كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"بذور الشك":

هستيريا ما بعد 11 سبتمبر

أمير العمري

 

لا أعتقد أن فيلم "بذور الشك" Seeds of Doubt الذي أخرجه المخرج المصري – الألماني سمير نصر، لحساب تليفزيون "ARTE" قبل عشر سنوات، نال ما يستحقه من اهتمام من جانب النقد العربي. وقد عُرض الفيلم أخيرا في إطار برنامج خاص في مهرجان أبو ظبي لأفلام السينمائيين العرب في المهجر.

ولعل سبب عدم حصول الفيلم على ما يستحقه من اهتمام نقدي يرجع أولا - كما أعتقد - إلى كون سمير نصر مخرجا يعمل في ألمانيا، خارج دائرة الإعلام العربي، كما أنه لا يجيد الترويج لنفسه على النحو المألوف في عالمنا العربي، فقد قضى الشطر الأكبر من حياته في ألمانيا، فهو ينتمي لأب مصري، وأم ألمانية. ولعل هذه الحقيقة، جعلته أفضل من يمكنه التعبير عن مأزق "الجيل المختلط" في أوروبا، ذلك الجيل الذي كان يتعين عليه أن يثبت تفوقه بوضوح على نظرائه الأوروبيين، مع الاحتفاظ بهدوئه أمام ما يمكن أن يتعرض له من استفزازات عنصرية، تطفو وتتراجع، حسب المتغيرات السياسية!

موضوع الفيلم يدور حول كيف تفاعل الشك الألماني والخوف التقليدي من الأجنبي، الغريب، أو حتى من نصف الأجنبي، خصوصا العربي المسلم، بعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وكيف انعكست عليه الأحداث وأصداؤها، رغم عدم تشدده الديني، ورغم تفوقه في عمله على أقرانه الأوروبيين، بل وحتى لو كان قد نجح تماما في تحقيق "الاندماج"، فاتخذ لنفسه زوجة ألمانية شقراء تؤمن بما يفعله، تبادله الحب الحقيقي، تقبل حتى بفكرة أن ينشيء هو ابنه كمسلم، لكي يضمن له الالتزام بالمباديء الأخلاقية القويمة، وليس من باب التعصب أو التميز، كما هو شأن بطل "بذور الشك".

الغريب المندمج

بطل الفيلم يدعى "طارق"  وهو طبيب شاب من أصل جزائري، متخصص في علم البيولوجي، يعمل في معهد لأبحاث الفيروسات في مدينة هامبورج التي يقيم فيها مع زوجته الألمانية الحسناء "مايا"، وابنه الصغير "كريم"، حيث يجري أبحاثا تتعلق بالفيروس المسبب لمرض الإيبولا المنتشر بوجه خاص في عدد من البلدان الإفريقية (وكأن الفيلم كان يتنبأ بالانتشار الوبائي للفيروس بعد عشر سنوات!).

يحظى طارق بالتقدير والاحترام من جانب رئيسه في العمل، تمنحه زوجته كل ما يريد من حب وإخلاص، ترفض بأي حال أن تنظر إليه على أنه غريب، أو أجنبي. ولكن هذا الواقع يبدأ في التغير تدريجيا، وصولا إلى ذروته، في أعقاب أحداث سبتمبر 2001

على مائدة العشاء مع بعض الأصدقاء الألمان، زملاء مايا في عملها كمصممة تعمل لحساب إحدى وكالات الدعاية والإعلان، يدور حوار تلقائي، فيفلت من أحدهم تعبير يسيء إلى المسلمين، فينبري طارق للرد بسخرية مما يسميه بـ "تكاثر الخبراء في الإسلام الآن"، فيجيبه الألماني بقوله إنه ليس خبيرا لكنه قرأ بعض الشيء عن الإسلام مؤخرا، فيكون تعليق طارق: ربما يكون هذا من إيجابيات سبتمبر 2001!

هذه العبارة تنتقل في وشاية واضحة، إلى الشرطة الألمانية، فتصبح مايا عرضة لاستجواب غير رسمي من جانب ضابط في الشرطة، يتشكك فيما يكمن وراء تصرفات طارق، خصوصا عندما يكتشف وجود صورة له في حفل زواج أحد العناصر الإرهابية من الذين شاركوا في التخطيط لهجمات سبتمبر. هنا لابد أن يتذكر المشاهد على الفور، أن هامبورج كانت مقر الخلية الشهيرة التي نفذت تلك الهجمات. ومن هذا المدخل، تتداعى الأحداث التي تثير مزيدا من شكوك مايا والشرطة بل ومدير معهد الأبحاث الذي يعمل فيه طارق، وتنعكس بشدة على حياة الأسرة

يستضيف طارق صديقا وزميلا سابقا له يدعى "رضا" في منزله، ويلح عليه في البقاء رغم دهشة مايا التي لا تعرف شيئا عن هذا الضيف الغامض القادم فجاة من إيران.. فهو إيراني درس في ألمانيا ثم عاد الى بلده وافتتح هناك مستشفى لعلاج الفقراء، لكنه يعاني من قلة الأموال المخصصة لها، والأهم، أنه مسلم ورع يقوم في الليل لأداء الصلاة

مايا تقف بقوة في البداية إلى جانب زوجها، وترفض فكرة مراقبة سلوكياته كما يطلب منها الشرطي. لكنها تكتشف بعد رحيل رضا، أن طارق قام بتحويل مبلغ كبير من المال من حسابهما المصرفي المشترك دون أن يخبرها، ثم تكتشف أن طارق ذهب إلى باريس وعاد في نهاية اليوم نفسه الذي وقع فيه انفجار قتل عددا من الأشخاص في إحدى محطات مترو الأنفاق. ثم تعرف مايا قصة اختفاء عينتين من عينات فيروس الإيبولا من المعمل الذي يعمل فيه طارق مما يؤدي إلى حظر دخوله ووقفه عن العمل، دون أن يخبر زوجته، بل يتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. يجن جنون مايا بالطبع، ويزداد الشك لديها في أن يكون زوجها "إرهابيا" دون أن تدري، بل وربما يكون أيضا مسؤولا عن تفجير محطة المترو في باريس!

سيناريو فلوريان هانيج - مصمم على وتيرة الفيلم التشويقي، أو ما يعرف بالـ thriller فهو يقوم على نسج عدة خيوط هنا وهناك، ترفع درجة الشك والتوتر، وتجعل المتفرج الألماني والغربي عموما، يواجه نفسه بما هو مستقر داخل رأسه من "صور نمطية" مثيرة للشك، في الأجنبي، العربي، المسلم. فطارق يصبح على الفور وكأنه يهودي الأمس في ألمانيا، أي هدفا للشك والتشكك، حتى لو لم يكن هناك أي دليل على ارتكابه أي مخالفة قانونية ورغم تفوقه الكبير في أبحاثه العلمية، بل يصبح أيضا هدفا لمشاكسة المارة في المدينة، ونظرات الخوف والفزع والشك التي يرمقونه بها في الأماكن العامة.

النقطة الثانية الملفتة في السيناريو، نجاحه الكبير في الاهتمام بتصوير انعكاس كل الأحداث والتداعيات، على "مايا".. الزوجة الألمانية التي تمثل نموذجا للمرأة الألمانية من الطبقة الوسطى، تتمتع بالجمال والذكاء والمهارة الفنية أيضا (هي مثلا تفوز بجائزة أحسن تصميم فني في مسابقة على الصعيد المحلية). ورغم ثقتها الراسخة في زوجها إلا أن هذه الثقة تبدأ في الانهيار تدريجيا مع تداعي الأحداث، خصوصا عندما يصبح "كريم" الإبن أيضا هدفا من جانب أحد زملائه في المدرسة، يبدي ازدراءه له كونه مسلما، بل ويصف والده بأنه إرهابي.

هناك أربع شخصيات رئيسية في الفيلم هي مايا، طارق، كريم، والبروفيسور ماك مدير المعهد، كما توجد شخصيات أخرى ثانوية مدروسة جيدا مثل رضا الطبيب الإيراني صديق طارق، ودوروثي زميلة طارق بالمعهد.

الذات والآخر

يصور المخرج بشكل متقن ومن خلال إيقاع عام يتصاعد تدريجيا مع زيادة جرعة الإحساس بحالة الاضطهاد، أو البارانويا، عند طارق إلى أن يصبح مثل الفريسة التي يُضيَّق الخناق عليها قبل أن تقع في "المصيدة" نتيجة لسوء الفهم أو سوء التفسير أو سوء القصد والنية معا، بل إن الفيلم يوحي للمتفرج باحتمال أن يكون طارق قد وقع في خطأ من نوع ما يبرر كل هذا التشكك الألماني، لكن الفيلم يكشف بوضوح بعد ذلك، أن مصدر كل هذه الشكوك اختلاف الأصل والدين. ويصور الفيلم بشكل درامي مؤثر ومقنع، كيف يتحول زواج ناجح، أو أسرة مثالية، إلى كيان متصدع يوشك على الانهيار، بسبب الشكوك التي تستند إلى أساس قوي داخل العقلية الألمانية والأوروبية عموما، عن ذلك "الآخر" الغريب، المختلف، في لونه واسمه ودينه. تلك المركزية الأوروبية التي تصدر أحكامها على الآخر طبقا لما هو مستقر في وعيها من صور نمطية مسبقة تحكم العلاقة بين الذات و"الآخر".

وفي واحد من أفضل مشاهد الفيلم، تصل شكوك "مايا" إلى ذروتها بعد أن تشك في أن يكون زوجها وراء التفجير الذي وقع في باريس، فتعود إلى المنزل، تفتش بجنون، في كل أركان غرفة المعيشة، في مكتب زوجها، تلقي بكل أوراقه، وتعبث بكل الأشياء، إلى أن تصبح الغرفة مليئة بالركام والحطام على نحو يذكرنا بالمشهد الشهير في نهاية فيلم "المحادثة" (1974) لفرنسيس فورد كوبولا!

صحيح أن الفيلم يكشف في النهاية كيف أن طارق قام بتحويل المال إلى صديقه رضا كدعم لمشروع المستشفى، وأنه لم يسرق عينتتي فيروس الإيبولا بل كانت زميلته المهددة بفقدان وظيفتها هي التي ألقت بهما في الحوض، كما نعرف أن طارق لم يذهب إلى باريس للقيام بعمل إرهابي بل من أجل وظيفة كان قد تقدم لها بمعهد باستير بعد وقفه عن العمل في هامبورج، وأنه كان يريد أن يجعل الأمر مفاجأة لمايا، ثم يعود طارق إلى عمله بعد ثبوت برائته من اختفاء العينتين، وابتعاد الشرطة الألمانية عن الاشتباه فيه بعد أن تصل معلومات من المخابرات الفرنسية تقطع بأن لا علاقة تربطه بخلية هامبورج. إلا أن ما وقع له، لاشك أنه حفر في داخله جرحا ليس من الممكن أن يندمل بسهولة.

ينبغي هنا الإشادة باختيار مجموعة الممثلين جميعا، وبالمستوى العالي للأداء التمثيلي، وبقدرة سمير نصر على التحكم في الأداء، ونجاحه في خلق ذلك التفاعل الهارموني المميز في العلاقة بين الممثل مهدي نيبو في دور طارق، والممثلة البديعة سيلكا بودنبندر التي قامت بدور مايا.

"بذور الشك" أحد الأفلام التي تبقى في الذاكرة، في ارتباطه بذلك البحث الشاق عند مخرجه ذي الأصل العربي ولو جزئيا، في مأزق العلاقة بين الذات والآخر، في المتغيرات السياسية الحالية وفي علاقة السينما الأوروبية بتلك المتغيرات

الجزيرة الوثائقية في

29.01.2015

 
 

أياد حوراني المقاوم في فيلم «عمر»:

شاهدتم جزءاً من جحيم الحياة مع الاحتلال

بيروت – «القدس العربي» من زهرة مرعي:

هو «طارق» المناضل، والضحية من غير قصد في فيلم «عمر». موته أزعج المشاهد ودفعه للتساؤل لماذا استسهل المخرج هاني أو أسعد موت تلك الشخصية وبهذه البساطة؟ أياد حوراني الممثل الشاب الذي قدّم للمشاهد شكلاً من المقاومة، التي يخوضها الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، يتمتع بشخصية محببة وحيوية. مثّل قضية شعبه الذي يحمل السلاح دفاعاً عن حقه. وفي الوقت عينه قال للمشاهد كم يحب هذا الشعب الحياة.

في بيروت كان أياد حوراني محط أنظار الصحافة والجمهور الذي تابع فيلم «عمر». وكان للقدس العربي هذا اللقاء معه:

يشعر المتابع لفيلم «عمر» بأنه مشدود من المشهد الأول إلى الأخير، رغم التلوين الفكاهي الذي يتخلله. هل الحياة قاسية فوق التصور في فلسطين؟

□ بالطبع، نحن تحت الاحتلال. ليس لنا التحكم بزمام أمورنا، لا على المدى القصير ولا البعيد. يومنا ليس ملكنا. ولا حرية خروجنا من منازلنا. يضع الاحتلال يده على مجالات الحياة كافة. لست هنا في وارد القول إننا كفلسطينيين ضحايا. نحن نتابع شؤوننا قدر المتاح، لكن الحياة قاسية جداً. إننا محاصرون بعيداً عن ثقافات العالم، لأننا في سجن مُحكم الاقفال. فنحن في وطن مسجون.

هل يتساوى الصراع مع الاحتلال بالصراع الذي شاهدناه بين الأصدقاء الثلاثة؟

□ لست قادراً على الاستفاضة في اجابتي على هذا السؤال. فأنا ممثل ولست محللاً سياسياً. تجربتي في الحياة تقتصر على السينما والمسرح. عمر قضية الشعب الفلسطيني بات يقترب من الـ70 عاماً. وليس لي مقارنة صراع الأصدقاء الثلاثة بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. ودون شك الصراع مع الاحتلال أكبر بكثير من أن يجسده فيلم، أو حتى عشرات الأفلام.

شعرنا وكأن الموساد الصهيوني يتغلغل في شرايين البشر. فهل لسجين أن ينجو من فخ التعامل؟

□ عرض هاني أبو أسعد مخرج فيلم «عمر» حالة. أبو أسعد كتب السيناريو والحوار، واختار التأثيرات لجهة المضمون والبصر. أن تكون الموساد داخل شرايين كل فلسطيني تحت الاحتلال؟ سؤال جوابه هو لا ونعم. نحن في خضم الحالة. ونحن أسرى الاحتلال. عندما ينتهي الاحتلال سنقول بالتفصيل، ما كان عليه.

لم يحسم الفيلم حال بعض أبطاله وإن كان «أمجد» متعاملا أم لا؟

□ صحيح. كان بين المجموعة متعامل. ترك فيلم «عمر» الأمر مبهماً. جوابي ينطلق من الفيلم الذي ترك الأمر معلقاً. وقد يكون ترك السؤال مطروحاً. وهو بمن نثق؟

قد يتساءل البعيد عن فلسطين المحتلة هل فيها حب ورومنسية؟

□ دون شك. ليس للاحتلال مهما بلغ جبروته أن يقف حارساً على القلوب. لنا أن نحب. ولنا عيش الرومنسية. أنا فلسطيني أعيش تحت الاحتلال، اُغرمت بصبية من تونس. صمد حبنا. ولفه التفاؤل رغم صعوبات قدومها من بلد مستقل لتعيش في بلد محتل. وكان لنا هذا. نحن معاً نواجه مشاكل الحياة المعروفة لدى أي ثنائي عربي، يضاف لها مواجهة الاحتلال، وليس فقط مواجهة متطلبات الحياة الصعبة. فهذا الاحتلال يقيد السفر في أحيان. يقيد حركة الانسان، وكامل حياته.

كممثل كم واجهت صعوبات في تجسيد دور «طارق» الضمني والجسدي في الوقت عينه؟

□ لم أواجه صعوبات تقنية. فقد درست فنون المسرح والتمثيل. تمثلت الصعوبة بكيفية تجسيد تلك الشخصية. دائماً هناك بحث عن البطل. وكيف نظهِّر صورة هذا البطل. من جهتي أردت اظهار «طارق» الإنسان، البسيط الذي يعيش يومه كما سائر البشر، يصيب ويخطئ. حاولت القول بأن تلك الشخصية سعت لتكون ذات موقف، وذات بعد وطني.

المواقف الكوميدية أضافت نكهة إلى الفيلم. هل هو واقع المجتمع الفلسطيني للانتصار على الاحتلال؟

□ نعم لمجتمعنا نكتته وضحكته. في حياة المواطن اليومية صمود ومقاومة، وطرفة أيضاً. كذلك يعيش هذا المواطن الحب ومشاعر الحياة.

صفق المشاهدون وانفرجت اساريرهم عندما قتل «عمر» ضابط الموساد «رامي». هل برأيك هذا انتصار على مخابرات العدو؟

□ أظنه سؤالاً يوجه للمخرج والكاتب هاني أبو أسعد. هل ترى أن البطل الذي قدمته حقق نصراً؟ برأي كانت لـ»عمر» ردة فعل، وفعل معاً. أما عاقبة هذا الفعل، فهي في السؤال المفتوح. مصير «عمر» سؤال أساسي. برأيي البسيط والمتواضع أن مهام الفنون وبخاصة السينما والمسرح أن تطرح الكثير من الأسئلة على المجتمع، منها السياسي، الاقتصادي والاجتماعي.

كم تحتاج القضية الفلسطينية للفن وبخاصة السينما لتصل إلى المجتمع الدولي على حقيقتها؟

□ هي حاجة لا حدود لها. من مهمات المثقفين والمجتمع المدني وكافة وسائل التعبير التأكيد بقدر المتاح مدى الأذى الذي يلحقه بنا الاحتلال. هو يؤذي تاريخنا، ماضينا وحاضرنا، إضافة إلى مشاعرنا وعواطفنا كبشر، وفي كل لحظة.

هل بات متاحاً القول بوجود سينما فلسطينية؟

□ السينما النوعية الفلسطينية، موجودة. إنما ليس لنا القول بوجود سينما في فلسطين. السينما الفلسطينية تسعى لتأكيد ذاتها. الانتاج محدود، ونحن مع أعمال سينمائية فلسطينية.

كيف لمست تفاعل المشاهدين في بيروت مع الفيلم؟

□ جميل. لطيف. الجمهور كان متفاعلاً. خرج بعد العرض حاملاً مجموعة من الأسئلة. في قاعة السينما عاش الجمهور كلياً مع الفيلم. وهذا مهم جداً.

لا تزال في مقتبل العمر ومع ذلك نسألك ماذا في تاريخك الفني؟

□ درست المسرح والتمثيل لثلاث سنوات في مدرسة مسرح الحرية في جينين، وتخرجت. هي المدرسة الأولى للمسرح في بلدنا. لي العديد من الأعمال المسرحية التي عرضت في فلسطين وخارجها. منها مسرح الغلوب في لندن، الولايات المتحدة، برلين، دبي وغيرها. «عمر» أول فيلم طويل أمثله. سنة 2014 صورت فيلما اماراتياً في الاردن وكنت في شخصية مساعدة. حالياً بصدد التجهيز لفيلم جديد مع هاني أو أسعد.

هل يمكن أن تؤمن عيشك من التمثيل دون مهنة أخرى؟

□ هذا ما أحاوله.

هل من ممثل هو مثال بالنسبة لك؟

□ منذ طفولتي أحب أحمد زكي وأتابع اعماله بدقة.

ختاماً؟

□ طموحي أن أكون ممثلاً فلسطينياً وعربياً كذلك. كما كل ممثل أرغب بأن تكون أعمالي مؤثرة على المشاهد، ومن خلال شخصيات مهضومة تحبها الناس. أظنها تطلعات مشروعة. أليس كذلك؟

القدس العربي اللندنية في

29.01.2015

 
 

عمرو واكد: لا مشاهد جنسيّة في "القط"

القاهرة ــ العربي الجديد

عبّر النجم الهوليوودي عن سعادته بردود الفعل التي تلقّاها بعد عرض فيلم "القط" في مهرجاني أبو ظبي والقاهرة، وينتظر رأي الجمهور المصري بشغف.

وعن سبب وضع شعار "للكبار فقط" على الفيلم، خصوصاً وأنّ كثيرين يربطون بين هذه العبارة ووجود مشاهد جنسية، قال عمرو في حديثه لـ "العربي الجديد": إنّ وضع الشعار هذا، سهّل عملية مروره من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية".

وكشف أنّ أسرة الفيلم نفسها من منتج ومخرج ومؤلف، هم من وضعوا هذا الشعار بأنفسهم ولم يجبروا عليه نهائياً. ولا يعني على الإطلاق أنّ الفيلم يعتمد على مشاهد ساخنة أو أنّه خادش للحياء، لكن هي عبارة لتحذير بعض الفئات العمرية من عدم مشاهدته نظراً لوجود مشاهد عنف ودماء قد لا تكون مناسبة لأن يشاهدها الأطفال.

وعن شخصية القط التي يجسدها في الفيلم قال عمرو: "أمثال وأشباه شخصية القط موجودة للأسف كثيراً في المجتمع، وتسكن في العشوائيات، ونفس المنطق الذي يتعامل به القط مع أعدائه كثيرون يتعاملون به، فلا يوجد في عرفهم شيء اسمه قانون وحكومة، فالقانون والحكومة في وجهة نظرهم هما السلاح الذي يمتلكونه ويعرفون لغته جيداً".

وأشار عمرو إلى أنّه من خلال الفيلم يوضّح وفريق العمل، أنّه لا يوجد إنسان وُلد شريراً بطبعه، بل أناس أجبرتهم الأفعال التي ترتكب بحقهم أن يكونوا أشراراً، وشخصية القط مثال على ذلك. كما يلقي الفيلم الضوء على ما يدور في العشوائيات من مهازل وفساد بكل أنواعه متمثلاً بتجارة الأعضاء وخطف الأطفال.

فيلم "القط" يشارك بجوار عمرو واكد كل من الفنانين فاروق الفيشاوي وصلاح الحنفي وسلمى ياقوت وعمرو فاروق وسارة شاهين، يعد التجربة الثانية لعمرو واكد مع المخرج إبراهيم البطوط بعدما سبق وشاركه في فيلم "الشتا اللي فات"، الذي حقق نجاحاً كبيراً على كافة المستويات.

وعن حقيقة ما أشيع أن فيلم "القط" تم منع عرضه في عدد من دور العرض المصرية، أكّد واكد أنّ هذا لم يحدث، "كل دور العرض فتحت أبوابها للفيلم بشكل محترم، باستثناء سينما سيتي ستارز التي منعته من دون توضيح السبب.

العربي الجديد اللندنية في

29.01.2015

 
 

عبير صبري: لست معقدة من الزواج

كتب الخبرمصطفى ياسين

فنانة مثيرة للجدل، أي كلمة حب تحتل قلبها وأي لمسة حنان تستولي عليها وأي موقف إنساني يهزها. تختفي وراء قوة ملامحها وتتحدى وحدتها بالتمرد عليها. أما إصرارها فيضع توقيعه على قراراتها، وحماستها تقضي على أي لحظة فشل تقترب من أحلامها.
وأجمل ما فيها كامرأة «عنادها»، فهي تعيش على درجة حرارة مرتفعة في كل ما يمس أنوثتها وإنسانيتها، تمارس الجرأة ببساطة، تعيش الحياة بتلقائية، تفسر أحلامها بواقعية، تبحث عن المستحيل، تهرب من اليأس، وتتمنى أن تحقق إنجازاً في مشوارها الفني. إنها عبير صبري.

·        عبير صبري من أنتِ؟

أنا من مواليد الإسكندرية، حاصلة على إجازة في الحقوق، من برج الحوت ورمزه سمكة تسبح ضد التيار، وهذا بالضبط ما أفعله في حياتي، فأنا، طوال الوقت، متمرّدة على كل شيء لا أقتنع به، وهذا المبدأ دفعت ثمنه من أعصابي وعمري ونجاحي، فضلاً عن أن أصحاب هذا البرج يعيشون في الخيال ويحبون الحياة، وفي داخلهم عناد وعصبية.

·        ما الذي يلفت نظرك في أي إنسان؟

عيناه، لأن العين مرآة لمشاعره وأفكاره وأحاسيسه، وأنا أملك القدرة على قراءة العيون وما يريد أصحابها أن تظهره أو تخفيه.

·        هل تضعين خطوطاً حمراء لدى اختيارك الأدوار؟

لا خطوط حمراء عندي ولا خضراء، وموافقتي على أي دور مشروطة بأن يكون جيداً يضيف إلى موهبتي ويؤكد نجاحي في التمثيل.

·        كيف تقيّمين تجربتك كمذيعة؟

مفيدة جداً، لا سيما أن برنامج «ست ستات» الذي شاركت في تقديمه، ناقش قضايا اجتماعية وعاطفية مهمة في حياة الرجل والمرأة، فضلاً عن أنني حققت حضوراً على الشاشة كي لا ينساني الجمهور.

·        ماذا عن تجر بة زواجك الفاشل؟

انتهت، ولا أتوقف عندها كثيراً لأن الحياة لا بد من أن تستمر وأنا رومانسية لا أستطيع العيش من دون حب.

·        ما الذي يبرز أنوثة المرأة؟

حنانها وعطاؤها، لأن الحنان كلمة السر لأي شخص وتمنحه تأشيرة مرور إلى القلوب.

·        كيف تحافظين على رشاقتك؟

من خلال التوازن بين الوجبات وممارسة الرياضة في الأوقات التي لا يكون فيها تصوير.

·        وعلى نضارة البشرة؟

الوصفة السحرية هي شرب المياه بكثرة وتناول خضروات وفواكه طازجة.

·        ما أكلتك المفضلة؟

الملوخية وأعتبر نفسي أستاذة في «طشة» الملوخية.

·        هل لديك استعداد لتكرار تجربة الزواج؟

بالطبع، فأنا لست معقدة من الزواج أو الرجال، وأتمنى أن يسعدني الحظ وألتقي شخصاً صادقاً لا يكذب، لأن الكذب يقتلني، ويكون طموحاً وصاحب شخصية قوية وقادراً على احتوائي.

·        هل تتابعين الموضة؟

باستمرارـ وأختار ما يشبهني ويعبر عني ويجمع بين الأنوثة والبراءة والنعومة.

·        أي نوع من الملابس يستهويك؟

الجينز والملابس الكاجوال لأنها تشعرني بحريتي وانطلاقي.

·        هل تعشقين التسوّق؟

بل مدمنة عليه، ولا مواسم معينة للشراء عندي، لأن التسوق قد يكون علاجاً لي من الاكتئاب. لدي عقدة الاقتناء وفي لحظات كثيرة أشتري أغراضاً لا أستخدمها، وأكثر مشترياتي من الأحذية، وأنا مهووسة بشرائها.

·        ما أحب الأوقات إلى قلبك؟

شروق الشمس في الصباح لأنها تشعرني بالتفاؤل، والغروب أيضاً فهو لا يشعرني بالشجن أو الحزن وإنما بالدفء والجمال والرومانسية.

·        من يعجبك من المطربين؟

أعشق صوت عمرو دياب وأحب إليسا وبهرني ألبوم شيرين «أنا كتير»، لأن كلمات أغنياته جديدة، وترسم صورة بالألوان الطبيعية للعلاقة بين الرجل والمرأة في مواقف مختلفة من الحياة. شيرين من الأصوات التي تدخل القلب من دون استئذان، وتملك ذكاء فنياً خارقاً خولها احتلال هذه المكانة الفنية الرفيعة في مجال الغناء.

·        ما الذي يستفزك؟

أن يظلمني أحد أو يخطئ في حقي، فلا أعاتبه أو أعاتب نفسي ويكون أبلغ رد عليه إخراجه من حياتي.

·        عانيت ظروفاً صحية صعبة ما كان سببها؟

إهمال طبي نتيجة جراحة خاطئة أجراها لي الطبيب، إذ تسبب في كارثة، فبعدما أكد لي نجاحها وبإمكاني التحرك بعد أسبوع، فؤجئت بآلام شديدة وانهارت صحتي، وتم نقلي إلى المستشفى لأكتشف أنني أعاني تلوثاً بسبب الجراحة الأولى، فأجريت جراحة أخرى إنقاذاً للموقف.

·        ما أبرز هواياتك؟

أنا من عشاق القراءة، لا سيما القصص الرومانسية، وأهوى مشاهدة أفلام أجنبية وعربية والاستماع إلى الموسيقى بأشكالها كافة.

·        ما نقطة ضعفك؟

نقطة ضعفي أهلي، فأنا أحبهم لا سيما أمي التي أعتبرها أعظم امرأة في العالم بعد وفاة والدي. بالنسبة إلى شقيقتي مروة فأشعر بأنني أمها، لذا حزنت عندما تردّد أنني أقف في طريق موهبتها وأمنعها من دخول الوسط الفني، رغم أنها اختارت، منذ البداية، أن تكون مذيعة وليس ممثلة.

·        كيف تصفين نفسك؟

أنا شخصية انطوائية رغم أنني أبدو عكس ذلك، وأحب ملازمة  بيتي، لذلك نادراً ما البي دعوات إلى السهرات والحفلات الفنية. كذلك أنا طباخة ماهرة وست بيت وامرأة كلاسيكية أشبه سيدات الأربعينيات والخمسينيات في ديكور منزلي. بصراحة أتمنى لو عشت في ذلك الزمن الذي سيطر عليه هدوء البال.

·        ما الدور الذي تحلمين بأدائه؟

طول عمري أحلم بتجسيد شخصية «حتشبسوت»، أشهر ملكات العصر الفرعوني.

·        لماذا يطلق عليك لقب «صاروخ اسكودا»؟

لا أدري، إنما سعدت به، ولو أنني أجهل ما المقصود بذلك، هل هو فني أم جسدي.

الجريدة الكويتية في

29.01.2015

 
 

الدورة 16 تنظم بين 20 و28 فبراير وتتضمن أنشطة موازية

15 فيلما طويلا تتنافس على 12 جائزة في المهرجان الوطني بطنجة

خالد لمنوري

أعلن المركز السينمائي المغربي عن اختيار 15 فيلما طويلا للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة السادسة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم، التي ستنظم بمدينة طنجة بين 20 و28 فبراير المقبل.

أفاد بلاغ للمهرجان، المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي، بشراكة مع عدد من المنظمات المهنية في القطاع السينمائي، أن اختيار الأفلام كان من قبل لجنة تشكلت بمبادرة من مدير المركز، ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، صارم الحق الفاسي الفهري.

وأشار المنظمون إلى أن ارتفاع عدد الأفلام المنتجة بالمغرب سنة 2014 (22 عملا 17 فيلما روائيا و5 أفلام وثائقية)، فرض الانتقاء لحصر الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية في 15 فيلما، اختيرت من طرف ممثلي الهيئات المهنية، ويتعلق الأمر بخليل الدمون، رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما، وإدريس الإدريسي، ممثل اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، وجمال السويسي، ممثل الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام، ومحمد عبد الرحمان التازي، رئيس الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام.

وتضم قائمة الأفلام الطويلة المتنافسة على جوائز المهرجان "أكادير اكسبريس"، ليوسف فاضل، و"الشعيبية"، ليوسف بريطل، و"الفروج"، لعبد الله فركوس، و"دالاس"، لمحمد علي مجبود، و"الوشاح الأحمر"، لمحمد اليونسي، و"الأوراق الميتة"،ليونس الركاب، و"كاريان بوليود"، لياسين فنان، و"خنيفسة الرماد"، لسناء عكرود، و"نصف سماء"، لعبدالقادر لقطع، و"إطار الليل"، لتالا حديد، و"جوق العميين"، لمحمد مفتكر، و"رهان"، لمحمد الكغاط، و"عايدة"، لإدريس المريني، و"الريف 58-59"، لطارق الإدريسي (وثائقي)، و"الحمالة"، لسعيد الناصري.

وستتنافس الأفلام الروائية الطويلة على 12 جائزة بقيمة 440 ألف درهم، ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى (100 ألف درهم)، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم (70 ألف درهم)، وجائزة أول عمل (50 ألف درهم)، وجائزة السيناريو (40 ألف درهم)، وجائزة أول دور نسائي (30 ألف درهم)، وجائزة أول دور رجالي (30 ألف درهم)، وجائزة ثاني دور نسائي (20 ألف درهم)، وجائزة ثاني دور رجالي (20 ألف درهم)، وجائزة التصوير (20 ألف درهم)، وجائزة الصوت (20 ألف درهم)، وجائزة المونطاج (20 ألف درهم)، وجائزة الموسيقى الأصلية (20 ألف درهم).

ويتضمن برنامج هذه الدورة، بالإضافة إلى عروض مسابقة الأفلام الطويلة والقصيرة، ندوات صحفية، ومائدة مستديرة تناقش موضوعا يتعلق بالقطاع السينمائي الوطني، وتقديم الحصيلة السنوية لسنة 2014، قبل حفل توزيع جوائز المهرجان البالغ عددها 15 جائزة بقيمة 540 ألف درهم لمجمل الأفلام المشاركة (الطويلة والقصيرة)، كما سيشهد المهرجان تنظيم أنشطة موازية، وتكريم وجوه سينمائية مغربية، واستحضار أخرى رحلت هذه السنة، من أبرزها محمد البسطاوي صاحب الأدوار المتميزة في السينما المغربية.

05.02.2015 

الروائي برادة والسيناريست العروسي يرأسان لجنة تحكيم الدورة 16

30 فيلما تتنافس على 15 جائزة بقيمة 54 مليون سنتيم في مهرجان طنجة

خالد لمنوري

أعلن المركز السينمائي المغربي، أخيرا، عن قائمة لجنتي تحكيم المسابقتين الرسميتين للمهرجان الوطني للفيلم، الذي تنظم دورته السادسة عشرة بمدينة طنجة بين 20 و28 فبراير الجاري.

أفاد بلاغ للمهرجان، المنظم من طرف المركز السينمائي المغربي، بشراكة مع عدد من المنظمات المهنية في القطاع السينمائي، أن الأديب والروائي والناقد الأدبي المغربي محمد برادة، الذي يمثل المغرب في القائمة الطويلة لجائزة "البوكر" العربية، من خلال روايته "ممر الصفصاف"، سيترأس لجنة تحكيم الفيلم الطويل، فيما سيترأس السيناريست والروائي محمد العروسي لجنة تحكيم الفيلم القصير.

وسيشارك في الدورة 16 ما مجموعه 30 فيلما (15 شريطا روائيا طويلا، و15 قصيرا)، مقابل 43 في الدورة السابقة (22 فيلما طويلا، و21 قصيرا)، نتيجة خضوع الأفلام الطويلة للانتقاء من طرف لجنة متخصصة، في إطار سعي المركز السينمائي المغربي إلى التركيز على الكيف بدل الكم.

وتتنافس الأفلام الطويلة على 12 جائزة، تبلغ قيمتها الإجمالية 440 ألف درهم (44 مليون سنتيم)، في حين تتنافس الأفلام القصيرة على ثلاث جوائز، تبلغ قيمتها 100 ألف درهم (10 ملايين سنتيم).

الصحراء المغربية في

29.01.2015

 
 

المخرج السويدي روبن أوستلوند:

الكثير من الناس يعتقدون إني أحمل إحساس كوبريك

ترجمة: نجاح الجبيلي

روبن أوستلوند مخرج سويدي ولد عام 1974 حصل فيلمه الرابع "السائح Force Majeure"  على جائزة لجنة التحكيم في قسم "نظرة ما" في “كان” 2014 والآن رشّح لأفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار هذه السنة. التقاه موقع "أنديواير" في هذا الحوار عن فيلمه الجديد:

·        ما الذي أثار اهتمامك أساساً في أزمة الزوجين؟

- بدأت المسألة مع الانهيار الجليدي: كنتُ أتزلج كثيراً حين كان عمري يتراوح بين2 25- ، كنتُ أصنع أفلاماً في جبال الألب وأسافر حول أوربا وشمال أميركا. ثم ذهبت إلى مدرسة الفيلم وتركتُ عالم التزلج خلفي وكنتُ أحاول أن أرجع إلى عالم التزلج كي ألقي الضوء على لامعقولية ذلك العالم. كنت أستمد الالهام من مقطع في اليوتيوب عن مجموعة من الناس الجالسين في مطعم خارجي مصوراً انهياراً جليدياً يضرب الجبل. كنتُ مهتماً بالثواني الثلاث التي فيها سمعتً صيحة "واو، جميل" ثم ضحكة عصبية ثم ذعر كلي.

ثم طورتُ الفكرة ووصلت إلى النقطة إذ أن أحدهم قال: "ماذا لو أن الأب هرب بعيداً عن زوجته وأطفاله حين يحدث هذا". فهمتُ حالاً بأن هذا الموقف يثير الأسئلة حول الجندر والتوقعات حول الجندر ودور الرجل والمرأة. إذا ما رأيت منتجع التزلج فإنك ستراه مبنياً كلياً حول عائلة نووية. كل الشقق مصنوعة من أجل الأم والأب وأطفالهما. كان ترتيباً للعطلة والانهيار الجليدي والرجل يعمل شيئاً ممنوعاً جداً حين يبلغ الأمر تطلعاته وذلك جعلني أتعمق في الأسئلة التي تكمن بين العلاقات بعد ذلك الحادث. 

قرأتُ دراسات سوسيولوجية عن خطف الطائرات. تستطيع أن تستشف من تلك الدراسة بأن معدل الطلاق عال جداً بعد خطف الطائرة. إنه يشير إلى التوقعات حول كيف أننا يجب أن نتصرف في موقف الأزمة وأنّ الرجل ليس هو الشخص البطولي الذي نتوقعه والزوجان لديهما حقاً وقت صعب كي يتغلبا على ذلك. 

·        ما هو الغريب في عالم منتجعات التزلج؟

- السياح يرتدون ملابس ذات ألوان براقة كالنيون ومناظير الوقاية، الناس المرفهون الذين ليس لديهم مشاكل في حياتهم. كنتُ مولعاً بفكرة الأمور الفوضوية لأولئك الناس التي تلبيها الأوليات الإنسانية التي تراها في كارثة حرب أو كارثة طبيعية، ليس لديهم أي تجربة في كيفية استجابتهم حين يكونون في حالة غريزة النجاة. المنتجع نفسه هو مثل المجاز: ثمة صراع ثابت بين الإنسان والطبيعة. الفرد المدني الذي يحاول السيطرة على قوة الطبيعة. المنتجع دائماً يحاول أن يثبت الثلج. كان هناك شيء حول ذلك يناسب الفيلم تماماً. 

·        هذه الفكرة عن العائلة التي ترغب في أن تطرحها. هل هي خصوصية أوربية أم هي فكرة كونية عن العائلة؟

- كانت في ذهني عائلة سويدية لكني أعرف أيضاً بأن العائلة هي تقريباً أكثر قداسة حين تصل إلى الولايات المتحدة. ذلك هو أحد الأسباب التي جعلت من بعض ردود الفعل جيدة جداً هنا في شمال أميركا وفي كندا وفي الولايات المتحدة كانت أفضل وأقوى مما في أوربا. 

·        "إيبا" و"توماس" خصوصاً غير قادرين على مناقشة أي شيء. لكن عموماً ، أو مع الأصدقاء فهي جدّ صريحة حول شعورها عن توماس وأفعاله خلال الانهيار الجليدي. لماذا؟

- حين تكون في علاقة مزدوجة فإن دماغيك الاثنين يحاولان أن يقارنا نظرتهما لما حدث. الدماغ الأقوى سوف يتلاعب بالدماغ الأضعف. توماس سوف يقول "قولكم ممتع لكني لا أتفق معه". إذا كان هناك شخص ثالث هناك فإنهما يمكن أن يقولا مباشرة:" يبدو هذا كأنه غير صحيح". لكنك حين تكون في علاقة مزدوجة فإن الأمر يبدو وكأنك في فقاعة. هي بحاجة لجلب الموضوع أمام الناس الآخرين كي لا يتلاعب بها توماس الذي يستعمل بلاغة الذكر كي يسيطر على الموقف. 

·        توماس مهرج. لمَ تجعله متعاطفاً. حتى حين انخرط في البكاء فهو مثير للشفقة. هل كنت تحاول أن تخرق صورة الأب النمطية في السينما؟ 

- حين يحاول إنسان أن يحبس مشاعره لمدة طويلة فإنه سوف ينفجر. فهو ليس لديه سيطرة عليها. نحن معتادون جداً على أن نرى بكاءً حين يكون شعرياً فإنه يثير العاطفة. لكن حين يكون على تلك الشاكلة؟ فماذا؟ حين تنظر إلى تطلعات "إيبا" عن توماس فإنه يتصرف بغريزة النجاة وهي تقيّم تصرفه. هي تعتقد بأنها تستطيع أن تحكم على شخص من موقفه، لكن حين نضع غريزة النجاة فإن كل الأفكار تتبخر. إنها في الواقع تؤنب نفسها لسبب ما. إنه صعب جداً أن يلوم شخص ما فعله. إذا ما نظرت إلى تاريخ السينما مثلاً فإن شخصية البطل الذكر هي الشخصية الذكورية الأكثر نسخاً، لهذا فإن كل تلك التوقعات التي لدينا الواحد عن الآخر هي أيضاً تأتي بشكل كبير من التحركات التي رأيناها، وحين تحل الحقيقة بطريقة أخرى نشعر بأننا مضطربون. "يفترض أنك شخص آخر!". حين تنظر إلى أغلب الأفلام فإنها تبدأ حين يفقد أحد ما كرامته ثم يستعيدها قبل النهاية. في أفلامي كل فرد يفقد كرامته لكن لا يستعيدها. 

·        في هذه المشاهد الطويلة من الحوار السجالي بين توماس وإيبا وضيوفهما هل دونته في دفتر أم جعلت من ممثليك أحراراً ؟

- الكثير من الحوارات التي أعطيتها للممثلين كانوا أحراراً في ارتجالها. أقوم بالارتجالات حين أوزع الأدوار ثم أدون الحوار والأمور التي تظهر بطريقة جيدة وأبقيهما للسيناريو. حين نكون في موقع التصوير يتوجب عليهم أن لا يتبعوا السيناريو 100% لكننا نتبعها بدقة تماماً. 

·        في كل مشهد يبدو الممثلين أحراراً جداً ويستجيبون الواحد للآخر مع ذلك، وتحت إشراف مدير التصوير لك "فردريك فنزل" تبقى الكاميرا ثابتة جداً وتكون اللقطات متناهية الطول. لماذا؟ 

- إنه تقريباً نوع من أسلوب اختلاس النظر. إننا نراقب بدلاً من أن "نكون" داخل عواطف الشخصية. الجملة الأخيرة قبل أن يضرب الانهيار الجليدي :"ألا يوجد جبن جاف؟" إنه يلقي الضوء على الدعابة حين يكون عليك في الأحداث الدرامية الحقيقية وقريباً منها أن تشعر بتفاهة الحياة. إن اللقطة الثابتة الساكنة التي لا تقطع الأشياء تستطيع أن تلقي الضوء على تلك الأمور.

·        هل صورت مشهد الانهيار الجليدي بتقنية "الصورة المخلقة بالكومبيوتر CGI"؟ 

- شيء واحد وضعناه كهدف إذ كنا نريد أن نصنع مشهد الانهيار الجليدي كونهُ الأشد إثارة في تاريخ السينما. وضعنا الهدف نصب أعيننا. لكن الانهيار الجليدي صور في كولومبيا البريطانية. كان مشهداً مثيراً تماماً: إنه انهيار جليدي أميركي شمالي يثير الاضطراب لدى عائلة سويدية في جبال الألب الفرنسية. بنينا مطعما خارجيا في أستوديو بغوتنبرغ وكان لدينا حائط على شكل شاشة خضراء هي كبيرة حقاً ثم نفخنا دخاناً صناعياً في موقع التصوير، في الموقع هكذا كان مزج الانهيار الجليدي على الشاشة الخضراء، يؤثر على الموقع لكنه يؤثر أيضاً على مرحلة ما بعد الإنتاج: إنه بالتأكيد المشهد المميز من بين كل المشاهد في الفيلم الذي بذلنا فيه جهداً. ربما استغرقت تقنية الـ"CGI" شهراً واحداً بعد ذلك. لكن لم يوجد حضور لهذه التقنية في الانهيار الجليدي نفسه. 

·        هل هناك مخرجون أو صانعو أفلام أثروا على ذهنك؟

- الكثير من الناس يعتقدون أني أحمل إحساس كوبريك. متى ما كان هناك فندق وأنت محجوز بسبب الثلج فإنّ الناس يقفزون إلى ذلك الاستنتاج. أحب روي أندرسون. أحب حقاً دعابته والطريقة التي يشتغل بها مع الكاميرا الثابتة. 

·        وجاك تاتي؟

- نعم بالتأكيد. كذلك مايكل هانكه لكن مع شيء من الدعابة. 

·        مشاهد فيلم "السائح" تجربة باردة. لكن لا يوجد هناك اتجاه خفي من الشر. إنّ الأمر كله نكتة كونية. هل كان هذا كوميديا؟ قد يجري هذا بالطريقة التي كانت تعمل بها دراما برغمان الجدية.

- في الواقع أنا أحب تجاور المشاعر الكوميدية مع التراجيدية. في لحظة واحدة تستطيع أن تشعر بالروع وفي اللحظة التالية تضحك. حين يواجه توماس أفعاله وتحلق دمية النحل على المنضدة فذلك ما أرغب به: الضغط الاجتماعي الذي هو في منتهى الثقل وأنت تخرقه في ثانية واحدة.

ذاكرة السينما: فيلم الليل

عرض: كمال لطيف سالم

تمثيل: جان مورو- مارشيلو موسترياني

اخراج: انطونيو ني

في فيلم الليل يقدم المخرج في المشاهد الأولى قضية لا يوضحها مباشرة بل يترك امر ايضاحها للجمهور رغم الاشارة اليها في المشاهد الأخيرة من الفيلم. وهي تلك طريقة وأسلوب انطونيو ني. ونرى في قصة الفيلم جيوفاني وهو كاتب مشهور هو وزوجته ليديا بيزوران صديقهما المريض تومازو حيث يدور بينهما حوار فلسفي وتدور نقلة الحدث عندما تغادر ليديا الغرفة ويقبل المريض يدها امام زوجها بطريقة تدل على انه يحبها وتنجلي هذه العلاقة في مشاهد حية تخبرنا أنه كان يحبها ويرغب في الزواج منها غير أنها ضاقت به لأن يتكلم عنها كثيرا ولا يتكلم عن نفسه على عكس بونتانو- الذي فضلته ليديا حيث أنه يتكلم عن نفسه كثيراً
ويطرح المخرج عقدة الفيلم وماهية العلاقة بين بونتانيو وليديا وتوماز ولم يوضح هذه العلاقة إلا في المشاهد الختامية للفيلم، ونتابع تكنيك المخرج وكيفية استخدامه اللقطة كنصر من عناصر تكوين الفيلم فقد استخدم الرمز الايحائي داخل مشاهد الفيلم فحين تخرج ليديا من الحفل خائفة هائمة على وجهها وتسير في الشوارع بدون هدى حيث تدخل بيت قديم مهدم ونجدها في المشهد تقف بجوار ساعة حائط قديمة وضعت بإهمال ونرى في اللقطة القريبة يدها وهي تمسك الحائط الذي يتساقط رماده. وهذا يرمز إلى انها اصبحت قديمة مثل الساعة أن هذا التكوين يرمز إلى أن ليديا عندما كانت وزوجها بونتانو في زيارة إلى جيراردين مضيفة الحفل في هذه المشاهد نجد مدى الملل الذي تعمد المخرج ان يضعها في مساحة ضيقة طريقة انطونيو ني في التكوين تعبر عن مدى العلاقة بين السينما والعفوية التكنيكية واستخدامه الباهر للإضاءة والمخرج بعد كل ذلك يهتم بتأثير الصوت وتكوين الكادر حيث نرى ثمة لقطات تتجنب الاطالة فهو يستخدم المونتاج السريع ولا يميل إلى هيئة الديكوباج. وعرف عنه انه دكتاتور في الإخراج وإدارة الممثلين. وبطلة الفيلم جان مورو ممثلة فرنسية ولدت عام 1928 حصلت عام 1960 على جائزة احسن الادوار الثنائية في مهرجان كان. من اشهر افلامها المودموزيل، العلاقات الخطرة، أما الممثل الإيطالي ماسترو ماسترياني ولد عام 1923 مثل أول ادواره في فيلم يوم الاحد في اب عام 1949 ومن افلامه الشهيرة زهرة عباد الشمس مع صوفيا لورين والزواج على الطريقة الإيطالية اخراج دي سيكا، والمخرج انطونيو ني ايطالي الجنسية ولد عام 1912 بدأ كناقد سينمائي وكاتب سيناريو وعمل في السينما التسجيلية وهو ينتمي إلى الواقعية الايطالية.

بريجيند.. مدينة الموت الجماعي الغامض

روتردام/ عدنان حسين أحمد

ربما يكون "بريجيند" هو الفيلم الروائي الأخطر في ثيمته من بين الأفلام المشاركة في مسابقة جوائز النمر للأفلام الطويلة في الدورة الرابعة والأربعين لمهرجان روتردام السينمائي الدولي حيث يتمحور موضوع الفيلم على سلسلة الانتحارات الجماعية التي قام بها 79 شاباً وشابة من قرية بريجيند التابعة لإقليم ويلز البريطاني بين عامي 2007 و 2012 من دون أن يتركوا أية ملاحظة توضح الأسباب الحقيقية التي دفعتهم للانتحار.

اللافت للنظر أن غالبية المنتحرين هم من الشباب الذين شنقوا أنفسهم بالحبال تاركين أناس هذه القرية الويلزية الصغيرة ينغمسون في خوفهم وقلقهم الدائمين. ويبدو أن السلطات الرسمية في هذه القرية قد ضاعفت من نسبة الغموض حينما أحجمت عن توضيح الأسباب التي دفعت هؤلاء الشبان إلى وضع حدٍ لحياتهم بهذه الطريقة المروِّعة. المثير للانتباه أيضاً أن المنتحرين يعرفون بعضهم بعضا بشكل جيد، فهم إما أصدقاء أو جيران أو حتى أبناء عمومة!

لم تبقَ حوادث الانتحار المروِّعة في إطارها الواقعي، بل قفزت إلى الإطار الفنتازي حينما اعتقد أهالي القرية والسلطات الرسمية فيها أن اللعنة قد حلّت على هذه المدينة أو أن الأرواح الشريرة قد وجدت طريقها إلى عقول الشباب وأرواحهم فحرّضتهم على الانتحار الجماعي. ثمة تأويلات عديدة أخرى طغت على الساحة آنذاك من بينها أن النخبة الشابة التي تتعامل مع شبكة الإنترنيت قد تكون متورطة في التحريض على فعل الانتحار أو تسويغه وقد رأينا سارة "هانا موري" تتواصل مع بعض شباب القرية عن طريق المحادثة النتيّة وتتعرف إلى جيمي "جوش أوكونور" وتقع في حبه عن طريق هذه الوسيلة الإليكترونية الحديثة التي وصفها سكّان القرية باللعنة الجديدة التي حلّت عليهم جميعا. وقد ذهب البعض منهم إلى أبعد من ذلك حينما تصور أن الاختلالات الكيميائية الناجمة عن أبراج الهواتف الخليوية المنصوبة بالقرب من القرية قد تكون السبب المباشر الذي دفع هؤلاء الشباب إلى الانتحار.

لم تسعَ السلطات المحلية إلى وضع حدٍ لهذه الشائعات أو التوقعات، بتعبير آخر، بل أنها لم تسمح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة من التواصل المباشر مع أهالي الضحايا وذويهم، بل أن السلطات الرسمية متهمة في التعتيم على حوادث الانتحار الجماعي. وأن ما بذله المخرج الدنماركي جيبه روند هو جهد شخصي لا علاقة للسلطات المحلية فيه حيث كرّس ست سنوات من حياته للتعرف على ذوي الضحايا والتحدث معهم علّه يجد خيطاً بسيطاً يقوده إلى حل لهذا اللغز الذي حيّر الويلزين خاصة والبريطانيين بشكل عام.

الثيمة الخبرية

يستقي العديد من المخرجين السينمائيين أفكار أفلامهم من الأخبار المنشورة في الصحف والمجلات المحلية أو العالمية. وحينما يرون أن هذه الأفكار تنطوي على محمولات فنية وفكرية عميقة يحولونها إلى أفلام روائية أو وثائقية. لقد قرأ جيبه روند خبر الانتحار الجماعي لشباب بريجيند في صحيفة دنماركية محلية صدرت في 27 يناير 2008. وقد علقت هذه الفكرة في ذهنه فأخذ يتردد على قرية بريجيند عشرات المرات معتقداً أن البحث الدقيق هو الذي يمكن أن يوصله إلى جانب من الحقيقة أو إلى خيط من خيوطها في الأقل. ثم بدأ بكتابة القصة السينمائية مع توربن بيك وبيتر أسميسون قبل أن يتبنى المصور المبدع ماغنوس نوردنهوف عملية تصوير اللقطات والمشاهد الحرفية المتقنة التي أمدّت الفيلم بالكثير من عناصر النجاح والتألق الفنيين.

يمكن اختصار القصة السينمائية المقتضبة أصلاً ببضعة سطور حيث تذهب سارة إلى بريجيند بصحبة أبيها ديف "ستيفن وادينغتون"، ضابط الشرطة المكلف بالبحث والتحري عن أسباب الانتحار الجماعي ومحاولة الوصول إلى جانب من الحقيقة في الأقل. تتواصل سارة على حذر مع بعض شباب القرية عبر الإنترنيت وتلتقي بجيمي، وهو شخص خطير يتعرض للعديد من الانتهاكات النفسية والجسدية الأمر الذي يدفعه للتفكير في الانتحار غير مرة وحينما تفشل جهود سارة في إنقاذه تقْدم هي على الانتحار لكن من حسن الحظ أن والدها كان قريباً من موقع الحادث حيث أسعفها في الحال ثم نقلها إلى المستشفى لينقذها من المصير المحتوم أو اللعنة الأبدية التي استشرت في القرية برمتها على مدى خمس سنوات.

على الرغم من تراجيدية القصة السينمائية إلاّ أن جمالية الفيلم وعمق خطابه البصري يكمنان في الأفكار والثيمات الثانوية المؤازرة مثل السباحة في البحيرة الكائنة عند مشارف القرية حيث كان الشباب يسبحون عراة تماماً في مشاهد لا يمكن أن ينساها المتلقي المتذوق للفن السينمائي خصوصاً وأن الفتيات في أعمار الزهور المتفتحة حيث يعُمنَ على ظهورهن في المياه الراكدة بينما تبرز أثداءهن المكوّرة من سطح الماء في مشهد إيروسي شديدة الإثارة مسّ، على ما أظن، جميع المتلقين ولم يستطع أن يتفاداه أحد دون أن يتصور شفاهه تلامس حلمات النهود المدوّرة. أو مشهد استدعاء الموتى حيث يتجمع الشباب في وسط الغابة ويصرخوا بأعلى أصواتهم منادين بأسماء الشباب الذين رحلوا منتحرين. الألعاب الخطرة التي كانوا يقومون بها أمام أحد أنفاق القطارات هي لقطات تثير الترقب والخوف والإثارة حيث يتعلق أحدهم بحبل ليخطف من أمام القطار السريع حال خروجه من النفق. وقد قامت سارة بهذه المجازفة أيضاً ونجت من الموت بأعجوبة كما نجى بقية المجازفين الذين يذهبون إلى حتفهم بأقدامهم.

لم تنفتح سارة بهذه السهولة على شباب القرية لولا تواجد لوريل "إلينور كرولي" التي تحدثت إلى سارة ودعتها للمجيء إلى البحيرة والتعرف إلى الشباب عن كثب حيث رقصت معهم واندمجت في مناخهم الشائك الذي لا يخلو من غرابة وتطرّف. وفي الوقت الذي كانت تتبادل فيه القُبل مع بعض الأشخاص الذين تستلطفهم كان والدها يمارس الحب مع امرأة أخرى ويخون زوجته التي تركها في مدينة أخرى.

نخلص إلى القول إن قصة الفيلم المبني بناءً رصيناً تركز على جوانب متعددة من بينها العلاقة بين الآباء والأبناء حيث تهيمن القطيعة بين جيلين وزمنين، إن شئتم، جيل لا يعير اهتماماً لوسائل الاتصال الحديثة، وجيل جديد ينهمك فيها حتى أذنيه لتصبح في خاتمة المطاف مثل لعنة أبدية غامضة لا خلاص منها. ربما يشكِّل السلوك العنيف لبعض شباب القرية تجاه بعضهم الآخر كما حصل لجيمي الذي تعرض للضرب المبرح والاعتداء الجنسي سبباً في إقدام البعض على الانتحار. أما القراءة الثالثة التي يمكن أن نستشفها من هذا الفيلم والتي يمكن أن تكون سبباً مباشراً في الانتحار فهي العزلة الروحية والجسدية لهؤلاء الشباب وما يكتنف حياتهم من يأس وسأم وضجر. أما القراءات الأخرى التي تذهب صوب الطقوس الموروثة فهي ضعيفة ولا تستطيع الصمود أمام القراءات العلمية المقنعة ومع ذلك فقد منحت الفيلم أبعاداً أسطورية أبقت دوافع الانتحار مجهولة تاركة ذوي الضحايا يتخبطون في ظلام دامس لم يفضّ حلكته مخرج الفيلم الدنماركي جيبه روند.

من الجدير بالذكر أن المخرج الأميركي جون مايكل وليامز قد أنجز عام 2013 فيلماً وثائقياً عن هؤلاء الضحايا لكنه لم يتوصل هو الآخر إلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء انتحار 79 مواطناً غالبية من الشباب. وربما يتفق المخرجان فقط على توصيف بريجيند بمدينة الموت التي يلفها الغموض حتى الوقت الراهن.

فيلم "مردان" في مهرجان غوتنبرغ السينمائي

قحطان جاسم

يشارك الفيلم العراقي الكردي "مردان" للمخرج للمخرج باتين قبادي ضمن مهرجان غوتنبرغ السينمائي الذي بدأ من يوم الثالث والعشرين من كانون الثاني ويستمر حتى الثاني من شباط القادم في السويد.

وقال الناقد السينمائي مهدي عباس:"ان الفيلم يتناول شخصية تدعى"مردان" وهو قائد في "قوات البيشمركة" الذي يتولى مهمة التحري عن ملابسات اختفاء شخص باسم "مراد"، بعد أن مرّت أيام على فقدانه جاءت زوجة مراد للبحث عن زوجها وظلت أثناء البحث برفقة مردان ممّا ولد مشاعر خاصة بينهما، وهذه هي الذكرى المؤلمة، والشعور بالذنب الذي سيظل يرافقه طيلة حياته".

ومن أحداث الفيلم سيكون عامل المقبرة "كرزان" أيضاً في صراع مع الخوف والشعور بالذنب بعد الحادث الذي تسبب به، ما يضعه مع "مردان" أمام خيارات صعبة، وهذا الفيلم الناطق باللغة الكردية من انتاج حكومة اقليم كردستان.. لذا فهو يملك مقومات وخصوصيات كردية.

يذكر انّ فيلم "مردان" هو أول فيلم روائي للمخرج باتين قبادي ويشارك فيه الممثل حسين حسن والمغنية الكردية هيلي لوف والفنان اسماعيل زاكروس وفياض دومان إلى جانب العديد من الأسماء الأخرى، و تم تصويره في إقليم كردستان عام 2013، بعد عدد من الأفلام القصيرة منها "اسألوا الرياح" الذي حصل على جائزة الدب البلوري في مهرجان بيرلينال في عام 2010 وفيلم "بالتأكيد اليوم" عام 2002 وفيلم "معزول عن العالم الخارجي عام 2003 وأخيراً فيلم "الجندي المكسور" عام 2004 الذي حصد عدداً من الجوائز في عدة مهرجانات عالمية.

جديرٌ بالذكر ان "مردان" تم عرضه في السادس من شهر أيلول عام 2014 في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وهو أحد الأفلام العراقية الكردية ممثلاً عن العراق كأحسن فيلم مرشح للمنافسة على جائزة الأوسكار لعام 2015 في فئة الأفلام الأجنبية بدورتها الـ87، وتم نشر إعلان مشاركة الفيلم، على الصفحة الرئيسية لمهرجان الاوسكار السينمائي.

المدى العراقية في

29.01.2015

 
 

ديستوبيا العالم المريض: خمسة أفلام عن الأوبئة

محمد صبحي – التقرير

الكوليرا، الجدري، الجذام، الجمرة الخبيثة، سارس، إنفلونزا الطيور، كورونا، وغيرها؛ أوبئة أرّقت البشرية طويلًا وأودت بحياة الكثيرين قبل أن يتوصل العلماء إلى دواء يحدّ من تأثيرها القاتل. العام الماضي، تصدر فيروس إيبولا العناوين بعد تفشّيه في غرب إفريقيا، الأمر الذي قضي على حياة الآلاف في أكثر من بلد منذ مارس الماضي.

تبدو قصة الفيروس وكأنها خارجة من أحد أفلام هوليوود التي استهوتها فكرة انتشار الفيروسات لعقود طويلة. إذا كنت من محبي تلك الأفلام التي تتناول الأوبئة الخطيرة وتفشي الفيروسات المجنونة وأردت الدخول في لعبة إحصائها فقد تفاجأ بذلك العدد الكبير في السينما. الأوبئة والفيروسات المميتة كانت تيمة حاضرة على الدوام في الأفلام السينمائية ولا يخلو عِقد دون أن نجد مجموعة من الأفلام التي تتكئ عليها لتمرر عبرها رسائلها وإسقاطاتها المختلفة.

منذ العام 1950، وفيلم Panic in the Street (حيث ريتشارد ويدمارك Richard Widmark وبول دوجلاس Paul Douglas، يحاولان إيقاف تفشي العدوى في نيو أورليانز) إلى World War Z في العام الماضي (وفيه يسابق براد بيت Brad Pitt لإنقاذ العالم من هجمة فيروسية زومبية)؛ كانت العدوى القاتلة بؤرة اهتمام العديد من الأفلام المثيرة.

(التقرير) تقدّم لكم خمسة من أفضل تلك الأفلام التي أفرزتها مخيلة صانعي السينما في الألفية الجديدة، في محاولتها لملاحقة الواقع أو التنبؤ الكارثي بمستقبله من خلال مقاربتها لموضوع الأوبئة.

Pontypool (2009)

في أحد الصباحات الثلجية يوافق “يوم الفالانتين” في بلدة كندية صغيرة تسمّى “بونتيبول Pontypool”، نتابع جراند مازي (ستيفن ماكهيتي Stephen McHattie) في طريقه لوظيفته الجديدة كمذيع لبرنامج صباحي في إحدى الإذاعات المحلية. يتلو أخبار اليوم شبه نائم، بملل واضح يقوم بعمله إلى أن يصله تقرير من كين، مراسل في سيارة إرسال إذاعي قابعة على إحدى التلال، يأتيه بأخبار عن تجمع عدد من المحتجين أمام مكتب أحد الأطباء المحليين وأنباء عن فوضى أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص. تتطوّر الأحداث  لتطوّق الشرطة الكيبيكية البلدة بالحواجز.

 كين يتصل بشاهد عيان يؤكد على أن هناك عصابات متنقلة تهاجم سكان البلدة. في الأخير، يسمع مازي ومنتجتا البرنامج -سيدني (ليزا هولي Lisa Houle) ولاوريل آن (جورجينا رايلي Georgina Reilly)- أن “بونتيبول” تحت الحجر الصحي. ولا أحد يعرف السبب.

في بث إذاعي غامض بالفرنسية يُقدَّم خيط لحل اللغز، حيث يأتي فيه: “رجاءً، تجنبوا الاتصال بأفراد العائلة المقربين، الامتناع عن جميع أفعال التودد، يرجي تجنب اللغة الإنجليزية”. بطريقة ما يبدو وكأن الكلمات تحيل الناس إلى مجانين عنيفين، أو ربما تعمل كحوامل لعدوى ما، هي المسؤولة عن رغبة الناس في مهاجمة الآخرين. محاصرين في المحطة الاذاعية مع تزايد عدد “المصابين” بالخارج، يحاول الثلاثة إيجاد طريقة للبقاء بدون فعل أكثر الأشياء طبيعية بالنسبة لبرنامج إذاعي.

مستوحيًا قصة الكاتب توني بورجيس Tony Burgess، يصنع  المخرج الكندي بروس ماكدونالد Bruce McDonald فيلمه حول بلدة تسقط في قبضة هجمة غامضة، ليست من قبل الزومبيز (الموتي الأحياء) ولا الانفصاليين، ولكن من انهيار الاتصال الطبيعي بين الدال والمدلول. النقطة الأبرز في هذا الفيلم -المربك فكريًا والمختلف عن أفلام الرعب- هي تلك الكثافة الهادئة التي ينبني عليها الفيلم، تمامًا كتفكيرنا الذي يذهب لتخيل ما يحدث في العالم الخارجي. بارع ومختلف ومبتكر، “بونتيبول” فيلم رعب مثقف يثبت أن كل ما تحتاجه لضخّ الإثارة والتشويق هو سرد جيد وبعض الممثلين المتمكنين كي تشرق الحكاية.

صفحة الفيلم على IMDB

شاهد تريلر الفيلم

Children of Men (2006)

نحن في عام 2027، وأصغر إنسان على وجه الأرض قد مات. كان شابًا يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا. الخبر يتصدر النشرات الإخبارية. لماذ؟ لأنه منذ ثمانية عشر عامًا ولسبب غير معروف، عقمت نساء العالم عن الإنجاب، ويحاول مجموعة من العلماء في “المختبر الإنساني Human Project” العمل على بحث وحل تلك الكارثة. مع الوضع في الاعتبار، احتمال انتهاء الوجود البشري بأكمله بعد نحو خمسين عامًا، صارت حلوق البشر ممتلئة بمرارة الفناء ويشرف العالم على انتهائه مبكرًا بفعل حالة من العنف والغضب العدمي.

يتم إعلان الأحكام العرفية في إنجلترا؛ بسبب العنف العشوائي للإرهابيين المسلمين، ويصبح المهاجرون مشتبهًا بهم كإرهابيين. منظمة سرية تدعى “السمكة The Fish” تنشط للمطالبة بحقوق المهاجرين غير الشرعيين، وتعتبرها الحكومة الإنجليزية إرهابية. القمامة تملأ الشوارع والبنايات التي تقصّفت بفعل قنابل الإرهابين بقيت على حالها.

في ذلك الجو الكابوسي القاتم، نتابع ثيو (كليف أوين Clive Owen)، موظف حكومي مثالي ولا ينقصه الحس الساخر، يتحرك بصحبة زجاجة خمر وعلبة سجائر بعد نجاته بالمصادفة من تفجير إرهابي، يذهب لمقابلة معتادة لصديقه القديم جاسبر (ميشيل كاين Michael Caine) الذي اختار العزلة مع زوجته المقعدة برفقة حيواناتهما في الغابة.

رتابة تلك الحياة، يقطعها اختطاف ثيو من قبل المنظمة والتي يفاجأ بأن زعيمتها جوليان تايلور (جوليان مور Julianne Moore) هي نفسها حبيبته السابقة قبل عشرين عامًا. تطلب منه تايلور استخراج جواز سفر لكاي (كلير هوي اشيتي Clare-Hope Ashitey) فتاة سوداء صغيرة دخلت البلاد بطريقة غير شرعية. وتحمل الأمل للإنسانية داخل بطنها الصغيرة. يفعل ثيو كل ما يمكن من أجل حماية كاي والوصول بها إلى “المختبر الإنساني” فربما يتمكن العلماء من إيجاد لقاح لعلاج العقم البشري.

يستغل المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون Alfonso Cuarón، القصة المستقبلية لبي دي جيمس P.D. James كي يتحدث عن الحاضر، حاضر ما بعد 11 سبتمبر ويذكّر أوروبا بمخاوفها حول الهجرة غير الشرعية، والتطرف الإسلامي، والتضييق على الحريات المدنية وتصفير معدلات النمو السكاني، معطيًا درسًا لمخرجي هوليوود في إخراج أفلام أكشن ذات بعد إنساني وفكري يتجاوز مطاردات السيارات وتفجيراتها.

صفحة الفيلم على IMDB

شاهد تريلر الفيلم

[REC] (2007)

فيلم الرعب الإسباني الذي أصبح بداية لسلسلة من أربعة أفلام تالية حملت نفس الاسم، إضافة إلى إعادة سينمائية Remake أمريكية بعد عام واحد من إنتاجه. يحيلنا اسمه إلي زر التسجيل Record في الكاميرات الرقمية، ويحكي من وجهة نظر طاقم تليفزيوني محلي يقوم بتصوير إحدى الحلقات عن عمال الإطفاء ضمن سلسلة لتلفزيون الواقع. مقدمة البرنامج آنخيلا (مانويلا فيلاسكو Manuela Velasco) والمصور بابلو يقومان بزيارة ليلية لأحد مراكز الإطفاء ببرشلونة، وأثناء وجودهم يتلقى المركز مكالمة عن امرأة عجوز محاصرة في شقتها. يهرع لنجدتها ضابط وإطفائيان: مانو (فيران تيرازا Ferran Terraza) وأليكس (ديفيد فيرت David Vert)، ويصاحبهم بابلو وآنخيلا ليصورا المهمة.

يكسر الرجال باب الشقة ليفاجئوا بتلك العجوز الصائحة، في لباس نوم ملطخ بالدماء، تهاجمهم وتعض أحدهم فيتحول إلى زومبي هائج. لا يمر وقت طويل حتى يتم تطويق البناية وعزل سكان المجاورة وإدخالهم الحجر الصحي وسط حديث صارخ من رجال البوليس حول خطر العدوى. يجد بابلو وآنخيلا والسكان أنفسهم مطالبين بمكافحة العدوى الزومبية وتجنبها في نفس الوقت. ما سيحدث بعد ذلك لا يجب حرقه.

الفيلم اعتمد تصويرًا مهزوزًا، وساعد استخدام مخرجيه خوام بالاجويرو وباكو بلازا Jaume Balagueró, Paco Plaza لتكنيك إبراز وجهة نظر الكاميرا من خلال الكلوز أب على ابقاء التوتر والرعب حاضرين؛ حيث تدور الكاميرا أفقيًا Panning إلى جانب ما لتفاجئ المشاهد بما لا ينتظره. هذا الاستخدام لوجهة النظر أضفى على الفيلم طابعًا شخصيًا وكثّف من إحساس الواقعية في الأحداث.

صفحة الفيلم على IMDB

شاهد تريلر الفيلم

28 Days Later (2002)

مجموعة من نشطاء حقوق الحيوان تداهم مختبرًا بحثيًا من أجل تحرير بعض قردة الشمبانزي. رغم تحذيرات أحد العلماء من خطورة تحريرهم لاحتوائهم على فيروس يسبب غضبًا قاتلًا. لا يلتفت النشطاء للتحذير ويقررون التأكد بنفسهم من العواقب التي يختبرونها، سريعًا ينتشر الفيروس فيتلوون على الأرض ويتقيئون دمًا. من هنا تبدأ الكارثة.

بعد ثمانية وعشرين يومًا. في لندن، ساعي يدعى جيم (كيليان مورفي Cillian Murphy) يستيقظ من غيبوبته في المستشفى وحيدًا وشاحبًا كجثة. يترك المستشفى الخالي ويجوب في شوارع لندن الخالية أيضًا من البشر، ما يترك لديه سؤالًا معلّقًا عن حقيقة ما حدث للعالم. قريبًا، يلتحق ببعض الناجين: سيلينا (ناومي هاريس Naomie Harris)، مارك (نوه هنتلي Noah Huntley)، وأب وابنته/ فرانك (برندن جليسون Brendan Gleeson) وهانا (ميجان برنس Megan Burns).

معظم المصابين قد ماتوا بالفعل، بينما الأحياء منهم يترنحون في المدينة مثل زومبيز بعيون زرقاء، باحثين عن هدف يصبّون عليه غضبهم. يتابع الفيلم بعد ذلك رحلة الناجين للحفاظ على وجودهم في مواجهة متاعب وجودية، ليس أصعبها: كيف تقتل شخصًا تحبه إذا شككت بإصابته بالفيروس؟

صوّر المخرج داني بويل Danny Boyle الفيلم بكاميرا ديجيتال، ما أعطاه واقعية مشاهد الفيديو ويظهر ذلك جليًا في المشاهد التي تظهر المشية المتمايلة والمهزوزة للمصابين، في حين تخرج الدماء من عيونهم ويحاولون تدمير كل شخص “سليم” من حولهم. كما حافظ على جو الفيلم الكابوسي، والنظرة التشاؤمية للمستقبل دون إهمال لحظات نادرة من الإيمان بالإنسانية.

صفحة الفيلم على IMDB

شاهد تريلر الفيلم

Contagion (2011)

يذكّرنا “عدوى” بأفلام الكوارث في السبعينيات، من حيث اجتماع حفنة من الممثلين النجوم لأداء أدوار شخصيات مقذوفة في أجواء الدمار والموت، والتي يبدو وكأنها وجِدت خصيصًا لهم. المخرج، غزير الإنتاج، ستيفن سودربيرج Steven Soderbergh يؤسس لحكايته بلقطات لمجموعة مجهولة من الناس في أماكن مختلفة من العالم -من هونج كونج إلى شيكاغو مرورًا بلندن- وتخبرنا العناوين على الشاشة إحصائيات عن نسب التلوث في مجموعة من مدن العالم الرئيسة.

سيدة الأعمال الأمريكية بيث ايمهوف (جوينث بالترو Gwyneth Paltrow) على متن طائرة عائدة من هونج كونج، وتبدو إصابتها بما يشبه البرد، لكن حين تصاب بتشنجات وتموت بعد يومين من وصولها لمينابوليس، يبدأ الأطباء في التفكير في أسباب أكثر خطورة لتلك الميتة الغريبة والمفاجئة. يحاول الزوج المفجوع، ميتش (مات ديمون Matt Damon) استيعاب ما حدث، وتأتي ابنته المراهقة، جوري ( آنا جاكوبي-هيرون Anna Jacoby-Heron) للعيش معه بعد رحيل زوجة أبيها، ليجد الاثنان نفسيهما لاحقًا في قلب حدث عالمي خطير.

قصص مشابهة لتلك العدوى المميتة تبدأ في الظهور في أنحاء مختلفة من العالم -من الصين لإنجلترا وصولًا لليابان- ما يستدعي تحرك الجهات الصحية الأمريكية والعالمية لمواجهة الخطر. نائب مدير المركز الأمريكي للتحكم بالأمراض إليس شيفر (لورنس فيشبورن Laurence Fishburne) يبعث الدكتورة إيرين ميرز (كيت وينسلت Kate Winslet) إلى مينابوليس للتحقيق في ملابسات إصابة بيث والأسباب المؤدية إلى وفاتها، في نفس الوقت الذي تهرع ممثلة منظمة الصحة العالمية يونورا أورانتس (ماريون كوتيار Marion Cotillard) إلى هونج كونج للغرض نفسه.

بينما تعمل الطبيبة في المركز الأمريكي للأمراض، آلي إيكستل (جنيفر ايلي Jennifer Ehle) على دراسة الفيروس الجديد والتوصل إلى مصل مضاد، يبدأ المدوّن آلان كرومويدي (جود لو Jude Law) على الساحل الغربي في سان فرانسيسكو، في جذب الانتباه والترويج لنظرية مؤامرة خاصة به عن تعمّد المركز إخفاء العلاج الجديد عن المواطنين، والذي سمّاه “فورسيثيا Forsythia”. يتنامى الذعر والشك والبارانويا بسرعة كبيرة مع تقافز أعداد المصابين من مئات إلى آلاف إلى ملايين، مع محاولات المسؤولين لوقف المدّ القاتل في الوقت الذي يكافح فيه المواطنون المرض والانهيار الاجتماعي.

يقدم سودربيرج فيلمًا مقبولًا استنادًا على سيناريو جيد لسكوت بيرنز Scott Z. Burns، عن فيروس قاتل ينتشر في العالم كالحريق رغم الجهود الكبيرة للحكومات والمؤسسات والأفراد. محاولًا نقل الفزع والفوضى الناتجين عن الكارثة على الصعيد الشخصي والمحلي والعالمي، وإظهار التحركات ضد وقف الفيروس كمعركة للبقاء الإنساني، تخرج أفضل وأسوأ ما في النفس البشرية؛ حيث الموت البشع والسريع، إمكانية مرجحة.

صفحة الفيلم على IMDB

شاهد تريلر الفيلم

التقرير الإلكترونية في

29.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)