كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

متفائلون بعودته باعتباره «بيت السينما» في المنطقة

سينمائيون خليجيون : توقف «الخليج السينمائي».. كـارثة!

نوف الموسى

 

لماذا اعتبر السينمائيون الخليجيون، والمعنيون بالحركة السينمائية في منطقة الخليج، أن التوقف (المؤقت) أو التأجيل حتى إشعار آخر لانطلاق الدورة السابعة لمهرجان الخليج السينمائي (كارثة) ثقافية وإبداعية وفنية، تحل على ما أسموه بـ «بيت السينما الخليجية»؟ ولماذا هذا الإصرار النوعي على الحفاظ عليه كمكتسب حضاري، واستراتيجية معرفية في مجال صناعة الأفلام، تميزت بها دولة الإمارات كأهم حاضنة للبيئة الإبداعية في المنطقة؟ هل لأن المهرجان استطاع تأسيس أول وأهم (منصة) خليجية، شهدت عرضاً رسمياً دولياً وعالمياً لقرابة 986 فيلم مشارك خلال 6 دورات ماضية، بمعدل يتجاوز الـ 100 فيلم سنوياً، يتصدرها الإنتاج الخليجي، مشكلاً مرجعية وراصداً عالمياً مهماً، لملامح صناعة الصورة في المنطقة، أم في ما أنجزه القائمون على المهرجان من تنظيم يعتمد روح اللغة المشتركة وعناصر التفاعل بين صُناع الأفلام في الخليج، من خلال تبني منهجية تدرس واقع القدرات بين كل دولة خليجية وأخرى، وطبيعة بيئتها الاستثمارية، وتوفر التسهيلات المقدمة، وصعوبة الإنتاج فيها. إلى جانب إتاحة فرص التمويل والتسويق والتوزيع، من خلال منظومة سوق دبي السينمائي، الذي اهتم بدرجة أساسية في تعزيز مقومات آليات (الصنعة) السينمائية في الخليج، المتباين في مكوناته عن البيئة الإنتاجية العالمية.

السؤال الأهم في المرحلة المقبلة من عمر إنجاز (الخليج السينمائي): هو مدى التأثير غير الإيجابي لتوقف المهرجان، على الحركة السينمائية الخليجية، بمستويات تقيس الحالة الفنية والإنتاجية والمعرفية لجيل من الشباب السينمائيين في ظل غياب الرافد التعليمي الذي تميز به الحدث السنوي، واهتمامه بتطوير أدوات صُناع الأفلام، وما هي المبادرات المبتكرة سواء التمويلية منها أو ما يصب في إعداد خطة دعم استثمارية لإعادة انطلاقه مجدداً وضمان استمراره؟ وجاءت محاولات السينمائيين الخليجيين أخيراً، عبر إطلاق حملة إعلامية تستثمر مواقع التواصل الاجتماعي، لإيصال وبيان أهمية المهرجان وضرورة عودته، كإحدى الخطوات الجادة في إعادة فتح ملف مهرجان الخليج السينمائي، وإلقاء الضوء عليه، مما حتم على «الاتحاد الثقافي» السير نحو المشاركة التوثيقية والبحثية والإعلامية والثقافية والاجتماعية للحراك الفني، باعتبار الأخير يمثل نقطة محورية في الرؤية التنموية لدولة الإمارات، خاصةً أن المهرجان استطاع وفي وقت قياسي إيصال مفهوم الثقافة الخليجية والتقاليد والعلاقات الإنسانية في مجتماعاتها، ممثلاً ذلك جزءاً من مساعي دول الخليج وأهل المنطقة في تعزيز أواصر التواصل والفهم والانفتاح، القائم على المعرفة والعلوم والفنون، وسيلةً للتعبير والتخاطب.

أهميته في رؤيته

ذهب بعض الإعلاميين المتابعين للنشاط السينمائي إلى أن حضور مهرجاني دبي وأبوظبي الدوليين، إضافة إلى مجموعة من الأحداث السينمائية الناشئة في بعض دول الخليج، كركائز لاستمرار الحالة السينمائية في المنطقة، وبالتالي عدم تأزم الحراك السينمائي كنتيجة لغياب مهرجان الخليج، إلا أن الهوية والرؤية التي تبناها القائمون على المهرجان، في تجاوز مهرجان الخليج السينمائي فعل عرض الأفلام، إلى الاهتمام باللغة البصرية، بدءاً بكتابة السيناريو وتطويره، مروراً بالندوات التفاعلية والبرامج التعليمية واللقاءات مع المتخصصين الدوليين في المجال، ووصولاً إلى عرضه على الشاشة، مشكلاً فعل البنية التحتية لتأصيل الهوية السينمائية، لأجيال من أبناء المنطقة الخليجية، ممن سيعملون على صناعة صورتهم وتقديمها للعالم، وهي ميزة تُحسب للرؤية الكامنة وراء المهرجان، والتي أشار لها نخبة ومجموعة من السينمائيين الخليجيين خلال حديثهم عن أهمية عودة مهرجان الخليج السينمائي، موضحين أن خبر تأجيل الحدث شكل صدمة للعديد منهم، وإحباطاً لآخرين، متبنين مسألة هبوط عجلة الإنتاج لغياب المهرجان، لقناعتهم بأن العديد من صناع الأفلام، سواء المبتدئين منهم أو المتقدمين، سيفضلون تأجيل مشاريعهم السينمائية، بينما سيعمد آخرون للتوقف نهائياً، انتظاراً لعودة منصة الحدث، لأن «الخليج السينمائي» يُتيح مقاييس قبول تختلف عن المهرجانات الدولية، معززاً بذلك أكبر نسبة مشاركة خليجية، لا يمكن توفرها في منصات أخرى.

ولفت السينمائيون أن «الخليج السينمائي» ساهم في إبراز الحركة السينمائية في السعودية واليمن والعراق بشكل لافت، ولولا الحدث لتأخر فعل التأثير السينمائي لتلك الإنتاجات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مؤكدين أن (الحميمية) التي صنعها (الخليج السينمائي) بين صُناع الأفلام، على صعيد الإنتاج المشترك بين أبناء المنطقة، والعلاقات الإنسانية، لا تُعوض، ويصعب إيجاد بديل لها في المرحلة الحالية، مرجحين مفهوم (الوجودية) والفضاء لفعل المهرجان ودوره بالنسبة لهم كفنانين وصُناع للمنتج الفني والمعرفي، وأن حضوره يُعد حقاً مطلقاً لممارسة إبداعهم، مقدمين شكرهم وامتنانهم لإدارة المهرجان على ما اجتهدت لتحقيقه منذ انطلاق الحدث السنوي في عام 2008. وفي هذا الصدد، أوضحت هيئة دبي للثقافة والفنون – الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في إمارة دبي- استمرار دعمها كشريك استراتيجي لمهرجان الخليج السينمائي إذا ما قرر القائمون عليه إقامته ضمن المرحلة القادمة.

تعطيل للشغفشارك السينمائي الإماراتي سعيد سالمين بآراء مختلفة حول أهمية عودة مهرجان الخليج السينمائي عبر الحملة الإعلامية والاجتماعية التي تبناها صُناع السينما في الخليج، موضحاً لـ «الاتحاد الثقافي»، أن العلاقة المتجسدة بين السينمائيين في الخليج والمهرجان، والتي أسهمت على مدى 6 سنوات، في تأسيس حراك اجتماعي ثقافي وفني، تمثل البعد الأهم في المنصة الخليجية، وتحديداً اللقاءات المعرفية ذات الاحتكاك التعليمي، والإشكالية في غياب المهرجان، هي محدودية المشاركة الشبابية، خاصة المبتدئين، مما يساهم في قلة المورد البشري، باعتباره العنصر الأهم في الصناعة السينمائية، والحراك الفني عموماً، وقال حول ذلك: «بالنظر لمفهوم الجيل الجديد والإنتاجات الحديثة، في المجال، فإن توقف المهرجان يعني بالنسبة لهم، تعطلاً نسبياً للشغف والحماسة والطموح، متسائلين عن مدى إمكانية عرض إنتاجاتهم، وفيما إذا كانت ستلقى اهتماماً وانتباهاً كالذي لامسته خلال الخليج السينمائي؟». لافتاً إلى أن المسألة مرتبطة بالرؤية التأسيسية لمشروع السينما في المنطقة، الهادفة إلى تشكيل قاعدة كبيرة وجيدة لمفاهيم اللغة البصرية العالمية. ومشيراً إلى ما يمكن تسميته بالهبوط المعنوي للعاملين في قطاع السينما بالخليج، نتيجة التوقف المؤقت للمهرجان، باعتبار الأخير قد صُمم لتهيئة مساحة مناسبة لتكوين التراكمية السينمائية، التي تحتاج إلى وقت وجهد مستمر، مبيناً أنه متفائل بعودة المهرجان واستمرار الإنتاجات الخليجية من خلاله.

حافظوا عليه«بالنسبة لي، فإن مهرجان الخليج السينمائي، بداية ارتباطي بمشروع الفيلم الطويل، عبر الفيلم الوثائقي (المريد) ومنه إلى فيلم (حمامة)»، هنا تأكيد للسينمائية الإماراتية نجوم الغانم، على علاقتها الفنية والإنتاجية مع الحدث، لافتةً أنها لا تتحدث عن المكسب المادي، المتمثل في الجوائز، وإنما بالمكاسب الثقافية والفنية، التي أنجزها المهرجان عبر الاحتكاك والتواجد وصناعة التنافسية بهدف تطوير المحتوى السينمائي، متمنية أن فعل التأجيل يهدف إلى تطوير المنصة الخليجية لا إلى إيقافها، الذي سيؤدي إلى خسارة كبيرة للسينما، معتبرة أن «الخليج السينمائي» أعطى فرصة استثنائية للأفلام الخليجية للظهور واتخاذ مكانتها، فمثلاً فيلمها الوثائقي «حمامة»، وبفضل المهرجان، استطاع الحصول على دعوات للمشاركة في مهرجانات عالمية ودولية، وأنه لولا المهرجان لبقيت السينما الخليجية في إطار السينما المتباكي عليها بالإنتاجات المعدودة والموثقة في التاريخ القديم، متأملة أن تحافظ دولة الإمارات عموماً، وإمارة دبي على وجه الخصوص، على أهم مكاسبها الفنية عبر «مهرجان دبي السينمائي» و«مهرجان الخليج السينمائي»، كونها السباقة ومن أوائل الدول العربية الحاضنة للفنون والآداب، من مثل «مهرجان طيران الإمارات للآداب» و«مهرجان دبي الدولي للشعر» و«آرت دبي». ويذكر أن فيلم «سماء قريبة» للمخرجة نجوم الغانم حصد الجائزة الكبرى في فئة غير الروائي في مهرجان دبي السينمائي، مقدماً ترجمة عملية لأبرز مخرجات «الخليج السينمائي».

عودته حتميّةمن جهته اعتبر السيناريست الإماراتي محمد حسن أحمد أن المخرج السينمائي لا يستطيع البقاء وحيداً وصناعة فيلمه مع الكاميرا فقط، وأهمية مهرجان الخليج السينمائي تكمن في الشكل الجماعي لمنظومة الصناعة السينمائية وضرورتها، موضحاً أن في المهرجان لقاءاتٌ تفاعلية تؤسس لمشاريع مشتركة بين السينمائيين الخليجيين، وهو بطاقة تعارف مهنية للمخرج والسيناريست والمصور والمونتير، ما يعمد إلى تهيئة فضاء واعٍ ومتكامل، لذلك فإن توقف الحدث بمثابة صدمة لمن يؤمن بوجوده، حيث ينظر السينمائيون لـ «الخليج السينمائي» كبعدٍ وجودي للفنان يظهر فيه مكامن طاقته وإبداعاته.

وشارك محمد حسن بجانب السينمائي المصري يسري نصر الله في إحدى الورش المهمة في المهرجان والمعنية بتطوير مهارات كتابة السيناريو وتسويقه، ضمن مبادرات سوق دبي السينمائي، مبيناً محمد أنه قد تم التركيز وقتها على الجانب الاحترافي البحت الذي ينتج على إثره تعزيز لمقومات العناصر الرئيسية كفعل الكتابة في تكوين الفيلم، ما يضع عودة المهرجان في منطقة حتمية، قائلاً: «عندما بادرت بإطلاق وسم عودة مهرجان الخليج السينمائي عبر موقع (توتير)، كنت مؤمناً بأهمية التنمية النوعية التي قدمها المهرجان للفرد في منطقة الخليج، وبالبعد الاستثماري لتجمع السينمائيين، وبالثقافة العالية المطروحة ضمن البرامج والورش». وأضاف السينارست أنه حان دور الشركات الكبرى لتفعيل مشاركتها التنموية في سوق الإنتاج الخليجي، والانضمام إلى عجلة الصناعة السينمائية، مقدماً الشكر للقائمين على «الخليج السينمائي» في سعيهم الدؤوب لإرسال الأفلام المشاركة، وبشكل تطوعي، لمختلف المهرجانات حول العالم، ما يصنف الحدث كأهم مرجعية لمبرمجي الأفلام الدوليين والعالميين في بحثهم عن أفلام المنطقة.

حاضنة للموهوبينيُعرف السينمائي الإماراتي خالد المحمود مهرجان الخليج السينمائي، بـ (منصة احتضان المواهب)، مبيناً أنه المهرجان الوحيد المهتم بصُناع الأفلام المحليين، والمنفتح على إشراك التجارب الأولى، للحديث عنها ومناقشة ابتكارات السينمائيين الجدد فيها، وذلك يعود إلى مفهوم (التطوير) الذي يعتمده المهرجان ضمن توجهاته، ويتجسد ذلك في مشروع «سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة»، حيث يتم تطوير السيناريو وتأهيله للعملية الإنتاجية، ويستمر المهرجان بعدها في استقطاب المنتجين وصُناع الأفلام، وتجهيز تلك السيناريوهات لمرحلة التنفيذ الفعلية، خاصة أن المنطقة الخليجية واجهت ولسنوات عديدة أزمة قلة السيناريوهات والأفكار لصناعة الفيلم، ومن بين إنجازات مهرجان الخليج السينمائي، استثماره لسيناريو فيلم «ميسي بغداد» للمخرج العراقي سهيم عمر، الذي رُشح للأوسكار، إلى جانب فيلم «سبيل» للكاتب الإماراتي محمد حسن، والذي تولى المحمود إخراجه بعد أن فاز بالجائزة الثانية ضمن مسابقة السيناريو بمهرجان الخليج السينمائي.

توقفه أحبطنايرى السينمائي أحمد حسن أحمد أن السينما أصبحت للبعض مهنة، وورشة حياة يومية، يجسد من خلالها خياراته وتوجهاته، وطموحاته لإيصال ثقافته وبيئته وتفاصيله، مبيناً أنهم كسينمائيين يسعون لإيصال صوتهم للمسؤولين والمعنيين، لتبيان أهمية عودة المنصة السينمائية الخليجية، حيث استفاد أحمد بصورة شخصية من المهرجان الذي لا يستهدف عرض الأفلام فقط، بل يتجسد كورشة حقيقية متكاملة لكل من يريد تعلم السينما في الخليج، موضحاً أن الحدث أهم من أي معهد متخصص، من خلال استضافة مخرجين لتبادل النقاش والحوار، قائلاً: «هناك إحباط سينمائي خليجي قبل الإماراتي، من قبل الطلاب والمخرجين المبتدئين أو من أصحاب الخبرة، نتاج إعلان تأجيل الحدث، لذلك قرر أغلبهم التوقف عن متابعة سير أعمالهم السينمائية، بينما وضعت أعمال بعض المخرجين في الأدراج نتاج غياب منصة العرض الأهم لأبناء منطقة الخليج». ونقل أحمد تفاؤلهم بعودة المهرجان، لأهمية هذا الوجود الذي ينم عن الحس العالي لدى الأشخاص المعنيين والمتذوقين للفيلم تجاه السينما، والموازي لروح الثقافة السينمائية في الخليج، المهمة لكل بلد يسعى لنشر موروثه وهويته للعالم.

منجم للأفلام الجيدةيعتقد السينمائي السعودي عبدالله آل عياف أن التأجيل أو التوقف المؤقت لمهرجان الخليج السينمائي بمثابة الخبر الأسوأ منذ بداية الحراك السينمائي في الخليج، باعتبار الحدث الرئة والمتنفس الأهم لصُناع الأفلام في المنطقة، مبيناً أن إمكانية تأثر الإنتاجات الخليجية سلباً أمرٌ قائم في حالة الإيقاف النهائي للحدث، منوهاً أن «الخليج السينمائي» منطقة خصبة ينهل منها «دبي السينمائي» الأفلام الجيدة. كما أنه عادة ما لا ينتبه القائمون على الأثر السيء لإلغاء الأحداث الثقافية المهمة، وسينمائياً يذكر آل عياف مسابقة أفلام السعودية التي أقيمت وساهمت برفع عدد الإنتاجات وقتها إلى حوالي النصف، وبمجرد إلغائها فقد قلت الإنتاجات بنسبة الضعف. وبشكل فعلي يرى آل عياف أن دولة الإمارات حاضر رئيسي منذ التسعينات، ومنصة تتويج مهمة في مجال صناعة الأفلام الخليجية والعربية ككل، قائلاً : «أتمنى أن يعود مهرجان الخليج السينمائي، كونه يراهن على مستقبل الحراك في المنطقة».

بيت ووطنوصف الناقد السينمائي السعودي رجا المطيري مهرجان الخليج السينمائي بالنشاط الأهم والمنفذ، الأبرز لأفلام السعودية، مساهماً في بروز أسماء سعودية من بينها المخرجة السعودية هيفاء المنصور، وكمهتم في النشاط النقدي، يؤكد المطيري أن الحدث عبارة عن أكاديمية، ولولاه لتأخرت الحركة السينمائية، وأن الكثير من السينمائيين في السعودية ممتنين لحكومة دبي ودولة الإمارات لاحتضانها مسألة الإبداع السينمائي، مؤمناً أن تلك اللقاءات في «ليالي الخليج» والورش صنعت مناخاً للتطور والتعليم الذاتي بين الشباب، وتحديداً تلك اللقاءات بعد عروض الأفلام وعمليات النقد والبحث في إمكانية تقديم أشكال أفضل للمضمون السينمائي، قائلاً: «فعلياً نحن كسعوديين تعرفنا إلى نظرائنا من صناع الأفلام في المملكة عن طريق المهرجان، على الرغم من أننا من ذات البلد، وتأجيل المهرجان، الذي يعد بمثابة بيت ووطن بالنسبة لنا، إنما توهان عن النضج التنظيمي الذي أسسه الحدث، وبالتالي غياب التدرج في تنامي احترافية الحركة السينمائية».

دوره جذريّمن خلال إدارته لموقع (موڤيانا) السينمائي وتوثيق التجربة السينمائية في المنطقة، أكد السينمائي السعودي مهنا عبدالله أنه لولا وجود مهرجان الخليج لما تعرف الوسط الإعلامي والفني عليهم كسينمائيين، مؤكداً أن الأحاديث التي تجاذبها البعض حول المهرجان كونه ضرباً من الكماليات والترفيه، بعيدة كل البعد عن الأساس القائم عليه، وهو التطوير الجذري في الصناعة الخليجية للسينما، قائلاً مهنا: «أشعر بغصة، وأنا أتحدث عن أهمية عودة المهرجان، ونصيحتي الدائمة للكثير من المخرجين في السعودية المبادرة باكتشاف المهرجان وما يطرحه، ليرجعوا بعدها بأفلام مطورة»، مضيفاً عبدالله أن الإيمان المتجسد للحدث من قبل السينمائيين في الخليج، تجلى عبر الإنجاز الذي حققه القائمون على مهرجان الخليج السينمائي في تسليطه الضوء على إنتاجات الأفلام في منطقة الخليج، والمشاركة في صناعتها، مبيناً أن ما سيحدث عملياً هو الفقدان التدريجي لأسماء، وقلة الحماسة نحو الإنتاج، و إلى الآن، فإنهم كسينمائيين في السعودية، في انتظار بوادر لفتح باب التسجيل أو الإخطار بذلك، مؤكداً أنهم على استعداد للمساعدة الكاملة والتعاون مع مدير مهرجان الخليج السينمائي، مسعود أمر الله، للبحث عن طرق عملية لعودة الحدث.

ويؤمن السينمائي البحريني محمد راشد بوعلي أنه بغياب مهرجان الخليج السينمائي لن يكون هناك مستقبل واضح للسينمائيين في المنطقة، كونه الدافع للشغف والعمل في مجال الأفلام، وقال حول ذلك: «السينما أهم وسيلة للتخاطب، ولازلنا عملياً في المراحل الأولية، خاصةً في مسائل استراتيجيات الصنعة والتوزيع السينمائي، وبالنسبة لنا كسينمائيين خليجيين فإن المهرجان هو بيت السينما الخليجية، والمحرك الرئيسي، لتعزيز نقاط القوة والضعف في أدوات المخرجين السينمائيين، ومؤثر في رؤية المنتجين وإقبالهم على الإنتاجات الشبابية».

فريد رمضان: توقفه انتكاسةأبدى السيناريست البحريني فريد رمضان تصوره حول المهرجان كمؤشر مهم للإنتاج السينمائي في دول الخليج، ومساهم أكبر في تفعيل الأفلام الخليجية وحضورها كمنافس في سياق الإنتاج العربي، وأن الحدث تنبه وبشكل حقيقي لأهمية الصورة كخطاب اجتماعي يخدم منظومة دول مجلس التعاون، دون إغفال المهرجانات الدولية في أبوظبي ودبي، معتبراً أن توقف المهرجان يمثل انتكاسة لأهمية الصورة التي تحتاج إليها المنطقة، مؤكداً على ضرورة النظر في البدائل التمويلية المشتركة في المنطقة، وأهمية التعاون في ابتكار حلول تضمن استمرار المنجز السينمائي.

منصة فقدناهايعمل السينمائي القطري مهدي علي حالياً مديراً لوحدة تطوير أفلام الخليج في مؤسسة الدوحة للأفلام، وكانت مشاركته في مهرجان الخليج منذ أن كان طالباً بالمدرسة العالمية للفنون السينمائية في باريس، وأكد في حديثه أن مهرجان الخليج السينمائي (صانع الفيلم الخليجي)، والذي قدم بشكل حقيقي فعل العلاقة بين صناعة الفيلم والذائقة السينمائية، بينما لفت السينمائي العماني ميثم الموسوي أنه لولا منصة الخليج السينمائي، لظل حتى الآن، يعرض أعماله على موقع «اليوتيوب»، إذ أنه بعد إعلان توقف المهرجان، لم يستطع عرض فيلمين قام بإنتاجهما مؤخراً. ومن جهته، أكد السينمائي اليمني سمير النمري أن إشكالية تأجيل الحدث الخليجي تكمن في عدم توفر منصة فعلية أخرى توازي قوة الحدث، مبيناً أن العديد من المخرجين في اليمن قد بادروا بإنتاج أفلامهم لمهرجان الخليج، وتفاجأوا أخيراً بإعلان توقفه. ولفت السينمائي الكويتي عبدالله بو شهري أن المهرجان بوابة للعديد من الأفلام للعالم، مبيناً أنه بالعودة للمهرجانات والفعاليات السينمائية التي أقيمت في منطقة الخليج، فقد تم اختيار أغلب أفلامها عبر ما تعرضه منصة «الخليج السينمائي».

وشكل مهرجان الخليج السينمائي، كما أوضح السينمائي العراقي محمد الدراجي منطقة جيدة وثرية لعرض السينما العراقية، باختلاف خطوطها وتنوعها، سواء للمخرجين من داخل العراق وخارجه، أو ممن يقطنون المنطقة الشمالية أو الجنوبية، وإمكانية جمع الأفلام بتنوعاتها الثقافية في تلك المنصة، تمثل حراكاً فنياً ومعرفياً ساهم وبشكل فعلي في بيان مقومات الهوية العراقية عبر السينما. وأن خبر التوقف المؤقت للمهرجان الخليجي أضفى شيئاً من الإحباط على الشباب، ما يدفعهم للتفكير ملياً في عملية تقليل الإنتاج، معتبراً الدراجي أنهم كمؤسسة وشركة معنية بالصناعة السينمائية في المنطقة، يدعمون المفهوم الثقافي لأبعاد المهرجان الخليجي، قائلاً: «كنت سعيداً بلقاء طلابي جميعا، ممن درستهم في الإمارات وقطر والعراق، في محفل واحد، وهو حراك سينمائي يحسب لدولة الإمارات، ونتمنى على الإماراتيين والقائمين على الحدث النظر في عودته، وإننا على استعداد للتعاون معهم لتحقيق ذلك».

خصوصية وحميمية

رأى السينمائي السعودي بدر الحمود أن مهرجان الخليج له خصوصيته وضروريته، لما يحمل من ملامح حميمية وعاطفية، تجمعهم كصناع سينما في الخليج، مبيناً أنه من الصعب تكرار التجربة الإنسانية في أي مهرجان آخر، وما برع فيه الحدث هو التأسيس العلمي المصاحب للمهرجان، فقد مثلت مشاركته في المهرجان بمثابة الصدمة على المستوى الشخصي، عندما قدم فيلمه فيه لأول مرة، معتقداً أنه مكتمل تقنياً وفنياً، إلا أنه اكتشف من خلال النقد البناء والمناقشات المستمرة كيفية تطوير أدوات الإخراج، وأسس على إثرها خطواته النوعية في إنتاج الفيلم.

رافد مهم

أشار الناقد السينمائي العُماني عبدالله حبيب إلى أن الشراكات الإنتاجية بين السينمائيين الخليجيين الشباب، أهم رافد فعلي للمهرجان، ومنها تعاون السينمائية العمانية مزنة المسافر مع مخرجين من السعودية، موضحاً أهمية تضافر الجهود لعودة المهرجان، الذي أضاف القيمة الحضارية لمنطقة الخليج، وسعى لمواجهة الصورة النمطية في أن المنطقة مهتمه بالاستهلاك والترف المعيشي، بعيداً عن الإنجاز الابداعي الإنساني.

مسابقات

يحتضن مهرجان الخليج السينمائي أربع مسابقات رسمية، تقدم جوائز تبلغ قيمتها الإجمالية 500 ألف درهم، إضافة لكونها منطقة جذب استثمارية مع مختلف الجهات المعنية بالصناعة السينمائية، مثل أكاديمية نيويورك للأفلام، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وشركة إيمج نيشن أبوظبي، وشركة تونتي فور 54.

الإتحاد الإماراتية في

08.02.2015

 
 

قبل أن أذهب للنوم

محمد حمدي – التقرير

من يمكن أن يقف بجوارك، إذا تخليت أنت عن نفسك؟! وماذا تفعل لو اكتشفت أن كل من حولك يخدعك ويكذب عليك، وماذا تفعل إذا كان عقلك هو أول من يتخلى عنك؟ وما إذا كانت ذاكرتك تتلاشى بمجرد أن تخلد للنوم، فتستيقظ ناسيًا كل ما مر بك فى اليوم السابق؟!

 مـــن يقف معك إذا خانتك ذاكرتك؟!

 لا نعتبر أن قصة فيلم “قبل أن أذهب للنوم” قصة جديدة، الحبكة السينمائية نفسها تم استخدامها في العديد من الأعمال الدرامية الأخرى، ولعل طرحًا كوميديًا يناقش نفس القضية قُدم عام 2004 من بطولة “آدم ساندلر” بعنوان 50 first dates.

 يبدأ فيلم “قبل أن أذهب للنوم” بمشاهد افتتاحية للبطلة “كريستين”، والتي قامت بدورها المخضرمة “نيكول كيدمان”، تستيقظ “كريستين” من نومها لتكتشف أنها لا تتذكر أي شيء مما يجري حولها! تنظر بهلع للرجل الراقد بجوارها، تدخل دورة المياة لتكتشف مجموعة من الصور تجمعها لمن سيخبرها بعد قليل أنه زوجها “بن”، والذي قام بدوره “كولين فيرث”.

تعلم “كريستين” -ونحن معها- أنها تعاني مرضًا معقدًا ونادرًا، يدعى “فقدان الذاكرة السريع”، ستنسى كل ما حدث لها بمجرد أن تخلد للنوم، سيكون كل يوم يومًا جديدًا بالنسبة لها، وستستيقظ يوميًا في العشرينيات من عمرها فاقدة حوالي نصف عمرها الفائت!

 تتلقى اتصالًا هاتفيًا من الدكتور “ناش” قام بدوره “مارك سترونج”، يعرفها بنفسه بأنه المتابع لحالتها الصحية، و يخبرها أنه اتفق معها على أن تسجل يوميًا مقطع فيديو مصورًا لمُلخص يومها حتى لا تنسى مجددًا، ويخبرها بمكان وجود الكاميرا في ركن خفي من خزانة ملابسها. تشاهد “كريستين” الفيديو لتتعلم الحقيقة الأولى الصادمة: لا تثقي كثيرًا في زوجك “بن”!

 تتجه “كريستين” لمقابلة طبيبها الدكتور “ناش”، يخبرها ببعض المعلومات الإضافية عن مرضها، تعرضت لحادث بشع، عثر على جسدها عاريًا بالقرب من موقف سيارات قريب من المطار، ضربها أحدهم بضراوة على رأسها ما أفقدها الوعي والذاكرة، ولم تذهب تحريات الشرطة في أي اتجاه نظرًا لكونها الوحيدة التي تعلم هوية الجاني!

يأخذنا الفيلم في رحلة بحث مشوقة، بحث “كريستين” عن حياتها الضائعة، وذاكرتها المُضللة، تلك التي تتلاعب بها في أحد المشاهد وتوهمها أن الطبيب “ناش” هو من اعتدى عليها، إلا إنه يحقنها بعقار مهدئ ويخبرها أن ذاكرتها تحاول استعادة عملها من خلال إسقاط الجريمة على الطبيب، وندرك مع “كريستين” بعد عناء أن الطبيب بريء من تهمة الاعتداء عليها.

 مع استمرارها في التسجيل يوميًا وبانتظام، من خلال الكاميرا، نعلم بعض المعلومات الجديدة، “كريستين” لديها طفل صغير، مات في أحد الأيام نتيجة مرض ما، يخبرها “بن” بهذه الحقيقة فتنهار، تتجه للكاميرا وتسجل الذكرى، لكنها تكتشف في اليوم التالي أن زوجها أخفى حقيقة ابنها ووفاته، تتهمه بالخيانة ويتعجب هو من قدرتها على التذكر، لا تخبره بحقيقة الكاميرا شكًا في أمره، ويحاول التنصل من فكرة التلاعب بذاكرتها وتنقيحها لتعرف فقط ما يجب عليها معرفته، لكننا نعلم يقينًا أنه يخفي شيئًا ما.. شيئًا خطيرًا.

تستمر “كريستين” في حياتها الجديدة المضطربة، تقابل الدكتور “ناش” يوميًا، وتسجل يومياتها عبر الكاميرا الرقمية، وتحاول استكشاف ما يحاول “بن” إخفاؤه عليها، تقابل في هذه الأثناء صديقتها “كلير”، والتي قامت بدورها “آن ماري دوف”، تخبرها كلير بأن “بن” ليس الملاك الذي يضحي بوقته من أجلها، وتبدأ “كريستين” في اكتشاف جانب آخر لا تعلمه عن زوجها الذي تعيش معه تحت سقف واحد.

تقفز بنا الأحداث قفزًا بعد ذلك لنتكتشف الحقيقة التي يدخرها لنا الفيلم حتى اللحظات الأخيرة، ففي واقع الأمر “نك” الذي نعرفه نحن ليس هو “نك” الحقيقي زوج “كريستين”، بل في واقع الأمر الزوج الحقيقي والذي لعب دوره “آدم ليفي”، منفصل عن “كريستين” منذ حوالي 4 سنوات! بينما “نك” الذي يعيش مع “كريستين” تحت سقف واحد هو الجاني الحقيقي، وهو الذي يعاني مرضًا نفسيًا دفعه لاستلامها من المستشفى بأوراق هوية مزورة بعد أن تركها كل من حولها، ومن هنا انتحل شخصية زوجها وأقام معها سنوات عدة منتحلًا شخصية الزوج المحب لزوجته الساهر على راحتها!

لم يتركنا صناع الفيلم أمام التساؤل المفتوح حول ما إذا كان “نك” يستحق الشفقه كونه مريضًا عقليًا يهتم بحبيبته حتى عندما يهجرها الجميع، أم أنه مخادع استغل مرض “كريستين” ليوقع بها في حباله وينقح ذاكرتها على هواه، يقتحم الفيلم عقولنا وينحاز لنظرية “نك” المجرم الذي يستحق العقاب، ويدخر لـ “كريستين” نهاية سعيدة عندما تكتشف أن ابنها حيًا يرزق، وتتخلص للأبد من سموم “نك” الفكرية التي كان يبثها في عقلها ليلًا ونهارًا.

المخرج والمؤلف “روان جوف” صاحب أفلام مثل “28 weeks later” ،”the american” ،”brighton rock” قدم إخراجًا متميزًا للفيلم، على الرغم من الملل الذي تسرب لنفوس المشاهدين في بعض الأحداث وتكرارها على مدار الأيام، إلا إنه استطاع الحفاظ على حبكة الفيلم للنهاية مراوغًا الجمهور المتعطش لمعرفة حقيقة الجاني الحقيقي.

نيكول كيدمان استطاعت أداء دور “كريستين” المعقد بسلاسة تحسد عليها، السلاسة التي اكتسبتها من خبرتها الطويلة بنوعية معينة من الأدوار المعقدة مثل دورها في “eyes wide shut” ،”moulin rouge” ،”the others” وغيرها من الأعمال التي تميزت بأدائها، ونستطيع القول إنها كانت بطلة العمل الأولى والأخيرة بلا منازع.

يعتبر الفيلم انطلاقة وعودة قوية للفنان “كولين فيرث”، شاهدنا “فيرث” من قبل في “The kng’s speech” والذي يعتبر واحدًا من أفضل أعماله على الإطلاق، وفي رأينا أن هذا الفنان الهوليودي لم يأخذ حقه كاملًا، فأداؤه التمثيلي لا يتناسب مع الشهرة الباهتة التي حصل عليها في مشواره الفني، لكننا نعتقد أن الحظ قد يبتسم له في الأعمال القادمة خاصة بعد مشاركته في “Before I go to sleep”.

لم تقدم الموسيقى التصويرية جديدًا على صعيد الأحداث، على الرغم من التناغم بينها وبين المشاهد المتتابعة للفيلم، إلا إنها لم تترك داخل المشاهدين انطباعًا يذكر، على الرغم من تميز الديكورات واستطاعتها نقلنا كمشاهدين لعمق الأحداث بداية من المشهد الأول، الديكورات التي تميزت بالفخامة وبثها روح الألفة في بعض المشاهد، والاستعمال الدقيق للألوان على اختلاف الشريط السينمائي المتميز.

الفيلم على IMDB  - إعلان الفيلم

التقرير الإلكترونية في

08.01.2015

 
 

18 عاما من الصمت ..

حواء احتفلت معه بالعيد .. جورج سيدهم يتكلم !

حوار - طاهر البهي

 لأول مرة منذ 33 عاما تتزامن الاحتفالات بالمولد النبوى الشريف مع احتفالات ميلاد السيد المسيح.. وكما احتفلنا بالمولد النبوى - مولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم - على الصفحات السابقة فغننا نشارك إخواننا الأقباط احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد و نحل ضيوفا على بيت الفنان القدير جورج سيدهم الذى امتعنا على مدار أربعين عاما .. و الذى تكلم لنا والسيدة زوجته عن ذكريات العيد ...

كلما قمت بزيارة إلى الفنان الكبير القدير جورج سيدهم تملكتني مشاعر متباينة من السعادة الغامرة أنني بصحبته، وإحساس ثان هو حالة من الحزن العميق تنتابني تعاطفاً وتوحداً مع حالته الصحية إثر الهجمة الشرسة من المرض التي هاجمته منذ العام 1997م  والتي لازالت تترك أثرها على مركزي الكلام والحركة وتتسبب له في حالة من العزلة الإجبارية مع زوجة مخلصة والاعتزال المبكر وهو في قمة نضجه وعطائه الفني.

18 عاماً من الصمت يا جورج ولكنك صامد صمود الجبل العتيد تقاوم بحبك للحياة مستمداً قوتك من إيمانك بالله، ومن أنفاس زوجة مخلصة قلما يجود الزمان بمثلها، تحول محرابك في قاعتك المفضلة التي تعيش فيها معظم ساعات النهار وبضعة ساعات من الليل تحولها إلى واحة غنَّاء أنت وهي مليكيها، تطلب بنظرة عين فتلبي دكتورة ليندا زوجتك المحبة طلبك قبل أن يرتد طرفك، وقد تحول جسديكما إلى كيان واحد.. روح واحدة، تسعد فيها الزوجة بخدمتك – وهي خدمة شاقة لمن لا يعرف – وتطمئن أنت إلى وجودها.. زوجة وأم وحبيبة وأخت وطبيبة، تعرف كل صغيرة وكبيرة عن حالتك، إلا أنها حتى يطمئن قبلها تجري عشرات الاتصالات بأطبائك المحبين قبل أن تمنحك قرصاً واحداً من العلاج بإخلاص ووعي وفهم لاحتياجاتك.. حقاً.. "حينما يكون الاثنان واحداً".

شددت الرحال إلى منزلك بعد أيام قليلة من خروجك من المستشفى على إثر أزمة صحية مفاجئة، ومن بين عشرات الاتصالات من صحف وقنوات فضائية اخترت أنت "حواء"  لتفتح لها أبوابك المغلقة على مدار الساعة نيابة عن كل الزملاء معللة ذلك بأن حالة المودة التي تجمعنا بجورج ستساعد في رفع معنوياته وعدم إحساسه بالضيق في وجودنا في جو من الألفة والصداقة.

وبالفعل ما أجمل استقبالك يا جورج، فقد تهلل وجهك ولسانك بالآهات مع دخولي وزميلي المصور الفنان سامح كامل..

كانت مفاجأة هائلة عندما استقبلني جورج سيدهم بجملة "كل سنة وأنت طيب".. قالها ببطء ولكنها واضحة تماماً، واغرورقت عيناي بالدموع، فهي الجملة الوحيدة التي ينطقها جورج – تقريباً – ولا يقولها إلا لمن يعتز بهم وفي المناسبات السنوية فقط.

ونحن جئنا ممثلين أسرة مجلة حواء لنقول لأجمل زوجين، لمن يتحديان المرض ببسالة ويعزفان معاً أجمل ألحان الحب والإخلاص ويمثلان أرفع درجات القيم النبيلة مجسدين المعنى الحقيقي لتوحد الزوجين والتفاني في خدمة الزوج "كل سنة وأنت طيب يا جورج"، "كل سنة وأنت طيبة يا دكتورة ليندا" بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

ضحكنا وبكينا في صحبة جورج سيدهم، فهو الفنان الذي أضحك المصريين والعرب جميعاً، ضحكنا عندما قدمت دكتورة ليندا أكواب الشاي الساخن – وهي بارعة في صنعه – فاستسمحت أنا في كمية ضئيلة كعادتي، ولكن جورج ينصحني بعينيه المحبة وإشارة من يده بأن أطلب المزيد من السكر حتى أتغلب على نحافتي!

ما أجملك سيدي..

تحكي "ليندا" عن استمرار حب الأجيال الجديدة لجورج رغم ابتعاده عن الساحة منذ عقدين من الزمان، فتذكر لنا أن ابنة الجيران في الشقة المقابلة لمسكنهم طرقت الباب ولم تعرفها الدكتورة، فسألتها بحذر من تريدين، فقالت أنا جارتكم والتحقت بكلية الإعلام، وكانت فرحتي غامرة من المفارقة أن أستاذي في الجامعة طلب منا بحثاً عن الفنان جورج سيدهم، وهنا قبلتها دكتورة ليندا ومنحتها نسخة من الكتاب الذي يحوي سيرة الفنان الكبير.

العيــــد:

عن العيد حاول جورج التعبير عن فرحته وأساه في الوقت نفسه عن ذكريات العيد في عقله وذاكرته العفية، فأومأ برأسه وبإشارة من يده إلى صورة محددة في البيت، فهمت منها د. ليندا ماذا يريد أن يحكي، فقالت إنه يشير إلى آخر احتفال لنا بالعيد قبل مرضه – شفاه الله – وكيف دخلنا الكاتدرائية تتشابك أيادينا وسط ترحاب وحب صادق أحاطنا به جميع الحاضرين وهم عدد ضخم يحضر قداس عيد الميلاد، ومن شدة التصفيق اعتقد بعض الحاضرين أن قداسة البابا شنودة الثالث قد دخل من الباب الذي نقف على عتبته، وابتسم جورج بشدة وقام بتحية كل الحاضرين تحية حارة ثم توجهنا إلى أماكننا، وكان من عادة جورج – حتى قبل زواجنا – أنه كان يدخل قداس عيد الميلاد وتتشابك ذراعه مع يد الفنانة الكبيرة نادية لطفي وكانت هذه هي عادة سنوية لا يخلفها الاثنان، وبالفعل كان قداسة البابا شنودة الثالث يحب الفنانة نادية لطفي ويصافحها يداً بيد، وكان جورج يتفاءل بها في هذه المناسبة ومع بداية عام جديد.. (ملحوظة المحرر: كانت والدة جورج في آخر أيامها قد أوصت "بولا" – نادية لطفي – على جورج وأن تعتبره شقيقها).

وأسأل جورج عن صداقته بقداسة البابا الراحل..

-يشير إلى زوجته ليندا للحديث، فتقول إنه كان بينه وبين البابا كيمياء خاصة حتى أنه عندما فرضت العزلة على قداسة البابا فإن جورج كان دائم التردد عليه والتجول معه بين مزارع الفاكهة بالدير.

ومن كان أول المتصلين بكم في العيد؟

-لسنوات كانت المكالمة الأولى من الخواجة جورج نسيم وكانت تأتي إلى جورج ليلة العيد، وفي أول أيام العيد كان جورج حريصا على دعوة كل أقاربه ليأتوا إلينا في المنزل ونتناول الطعام والحكايات معاً، وهي عادته المفضلة التي لم تنقطع إلا بعد اشتداد المرض عليه.

ومن عاداته أيضا حتى الآن أنه يطلب منى أن يقترب من تليفون المنزل ويفتح الـ "سبيكر" ويأخذ دفتر التليفون ويشير إلىّ بالأسماء وأنا أقوم بالاتصال وعن طريق مكبر الصوت يفاجىء جورج أصدقاءه بـ "كوول س ن ة وانت ط ي ب" ثم يضحك من قلبه وإن كنت ألمح دموعاً في عينيه.

وهو أشد حرصا على أن يفعل الشىء نفسه مع أصدقائه المسلمين في ليلة الرؤيا لشهر رمضان الكريم وفي العيدين الفطر والأضحى المبارك.

هل من المسموح به أن أسأل جورج عن الحريصين على متابعته حتى الآن؟

-يشير جورج بيده حتى خلف أذنه، فيما تقول الدكتورة ليندا إن هذا السؤال يحمل ظلماً للوسط الفني، فالظروف لا يعلمها أحد إلا الله سبحانه، وزملاؤه منهم من أصابه المرض،ِ ومنهم من كبر، ومنهم من يصارع متطلبات الحياة، فأنا لا ألوم أحدا ولكن هناك من الأصدقاء الذين يسألون في المناسبات على رأسهم الفنانة الكبيرة نادية لطفي، ومشيرة إسماعيل، ودلال عبدالعزيز، الفنان حمدي أحمد الذي يفاجئنا في كل عيد باتصاله من أسقفية سوهاج ويهنئنا بالعيد من هناك.

أعرف أن قداسة البابا تواضروس قد زار جورج في منزلكم؟

-بالفعل.. وقد لمست تواضع ومحبة قداسة البابا الذي استطاع أن يحتوي الجميع.

يوم جورج كيف يمضى؟

-يصحى مبكراً جدا في الثامنة صباحاً يستمع إلى القداس ويتناول فنجان شاي بالحليب وبسكوتة خفيفة، الساعة 11 نبدأ الشاور، ثم الإفطار والأدوية ومحاليل توسيع الشعب الهوائية بسبب أزمته الأخيرة وهي ناتجة عن شراهته في التدخين أيام المسرح حتى أن أحد أصدقاؤه قال لي إنه كان "معين موظف" يمسك له السيجارة في كواليس المسرح!.

بعد الإفطار يقف جورج أمام صورة تجمع والديه الراحلين فيبتسم لهما وينحني ثم ينصرف، هذه الطقوس لم يتخل عنها جورج أبدا حتى اليوم.

بعد ذلك يتابع قنوات البث المباشر ويشاهد الأخبار باهتمام بالغ، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن الاقتصاد والسياسة، ويعلم تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسي ويبحث هو بنفسه عن طريق الريموت كونترول عن التقارير التليفزيونية التي تقدم وجبات إخبارية عن رحلات ومقابلات الرئيس السيسي.

وأسأل جورج عن قنوات الأفلام والمسرح القديمة، فيبدي إعجابه بها، ولكن أعاود السؤال عن الجديد الذي استوقفه للشباب، فيشير إلى شاربه، وتشرح لي الدكتورة أنه يقصد مسلسل (الكبير قوي) لأحمد مكي ودنيا سمير غانم، وتمتد أصابع جورج وبصره إلى غلاف كتابه ويشير إلى صورة الضيف أحمد ويرفع يده بالدعوة له بالرحمة والمغفرة، وتذكر الراحل الصديق الكبير طارق حبيب فدمعت عينيه.

وهنا تعلق ليندا مكرم: إن جورج رائع جداً كصديق وفي لأصدقائه حتى أن طبيبه في مستشفى الحياة دكتور/ سيف وهيب ينهي عمله بالمستشفى ويمر يجلس معه نصف الساعة يتحاكيان سوياً، وجورج يشعر جدا بالذين يحبونه ويمتن لمشاعرهم.

وعن آخر نزهة قام بها قالت: أنا لا أخرج إلا مع جورج، ولم نخرج منذ شهور إلا لدخوله المستشفى، وهو تمنى حضور افتتاح المسرح القومي الذي قرأ خبر افتتاحه في عناوين الأخبار.

سعيدة بتكريمها واختيارها رئيس لمجلس أمنائه ..

سميحة أيوب: سنعيد أمجاد المسرح القومى

حوار - شيماء أبو النصر

حفرت اسمها بحروف من ذهب، وزينته بعلامات مضيئة في تاريخ المسرح، تميزت بأدائها العبقري للأدوار الصعبة والمركبة، وقدرتها الفذة على تجسيد مختلف الشخصيات والتعبير من خلال عينيها وقسمات وجهها لتمهد لنفسها في عالم الفن طريقاً استحقت في نهايته وعن جدارة لقب "سيدة المسرح العربي".

رغم ضيق وقتها وانشغالها بالاستعداد لأداء العمرة اختصت الفنانة القديرة سميحة أيوب "حواء" بحوار مطول لم تنقصه الصراحة، طافت فيه بين صفحات الثقافة والفن والمسرح بشكل خاص انطلاقا من فرحتها بعودة الحياة إلى المسرح القومى بعد غياب ست سنوات, واختيارها رئيسا لمجلس أمنائه لوضع خطة تطويره مع كوكبة من رواد ونجوم المسرح, وامتدت خيوط الحديث إلى السياسة وحقوق المرأة.

·        فى البداية.. ماذا تمثل لك إعادة افتتاح المسرح القومى بعد غلقه من أجل ترميمه لأكثر من ست سنوات؟

- لا أستطيع أن أصف مدى فرحتى بوقوفى على خشبة المسرح القومى مرة ثانية أثناء تكريمى من رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بعد الحريق المؤسف الذي تعرض له هذا المسرح العريق وغلقه ست سنوات كانت بمثابة الوجع فى قلوب كل الفنانين الذين وقفوا على خشبته وأبدعوا فى مسرحياته، وأنا شخصيا أعتبره كنز ذكرياتى الفنية التى لن أنساه أبدا.

·        كيف ترين تكريمك مع كوكبة من كبار النجوم وعمالقة المسرح فى حفل الافتتاح؟

- رغم تكريمى فى العديد من المناسبات محليا وعالميا، حيث كرمنى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومنحنى وسام الجمهورية عام 1966، وحصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السوري حافظ الأسد عام 1983، كما حصلت على وسام بدرجة فارس من الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان عام 1977، ووسام من دولة تونس، بالإضافة إلى شهادة  تقدير من الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979 إلا أن تكريمى على خشبة المسرح القومى له مذاق خاص ومعنى أجمل بالنسبة لى لأن بيتى الفنى رجع من جديد، ورأيته فى أجمل صورة بعد غياب طويل، والأجمل أن ليلة الافتتاح كانت أشبه بعرس جميل لجميع فنانى مصر وفى مقدمتهم من عملوا على خشبته.

·        ما أهم الملفات على مكتبك بعد اختيارك رئيسا لمجلس أمناء المسرح القومى؟

-إعادة أمجاد المسرح القومى الهم الشاغل لى منذ علمى بتولى منصب رئيس مجلس الأمناء، ولكنى لن أنفرد بأى قرار يخص المسرح، ولابد من التشاور مع جميع الزملاء والأعضاء بالمجلس وهم  الفنانون عبد الرحمن أبو زهرة ومحمود الحدينى، ومحمد وفيق، والناقدة آمال بكير، ود.نهاد صليحة، ود.حسن عطية، والمخرج عصام السيد، والمخرج خالد جلال، ومدير المسرح القومي بصفته، خصوصا وأنهم من الأسماء المحترمة، ولهم تاريخ طويل وخبرة فى مجال المسرح.

·        ومتى تبدأون العمل كمجلس أمناء لوضح خطة تطوير المسرح القومى؟

-سنجتمع قريبا لمناقشة ملامح هذه الخطة فى ضوء موقف جماعى من أجل تحقيق قفزة فنية ومسرحية فى الفترة المقبلة.

·        فى رأيك.. ما المشكلات التى تحول دون تطوير المسرح القومى ليعود إلى سابق مجده؟

-فى اعتقادى أن المشكلة الانتاجية ونقص الاعتمادات المالية للمسرح فى مقدمة معوقات انطلاقته، فالعمل المسرحى له متطلباته المادية اللازمة لإثراء أدواته وصنع مسرحيات ذات جودة عالية لجذب الجمهور من جديد.

·        كيف ترين حال المسرح فى الفترة الأخيرة؟

- المسرح المصرى مازال يحتفظ بمبدعيه الذين يريدون العمل بجد بغض النظر عن بعض المشكلات التى عانى منها خلال السنوات الأربع الأخيرة بسبب الظروف السياسية والأمنية التى تعرضت لها البلاد، فالمسرح المصرى يمكن أن يمرض لكنه لا يموت بحكم الأجيال المتعاقبة من الفنانين المصريين المبدعين.

·        على ذكر أزمة السنوات الأخيرة كيف تأثر المسرح والفن بشكل عام بفترة حكم الإخوان ؟

- المسرح مرآة المجتمع وأبو الفنون، ومن المؤكد أنه تعرضه لوعكة صحية كبيرة خلال تلك الفترة، لكن مصر كلها كانت فى ظلام وليس الفن أو المسرح فقط، وفى هذه الأجواء لم يكن ممكنا أن تبزغ شمس المسرح، وباختصار أقول: "كانت سنة منيلة"!

·        ما سر سقوط الإخوان السريع، وفشلهم فى حكم مصر رغم صراعهم على مدى أكثر من ثمانين عاما للوصول إلى السلطة؟

- الإخوان تنظيم يغلب عليه مبدأ السمع والطاعة العمياء، وبينهم وبين الثقافة والفكر والفن عداء شديد لأنهم لم يعتادوا التفكير وتذوق الجمال، وهم لا يفكرون بعقولهم، وإذا فكروا فهم مشغولون بحجب المرأة فقط، بل وهمهم " النص التحتانى"َ!

·        بحكم أنك سيدة المسرح العربى.. فى أى العهود السابقة كان المسرح أسعد حظا؟

- بالتأكيد أحوال المسرح كانت أفضل فى عهد الزعيم جمال عبد الناصر لأنه كان يقدر دور الفن، وكان يرغب دائما فى تهذيب وجدان الشعب، ويريد دائما أن يرى المواطن المصرى مرفوع الرأس، ومثقف، وفخور بوطنه، لذلك ازدهر الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص فى الستينيات من القرن الماضى بعكس ما حدث فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ويكفي أنني شخصيا تعرضت لمضايقات وصلت إلى حد منع مسرحيتين وهما "الأستاذ" للكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة، و"قولوا لعين الشمس" للكاتب الكبيرالراحل نجيب سرور.

·        وماذا تتوقعين للفن والمسرح فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى؟

- أنا شخصيا متفائلة جدا بمستقبل الفن والمسرح فى عهد الرئيس السيسى، وهناك الكثير من الشواهد التى تعزز هذا التفاؤل ومنها لقاءاته المتعددة بالمثقفين والفنانين من مختلف الأجيال للاستماع إلى وجهات نظرهم في عودة أدوات القوة الناعمة لمصر وفى مقدمتها الفن والثقافة، ولكن يجب أن نتمهل ولا نتعجل النتائج أو نقسو فى مطالبنا، فهذه الفترة تحتاج إلى مزيد من التروى، وإدراك قيمة ومعنى الوقت فى إنجاز الأولويات، فلا أحد يمتلك عصا سحرية لتغيير الواقع فى الحال.

·        بصراحة.. هل تشعرين بأن الدولة جادة فى النهوض بالفن؟

- نعم، هناك إرادة سياسية حقيقة للنهوض بالبلد كلها، والفن والمسرح بشكل خاص، وهو ما ظهر مع إعادة تطوير وافتتاح المسرح القومى و تكريم رواده ما يحمل رسالة إيجابية لأهل الفن، وكذلك تشكيل مجلس أمناء لهذا المسرح بفكر متعدد لإدارته بعيدا عن القرارات الفوقية.

·        مسرحة المناهج التعليمية كانت من أهم أفكارك التى تقدمت بها لأحد وزراء التربية والتعليم السابقين.. فما أهم ملامحها وماذا حدث لها؟

- هذه الفكرة لم تكن وليدة الصدفة لكننى عكفت على دراستها لأكثر من ثلاثة شهور، وأعددت دراسة كاملة عنها حتى أننى اقترحت تمثيل المناهج فى مبنى تابع لوزارة التربية والتعليم أمام مسرح البالون على أن يقوم الطلاب بتقديم القصص والروايات المقررة دراسيا لتحويلها إلى نصوص مسرحية للمساعدة فى اكتشاف المواهب وتنميتها، ولاستيعاب طاقات الشباب، وتحصينهم ضد بعض الآفات والأمراض الاجتماعية خصوصا الإدمان الذى انتشر بشدة فى فترة التسعينيات.

·        وما مصير هذا المشروع؟

- تقدمت بالدراسة كاملة إلى الدكتور أحمد فتحى سرور وكان يشغل منصب وزير التربية والتعليم آنذاك، وبالفعل أعجبته الفكرة، وقال لى "هايل.. كلمينى بعد 15 يوما" وانتظرت شهرا كاملا ثم اتصلت به فأرسلنى إلى مسئولة كبيرة بالوزارة أكدت لى أنها تعمل فى مشروع مشابه، وستفتتح أولى مسرحياته فى مارس التالي لكن الغريب أن مارس هذا لم يأت منذ 15 سنة، ورغم أننى قمت بواجبى متطوعة ومتمنية أن يرى هذا المشروع النور لكن لا حياة لمن تنادى كما يقول المثل الشعبى المعروف.

·        ما رأيك فى تجربة تياترو مصر للفنان الكوميدى أشرف عبد الباقى؟

- فكرة تياترو مصر جميلة وبناءة، وأشرف عبد الباقى فنان شاطر ومجتهد، والفكرة يزداد عمقها بالتركيز على موضوعات تمس قضايا المجتمع والمواطن المصرى فى هذه المرحلة، كما أنها تقدم للمسرح مواهب شابة حقيقية فى انتظار الفرصة.

·        ما مشاريعك الفنية خلال الفترة المقبلة؟

- لا يشغلنى فى هذه الأيام سوى أداء رحلة العمرة، وبعدها سأبدأ تصوير دورى فى فيلم "الليلة الكبيرة" للمخرج سامح عبد العزيز، وأقدم فيه شخصية "خادمة مقام" وأثق تماما فى قدرات ورؤية سامح عبد العزيز، ويكفى أنه من أقنعنى بالعودة إلى السينما بعد غياب 17 سنة فى فيلم "تيتة رهيبة".

·        لا صوت يعلو خلال الأيام الأخيرة على صوت الاستعدادات للانتخابات البرلمانية المقبلة.. فهل فكرت سيدة المسرح العربى فى الترشح للبرلمان للدفاع عن حقوق حواء؟

- لم أفكر أبدا فى مسألة الترشح فى الانتخابات رغم أن الكثيرين حاولوا إقناعى بذلك، لكني لم استجب لتلك المطالبات لأن الانتخابات "لعبة مش حلوة"، وأعتقد أن المرأة المصرية فى المدن نالت الكثير من مطالبها وانتهى زمن التلويح بأن مكاسبها منحة أو تفضل من أحد، فالمرأة المصرية حصلت على حقوقها بأظافرها لكن وضع النساء فى الأرياف مازال سيئا، ويحتاج إلى إصلاح.

حواء المصرية في

08.01.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)