي ترسم علاقة الشغف المريضة بين الأم والابن. يرجع المخرج أحد أسبابها إلى وفاة الأب، بمعنى آخر، غياب العائق الذي كان يفصل بين الأم والابن أو تحقيق الرغبة الأوديبية. وقد يكون أيضاً تدهور حالة ستيف بعد موت أبيه والغضب الذي اجتاحه نتيجة شعوره بالذنب لتحقق الرغبة الرمزية بقتل الأب فعلياً. وكي يكتمل المثلث العاطفي الناقص الذي هو إحدى الثيمات المكررة في أعمال كزافييه، يُدخل طرفاً آخر في العلاقة هو الجارة كيلا (سوزان كليمان). تختنق كيلا بحياتها الهادئة والمنضبطة وتعاني منذ سنتين من مشكلة في النطق، فتتعثر في الكلام عكس ستيف وديان اللذين لا يتوقفان عن الكلام على نحو هستيري. بطريقة ما، يكمل الثلاثة بعضهم. يساعد وجود كيلا في هذا المحيط المنعتق من كل القيود على التحرر من صمتها، بينما تلعب دور الأم البديلة لستيف برقتها وتشجيعها له، لكن أيضاً بصرامتها التي تمكنها من السيطرة على غضبه، فتصد محاولاته للتحرش بها بعكس أمه الحقيقية التي تعترض بدلع. أيضاً، تبدو العلاقة ملتبسة بين ديان وكيلا في البداية حيث تتبادلان النظرات عبر النافذة التي تجمعت فيها الأوساخ على شكل أشبه بقلب، في إحدى اللقطات الطريفة والساخرة التي تمتاز بها اللغة السينمائية. وإن كانت العلاقات التي يشرحها المخرج متأزمة ومعقدة، إلا أنه لا يحاكمها. في ظل جو الصخب الذي يسيطر على الشريط، وحدها الكاميرا تسرد في المشاهد الصامتة ما يتجنب الحوار والشخصيات الخوض فيه كما شبح الأب الغائب أو ابن كيلا المتوفي التي لا تتحدث عنه أبداً. أكثر ما يميز اللغة السينمائية نقلها ببراعة حميمية التفاصيل الصغيرة، والرمزية التي يعبر عنها المخرج في هندسة اللقطات كما في مشهد البداية حين تخسر ديان عملها ويواسيها ابنها فتتنقل الكاميرا بين وجهيهما بسلاسة مصورة لقطات تفصيلية إلى أن يثبت المشهد فيضع ستيف يده على فم أمه ويقبلها. كذلك، يلعب المخرج عبر الضوء على الصراع بين الأمل واليأس مصوراً شخصية ستيف المتطرفة بحدتها وعنفها وشغفها بالحياة مثل المشهد المشمس حيث يقود عربة التسوق، يقابله المشهد الأخير بألوانه الرمادية حين تقوده أمه إلى المستشفى.

الهايكا التونسية متهمة بالديكتاتورية!

نورالدين بالطيب

تونسمرة أخرى، تعود «الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري» المعروفة بـ «الهايكا» إلى واجهة الأحداث بعدما أصدرت قبل أيام بياناً أعلنت فيه عن إمهال القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية مدة خمسة أيام لتسوية وضعها القانوني باعتبارها لم تحصل على ترخيص قانوني من الهيئة. قرار «الهايكا» بوقف البث في حال عدم الاستجابة يهم ثلاث إذاعات هي: «نور أف ام» لصاحبها محمد علي الشابي، و«القرآن الكريم» لمحمد الجزيري، و«ام آف ام» لانصاف الهلالي.

أما القنوات فهي «الانسان» لمحمد علي الشابي و«الجنوبية» لمحمد العجرودي و«تونسنا» لعبد الحميد بن عبدالله و«الزيتونة» لسامي الصيد و«تلفزة تونس 1» لطارق البشراوي. هذا القرار أثار ردود فعل مختلفة رفض أغلبها خطوة «الهايكا»، واعتبره بعض الناشطين عودة الى الديكتاتورية وثقافة المنع والرقابة.

من أول الذين رفضوا القرار الطاهر بن حسين المالك السابق لقناة «الحوار التونسي» الذي أسس المحطة زمن بن علي. وكانت الصوت الوحيد الذي يستضيف المعارضة الممنوعة من التعبير بكل أطيافها، بما فيها «حركة النهضة». وقال الطاهر بن حسين في تصريح لوسائل الإعلام بأن قرار «الهايكا» بمنع بعض القنوات والإذاعات من البث أكثر ديكتاتورية من قرارات بن علي الذي قال إنّه لم يغلق له قناته، بل اكتفى بإزعاج الصحافيين والتقنيين فقط. وأعلن بن حسين أنّه سيؤسس قناة جديدة ستنطلق في شهر حزيران (يونيو)، ولن يطلب اي ترخيص من «الهايكا»، مؤكداً على تحديه للهيئة التي قال بأنّها غير قادرة على منعه من البث.

أما رجل الاعمال المثير للجدل محمد العياشي العجرودي صاحب قناة «الجنوبية»، فاعتبر أنّ قرارات «الهايكا» جائرة وسيضطر للبث من فرنسا إذا أصرّت على تنفيذ قراراتها. أما طارق البشراوي الذي ينتظر منحه ترخيصاً للبث منذ عشر سنوات، فأكد لـ «الاخبار» أنّه بسبب بن علي ثم «الهايكا» بعد الثورة، خسر الجزء الأكبر من أملاكه التي فرط فيها بالبيع مع مساهمات شركائه لمواجهة مصاريف مكاتبه. واستغرب بيان الهايكا، إذ أنّه لا يبث حتى الآن، رغم أنّه يدفع معلوماً شهرياً للـ «نايل سات».

ردود الفعل الرافضة لقرارات «الهايكا» اعتبرها رئيسها النوري اللجمي غير منطقية، فالهيئة مؤسسة دستورية كانت استجابة لمطالب الاعلاميين حتى لا يكون قطاع الاعلام تحت نفوذ الحكومة التي كانت تتحكم بمنح التراخيص. وهكذا تحولت «الهايكا» من مطلب للمهنيين الى جهاز مثير للجدل متهم بالديكتاتورية!

عليا خاشوق بين «حمص الثورة» و«قوارب الموت»

علي وجيه

لا تتوقف عليا خاشوق عن العمل. السينمائية السورية (1969) أنجزت وثائقياً بعنوان «أوتيل كندا» (2012، 30 د)، ونالت عنه جائزة أفضل وثائقي في «مهرجان أفلام العالم» في مونتريال 2012. الشريط يفتح الباب على موضوعة الانتماء لدى المهاجرين العرب في كندا. يبحث في سؤال جوهري: هل البلد الجديد، بالنسبة إليهم، فندق للإقامة أم وطن؟ في جعبتها روائي طويل، تقول عنه لـ «الأخبار»: «أشارك في التحضير لسيناريو عن حمص خلال سنوات الثورة. يعمل عليه كاتب حمصي عايش الأحداث، وما زال في حي الوعر يتابع الكتابة بخط يده على ضوء الشموع».

تردف: «أحضّر كذلك لوثائقي عن «قوارب الموت»، وموت السوري القابع بين سندان النظام ومطرقة داعش». أخيراً، شاركت خاشوق في «الملتقى الجهوي الثالث للسينما وحقوق الانسان» في القنيطرة بالوثائقي الذي أشرفت عليه «حمّام» (2013، 4 د، إنتاج مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية)، وهو من تصوير أحمد خليل.

في مدينة منبج (ريف حلب)، تذهب الكاميرا مع الطفل محمد إلى مكبّ النفايات للبحث عن مواد قابلة للاشتعال بغرض تسخين المياه. يرجع الصغير إلى عائلته للانضمام إلى الاستحمام الجماعي مع اخوته. محمد عينة من الأطفال الذين حرمتهم الحرب السورية من التعليم، وأجبرتهم على حياة غير لائقة. «حمّام» واحد من تلك الوثائقيات البسيطة التي قام ناشطون شباب بتصويرها من دون خبرة عالية أو تأهيل علمي. المضمون غالب على الشكل. المهم هنا إيصال الرسالة المنشودة. إشراف متخصص مثل خاشوق ضروري لرفع السوية الفنيّة ما أمكن. تقول: «منذ بدايات الثورة، تعاونت مع عدد من الناشطين الإعلاميين، وتولّيتُ الإشراف على بعض الأفلام الوثائقية. إنّها مشاريع جماعية. لذلك سقطت عن الكثير منها أسماء صانعيها، هذا اقتراب من شباب الجيل الإعلامي الشجاع الذي يحتاج إلى خبرات ليتمكّن من إنجاز منتج إبداعي ناضج، أي كي لا تبقى المواد المصوّرة حبيسة الكومبيوترات و«الهاردات».

يعرض «النادي السينمائي السوري» في باريس الشريط هذا الاسبوع

هم أتقنوا التصوير تحت الخطر أكثر من التصوير بحد ذاته. المساعدة في هذا الأمر واجب أو ربّما أقل». «حمّام» لن يكون تجربة الإشراف الوحيدة لخاشوق. وثائقي «دفاتر العشاق» (2014، 55 د - إخراج إياد الجرود، تعاون فني علي سفر) حقق عرضه العالمي الأول في «المهرجان الدولي للفيلم» في روتردام الذي اختتم أمس. كما عُرض في سينما قصر الأمم المتحدة في جنيف، وفي لوزان السويسرية بدعوة من «مركز الكتاب العربي». ويستعد لعرض آخر في «النادي السينمائي السوري» في باريس يوم ٦ شباط (فبراير). تقول خاشوق: «المشاركة في أحد أهم مهرجانات العالم إنجاز نستحقه بجدارة، يحترم خطابنا الذي نفترض أنّه مختلف وجريء، يرفع صوتاً حراً أمام الخطاب الذي يعمل على تكريس صورة السوريين والثورة بأسوأ الأشكال، ويقف ضد الإرهاب في الوقت نفسه. هذا تكريم للثورة السورية، ولكل الأبطال الذين وقفوا يدافعون عن خطابها وسلميتها وأحقيتها». في المضمون، يشغّل الجرود كاميرته في بيوت وشوارع مدينته سراقب. يتابع يوميات الحراك في المدينة، مركّزاً على جدرانها التي تحوّلت إلى دفاتر لكتابة مختلف توجّهات وهموم وأفكار أهلها. تقول عنه خاشوق: «الفيلم استهلك وقتاً وجهداً لإتمامه. إياد الجرود هو صاحب الفكرة. صوّره قبل أن نتعارف، ثم أنجزناه معاً كفيلم».

بطبيعة الحال، كيف اختلف عمل علياء خاشوق بعد الحرب عمّا قبلها؟ تجيب: «أي فنان سوري لم يتأثر منتجه الإبداعي بما يحصل، هو خارج الحدث تماماً. الثورة (بكل ما لها وما عليها) دعوة للوقوف أمام تحدّي التغيير. هذا ينسحب على الشكلانية أولاً، أي التحطيم داخل الشكل الفني ذاته، والخروج عن السياقات المعتادة. هو تجريب يفترض المغامرة والرهان وتحطيم التابوهات الفنيّة السائدة تماماً كما قامت الثورة بفتح الأبواب لكل نواحي التغيير على الأرض». نسأل عن الاستقطاب الحاد الحاصل حالياً بين السينمائيين السوريين. هل يمكن أن تكون السينما جامعة للمختلفين مجدداً؟ تقول: «لا نختلف على أنّ الفن نتاج متكامل لشخصية الفنان، أي أنّه يحمل خطابه الإنساني والفكري والسياسي والاجتماعي وغير ذلك. إذاً، هو موقف، وهذا أهم ما فيه. الـ «نحن» والـ «هم» ما نحن عليه الآن للأسف. إنّها معادلة أمين معلوف نفسها في «الهويات القاتلة» (ضحايا/ متهمون). الخلاف بين الـ «نحن» والـ «هم» لم يعد سياسياً أو فكرياً، بل صار أخلاقياً/ إنسانياً. ثمّة فرق واضح لا لبث فيه، بين أن تكون مع القاتل أو مع القتيل، مع السجّان أو السجين، مع القامع أو المقموع. هذا صدع لم يعد قابلاً للترميم لأن أساسه دماء شهداء، والانتصار للإنسان والكرامة والحرية». في النهاية، تتمنّى خاشوق لو أمكننا نقاش «الآلية التي تتحكم بالنتاج السينمائي السوري. سيطرة «المؤسسة العامة للسينما» على المشهد، وإقصاء الفنانين المعارضين، وحصر كل الأعمال بيد عدد قليل من المخرجين المعروفين بموالاتهم الشديدة للنظام، وما إلى ذلك من أمور».

من دمشق إلى مونتريال

تخرّجت عليا خاشوق من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وعملت لعشر سنوات في قسم المونتاج في المؤسسة العامة للسينما، قبل أن تهاجر إلى كندا نهاية عام 2004. نالت الماجستير في «الإعلام التجريبي - سينما وثائقية» من جامعة UQAM في مونتريال، بعد أن أنهت سنةً في دراسة السيناريو ضمن نفس الجامعة. أنجزت خاشوق في كندا فيلماً قصيراً بعنوان: «طريق باتجاه واحد» (2006، 10 د)، شارك في تظاهرة الأفلام الكيبيكية في مونتريال إلى جانب عدّة مهرجانات في أمريكا وكندا. أتبعته بوثائقي «بدون استثناء» (2007، 35 د) عن تأثير أحداث 11 أيلول/ سبتمبر على المهاجرين العرب في شمال أمريكا. في نفس العام، عادت خاشوق للعمل في سوريا، وشاركت بفيلم «كاسيت» (2007، 18 د) ضمن سلسلة «هذا العالم» التلفزيونية. بعده بعام، قدّمت فيلم IVD (اليوم العالمي للتطوّع) لصالح الأمم المتحدة، عن نشر الفكر التطوّعي في سوريا والبلدان النامية. أصدرت روائياً طويلاً بعنوان «الآخر المشتهى» (2010، 76 د – كتبته مع أحمد معروف). دراما نفسيّة تسرد دواخل شخوصها وسعيهم نحو مشتهاهم والطرف الآخر من العالم، في إطار تيمة أساسية هي الحب. توليف بصري سريالي، يتخذ من الطبيعة والمحيط وأسلوب الإضاءة والكادر والعزف الحي، محفّزات لجعل الشخصيات أكثر تحرراً وانطلاقاً في قول ما تريد.

مصر: انتفاضة النجوم لدعم الجيش

محمد عبد الرحمن

القاهرةحتى الآن، لم تعلن قيادة الجيش المصري العدد الإجمالي لضحايا الهجمات الإرهابية التي ضربت منطقة العريش مساء الخميس الماضي. في البداية، قيل إنّ العدد غير دقيق بسبب وجود بعض جثث الشهداء تحت الأنقاض. لاحقاً، تردّد أنّ الهدف من التعتيم هو الحفاظ على الروح المعنوية للجيش والشعب. غير أن النجوم المصريين لم يتوقفوا عند العدد وتفاصيل الجريمة طويلاً. انتفاضة حماسية ضربت وسائل الإعلام المصرية بهدف دعم الجيش، وتأكيد أنّ الخلافات السياسية يجب أن تتراجع حتى ينتصر المصريون في معركتهم الطويلة ضد إرهاب «داعش» الذي يحمل في سيناء اسم «أنصار بيت المقدس» و»ولاية سيناء».

فور إعلان الحادث، برزت دعوات لدعم الجيش أهمها من النجم أحمد حلمي الذي افتتح حلقة مساء السبت من برنامج «للعرب مواهب» باكياً على شهداء العريش (راجع المقال أدناه).

وأكّد أنّه يفتخر بأنّه خدم في الجيش المصري. ولم تفت حلمي الإشارة إلى مقتل الناشطة شيماء الصباغ (الأخبار 26/1/2015) لكن من دون أن يسميها، مؤكداً أن كل تلك الوقائع أصابته بحزن شديد. تصريحات حلمي تلقفها عمرو أديب في حلقة السبت من برنامجه «القاهرة اليوم» على قناة «أوربت». قال الإعلامي المصري: «الفنان أحمد حلمي مثال للفنان المثقف، شايفين الأداء بتاعه في كلمته عن مصر في البرنامج؟

اقتراح تنظيم مسيرة ضخمة ضد الإرهاب

فعلاً فنان واعي وفاهم، وهو ده الفرق بينه وبين فنان واعي وتاني مش فاهم أي حاجة». وكان أديب يقصد بعبارة «تاني مش فاهم أي حاجة» الفنان خالد أبو النجا الذي طالب بتنحي الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد اعتداء العريش، ما أشعل هجوماً إعلامياً مسعوراً عليه (الأخبار 30/1/2015). وبعيداً من المقارنة بين حلمي وأبو النجا، ساعد محمد صبحي في انتشار قصة الحب التي لم تكلل بالزواج بين الضابط وليد عصام أحد شهداء الهجوم، وخطيبته. فعل ذلك عندما قرأ رسالة الفتاة المكلومة على الهواء مساء الجمعة ضمن برنامج «ممكن» الذي يقدّمه خيري رمضان على «سي. بي. سي». رغم أن الرسالة قصيرة جداً، إلا أنّ صبحي أكملها بصعوبة لكثرة البكاء، فيما تحولت الفتاة نفسها إلى أيقونة في الصحافة المصرية بسبب كثرة تصريحاتها التراجيدية حول علاقتها بخطيبها الشهيد، ونشرها عبر «فايسبوك» رسائل عدة تبرز حبه للوطن واستعداده للاستشهاد. وهاجمت الفتاة وزير الداخلية محمد إبراهيم بسبب قلة الإمكانات المتوافرة لضباط الشرطة الملازمين للضباط في العريش. من جانبه، دعا خالد النبوي إلى جنازة شعبية ضخمة لشهداء العريش، إلا أنّ رغبة القيادة العامة للقوات المسلحة في دفن الضحايا سريعاً حالت دون ذلك. لذا، تطورت الفكرة إلى تنظيم مسيرة ضخمة ضد الإرهاب على غرار مسيرة باريس إثر حادث «شارلي إيبدو». لكن مصير تلك الفكرة ما زال معلقاً، فيما أعربت النجمة هند صبري عن تعاطفها مع أمهات الشهداء عبر صفحتها الرسمية على «فايسبوك».

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترMhmdAbdelRahman@

الأخبار اللبنانية في

02.02.2015

 
 

في ذكراه الأولى .. ممدوح الليثي والسينما السياسية

كتب - عاطف بشاي

شكلت الأفلام الخمسة التي كتب لها السيناريو والحوار الراحل "ممدوح الليثي" عن روايات "نجيب محفوظ" .. وهي "ميرامار" و"ثرثرة فوق النيل" و"الحب تحت المطر" و "المذنبون" و"الكرنك" علامات هامة للسينما السياسية .. ورغم قلتها فإن أربعة منها وضعت في المرتبة السادسة في استفتاء أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية الذي نظمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته العشرين.

و "ميرامار" هو باكورة أعمال "ممدوح الليثي" أخرجه كمال الشيخ سنة (1969) أي في زمن "جمال عبد الناصر" نفسه .. وهو من ناحية يرد على من يتصورون غياب فكرة حرية التعبير في عهد "عبد الناصر" ومن ناحية أخرى يفتح نافذة مهمة في السينما المصرية حيث يتيح للفيلم السياسي أن يعلن عن بداية تواجده بقوة ..

تدور أحداث الفيلم في "بنسيون" ميرامار الذي يعتبر كما أراده "نجيب محفوظ" التجسيد الحي لماض تحكم فيه الاستعمار مع الاحتكار الأجنبي والإقطاع المصري .. وفي "البنسيون" خليط غريب ومتنافر من الشخصيات التي برع "ممدوح الليثي" في رسم أبعادها النفسية .. والاجتماعية ووضع الحوار المناسب لشخصياتها وثقافتها "طلبة مرزوق" الإقطاعي الكبير .. و"عامر وجدي" الصحفي القديم أيام حزب الوفد .. "سرحان البحيري" عضو لجنة العشرين بالاتحاد الاشتراكي .. "منصور باهي" الشيوعي السابق .

وقد أدانت الرواية والفيلم كل هذه النماذج .. "فعامر وجدي" رغم وطنيته قد شاخ ولم يعد يفي بمطالب الوطن المتجددة .. إنه يمثل الماضي بكل جموده وتقليديته .. أما الإقطاعي القديم فهو ساخط على الثورة ورموزها وكل ما تمثله وسخريته منها تكشف عن عجزه وحقده رغم طرافة النقد اللاذع وسخونته .. أما "سرحان البحيري" فهو لص انتهازي يخدع الجميع بدعوى أنه منهم هو في الحقيقة وريث اللصوص السابقين .. لقد أوهم "زهرة" خادمة البنسيون (شادية) أنه يحبها حتى خدعت بمعسول كلامه .. ثم اكتشفت أخيراً أنه خطب مدرسة مالكة لعقارات بينما نرى "منصور باهي" يحرض زوجة زميله السجين على طلب الطلاق منه ليتزوجها هو .. حتى إذا ما حصلت على الطلاق تخلى عنها .. أما "زهرة" في هذا الوسط العفن الفاسد فهي ريفية مخدوعة .. لكنها حريصة على شرفها تكتشف حقيقة هذه الشخصيات واحداً بعد الآخر حتى تصدم بخطبة "سرحان البحيري" (يوسف شعبان) من المدرسة التي كانت تعلمها فتجمع أشياءها وتترك البنسيون فلا تجد من يقف معها إلا "محمود أبو العباس" بائع الصحف الذي كان يحبها طوال الوقت في صمت ..

أما فيلم "ثرثرة فوق النيل" الذي تدور أحداثه في عوامة النيل فهو يضم كل ليلة مجموعة من الشباب المثقف المهترئ الذي لا يجد نفسه إلا وسط غبار المخدرات وضحكات الخمر ..إنهم بلا دور .. لم يسألهم أحد رأيهم في شئ .. فانعزلوا بعيداً عن الناس وعاشوا أحلامهم المتقطعة التي تخلو من المعنى ولا تخلو من المرارة .. يجدون لذة خاصة في تنويم عقولهم .. والهروب من الواقع .. إنهم أصحاب ضمائر ميتة .. يدوسون فلاحة بسيارتهم ولا يشعرون أنهم ارتكبوا جريمة تستحق العقاب .. إنهم نماذج من البشر لكل منهم وجهان على الأقل .. فيهم ممثل لامع كان يلعب دور "عطيل" على خشبة المسرح فأصبح يلعب دور راقصة تهز البطن على الشاشة .. وهناك محام ذائع الصيت .. كانت له ذات يوم مغامرات سياسية فأصبح مدمناً له غزوات في مجالس التدخين والعبث .. وفيهم صحفي يتخذ من مهنته وسيلة لإرضاء نزواته الشخصية .. وهناك زوجة لعوب تخون زوجها .. وطالبة في قسم الفلسفة ترمز إلى الشباب الذي لا يتعلم شيئاً ولم يتلق تربية .. وموظفة فقيرة عذراء في أوقات العمل وغير ذلك في أوقات الفراغ ..

وسط هذه المجموعة من النماذج يعيش موظف يوصف بأنه نصف ميت ونصف مجنون . عمله اليومي إنه موظف مخدر العقل .. وعمله الدائم إنه إنسان قلق ممزق .. وعندما يسير وحده في الشارع يحاسب الناس والزمن وبكلمات رجل يهذي مختلط العقل (أدى دوره باقتدار الفنان القدير عماد حمدي) واستطاع "ممدوح الليثي" من خلال السيناريو الذي كتبه لهذه التحفة الروائية عن طريق الرسم الجيد للشخصيات والمواجهات المثيرة بينهم .. والجرأة والصراحة في نقد المجتمع أن يقدم فيلماً لا ينسى.

آخر أعماله جبل الحلال ..

يسرى مصطفى.. رحل فى صمت

كتب - خالد فــــــؤاد

عن عمر يناهز الـ 68 عاما.. ودع عالمنا يوم الجمعة الماضى الفنان المميز يسرى مصطفى بعد صراع طويل مع المرض، كان قد عانى منذ فترة طويلة من الفشل الكلوى، هذا المرض الذى أنفق عليه الكثير من الأموال التى اكتسبها من عمله الفنى عبر سنوات طويلة، حيث قدم أكثر من 100 عمل تليفزيونى وسينمائى منذ بداية رحلته الفنية حتى رحيله عن عالمنا.

الفنان الراحل من مواليد 24 يناير 1947 بمحافظة قنا بصعيد مصر.. عشق الفن منذ نعومة أظافره، وجاء لمصر ليصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية، واشتهر طيلة سنوات عمله بالأداء المميز المختلف، حيث بدأ يشق طريقه فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى، وشارك فى مجموعة من السهرات التليفزيونية مثل (انتظر ودعنى أفكر) و(صاحبة العصمة) و(حدث فى اليوم التالى) وغيرها من السهرات الأخرى .

عائلة الدوغرى

وبدأ تعارف الجمهور به عام 1979، بعد مشاركته فى مسلسل (محمد رسول الله الى العالم)، وظهر فى نفس العام على شاشة السينما لأول مرة فى فيلم (يمهل ولايهمل)، وكانت انطلاقته القوية عام 1980 بعد تجسيده لشخصية مصطفى الدوغرى فى المسلسل الشهير (عائلة الدوغرى)، وحصل على فرصة كبيرة لإثبات وجوده عام 1981 فى مسلسلى (الفتوحات الإسلامية) و(مشيت طريق الأخطار).

وتألق الفنان الراحل يسرى مصطفى عام 1982 فى ثلاثة مسلسلات هى (الأزهر الشريف منارة الإسلام) والجزء الثالث من (محمد رسول الله) والمسلسل الشهير (أديب).

وبرع عام 1984 فى تجسيد شخصية حسن الطويل فى مسلسل( جمال الدين الأفغانى)، وشاهدناه فى نفس العام فى أدوار مميزة فى مسلسلى (الأحباب والمصير) و(أخو البنات) .

الشهد والدموع

واستمر فى المسلسلات الدينية عام 1985، حيث قدم دورا مميزا فى مسلسل (رسول الإنسانية)، وتألق فى نفس العام بالمسلسل التاريخى (بوابة المتولى) .

وكانت النقلة الثانية فى مشواره بتجسيد شخصية سمير حافظ فى الجزء الثانى من المسلسل الشهير (الشهد والدموع)، وشارك فى بطولة مسلسل (زوجات صغيرات) عام 1986، فسارع المخرجون إلى اختياره فى تجسيد أدوار الرجل الهادئ البسيط والشرير أحيانا.

عاصم السلحدار

ورأى فيه المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ الفنان الأمثل لتجسيد شخصية عاصم السلحدار، شقيق نازك السلحدار (صفية العمرى) فى الجزء الأول من المسلسل الشهير (ليالى الحلمية) عام 1987، واستمر يجسد نفس الدور فى الأجزاء التالية حتى الجزء الرابع بتطوراته المختلفة من الشباب للشيخوخة.

كما قدم دورا مميزا فى ملحمة (رأفت الهجان)، وبرع فى تجسيد شخصية شقيق أبلة حكمت (فاتن حمامة) فى المسلسل الشهير (ضمير أبلة حكمت) عام 1991 .

وفى العام التالى تألق من خلال المسلسل الشهير ( مازال النيل يجرى)، وقدم شخصية ليونتيوس فى مسلسل (عمر بن عبدالعزيز)، وجسد شخصية تحسين فى الجزء الأول من مسلسل (زيزينيا)، وأشاد النقاد بأدائه لشخصية فنجاس فى مسلسل (هارون الرشيد) وسهرة (الحب فى امتحان) عام 1998، وشخصية حسين باشا سرى فى مسلسل (رد قلبى) عام 1998 .

وتوالت أعماله بعد ذلك فى مسلسلات كبيرة ومميزة، منها مسلسلا (ليلة مقتل العمدة) و(الحسن البصرى) عام 2000، ثم شارك عام 2001 فى مسلسلى (حرس سلاح) والجزء الثالث من (بوابة الحلوانى)، وظهر عام 2002 فى مسلسل (أبيض فى أبيض)، وكان له حضور متألق عام 2003 فى عدد كبير من الأعمال التليفزيونية مثل (قمر سبتمبر) و(أمانة ياليل) و(ملفات سرية)، وتضاعف ظهوره عام 2004 فى مسلسلات (الصعود إلى القلب) و(عفاريت السيالة) و(مشوار امرأة)، كما جسد دور كبير الأساقفة فى المسلسل التاريخى (الطارق) .

نشاط مكثف

وشاهدناه عام 2005 فى مسلسلات (الظاهر بيبرس) و(للثروة حسابات أخرى) و(أماكن فى القلب) .

وفى عام 2006 انطلق فى مسلسلات ( الحب بعد المداولة) و(لا أحد ينام فى الإسكندرية) و(درب الطيب ) و(حضرة المتهم أبى).

وشارك عام 2007 فى مسلسل (يتربى فى عزو) و(من أطلق الرصاص على هند علام).

وقدم خمسة أعمال فى 2008 هى (الفنار) و(شط اسكندرية) و(كلمة حق) و(بعد الفراق) و(ظل محارب) و(أسمهان) .

وفى عام 2009 شارك فى بطولة مسلسلات (فستان فرح) و(تاجر السعادة) و(حرب الجواسيس) و(هالة والمستخبى).

أزمة المرض

بدأ نشاطه الفنى فى التراجع مع قدوم عام 2010 بعد أن داهم المرض جسده، فأضحى وقته لا يتسع إلا للمستشفيات وعيادات الأطباء، حتى اكتفى بعمل واحد سنويا، فقدم فى عام 2010 مسلسل (مذكرات سيئة السمعة)، وعام 2011 مسلسل (مسألة كرامة)، وعام 2013 (الصقر شاهين)، وتوج مشواره الفنى بآخر عملين فى تاريخه الحافل بالعطاء من خلال مسلسلى " كيكا على العالى" و" جبل الحلال".

أفلام سينمائية

ولم يكن للفنان الراحل حظ وافر فى العمل بالسينما، حيث لم يتجاوز رصيده فيها حاجز العشرة أفلام منذ بداية مشواره حتى رحيلة عن عالمنا، وكان من أبرز الافلام التى شارك فيها (يمهل ولايهمل) عام 1979 و(الشاهد الأخرس) عام 1986 و(اشتباه) عام 1991 و(دموع صاحبة الجلالة) عام 1993 و(الهروب الى القمة) عام 1996، بالاضافة للفيلم التليفزيونى الشهير (الطريق إلى إيلات) .

الحياة الخاصة

وعلى صعيد الحياة الخاصة تزوج الفنان الراحل أربع مرات، الزوجة الأولى من بور سعيد واسمها ناظلة، وهى أم ابنه الوحيد، وانفصل عنها ليتزوج عام 1982 من الفنانة الراحلة زيزى مصطفى، وظلت على عصمته حتى وفاتها عام 2008، واثناء زواجهما تزوج عليها ثالث زوجاته لمياء الأمير ابنة أخت الفنان سعيد عبدالغنى، وكانت آخر زوجاته هى عبير سعيد الشهيرة باسم (مهرة)، وقد بدأت العلاقة بينهما بعدما عملت كمديرة لأعماله لفترة، ثم عرض عليها الزواج فى شهر اغسطس الماضى . 

حارب من أجل رفعتها ..

محمد حسن رمزى أحد رجال السينما الأوفياء

تقرير - محمد علوش

رحل المنتج والموزع الكبير محمد حسن رمزي، تاركا وراءه إرثا كبيرا في مجال صناعة السينما، وهو الذي حمل الشعلة نيابة عن أبيه المخرج والمنتج حسن رمزي الذي أفنى عمره هو الآخر للنهوض بصناعة السينما في مصر، فهم بالفعل عائلة فنية كبيرة.

ورث رمزي الإنتاج عن والده، حيث كان أبوه مخرجاً ومنتجاً، وكان أول فيلم ينتجه بعنوان «خفايا الدنيا» عام 1938، من بطولة عزيزة أمير ودولت أبيض، ثم فيلم «خاتم سليمان»، من بطولة زكي رستم، وليلى مراد، ونجح نجاحًا كبيرًا، وأنشأ والده غرفة صناعة السينما، وكان ثاني رئيس لها، وشارك في فيلم «المرأة المجهولة»، عندما كان في السادسة من عمره، إلا أنه اعترف أنه كان ممثلاً فاشلاً وقرر عدم خوض التجربة مرة أخرى.

البداية

ولد رمزي عام 1954، وتخرج في كلية التجارة، وبدأ عمله في الإنتاج عام 1970 حين كان عمره 16 عامًا، عندما سأله والده هل ينتج فيلمًا أبيض وأسود أم ألوانًا؟ أجابه: الأبيض والأسود أرخص تكلفة وأقل في الخسائر، وأنتج فيلم «العاطفة والجسد»، وحقق نجاحا وقتها وظل في دور العرض لمدة 16 أسبوعًا.

ورفض والده عمله في السينما إلا بعد تخرجه، وبالفعل ظل بعيدا حتى تخرج عام 1977، وهو نفس العام الذي توفي فيه والده الذي رحل وديونه تبلغ 25 ألف جنيه، ومجموعة أفلام، التي قرر رمزي بيعها، لكن نور الشريف وصلاح ذو الفقار ومنيب شافعي، أقنعوه بألا يفعل ذلك.

استطاع رمزي أن يحقق نجاحات في بداية عمله ونجح في توزيع فيلم "المرأة الأخرى"، وعرضه في سينما الأقاليم قبل عرضه بالقاهرة، ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا، وكان رئيس مجلس إدارة السينما المصرية أحمد حمروش وقتها، أقنع مسئولي جريدتي الأهرام والأخبار ومجموعة موزعين خارج مصر أن يدفعوا مبلغا لـ «رمزي» من أجل استكمال فيلم «المرأة الأخرى» الذي كان يرفض إنتاجه في البداية خوفا من الإنتاج بعد رحيل والده مثقلا بالديون، واتفق مع المخرج أشرف فهمي أن يستعير اسم شركة "رمزي" وينتج بها، على أن يترك له مهمة التوزيع فقط.

ظل خوفه من الإنتاج يراوده، واستقر على أن يكون موزعا فقط، لكنه ابتعد عن التوزيع الخارجي في الثمانينيات، لأنه كان يحتاج إلى رأس مال كبير، بالإضافة إلى وجود منافسة من الموزعين اللبنانيين، وعاد للتوزيع الخارجي عام 1991، واضطر عام 1996 للإنتاج للمرة الأولى.

دخل رمزي غرفة صناعة السينما عام 1986 بعد رسوبه في الانتخابات في شعبة التوزيع، تولى رئاسة الغرفة، بعد رحيل منيب شافعي وأخذ على عاتقه مع مجلس إدارتها النهوض بصناعة السينما المصرية والعودة بها إلى الريادة، والقضاء على القرصنة.

آراؤه السينمائية

يرى رمزي أن أسوأ فترة شهدتها السينما كانت في الثمانينيات، لأنها كانت مليئة بالجشع، وقال في تصريحات صحفية:

- "في تلك الفترة كنا نحاول ملء شرائط الخام بأي مادة"، كما يرى أن الأفكار التي قدمتها أفلام داوود عبد السيد وعاطف الطيب ليست تجارية، كما أن أفلام يوسف شاهين لم يفهمها الجمهور، وهو ما رآه تحكمًا من المخرجين في الفيلم وآمن بالتفكير الأمريكي في صناعة السينما، والذي يعني أن تكون الصناعة ترفيهية، وغير ذلك ليس سينما.

أعماله

من أشهر الأعمال التي قام رمزي بتوزيعها ''الديلر''، ''مسجون ترانزيت''، ''الصرخة''، ''شفاه غليظة''، ''غرام الأفاعي''، ''انتحار مدرس ثانوي''، ''كل هذا الحب''، وكلها أفلام شارك في بطولتها كبار النجوم من بينهم نور الشريف، حسين فهمي، ليلى علوي، سهير رمزي، هشام عبد الحميد، أحمد عز، أحمد السقا، وخالد النبوي.

أما على صعيد الإنتاج، فقد قدم رمزي للسينما كمنتج أفلام ''شباب تيك أواي''، ''عجميستا'' لخالد أبو النجا وشريف رمزي، ''شبه منحرف'' رامز جلال وحسن حسني، ''الديلر'' خالد النبوي وأحمد السقا، وفيلم ''الجزيرة'' بجزأيه بطولة كوكبة من كبار نجوم التمثيل في الوطن العربي محمود ياسين، أحمد السقا، خالد الصاوي، هند صبري، خالد صالح، نضال الشافعي، أروى جودة، وآخر أفلامه

مساندة الشباب

حرص الموزع الكبير على فتح الباب أمام شباب السينمائيين من أجل عرض أفلامهم ذات التكلفة القليلة، ومنها أفلام "بوسي كات"، "سبوبة"، "8 %"، و"المواطن برص" وغيرها من الأفلام، وعن ذلك يقول رمزي: قررت الوقوف إلى جانب الشباب المبدع، ولاسيما في الأفلام القليلة التكلفة جيدة الصنع، والتي تحتاجها السينما طوال الوقت.

محاربة القرصنة

وجاهد رمزي حتى اللحظات الأخيرة في حياته من أجل اتخاذ إجراءات رادعة من جانب الحكومة لمواجهة قراصنة الأفلام، حيث تم الاتفاق مع مباحث الانترنت بمطاردة من يسرقون الأفلام سواء علي الإنترنت أو الباعة الجائلين الذين يبيعون الأفلام، أو القنوات المشبوهة التي تبث إشارتها من خارج مصر دون ترخيص.

وقال رمزي في تصريحات صحفية له: إن الحكومة أبدت رغبتها بمساعدتنا لنهضة السينما لأنها مصدر دخل جيد يصل إلي 200 مليون جنيه للدولة، و300 لصناع الأفلام، مضيفًا أن مطاردة هؤلاء السارقين بدعاوي قضائية ومطالبتهم بالتعويض المادي عن الأضرار التي تسببوا فيها بدءاً من موسم عيد الأضحى الماضي.

المرض

عاش رمزي بعد وفاة زوجته نهاد رمزي في حالة نفسية سيئة، حزنا على رحيلها، وأصيب أخيرا بمرض سرطان الرئة وأودع بسببه في العناية المركزة، وسافر إلى لندن، ليبدأ رحلة العلاج، ليرحل عن عالمنا عصر الثلاثاء الماضي الموافق 13يناير 2015

عن الكواكب أتحدث مجدداً ..

أفضل مجلة فنية متخصصة 2014

كتبت – أمينة الشريف

- عاشت أسرة مجلة الكواكب من جديد أجواء سعيدة الأسبوع الماضي بمناسبة اختيارها من قبل راديو وتليفزيون النهضة أحسن مجلة فنية متخصصة في عام 2014 جاء ذلك فى احتفال كبير أقامته جامعة النهضة - بني سويف - لتكريم عدد من الشخصيات الإعلامية والفنية التي أثرت وتركت بصماتها الواضحة في العام الماضي وهم ياسر رزق رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأخبار وأماني ضرغام الصحفية الكبيرة بالأخبار وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق والمهندس أسامة الشيخ وعمرو الكحكي رئيس قناة النهار والخبير والإعلامي ياسر عبدالعزيز ود. وسيم السيسي والإعلامية سحر عباس والمخرج عادل أديب والفنانون سلوي خطاب ومنال سلامة وفتوح أحمد والمخرج المسرحي مازن الغرباوى وعدد آخر من الشخصيات.

وكان لدار الهلال في هذا التكريم نصيب آخر حيث منحت جائزة أحسن مجلة نسائية متخصصة لمجلة حواء وتسلمت درع التكريم رئيس التحرير الأستاذة ماجدة محمود وكان اختيار هاتين المجلتين بناء علي استفتاء أجراه راديو وتليفزيون النهضة التابع للجامعة، ودار الهلال إذ تسعد بهذين التكريمين وتؤكد دائماً أنها الدار الصحفية العريقة في ساحة الصحافة المكتوبة في الوطن العربي.

- د. صديق عفيفي رئيس الجامعة الذي قام بتسليم درع التكريم كان يوزع ضحكاته وقفشاته بين الحضور ويداعب بين الحين والآخر بعض المتحدثين .. استطاع أن يدير ندوة مهمة جدا كان عنوانها «مستقبل الإعلام الرسمي، وذكر فيها المتحدثون معلومات وآراء وتوصيات لأوضاع الإعلام المصري.. كانت في غاية الأهمية والثراء وتستحق التوقف عندها ودراستها بعناية.

- كان من بين الحضور أيضا اساتذة وعمداء كليات الجامعة في مقدمتهم د.سمير حسين عميد كلية الإعلام وسهير الباشا الاذاعية القديرة والرئيس السابق لشبكة الشباب والرياضة والمشرف الحالي علي راديو وتليفزيون النهضة الذي يبث علي الإنترنت لتعليم الطلبة وكذلك الزميل خالد حمدالله الذي استطاع بخبراته وقدراته أن يساهم في إظهار هذه الاحتفالية بشكل لائق.

- والتقدير الذي نالته مجلة «الكواكب» إنما هو لكل العاملين فيها الذين بذلوا ومازالوا يبذلون أقصي جهدهم حتي تكون الكواكب تاج المجلات الفنية في المنطقة العربية.. مبروك الكواكب ، مبروك حواء، مبروك دار الهلال.

- محمد حسن رمزى.. رحيل أحد أهم المنتجين والموزعين في السينما المصرية .. رمزي لم يكن مجرد منتج يحتل اسمه رقما في قائمة الإنتاج السينمائي لكنه كان يتعامل مع السينما كأنه عاشق في محراب صاحبة الدلال والتأثير كان منتجاً وفيا يمارس الإنتاج كـ «مغامرة» لا يهمه الربح والإيرادات بقدر ما كان يعنيه خروج فيلم رائع - متعثر- إلي النور.. أبرز مثال علي ذلك فيلم «إسماعيلية رايح جاي» الذي كان نقطة فارقة في تاريخ السينما المصرية .. حولته خبرته في الإنتاج والتوزيع إلي «صياد» ماهر يكسب دائما ما يراهن عليه مثال فيلم «الجزيرة 1 والجزيرة 2».

رمزي كان يغار جداً علي السينما آلمته وضايقته القرصنة التي تتعرض إليها الأعمال السينمائية مما كان يعرض أصحابها للخسارة .. ناشد ونادي وطالب المسئولين بوضع قوانين لحماية صناعة السينما المصرية الرائدة في المنطقة العربية والعالم.. رمزي كان ينام ويصحو ويأكل ويشرب ويتنفس ويحب السينما.. كانت هي كل حياته.

رحم الله رمزي.. منتج احترم السينما واحترمه الجمهور.

الكواكب المصرية في

02.02.2015

 
 

غابت 3 سنوات وعادت بـولى العهد ..

لوسى : أنا معجبة بحمادة هلال

حوار - نانسي عبد المنعم

احترامها لفنها فى المقام الأول ..وعشقها لجمهورها يفوق الحدود..لا تؤمن بتقديم أى عمل "والسلام".. ولأسباب مهنية وأخرى سياسية، آثرت الابتعاد عن الساحة الفنية لمدة 3 سنوات، إلا أن الأضواء غازلتها من جديد لتعود بـ "ولى العهد"، هذا المسلسل الذى تعتبره تعويضاً كبيراً عن غيابها، ومع عودتها تحمل النجمة لوسى الكثير من التفاؤل بمستقبل مصر السياسي و الفنى.

·        تغيبتِ ثلاث سنوات بعد مسلسل سمارة فما السبب؟

- بالفعل كان "سمارة" آخر مسلسل لى وفيه خفضت أجرى كثيرا، بعد أن كان العمل مهددا بالتوقف بسبب سوء الحالة الاقتصادية التى مرت بها معظم شركات الإنتاج، ولكن احساسى بواجبى نحو فنى وجمهورى، بادرت بفكرة تخفيض أجرى، وبعد ما دارت عجلة الإنتاج مرة أخرى راجعت حساباتى واعدت التفكير فوجدت أن أجرى لا يناسب مشوارى الفنى، كما أن الأعمال التى جاءتنى من شركات الإنتاج لم تلائمنى من الناحية المهنية، ففضلت الجلوس فى بيتى واحترام مشوارى وجمهورى الذى أحبه، لا أقبل أى عمل لمجرد التواجد الفنى فقط، فضلا على ذلك لم يكن عهد الإخوان لم يشجعنى للعمل وفضلت الابتعاد كنوع من المقاطعة.

·        هل تابعتِ الحركة الفنية خلال السنوات الثلاث الماضية؟

- تابعت بعض الأعمال التى قدمت فى رمضان الماضى، وأعجبت بها جداً، من بينها مسلسل «الاكسلانس» للفنان أحمد عز، وأعجبنى أيضا مسلسل «ابن حلال» لمحمد رمضان لأننى من المؤمنين جدا بموهبته، وكنت بصدد مشاركته العمل، لكن لم يحالفنى النصيب.

ولا يمكن أن أنسى الفنان حمزة العيلى الذى قام بدور مسكر فى نفس العمل، فهو موهوب جدا، كما أن عودة الفنان ممدوح عبد العليم مرة أخرى اسعدتنى كثيرا.

ومن المسلسلات التى شاهدتها أيضا.. مسلسل «سرايا عابدين» ورأيت فيه صورة رائعة للأعمال التاريخية.

·        وسط كل هذه الأعمال.. هل تجدين عملا دراميا قدم صورة حقيقية لثورة 25 يناير؟

- أرى أن ثورة 25 يناير بدأت كاحتجاج شعبى وسط مطالبات مشروعة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن تم استغلال هذا الاحتجاج بشكل ملىء بالمؤامرات الخارجية والداخلية، وأرى أن الثورة الحقيقية المتكاملة هى ثورة 30 يونيه التى أعطى الشعب فيها تفويضا رسميا لحاكم جديد، الذى خلصهم من حكم الإخوان، وبالرغم من ذلك فعندما يسرد مؤلف وجهة نظره السياسية عن الثورة، يكون ذلك من منظوره الخاص ورؤيته، ومازلنا حتى الآن نكتشف أشخاصا ارتكبوا كوارث، لذلك إننى أؤثر الانتظار فترة حتى تتضح الحقائق ويبدأ المؤرخون فى كتابتها دون تزييف.

·        كيف ترين دور الفن و الفنانين خلال الفترة الراهنة وهل توافقين على إقحام الفنان نفسه فى الحياة السياسية ؟

- الفن دوره لا ينقطع أبدا عن مجتمعنا، فهو المعبر الأول و الأبسط لكل ما نمر به، وسيظل مرآة المجتمع، ومن حق الفنان أن يكون له رؤية سياسية يعبر عنها وقتما يشاء، ولكن ليس معنى ذلك أن تكون السياسة هى شغله الشاغل، على سبيل المثال المخرج الرائع خالد يوسف انشغل بالسياسة عن إبداعه الفنى الحقيقى،علما بأن كل عمل يقدمه سواء هو أو غيره، يساهم فى النهوض باقتصاد البلد، من خلال عودة الروح إلى دور العرض والاستديوهات، وتسيير حركة الإنتاج، والأهم من كل ذلك هو إمتاع الجمهور وتقديم فن جيد.

·        وماذا عن مسلسل ولى العهد الذى تعودين به بعد غياب ؟

- أعتقد أن هذا العمل جاء معوضا عن فترة الغياب الطويلة التى دامت ثلاث سنوات، فانا أعتبره عملا متكاملا من جميع النواحى الفنية، بداية من شركة الإنتاج المحترمة، فضلا عن الكتابة السلسة والمتميزة للكاتب أحمد محمود أبو زيد، الذى استطاع بموهبته تقديم وجبة دسمة فى مسلسل واحد بما يعادل عشرة أفلام، و مخرجه العبقرى الرائع محمد النقلى له رؤى مختلفة وأعتز جدا بالعمل معه، فهو يكسب الفنان راحة نفسية كبيرة وثقة بالنفس، ويسعدنى مشاركة المطرب حمادة هلال بالعمل.

·        هل صحيح أنك طلبت إجراء تعديلات على دورك قبل الموافقة النهائية عليه ؟

- لا أتدخل فى أى عمل نهائيا فإما أن يقنعنى العمل تماما دون نقاش، أو أرفضه تماما، ولكن هذا العمل لم أفرض شروطا أو أتدخل فى تعديل الدور، وكل ما يمكن أن أتدخل فيه هو المساحة وترتيب الأسماء على التتر، ولا أعتبر ذلك تدخلا بقدر ما هو اتفاق مبدئى تلافيا للمشاكل فيما بعد.

·        وماذا عن طبيعة دورك فى المسلسل؟

- لا أريد حرق الدور، ولكنها سيدة من لحم ودم بداخلها طيبة وقوة فى نفس الوقت، والمسلسل اجتماعى بحت عن أسرة مصرية كافح عائلها الى أن يصل بها الى مستوى مادى كبير.

·        ما رأيك فى حمادة هلال كممثل ومطرب وهل تقابلتم من قبل ؟

- لم أتقابل معه قبل ذلك، ولكنى من معجبيه، وأرى أنه مطرب متميز، وممثل قدم أعمالا خفيفة، خاصة التى يشاركه فيها الأطفال، وأعرف أنه فنان و إنسان على خلق.

·        يرى البعض أن جماهيرية لوسى كممثلة أفضل منها كراقصة.. فما تعليقك؟

- التمثيل والرقص جزء لا يتجزأ من موهبتى، كما أن جمهورى الأكبر يرى أعمالى الفنية من خلال الدراما، أما الرقص فجمهوره يتردد على الحفلات الفنية التى نفتقدها كثيرا هذه الأيام ، مثل حفلات أضواء المدينة والتى كانت تقدم كل الفنون .

·        فى رأيك.. هل جمهور الرقص الشرقى لا يزال موجودا بمصر؟

- بالتأكيد.. فالرقص الشرقى لا يمكن أن يندثر فى مصر أبدا، فمصر بلد الفنون بجميع أشكاله، ولدينا راقصات جيدات جدا منهن من سلطت عليهن الأضواء، وبعضهن لم يحالفهن الحظ.

·        ما رأيك فى صافينار ؟

- صافينار كما يطلقون عليها راقصة جيدة، وجاءت من عباءة جميع الراقصات المصريات، ولكننى أرى أنها ترقص مثلما ترقص الزوجة لزوجها، وليس كما يفترض أن ترقص الراقصة للجمهور.

·        ذكرت أن الراقصة مظلومة فى الفن.. فما السبب ؟

- لأنه حتى الآن مازالت الأعمال الدرامية تقدم الراقصة على أنها سيدة سيئة السمعة تخطف الرجال من زوجاتهم و خارجة عن الآداب، وللأسف فإن هناك نماذج من الراقصات سلوكهن سيىء ساعدن على تأكيد تلك الفكرة فى الأعمال التليفزيونية، لكن مهنة الرقص مثلها مثل أى مهنة فيها الجيد والسييء.

·        ما رأيك فى برنامج الراقصة ؟

- أرى أن فكرة البرنامج تستحق أن يرفع لها القبعة، لأنه من الصعب الآن أن تجد من يهتم بهذا الفن، ولكنى لم أر سوى نصف حلقة منه لذلك لا أستطيع الحكم عليه.

·        ما رأيك فى غزو الراقصات الأجانب للرقص الشرقى ؟

- هذا موجود منذ فترة طويلة، وأجد فيهن راقصات موهوبات جدا ومقبلات على التعليم وأجمل شىء لدى الأجانب أنهم لا يعترفون بالعمر فى الفن، ولا تقف السن عقبة فى طريقهم، بل لديهم القدرة على توظيف كل فنان حسب عمره، وهذا ليس فى الرقص فقط بل فى كل الفنون.

·        هل صحيح أن الملهى الخاص لزوجك تمت سرقته بالكامل ؟

- هذا صحيح تم سرقة المحل بالكامل فى يوم 28 يناير وانا كنت أعمل معه وأتقاضى راتبا منه مثل أى عامل آخر، فزوجى يؤمن أن "الشغل شغل".

·        حدثينا عنه كزوج ؟

- هو إنسان جميل جدا، متعاون إلى أقصى حد، أثق فيه بشكل كبير جدا فهو محترم ومحب للفن، وانا محظوظة بزواجى منه.

·        وماذا عن ابنك فتحى ؟

- هو ابنى وكل ما لدى فى الدنيا، هو الآن فى السنة الأولى بكلية الهندسة فى جامعة بأمريكا، ويدرس هناك أيَضا الموسيقى وأتمنى له التوفيق فى حياته.

الكواكب المصرية في

02.02.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)