كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ذئب كوستندورف يقطع الطريق على قطار الاستهلاك!

(بالصور)

المصدر: "النهار" - موكرا غورا (صربيا) ــ هوفيك حبشيان

 

هذه السنة، قرّر أمير كوستوريتسا أن يستعرض ذئباً جميلاً في ساحة قريته درفنغراد، التي شهدت عروض افتتاح الدورة الثامنة من مهرجانه الشهير (21 - 26 الجاري). في مطلع كلّ عام، وذلك منذ ثمانية أعوام، تنقسم كوكبة السينما شطرين، الأول يتسلق جبال أوتا الأميركية حيث مهرجان ساندانس، والثاني يقصد مرتفعات صربيا الوعرة التي تحتضن تظاهرة سينمائية وموسيقية صغيرة، تحولت على مدار السنوات القليلة الماضية، موعداً لا يُفوَّت للمّ شمل "العائلة" السينمائية، وكذلك ثلة من الأصدقاء البعيدين والقريبين.

المخرج الصربي الحائز "سعفتين" في كانّ، يختار ضيوفه من دون أدنى اهتمام بالتزام خطّ تحريري واضح. الأهم أن تقع الأفلام المختارة وأصحابها ضمن "عقيدته" المقاوِمة. هم غالباً من قدامى أصدقائه، ناس اشتغل معهم، كما كانت الحال هذه السنة مع دعوة المخرج الايراني الكردي بهمان قبادي الذي تشارك واياه في انجاز الفيلم الجماعي، "كلمات مع الله"ـ علماً أن قبادي لم يكن له أي جديد يعرضه في المهرجان. هناك أيضاً مصالح مخرج لا يزال نشيطاً تدخل في الاعتبار، وهي تضطلع بدور أساسي في شقّ طريق الضيوف الى جنة الأفلام والموسيقى.

ليلة الافتتاح، تسلّق الذئب منصة خشبية في وسط الساحة. التفّ الكلّ من حوله بلا أيّ شعور بالخوف من هذا الحيوان المدهش. يُشاع ان جورج (هكذا سمّاه كوستوريتسا) وصل الى درفنغراد قبل سنتين هرباً من حريق، فوجد ملجأ عند المخرج الذي اعتنى به وضمد جراحه. بعد صولات وجولات طويلة لتجهيز الحفل الموسيقي، بدأ الناس يتجمعون في ساحة القرية بأعداد معقولة. على الرغم من البرد القارس، عدد كبير من الناس استطاع الحضور. في هذه البقعة الجغرافية البعيدة مسافة ستّ ساعات من بلغراد (موكرا غورا)، استطاع كوستوريتسا تشييد مملكته الخاصة. بيوت خشب بالطراز البلقاني موزعة هنا وهناك في هضبة تحولت الى وطنٍ بديل، يوم خسر يوغوسلافيا الى الأبد. طبعاً، لا نرى هنا أي شيء مما عهدناه في المهرجانات الدولية الكبرى حيث البهرجة وفساتين السهر.

لا قواعد صارمة تفصل بين النجم والمبتدئ. كل شيء رهن بالإرادة بين الطرفين. الكعب العالي يُستبدَل بالجزمة وقمصان الصوف الغليظة. كل شيء مختلف عند البروفسور الذي يعي تماماً أن ما يؤسسه هنا حجراً فوق حجر، إنما هو لمستقبل السينما وليس لحاضرها...

ما إن صار كل شيء جاهزاً، حتى سمعنا تحت ضوء القمر الاصطناعي صفير قطار يدخل الى ساحة القرية. يقف الذئب أمام القطار الخشبي الأسود، كأنما يريد أن يقطع عليه الطريق. بهذا المشهد الرمزي الذي من شأنه إحياء ملصق الدورة الثامنة، أراد كوستوريتسا توجيه صفعة جديدة في قريته المناهضة للعولمة وقيمها، الى كل تلك الأشياء التي لا يستسيغها، لا بل يحتقرها: الفنّ المفرغ من هدفه الجمالي، التلوث البيئي، الماركات التجارية، العقلية النفعية... كأنما أراد القول بهذا القطار الذي دخل الى قريته، بأنه يمشي على السكة الخطأ.

بيد ان الافتتاح لم يكن بالضخامة التي كان عليها العام الماضي. الأحوال الجوية الرديئة لم تسمح لكوستوريتسا باستقبال ضيوفه من الشخصيات المرموقة على مهبط المروحية، هذا المكان الساحر الذي يمنح الواحد منهم الانطباع بأنه صار "سيد العالم"، اذ يحملونه على الراحات في وطن نسج خيوطه كوستوريتسا. عند الهبوط، يأخذهم البروفسور ويجوب بهم أرجاء القرية متباهياً بإنجاز يعتزّ به كتلميذ يفتخر بنيله علامة جيدة في الصفّ. هذه المرة، بسبب الضباب الكثيف، وصل معظم الضيوف بالسيارة من بلغراد، وهذا يتيح طقساً من نوع آخر. الكلّ يجتمع في الساحة، نحو نصف ساعة قبل وصول الضيف بسيارة رباعية الدفع، وعندما تطأ قدمه الأرض تجد المصورين وقد بدأوا يراشقونه بفلاشاتهم. بعض المذيعات الشقراوات يجرين مقابلات قصيرة، بضعة أسئلة عشوائية تُطرح كيفما اتفق لتغذية برنامج أسبوعي. ثم البروتوكول الذي لا بدّ منه: البوغاشتا والراكيا اللذان يرمزان الى الخبز والملح في الطقس الأرثوذكسي. وهكذا، الكلّ تقريباً عبر بخطاه الخجولة على السجادة الحمراء الوهمية، الاّ الذين سمحت لهم السماء الصافية بأن يقفزوا بنحو أربعين دقيقة من بلغراد الى درفنغراد، بالمروحية التي يقودها أحد أعضاء طاقم السلاح الجوي الصربي.

تواضع حفل الافتتاح سببه كان غياب المناسبة التاريخية. ففي العام الماضي، استغل "كوستا" ذكرى اغتيال وارث عرش الأمبراطورية النمسوية - المجرية فرديناند ومئوية اندلاع الحرب العالمية الاولى، ليقدم عرضاً استثنائياً باهراً. الطبعة التي اختُتمت الاثنين الماضي، اكتفت في افتتاحها بأغانٍ ألقاها المولدوفي آدام ستينغا، أضيفت اليها لحظات اختلط فيها المزح بالجد، أبطالها كلٌّ من "كوستا" ووزير الثقافة الصربي ايفان تاسوفاك، فأضحكت الحضور بما تضمنته من مفارقات لفظية وتراشق كلامي بين الصديقين. قال تاسوفاك إنه "اذا كان الفيلم السينمائي أكبر من الحياة، فكوستندورف أكبر من الفيلم". فرش "كوستا" سجادة صغيرة تحت قدمَي الوزير الذي توحي تسريحته بأنه تعرض للتوّ لصعقة كهربائية. ضحك الحضور أمام مشهد السجادة الساخر، حتى تييرو فريمو، مدير كانّ الفني، كان يقهقه، ابن المهرجان الأول عالمياً في فرش السجاد تحت أقدام المشاهير.

فجأة، اعتلى المسرح ملاكم يقلد حركات سيلفستر ستالون في "روكي"، ترافقه موسيقى الفيلم الشهير. لم نفهم القصد الحقيقي خلف هذه الباروديا. تمتم كوستوريتسا بضع عبارات عن مرور سبعين عاماً على انتصار الصرب على الفاشية. دائماً بتلك الحماسة الموزونة التي تميزه، أراد إعطاء الحدث شرعية سياسية، وإن لم يكن موفقاً فيها كما في العام الماضي. عموماً، لا يُفوّت "كوستا" فرصة لإعلان ولائه للدولة او للتعبير عن وطنيته وامتنانه لأصحاب القرار الذين وظفوا امكانات جيدة في سبيل مشروعه الجنوني. في احدى مقابلاته، سمعناه يقول: "لا يوجد بلد مثل صربيا، يسمح بوجود مهرجان كهذا".

بعد المفرقعات التي أشعلت سماء درفنغراد ودامت لأكثر من دقيقتين، كانت لحظة لقاء منتظر بالمخرج الروسي أندره كونتشالوفسكي في صالة "تشومسكي". كونتشالوفسكي أحد المكرّمين البارزين هذه السنة. افتُتح المهرجان بفيلمه الجديد، "ليالي ساعي البريد البيضاء"، الفائز بـ"الأسد الفضي" في مهرجان البندقية. سمح اللقاء بينه وبين كوستوريتسا بتبادل الاعترافات، وهكذا علمنا مثلاً ان الواحد استلهم أفلام الآخر.

الفيديو المرافق للتكريم، المؤلف من مقاطع أفلام كونتشالوفسكي، أدمع بعض العيون وجعل كثيرين يتذكرون أهمية هذا المخرج ذي الروح السلافية. بيد ان كونتشالوفكسي الذي كان له ايضاً معرض في كوستندورف، أحدث مفاجأة كبيرة عندما رفض - بين المزاح والجدّ - الجائزة الممنوحة له، أي "جائزة الفيلم المقبل" التي يسندها "كوستا" إلى فيلم لم يُنجز بعد، مصرحاً بأنه سيتسلمها في المرة المقبلة. أجاد "كوستا" اخفاء علامات الاحراج المرتسمة على وجهه، ببراعة لا مثيل لها. بضعة أفلام لكونتشالوفسكي عُرضت في المهرجان، منها "غراميات عاشق" (1974)، الفيلم الذي لم ينل حقه من التوزيع التجاري في الغرب، على الرغم من ان أكثر من 40 مليون متفرج شاهدوه آنذاك داخل الدول التابعة للمنظومة السوفياتية.

لحظة وصول ألفونسو كوارون (الفائز بجائزة "أوسكار" أفضل مخرج) ليلة الجمعة الفائت، كانت من اللحظات القوية في المهرجان. فالمخرج المكسيكي الخمسيني أصبح حديث السينيفيليين طوال السنة الماضية، بعد انجازه "جاذبية". عُرض له في كوستندورف "أولاد الرجل" (2006)، في اطار التحية الموجهة إليه. قدّمه "كوستا" الى الحضور كصنف نادر من المخرجين الذين لم يخسروا نزاهتهم الفنية بل ظلوا أنفسهم، حتى عندما تولوا انجاز أفلام "استوديوات"، أي أفلام ذات موازنة عالية جداً. عن "أولاد الرجل"، قال انه استلهم المناخ الكلوستروفوبي المسيطر عليه من هجمات 11 أيلول في نيويورك. آنذاك، عند تاريخ حصول العملية الارهابية، كان في تورونتو يقدم فيلمه "وأمك أيضاً"، لذا اضطر للبقاء في العاصمة الكندية، بعدما ألغيت كل الرحلات الجوية.

حملنا كوارون الى تفاصيل كثيرة مرتبطة بعمله كسينمائي. تحدّث عن مدير التصوير ايمانويل لوبزكي الذي تربطه به صداقة حميمة، وصارح جمهوره بأهمية الإيقاع في أي فيلم، معلناً انه يعتبر الفيلم السينمائي معزوفة موسيقية، والمهم هو تحديد التيمة التي سينضوي تحتها العمل. عن "جاذبية" الذي كان مادة دسمة عند الشباب، قال انه امضى معظم وقته وهو يصوّر وجوه الممثلين، قبل ان تُضاف اليهم في خلفية الصورة كل مشاهد الفضاء بتقنية الـ"سي جي أي".

صديق المهرجان تييري فريمو كان أيضاً هنا لمواكبة عرض "في الليل" (1929)، الفيلم الوحيد الذي أخرجه الممثل الفرنسي شارل فانيل وتم انقاذه من التلف وترميمه. حكاية رجل تبتعد عنه زوجته بعد إصابته بحادث في مكان عمله وتعرضه للتشويه. مع برتران تافيرنييه في كوستندورف، كشف المهرجان عن وجه آخر. فمنذ 1895، لم يشهد العالم، سينيفيلياً أهم منه. حتى سكورسيزي أو روجر ايبرت أو ميشال سيمان أو درك مالكوم، أقل منه ثقافة ومعرفة بالسينما وحكاياتها وناسها وافلامها ومحطاتها الاساسية.

كثيرون منا مدينون لكتابه "أصدقاء أميركيون" أو "50 عاماً من سينما أميركية". كانت هذه المراجع أشبه بالكتب المقدسة للكثير منّا؛ تافيرنييه هو الذي جعلنا نكتشف هذا الجيل من الأميركيين المنبوذين: دلمر دايفز، وليم ويلمان، ابراهام بولونسكي... عندما تقول له هذا الكلام، يخجل ويحاول ان يغيّر الموضىوع. عمل ملحقاً صحافياً لـ"وارنر" في باريس، ما سمح له بمرافقة السينمائيين الأميركيين خلال جولاتهم، من هنري هاتاواي الى ايليا كازان وطبعاً جون فورد. وجوده معهم لأيام طويلة سمح له باستدراجهم الى مواضيع لم يُستدرجوا اليها في احاديث صحافية سريعة.

في لقاء خاص مع "النهار"، أخبرني أن بعضهم كان يتفادى أن يبدو ذكياً في المقابلات، حرصاً على "سمعته" عند ارباب الاستوديوات الذين كانوا يحبّون المنفذين. كان تافيرنييه ينظم عروض افلام ستانلي كوبريك في باريس، الذي كان يجعل حياته كابوساً مستمراً، مطارداً إياه بالاتصالات حتى في أوقات نومه، مستفسراً عن تفاصيل، من مثل نوع اللمبة المستخدمة في ردهة الصالة. بعد سنوات من الصبر، طفح الكيل، فكتب له قائلاً: "أنت عظيم كسينمائي، أما كإنسان فأنت أبله". في طبعة روسية الهوى (عُرض "أندره روبليف" لأندره تاركوفسكي)، كانت لنا محطة أخيرة مع المخرج الروسي الكبيير نيكيتا ميخالكوف. أمام مجموعة من السينمائيين الشباب الذين تحلقوا حوله، روى ميخالكوف أن فيلمه الأخير، "تَشَمُس"، عُرض على احدى القنوات التلفزيونية بعد شهر فقط على نزوله الى الصالات، فاستطقب عدداً هائلاً من المشاهدين، ما استدعى اعادته الى الصالات بعد ازدياد الطلب عليه. قال انه يسعده انه لا يزال هناك مشاهدون يجلسون أمام الشاشة طوال 3 ساعات لمشاهدة فيلم.

وهذه من وجهة نظره أكبر جائزة ينالها المخرج. ثم قال: "المخرج ليس طبيباً. عمله لا يمكن ان ينتشل البلد من الظروف الصعبة (...). على فريق الفيلم ان يدرك جيداً انه لا يمكن انجاز فيلم لولاهم. خلافاً لممثل المسرح، فإن ممثل السينما يستمد قوته وعزمه من شريكه في التمثيل او الطاقم التقني، لا من الجمهور. العلة في الاخراج، ان كل واحد يقف داخل الكادر عليه ان يفعل بالضبط ما تريده ان يفعل، وفي الحين نفسه عليك اشعاره بأنه يفعل ما يريد فعله". روى ميخالكوف البالغ اليوم السبعين من العمر، ان الاطلاع على النواحي البسيكولوجية للعمل السينمائي هو الذي جعله يدرك كيفية التعامل مع الممثلين. في احدى المرات، جاءه احد الممثلين الذين ظهروا في فيلمه "12"، بنص من 25 صفحة وقال انه يريد ان تلقيها الشخصية التي يضطلع بها، فكان ردّ ميخالكوف: "هذا نصّ جيد جداً لكنه طويل، عليك قوله بدقيقة و27 ثانية. بذل الممثل جهداً كبيراً ليفعلها، وفي النهاية كان لميخالكوف مونولوغ يلقيه ممثل فقد صوابه".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

29.01.2015

 
 

«ذيب» للأردني ناجي أبو نوار.. «وسترن» صحراوي

نديم جرجوره

بعيداً عن الصفات المُساقة إلى الفيلم الأردنيّ وصناعته، في بلد يعيش بدايات تأسيسية دائمة لسينما محلية، يبقى «ذيب» للأردنيّ المولود في لندن ناجي أبو نوّار فيلماً «واعداً» بأمور عديدة على مستويات مختلفة: تفعيل الخطوات الأولى لتأسيس سينما أردنية. بداية مسار سينمائي يُفترض به أن يتطوّر إيجابياً في سيرة المخرج نفسه. «إعلان» عن إمكانية صناعة أفلام روائية طويلة بإنتاج عربي مشترك. الانطلاقة الدولية للفيلم مَدينةٌ لـ «مهرجان البندقية السينمائي الـ 71» (28 آب ـ 7 أيلول 2014. جائزة «آفاق» في فئة أفضل إخراج). قبل مشاركته في «مسابقة آفاق جديدة» في الدورة الـ 8 (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ «مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي» وفوزه بجائزة أفضل فيلم في العالم العربي، يُقدَّم «ذيب» في أحد أبرز المهرجانات الدولية أيضاً: «مهرجان تورنتو الـ 39» (4 ـ 14 أيلول 2014). مشاركته في «مهرجان أبو ظبي السينمائي» تُساهم في تطوير نقاش نقدي متعلّق بعناوين أساسية مُكمِّلة لوعود الفيلم المذكورة أعلاه: معنى صناعة فيلمية أردنية. علاقة السينما بالتاريخ والتقاليد الاجتماعية. البناء الفيلمي بحدّ ذاته.

هذه مسائل منطلقة من «ذيب» نفسه: العودة إلى العام 1916 (زمن الحرب العالمية الأولى التي لا تظهر ملامحها المباشرة في السياق الدرامي، بل تبقى حاضرة، بطريقة أو بأخرى، في خلفية الأحداث والحكاية الأصلية) ليست صدفة أو عفوية أو عبثية، وإن لم تكن النواة الأساسية للمحتوى الإنسانيّ والدراميّ للسيناريو. التعمّق في أحوال الثقافة الحياتية للبدو جوهر رئيسيّ للبناء الدراميّ. التحوّلات الحاصلة حينها في المنطقة غلافٌ عام للحبكة. البحث في معاني الحياة والهوية والانتماء والعلاقات والموروث التربوي القبائلي مفصل القصّة. «ذيب» دعوة إلى معاينة العلاقة القائمة بين السينما والواقع، علماً أن عديدين يصفونه بأنه فيلم «بدويّ» متأثّر بالـ «وسترن» الأميركيّ (يُعبّر المخرج نفسه عن هذا الأمر في حوارات عديدة)، أو بأفلام الإيطالي سيرجيو ليوني وواقعيته الشديدة بفضل ارتباطه العميق بحقائق ووقائع: «أحببتُ هذه الفترة المحدّدة (1916) لكون الثورة العربية ضد العثمانيين تمنح الفيلم تبرير البحث عن ملامح مشتركة مع أفلام الـ «وسترن» الأميركية، كأفلام جون فورد وسام بكنباه»، يقول ناجي أبو نوّار في حوار منشور في الصحيفة السعودية اليومية «الشرق الأوسط» (12 أيلول 2014). هذا كلّه صحيح، أو ربما متأتٍ من إسقاطات نقدية خاصّة بقراءات معيّنة.

الأهم كامنٌ في أن الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجه، وإن كان جامعاً هذا كلّه، هو فيلمٌ للمُشاهدة: ذيب (جاسر عيد) يكتشف العالم خارج حدود القبيلة البدوية المنتمي إليها، بعد عيشه في كنف شقيقه الأكبر حسين (حسين سلامة) إثر وفاة الأب. النواة الدرامية معقودة على رحلة ـ جغرافية وروحية ونفسية وثقافية وحياتية وإنسانية ـ يقوم بها ذيب في لحظة تاريخية مفصلية في مسار المنطقة العربية، وإن تشعّبت عناوينها الأخرى، كاشفة أحوال بيئة وناس ومنعطفات زمن وحقبات. المنطقة المقصودة شاهدةٌ على نزاعات بين أطراف دولية، وعلى ولادة مرحلة جديدة ستشهدها لاحقاً، إثر انتهاء تلك الحرب في العام 1918 (لا يذهب الفيلم إليها).

القصّة عادية: ضابط بريطاني يصل إلى معاقل القبيلة البدوية التي ينتمي إليها ذيب وشقيقه، رفقة دليل عربي، بهدف البحث عن مكان ما لأمر ما (يوحي الفيلم بهما لاحقاً، لأنهما ليسا الفعل الأساسيّ في الحبكة، بل مجرّد تفصيل يُساهم في الوصول إلى الجوهر). يُكلَّف حسين بمرافقتهما، فيُصرّ ذيب على الذهاب معهما. لكن الرحلة تتكشّف عن مسائل متفرّقة: الصراع على المنطقة بين الإنكليز والعثمانيين. استمرارية «الثورة العربية» ضد العثمانيين، والدعم الإنكليزي للثوار لأغراض سياسية بحتة متّصلة بمصالح الإمبراطورية الإنكليزية. تحوّلات ميدانية تعيشها المنطقة في ظلّ تمدّد خطوط السكك الحديدية. أما في التفاصيل، فهناك ما يجعل الحبكة تخرج على هذا كلّه: رحلة ذيب في العالم، وعليه ـ بعد وقوع حادث خطر يودي بحياة الضابط الإنكليزيّ وشقيقه حسين، وهروب الدليل العربي ـ أن يُواجه مصيره لوحده، وأن يُحدّد خياراته بنفسه، وأن يواجه مآزقه من دون مساعدة أحد أو توجيه من أحد أو نُصح من أحد، وأن يستمرّ في اكتشافاته مستعيناً بذاته.

السياسة، المتحَايل عليها من قِبل النص المانع إياها من التمدّد الدرامي فيه، مُطالبة بمرافقة المفاصل الأساسية لكونها فاعلة ومؤثّرة في المنطقة حينها. الصراعات العسكرية إشارات إلى الزمن والتحوّلات، من دون التأثير بالفعل الدرامي لسيرة ذيب، الذي يواجه فصلاً جديداً من حياته في الصحراء. الجماليات البصرية واضحة في ثنائية التصوير والتوليف. هنات في الحبكة والسيناريو لا تحول دون متعة المُشاهدة. أداء جاسر عيد (ذيب) غير المهنيّ وغير الاحترافيّ مثير للانتباه والمتابعة. المُشاهدة نفسها فرصة للتمتّع بمعالم أمكنة وملامح مرحلة، تذهب بالمُشاهد إلى لحظة تاريخية لرواية حكاية فردية.

هناك أمرٌ أخير: «ذيب» نموذج لصناعة فيلمية فردية يُفترض بها أن تتطوّر إلى صناعة سينمائية جماعية.

«سيتزن فور» للأميركية لورا بويترس.. هل هي مسألة ضمير؟

زياد الخزاعي (لندن)

«السماء لم تنطبق». أصرّ مدير «وكالة الأمن القومي» الأميركية الأدميرال مايكل روجرز، في حوار مع الصحيفة الأميركية اليومية «نيويورك تايمز» (29 حزيران 2014)، على أنه لن يقولها في وصف بلوى استخباراتية تسبّب بها الخبير الفني إدوارد سنودن وتسريباته المدوّية. ذريعته؟ سعيه إلى أن يكون دقيقاً ومتوازناً في توصيفاته. بيد أن مَنْ شاهد جديد المخرجة الوثائقية لورا بويترس «ستيزن فور» (مرشّح لجوائز «أوسكار» التي ستعلن ليلة 22 شباط 2015)، يتأكد بشكل لا لبس فيه من حجم الضربة القاصمة التي وجّهها هذا الشاب إلى نظام «التجسس» الأميركي. بطل أم خائن؟ هذا لم يكن في حسابات لقاءاتها السرية مع سنودن، التي جرت على مدى ثمانية أيام في غرفة فندق في هونغ كونغ، بدءاً من صبيحة 3 حزيران 2013، ووثّقت اعترافاته بحضور صحافي استقصائي يتعاون مع الصحيفة البريطانية اليومية «ذو غارديان»، يدعى غلين غرينوالد، عمدته رديفاً درامياً لبطلها، ومكلّفاً بتعقّب أضرار التخابر الأميركي الواسع النطاق، باعتباره شخصاً محصّناً على قدر واسع من حرية الفضح، وظهيراً حاسماً للجاسوس الأميركي الشاب. الاعتبارات الشخصية أُزيحت جانباً أمام هول الكشف عن اختراق مقنّن وذكيّ لملفات أشدّ وكالات التخابر غموضاً ونفوذاً في العالم.

«سيتزن فور» هو القسم الأخير من ثلاثية سينمائية حول أميركا ما بعد «هجمات أيلول»، وهو الاسم المشفّر الذي استخدمه المتعاقد الشاب لمكاتبة صاحبة الفيلم المثير للجدل «بلادي، بلادي» (2006) حول تجاوزات الاحتلال في العراق، ليُشركها سرّه المدوّي. حين سألته عن سبب اختيارها، أجاب: «أنت اخترت نفسك»، غامزاً إلى عملها «البرنامج» (2012)، الذي أنتجته صحيفة «نيويورك تايمز» وبثّته على قناتها الالكترونية، عبر ذراعها الإعلامي الخاص بما اصطلح عليه بـ»أوب ـ دوكس»، كشفت فيه عن أحد أوائل «الوشاة الأمنيين» المدعو وليم بيني، الفاضح تجاوزات برنامج «ستيلر ويند» الاستخباراتي الذي ساهم في تصميمه، بعد تيقّنه من أن هدفه اختراق خصوصيات مواطنين أميركيين وليس أعداء خارجيين. هذه الحجة ذاتها التي يقولها سنودن لاحقاً، مبرّراً فعلته فيما يتعلق بحساسيته من سطوة الدولة، وتجاوزات أنظمة في استخدام التكنولوجيا لغرض جمع بيانات شخصية، وتجاوز الشفافية السياسية، ولادستورية نشاطات على شاكلة التجسّس الاقتصادي، وزيادة النفوذ، والاختراقات الديبلوماسية، من بين تحاملات عديدة أخرى أشارت إليها النبرة الاتهامية للفيلم.

لن يتعجّل الفيلم في ملاحقة تداعيات سيأتي ذكرها في فصوله الأخيرة. فزمن وقوعها وسيل تعاقباتها كانا خاطفين بعد نشر غرينوالد الحكاية في الصحيفة البريطانية، وبويترس في الصحيفة الأميركية اليومية «واشنطن بوست». لذا، أبقت المخرجة بنباهة على شطر أكبر من أجواء تلك الخلوات السينمائية. انتصارها الكبير بان في كشفها وجه الواشي ذي الضمير النادر واسمه. اعترافاته حاسمة. لكن، ما أشاع التعاطف مع صاحب جملة «مَنْ يقُل الحقيقة لا يرتكب جريمة» حجم العبء الذي انجلى على ردود أفعاله ونرفزته وتحسّبه الدقيق لكلماته وقلقه على سرية مكانه وخشيته على تواريخ فضيحته وتأمين نشرها، من دون أن تغطي على خصال أخرى أظهرت لطفه وملاحته وذكاءه، بالإضافة إلى شجاعته وعقلانيته اللتين تجلّتا أمام الكاميرا، وقوله: «أنا مستعد تماماً للاعتقال ومخاطره، أو لأي تبعات سلبية شخصية. لكنّي لست مستعداً للمخاطرة بتقليص حريتي الفكرية، ومثلها حرية الأفراد حولي، ممن أراعي حقّهم بالتساوي كما هو لنفسي».

إدوارد سنودن ليس مؤسّس «ويكليكس» الأسترالي جوليان أسانج و»دولته الخامسة». الأخير مزيج من ولع صحافي ينتظر وثيقة سرّية تصله كي يسربها، بينما جنّد سنودن نفسه تماماً لصنع تاريخ انقلابي عملاق عبر تحقيق قرار صغير. صحوة وجدانه أصابت «ثقافة القرصنة المعلوماتية» في قلب تستّرها، ما فسّر إقدام بويترس على افتتاح نصها بقراءات من رسائل الواشي الإلكترونية. شهادات على عزم يتشكّل بتؤدة، وتخطيط متبصّر لـ»حجم الخطورة العالية» لأمنه الشخصي، التي تسايرت (الخطورة) مع ما تعرّضت له مخرجة «القَسَم» (2010) من مضايقات أمنية في بلدها، ألزمتها الهرب إلى برلين واستقرارها فيها ضمن مجموعة دولية تُعرف باسم «منفيو الديجيتال»، وهم ناشطون يستفيدون من قوانين ألمانية تصون اختراقاتهم السايبيرية. دارت حكاية بويترس وشريطها حول التآمر، فكان لا بدّ أن تعزز حججها بعرض مناورات مسؤولي الإدارة الأميركية وأكاذيبهم أمام لجان دستورية. فالمكر الحكومي الذي يراوغ خلف شعار «أمن قومي»، أضحى أمام شجاعتها عنوان دولة بوليسية تسبق الأنانية السلطوية في تمكين أنظمة معقدة، مثل «سيفنت» و «بريزم» و «أكس ـ كيزكور»، كي تتجاوز على حريات أساسية لمدنيي العالم.

أثبتت البسالة السياسية لـ»سيتزن فور» أن الطاقة الخلاّقة لـ»سينما الحقيقة» لن تبور، وهي قادرة على تنوير ضمائر، وتعزيز جماعية كونية ضد غول الدولة السرية وفاشياتها.

ماذا يجري في ظلام صالات السينما السورية؟

عامر م الملا

في غيابها ووجودها، السينما السورية باقية، وشُعلة الأهداف السامية لا تقف عند إعادة إعمار هذه الصالات أو لا، بل بكفاح سينمائييها وصنّاعها الراجين أن يسموا بها في البعيد، وفي جعلها مادة دسمة تُقدم للناس كي يصفّقوا ويهلّلوا ويُكبّروا من شدّة جمالها. تقديم السينما وصناعتها هما العبء الأول والأخير، وفي غياب الثقافة السينمائية الجمّة للناس، فإن دور العرض لا تثير اهتمامهم. يقول أحدهم: هذا ليس كلاما يُقال. يبدو حقاً أنه خطاب حزبي سينمائي شبع من مساحيق التجميل، حتى خرج بهذه الحلة الباهتة التي وإن دعت إلى التصفيق فهي مكرهة على ذلك. كيف يجرؤ أحدهم على الطعن بالثقافة السينمائية للناس، ويضع ذلك مبرراً يجعل من دور العرض هذه الأيام مرتعاً لخيوط العناكب، وطبقات الغبار السميكة؟ أو يأتي أحدهم ليضع الأزمة التي تمرّ بها البلاد عذراً، لتبرير قلة الاهتمام بها؟ هذا رأي أكثر سذاجة. جوانب الحياة كلّها في البلد تراجعت أعواماً إلى الخلف، إلا ان دور العرض هذه، ومنذ سنين عديدة قبل الأزمة، تعاني «جفافاً»، إذ أغلقت أبوابها منذ أعوام في وجه السينما والسينمائيين، وشرّعته بوجه الـ «سيلما» والـ «سيمائيين». الـ «سيلما؟ اصطلاح لأشباه الفن السابع، الذي وجد في الشباب السوريين هذه الأيام ملجأً له كي ينجو بنفسه من أنياب المتحذلقين الذين ينمون بفكرهم مترين إلى الأمام، في مقابل شحّ من هذه الصالات بمقدار مترين إلى الخلف.

في قلب العاصمة، كنا نعلم أن إحدى صالات العرض مغلقة لأعمال الصيانة. إلا انها كانت تحتوي على «بسطة» لبيع الدخان، وعربة تبيع غزل البنات، وطاولة خاصّة بلعبة الـ «بينغ بونغ»، وطاولتي «فيشة» معنيتين بكرة القدم. كانت دهشتنا لحظوية، حيث إيماناً منا بالمفارقات الجميلة، دخلنا ولعبنا. شباب سينمائيون طموحون يلعبون الـ «فيشة» في صالة سينمائية. ضحكنا من أنفسنا وعليها، عمّا آلت إليه السينما في هذا البلد. لماذا الاستخفاف بعقول الناس، حتى توضع ثلاث طاولات لعب في بهو صالة عرض مغلقة منذ زمن بحجة أعمال الصيانة؟ من المفارقات الشائعة، التي باتت عرفاً، أن غالبية صالات العرض تلك، الخاضعة للملكية الخاصة، أهملت الفحوى الرئيسي لوجودها، أو ربما نسيته أو تناسته، فبدأت بإرضاء المراهقين والمراهقات. بثمنٍ بخس يدفعه المراهق، يدخل برفقة مراهقته الصالة المعتمة ذات الفيلم، ويتّخذ أبعد نقطة ملائمة لهما، لساعاتٍ طِوال، يعرض خلالها أكثر من فيلم، ولا أحد من موظفي الصالة يقول له «ما أجمل الكحل في عينيك». تبدأ المشاهد الإباحية على المقاعد المخملية، التي تفوق بجرأتها ودقتها إباحية المشاهد على الشاشة. هذا يعني فيلماً على المقعد، وآخر على الشاشة.

يا للسخف. ألف مقعد فارغ، وعشرة مقاعد ممتلئة. ولا عين ترمش نحو شاشة العرض تلك. ويخرج لك من يصيح مهلّلاً: «من يتحمّل المسؤولية؟». المسألة بسيطة: هناك قاعدة جميلة تقول إن لم تستطع التخصيص، فعمِّم. الأطراف كلّها تتحمّل المسؤولية، وعلى رأسها الجهات المعنية بالأمر بشكل مباشر وفعلي، بسبب غيابها عن الرقابة المباشرة على دور العرض هذه، وعدم طيّها تحت جناحها، بعد فشل مُلّاكها في إدارتها، وتشويههم من خلالها ثقافة الفن السابع، الذي بدأ بالاضمحلال في عقول الناس. بالإضافة إلى القائمين عليها: مُلّاكها، أصحاب الليرات المتسخة، الذين يبثون فِكر الأفلام التجارية جداً، التي لا ناقة لها ولا جمل من الثقافة السينمائية، والتي تتبلور في عقول الشباب اليوم، بغية شحذ غرائز عشرة مراهقين وتأمين غلّة اليوم.

لا يمكن لوم المراهق الذي يقصد هذه الصالة للتسيلة. فقداسة المكان لم تصل إلى تفكيره. وهذا ما ساعدت به دور العرض هذه. جديرون بالثقة أولئك الذين يعترفون بأخطائهم ويسارعون إلى إصلاحها. لكن، أين هم من هذا الانجراف الحضيضي لروح وقداسة السينما السورية عبر قرن من الزمن؟ أتوا بالكثير، وصنعوا الكثير، ولم يصل منها إلى المشاهد إلا الفتات. هذا ما يحدث هذه الأيام.

لا بد من أن تعود. السينما السورية يجب أن تنهض بدور عرضها مرة أخرى راضيةً مرضيّة. فوجبة الأرز لا تؤكل بالشوكة والسكين أيها المشاهد المسكين.

السفير اللبنانية في

29.01.2015

 
 

حسن الإمام.. المخرج الذي هاجمه النقاد

ما بين الروائع والفواجع قدم أكثر من 50 فيلما أثارت جدلا ولم يتفق عليها إثنان

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

هل كان حسن الامام فعلا مخرج الروائع، أم مخرج الكوارث؟ ملك الميلودراما، أم ملك الفواجع؟ بين هذه الألقاب عاش الامام الذي توفي في مثل هذا اليوم 29 يناير 1988، عن عمر يناهز 69 عاما، بعد أن قدم للسينما أكثر من 50 فيلما، دون أن يتفق اثنان على منحه أي لقب من هذه الألقاب.

لم تكن بداية حسن الإمام كعامل «كلاكيت» بستوديو مصر من عام (1943) حتى عام (1946) تنبئ بميلاد مخرج تختلف حوله الآراء ويقدم مجموعة من الأفلام المثيرة للجدل، خاصة أنه لم يدرس السينما يوما.

بعد عمله لفترة كمساعد مخرج للفنان يوسف وهبي، اقتحم عالم الإخراج في مرحلة كان الجمهور فيها يفضل الميلودراما والفواجع والقصص المأسوية، فبرع في تقديم هذا اللون، وحققت أفلامه إيرادات ضخمة بمقاييس عصره، ولكن النقاد كانوا دائمي الهجوم عليه، حتى بعد وفاته.

كانت بداية مشوار حسن الإمام الفني كمخرج بفيلم «ملائكة في جهنم» في عام 1946، من تأليفه وبطولة كل من السيد بدير وأمينة رزق وسراج منير.

بعد ذلك، قدم «الستات عفاريت» في 1947 من تأليف أبو السعود الإبياري وبطولة زوزو حمدي الحكيم ومحمود المليجي وليلى فوزي.

ثم قدم فيلم «اليتيمتين» 1948، من بطولم فاتن حمامة وفاخر فاخر، ثم «ظلمونى الناس» 1950.

وكان «اليتيمتين» مشبعا بالميلودراما والمآسي فنجح في استمالة قطاع عريض من المشاهدين في ذلك الوقت، وكان تذكرة عبور حسن الإمام الى هذا النوع من الأفلام وتخصصه فيه، حيث سار على النهج مقدما عددا من الأفلام المشابهة مثل «ظلموني الناس»، «حكم القوي»، «أنا بنت ناس»، «كاس العذاب»، «بائعة الخبر».

وجاءت الفرصة الذهبية لحسن الإمام لتغيير لونه الذي تخصص فيه والانتقال إلى مصاف كبار المخرجين في مصر في عام 1962، حين حل بديلاً للمخرج «صلاح أبو سيف» في إخراج الجزء الأول من ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين»، وذلك بسبب انشغال أبوسيف في إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما التي كان رئيس مجلس إدارتها.

وكانت «بين القصرين» بداية تعامل الإمام مع أعمال نجيب محفوظ، فقد قام بإخراج «زقاق المدق» 1963، «قصر الشوق» 1966، «السكرية» 1973. ورغم ذلك، ظل الإمام متهماً بإفساد روايات محفوظ عند تقديمها للسينما.

وفي السبعينيات تخلى حسن الإمام قليلاً عن قصص المأسي ليقدم ألواناً أخرى مثل «الراهبة»لهند رستم، «إضراب الشحاتين» للبنى عبدالعزيز، ثم «دلال المصرية» لماجدة الخطيب.

ويعد فيلم «الخطايا» أشهر وأهم أفلام المخرج الراحل، وقدمه في عام 1962. وترجع أهمية الفيلم إلى قيام المطرب اللامع آنذاك عبدالحليم حافظ ببطولته مع كوكبة من الفنانين مثل نادية لطفي وحسن يوسف ومديحة يسري وعماد حمدي وفاخر فاخر، إلى جانب ميل الفيلم إلى التراجيديا بصورة كبيرة من خلال خلق تعاطف من قبل الجمهور مع بطل الفيلم الشاب الناجح الوديع الذي يدفع ثمن خطأ أمه.

كما كان للأغاني الخمس التي ضمها الفيلم أثر كبير في قربه من الجمهور لاسيما وأن الموسيقار الرائع علي اسماعيل تولى توزيعها وأبدع في ذلك، كما وضع الموسيقى التصويرية للفيلم وجاءت معبرة عن حالات الفرح والحزن التي مرت أمام المشاهدين.

وفي عام 1972، قدم فيلم «خلي بالك من زوزو» الذي كتب له القصة والأغاني صلاح جاهين، وحقق نجاحا مدوي باستمراره في دور العرض لما يقرب من عام، وتحقيقه ايرادات بلغت نحو المليوني جنيه خلال سبعة أسابيع فقط، وهو رقم كبير جدا بحسابات ذلك الوقت.

وقد دعى ذلك الإمام لتقديم تجارب مشابهة في أفلام مثل: «حكايتي مع الزمان» للمطربة وردة، و«أميرة حبي أنا» لسعاد حسني أيضا مع حسن فهمي. إلا أن كليهما لم يصب ولو قدرا من نجاح «خلي بالك من زوزو».

وغلب على أفلامه في تلك الفترة الطابع الغنائي والاستعراضي مثل «بمبة كشر» لنادية الجندي،«بديعة مصابني» لنادية لطفي، و«سلطانة الطرب» لشريفة فاضل.

وقد ساهم حسن الإمام بكتابة السيناريو والحوار لعدد كبير من أفلامه، ومعظمها مأخوذة عن روايات شعبية فرنسية، حيث كان يجيد اللغة الفرنسية، وكانت ابنته زينب تساعده في الترجمة الفرنسية أيضا.

وكان الإمام أكثر شجاعة من غيره، إذا كان دائما يذكر مصادر روايات أفلامه في مقدمتها.

توفى حسن الإمام في القاهرة في 29 يناير 1988 بعد أن ترك وراءه قائمة أعمال تتجاوز الخمسين فيلما لم يجتمع علها رأيان.

وكان آخر أفلامه «بكرة أحلى من انهارده» عام 1986 من بطولة نجوى فؤاد واحمد مظهر.

وساهم حسن الإمام خلال رحلته الطوبلة في صناعة الأفلام في تعريف الجمهور بالعديد من الفنانين حين كانوا لايزالوا وجوهاً جديدة، مثل: نور الشريف، ماجدة الخطيب، فريد شوقي، حسن يوسف، هند رستم، سمير صبري..

توماس بيكلز يكشف كيفية عودة الحياة لـ«زوجة فرعون» بعد 80 عاما

مغامرة خبير الترميم الألماني وجمع الفيلم من روسيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا

«سينماتوغراف» ـ أحمد شوقي

في إطار الدورة الثالثة من مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، وبعد أن أشاد معظم المتابعين باختيار الفيلم الألماني المرمم «زوجة فرعون» للمخرج الكبير إرنست لوبيتش ليكون فيلم الإفتتاح، نظم المهرجان محاضرة ألقاها خبير الترميم الألماني توماس بيكلز لجمهور المهرجان، حول عملية الترميم الشاقة التي أشرف عليها حتى تمكن في النهاية من الوصول لنسخة الفيلم النادر الذي عُرض في الإفتتاح.

بيكلز بدأ محاضرته بالحديث عن تاريخ الفيلم الذي صوره لوبيتش عام 1921، وقام بتصويره بالكامل في العاصمة الألمانية برلين، بإنتاج ضخم استخدم فيه آلاف الممثلين و12 كاميرا تصوير. الفيلم كان وقتها مغامرة غير معتادة، حيث لم يكن الاهتمام الأوروبي بالحضارة الفرعونية بنفس القدر الذي انطلق بعد تصوير الفيلم بشهور، وتحديدا في نوفمبر 1922 عندما شكل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون علامة فارقة في تاريخ علاقة الغرب بالفراعنة.

الفيلم حقق وقتها نجاحا تجاريا كبيرا، لكن الأزمة كانت في الثقافة العامة التي تفتد للاهتمام بفكرة الأرشيف السينمائي، فالفيلم الذي عُرض جماهيريا وانتهى استخدامه، يتم التعامل معه باعتباره مخلفات يمكن التخلص منها، وليس قيمة ثقافية وتاريخية يجب الحفاظ عليها للأجيال التالية، ويكفي لتوضيح هذا أن الأرشيف السينمائي الألماني تم تأسيسه خلال خمسينيات القرن العشرين، بعد أكثر من نصف قرن من ممارسة ألمانيا لفن السينما، على العكس من الأرشيف الأميركي مثلا، والذي تم تأسيسه خلال العشرينيات.

أضف إلى هذا الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على كل الثقافة الألمانية وخاصة منتجات الفنانين اليهود مثل إرنست لوبيتش، وحالة عدم الاكتراث بها بل ومعاداتها، الأمر الذي أدى في النهاية لأن يختفي فيلم بقيمة «زوجة فرعون» لأكثر من 80 عاما، لم تتواجد فيها نسخة واحدة كاملة أو شبه كاملة من الفيلم، حتى جاء بيكلز ومؤسسة أرشيف ميونخ السينمائي، لتقرر بدء عملية شاقة للعثور على أجزاء الفيلم وتجميعها وترميمها أملا في الوصول لنسخة قابلة لعرض من الفيلم النادر.

جمع الشتات

البداية كانت جزء من الفيلم متواجد لدى أرشيف ميونخ، ومعلومة بوجود جزء آخر من الفيلم لدى معامل كوداك في الولايات المتحدة، والتي تم التواصل معها ليأتي الرد محبطا، برفض كوداك لأي شراكة ورغبة الشركة في العمل على ترميم الفيلم بشكل منفرد، بالرغم من أنهم لا يمتلكون أكثر من 30 بالمائة منه.

الرفض لم يدفع الألمان لليأس، بل واصلوا البحث حتى عثروا على جزء جديد من الفيلم في الأرشيف الروسي للفيلم. والغريب أن بمطابقة الجزئين الألماني والروسي ظهر وكأنهما مكملان لبعضهما البعض، فبخلاف بعض كادرات قليلة متكررة في البداية والنهاية، يمكن اعتبارهما جزئين منفصلين من الفيلم، وهو ما كان خبرا سارا بالطبع يعني العثور على نسبة أكبر من الفيلم. لكن مشكلة جديدة ظهرت، حيث اكتشف الباحثون بمطابقة الجزء الروسي بسيناريو الفيلم الأصلي، أن الرقابة السوفيتية قامت بحذف كل الأجزاء ذات الطابع الرومانسي والعاطفي في الفيلم، والتي تعتبر محركا رئيسيا للأحداث التي تدور عن ملك يتسبب الحب في ضياع ملكه!

المشكلة تم حلها بالعثور على جزء جديد من الفيلم في إيطاليا، وهو هذه المرة جزء كامل مشبع بالمشاهد الرومانسية لم يتعرض لحذف رقابي، فتم استخدامه في سد فراغات المواضع الناقصة من الفيلم، ثم توالى إيجاد أجزاء أخرى من «زوجة فرعون»، فوجدت بعض الدقائق في باريس، ودقائق أخرى هي تتابعات النهاية في قبو قاعة سينما في برلين، حتى وصلت العملية لنتيجة هي العثور على نسخة شبه مكتملة، ينقصها 600 متر فقط من أصل 2976 متر تمثل الطول الكامل لنسخة الفيلم الأصلية طبقا للمثبت في الأوراق الرسمية.

ترميم دقيق

لا يخفى على أحد أن النسخة كانت في حالة يرثى لها نتيجة للقطع والتخزين في ظروف غير ملائمة لعقود طويلة، حتى أن أجزاء طويلة منها تقدر بالأمتار كانت تفتقر لوجود ثقوب التثبيت perforations التي تشد شريط الفيلم على أي ماكينة عرض أو مونتاج، وهو ما احتاج إلى تقنيات خاصة للتمكن من التعامل مع الخام وتحريكه على أجهزة الترميم. وقد قام توماس بيكلز بعرض فيلم قصير يوضح هذه الطريقة والمراحل المختلفة لعملية الترميم.

مشكلة أخرى كانت اختلاف صبغات الفيلم المستخدمة في كل جهة من الجهات التي عُثر فيها على أجزاءه، وهو ما كان من الضروري التخلص منه وتوحيد لون الصبغة، خاصة وأن عملية إعادة البناء المعقدة كانت تتضمن استخدام الكادر الأفضل في كل مرة، حتى لو كان هذا يعني استخدام كادر من الجزء الروسي ثم كادر من الجزء الإيطالي ثم آخر من الألماني، ليكوّن كل هذا في النهاية جزء لا يتعدى الثانية الواحدة من زمن الفيلم. مقارنة الصبغات تمت على أسس علمية، حتى توصل الباحثون لأنسب درجة لون تماثل لون الفيلم الأصلي عندما عرض في العشرينيات وقبل أن يؤثر التخزين في درجة صبغته اللونية.

ثم تم وبمعدل كادر بكادر (الثانية السينمائية الواحدة لمن لا يعلم تساوي 24 كادر) بترميم الصورة ومعالجة العيوب والخدوش بها، بشرط عدم القيام بأي تلاعب في الحبيبات الأصلية للفيلم، بحيث تكون النتيجة هي صورة عالية الجودة ملتزمة بأحداث وتكوين ولون الفيلم الأصلي. أما اللقطات المفقودة حتى الآن، فقد تم الاستعاضة عن معظمها بصور فوتوغرافية ثابتة لنفس المشهد، كانت محفوظة مع نص السيناريو الأصلي في أرشيف ميونخ.

موسيقى وترجمة

الخطوة التالية كانت استعادة الموسيقى الأصلية للفيلم، والتي قام بتأليفها الموسيقار الألماني الكبير إدوارد كونيك كسيمفونية خاصة للفيلم، كانت تلعب بشكل حي خلال العرض، ولم يعاد عزفها طوال هذه العقود، حتى تم إعادة تسجيلها عام 2011 من واقع النوت الموسيقية من أجل الفيلم المرمم. عملية تسجيل الموسيقى واجهت مشكلتين، الأولى مشكلة تمويل في ظل الحاجة إلى أوركسترا مكونة من 58 عازف للعبها، وهو ما قامت محطتي تلفزيون ZDF وArte الألمانيتين بتغطية تكاليفه.

المشكلة الثانية كانت اكتمال الموسيقى في مقابل نقص الفيلم، بمعنى أن النوتة الموسيقي كاملة لم تنقص، والفيلم ينقصه حوالي خمس مساحته (الـ 600 متر المذكورة)، وبالتالي فإن عزف الموسيقى بصورتها الأصلية سيؤدي لغياب التناسق بين المشهد وموسيقاه. الأمر الذي تم التعامل معه بتكليف موسيقار كبير بإعادة ضبط النوتة الموسيقية طبقا لنسخة الفيلم المتوفرة، فإذا كانت نغمات موسيقى مشهد ناقص مكونة من 32 حركة مثلا، يختصرها إلى 10 أو 12 حركة فقط حتى يصبح زمن عزفها مطابق لزمن المشهد، وهكذا.

بعد ضبط الموسيقى جاء الدور على عناوين الفيلم الصامت، التي تحمل الوصف وبعض جمل الحوار على طريقة الأفلام الكلاسيكية. والتي قرر توماس بيكلز أن يحتفظ بشكلها الأصلي كعناوين تظهر على كادر كامل بخلفية سوداء توضع بين اللقطات. وهي طريقة تلتزم بالصورة التي كان الفيلم يعرض بها في العشرينيات، وتختلف عن الشكل الحالي للتعامل مع النص المكتوب، والذي كان من الممكن في الظروف العادية أن يوضع على صورة الفيلم نفسها كما توضع الترجمة على الصورة. لكن بيكلز قرر أن تتم الترجمة لعشر لغات مختلفة، وأن يتم تجهيز النسخ بحيث تحتوي كل نسخة على لغتين تعرضان معا، تماما كما كان الوضع عام 1922، والنسخة التي عرضها مهرجان الأقصر تحمل عناوين باللغتين العربية والإنجليزية.

لعنة الترميم ومتعته

برغم الإنجاز الكبير الذي لمسه كل من استمع للمحاضرة وشاهد الفيلم، أكد بيكلز على أن العمل على الفيلم لم تنته، وهي لعنة الترميم ومتعته الدائمة: استحالة الجزم بالوصول للصورة الأكمل، فهناك دائما اكتشافات مستمرة، لأجزاء مفقودة من الأفلام وكادرات أفضل وأنقى من المستخدمة في الترميم، ضاربا مثال بفيلم فريتز لانج الشهير «ميتروبوليس»، والذي يزداد طوله في كل مرة تتم إعادة عرضه فيها، بسبب استمرار عمليات البحث والترميم والعثور على أجزاء مفقودة منه.

سينماتوغراف في

29.01.2015

 
 

وجمعناه من روسيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا..

توماس باكلز: "زوجة فرعون" عاد للحياة من لاشىء بعد فقدانه من 60 عامًا

الأقصر - جمال عبد الناصر

أقيم مساء أمس الأربعاء، بقصر ثقافة الأقصر، لقاءً مفتوحًا بين توماس باكلز المشرف على ترميم فيلم "زوجة فرعون" وجمهور الأقصر، أعقبه إعادة عرض للفيلم الذى افتتح الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية. وأدار اللقاء مدير التصوير وديد شكرى المدير التنفيذى للمهرجان، وبدأ توماس باكلز حديثه، وقال إنه كان من المهم أن يعرف المشاهدون كيف تم ترميم هذا العمل وإعادته للحياة من لاشىء، مشيرًا إلى أنه بالرغم من التعليقات الجيدة التى تلقاها عن الفيلم إلا أن النسخة المعروضة حاليًا ليست كاملة، وذلك لأن الفيلم تم فقده لمدة 60 عامًا، وهو ما جعل تجميعه مرة أخرى يأخذ وقتًا كبيرًا. وأضاف "باكلز" أنه أثناء البحث عن أجزاء الفيلم وجد منها 60% فى روسيا، وكان يحمل الترجمة الروسية، ويعتبر هذا الجزء هو الأكبر من الفيلم الذى تم إيجاده فى بلد واحد. وقال "باكلز" إنه بالرغم من الوصول إلى السيناريو الخاص بالفيلم، إلا أنه عند مطابقته مع المادة الفيلمية التى عُثر عليها، وجدوا أن هناك جزءًا كبيرًا لم يكن موجودًا فى النسخة الروسية، ومع استمرار البحث وجدوا جزءًا كبيرًا منها فى النسخة الموجودة فى إيطاليا. وأضاف "الجزء الموجود فى إيطاليا كان حوالى 35 دقيقة، وكان فى حيازة شركة كوداك التى تحتفظ به فى الأرشيف الخاص بها، ورفضت الشركة التعامل مع الأرشيف الألمانى المسئول عن الترميم وقالت إنها ستتولى مهمة الترميم وتكمل الفيلم بنفسها، وفى محاولة شخصية منى حاولت مع كوداك لإقناعهم بأن يعطونا الجزء الموجود لديهم وأننا سنحافظ عليها وإن كل هدفنا هو خروج الفيلم مرة أخرى للنور بصورة جيدة، وبالفعل أقنعتهم ونجحت فى الحصول على الجزء الإيطالى". ومع تجميع الجزء الإيطالى مع الجزء الروسى أشار توماس إلى أنه وجد هناك ترابطًا بين الجزءين، وعند مطابقتهما سويًا وجد أن هناك مشاهد تكمل الأخرى بين الجزءين، وأضاف عليهم بعد ذلك الجزء الموجود فى باريس، والذى كان عبارة عن 3 دقائق، وجزء آخر صغير فى سينما بألمانيا، وعندما جمع تلك الأجزاء كان الفيلم بدون صوت، حيث إن السينما فى ذلك الوقت لم يكن دخل عليها الصوت. وأشار باكلز إلى أن الفيلم لم يكن له صوت حتى عام 2011 وكان حتى ذلك الحين يتبع السينما الصامتة، ومنذ ذلك الوقت بدأنا العمل على الصوت الخاص به، ولجأنا إلى المقطوعة الموسيقية التى وزعها ادوارد كونكى للفيلم عند صنعه عام 1922، وقمنا بعزفها لأول مرة. واستطرد المسئول عن ترميم الفيلم الألمانى حديثه قائلًا "واجهتنا مشكلة أخرى بعد الجمع وهى أن الثقوب الموجودة على جانبى النيجاتيف حول الصورة فى بعض الأماكن لم تكن موجودة، وهو ما صعب عملية النقل للديجيتال، حيث كانت المدة الخالية من الثقوب 20 دقيقة، ولكن قمنا بعمل العديد من المحاولات لتسهيل عملية النقل". وأكد باكلز على أن الفريق كان يسعى إلى ترميم الفيلم بشكل سليم فقام الفريق بترقيم المشاهد، وتم عمل لها عملية المسح الضوئى لتحويلها إلى الديجيتال، وتمت المعالجة.

اليوم السابع المصرية في

29.01.2015

 
 

الخميس , 29 يناير 2015 19:38

سمير صبري في لقاء مفتوح مع أهالي الأقصر

الأقصر – بوابة الوفد - سامي الطراوي :

يلتقي مساء اليوم الفنان سمير صبري والمخرج أمير رمسيس صناع فيلم "بتوقيت القاهرة" مع جمهور الأقصر عقب عرض فيلمهما ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الأقصر  للسينما المصرية والأوروبية .

يعرض الفيلم بقصر ثقافة الأقصر ويعقب اللقاء حوارا مفتوحا بين أهالي الأقصر والفنان سمير صبري والمخرج أمير رمسيس، حول العمل ومشاركته في المهرجان.

"بتوقيت القاهرة" هو الفيلم المصري الوحيد الذي ينافس على جائزة مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، والذي بدأ طرحه في دور العرض قبل المهرجان بأيام قليلة.

الفيلم بطولة نور الشريف ومرفت أمين وسمير صبري وشريف صبري وآيتن عامر ودرة، سيناريو وإخراج أمير رمسيس.

الخميس , 29 يناير 2015 19:19

ختام ورشة "صناعة الفيلم البديل" بمهرجان الأقصر

الأقصر – بوابة الوفد - حجاج سلامة

اختتم المخرج أحمد عبد الله السيد أعمال ورشة "مدخل لصناعة الفيلم البديل" التي نظمها التحرير لاونج جوتة بالتعاون مع مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية،  لتعليم مبادئ الإخراج لأبناء محافظة الأقصر .

حضر الورشة عدد كبير من المهتمين بمجال السينما وخاصة من أهالي الأقصر، لتعلم أساسيات الإخراج، عن طريق تدريب اعتمد على مناقشات موسعة حول كيفية البدء في صناعة أفلام متكاملة معبرة عن واقعها وبيئتها.

يذكر أن أحمد عبد الله السيد مخرج ومونتير مصري , أخرج أفلام فرش وغطا، وميكروفون ، وهليوبوليس ، وديكور وبدأ كمونتير منذ عام ٢٠٠٣ حتى الآن وفاز بجوائز التيوليب الذهبي: بمهرجان اسطنبول السينمائي الدولي، والتانيت الذهبي بمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وأفضل فيلم أفريقي بمهرجان تعريفا، وأفضل فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي والأنتيجون الذهبي من مهرجان مونبلييه.

و مشروع التحرير لاونج جوته هو نشاط ثقافى تابع للمركز الثقافي الألماني بدأ نشاطه  في إبريل 2011، بمبادرة من وزارة الخارجية الألمانية لتطوير مهارات الشباب الإبداعية في مجالات متنوعة، من بينها صناعة الأفلام الوثائقية وكتابة السيناريو.

الخميس , 29 يناير 2015 18:45

اليوم.. أبطال "بتوقيت القاهرة" يلتقون أهالي الأقصر

الأقصر – بوابة الوفد - حجاج سلامة :

يلتقي الفنان الكبير سمير صبري والمخرج أمير رمسيس صناع فيلم "بتوقيت القاهرة"، مساء اليوم الخميس، مع جمهور الأقصر عقب عرض فيلمهما ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الأقصر  للسينما المصرية والأوروبية.

يعرض الفيلم فى تمام الساعة السادسة والنصف بقصر ثقافة الأقصر ويعقب اللقاء حوار مفتوح بين أهالي الأقصر والفنان سمير صبري والمخرج أمير رمسيس، حول العمل ومشاركته في المهرجان.

يذكر أن "بتوقيت القاهرة" هو الفيلم المصري الوحيد الذي ينافس علي جائزه مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، والذي بدأ طرحه في دور العرض قبل المهرجان بأيام قليلة.

الخميس , 29 يناير 2015 16:12

3ندوات في خامس أيام مهرجان الأقصر للسينما

الأقصر – حجاج سلامة :

يشهد خامس أيام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في دورته الثالثة، إقامة 3 ندوات ضمن برامج المهرجان المختلفة.

تبدأ الندوات بقصر ثقافة الأقصر عقب عرض فيلم "ما بعد حجر الأساس" للمخرج عمر الزهيرى والذى يعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة في تمام الثالثة والنصف ويدير الندوة الناقد احمد شوقى.
ثانى ندوات اليوم تقام عقب عرض الفيلم المصري "بتوقيت القاهرة" للمخرج امير رمسيس، والذى يعرض بقصر ثقافة الأقصر في تمام السادسة والنصف ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، يدير الندوة الناقد رامي عبد الرازق بحضور مخرج الفيلم امير رمسيس والفنان سمير صبرى.
وتختتم ندوات خامس أيام المهرجان بقصر ثقافه الأقصر عقب عرض الفيلم الروسى "الدليل الحقيقي :لاب توب" للمخرج ايجور  جافريلين، والذى يعرض  في تمام السادسة والنصف ضمن مسابقة الأفلام القصيرة, ويدير الندوه الناقد رامي عبد الرازق.

الخميس , 29 يناير 2015 16:03

فيلم عن مواجهة المرأة للتحرش بالعنف في الأقصر

الأقصر – بوابة الوفد - حجاج سلامة :

شهدت ندوة الفيلم المصرى القصير "فرخة ولكن" الذى أخرجه ثلاثة من خريجي المعهد العالي للسينما قسم التحريك "محمود حميدة - أحمد ثابت - إسلام مظهر" مناقشات ساخنة، وعرض ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.

الفيلم قدم من ثلاثة أجزاء وناقش قضية التحرش الجنسي في مصر وأقيمت الندوة مع أحد مخرجي الفيلم  "إسلام مظهر" الذي حكى عن تجربته في إخراج العمل وقال: هو عبارة عن مشروع التخرج مع زملائي حميدة وثابت وقمنا باختيار  مشكلة التحرش باعتبارها الظاهرة الأكثر شيوعًا في الشارع المصري في الآونة الأخيرة, وقمنا بتقديمه في قالب فيلم تحريك لأننا تخصصنا في هذا المجال في المعهد.

آثار الفيلم العديد من الآراء المتباينة وشهد مناقشات ساخنة مع الجمهور الذي تباينت آراؤه, ففي حين أيدت بعض الآراء وجهة نظر المخرج وهى أن تكون النساء أكثر عنفًا فى الرد ومواجهة الظاهرة إلا أن البعض اعترض على هذا الحل, ورأت إحدى السيدات أن على الأمهات تربية أولادهن على احترام النساء فى المجتمع، وأن على المؤسسات المختلفة من إعلام وتعليم أن تقوم بواجبها في التربية والتوعية والتثقيف.

ورأت سيدة أجنبية أن الظاهرة قد استشرت بالفعل مؤخرًا وهذا من واقع معايشتها للمجتمع المصري منذ سبع سنوات، وقد اعترض البعض الآخر، حيث رأى أن تناول المشكلة مبالغ فيه خاصة من وسائل الإعلام التى أعطت الموضوع أكبر من حجمه وأساءت للمجتمع المصري الآمن.

ورأى آخرون أن الظاهرة منتشرة بالفعل خاصة في المواصلات العامة في المدن الكبرى كالقاهرة، وذلك عن تجربة شخصية، أما المخرج فقد أصر على رأيه في الحل الذي عرضه من خلال الفيلم وهو أن المرأة عليها مواجهة الموقف بقوة وعنف أما الحلول الأخرى فهي تحتاج إلى مزيد من الوقت.

الخميس , 29 يناير 2015 15:03

15فيلمًا بخامس أيام الأقصر للسينما المصرية والأوروبية

الأقصر – بوابة الوفد - حجاج سلامة:

تشهد عروض خامس أيام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية عرض 15 فيلمًا ضمن برامج العروض المختلفة.

يعرض فى  قصر ثقافة الأقصر في تمام الثانية عشر والنصف ظهرًا فيلم "مادة بيضاء" للمخرج كلير ديني والذي يعرض ضمن برنامج أفلام السينما النسائية الفرنسية.

يعقبه في الثالثة والنصف عصرًا عرض فيلم"ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو375" للمخرج عمر الزهيري والذى يعرض ضمن  مسابقة الأفلام القصيرة, يليه الفيلم الفرنسي"تنفس" للمخرج ميلاني لوران والذى يعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

أما في تمام الساعة السادسة والنصف فيعرض الفيلم الروسي القصير"الدليل الحقيقي: لاب توب" للمخرج إيجور جافريلين والذي يعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.

وتختتم عروض قصر ثقافة الأقصر في الساعة التاسعة والنصف مساءً بعرض فيلم  "الفيل الأزرق" للمخرج مروان حامد والذي يعرض ضمن برنامج ليالي السينما المصرية.

أما عن عروض قاعة المؤتمرات فتبدأ العروض في الثانية عشر ظهراً بعرض  الفيلم اليوناني القصير "الماساي" للمخرج هاري لاجوسيس والذى يعرض ضمن أفلام مسابقة الأفلام  الروائية القصيرة، يليه عرض فيلم "لسبب غير قابل للتفسير" للمخرج جابور ريز والذي يعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

وتستكمل العروض المسابقة في الساعة الثالثة عصرًا بعرض ثلاثة أفلام من مسابقة الأفلام الروائية القصيرة تبدأ بعرض فيلم التحريك المصري "فرخة ولكن" للمخرجين محمود حميدة وأحمد ثابت وإسلام مظهر, يليه الفيلم الروماني "كوالسكي" للمخرج اندري كريتوليسكو، يعقبه فيلم النمسا "ماكندو" للمخرج سودابه مورتيزاي.

وفي تمام الساعة السادسة يعرض فيلم الكرتون القصير"الملك والعصفور" للمخرج بول جريم، وتختتم قاعة مؤتمرات الأقصر عروضها في الساعة التاسعة مساءً بعرض فيلم "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا، وهو إنتاج لبناني إماراتي مشترك ويعرض ضمن برنامج نظرة على السينما العربية.

كما يشهد نادي تجديف الأقصر في الساعة السادسة مساءً عرض فيلم " القاهرة 30 " والذى يعرض ضمن الاحتفال بمئوية المخرج صلاح أبو سيف، يليه  في الساعة الثامنة والنصف عرض فيلم "يوم مر ويوم حلو" للمخرج خيري بشارة تكريماً لاسم  كاتب السيناريو فايز غالي.

الوفد المصرية في

29.01.2015

 
 

اليوم.. أهالى الأقصر على موعد مع الفيل الأزرق

كتب ــ محمد السيد

يعرض اليوم فيلم «الفيل الأزرق» ضمن فعاليات مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية فى دورته الثالثة، وذلك من خلال برنامج ليالى السينما المصرية والذى يشهد إقبالا كبيرا من أهالى الأقصر المتعطشين للسينما، والذين ﻻ يجدون فيها إلا دار عرض واحدة تعرض على استحياء بعض من الأفلام الجديدة، ولذلك لم يكن غريبا اصطفافهم لحضور فيلم الجزيرة وفيلم قط وفار وفيلم ديكور.

وعلى جانب اخر يواصل المهرجان فعالياته، كما يعرض اليوم ــ الخميس ــ افلام بنفس وبتوقيت القاهرة ضمن افلام المسابقة الرسمية والتى تشهد تنافسا كبيرا من خلال عدد من اهم الأفلام التى سبق وان شاركت فى مهرجانات عالمية، وحققت نجاحا كبيرا مثل فيلم جزيرة الذرة وفيلم ليفياثان وفيلم الدرس.

وكان المهرجان قد شهد عددا من الندوات بحضور صناع الأفلام منها ندوة فيلم جزيرة الذرة الذى نال اعجاب الحضور، وتحدث مخرجه جورج اوفاشفيلى من جورجيا عن الصعوبات التى واجهته اثناء تنفيذ الفيلم، وبنائه للجزيرة التى اضطر لهدمها مرة اخرى.

وذكر المخرج انه استعان بممثل كوميدى من تركيا فى دور البطولة التراجيدى، وكانت هذه مغامرة لكنه اثبت حسن الاختيار من خلال براعته.

وفى ندوة فيلم قط وفار تحدث المخرج تامر محسن عن اختياره لأبطاله، مؤكدا انه كان يرى دور وزير الداخلية منذ ان قرأ السيناريو الذى فى النجم محمود حميدة وان محمد فراج كان هدفا له ايضا لأنه يستريح فى العمل معه ويرى انه قادر على ان يقدم أى دور بسهولة.

وتحدث فراج وابدى سعادته بعرض الفيلم فى الأقصر مؤكدا انه ليس مؤمنا بمقولة افلام المهرجانات وافلام الجماهير، وانه يرى ان الفيلم مناسب للجميع وتحدث فراج عن استعانته بطبيب اسنان لتركيب اسنان تظهر الشخصية كما رسمها المؤلف وحيد حامد، وعلى جانب آخر ونظرا لوجود بعض الأخطاء التنظيمية انتشرت بين ضيوف المهرجان عدة تساؤلات اهمها عن مقدرة الناقدة ماجدة واصف على ادارة مهرجان القاهرة السينمائى بعد اختيارها رئيسا له.. وبسبب اخطاء تقنية تأجل عرض فيلم ظل البحر الإماراتى.

 نشر فى : الجمعة 30 يناير 2015 - 12:17 م

صناع «بتوقيت القاهرة» مع جمهور الأقصر للسينما المصرية والأوروبية

بوابة الشروق

أقام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، ندوة لفيلم "بتوقيت القاهرة" الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة وذلك بعد عرض الفيلم، مساء أمس، بقصر ثقافة الأقصر.

حضر الندوة كل من أمير رمسيس، مخرج الفيلم، وسامح العجمي، منتجه، وأدارها الناقد الفني رامي عبد الرازق.

بدأ أمير حديثه بشكر المنتج سامح العجمي على تحمسه لإنتاج الفيلم واعتبرها شجاعة، لأنها تجربة قد لا يتحمس لها سوى القليل من المنتجين، ورد أمير على تساؤل الجمهور حول النهايات في فيلمه والتي ترك معظمها مفتوحة، موضحًا أن الفيلم تدور أحداثه في يوم واحد، وإذا ترك القصص تطول فكان سيخرج عن إطار الفيلم الحقيقي والرسالة المستهدفة، وبالتالي يعتبر أن النهايات التي ظهرت في الفيلم كانت مشبعة بالنسبة له.

أما عن اختيار الأبطال، أكد أن دور الأب المصاب بالزهايمر والتركيبة الشخصية له لم ير فيه إلا الفنان نور الشريف، وكلما كان يتذكر هذه الشخصية يظهر في مخيلته الفنان نور الشريف وكأن الدور مرسوم له، أما الفنانة ميرفت أمين والفنان سمير صبري فكانت قيمتهما الفنية الكبيرة وتاريخهما الزاخر بالأعمال الفنية المشتركه سببًا من أسباب الاختيار، بالإضافة إلى أنه كان يتمنى استغلال نوعية الأفلام التي قاما ببطولتهما في قصة الفيلم، وأنه مما يقرب من 3 الى 4 سنوات يتمنى العمل مع الفنان سمير صبري واستغلال روحه الكوميدية الخفيفة على قلب الجمهور في الفيلم، وتحقق هذا الأمر في "توقيت القاهرة"، إصافة إلى أنه كان محظوظًا بموافقة كل هؤلاء النجوم للقيام ببطولة الفيلم.

وأكد المنتج سامح العجمي أنه وافق على الفيلم لأنه يحمل رسالة هامة جداً وهي النهايات خاصة الفنان الذي يصل إلى آخر المشوار ويظل يسأل نفسه هل كان على صواب أم خطأ .

واكتفى الفنان سمير صبري بالكلمة الافتتاحية التي ألقاها للجمهور قبل الفيلم، وعبر فيها عن سعادته للمشاركة في هذا العمل خاصة بمشاركة نجوم كالفنان نور الشريف والفنانة ميرفت أمين، بعد تاريخ سينمائي جمعهم في أدوار فنية مختلفة، بالإضافة إلى جيل الشباب مثل آيتن عامر وكريم قاسم، معتبرًا أن هذا الجيل يذكره بنفسه عندما كان يتعامل في بداية مشواره الفني.

الشروق المصرية في

29.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)