كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"هومزمان"..

قصة محبوكة وبناء درامي رصين

عدنان حسين أحمد

 

لم تُشكِّل تعددية المواهب خطراً على الفنان الأميركي تومي لي جونز، ولم تُشتّت جهوده الفنية، فقد عرفناه أول الأمر ممثلاً مسرحياً قبل أن ينتقل إلى السينما ويشترك بعشرات الأدوار المميزة التي حصل بواسطتها على جوائز عالمية كبرى مثل الأوسكار والغولدن غلوب لعل أبرزها "الهارب"، "قواعد الاشتباك"، " لا بلد للعجائز" وسواها من الأفلام الروائية التي استقرّت في ذاكرة المتلقين

وإذا كان الانتقال سلساً من خشبة المسرح إلى الشاشة الكبيرة بحكم التجربة الطويلة والخبرة المتراكمة فإن وقوفه خلف الكاميرا شكّل انعطافة نوعية في حياته الإبداعية ليصبح عن قناعة تامة مُخرجاً سينمائياً يُشار له بالبَنان حيث أخرج حتى الآن أربعة أفلام وهي "غود أولد بويز" 1995، "الدفنات الثلاث لميكيادس أسترادا" 2005، "سَنسيت ليمتيد" 2011، إضافة إلى "رجل المنزل" الذي عزّز مكانة جونز الإخراجية ووضعهُ في قائمة الصف الأول من المخرجين الأميركيين الذين يثيرون الجدل في خطاباتهم البصرية والفكرية في آنٍ معا.

صعوبة التصنيف

لابد من الاعتراف أولاً بأن الكثير من النقاد قد واجهوا صعوبة في تصنيف هذا الفيلم، فبعضهم وجد أن هذا الفيلم هو "ويسترن" بامتياز، فيما وجد البعض الآخر أنه "أنتي ويسترن"، كما ذهب آخرون إلى أنه فيلم درامي ينطوي على جوانب رمزية متعددة لكنها لا تتفادى أو تنكر عليه بعض الثيمات التي تعود إلى "الغرب الأميركي" مثل الهنود الحمر، والنزاعات المحلية وما يتخلّلها من سلب ونهب وتخريب آخذين بنظر الاعتبار أن أحداث الفيلم تدور في عام 1854م، أي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الذي صدر فيه قرار يلغي تجارة العبيد، ويوسِّع من نطاق الحريات العامة والخاصة وعلى رأسها "حرية المرأة"، وهي ثيمة مهيمنة لا يمكن إغفالها في هذا الفيلم الرمزي المعبِّر.

المناخ المتشائم

على الرغم من نُذُر الحرب الأهلية وإرهاصاتها الأولى التي كانت تلوح في الأفق إلاّ أن أجواء الفيلم بشكل عام بدت كابية ومُوحشة وباعثة على التشاؤم أكثر مما ينبغي، ولو ألقينا نظرة عجلى على أبرز شخصيات الفيلم لوجدناها إما كئيبة معزولة أو خاسرة مدحورة أو مصابة بالجنون المطبق. ولكي نحيط القارئ علماً بالشخصيات الإشكالية في هذا الفيلم لابد أن نتوقف عند الآنسة ماري بي كادي "هيلاري سوانك" وجورج بريغز "تومي لي جونز" من دون أن نقلل من أهمية الشخصيات الأخرى سواء المتنمِّرة منها أم المعطوبة التي أُصيبت بمسّ من الجنون أو اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للظروف القاسية التي يعيشها غالبية الناس في إقليم نبراسكا، إضافة إلى الشخصيات الأخرى التي أثثت الفيلم وأمدّته بعناصر اجتماعية ودينية متنوعة.
تنحدر كادي من نيويورك، وهي معلمة سابقة تبلغ من العمر 31 عاماً لكنها ماتزال عانساً ولا تريد أن تمارس الحُب مع شخص آخر قبل أن تتزوج، وقد تركت نيويورك وجاءت إلى مدينة لوب في إقليم نبراسكا واشترت منزلاً وأرضاً زراعية كبيرة وقد شاهدناها في المشهد الافتتاحي للفيلم وهي تحرث الأرض بمحراث بدائي تجرّه أتّانتان في إشارة واضحة إلى أن إناث الحمير هنّ اللواتي يتحملن عناء حراثة الأرض تماماً كما تتحمل النساء، مع فارق التشبيه طبعاً، عناء الكدّ والعمل إضافة إلى الواجبات المنزلية المعروفة.

 وعلى الرغم من استقلاليتها، وتفانيها، وقوة شخصيتها إلاّ أنها تشعر بالاكتئاب والعزلة خصوصاً بعد أن عرضت هي فكرة الزواج على بوب غيفن لكنه رفضها لأن ملامحها عادية وتفتقر إلى مكامن الإثارة والجمال، كما أنها امرأة متسلطة تحب أن تفرض هيمنتها على الناس الآخرين. لابد من الإشارة إلى أنّ غناءها على بيانو قماشي هو دليل على أن خلفيتها الثقافية فنية وأن الموسيقى هي إغناء فعلي للروح سواء أكانت هذه الروح تعيش في زاوية منسية من نبراسكا أم في نيويورك وسواها من الحواضر الأميركية المعروفة.

لمسة نسائية

يحمل الفيلم لمسة نسائية وربما لا نبالغ إذا قلنا إنه ينتصر لحقوق المرأة وحقها في أن تعيش كما تريد كشخص قائم بذاته وليست تابعاً للرجل أو مُلحقة به. وقد تأكدت هذه الخصوصية حينما اكتشفنا في بداية الفيلم أيضاً أن هناك ثلاث نسوة قد أصبنَ بالجنون لكن الرجال، بما فيهم رجالهن، قد رفضوا جميعاً مرافقتهن في رحلتهن الطويلة التي تستغرق خمسة أسابيع إلى مدينة هيبرون في إقليم آيَوا حيث يتلقين العلاج اللازم ثم يقفلنَ راجعات إلى ديارهن بعد هذه الرحلة الطويلة. وهؤلاء النسوة هنّ ثيولين بيلكناب "ميراندا أوتو" التي جُنّت بعد أن نفقت ماشيتها نتيجة مرض ألمّ بها ثم أقدمت على قتل طفلها الرضيع، وآرابيلا ساوَر "غريس غامَر" التي أصيبت بمسٍّ من الجنون بعد أن فقدت أطفالها الثلاثة الذين ماتوا إثر إصابتهم بمرض الخُناق أو الدفتريا، وغرو سفيندسون "سونيا ريغتر" أكثرهن جنوناً فهي تزمجر وتعضّ فلم يجد زوجها بُداً من ربطها كي لا تشكّل خطراً عليه أو على حياة الناس العابرين الذين قد يمرُّون بمنزله. علماً بأن هذه المرأة قد تعرضت للاغتصاب فأصيبت بصدمة قوية حوّلتها في خاتمة المطاف إلى امرأة عنيفة تهاجم كل من يصادفها أو يعترض طريقها.

حُب المغامرة

تطوعت كادي لأكثر من سبب للقيام بهذه المهمة الشاقة بعد أن رفض الرجال القيام بها، فهي لم تكن سعيدة في حياتها لأنها فشلت في الاقتران بأي رجل، والسبب الثاني هو رغبتها في القيام بمغامرة علّها تتخلص من نمط حياتها الرتيبة المحصورة بين البيت والحقل. والسبب الثالث والأخير هو أنها كانت تصارع بعض الأمراض الذهنية التي أخذت تدهمها بين آنٍ وآخر.
شرعت كادي برحلتها بعد أن وافق الكاهن داوْود "جون ليثغو" وصلى من أجلها متمنياً لها حُسن العاقبة وسلامة الوصول ولكنها ما إن قطعت مسافة قصيرة حتى رأيناها تتوقف أمام مشهد جورج بريغز المقيّد على حصان بينما تلتف الأنشوطة على رقبته وأن حياته متوقفة على حركة الحصان حيث يطلب منها أن تساعده وتنقذه من المأزق الذي هو فيه فتوافق شرط أن يرافقها في هذه الرحلة الشاقة مقابل 300 دولار يتسلمها بعد إنجاز المهمة.

الإيفاء بالوعود

لم يكن بريغز إنساناً سوياً فهو رجل خارج على القانون ويستولي على أملاك الآخرين وقد شاهدنا قبل مشهد تقييده ثلاثة رجال مسلحين يهاجمونه ويفجّرون منزله المتواضع. وعلى الرغم من مساوئ هذا الرجل إلاّ أنه لا يخلو من خصال إنسانية طيبة وأولها أنه سيفي بوعوده التي قطعها للآنسة كادي ويحميها ويدافع عنها من خطر الهنود الحمر أو الرجال الجوالين الذين لا يتورعون عن السلب والنهب والقتل في بلد يخضع لقوانين الغاب بامتياز. كما أنه استطاع أن يسترد السيدة ساوَر التي هربت إثر عراك نشب بينها وبين ثيولين التي وارت دميتها بالتراب.
تبدأ كادي في أثناء هذه الرحلة الطويلة التفكير بجورج بريغز ورأت أن تطرح عليه فكرة الزواج التي رفضها بقوة لكن حاجتها الجسدية دفعتها للنوم معه خلافاً للأعراف الدينية المتبعة التي تحرّم المتع البدنية قبل الزواج لذلك حينما استفاق صباحاً لم يجدها في فراشه الذي اندست فيه ليلاً وحينما امتطى جواده للبحث عنها وجدها معلقة على غصن شجرة، إذ لم تحتمل فكرة ارتكاب الخطيئة فهي امرأة تتردد على الكنسية بشكل منتظم، وتستجيب لفعل الخير في كل مكان تحلّ فيه.

قرر بريغز أن يتخلى عن المجنونات الثلاث ولكنه قبل أن يعبر النهر سمع صوت إحداهن التي سحبها التيار فأنقذها ثم واصل مسيرته بغية إيصالهن إلى الهدف المطلوب. وبعد أن أخذ منه التعب مأخذاً كبيراً توقف أمام فندق باذخ يقع على الطريق المفضي إلى آيَوا لكن صاحبه رفض إيواءهم الأمر الذي دفع بريغز لأن ينتقم منه حيث عاد إليه ليلاً وأشعل النار في الفندق برمته وأخذ خنّوصاً مشوياً لسد غائلة الجوع قبل أن يصل إلى مدينة هيبرون ويستفسر عن منزل السيدة أولذا كارتر، زوجة الكاهن ويسلمها النساء الثلاث ويخبرها بأن الآنسة كادي قد توفيت في أثناء الرحلة لكنه لم يحطها علماً بقصة انتحارها المروعة. وحينما يغادر المنزل يتبرع بالعربة والجياد ويطلب منها أن تبيعها وتخصص نقودها لعلاج النسوة المريضات فتصلي له قبل أن تودعه لأنه لا يعرف إن كان سيبقى في أيَوا أم يعود إلى مضاربه الأولى.

لابد من الإشارة أيضاً إلى أن بريغز قد نزل في فندق آخر بعد أن اشترى ملابس جديدة واقترح على فتاة شابة اسمها تابيثا هيتشنسون أن تتزوجه لكنه سرعان ما غيّر رأيه واتجه صوب العبّارة متأبطاً شاهدة القبر التي اشتراها لقبر الراحلة ماري بي كادي وركنها جانباً لكنه ما إن انشغل بالرقص وبتوبيخ الرجال على الضفة التي غادرها وإطلاق النار عليهم، دفع أحد العاملين شاهدة قبر كادي إلى النهر بينما كان بريغز يواصل غناءه ورقصه وهو متجه إلى المجهول.

أسباب النجاح

يعتقد العديد من النقاد ومن ضمنهم كاتب هذه السطور أن فيلم "هومزمان" قد نجح لأسباب متعددة من بينها القصة السينمائية المحبوكة التي اشترك في كتابتها كيران فيتزجيرالد، وويزلي أوليفر إضافة إلى تومي لي جونز الذي تناصف البطولة مع النجمة هيلاري سوانك، كما جسّد رؤيته الإخراجية الجميلة. لم تعتور هذه القصة المتقنة أية أخطاء الأمر الذي أسفر عن فيلمٍ مبني بناءً رصيناً يشدّ المتلقي ويأخذ بتلابيبه منذ بداية القصة حتى نهايتها. كما أن هذه القصة تتيح للمتلقي أن يندمج مع الأحداث، وينخرط في التفكير الجاد بها. فالمُشاهد هنا ليس حيادياً وإنما هو طرف من الأطراف المشاركة في صنع الأحداث من خلال آلية التلقي العضوي التي لا تدع المُشاهد مسترخياً في مقعده، وإنما تزجّه في قلب الأحداث وفي معمعانها.

يعود سبب نجاح الفيلم أيضاً إلى الأداء المبهر للشخصيتين الرئيستين تومي لي جونز وهيلاري سوانك اللذين أديا دوريهما بطريقة لافتة للنظر وما هذا بمستغرب على فنانَين معروفَين بدقة تقمصهما للأدوار التي تُسند إليهما ويكفي أن نذكّر القراء الكرام ببعض الأفلام التي اشترك فيها جونز وتألق في أدائه مثل "قصة حب"، "لنكولن"، "العائلة"، "الهارب" وعشرات الأفلام الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها جميعاً. أما أبرز الأفلام التي اشتركت في هيلاري سوانك فيمكن أن نشير إلى "الفتيان لا يبكون"، "فتاة المليون دولار" و "كُتّاب الحرية"، "ليلة رأس السنة" وسواها من الأفلام الروائية المحفورة في ذاكرة المحبين لها والمتابعين لتجربتها الفنية اللافتة للنظر. كما لعب التنويع دوراً مهما في إسناد بعض الأدوار إلى شخصيات أجنبية مثل الممثلة الأسترالية ميراندا أوتو أو النجمة الدنماركية سونيا ريغتر اللتين أغنتا الفيلم بأدائهما الرائع وتجسيدهما المقنع لشخصية المرأة المنهارة أو التي تقف على حافة الجنون.

للتصوير المذهل حصته في هذا الفيلم حيث التقطت كاميرا المصور المكسيكي المبدع رودريغو برييتو لقطات جميلة مبهرة وهو تصور الخواء الذي كان يعمّ في تلك المضارب النبراسكية بدءاً من مشارف مدينة لوب حتى مدينة هيبرون. ومن شاهد بعض الأفلام التي صورها رودريغو مثل "بابل" أو "الساعة الخامسة والعشرون" أو "21 غراماً" وغيرها من أفلامه المعروفة لا يستغرب مثل هذا التصوير المذهل الذي يذكِّر المشاهد بالأعمال الفنية التشكيلية العالمية التي تترك سحرها وبصمتها حتى على الأعين التي لا تمتلك خبرة بصرية عميقة. أما الفنان تومي لي جونز الذي تألق في القصة والأداء فمن الصعب نسيانه كمخرج بارع بعد هذا الفيلم الذي وجد طريقه إلى المسابقة الرسمية في مهرجان "كان" 2014 وعروض السينما العالمية في مهرجان أبو ظبي السينمائي في العام الماضي أيضا.

الجزيرة الوثائقية في

28.01.2015

 
 

«أسوار القمر» .. خيارات السعادة المنقوصة

«سينماتوغراف» ـ إسراء إمام

يقول الروائى جوزيه سارماجو، فى روايته العمى.. «الظلمة التى يعيشها الأعمى ما هى إلا غياب الضوء، بينما العمى الحقيقى هو رؤيتنا للأشياء من خلف حجاب أسود يحجب عنا مظهرها وكينونتها الفعلية».

وهذه هى الفكرة التى أسهب سيناريو فيلم «أسوار القمر» فى التأكيد عليها، نسجها فى رواق وتأنى ووعى إعتدنا على إفتقادهم منذ زمن، محققا معادلة بدائية بصياغة حداثية، جمع فيها بين التعرض لصفات شعورية معقدة وحبكة مثيرة مشوقة، صنع فيها مأساة حقيقة قد يشوبها بعض التعثر سهوا، ولكنها فى النهاية تعد نموذجا لخلق المعاناة الإنسانية بغير إبتذال.

إنها تجربة حياتية، يمكن أن يمر بها بعض منا، وآخرون يلحق بهم الموت قبل أن يعلموا عنها، سُردت بخيوط مُلتبسة، يَلِمها الغموض، ويحفِها الفضول لتظل فى حد ذاتها نوعا غير مسبوق من المعالجات، على الرغم من تلامس خيوط حكيها، مع التصنيفات المعهودة للأفلام.

السيناريو ما له وما عليه

 زينة (منى زكى) فتاة جميلة، على وشك الزواج من أحمد، الرجل المناسب لها شكلا وموضوعا، ولكنها وعلى رغم مضوائية الإطار الذى يجمعهما، ويرتفع بهما فى عيون الآخرين إلى الكمال، تشعر بمنطقة نقص فى علاقتها معه، تؤرقها لدرجة تدفعها أحيانا للتردد حيال قرار إرتباطهما.

عند هذه النقطة يتبين جمال سيناريو محمد حفظى، فعلى قدر كمال الصورة التى رسمها لنا، أتى ليجارى خيبتها على الجانب الآخر فى نفس زينة. مثل هذه التفاصيل الملتفة، من الصعب أن يتعاطى معها الجمهور بسهولة، وإلى الآن يهابها أى كاتب سيناريو، ويؤثر السلامة إن أراد منعطفا مماثلا. فيضع أسبابا بديهية قريبة، ومفهومة تأتى فى غير صالح شخصية أحمد، حتى وإن سعى السيناريو لنَصرتها فى النهاية. ليُشّرِع تردد زينة ويجعله مستساغا مقبولا..

حالة الإنطفاء حتى مع وجود الحب، هذا ما ثابر السيناريو على أن يبلغه بعناد، على الرغم من كونه عصى على التوصيف، إلا أنه وجد طريقا للتعبير عنه. لم يوفر وقته، وجهده دون مناله. وخاصة مع ظهور رشيد فى حياة زينة، لتكتمل الصورة، وتُمنطِق معناها بنفسها. هذا الشاب الذى يخلب لبها، ويمنحها ما كانت تبحث عنه دون أن تعلم هويته وكُنهه. كتابة تُذكِرنا بمهارة تامر حبيب، فى مراقبة العلاقات واصطياد نتفاتها ليجعلها مواضيع حية على أوراقه.

ويأتى النصف الثانى من الفيلم، ليبدأ مع شخصية رشيد متاهة أخرى، لها لون ومعنى مغاير، ولكنها تتفق مع الحِرص الواضح على النبش فى النفس الإنسانية، وتعرية متناقضاتها. رشيد يبدأ دوره فى إسعاد زينة، سعادة حقيقية خالصة، ولكنه ومع تفانيه فى حبها يقلب حياتهما إلى جحيم. إنها أيضا معادلة مختلة لمعنى الرضا، مفتقرة إلى التمام. ومع تبعاتها الكابوسية، تعود زينة لتُفضِل عليها علاقتها القديمة مع أحمد. تيقظ السيناريو إلى أن يحافظ على براءة ونقاء رشيد إلى النهاية. لم ينتزع منه طيبته، ويفرد له نابان ويحيله إلى مصاص دماء، حتى حينما تبدت عيوبه المرضية التى تدفعه لتصرفات هجمية يعاب عليها أى بنى آدم، وتُطَوِعه تحت حكم أخلاقى وإنسانى معتاد ومقولب. رشيد تمادى فى مرضه بحب زينة، إلى ضربها، حبسها، التسبب فى حادثة عماها. ولكننا أبدا لم نكرهه، بل حملنا السيناريو إلى التعاطف معه، وإبراز مدى إنسانيته، ليتبدى فى أقسى لحظات عنفه ضحية.

ولكن ثمة خط تراجع مر به السيناريو، حينما شدد أكثر من مرة على ندم زينة حيال إحساسها المنقوص تجاه أحمد، وإعتباره شعورا نابعا من قلة خبرتها، وإلتباس فهمها لمعنى الحب. ليقر بصحة ومعافاة شكل علاقتها مع أحمد، وكأنه المعادلة الأصح وليست الأنسب. فمن أهم مميزات صياغة العلاقتين (علاقة زينة بأحمد، وعلاقة زينة برشيد) أنهما مثلا دليلا نابضا على نسبية المشاعر، وانتفاء معايير فهمها، وتصفيتها من معنى الصح والخطأ. ما فقدته زينة مع أحمد، ستظل تفقده مرارا، ولكنه مقارنة بعلاقتها مع رشيد يمثل لها خيارا أفضل وأأمن. ولكن السيناريو لم يدع هذه الفكرة لتمرق بسلام، وأصر أن يشوهها، ويصور زينة فتاة وقعت ضحية جهلها بالحب، فنسمعها تقول جمل من عينة «كنت تافهة»، «ماكنتش فاهمة يعنى ايه حب». الحب ليس مادة للفكر، هو حالة شعورية لا صلة لها بالخبرات ورجاحة العقل. يمكن لأحدهم أن يتوهم الحب، ولكن أبدا لا يحدث العكس، أن يحيا سنوات مع شخص يفتقد معه وهج الحب، ومن ثم وبعد الفراق يكتشف عندما يقارن إحساسه بتجربة أخرى أنه كان فى تجربة حب. قد تكون زينة بالفعل أحبت أحمد، ولكنه شكل من أشكال الحب الهادىء المفتقر إلى حالة اتقاد، يعد عنصرا أساسيا من عناصر حالة الحب الحقيقية التى لا يمكن فهمها أو التعبير عنها. وهى الحالة التى وجدتها مع رشيد، ولكنها سرعان ما اُجهضت نتيجة ما عانته معه من ألم لا يُحتمل. فإن خلا رشيد من هواجسه المرضية لم تكن زينة لتقر بحبها لأحمد أبدا. فقط ظروف الشخصيتين وضعتها بين خيارين لم يصل كل منهما للكمال على طريقته.

من السمات الأساسية لهذا السيناريو، شكل السرد. والإصرار على بِدئه من منطقة حساسة، مُلهمة، تضيف فوق قيمة الحدث وروابط علاقات الشخصيات أضعاف المتعة والتورط فى المتابعة. هذا التفانى فى خلق خط إثارة مواز، محبوك بلياقة تلائم الحدث الأصلى، وتُخَدِم عليه. فتدفعنا لرؤية كل شىء ببصيرة زينة المتخبطة، فى وقت حاسم وصل فيه الصراع بين أحمد ورشيد إلى نقطة محتدمة قد تصل للقتل الفعلى. فنحتار حيرتها، ونظن بنفس الطريقة التى تضعها كإحتمالية، لنكتشف فى النهاية أنها لم تقو على التمييز بينهما، لم تستدل بأى إحساس داخلها على حقيقة هوية كل منهما. هذه الجزئية، بالرغم من كونها حدثا ماديا ملموسا، إلا أنها تمثل قيمة رمزية قد لا يقصدها السيناريو لكنها تحققت بشكل أو بآخر، بحيث جسدت إحساس زينة الفطرى بتساوى أحمد ورشيد كخيارات منقوصة للسعادة، بعيدا عن كونها عمياء، أو فاقدة قدرتها على التذكر لتُفرق بينهما. وبناء عليه بدا ارتماؤها على أحمد  فى الصراعات الأخيرة نوعا من الدفاع عن غريزة القدرة على الإختيار، فهى حتى وإن ماتت مع أحمد على المركب وقتما رفضت أن تتركه، ستكون موتة آمنة، إختارتها وإرتاحت إليها، على العكس من المصير الذى سيجبرها عليه رشيد، فهى معه تفقد جزءا مهما من أمنها وحريتها.

آخر كلمتين:

ـ مشاهد النهاية بدت على عجالة أكثر من اللازم، فجأة ظهرت زينة فى حضن أحمد، دون أن نعلم كيف توصل إليها، وعلم مكانها بهذه السهولة. إضافة إلى أننا، لم نتبين ما حدث لها بخصوص استعادة ذاكرتها، فهى من دون المعايشة الحقيقية المخزنة فى ذاكرتها وليس هاتفها فقط، ستظل الفتاة قليلة الخِبرة التى لا يمكنها أن تخط رواية كما كانت تظن دوما.

ـ إنسيابية منى زكى، ملامحها الوافية، وطلتها الصادقة. عادت تارة أخرى، لتؤكد وجودها، وتزيد من إحساسنا بالوحشة إليها منذ وقت. فهى أقوى من أن تتكرر فى أداء آخر، وموهبة مثيلة. منى دائما تحسم الموقف لصالحها، وتتغلب على نقاط ضعفها التى قد توجد فى أى ممثل، وتأخذ من حضوره، وهذه هى ميزتها النادرة حقا، أنها تجبرك على التعايش معها لدرجة تُجبرنا على إغفال أى مما يمكن أن تأخذه عليها.

ـ آسر ياسين كان أفضل من عمرو سعد رغم إجتهاد الثانى، ولكن الإثنين أخفقا بشدة حينما تبادلا الأدوار.

ـ مجهود كتابة الحوار، والحفاظ فيه على جُمل سيظل معناها معلقا حتى نهاية الفيلم (أسوار القمر، نور النجوم)، بدا جديرا بالإعجاب والتحية.

سينماتوغراف في

28.01.2015

 
 

The Most Violent Year  

النزاهة المحاصرة بالفساد

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

التقى الممثلان جسيكا شاستاين واوسكار ايزك للمرة الأولى عام 2003 في معهد جيليارد في نيويورك حيث تابعا معاً دروساً في المسرح. ومنذ ذلك الوقت توطدت صداقتهما وتمنيا العمل معاً في فيلم سينمائي. اخيراً وبعد 11 عاماً تحققت امنيتهما، فشاستاين التي اختيرت بدل شارليز ثيرون للمشاركة في شريط The Most Violent Year للمخرج وكاتب السيناريو الموهوب جداً ج.س. شاندور( All Is Lastمع روبرت ردفورد)، هي التي اقترحت اسم هذا الممثل الكوبي الاصل والمولود في غواتيمالا الذي شارك في فيلم الاخوين كوينInside Llewyn Davis، بدل الممثل الاسباني خافيير بارديم الذي اختلف مع شاندور حول رؤيته للفيلم. وهكذا قدم الصديقان دور الزوجين ابال وآنا موراليس اللذين يحاولان تطوير مؤسستهما لتوزيع الوقود في نيويورك بداية حقبة الثمانينات الحافلة بالصعوبات والفساد والعنف. ابال ذات الاصول الاميركية اللاتينية رجل مكافح بنى نفسه بنفسه، وهو متمسك بالاخلاقيات ويرفض اللجوء الى العنف من اجل محاربة المجرمين الذين يسرقون شاحناته المعبأة بالوقود، ويعرقلون مخططه للتوسع، وخصوصاً مع رفض المصارف اعطاءه قرضاً لشراء مخازن جديدة قريبة من النهر. اضافة الى ذلك الشرطة تشك في انه يتهرب من الضرائب، والمحقق (دايفيد ايلوو) يدقق في حسابات شركته. اسلوبه المسالم وقبوله عدم تسليح سائقيه عملاً بقوانين النقابة وتعاونه مع العدالة، لا يحظيان برضى زوجته آنا الاميركية ابنة مافيوزو قديم، التي تؤمن بضرورة اللجوء الى العنف والسلاح لحماية عائلتها.

الشريط ثريلر درامي بوليسي داكن وقوي وغير متوقع، يدور في فلك العلاقة بين الرأسمالية والجريمة في نيويورك غارقة في العنف والفساد، وفي داخل رجل لا يزال متمسكاً بالحلم الاميركي. الشريط رغم قصته البسيطة التي تأخذ وقتها في الانفلاش، يلفت بالسيناريو المتقن بدقته وقوته ومعالجته المشغولة بعناية وذكاء في تقديم حكاية رجل مصمم على البقاء شريفاً رغم كل الظروف المعاكسة. شريط يأسر باخراجه البسيط والمتيقظ لادق التفاصيل من اجل اظهار نفسية الشخصيات الاولى والثانية، وبمناخه التشويقي رغم انه حالم، والعابق بالخطر رغم البرودة، وبالغضب المقدم بسلاسة، والديكورات الطبيعية على طول ارصفة نيويورك الملاصقة للنهر، التي تعج بالجاليات اليهودية والعمال اللاتينيين والعصابات. وسط هذه الاجواء الباردة، يتحرك رجل نزيه يرتدي معطفاً انيقاً، ويقود سيارة جميلة، ويسكن منزلاً فخماً، ويؤمن بأنه قادر على انشاء عمل نظيف، ويعتبر المجرمين مجرد جبناء، ولا يتردد في التعاون مع النقابات والعدالة، ويحارب الفساد المتفشي في كل مكان، حتى لدى اقرب الاشخاص اليه. الممثل اوسكار ايزك تألق في شخصية هذا الرجل الذي يغلي بالتوتر من جراء الحرب التي يشنها الجميع عليه، لكنه مقيّد باخلاقياته التي تمنعه من التصرف بالمثل. بدورها جسيكا شاستاين بارعة بدور آنا الزوجة التي تمارس تأثيراً كبيراً على زوجها، وتقوم بافعال خارجة عن المألوف كونها تربت في عائلة عصابات. الانسجام والتناغم بينهما كبير وواضح، وهما شكلا ثنائياً مقنعاً وناجحاً.

النهار اللبنانية في

28.01.2015

 
 

«عربة اسمها الرغبة» لويليامز:

ومرآة اسمها المسرح

ابراهيم العريس

تقع مرحلة نشاط الكاتب الأميركي تنيسي ويليامز في مجال الكتابة المسرحية، زمنياً، بين يوجين أونيل وآرثر ميلر. ما يعني أن هذين يشكلان معه الثلاثي الذي اعتبر دائماً القاعدة الأساسية للمسرح الواقعي الأميركي في القرن العشرين. صحيح أن هذه القاعدة تضم أسماء أخرى لكتاب لا يقل بعضهم مكانة وشهرة عن ويليامز وميلر وأونيل، غير أن هذا الثلاثي اعتبر دائماً على حدة، واعتبر دائماً خير معبّر عن حيرة المبدعين الأصيلين تجاه ذلك الحلم الأميركي الشهير الذي ما فتئ منذ قرنين من الزمن - على الأقل - يملأ الدنيا ويشغل الناس. وبين أعضاء هذا الثلاثي، قد يكون من الصعب المفاضلة طالما أن لكل واحد مميزاته وعوالمه الخاصة... ومع هذا لن يغيب عن ملاحظة من يقوم بالمقارنة بين أعمالهم، أن ويليامز هو الأكثر تعبيراً عن العنف الجوّاني وعن خيبات الأمل... ثم بخاصة عن ذلك الصراع الأبدي بين رغبات المرء وواقعه، ناهيك بكونه الأكثر توقفاً عند الصراعات بين الأفراد، حين تتخذ هذه الصراعات في ظاهرها سمات قد لا تكون هي، بالضرورة، سماتها الحقيقية. ومن هنا يأتي مسرح ويليامز عادة ليضع الأصبع بقسوة وصراحة على حقيقة تلك الصراعات الخفية. وهذا ما يجعل متفرج مسرحياته أو قارئها يشعر أن المؤلف يوقفه دائماً على حبل مشدود، إزاء شخصيات تملأ هشاشتها الخشبة. ومن المؤكد أن هذا التوصيف الذي يكاد يشمل معظم أعمال تنيسي ويليامز، ينطبق بخاصة على اثنتين من أول مسرحياته التي أوصلت شهرته إلى ذروتها أواسط سنوات الأربعين من القرن العشرين: «الحيوانات الزجاجية»، و»عربة اسمها الرغبة». ونتوقف هنا عند هذه المسرحية الأخيرة، طالما أن كثراً من المبدعين يتخذونها مرجعاً لهم، وطالما أن السينما عمدت غير مرة إلى اقتباسها ما أضفى عليها شهرة استثنائية.

> كتب تنيسي ويليامز «عربة اسمها الرغبة» في العام 1947، بعد ثلاث سنوات من النجاح الكبير الذي حققته مسرحية «الحيوانات الزجاجية» حين قدمت للمرة الأولى... وكان نجاحاً جماهيرياً ونقدياً، إذ إن «الحيوانات الزجاجية» نالت جائزة حلقة نقاد الدراما في نيويورك التي كانت تعتبر من أهم جوائز الكتابة المسرحية في ذلك الحين. صحيح أن «عربة اسمها الرغبة» فازت بدورها بجوائز عدة، بما فيها أول جائزة «بوليتزر» نالها ويليامز، لكن نجاحها الجماهيري لم يواز نجاحها النقدي في ذلك الحين. فكان على المسرحية التي أخرجها ايليا كازان للمسرح أن تنتظر تحوّلها إلى فيلم على يد كازان نفسه، وفي الحالين من بطولة الفتى الناشئ مارلون براندو، قبل أن تصبح على كل شفة ولسان، وتدخل شخصياتها الرئيسيتان «بلانش دوبوا» و»ستانلي كوالسكي» رواق الشخصيات الأدبية الكبرى في القرن العشرين. المهم أن المسرحية راحت تعرف طريقها إلى الشهرة والتأثير بالتدريج، حتى صارت ما هي عليه اليوم: واحدة من أشهر النصوص الأميركية ومن أكثرها عنفاً داخلياً وصدقاً، ومن أشدها تعبيراً عن ذلك الرعب الداخلي الذي تعيشه الشخصية الأساسية بلانش، إذ تكتشف أن الصراعات الحقيقية موجودة في داخلها، وأن موقفها الرافض ظاهرياً لحيوانية صهرها كوالسكي، إنما هو ناتج من شعور في داخلها مبهم، لكنه يرعبها ويكاد يدمر هشاشتها... وحياتها بالتالي.

> ولكي لا نستبق الأمور، نعود إلى بداية المسرحية، حيث تطالعنا الفتاة الأرستقراطية الحسناء بلانش دوبوا، وهي تصل بعربة ترام إلى نيو اورلينز، هي عربة حقيقية ورمزية في آن معاً، ومن هنا ازدواجية دلالة اسمها «الرغبة». وبلانش تصل هنا لكي تقيم فترة من الزمن في منزل شقيقتها ستيلا المتزوجة من ستانلي كوالسكي... ومنذ البداية تلوح لنا بلانش فتاة أرستقراطية وديعة لطيفة تحاول أن تقبل الدنيا كما هي دون احتجاج ودون تمرد. والحال إننا سرعان ما سنكتشف أن هذا كله ليس إلا في ظاهر الأمور... إذ إن بلانش نفسها لا تعرف في الحقيقة أن في داخلها روحاً متفجرة متمردة قلقة وأدنى إلى أن تكون ممزقة. وأن سمات الهدوء والوداعة التي تظهرها، إنما هي في حقيقة الأمر، صورة الهدنة التي أقامتها مع نفسها، ضمنياً. أما العامل الذي يفجر هذا كله، ويكشف إلى العلن تمزق بلانش دوبوا الداخلي، فهو صهرها ستانلي كوالسكي، إذ منذ البداية يلوح لنا هذا الشخص العادي، وابن الشعب - في مقابل أرستقراطية بلانش - فاسقاً حيوانياً، شبقاً، لا يراعي حرمة ولا يحترم أي ميثاق اجتماعي. وهكذا إذ يبدأ الصراع بين طبيعة كوالسكي و»طبيعة» بلانش، يخيل إلى هذه أول الأمر أن التناقض بين الطبيعتين هو ما ينفرها من صهرها... غير أن مفاجأتها - الداخلية - الكبرى تكون حين تكتشف في أعماقها، أنها - هي - في حقيقتها، تكاد تكون صورة خفية لكوالسكي نفسه. إنها تشبهه، وفي أعماقها شبق جنسي حيواني لا يقل حجماً عما لديه. ومن هنا يتحول نفورها منه، إلى رغبة فيه، ويتحول الصراع من صراع بينها وبين كوالسكي، إلى صراع في داخلها. وذات لحظة تحاول بلانش أن «تنقذ» روحها بإغراء ميتش، صديق ستانلي كوالسكي ورفيقه في لعب «البوكر» لكي يتزوجها... وفي البداية ينجح الإغراء، ولا سيما حين تجتذب بلانش ميتش بصراحتها، إذ تخبره عن الوحدة التي تعيشها منذ انتحر زوجها السابق حين اكتشفت أنه مثلي الجنس، وجابهته باكتشافها لحقيقته. وهنا يقول لها ميتش إنه هو بدوره يخشى الوحدة، ولا يريد أن يعيشها وأن خشيته منها تزداد حدة في هذه الأيام، إذ إن أمه التي يعيش معها مريضة وتوشك على الرحيل. وهكذا، يسري تيار التفاهم بين الاثنين ويعرض ميتش الزواج على بلانش بالفعل... وتبدو الأمور وكأنها تسير في درب طبيعية. ولكن هنا يأتي تدخل ستانلي كوالسكي، الذي لم يرد أن تعيش بلانش أية سعادة مع ميتش طالما انه هو أيضاً يشعر، ومنذ البداية، بانجذاب جنسي نحوها. وهكذا ينتحي ستانلي بميتش جانباً ليخبره أن بلانش لم تأت إلى نيو أورلينز إلا بعد أن أجبرت على مبارحة مسقطها في ميسيسيبي اثر ما اتهمت به هناك من فجور وإدمان على الكحول. وهنا إذ تكون ستيلا، زوجة كوالسكي وشقيقه بلانش على وشك الوضع، تذهب إلى المستشفى في الوقت الذي تجابه به زوجها مدينة قسوته وموقفه. وإزاء تلك المجابهة يبدو على ستانلي شيء من اللين، ويزور زوجته في المستشفى. أما في البيت فإن ميتش يلاقي بلانش ليلومها بعنف على كذبها عليه ثم يحاول، وقد ثمل، أن يغتصبها. وإذ يعود ستانلي إلى البيت يكتشف أن بلانش قد ارتدت ملابس غريبة وتغني مدعية أنها مدعوة إلى رحلة... وهنا ينفجر عداء ستانلي لبلانش، على صورة رغبة جنسية تملي عليه اغتصابها، من دون أن ندري حقاً ما إذا كانت هي تقاوم أو تدّعي المقاومة. وبعد أسابيع إذ تبدو بلانش وقد جنت تماماً، يتم نقلها من منزل أختها إلى مصح للأمراض العقلية.

> من الواضح هنا أن تنيسي ويليامز (1911 - 1983) الذي كان حين كتابة هذه المسرحية، في السادسة والثلاثين وقد بلغ أوج نضجه، قد حاول أن يعبر من خلالها عن تلك الصراعات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي كان مجتمع الجنوب الأميركي - الذي يعرفه جيداً - يعيشها. كان كمن يقدم، عبر مسرحيته، مرآة تشاهد فيها قطاعات من الناس دواخلها... بل كان من الواضح أن ستانلي كوالسكي ليس هنا سوى المرآة التي كشفت لبلانش حقيقة ما يدور في داخلها. ومن هنا فإن «جنونها» في آخر المسرحية إنما كان سببه اكتشافها حقيقتها الجوّانية، أكثر من اكتشافها عنف العالم الخارجي وقسوته. والحال أن هذا إنما يلخص هواجس سيطرت على ويليامز في معظم أعماله، ولا سيما في مسرحياته الدرامية مثل «الحيوانات الزجاجية» (1944) و«صيف ودخان» (1947) و«معركة الملائكة» (التي أعاد كتابتها بعنوان «هبوط أورفيوس») و«قطة على سطح ساخن» (1955) و«فجأة في الصيف الماضي» (1958) و«طائر الشباب الجميل» (1959) وغيرها من أعمال تعتبر علامات في تاريخ المسرح الأميركي.

 alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

28.01.2015

 
 

فيلم «أميرة وسام»

محاولة للاقتراب من معاناة اللاجئين العرب!

عبدالستار ناجي

يذهب الفيلم الاميركي الجديد أميرة وسام بعيدا في الاقتراب من معاناة اللاجئين العرب في الولايات المتحدة على وجه الخصوص عبر حكاية تبدو للوهلة الاولى كوميدية عاطفية وسرعان ما تأخذنا الى عوالمها المشبعة بالسوداوية والألم والحزن .

فيلم يتجاوز قشرته الهشة والمتعمدة في اعطاء المشهديات الاولى الطابع الرومانسي الكوميدي من خلال حكاية الشاب سام العسكري السابق الذي يعود الى بلاده بعد رحلة مشبعة بالتعب والمواجهات الصعبة ليلتقي بصديقه في ذات الوحدة المترجم العراقي بسام في الحين ذاته يلتقي بابنة شقيق هذا المترجم وتدعى اميرة والتي كانت قد وصلت لتوها من العراق

وتتطور العلاقة بينهما بشكل حقيقي يحمل تبادلا للعواطف واعجابا مقرونا بالاحترام للآخر والاقتراب من ظروفه وتمضي العلاقة حتى اللحظة التي يأتي بها أمر الجهات الرسمية في الولايات المتحدة بترحيل أميرة لانها مقيمة بطريقة غير شرعية، وعندها يتفجر الألم وتغلق جميع الابواب . ونكون أمام الهدف الذي يردده الكاتب والمخرج شون مولين الذي تعود من ذي قبل وعبر جملة أعماله ان يصنع ذات المصيدة لجمهوره ليورطهم بكم من الحكايات التي ترصد معاناة وألم الآخر الذي يعيش معهم ويتحرك حولهم ويتقاسم معهم الحياة بكل تفاصيلها اليومية

فيلم من تلك النوعية التي تذهب الى موضوع في غاية الاهمية، حيث تسليط الضوء على معاناة المغتربين والذين قدم ذووهم الكثير من الخدمات الكبرى للأمن الوطني في الولايات المتحدة ليجازى الابناء والاقرباء بشيء من الجحود .

سينما من نوع مختلف، لذا يلقى الفيلم كثير من الكتابات النقدية والاشادة بحرفية الكتابة وبراعة التمثيل ومعايشة الشخصيات بجميع تفاصيلها بالذات من قبل النجمة الاميركية ذات الاصول العربية دينا الشهابي التي قدمت شخصية أميرة وايضا مارتن ستار بدور سام وليت نكلي بدور العم المترجم ليث ونستطيع القول بان جملة الشخصيات بلغت مرحلة متقدمة من معايشة الشخصية حتى بات المشاهد يشعر بانه امام شخصيات حقيقية تعيش أزمة ومعاناة الكثير من اللاجئين العرب والمسلمين الذين اضطرتهم الظروف في بلادهم للهجرة الى العوالم الغربية

فيلم أميرة وسام هو من تلك النوعية من الاعمال السينمائية التي لا تنتهي مع اضاءه الصالة بل تتداعى الاسئلة وتزدحم المضامين ويظل الفيلم وشخوصه حاضرين في الذاكرة امام كثير من الاسئلة التي تحاول الاقتراب من المعاناة والآخر .

النهار الكويتية في

28.01.2015

 
 

آخر الطريق

محمد خان

هل آخر الطريق سراب أم ممتد بلا نهاية؟ هذا الإحساس يراودنى وأنا أكتب هذا المقال الأخير مؤقتًا إلى أن أستعيد أنفاسى وتجد أفكارى الضالة طريقها وتنتعش أحاسيسى قبل أن يصيبها الخمود وأعود إلى هذا الركن فى هذه الصفحة مرة أخرى، ويظل التأرجح بين اليقين والشك، هل سترحّب بعودتى أو تغلق الأبواب والنوافذ فى وجهى؟ يخطر فى بالى قبل أن أخطو نحو النهاية المحتملة، نهايات الأفلام حين كانت كلمة «النهاية» فى نهاية الفيلم إعلانًا صريحًا مكتوبًا على الشاشة يعلن نهاية الأحداث. ثم تطوَّرت المسائل إلى كلمة «نهاية» دون حرفَى الألف واللام، لتصبح نهاية مفتوحة كما يشار إليها نقديًّا، وتطورت مرة أخرى للاستغناء عن كلمة النهاية أو نهاية والاعتماد على مفردات اللغة السينمائية، مثل ابتعاد الكاميرا تدريجيًّا عن الشخصية أو المكان، أو ابتعاد الشخصية مثلًا عن الكاميرا، وهناك ارتفاع الكاميرا لتطل على الشخصية أو شخصيات أو حدث، وهناك أيضًا أن تتحوَّل الشاشة إلى سواد وظهور عناوين الفيلم. كل هذه وسائل تعبّر أو توحى بنهاية الفيلم. بالمثل الأغانى الحديثة التى تنتهى باختفاء تدريجى لصوت المغنى أو الكورال مع تكرار كلمات الأغنية. أحيانًا نفاجأ بالنهاية الصدمة فى الأفلام دون أى تمهيد، تنقطع الأحداث فجأة ويحل الظلام على الشاشة، ثم تتصاعد العناوين. قد يستوعب البعض هذه النهاية وقد ينفر منها البعض الآخر، فهى إما ذو مغزى أو مجرد نزوة إبداعية، لتصبح النهاية الصدمة بمثابة نقطة فى نهاية جملة. أشبه هذه النهايات بنهايات العلاقات، فهناك المواجهة الصريحة لإنهاء العلاقة أو غير المباشرة بسبل التلميح أو الابتعاد التدريجى، ثم الاختفاء المفاجئ. كل هذه النهايات الطبيعية أو المصنوعة تنبع من واقع إيماننا بأن لحياة كل منا نهاية وحتى إذا تحرَّرت إبداعاتنا من كل القيود الدرامية المعروفة فمصيرها نهاية ما سواء على الورق أو على الشاشة.

فالأحداث دائمًا تقودنا إلى نهاية حتمية. الطريف كيف كتابة مقال أخير يقودنى إلى التجوُّل فى عالم النهايات، ومَن يتجرَّأ بعنوان مقال أو كتاب أو مسرحية أو فيلم بإضافة جملة مثل ... بلا نهاية فهو يخدع نفسه ويخدعنا جميعًا ويسحبنا إلى عالم الخيال الذى لا يعترف بالنهاية.. وإلى اللقاء حتى أعود إلى بداية جديدة.

التحرير المصرية في

28.01.2015

 
 

المخرج نواف الجناحى:

الفيلم يحكى عن صراعات الحياة. وتصويره كان فى الأماكن الحقيقية

بقلم:   انجى سمير

الأقصر: أقيم أمس ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الاقصر للسينما الاوروبية عرض الفيلم الإماراتى "ظل البحر" بقاعة المؤتمرات بالاقصر اخراج نواف الجناحى الذى اعتذر عن سوء الفهم عندما تعطل الفيلم وقت عرضه أول أمس رغم ان النسخة كانت جديدة ولا يوجد بها اى مشاكل ولكن ما حدث كان خطأ غير مقصود وحاول تجنبه هذه المرة حتى يعرض دون مشاكل. 

وعبر عن سعادته بمشاركة فيلمه بالمهرجان الذى يجمع بين العديد من الافلام المصرية والأوروبية مما يحدث مزيجا فنيا يساعد الشعوب على التواصل، مشيرا الى ان الفيلم يحمل العديد من الرسائل التى تتناول مفاهيم الحياة حيث يتناول قصة حى صغير على ضفاف البحر من خلال احد الاشخاص الذى يبحث عن ذاته داخل الحياة التى يعيشها، كما يرصد الفيلم خليطا من العلاقات الانسانية والعائلية والصراع ايضا بين الزمن القديم والجديد. 

وأرجع مخرج الفيلم التصوير على ضفاف البحر لكون البحر يحمل العديد من المعانى فبطل الفيلم يحاول ان يقترب من مفهوم معين يطارده طوال احداث العمل حتى يتغلب عليه فى النهاية وينتصر عليه موضحا ان التصوير تم فى احد الاماكن الحقيقية "رأس الخيمة" وهى امارة متواضعة ماديا بالرغم من ان الاشخاص يعتقدون انها ثرية حيث توجد بها جوانب مختلفة حول دولة الإمارات العربية، مرجعا السبب وراء التصوير فى الأماكن الحقيقية لرغبته فى نقل الواقع للمشاهد دون زخرفة. 

واضاف انه استعان بعدد من الوجوه الجديدة فى الامارات فى سن الشباب وان بطل العمل يعد هذا العمل هو الاول بالنسبة له، وكذلك الممثلة نيفين ماضى تعتبر هذه المشاركة هى الاولى لها فى الأفلام الطويلة بعد تقديم عدة اعمال قصيرة. 

واشار الى انه استخدم تكنيكا جديدا فى التصوير لا يخص السينما الاماراتية فقط لانه يحمل فكرا مختلفا، موضحا ان السوق العربية السينمائية تتداول من خلالها الاعمال السينمائية بين الدول العربية بشكل مبسط ويجب ان يكون هناك جهد مشترك بين صناع السينما فى الدول المختلفة من اجل تحقيق ذلك والوصول الى سينما عربية موحدة. 

من ناحية أخرى عرض أمس بقصر الثقافة الفيلم الروائى القصير "حلم المشهد" للمخرج ياسر شفيعى والذى قال فى الندوة التى اقيمت عقب عرض الفيلم وادارها الناقد محمد عاطف ان العمل يناقش احداثا اجتماعية عن احد المخرجين الذى يبحث عن ممثلة للقيام بـدور فتاة تحارب كل النظم الاجتماعية بحلاقة شعر رأسها عندما ترفض جميع الممثلات الأمر تقبل به شيماء الرقيقة لكن عندما تحجم عن حلاقة شعرها فى اللحظة الأخيرة أمام الكاميرا تتطوع مريم مساعدة المخرج لتنقذ الفيلم لكن فى النهاية وبرغم حلاقة شعرها لم ينفذ الفيلم رغم انه لم يكن خطأها. 

واضاف انه كان يريد تصوير العمل بزاوية مختلفة تعبر عن المفهوم الذى يريد توصيله للمشاهد وهى فكرة التحدى والمغامرة والوصول للهدف دون الاهتمام بالمظهر، فالاهم من الشكل الهدف الذى يمنح الحياة شكلا آخر غير الذى تعود عليه الشخص نفسه. 

بحضور رئيسته ليلى علوى:

إطلاق "نوافذ" نوادى السينما بأسوان وتكريم فردوس عبدالحميد

بقلم:   منى شديد

تسافر الفنانة ليلى علوى رئيس مشروع نوافذ لنوادى السينما بعد غد الجمعة لمحافظة أسوان بصحبة المخرجة عزة الحسينى مدير المشروع والفنانة القديرة فردوس عبدالحميد، استعدادا لإطلاق المشروع فى محافظات مصر المختلفة بداية من أسوان، ويقام اول نادى سينما ضمن المشروع فى مركز شباب مدينة أسوان. 

ويكرم مشروع نوافذ ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية مع بداية إطلاقه الفنانة فردوس عبدالحميد ويعرض لها فيلمان هما "الطوق والأسورة" اخراج خيرى بشارة وسيناريو عبدالرحمن الأبنودى وخيرى بشارة عن رواية يحيى الطاهر عبدالله وبطولة عزت العلايلى وفردوس عبدالحميد وشريهان وعبدالله محمود وأحمد عبدالعزيز ومحمد منير، وانتاج 1986 و"غنيوة للطير" تأليف واخراج عطية الدرديري، كما يعرض فيلم "لا مؤاخذة" اخراج عمرو سلامة بحضور بطله رامى غيط. 

ويعرض فى فترة الظهيرة أفلام للأطفال والشباب وتعقد ندوة بعنوان "السينما والشعوب" يديرها الناقد فاروق عبدالخالق، كما ستقام ورشة لتعليم الأطفال الرسوم المتحركة بالمحافظة للفنان الجنوبى عماد أبوجرين. 

وقالت المخرجة عزة الحسينى مديرة المشروع إن عروض نادى سينما نوافذ ستقام مرة فى الشهر فى مراكز الشباب الرئيسية فى 10 محافظات مختلفة كمرحلة أولى خلال هذا العام، ومنها الفيوم وأسيوط وسوهاج وبنى سويف والمنيا وقنا والأقصر واسوان وكذلك القاهرة والجيزة ولكن فى المناطق المهمشة منها والتى تحتاج لهذه الأنشطة مثل روض الفرج وامبابة، مضيفة ان المرحلة الثانية تشهد اضافة 10 محافظات اخرى وفى المرحلة الثالثة بعد عامين يمتد المشروع للمناطق النائية والساحلية الحدودية. 

عادل إمام يستغل نصف العام ويلقى محاضرة بجامعة القاهرة

بقلم:   زينب المنباوى

استغل الفنان عادل إمام إجازة نصف العام وقرر تصوير مجموعة المشاهد الخارجية بالجامعة والخاصة بمسلسله "أستاذ ورئيس قسم" وفقا للنسيج الدرامى للاحداث حيث يجسد دور استاذ جامعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة معروف بتياره اليسارى مما يحعله يتبنى العديد من القضايا ومن خلال ذلك تتولد العديد من المواقف التى يطرحها العمل باسلوب كوميدى ساخر لكاتب العمل المؤلف يوسف معاطى فى رابع تعاون بينهما فى الدراما التليفزيونية كان أولها فرقة ناجى عطالله ثم العراف وثالثها صاحب السعادة.

ويسير التصوير على قدم وساق وفقًا للجدول الزمنى الذى وضعه فريق العمل حيث انتهى عادل امام من تصوير اسبوعين كاملين من المشاهد الداخلية، ومن المقرر ان يستمر تصوير المشاهد الخارجية حتى يتم الانتهاء من بناء ديكور جديد لمجموعة من المشاهد الداخلية حرصًا على عدم اضاعة الوقت خاصة أن العمل مقرر الانتهاء منه قبل حلول شهر رمضان بوقت كاف.

المسلسل يشارك فى بطولته نجوى ابراهيم واحمد بدير، واحمد حلاوة، صفاء الطوخي، عبدالرحمن ابوزهرة، ضياء الميرغنى، رشا مهدي، لقاء سويدان، ومجموعة من الوجوه الشابة، واخراج وائل احسان فى أول تعاون تليفزيونى مع عادل امام والثانى فنيا بعد فيلم "بوبوس"، كما يعد ايضًا اولى تجاربه مع الدراما التليفزيونية. 

الأهرام اليومى ـ 28 يناير

عادل إمام ينتهى من تصوير مشاهد "أستاذ ورئيس قسم" باستوديو نحاس

بقلم:   محمد مصطفى

إنتهى الفنان عادل إمام من تصوير المشاهد الداخلية الخاصة بمنزله فى مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" وذلك داخل استوديو نحاس وسوف ينتقل خلال الأسبوع المقبل لجامعة القاهرة لتصوير المشاهد الخارجية بالاضافة الي بعض المستشفيات، المسلسل تأليف يوسف معاطى وإخراج وائل احسان ويشارك فى بطولته نجوى إبراهيم وهيثم أحمد زكي وعبدالرحمن أبوزهرة وأحمد بدير وأحمد حلاوة وضياء الميرغني وصفاء الطوخي ولقاء سويدان ورشا مهدى، وتدور أحداثه فى إطار إجتماعى، ومن المقرر عرضه فى رمضان المقبل. 

مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" هو رابع تعاون بين عادل إمام والمؤلف يوسف معاطى بعد ثلاثة مسلسلات هي "فرقة ناجي عطا الله" وتم عرضها في رمضان 2012، و"العراف" وتم عرضه في رمضان 2013 ومسلسل "صاحب السعادة" الذي تم عرضها في شهر رمضان 2014.

ويعد مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" التعاون الثانى لعادل إمام مع المخرج وائل إحسان بعد إخراجه لفيلم "بوبوس" الذي تم عرضه عام 2009، وشارك في بطولته يسرا وأشرف عبدالباقي ومي كساب ورجاء الجداوي ولطفي لبيب، وهو ما دعا لترشيح وائل إحسان للمسلسل بعد أن حقق فيلمه مع إمام نجاحا. 

الأهرام المسائي في

28.01.2015

 
 

مذكرات ماجدة الصباحى. مفاجأة "الأهرام" بمعرض الكتاب

بقلم:   تهانى صلاح

تشارك مؤسسة الأهرام فى معرض الكتاب بأربعة أجنحة منفصلة، يقدم كل منها خدمة تسويقية مختلفة. سرايا رقم 5 المخصصة للبيع تضم أكثر من خمسة عشر ألف عنوان لأحدث الإصدارات لكبريات دور النشر المصرية والعربية والأجنبية، وسرايا الكتب المخفضة لبيع مخزون الأهرام من الكتب القديمة والنادرة بأسعار رمزية، تشمل أمهات الكتب الثقافية والعلمية والدينية.
ثم فى سرايا العرض المكشوف، يتم تقديم أحدث إصدارات دور النشر العالمية والعربية، من الروايات الكلاسيكية والواقعية والخيال العلمي.

- ماجدة تتحدث!.

ولعل ما سيسترعى انتباه رواد المعرض هذا العام، كتاب "مذكرات ماجدة الصباحي" للكاتب السيد الحرانى. والمرفق به أرشيف صور فوتوغرافية نادرة لم تنشر من قبل، تجسد الحياة العائلية والاجتماعية والفنية لماجدة، كما يشتمل على ثلاثة وعشرين فصلا. ويبدأ الكتاب بالحديث عن التكوين والطفولة والحياة الأسرية، وتاريخ الميلاد، الذى ظل لمدة طويلة مثارا للجدل بين المؤلف وماجدة ولجنة القراءة والمراجعة للكتاب بمؤسسة الأهرام! 

ويحوى الكتاب وصفا تفصيليا لمصر، التى عاشت بها ماجدة فى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، ثم يتطرق لثورة يوليو وخروج الملك، وأيضا بداية الحياة الفنية للفنانة، وأسباب خوضها مغامرة الإنتاج السينمائى وهى فتاة العشرين عاما. ومراحل هذا الإنتاج ومواجهاته. كما يكشف جوانب الحب والمراهقة والعلاقات العاطفية الأولى، ثم الارتباط بإيهاب نافع ضابط المخابرات الذى جعلته ماجدة نجم مجتمع وسينما فى شهور معدودة، وأسباب انفصالها عنه، وأيضا يكشف - بالأسماء والتفاصيل - الشخصيات التى جذبتهم ماجدة من الظل إلى الأضواء السينمائية والاجتماعية، والذين ينتمى معظمهم لجيل الوسط فى السينما. ومازال بعضهم يتربعون على عرش الحياة الفنية الحالية.

ويحتوى أيضا على تفاصيل وحكايات مثيرة وغنية بالمعلومات، التى ستثير أزمة بعد النشر فى الوسط السياسى عن علاقة ماجدة بالرؤساء ناصر والسادات ومبارك، ورأيها فى كل منهم بمنتهى الصراحة. وتحكى الفنانة الكبيرة بكل فخر أزمتها مع النقاد والصحافة والمفكرين والروائيين. 

وخاتمة الكتاب. ستكون حديثا مؤثرا عن "الموت" فى حياتها. ومن هم أعز الراحلين إليها، وكيف عاشت حياة معاناة بعد فقد الأهل والأصدقاء. 

ويشير الحرانى إلى أن مذكرات الفنانة القديرة ماجدة الصباحى هى عمل ثرى مفعم بالمعلومات والتفاصيل، التى ربما تختلف فيها مع البعض ممن نشروا مذكراتهم قبلها. أو تتفق مع البعض الآخر.

- السر فى الاقتصاد:

فى كتابه "كشف مخطط إسقاط مصر". الذى تقدمه "الأهرام" فى المعرض. يوضح الكاتب د.مصطفى محمد الرفاعى أن علاج المشكلة الاقتصادية هو الذى سيؤدى إلى الاستقرار، وإلى ارتفاع مستوى معيشة الفرد، وحصوله على احتياجاته المعيشية، وهذا يقتضى التعامل مع عناصر الاقتصاد الرئيسية، وهى الصناعة والطاقة والزراعة، وكذلك تطهير أجهزة الدولة من الفساد، والنجاح فى ادارة شئون البلاد، ولن يتحقق ذلك إلا بالتعرف على الحقائق أولا، ووضع خريطة طريق يتم تنفيذها.

وخريطة الطريق هى الاعتماد على تعظيم القيمة المضافة بعمليات التصنيع، وتعظيم
المكون التقنى للصناعة المصرية وتعظيم القيمة المعرفية والتقنية للفن الصناعي، سواء فى مجال التصميم والإبداع والاختراع ونقل التكنولوجيا، أو فى تشغيل وصيانة خطوط الإنتاج، واذا تحققت لصناعتنا القدرة التنافسية فإن مصر ستستعيد موقعا اقتصاديا متميزا، وتنعم بمردود منظومة صناعية فاعلة متطورة فكريأ.

وقد استند د. مصطفى - فيما أورده فى الكتاب - إلى معرفته بأحوال الصناعة المصرية ورجالها، وأحوال الدولة المصرية، وما واجهته من ممارسات ومناورات من الاتحاد الأوروبى استهدفت الصناعة المصرية والسوق المصرية لصادراتهم خلال الفترة التى تولى فيها وزارة الصناعة والتنمية التكنولوجية، وإلى ما لديه من خبرة وممارسة فى مجال الصناعة ومشروعاتها، وفى التفاوض مع شركات الدول الصناعية لمصلحة الدول النامية. وأيضا كمستشار لليونيدو لتحسين شروط تعامل الدول الصناعية مع الدول النامية.

- نحو فهم القارة السوداء:

"إفريقيا تتحول. كلام فى الديمقراطية". كتاب للدكتور عبدالملك عودة. من تقديم الدكتور وحيد عبدالمجيد. 

ويتكون من مجموعة المقالات التى كتبها المؤلف عن افريقيا، وبدونها لا يمكن فهم هذه القارة السمراء. ويؤكد عبدالمجيد فى مقدمة الكتاب أن دول منابع النيل قد أعادت النظر فى سياساتها تجاه تقييم مياه النهر فى الوقت الذى أعطت مصر ظهرها لهذه البلدان، وفقدت التواصل معها، وأهملت إفريقيا لفترة طويلة، ولم تنتبه إلى أخطار الغياب عن منطقة حيوية لبلادنا اقتصاديا وإستراتيجيا، كما غفلت مصر عن الأيدى الدولية التى لعبت فى إفريقيا وغيرت توجهات وبدلت معادلات. 

ويشير عبدالمجيد إلى أن المعرفة بإفريقيا تراجعت كثيرا، حيث قلت الدراسات والأبحاث والتقارير التى تقدم معرفة صحيحة وعميقة بالقارة السمراء، ويؤكد حدوث هذا التراجع فى مؤسساتنا الأكاديمية والإعلامية والسياسية على حد سواء، وتناقص الخبراء المميزين الذين يعد الدكتور عبدالملك عودة أحد الروَّاد الكبار بينهم. ويوضح أنه لا يمكن معرفة إفريقيا دون الإحاطة بالتطورات التى حدثت فيها خلال العقدين الأخيرين، ومن أهم هذه التطورات ما يتعلق بالنظم السياسية فى بعض بلادها، وما شهدته من تغيير فى اتجاه ينحو إلى الديمقراطية. ويحوى الكتاب فصلين، الأول بعنوان "نظرات". ويضم مقالات تناول فيها الكاتب تقييم مسيرة الديمقراطية فى إفريقيا، وموسم التحول الديمقراطى بها، والدساتير فى دول حوض النيل، وانتخابات الرؤساء فى إفريقيا، والتحالف الديمقراطى فى أعالى النيل، والحزب الحاكم فى السنغال، وانتخابات الرئيس فى تنزانيا، ومدى نزاهة الانتخابات فى زيمبابوى، وانتخابات الرئاسة فى مدغشقر. 

والفصل الثانى - الذى حمل عنوان "ما يشبه الملفات" - تناول المؤلف موضوعات الانتخابات فى جنوب إفريقيا، واعتزال الرؤساء فى إفريقيا جنوب الصحراء، والانتخابات الرئاسية فى دول أوغندا ومالى ورواندا ونيجيريا وإثيوبيا وإرتيريا وكينيا وتوجو، ومحاولات الانقلاب فى كوت ديفوار والسنغال، والمصالحة السياسية فى انجولا، ومشكلات التغيير فى القرن الأفريقى.

- تنمية القناة. كيف؟

يؤكد شريف العربى، من خلال كتابه "رؤية لتنمية إقليم قناة السويس وسيناء" أنه ينبغى النظر لمحور القناة نظرة أشمل من مجرد شاطئيها الشرقى والغربى. 

وتقوم فكرة مشروع تنمية محور قناة السويس على استغلال مرور جزء كبير من حركة التجارة العالمية الضخمة المارة فى القناة فى إقامة مشروعات اعتمادا على لوجستيات التفريغ والتخزين، وعلى تصنيع المواد الخام والسلع النصف مصنعة المارة فى حركة التجارة العالمية المذكورة. 

وانطلاقا من هذا. وبالتفكير المنطقى فإنه من الممكن إقامة مشروعات على خليج قناة السويس "ساحل سيناء". 

والغربية "ساحل شمال الصحراء الشرقية المصرية المطلة على خليج السويس".

- التفكير بشكل مختلف!

يقدم محمد طنطاوى فى كتابه: "اخزى عين الشيطان". دعوة للقارئ للتفكير من جديد، وينصحه بان يبدأ فورا. 

ويوضح له الآلية التى يقوم بها العقل الباطن بتخزين الأحداث، ويؤكد أنها عملية تشفير غاية فى التنظيم حتى يسهل استرجاعها واستخدامها فى اتخاذ القرارات اليومية بمنتهى السرعة، كما يؤكد انها عملية لا إرادية تتم دون وعى.

ثم يأخذك الكتاب فى رحلة للبحث عن التميز، بحيث تتمكن من اكتساب صفة الشجاعة، والثقة بالنفس عن طريق فهم العلاقة بين العقل الواعى والعقل الباطن. 

وبالرغم من صعوبة وجدية الموضوع إلا أن الكاتب استخدم لغة فى غاية البساطة، والكثير من الأمثلة والمواقف الواقعية الساخرة والمثيرة للضحك أحيانا. 

والغريب انه لا يطلب من القارئ تصديق كل ما يقول، بل على العكس، فهو يدعو القارئ إلى تجربة كل شئ بنفسه فورا للتأكد من مدى صحتها. 

28 فيلما تتنافس على جوائز "الأقصر للسينما المصرية والأوروبية"

بقلم:   محمد مختار أبودياب

للعام الثالث على التوالى ووسط حضور جماهيرى مقبول. انطلقت يوم السبت الماضى الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية فى معبد الأقصر، وسط مجموعة من الحضور، يتقدمهم طارق سعد - محافظ الإقليم - والدكتور محمد كامل القليوبى - رئيس مؤسسة نون للثقافة والفنون - ود. ماجدة واصف - رئيسة المهرجان - والدكتور محمد عفيفى - نائبا عن وزير الثقافة - والدكتور علاء عبدالوهاب - مندوبا عن وزير السياحة، وتم إهداء الدورة الحالية لروح الفنانة الراحلة فاتن حمامة.

وشهد حفل الافتتاح الذى قدمته الفنانة هنا شيحة - كعادة المهرجانات المصرية - حالة من الهرج والمرج، حيث تمت إقامة الاحتفال فى مكان مكشوف وضيق داخل المعبد، مما أدى لتكدس الحاضرين وعدم قدرة وسائل الإعلام على تأدية عملها، خاصة أن إدارة المهرجان لم تخصص مكانا للإعلام خلال حفل الافتتاح، بالإضافة لضعف الإضاءة وسوء الصوت.

- حنين رئيسا شرفيا:

واختارت إدارة المهرجان الفنان التشكيلى الكبير آدم حنين رئيسا شرفيا للدورة الحالية تقديرا لدوره الرائد فى الفن التشكيلى، حيث إنه من أشهر الفنانين التشكيليين فى العالم، وأحد رواد الفن التشكيلى فى الشرق الأوسط، واستكمالا للخط الذى بدأه المهرجان باختيار قامة فنية كبيرة للرئاسة الشرفية للمهرجان تعود جذورها لصعيد مصر، تلك المنطقة التى أخرجت أسماء عملاقة فى شتى المجالات الفكرية والأدبية التى تولى رئاسة المهرجان الشرفية من أبنائها اثنان من كبار الأدباء فى الدورتين السابقتين هما الأديب الكبير بهاء طاهر، والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى.

- "بواسيه رئيس لجنة التحكيم":

كما اختارت إدارة المهرجان المخرج الفرنسى الكبير "إيف بواسيه" رئيس لجنة تحكيم الدورة الحالية - والذى غاب عن حضور حفل الافتتاح بعد تأخر طائرته - وعضوية الصربى "دراجان مارينكوفيتش" رئيس مهرجان بلجراد السينمائى الدولى، والناقد الألمانى "إبيرهارد سبرينج"، والممثلة النرويجية "جان هيلبرج"، والمنتجة اليونانية "الينى كوسيفيدو"، والفنانة لبلبة، والمخرجة هالة لطفى.

- "66 فيلما تشارك ":

كما تم اختيار 66 فيلما من مصر ودول أوروبية مختلفة، للمشاركة فى فعاليات الدورة الحالية للمهرجان، حيث تنقسم الأفلام المشاركة فى مسابقتى المهرجان إلى 12 فيلما روائيا طويلا، و16 فيلما روائيا قصيرا من دول أوروبية مختلفة، بالإضافة إلى 4 أفلام مصرية، حيث تتنافس الأفلام على جائزة عمود الجد الذهبى (عمود الحياة الذهبى) لأفضل فيلم روائى طويل، وجائزة عمود الجد الفضى (عمود الحياة الفضى) وهى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة عمود الجد البرونزى (عمود الحياة البرونزى) جائزة العمل الأول، بينما تتنافس الأفلام القصيرة على جائزة عمود الجد الذهبى (عمود الحياة الذهبى) لأفضل فيلم قصير، وجائزة عمود الجد الفضى (عمود الحياة الفضى) وهى جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتمنح هذه الجوائز للمخرجين.

- "المسابقة الرسمية":

تضم المسابقة الرسمية للمهرجان 12 فيلما هى: "بتوقيت القاهرة" من مصر، إخراج أمير رمسيس. و"ليفياثان" من روسيا، إخراج آندرى زفياجنتسيف. و"لسبب لا يمكن تفسيره"، إخراج جابور رايز. و"المتسلل" من هولندا، إخراج شريف كورفر، و"الدرس"، إخراج كريستينا جروزيفا وبيتار فالتشانوف. و"السادسة عشر" من بريطانيا، إخراج روب براون. 

و"العام المقبل" من بلجيكا، إخراج فانيا ليتورك. و"بفضل الله" من إيطاليا، إخراج إدواردو وينسبير. و"تنفس" من فرنسا، إخراج ميلانى لوران. و"جزيرة الذرة"، إخراج جورج أوفاشفيلى. و"درب الصليب" من ألمانيا، إخراج ديتريتش بروجمان، و"ماكوندو" من إخراج سودابة مورتيزاى.

- مسابقة الأفلام القصيرة:

تضم مسابقة الأفلام القصيرة 16 فيلما هى: "فرخة. ولكن" من مصر، إخراج محمود حميدة، أحمد ثابت، إسلام مظهر. و"كوالسكى" من رومانيا، إخراج آندرى كريتوليسكو، و"كساندرا" من فرنسا، إخراج جى روجيه دوفير. 

و"قطار الأشباح" من أيرلندا، إخراج لى كرونين. و"ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375" من مصر، إخراج عمر زهيرى. و"ما تبقى" من مصر، إخراج سعد سمير. و"ماساى" من اليونان، إخراج هارى لاجوسيس. وفيلم "المزيد من التسرع، سرعة أقل": من إسبانيا، إخراج كيكى أرويو. و"الدليل الحقيقى: حاسب شخصى" من روسيا، إخراج إيجور جافرلينى. و"الدجاجة" من ألمانيا، إخراج أونا جونجاك. و"الرقص" من سويسرا، إخراج إيديث ديباو. و"بعوضة" من سويسرا، إخراج تيموفون جونتينتيليكو. و"تيليكوماندو" من ألمانيا، إخراج إريك شميت. و"حلم المشهد" من مصر، إخراج ياسر شفيع. و"ديلر" من بريطانيا، إخراج بين دوكينز، و"ضوئى فى الظلام"، إخراج هنريك مارتن السباكين.

- ليالى السينما المصرية:

وفى قسم "ليالى السينما المصرية"، تعرض 4 أفلام هى: "قط وفأر"، تأليف وحيد حامد، إخراج تامر محسن، بطولة محمود حميدة، وسوسن بدر، وسوزان نجم الدين، ومحمد فراج. و"الفيل الأزرق"، تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، بطولة كريم عبدالعزيز، ونيللى كريم، وخالد الصاوى. و"الجزيرة 2"، بطولة أحمد السقا، وهند صبرى، وخالد صالح، وخالد الصاوى، وإخراج شريف عرفة. و"ديكور"، بطولة ماجد الكدوانى، وخالد أبوالنجا، وحورية فرغلى، وتأليف محمد دياب، وإخراج أحمد عبدالله.

- قسم بانوراما عربية:

كما يعرض فى قسم بانوراما عربية خلال فعاليات المهرجان 5 أفلام هى: "الوهرانى"، إخراج إلياس سالم. و"قصة ثوانى"، إخراج لارا سابا. و"النهاية"، إخراج هشام العسرى. و"الجمعة الأخيرة"، إخراج يحيى العبد الله. و"ظل البحر"، إخراج نواف الجناحى.

- زوجة فرعون للافتتاح:

اختارت إدارة المهرجان فيلم "زوجة فرعون" للعرض فى الافتتاح، وهو فيلم ألمانى، للمخرج أرنست لوبيتشن، تم إنتاجه عام 1922، وتم ترميمه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وهو العرض الأول للفيلم بعد ترميمه، والذى يدور حول زوجة الفرعون التى قتلته بعشقها، ومن خلال القصة نجد أن ملك إثيوبيا يعرض على ملك مصر مشروعا سيحقق له قوة كبيرة عالميا، وعندما يأتى لزيارة مصر مصطحبا ابنته ليهديها زوجة لملك مصر، ومعها جاريتها، فيرفض ملك مصر الزواج منها ويعشق الجارية ويتزوجها، لتصير زوجة الفرعون التى تتسبب فى موته فى نهاية الفيلم.

كما تضم المسابقة الرسمية لأول مرة فيلمين مشاركين فى الأوسكار خلال الدورة الحالية هما: "جورجيا"، و"طريق درب الصليب"، بالإضافة إلى الفيلم الحائز على جائزة برلين العام الماضى.

كما شهدت الدورة الحالية العرض الأول على مستوى المهرجانات للفيلم المصرى "بتوقيت القاهرة"، كما يحوى المهرجان نافذة على السينما العربية بعرض 5 أفلام عربية من إنتاج العام الماضى.

- "فرنسا ضيف شرف":

واختار المهرجان فرنسا ضيف شرف الدورة الحالية، حيث سيتم تكريم السينما النسائية الفرنسية الجديدة ضمن مسابقة التكريمات، وسيعرض المهرجان 7 أفلام، تمثل ذلك التيار الجديد الذى بدأت ملامحه تظهر فى السينما الفرنسية منذ فترة، وهى أفلام: 

"محطة قطار الشمال"، إخراج كلير سيمون. و"الحياة المنزلية"، إخراج إيزابيل كزاشكا. و"قلعة فى إيطاليا"، للمخرجة فاليريا برونى تديسكى. و"سوزان"، للمخرجة كيتيل كيلافيرا. و"مادة بيضاء"، للمخرجة كلير تونى. و"الأيام الجميلة"، للمخرجة ماريون فرنو. و"رسوب كامى فى المدرسة"، من إخراج تريمى لوفسكى. كما قررت إدارة المهرجان تنظيم مائدة مستديرة بعنوان "الثقافة فى مواجهة الإرهاب"، خلال الفعاليات تضامنا مع ضحايا حادث "شارلى إيبدو".

- تكريم الفنانة لبلبة:

اختار المهرجان الفنانة الكبيرة لبلبة للتكريم عن مجمل أعمالها، حيث يعرض لها 3 أفلام منتقاة من مشوارها السينمائى الحافل، والذى قدمت خلاله أكثر من 90 فيلما وهى:

"ضد الحكومة"، للمخرج عاطف الطيب، إنتاج 1992.

و"ليلة ساخنة" لعاطف الطيب أيضا، من إنتاج 1995.

وفيلم "عائلة ميكى"، للمخرج أكرم فريد، إنتاج 2010.

وستعرض جميعها للجمهور بحضور الفنانة الكبيرة. كما سيتم تكريم اسم فايز غالى السيناريست الذى فقدناه العام الماضى. ويحتفل المهرجان هذا العام بمئوية صلاح أبوسيف، حيث سيعرض 6 أفلام تعبر عن مسيرته ورحلته السينمائية هى: "شباب امرأة"، و"الوسادة الخالية"، و"أنا حرة"، و"القاهرة 30"، و"بين السما والأرض"، و"الزوجة الثانية". كما يحتفل المهرجان بمئوية كامل التلمسانى بعرض فيلم "السوق السوداء".

- ورش العمل:

كما يعقد خلال المهرجان ورش عمل منها "مشروع التحرير لأونج جوته"، والذى يهدف لتصميم برامج لتمكين الشباب من توظيف طاقاتهم الإيجابية، ويطرح المشروع قضايا مختلفة للنقاش، ويبسط المعلومات لتصل لمختلف قطاعات المجتمع، وذلك لإيجاد حالة من الوعى الاجتماعى. 

و"ورشة صناعة السينما"، والتى تخصص بالأساس للموهوبين فى محافظة الأقصر والوجه القبلى.

يذكر أن "مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية" تنظمه "مؤسسة نون للثقافة والفنون" سنويا برعاية ودعم من وزارات الثقافة والسياحة والشباب والرياضة والآثار والاتحاد الأوروبى ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والبنك الأهلى.

ويهتم المهرجان بتعزيز الوعى السينمائى والتعريف بالأعمال السينمائية المتميزة بمصر وأوروبا بهدف تبادل الخبرات وفتح أسواق للأفلام الأوروبية فى مصر، وللأفلام المصرية فى أوروبا. كما يسعى المهرجان كذلك إلى المساهمة فى دعم السياحة فى هذه المدينة التاريخية العالمية. 

الأهرام اليومي ـ 29 يناير

سوق سينمائى عربى فى مهرجان الأقصر

بقلم:   على سالم ابراهيم

الأقصر: عدد من الندوات الفنية التى اقيمت بعد عرض أفلامها ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية منها ندوة الفيلم المصرى''قط وفار'' الذى قام ببطولته محمود حميدة ومحمد فراج وسوسن بدر وسوزان نجم الدين إخراج تامر محسن ضمن فعاليات المهرجان ضمن قسم ليالي السينما المصرية بقصر ثقافة الأقصر، وإدارت الندوة الناقدة ماجدة موريس، كما عرض مساء أمس بقصر ثقافة الأقصر فيلم ديكور للمخرج احمد عبدالله. وفى قسم السينما العربية الجديدة عرض فيلم ظل البحر للمخرج الاماراتى نواف الجناحى ثم ندوة ادارها رامى عبدالرازق طالب فيها المخرج بضرورة ان يتبنى المهرجان فكرة إقامة سوق عربي للفيلم العربى للوصول عالميا وهذا الفيلم هو ثانى اعماله بعد فيلم الدائرة. 

الأهرام المسائى ـ 29 يناير

أفلام مهرجان الأقصر بدون ترجمة. والسبب: 100 ألف جنيه

بقلم:   انجى سمير

رسالة الأقصر: كشفت الدكتورة ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية أن السبب وراء عدم ترجمة الأفلام الأوروبية إلى اللغة العربية والتى تسببت فى غضب كثير من الحضور يرجع إلى نقص الميزانية خاصة أن ترجمة 12 فيلما عربيا تبلغ تكلفتها 100 ألف جنيه على الأقل، حيث تتكلف 10 آلاف جنيه ما بين الترجمة والأجهزة وتجهيز صالتين، وبالتالى إذا كان هناك خلل فى المهرجان فهو راجع لنقص الدعم.

وأشارت إلى أن السبب وراء الحضور الضعيف للأفلام هذا العام يعود لعدم وجود ترجمة عربية كما أن أهل الأقصر لم يملكوا الثقافة الكافية لاستيعاب الأفلام الأوروبية، فمثلا برنامج «ليالى السينما المصرية» استمتع به كثير من الأهالي، ولكن توجد أعمال أخرى لم يشاهدها أحد، كما أن الشباب ليس لهم أى تواجد، وهذا لأنهم ليس لديهم الرغبة فى اكتشاف ثقافات أخرى من خلال السينما.

وأكدت أن تراجع فعاليات هذا العام مقارنة بالعام الماضى يعود إلى وجود عدد كبير من الضيوف جاءوا على نفقتهم الشخصية لمجرد حضور المهرجان وفعالياته، كما أن العام الماضى كانت هناك ندوات أكثر. 

الأهرام اليومي ـ 30 يناير

لبلبة تخطف الأنظار بمهرجان الأقصر

بقلم:   على سالم ابراهيم  رانيا عبدالعاطي

الأقصر: تتواصل فاعليات أيام وليالى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية باقامة الندوات عقب عرض كل فيلم، ففى نادى تجديف الأقصر تم عرض ثالث أفلام وتكريم الفنانة لبلبة وهو (عائلة ميكي) وسبق ان عرض لها فيلمان هما (ضد الحكومة) و(جنة الشياطين) وقبل عرض الفيلم سأل الاطفال عن الفنانة لبلبة فقالت لهم إدارة المهرجان انها تمارس عملها كعضو لجنة التحكيم وبعد ان انتهت الفنانة من عملها شاركت المرأة والطفل الاقصرى مشاهدة العرض وهى ترتدى تى شيرت يحمل صورة ميكي، كما عقدت ندوة حول الفيلم الانجليزى (ستة عشر) ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. 

الأهرام اليومي في

28.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)