كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كريم عبدالعزيز:

«الفيل الأزرق» أصعب مغامرة فنية في حياتي

كتب: أحمد الجزار 

 

قال الفنان كريم عبدالعزيز، إنه لم يكن يتخيل أن يقدم عملاً درامياً وروائياً «تقيل» مثل فيلم «الفيل الأزرق» الذى يخوض به المنافسة فى سباق أفلام العيد، مشيرًا إلى أنه اشتهر بتقديم الأعمال الكوميدية والرومانسية، موضحًا في حواره مع «المصري اليوم» أنه ومنذ تجربته فى مسلسل «الهروب» اتخذ قراراً بالعودة إلى ملعبه الأول وهو الرومانسية أو الكوميديا اللايت، لافتًا إلى أن صديقه المخرج مروان حامد، فاجأه برواية «الفيل الأزرق» للكاتب أحمد مراد، مشيرًا إلى أنه وجد نفسه أمام شخصية درامية من الصعب أن تتكرر وعمل سينمائى متكامل، ومغامرة فنية تحرك بداخله طاقة ممثل تريد أن تنفجر، مشددًا على أنه قرر في تلك اللحظة تأجيل عودته للكوميديا والرومانسية ويقدم عملاً تشويقياً درامياً، وإلى تفاصيل الحوار.

لماذا هذا التغيير المفاجئ مع فيلم «الفيل الأزرق»؟

- بصراحة كنت أبحث عن التغيير منذ أن قدمت فيلم «ولاد العم» ولم أعثر على العمل المناسب الذى يشجعنى على التغيير، وبعد أن قدمت فيلم «فاصل ونواصل» كنت أبحث عن عمل رومانسى أو كوميدى لايت، ولكن فجأة عرض علىّ فيلم «الفيل الأزرق» ووجدت أنه تغيير جذرى بالنسبة لى بالإضافة أن موضوعه جديد على السينما المصرية والعربية عموماً، وهو ما كنت أتمنى تحقيقه منذ فترة، بالإضافة إلى أن هذا الفيلم جعلنى ولأول مرة أتعامل مع الأدب، لأنه أول فيلم سينمائى بالنسبة لى مأخوذ عن رواية، وهذا هو ثانى عمل سينمائى مأخوذ عن رواية بالنسبة لجيلنا بعد فيلم «عمارة يعقوبيان»، وهذا شرف لى لأننا استطعنا أن نعيد الأدب للسينما من جديد.

وما التحدى بالنسبة لك؟

- التحدى الأول هو العمل ككل، ولكن على مستوى التمثيل فالشخصية جديدة علىّ تماماً لأن تفاصيل يحيى لم أعرفها فى حياتى ولم أقابلها سواء فى وسط أصدقائى أو فى الشارع، وكان لابد أن أحضر لها من الصفر بداية من التحضير على الورق مع السيناريست أحمد مراد وأيضاً مروان حامد، كذلك الجزء العلمى فى الشخصية لأننى أجسد دور طبيب نفسى، وهذا ما اضطرنى إلى اللجوء لبعض الأطباء النفسيين للتعرف على طبيعة التعامل مع المرضى، وأيضاً نطق واستخدام بعض الأدوية المناسبة وتفاصيل أخرى عديدة كان فى مجملها صعبة للغاية بخلاف معظم الشخصيات التى قدمتها من قبل والتى كانت تشبهنى فى بعض صفاتها أو قريبة منى، وهذا ما جعل المجهود المبذول فيها أقل من أى شخصية أخرى، لذلك فإننى أرى أن شخصية يحيى فى الفيل الأزرق هى أصعب مغامرة فنية فى حياتى.

وما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك؟

- بصراحة العمل كله صعب، لدرجة أن هناك مشاهد محددة بعد أن قمت بتصويرها لم أعرف كيف قمت بتصويرها بهذا الشكل، كما أن الشخصية فى حد ذاتها تحمل مجموعة من الاحاسيس المتداخلة والتى لها أثر كبير فى حياة يحيى، فهو مزيج من حالة حب وندم وتأنيب ضمير وعلىّ أن أستعرض كل هذه الأحاسيس فى مشاهد محددة، كما أن هناك مشاهد أخرى عديدة ليحيى وهو صامت، ولكنها تعكس الحالة التى بداخله وهى أيضاً صعبة للغاية، ولكن من أصعب المشاهد أيضاً مشهد اعترافه لحبيبته القديمة بيوم الحادث والذى فقد فيه زوجته وابنته وهو المشهد الذى رفض أن يعود إلى ذهنه من جديد، وكان يحاول الهروب منه طوال الوقت، ولكنه فى لحظة خاصة كسر هذا الخوف والصمت وتحدث عن هذا اليوم المشؤوم.

وكيف تقيم المخرج مروان حامد فى أول تجربة تجمع بينكما؟

- مروان صديق عمرى منذ الصفولة حتى فى معهد السينما فهو كان سبب ترشحى للمخرج شريف عرفة، فى أول دور قدمته فى حياتى من خلال فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» عندما كان يعمل مساعداً له، ولكن لم نتوفق فى أى عمل آخر بعد ذلك، حتى رشحنى لهذا الفيلم وبصراحة شعرت بإحساس مختلف تماماً كممثل، عندما عملت مع مروان لأنه نجح فى أن يفجر بداخلى طاقات تمثلية جديدة وأجمل وأغرب ما فى كممثل، لذلك فلا أنكر أننى تفاجأت بنفسى فى العديد من المشاهد، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مروان وهذا لا يتعلق بى فقط لأنك ستجد خالد الصاوى مختلفاً، وأيضاً نيللى كريم ودارين حداد وشيرين رضا، وكل من عبر من أمام الكاميرا فى هذا الفيلم سيجد نفسه فى شكل مختلف تماماً وهذه إضافة لنا جميعاً.

تتحدث عن الفيلم وكأنه بداية جديدة لكريم عبدالعزيز؟

- لا أستطيع أن أقول إنه بداية فى المطلق لأننى فى كل عمل أحاول أستفاد من خبراتى السابقة، ولكن هذا العمل سيقدمنى بشكل جديد ومختلف، ولكن من الممكن أن تقول إنه بداية لى فى هذه المنطقة لأنه عمل تشويقى اجتماعى رومانسى ولا أنكر أننى فخور بتقديم هذا الفيلم وبصراحة لم أتخيل نفسى يوماً بأننى سأقدم هذا العمل.

وبصراحة لم تخش فى هذا الفيلم أن تفقد ترتيبك فى «البوكس أوفيس»؟

- لا أنكر أن الفيلم صعب وأكثر ما يخيفنى ويقلقنى أيضاً هو أن النوعية جديدة، كما أنها تحمل مجازفة كبيرة حتى للجمهور وأحياناً تكون المجازفة «غصب عنك» ولكن دائماً الممثل الحقيقى يضعف أمام الدور الجيد مهما كانت خطورة هذه المجازفة أو المغامرة، فأنا أعرف حجم المغامرة وأعرف مدى صعوبتها، ولكنى أيضاً أراهن على الجمهور الواعى لأن الجمهور لم تعد له مقاييس أو حسابات ودائماً ما يفاجئنا لذلك فأنا أتوقع أن يكون هناك جمهور كبير للفيلم، خاصة أن الرواية نفسها حققت نسبة مبيعات كبيرة منذ أن طرحت لدرجة أنه نفذ منها 10 طبعات حتى الآن، وهذا رقم قياسى، بالإضافة أن لها شهرة كبيرة وسط المثقفين، خاصة أنها وصلت إلى القائمة القصيرة لروايات المتنافسة على جائزة البوكر، وأعتقد ان كل هذه المقومات ستكون فى صالح الفيلم.

ولكن عرضه فى عيد الفطر تحديداً قد يكون فى غير صالح الفيلم؟

- لم أتوقع يوماً أن يخذلنى الجمهور ولكنى فى الوقت نفسه قلق ومرعوب لأن هذه التجربة مختلفة وجديدة على الدراما المصرية خاصة المعاصرة وأيضا الدراما العربية لذلك فالمغامرة فى هذا الفيلم أكبر من أى فيلم آخر ولكن أنا على ثقة بأن الجمهور لا يستطيع أحد أن يخدعه الآن ويستطيع أن يفرق جيداً بين العمل الجيد وغير الجيد، وأتمنى أن يكرمنا الله فى هذا الفيلم بقدر المجهود الذى بذلناه فيه، كما أننى أرى أن الفيلم الجيد له جمهوره فى أى وقت يطرح فيه سواء عيد الفطر أو الصيف، أى حتى عندما يفتح موسم لنفسه، وأنا شخصياً أعترف بالفيلم الجيد وليس بالموسم، لأنه فى النهاية سيجد جمهوره والأهم أن نقدم للجمهور عملاً فنياً محترماً وأن ننجح فى أن نعيد جزءاً كبيراً من الشباب الذين عزفوا عن السينما خلال الفترة الماضية نتيجة لسيطرة نوع محدد من الأفلام، لذلك فأنا سعيد بالتنوع الموجود الآن فى موسم عيد الفطر لأنه يؤكد أن لدينا أفلاماً جيدة وأتمنى أن تنجح هذه الأفلام فى فتح شهية الجمهور حتى نستطيع أن نجذب المنتجين للصناعة من جديد بعد أن توقفوا خلال السنوات الأخيرة، لأنه ليس من المنطقى أن تتوقف صناعة عمرها يتجاوز المائة عام عندما نواجه عاصفة بهذا الشكل، وعلينا جميعا كفنانين أن نساند الصناعة حتى تعود أكبر مما كانت لأنها ثروة قومية كبيرة ولها أهداف ثقافية هامة فى المنطقة.

وهل الفيلم التزم بكل تفاصيل الرواية؟

- بالتأكيد لا، لأن تفاصيل العمل السينمائى تختلف كثيراً عن العمل الروائى، وفى النهاية نحن نقدم منتجاً تتراوح مدته بين ساعة ونصف إلى ساعتين ونصف، ولا نستطيع خلاله أن نقدم كل تفاصيل الرواية، ولكننا مزجنا بعض الخيوط وقمنا بإجراء بعض التغييرات سواء فى النهاية أو بعض المشاهد الأخرى، وهذا بالاتفاق مع أحمد مراد والذى كتب الرواية وسيناريو الفيلم، لأن أحمد رغم أنه أديب إلا أنه خريج معهد السينما قسم تصوير، ولديه حس فنى كبير فى كتابة السيناريوهات، حتى إن رواياته مكتوبة بشكل أشبه بالسينما، وتجد شخصياته واضحة وتتحرك أمامك على الورق، ولذلك فهو كان أنسب شخص يقوم بتحويل الرواية إلى سيناريو سينمائى.

وهل حددت خطوتك المقبلة؟

- وقعت عقداً مع المنتج وائل عبدالله على تقديم فيلم رومانسى كوميدى لايت سأبدأ تصويره بعد العيد مباشرة ليعرض فى موسم نصف العام، كما أننى تعاقدت أيضا مع شركة أوسكار والمنتج محمد فوزى لتقديم مسلسل تليفزيونى فى رمضان 2015 ولكن لم نحسم فكرته بشكل نهائى، ولكنى أميل إلى تقديم عمل لايت خلال الفترة المقبلة لأنه بصراحة الضحك وحشنى وأنا شخصياً أحب الضحك، ومنذ فترة طويلة وأنا بعيد عن هذه الأعمال، ولكنى سأبدأ التحضيرات فور اطمئنانى على فيلم «الفيل الأزرق».

المصري اليوم في

28.07.2014

 
 

أفلام العيد:

السرقة مستمرة.. والمُبرر كالعادة: «الفن للجميع»

كتب: أحمد حمدي 

يخرج الجمهور من اقتباسات الدراما، لاقتباسات السينما، كما لو أن بئر الإبداع المصري جفت أفكاره، ولم يبق له سوى إعادة إنتاج الأفلام الأجنبية، و«تمصيرها»، ليتم عرضها مرة أخرى على الجمهور بلغة مختلفة وأحداث متشابهة كما في أفلام عيد الفطر هذا العام، وطبقًا لتصريحات كثيرة في حالات سابقة لاقتباس أفكار أفلام أمريكية وتمصيرها، فمن المتوقع أن يخرج بعض من صناع الأفلام المقتبسة ويبررون ذلك بأن «الفن للجميع».

ويشهد موسم العيد عرض فيلم «الحرب العالمية الثالثة»، بطولة الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وهو مقتبس من الفيلم الأمريكي Night at the Museum، بطولة الممثل بن ستيلير، والذي عرض منه جزئين عامي 2006 و2009، ويروي قصة حارس المتحف الذي يفاجأ بعودة التماثيل المعروضة للحياة عندما يحل الليل، فيما يتحول الرعب الذي يشعر به في البداية إلى صداقة بينه وبينهم.

أما الفنان أحمد حلمي، فيعود للسينما بفيلم «صنع في مصر»، والذي يدور في إطار من الكوميديا من خلال شاب يمتلك محل لعب أطفال وليس لديه أي طموح لكنه يواجه معاناة من كثرة ثرثرة «باندا» يمتلكها في المحل ما يضطره لوقف شريحة «الكلام» لهذه الباندا، لكن أثناء ذلك ينقطع التيار الكهربائى ويتحول هو شخصيًا إلى باندا، والفيلم إخراج عمرو سلامة ويشارك في بطولته ياسمين رئيس ودلال عبدالعزيز والطفلة نور عثمان، وفكرة الفيلم مأخوذة عن الفيلم الأمريكي Ted، بطولة الممثل مارك والبيرج، والذي عرض في عام 2012، فيما يتم التحضير لجزء ثاني منه ليعرض العام المقبل.

وبنفس الطريقة، تعود الفنانة ياسمين عبد العزيز للشاشة الكبيرة بفيلم «جوازة ميري»، والذي يحكي قصة صديقان يعملان في جهاز أمني يكتشفان وقوعهما في حب نفس الفتاة فيما يتصارعان على الفوز بها في إطار كوميدي، وهي القصة المقتبسة من فيلم his Means War، بطولة توم هاردي وكريس بين وريس ويذرسبون، والذي عرض عام 2012.

أما الفنان كريم عبد العزيز، فيلعب بطولة فيلم «الفيل الأزرق»، والمأخوذة من رواية الكاتب أحمد مراد، إلا أن الرواية نفسها تواجه اتهامات من البعض بأنها مقتبسة من قصة فيلم Tattooist، الذي قام ببطولته جايسون بير وماي بلاك، وعرض عام 2007.

المصري اليوم في

28.07.2014

 
 

5 أفلام تتنافس على إيرادات أطول موسم سينمائي في 2014.. والمنتجون متفائلون

كتب: أحمد الجزار 

على غير العادة منذ ثلاث سنوات يشهد موسم عيد الفطر منافسة بين 5 أفلام دفعة واحدة معظمها تنتمى للأفلام عالية التكلفة ما يؤكد أن الجمهور هو المستفيد الوحيد من هذه الأفلام بعد أن سيطرت نوعية محددة من الأفلام على المواسم السابقة، جوده الأفلام وإقبال الجمهور لم يكن الشىء الوحيد المتوقع من هذا الموسم ولكن هناك كثير من المنتجين يراهنون على إعادة الثقة من جديد إلى جمهور السينما وأيضا عودة جديدة للإنتاج من جديد، لذلك يعد الموسم أنبوبة اختبار حقيقية لجمهور كان يشكو من ضعف الأفلام ونمطيتها ولكن هذا الموسم يشهد تنوعا كبيرا في الأفلام ولذلك يتوقع المنتجون نجاح هذه الأفلام في تجاوز سقف الإيرادات المعتادة.

يأتي في مقدمة هذه الأفلام فيلم «الفيل الأزرق» لكريم عبدالعزيز والمأخوذ عن رواية بنفس العنوان للكاتب أحمد مراد حققت نجاحا وشعبية كبيرة خلال السنوات الأخيرة منذ طرحها في 2012 حتى إنها وصلت للقائمة القصيرة النهائية المتنافسة على جائزة البوكر، ورغم أن البعض كان يتخوف من طرح هذا الفيلم خلال هذا الموسم الذي يكون الصوت الأعلى فيه للكوميديا إلا أن أسرة الفيلم نفسها تراهن على ذوق الجمهور وأنه أصبح أكثر وعيا ويحتاج إلى فيلم جيد بعيدا عن مسميات المواسم،

والفيلم تدور أحداثه في إطار بوليسى تشويقى من خلال دكتور يحيى راشد، الطبيب النفسى، الذي تسبب في وفاة زوجته وابنته في حادث مما اضطر للحصول على إجازة ولكن عندما يعود إلى عمله يجد نفسه أمام قضية مهمة وهى الحكم على صديق عمره «شريف» وإذا كان مختلا وينقذه أو غير ذلك ويعرضه للمحاكمة في دراما بوليسية ويشارك في بطولة الفيلم خالد الصاوى ونيللى كريم ودارين حداد ولبلبة وإخراج مروان حامد.

أما الفيلم الثاني هو «صنع في مصر» لأحمد حلمى والذى يحاول من خلال هذا الفيلم أن يستعيد جمهور وإيراداته بعد أن واجهته أزمة خلال فيلمى «بلبل حيران» و«على جثتى» والفيلم يدور في إطار من الكوميديا من خلال شاب يمتلك محل لعب أطفال وليس لديه أي طموح ولكن كان يواجه معاناة من كثرة ثرثرة «باندا» يمتلكها في المحل مما يضطر إلى وقف شريحة التحدث لهذه الباندا ولكن أثناء ذلك ينقطع التيار الكهربائى ويتحول هو شخصيا إلى باندا والفيلم إخراج عمرو سلامة ويشارك في بطولته ياسمين رئيس ودلال عبدالعزيز والطفلة نور عثمان.

الفيلم الثالث لشيكو وهشام ماجد وأحمد فهمى، ويتنافس الثلاثى هذا الموسم فيلم «الحرب العالمية الثالثة» والذى تدور أحداثه أيضا في إطار من الفانتازيا من خلال ثلاثة شباب يدخلون متحفا يضم مجموعة من مشاهير العالم على مر التاريخ ومنهم محمد على باشا ومارلين مونرو وهتلر وموسلينى وآخرين وفجأة تتحول هذه الشخصيات إلى حقيقية ويشارك في بطولة الفيلم مجموعة من ضيوف الشرف ومنهم علاء مرسى والمطربة الشعبية بوسى وآخرون.

ياسمين عبدالعزيز تنافس بفيلمها «جوازه ميرى» وتقدم فيلما كوميديا حول فتاة تبحث عن عريس مناسب لها ويشاركها البطولة حسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز، أما آخر الأفلام المعروضة فهو فيلم «عنتر وبيسه» لمحمد لطفى وهو أحد الأفلام الذي ينتمى إلى سينما الشعبي وتدور أحداث الفيلم في حول (بيسة) وهى فتاة طيبة ولكن حظها سيئ، تربطها علاقة صداقة بالثلاثى (عنتر، أمير وهندى) بعد أن خرجوا من السجن ولكنهم عندما يصطدمون بواقع الحياة، يقررون العودة مرة أخرى للسجن بمختلف الطرق ويشارك في بطولة الفيلم المطربة الشعبية أمينة وعبدالباسط حموده والراقصة صوفينار.

وأكد المنتج والموزع محمد حسن رمزى أن موسم عيد الفطر هو الأفضل منذ عدة سنوات لأنه يضم مجموعة متنوعة من الأفلام بالإضافة إلى أن معظمها جيد وهو ما قد يشجع الجمهور على العودة إلى السينما من جديد، وبرر رمزى عرض كل هذه الأفلام خلال موسم واحد بأن هذا الموسم هو أطول المواسم هذا العام باعتباره يضم إجازة العيد ثم إجازة نهاية العام ويمتد حتى عيد الأضحى مما يعد فرصة جيدة للمنتجين والموزعين.

أما المنتج احمد السبكى والذى يخوض المنافسة بفيلمين أكد أنه لا يخشى خوض المنافسة بفيلمين مؤكدا أن كلا منهما ليس له علاقة بالآخر وكل منهما له جمهوره الخاص ولكن الهدف الأساسى من طرح الفيلمين هو تشجيع الجمهور ومنحه الثقة للإقبال على دور العرض من جديد.

المصري اليوم في

28.07.2014

 
 

«سينما سيتي» تعيّد في دمشق

تعرض الصالة فيلم «صنع في مصر» في أول أيام الفطر

علي وجيه/ دمشق 

منذ يومين، استفاق الدمشقيون على خبر مفرح وسط كل ما يمرّون به. «سينما سيتي» («سينما دمشق سابقاً») تزيل الساتر الحجري عن واجهتها الزجاجيّة الأنيقة، لتعيد استقبال الجمهور في أوّل أيّام عيد الفطر. موقع السينما على الإنترنت وصفحتها على فايسبوك عادا إلى النشاط مجدداً، وسرعان ما أُعلنت البرمجة الجديدة بأربعة أفلام حديثة هي: Transformers: Age of Extinction لمايكل باي، Step Up All In لتريش ساي، Planes: Fire & Rescue روبرتس غاناواي، والمصري «صنع في مصر» (تأليف مصطفى حلمي)، للمخرج عمرو سلامة وبطولة أحمد حلمي، موزّعة على الصالة الأولى (280 كرسياً) والصالة الثانية (180 كرسياً).

المجمّع الوحيد من نوعه في البلاد في عرض الأفلام الجديدة فور صدورها عالمياً، كان قد أغلق أبوابه في شهر نيسان (أبريل) من العام الماضي نتيجة الحظر وصعوبة تأمين الأفلام من الخارج، ويؤكّد مصدر من إدارة السينما لـ«الأخبار»: «الأوضاع تحسّنت الآن. هي خطوة متفائلة بمزيد من الهدوء والاستقرار. نفتتح مجدداً من أجل البلاد وجمهور السينما الذي طالبنا بذلك بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما ووزارة الثقافة».

إذاً، دمشق اليوم أفضل من السابق أمنياً. ولكن ماذا عن الناحية الاقتصادية وسعر التذكرة؟ يقول المصدر: «سيكون 950 ليرة (حوالى 6 دولارات)، أي تحت سقف الألف ليرة، وهو سعر مدروس وأقل من المعدّل العالمي. تكاليف الأفلام ونفقات التشغيل باهظة، وسعر صرف الدولار يتحكّم بكل شيء. نرجو أن يتفهّم الجمهور السوري ذلك».

في ظلّ العقوبات الدولية والحظر المفروض على سوريا، كيف ستتمكّن السينما من تأمين الأفلام الحديثة؟ يجيب المصدر: «الأمر صعب فعلاً، ولكنّه ليس مستحيلاً. في النهاية نتمكّن من ذلك، خصوصاً أنّنا جزء من شبكة صالات منتشرة في عدد من الدول».

هكذا، تعد إدارة السينما جمهورها بالاستمرار وعدم الالتفات إلى الوراء. يقول المصدر لـ«الأخبار»: «كل شيء سيكون أفضل من السابق. جميع المطاعم والمرافق ستشتغل مجدداً، وسندرس فكرة عروض التوفير بعد فترة العيد. نحن متحمّسون للعمل ولتقديم برمجة متنوّعة، بما في ذلك النتاج المحلي وأفلام المؤسسة العامة للسينما والتظاهرات المختلفة. قبل الإغلاق عرضنا «مريم» لباسل الخطيب، ولا نمانع تكرار التجربة مع أفلام أخرى».

يُذكَر أنّ «سينما دمشق» كانت قد تأسّست عام 1955، ثمّ جرى تحديثها وإعادة افتتاحها تحت اسم «سينما سيتي» عام 2009 بفيلم «سيلينا» لحاتم علي، لتحقق نجاحاً يثبت أنّ الجمهور السوري متشوّق للعودة إلى الصالات، تماماً كما يبدو اليوم.

الأخبار اللبنانية في

28.07.2014

 
 

أفلام العيد:

عودة الروح إلى شباك التذاكر

محمد عبد الرحمن/ القاهرة 

رغم أنّ الأعمال التي ستُطرح في العيد تواجه اتهامات بالنسخ عن شرائط أميركية، إلا أنّ ذلك قلّما يهمّ الجمهور. هو على موعد مع خمسة أفلام تتميز بتنوّعها وبنجومها الذين سيدخلون منافسة محتدمة على المرتبة الأولى

موسم عيد الفطر هذا العام مختلف. صحيح أن عدد الأفلام المشاركة (خمسة) لا يزال في حدود المتوسط المعتاد سنوياً، إلا أنّ عناصر عدة تمنح هذا الموسم تميزاً؛ في مقدّمها أنه الموسم الأول في عهد الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي. مع عودة الهدوء إلى الشارع، بات متوقعاً أن يتزايد الإقبال على مشاهدة الأفلام الجديدة. كما أن الموسم يبدأ قبل شهر ونصف شهر على عودة الدراسة، ما يتيح للأفلام مدة طويلة لحصد الإيرادات. ومن المنتظر أن تضاف أفلام أخرى إلى خماسية العيد التي تتميز بالتنوع وبوجود منافسة حقيقية بين أكثر من نجم واختلاف كبير بين قصص الأفلام المعروضة. هذه العوامل ترشِّح أكثر من فيلم للتنافس على الصدارة، وخصوصاً أنّ جمهور العيد لا يهتم بما يتردد عن اقتباس بعض الأفلام من أصول أميركية. والمثال الأول على ذلك «صنع في مصر» للنجم أحمد حلمي بمشاركة دلال عبد العزيز، وإدوارد، وبيومي فؤاد، وياسمين رئيس والطفلة نور عثمان (كتابة مصطفى حلمي) وإخراج عمرو سلامة في أول تعاون بينه وبين النجم المعروف.

من إعلانه الترويجي، بدا الفيلم أنّه مأخوذ من الشريط الأميركي Ted. أحداث «صنع في مصر» الذي يطرح في صالات لبنان وسوريا أيضاً، تدور حول شاب بلا هدف أو طموح. تعمد أخته الصغيرة الى الدعاء عليه، فتصيبه بلعنة تتمثّل في تبادله الأدوار مع «دبدوب» كبير. الفيلم من إنتاج شركة «شادوز» التي يمتلكها حلمي بالشراكة مع «نيوسينشري». والأخيرة تطلق في موسم العيد أيضاً فيلماً شعبياً هو «عنتر وبيسة» من بطولة محمد لطفي، والمطربة أمينة، وهشام اسماعيل، وحسن عبد الفتاح، والمطرب الشعبي عبد الباسط حمودة، بمشاركة الراقصة صافيناز. يدور العمل (تأليف سيد السبكي، وإخراج محمد الطحاوي) حول محاولات الشاب الفقير عنتر تحقيق الربح بأي وسيلة، قبل أن تنقلب حياته حين يتعرّف إلى بيسة. ويراهن المنتج أحمد السبكي على رصيد النجمة ياسمين عبد العزيز لدى جمهور العيد بعد نجاح أفلامها الثلاثة «الدادة دودي» و«الثلاثة يشتغلونها» و«الآنسة مامي» ويدفع بها عبر فيلم جديد هو «جوازة ميري» الذي يطرح أيضاً في الصالات اللبنانية. يدور العمل حول فتاة أرستقراطية يتخلى عنها حبيبها، فتقرر الزواج بآخر في أسرع وقت حفاظاً على كرامتها.

يدور «جوازة ميري» حول فتاة أرستقراطية يتخلى عنها حبيبها

يتقدّم منها شابان في الوقت نفسه، فتقرر الزواج بكليهما، وسط توالي المواقف الكوميدية التي اعتادها جمهور ياسمين التي يشاركها البطولة كل من: حسن الرداد، خالد سليم، كريم محمود عبد العزيز وبدرية طلبة. تهمة الاقتباس تطارد أيضاً فيلم «الحرب العالمية الثالثة» الذي توحي مقدمته الإعلانية بأنه مأخوذ عنNight at the Museum. العمل من بطولة وتأليف الثلاثي: أحمد فهمي، هشام ماجد وشيكو، وإخراج أحمد الجندي. ويدور في متحف يضم شخصيات تاريخية مصرية وعربية وعالمية يلتقيها البطل (أحمد فهمي) وقد عادت إلى الحياة ودخلت في مواقف كوميدية متصلة طوال الأحداث. وهو النمط الكوميدي الذي يجيده النجوم الثلاثة وقدموه ببراعة قبلاً في أفلام عدة؛ بينها «ورقة شفرة»، «سمير وشهير وبهير». وإذا كانت الكوميديا هي المسيطرة، يتغير الموقف في الفيلم الخامس: «الفيل الأزرق» ربما يكون أغرب اسم لفيلم مصري، لكنه مأخوذ عن رواية شهيرة لأحمد مراد حققت نجاحاً عريضاً، دفعته لتحويلها إلى فيلم تحمس لإخراجه مروان حامد، وأقنع كريم عبد العزيز، ونيللي كريم، وخالد الصاوي، ولبلبة بالمشاركة في بطولته. يدور الفيلم حول يحيى الذي يعود إلى العمل في «مستشفى العباسية للصحة النفسية» ويعمل في القسم الذي يقرر الحالة العقلية لمرتكبي الجرائم. يقابل صديقاً قديماً يحمل إليه ماضياً جاهد طويلاً لينساه، ويجد يحيى نفسه وسط مفاجآت تقلب حياته، لتتحول محاولته لاكتشاف حقيقة صديقه إلى رحلة مثيرة لاكتشاف نفسه، أو ما تبقى منها.

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترMhmdAbdelRahman@

الأخبار اللبنانية في

28.07.2014

 
 

أفلام العيد: فيل وباندا وبيسة

سارة نبيل 

شهدت السينما المصرية في السنوات الخمس الماضية، موضة خاصة بأفلام الأعياد، أطلق عليها النقاد أفلام "الراقصة والبلطجي"، إذ كان كل فيلم يحتوي على راقصة وبلطجي وبعض الأغاني الهابطة والإفيهات الركيكة. لكنّ أفلام عيد الفطر هذا العام، تأتي مخالفة لكلّ التوقعات، نظراً للأزمة التي تعيشها السينما المصريّة، خصوصاً بعد الثورة. ليشكّل موسم العيد هذا العام، إيذاناً بموجة انتعاش مرتقبة في السينما، خصوصاً مع عودة نجوم الصف الأول إلى الساحة.

يتنافس على شباك تذاكر السينما المصرية قي العيد ثلاثة من النجوم هم كريم عبد العزيز، وأحمد حلمي، وياسمين عبد العزيز.

يعود كريم عبد العزيز إلى الشاشة الكبيرة، بعد غياب لسنوات من خلال فيلم "الفيل الأزرق" المأخوذ عن رواية لأحمد مراد، حققت مبيعات قياسية. ويشارك كريم عبد العزيز في بطولة الفيلم نيللي كريم، ولبلبة، وخالد الصاوي، وهو من إخراج مروان حامد. تدور أحداث العمل حول طبيب نفسي تموت زوجته فجأة، فيبدأ في التحقيق لمعرفة سبب موتها. يلتقي صديق عمره محتجزاً في مستشفى العباسية للأمراض العقليّة، بمرض غريب يشبه المرض الذي أودى بحياة زوجته، فيحاول معالجته ولكنه يفشل.

ثاني نجوم سينما العيد لهذا العام، هو أحمد حلمي الذي يتعاون مع المخرج عمرو سلامة لأول مرة من خلال فيلم "صنع في مصر". تشارك في بطولة العمل دلال عبد العزيز، وياسمين رئيس، وتدور أحداثه حول شاب بلا هدف أو طموح تقوم أخته بالدعاء عليه فتصيبه لعنة، إذ يتحوّل إلى دبّ باندا. يحاول التخلص من تلك اللعنة، ليمر بمرحلة مهمة في حياته تغيره تماماً، وتعلّمه الكثير.

وتعود ياسمين عبد العزيز من جديد للمنافسة في سباق العيد من خلال أحدث أفلامها "جوازة ميري" الذي يشاركها بطولته حسن الرداد، وكريم محمود عبد العزيز. وتدور قصة الفيلم حول فتاة تقبل على الزواج فتقع في حيرة للاختيار بين زوجين، كل واحد منهما أفضل من الآخر، ليتنافسا عليها في إطار كوميدي، الفيلم من تأليف خالد جلال وإخراج وائل إحسان.

أما الفيلم الذي تعرض لأكثر كم من الانتقادات قبل عرضه، فهو فيلم "الحرب العالمية الثالثة " للثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو الذين كتبوا الفيلم المأخوذ بالنص عن فيلم "ليلة في المتحف الأميركي". امتنع الثلاثي عن التعليق على الهجوم الذي يتعرّض له الفيلم الذي استغرق تصويره أكثر من عامين، مؤكدين أنّه من أصعب أفلامهم. وذلك ما جعل الجمهور يتوقع فيلماً ضخماً وجديداً، ليتفاجأ بأنّه قصّة مكرّرة لفيلم أجنبي.

موضة أفلام "الراقصة والبلطجي" لم تختف جذريا، إذ تعود في هذا الموسم من خلال فيلم "عنتر وبيسة"، من بطولة محمد لطفي والمطربة الشعبية أمينة والراقصة صافيناز. وتدور أحداث الفيلم حول شاب فاشل حاول أن يعمل في الحلال والحرام، لكنه لم ينجح، ليتعرف على مصففة شعر، تتزوّج منه، وتبدأ بتغيير حياته.

السفير اللبنانية في

28.07.2014

 
 

حوار - كوروساوا يقول لمُحاوره غارثيا ماركيز: لسنا الله

رلى راشد 

ليس إثما أن لا يستسيغ المرء النسخة السينمائية من "الحبّ في زمن الكوليرا"، وإن كان من المشغوفين برواية غبريال غارثيا ماركيز المستلهَمة منها. عندما نصادف على الشاشة دعوة ملتبسة نقصّر في تلقّف مغزاها، فيصير فلورينتينو أريزا الشخصية الهائمة في دوامة العشق المؤجّل، مجرد مثال على السذاجة البصرية، يغدو النأي بالنفس عما نراه، ضروريا. لم يعفِ النص الروائي المتين رديفه السينمائي من شرك التبسيط المفرط، وإن تقبّل غارثيا ماركيز الرؤية السينمائية المنتجة في 2007 بتسامح لافت، فضحت تراخِياً يطبع زمن الشيخوخة أو شغفاً دفيناً بالسينما. تقرّب الكولومبي منها ناقداً فكاتب سيناريو فمحاوراً. والحال ان مقابلة كان أجراها مع السينمائي الكبير أكيرا كوروساوا، عادت إلى التداول أخيراً، تقول الكثير في هذا الشأن.

في طوكيو، في تشرين الأول 1990، حاور غارثيا ماركيز المخرج الياباني أكيرا كوروساوا في عمره المتأخر، في عامه الحادي والثمانين وإبّان تصوير فيلمه "لحن في آب". تناول الشريط البصري حكاية امرأة عجوز تسعى إلى النجاة في أعقاب الهجوم النووي على ناكازاكي، ولم يلبث هذا السياق التاريخي أن تحوّل مدخلاً ملائما ليُطلع غارثيا ماركيز الياباني كوروساوا على متابعته منجزه، بوقار يشبه الورع. أخبرهُ انه شاهد فيلمه "اللحية الحمراء" ستّ مرات خلال عشرين عاماً، وتحدّث في خصوصه مع أولاده على نحو شبه يومي، إلى حدّ أفقدهم الرغبة في متابعته مجدداً. جزم أمامه ان العمل المقتبس من كتاب شوغورو ياماموتو هو أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما.

أخبره ماركيز أيضاً انه يدين لأعماله السينمائية، ذلك انها مدّته بمقدار كبير من إيمانه بالإنسانية. غير ان ذلك لم يثنه عن تفهّم أن لا مفرّ أحياناً من الإستعانة بالمواقف الحازمة إزاء الظلم، من قبيل التمرّد على استخدام القنبلة النووية للفتك بالمدنيين. استنجد ماركيز بهذه المحطة ليستفهمه عن فقد الذاكرة الجماعي وعن مغزاه بالنسبة إلى مستقبل اليابان وهوية أبنائه.
خلال ما يزيد على ست ساعات من الحوار الذي نشرته "لوس انجليس تايمس" سعى غارثيا ماركيز إلى استفهام كوروساوا في الأفكار من دون أن يبحث عن أجوبة واضحة حكماً. أراد أن ينبش في ذهن السينمائي ليستخرج الخابئ. لم يرغب المؤلّف في أن يتحوّل لقاءٌ بين صديقين الى مقابلة صحافية رسمية، بل أراده على نحو واعٍ ربما، تلبية لفضوله كمشاهد، تسلّلاً الى منطق مُبتكري الصور. ها إنه يهتمّ مثلاً، بنمط ولادة السيناريو على خلفيّة إنجاز الياباني اقتباسات رائعة عدة لأعمال أدبيّة عظيمة، ولا يتحفّظ ماركيز أمامه عن فكرة راودته وتتعلق باحتمال أن تستحيل نصوصه كذلك، محور سيناريوات. قال له كوروساوا انه عندما يبتكر فكرة جديدة يرغب في تحويلها الى سيناريو، ينسحب الى غرفة فندق وحيداً، خلا من ورقة وقلم. يروح حينئذ يلاحق الأفكار المنبثقة على نحو طبيعي. يَظهر ماركيز لجوجاً، يريد أن يعرف أيهما تتقدم الأخرى، الفكرة أم الصورة، فيقرّ كوروساوا بعجزه عن تشريح المسألة، وإن وعى أن كل شيء يبدأ عنده، من ثلة من الصور المشتّتة دوماً. لا ينجرّ كوروساوا إلى أسلوب غيره، أولئك الذين ينظّمون المشاهد أولاً ليطلقوا كتابة السيناريو في المرحلة اللاحقة، قائلاً: "لا أظنها الطريقة الصائبة، ذلك اننا لسنا الله".

يُبدي غارثيا ماركيز رغبة في التبحّر في الأسلوب الابتكاري، فيسأل كوروساوا اذا كان النحو الحدسي يظل على حاله حين يجري اقتباس عمل أدبي، حين يجري التقرّب من شكسبير أو غوركي أو دوستويفكسي. يحكي الياباني عن صعوبة نقل الصور الأدبية عبر الصور السينمائية، ليضيف ان للأدب قدرة سحرية، أما للصور السينمائية فإيقاعاً خاصاً. حيرة ماركيز إزاء محدودية السينما تدفعه الى السؤال إذا كان ثمة صورة في الحياة الواقعية يظنّها المخرج غير صالحة للتعبير عنها سينمائياً. يقود السؤال كوروساوا للذهاب إلى جوار قرية مناجم بإسم إليداتشي حيث عمل كمساعد مخرج في شبابه. كان ثمة غرابة واستثناء في مناخ تلك البقعة الجغرافية، دفعا بالمخرج إلى محاولة تثخير السحر من خلال العدسة. لكن العين السينمائية جاءت قاصرة، فبدا المكان الفريد مجرد قرية تافهة، وأدرك الطاقم أن تلقّف ماهية الأشياء، مسار عسير.

لا بدّ ان حديث كوروساوا في هذا السياق راق غارثيا ماركيز الباحث الأبدي عن حقيقة الأمور. يذكُر الكاتب الكولومبي، في سيرته الذاتية، انه افتتن بأجداده الإغريق ورغب في أن يعيد امتلاك "الملك اوديب"، من صفوة أعمال سوفوكليس. مؤلّف عدّه "العمل الكامل". والحال انه عندما أراد الإنصراف الى تمرين التجريب، لم ينجرّ الى استخدام لغة يملك مفاتيحها وإنما دخل كمن يحبو، مجال السينما، حيث كان مبتدئاً. ها هنا إذاً، فصل آخر من حكاية محاباة غارثيا ماركيز للفن السابع.

حين اقتبس تراجيديا سوفوكليس سينمائياً، أصرّ على إتمام مراجعة حرّة بدأت من اعادة تسميتها "العمدة أوديب". والحال انه نقل شخصيات أسطورة أوديب من طيبا قبل ثلاثة آلاف سنة الى كولومبيا الحاضر. دفع بالعمل الإغريقي الكلاسيكي القادر الى طبيعة كولومبيا الريفية.
في معنى ما، ربما ليس فيلم السيناريست غارثيا ماركيز أفضل إعادة صوغٍ لتراجيديا سوفوكليس أو أسوأها وإنما هو بالطبع أكثرها ابتكاراً. لا تكمن قيمة الفيلم في نوع الإقتباس فحسب، بل في هوية واضع السيناريو، أبي "الواقعية السحرية". جاء المشروع النهائي احتضاناً لمشروع غارثيا ماركيز الأدبي الشخصي. ذلك ان الاقتباس يتمحور على ثلاثة هواجس طالما اثارت اهتمام الكاتب وباتت لازمة في مؤلفاته: الأوبئة والعنف والتراجيديا. في السيناريو السينمائي، كولومبيا مشرّعة على المواجهات بين الميليشيات الثورية ومروّجي المخدرات والجيش. ها هنا يغدو الرائي تيريزياس، صانع توابيت غامضاً، بينما يحاول العمدة الشاب أوديب انقاذ قريته من دوامة العنف فيتورط في صراع يقتل خلاله احد القادة العسكريين برصاصة مجهولة المصدر.

شغف الأديب ماركيز بالسينما، يقول إن الصورة لا تتموضع ضد النص حكماً. يؤكّد انها تستعين بما يتقدّم على النص. تستنجد بالكلمة. يستخدمها ليفرّ من الواقع إلى ما هو أجمل، الى إدعاء الواقع.

roula.rached@annahar.com.lb
Twitter: @Roula_Rached77

النهار اللبنانية في

28.07.2014

 
 

زوم 
«
الجزائر تحيي سينماها وتتطلع إلى الانتاجات الجادّة...

بقلم محمد حجازي 

بمجرد ذكر السينما في الدول المغاربية نحنُّ سريعاً إلى أعمال علقت في أذهاننا من نتاج مخرجين كبار من التونسي نوري بوزيد (بزناس) والجزائري محمد لخضر حامينا (وقائع سنوات الجمر - وأول سعفة ذهبية للعرب من كان أواسط  السبعينات) والمغربي جيلالي فرحاتي (شاطئ الأطفال الضائعين) إضافة إلى آخرين استطاعوا أن يحفروا عميقاً في قلوبنا وعقولنا، ويجعلوننا من جمهورهم المتميّز.

لكن الواقع الذي نعيشه اليوم لا ينبئ بالكثير من هذه المنطقة العربية الثرية بالمواهب والطاقات، فهناك مشروع لـ بوزيد عن جهاد النكاح أو العكس، وآخر لـ حامينا: بعنوان: شفق الضلال، إضافة إلى ما يقدّمه مرزاق علواش عاماً بعد عام، بعدما كانت المشاريع الكبيرة التي تخرج من استوديوهات هذه الدول مفخرة للسينما العربية، ولطالما واكبناها في كان والقاهرة وقرطاج ودمشق وغيرها، لكن ما الذي أصابها هذه الأيام.. لا أحد يدري، لأن الأوضاع السائدة منذ ثلاث سنوات ليست سبباً وحيداً فالأمور تعود إلى أكثر من عشرين عاماً خلت، فحامينا مثلاً حامل سعفة كان أمضى 28 عاماً تقريباً حتى أعلن عن تصوير عمل لاحق. وهذا طبعاً حرام، لأن موهبة على هذا المستوى قدْرها العالم لا يجوز تركها لمصيرها هكذا من دون دعم.

والذي حصل مؤخراً أن حامينا نفسه، برمزية حضوره فتح النار على الواقع هذا بحضور وزيرة الثقافة نادية العبيدي، التي فرح الفنانون جداً لتعيينها في هذا المنصب، واتهم الوكالة الجزائرية للاشعاع الثقافي بأنها مؤسسة اختلاس الأموال وتمارس البيروقراطية على حد قوله، رغم أن الوكالة دعمت فيلمه الجديد، لكنه قال: إنها إنحرفت عن طريقها فيما خص الإنتاج السينمائي.

وشارك في الهجوم المخرج العربي لكحل الذي عرضت الوكالة فيلمه: المنطقة الثامنة، في مهرجان كان وانتقد بشدة طريقة تسييرها للإنتاج الجزائري مع تهميش لجنوب البلاد، وكان تساؤل عن مصير زيادة إنتاج الوكالة من 10 ملايين دينار إلى 30 مليوناً، وجاء الجواب، لقد ذهب المبلغ بكامله إلى خزينة الوكالة، وجرى تنويه بأن الجمهور لم يعد يهتم بالمهرجانات وضيوفها وأفلامها.

4 ساعات دام لقاء السينمائيين بالوزيرة التي أشارت إلى: أن المنتجين السينمائيين أصبح من حقهم اليوم الإختيار بالنسبة لمسألة التعامل مع الوكالة أو تجميد التعامل معها. ودعا البعض إلى الاهتمام أكثر بصناعة الأفلام المتحركة، فيما كشف سيد علي مازيف إلى وجود 300 صالة سينمائية مقفلة لعدم وجود رواد فلماذا لا تفتح ويجري تنشيط برمجتها لجذب الرواد إليها؟!

اللقاء ركز أيضاً على الأفلام الجادة المطلوب تصويرها، وكشفت الوزيرة عن تنظيم الوزارة ملتقى وطني حول مستقبل وواقع السينما الجزائرية واعتبرت أن مشكلة قطاع السينما هي ذاتها مشاكل باقي القطاعات التي تحاورت معها، وهي اقترحت عرض فيلم جزائري على شاشة التلفزيون ولو مرة واحدة في الأسبوع لجعل الجمهور المحلي يطّلع بشكل واضح وجلّي وعميق على ابداعات بلده بما يعزز الصورة المطلوبة للوصول بعدها إلى العالم الذي استقبل: وقائع سنوات الجمر، لـ حامينا.

المطمئن هنا أن المغاربيين على اختلافهم موقنون أن عليهم استرجاع مكانتهم السينمائية، فلطالما كان لهم مكان ومكانة في المهرجانات العالمية، وكانت المؤسسات الرسمية عادة حاضنة لكل مشاريعهم وهو ما كنا نعرفه مباشرة من أصحاب العلاقة وهم يشاركون في تظاهرات محترمة في مجال الفن السابع.

السينمائيون في دنيا العرب يعرفون كم تستطيع السينما أن تخدم في كل معارك العرب لكن السياسيين، والكثير من الذين يتبوأون مراكز ثقافية، لا يفقهون شيئاً من فوائد السينما في هذا الاطار، ويعترفون مجاملة أنها تخدم القضايا العربية لكنهم حين يكون المجال متاحاً للتصويت لا يمنحون الصوت للتنفيذ والتمويل.

هذه حالنا، وعلى السينمائيين أن يظلوا بكامل الجهوزية مع كاميراتهم وكل العاملين من أجل خوض الإمتحان تلو الآخر أملاً في الفور بعد طول انتظار وتنفيذ ما يجدونه مناسباً ومفيداً.

ما زالت السينما بخير.

رغم كل ما نسيء إليها في عالمنا العربي ولا نتعلم من الغرب أبداً كيف نتعامل معها حتى ترد لنا الفضل بمثله وأكثر.

قراءة

«المتحوّلون» في الجزء الأحدث.. صورة طبق الأصل عن «إي تي» سبليبرغ

في الحالين مخلوق فضائي يعلق فوق الأرض فيعاند ويقاتل لكي يعود حياً إلى كوكبه...

بين 27 حزيران/ يونيو و21 تموز/ يوليو 2014 إسترد منتجو الجزء الجديد من فيلم: (Transformers) بعنوان: (Age of Extinction) الميزانية التي صرفت عليه وهي 210 ملايين دولار مع زيادة 18 مليوناً فقط من الصالات الأميركية، ومع نموذج من الأفلام يحترم جداً لأنه يوضح كم تستطيع الأفلام المكلفة الوصول إلى أوسع جمهور مع مخرج كبير هو مايكل باي، اشتغل على سيناريو لـ إيهرين كروغر - تولى الصرف عليه: إيان برايس، توم دوسانتو- لورنزو دي بونافنتورا، ودون ميرفي، وتولى إدارة التصوير الاميركي من أصل إيراني أمير موكري، واشتغل ثلاثة في غرفة المونتاج: روجيه بارتون، ويليام غولدنبرغ، وبول روبال، وكان لافتاً مع ستيفن سبيلبرغ بين فريق المنتجين المنفذين للفيلم، وهو نوع من التكريم للمخرج باي.

ستيف جايلوسكي واكب المشاهد بكثير من الضربات الموسيقية المعبّرة جداً، وتولى جون فرازييه (مؤثرات خاصة) ونيغيل دانتون هوس (مؤثرات مشهدية) مع فريقين كبيرين من الخبراء، وجاءت النتيجة فيلماً جميلاً رائعاً لا يحس بوقته، 165 دقيقة، أحد، بل هو شريط دسم مشهدياً وإن تكن قصته قريبة من عمل سبيلبرغ المعروف «إي تي»: E.T. the Extra-Terrestrial، الذي كان أطلقه في الثمانينات وعرف نجاحاً مدوياً، لأنه تناول فكرة جميلة، عن نسيان مركبة فضائية وافدة من كوكب آخر مخلوقاً صغيراً على الأرض في منطقة أميركية حيث تولى عدد من الأطفال رعايته وتدفئته، وحمايته من رغبة الكبار في القبض عليه ووضعه في مختبر.

موضوع: «المتحوّلون» جاء في سياق واحد تقريباً حيث المواطن الأميركي كاد ييغر (مارك والبرغ) يبتاع شاحنة جذبته، ليكتشف سريعاً أن فيها مواصفات غير مألوفة، لتجدها بعد قليل تتحرك، ولها صوت تتحدث من خلاله، ثم فجأة حصلت حركة سريعة انقلبت الأمور رأساً على عقب عندما تحوّلت الشاحنة إلى إنسان آلي عملاق، أو مخلوق معدني إسمه أوبتيموس برايم (صوت بيتر كولن)، لكنه كان أليفاً مسالماً لم يتصرف بوحشية، لذا أمكن السيطرة عليه، لكن الـ «سي آي إي» عرفت بالأمر سريعاً من خلال اتصال وصلها من المكان، لكن عملاءها لم يتمكنوا من العثور عليه إلا عندما صحا لوحده ودمر أجواء عديدة من المنزل من حوله. وهنا تبدأ عملية مطاردة لـ أوبتيموس في حماية من ييغر وإبنته تيسا (نيكولا بيلتز - 19 عاماً) بينما يكون مع شوا جويس (ستانلي توكشي) ناشطاً في أخذ نموذج أوبتيموس وجعله صناعياً في أحد المختبرات الرسمية.

ولأسر أوبتيموس الأصلي تم إطلاق العشرات من المخلوقات المعدنية المصنوعة مثله شكلاً ومفهوماً في مواجهة لقهره وأخذه من أجل الإستفادة من طاقاته حين إعتقاله وأخذه ليكون جزءاً من عمل الحلفاء الذين يريدون تفادي مخاطر أي هجوم فضائي همّه دحر وفناء الجنس البشري.
مطاردات لا تتوقف، ومواجهات لا استقرار لها، كانت فيها دائماً حاضرة الشابة تيسا إبنة «ييغر» وخطيبها شاين ديسون (جاك رينور) وهو وجه له مستقبل أمام الكاميرا، فيما الوجه المخابراتي الناطق بالقسوة واللؤم والرهبة فهو لـ تيتوس ويليفر في شخصية العميل جيمس سافوي.

سيارات وبشر وأبنية وجسور، وناطحات سحاب، ومناخات، رعب في كل اتجاه، وآليات سرعان ما تتحوّل إلى دمى وهي تتحطم أو تدمر أو تعجن تحت أبنية عملاقة هوَتْ فجأة كما هو جسر عملاق قريب منها.

المؤثرات الخاصة والمشهدية هي عماد الشريط.

والشبه بـ «إي تي» واضح أيضاً من خلال تأمين الظروف الأمنية لـ أوبتيموس، كي يطير صعوداً إلى السماء عائداً إلى كوكبه الذي جاء منه، تماماً مثلما حطت مركبة مع سبيلبرغ وإستعادت المخلوق الفضائي الصغير في «إي تي» وحملته مجدداً إلى كوكبه.

نعم الفكرة واحدة.. «إي تي» صبر وعانى كي يبقى حياً مع الأطفال من حوله. وأوبتيموس قاتل حتى لا يتم أسره، وعاد من حيث أتى

عروض

تنويعة أشرطة للعيد متوسّطة المستوى

رقص من لاس فيغاس وعربيان من القاهرة..

للعيد دائماً رهجة خاصة في صالاتنا مهما كانت الصورة غالباً ميّالة إلى الانقباض أمنياً وسياسياً. هذا العيد حضر الكبار بأشرطة منها «المتحوّلون، و(Step up)، وأعطى لمحبي الأشرطة العربية خصوصاً الوافدة من مصر حصة مع أحمد حلمي وياسمين عبد العزيز في عملين يعرضان في وقت واحد في القاهرة.

{ (Step up: All in):

تولت إنجاز هذه النسخة مخرجة.. إنها تريش سي عن نص لـ جون سويتنام وراسم لمعالم الشخصيات لـ روان آدلر، فكان شريطاً مدته 112 دقيقة صوّر في فندق سيزار بالاس بـ لاس فيغاس حيث تدور الأحداث فعلاً وبولفار ساوث في المدينة نفسها، وفيما باشرت بيروت عرضه في 24 تموز/ يوليو الجاري فان الصالات الأميركية تستقبله بدءاً من 8 آب/ أغسطس.

آندرو كار تولى إدارة فريق المؤثرات المشهدية، بالتعاون مع مدير التصوير برايان بيرسون، والمناخ الذي فزنا به لا يختلف كثيراً عن أشرطة الرقص، عن مجموعة من الشباب والصبايا محبي الرقص في الشوارع يجربون حظهم هذه المرة في عاصمة المال والقمار والأوقات المفتوحة على كل الاحتمالات لاس فيغاس - نيفادا، هناك تتوفر كل معالم الأبّهة، وبالتالي فان الرقص قاسم مشترك والشباب يعرضون مواهبهم، وكالعادة هناك الأخيار والأشرار، ومع حل بعض المشاكل المراهقية بين الصبايا والشباب يصل الفريق المتميّز إلى الصدارة بعرض ختامي مبهر.
مع آليسون ستونر، بريانا إفيغان، ريان غوزمان، ايزابيلا ميكو، آدم ستيفاني، ومارتن لومبارد.

{ صنع في مصر:

جديد الفنان أحمد حلمي، مع ياسمين رئيس (فتاة المصنع)، دلال عبد العزيز، الطفلة نور، عن نص لـ مصطفى حلمي، إخراج عمرو سلامة، عن أهمية العمل واحترامه والتفاني في إنجازه، وستعرضه أكثر من مئة صالة في مصر، إضافة إلى عروض متزامنة في لبنان والخليج.

{ (جوازة ميري):

- كان عنوان هذا الفيلم: مطلوب عريس، رهان جديد للمنتج أحمد السبكي عن نص لـ خالد جلال، اخراج وائل إحسان يدير: ياسمين عبد العزيز، حسن الرداد، كريم محمود عبد العزيز، مي سليم، بيومي فؤاد، وياسر الطوبجي.

وستكون لنا محطة نقدية مع الشريطين المصريين

نجم

«هانكس» أمضى 60 ساعة في مصر...

يوم الأحد في العشرين من تموز/ يوليو الجاري وصل النجم العالمي توم هانكس إلى مصر لمباشرة تصوير فيلمه الجديد: (A Hologram for the King) للمخرج الألماني توم تيكوير، والتحق فوراً بفريق العمل في الغردقة التي كان زارها قبلاً، وسحرته جزر سيول الشهيرة بشعبها المرجانية وتم منح الفريق جميع الموافقات المطلوبة للتصوير، وهم يقيمون داخل مركب فخم في البحر الأحمر.

أن يتم حساب مصر في مشروع سينمائي لنجم من وزن هانكس، إنما يعتبر دلالة أميركية على ثقة بالوضع في مصر رغم بعض الحوادث المتفرقة التي تقع.

المفاجأة كانت أن هانكس وفريق الفيلم غادروا مصر بعد 48 ساعة من وصولهم معتبرين أنهم صوّروا ما يريدون عكس ما كان أعلن سابقاً عن 3 أسابيع تصوير.

وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التي سبق وصوّرت في مصر كانت عديدة لكنها تضاءلت بفعل البيروقراطية المعتمدة في التعامل مع فرق التصوير الوافدة لجهة الأذونات والإجراءات القانونية للعمل... ومنها:

- (Fair Game) شارك فيه خالد النبوي مع نعومي واتس وشون بن.

- (Transformers: Revange of The Fallen) مع ميغان فوكس وشيا لابوف.

- (Cairo Time) شريط كندي مع باتريسيا كلاركسون.

- (Jumper) مع هايدن كريستنسن (شاركت فيه المصرية منى هلال).

- (Syriana) شارك فيه من مصر عمرو واكد، وصهر لبنان جورج كلوني.

- (Gallipoli) مع ميل غيبسون.

- (Death on The Nile) مع بيتر أوستينوف وميا فاراو.

- (The spy who loved me) مع روجر مور في أحد أجزاء سلسلة بوند.

- (Valley of The King) ظهرت فيه سامية جمال، مع روبرت تايلور وإلينور باركر.

الفيلم الجديد يجسّد أدواره الأخرى إلى جانب هانكس: توم سكيريت، ترايسي فايرواي، ساريتا تشودري، رولف ساكسون، جانيس آهيرن، جين بيري، لويس راينر، وديفيد مينكين، ويشارك عدد من الممثلين العرب بينهم التونسي ظافر عابدين ووليد الجايدي، والسوري جهاد عبدو، والبحريني خالد ليث.

الشريط يفترض أن يكون جاهزاً للعرض في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، سبق أن التقطت مشاهد له في المغرب (الرباط، كازابلانكا، ورزازات). 

اللواء اللبنانية في

28.07.2014

 
 

«حقول القتلى».. العلاقات الإنسانية في زمن الدمار!

عبدالستار ناجي 

مصطلح حقول القتلى اطلق بعد المجازر التي حدثت في كمبوديا والتي ادهشت العالم لوحشيتها وقسوتها، والتي سقط ضحيتها مئات الالاف من الابرياء، حتى ان الجماهير والهياكل العظيمة تحولت الى جبال من العظام... وحينما جاء فيلم حقول القتلى للمخرج رونالد جوفيه، فانه جاء في محاولة لتوثيق ذلك الحدث المجلجل، والذي سيظل خالدا في ذاكرة العالم.

حول ويلات الحروب والدمار الذي يلحق بالبشرية جراءها ورغم محاولات جوفية التخفيف من ايقاع الصدمة الا ان الفيلم جاء عامرا بالوحشية والقسوة، على خلفية علاقة صداقة تجمع بين مراسل صحافي ومترجم كمبودي. قام بدوره الممثل هانيج س. نجور، الذي وصف يومها ادائه بالعفوية والعمق.. واليوم حينما يذكر فيلم حقول القتلى فاننا نذكر دائما اداء نجور المتميز.

فيلم حقول القتلى من انتاج بريطاني وهو يستند الى تجارب اثنين من الصحافيين الكمبودي ديت بران والاميركي سيدني شينبرغ تحولت الى عمل روائي تصدى لكتابة السيناريو له بروس ربنسون وشارك في بطولته النجم سام ويسترن وايضا هانج س. نجور وجون مالكوفيتش وجوليان ساندز.

سينما الحرب وسينما الدمار وسينما الوحشية حيث تحاول العلاقات الانسانية الصمود امام وحشية الانسان وطغيان الحروب وويلاتها.

الفيلم منذ المشهد الاول يأخذ الى العاصمة الكمبودية بنوم بنه في مايو 1973 حيث الجيش الوطني الكمبودي يخوض حربا اهلية مع الشيوعيين من الخمير الحمر نتيجة لتداعيات الحرب الفيتنامية على حدود ذلك البلد.

ديت براون وهو صحافي ومترجم كمبودي لصحيفة نيويورك تايمز ينتظر وصول الصحافي الاميركي سيدني شينبرغ حيث المشهد الاول في مطار المدينة ليرافقه الى احد الفنادق وهناك يلتقي مع آل ركون جون مالكوفتيش وتبدأ مهمة سيدني في التحقيق حول جملة من الموضوعات بالذات تلك التي تتعلق بالمجازر وفي قضية تعرض احدى المناطق الى القصف الاميركي.
سيدني وديت يذهبان الى منطقة تيك يونغ حيث يتم اكتشاف انه تم قصف الحديقة وفي لحظة تصوير اثنين من عناصر الخمير الحمر يتم القبض على سيدني وديت وبعد محاولات مرعبة وقاسية يتم اطلاق سراحهما.

وتمضي الاحداث ومغامرات على مشهديات الدمار والقتل الارعن والمواجهات بين الطرفين وتكون عدسة سيدني وديت هي الشاهد.

وصولا الى عام 1975 حيث يتم اجلاء جميع الرعايا الاجانب بعد تفاقم الاوضاع الامنية ووصول الخمير الحمر الى العاصمة.

وتمضي المشهديات التي تجعل المشاهد يلتصق بكرسيه وهو يشاهد الاعدامات الجماعية والموت المجاني. كم يكشف الفيلم المؤامرات والدسائس والخيانات.. ولكن تظل العلاقة بين الصديقين أكبر من أجل كشف الحقائق.. حتى في أقصى اللحظات.

في كل مشهد هناك مواجهة مع الموت.. ومواجهة مع الحقيقة ومواجهة مع أكوام الجماجم.. والجثث.. لعل ابرزها مشهد مسير ديت وسط مستنقع من الجثث والموت.. والجماجم والعفن.

سينما من نوع آخر، تلك التي يقدمها رونالد جوفيه، لا تجامل.. ولا تكذب.. ولا تزيف.

شخصياً، حرصت على ان يكون فيلم حقول القتلى آخر أفلام هذه السلسلة التي انشرها في النهار كمدخل لكتاب متخصص عن سينما أفلام الحرب، لما يمثله هذا الفيلم من قيمة فنية وابداعية وايضا ما يحمله من رسالة عن ويلات الحروب.. وحرفة مدوية ضد الحرب.. والحروب.. لما تخلفه من دمار ما حق.. وما تورثه من ندوب.. وجروح.. ومشاكل.. وألم يظل ينبض في الذاكرة.
سينما لا تنشغل بالحرب، على حساب العلاقات الانسانية، حيث يظل ديت يضحى بكل شيء، من أجل حياة صديقة وزميله الذي يساعده دائماً في كشف الحقيقة، في فيلم من النادر ان يفارق الذاكرة... حتى بعد سنوات من مشاهده للمرة الأولى.

فيلم يشتغل على محورين، الأول هو البناء الدرامي لرحلة، هذا الثنائي، من أجل ايصال الحقيقة، وأيضاً النجاة من الموت، عبر كمية من المغامرات التي تحبس الأنفاس.. والعمل على محاولة اللجوء الى السفارة الفرنسية تارة.. والصحافيين البريطانيين تارة ثانية.. في محاولة للهروب من ذلك المستنقع المميت.

أما المحور الثاني، فيأتي عبر توثيق تطور الأحداث السياسية والعسكرية وحصاد الدمار.. بالذات من خلال المواجهات بين الخمير الحمر والحبس الكمبودي.

وتمضي الأحداث، الى أشهر لاحقاً، حيث يعود سيدتي الى نيويورك.. تبدأ محاولاته للبحث عن صديقه ديت الذي اضطر للعمل كعامل في المزارع تحت حكم الخمير الحمر.

هناك يجد دين نفسه في مستنقعات الموت.. والرعب في مشاهد لا يمكن تحملها تصنف ما وصلت إليه تلك الحرب الطاحنة.. ابان حكم بول بوت حيث سقط أكثر من 200 الف كمبودي.

في عام 1976 يحصل سيدني شينبرغ على جائزة بوليتزر عن تغطية الصراع في كمبوديا وفي الحفل الرئيس يقول للجمهور ان تضف الجائزة ينتمي الى زميله بت بران وهنا تبدأ المحاولات من جديد للعثور على ديت.. وهي رحلة تقودنا الى العوالم الموحشة التي مر بها ديت وهو يحاول الهروب من ويلات حكم الخمير الحمر..

في ذات الفترة، يحاول سيدني الوصول إلى احدى المخيمات على الحدود، حيث يلتقي مع ديت ويعتذر له لانه تركه وحيداً، في ذلك الجحيم القاسي، ويأتي جواب دايت: لا شيء.. ليغفر وكأنه يقول له لست انت من يتحمل الذنب.. ولم يعد اي شيء ليغفر.. حيث حل الدمار.. وينتهي الفيلم على لقاء.

بالاحضان بين سيدني وديت، وصدت جون لينون وهو يصدح في الخلفية.

فيلم يختصر كل شيء، ويؤكد على ان الاميركان تركوا كمبودياوالكمبوديين لوحدهم في اتون تلك الحرب، من خلال شخصية الصحافي الذي ترك زميله، ليعترف لاحقا بان جائزته من حقه مع صديقته وزميله.. رغم انه تركه وحيداً.

وتكاد تتكرر الحكاية في مواقع اخرى من علاقات الاميركان مع دول ومناطق عدة اخرى. هانيج س. نجور، وهو ممثل كبمودي، يعتبر احد الناجين من نظام الخمير الحمر، ومعسكرات العمل.. وكان يعمل طبيباً قبل عمله كممثل، وهو واحد من ملايين الكمبوديين الذين تم نقلهم من المدينة الى معسكرات العمل العسكري في الريف.. وقد امضى سنوات عدة هناك، قبل ان يتمكن من القرار الى تايلندا ومنها الى الولايات المتحدة.

ونشير هنا الى نجور لم يمثل من ذي قبل، وقد اختاره مدير اختيار الممثلين بات غولدن، اثناء وجوده في حفل زفاف كمبودي.. ليصبح لاحقا اهم ممثل كمبودي.. وحينما نال قال: انها المأساة وهو التعبير عن الألم.. والدمار.

ترشح الفيلم لـ 13 جائزة بافتا التي تمنحها اكاديمية السينما البريطانية وفاز في 5 مارس 1985 بثماني جوائز بافتا اليها افضل فيلم وممثل هانيج س. نجور وافضل سيناريو بروس روبنسون وافضل تصوير - كريس منيجيز.

وفي حفل الاوسكار فاز نجوم باوسكار افضل ممثل مساعد وحفنة اخرى عن الجوائز.

ويحتل الفيلم المرتبة 30 بين اهم مئة فيلم بريطاني عبر تاريخ السينما البريطانية والمرتبة 60 على لائحة اهم مئة فيلم اميركي لمشاركة اميركا في انتاج الفيلم.

الفيلم مقتبس من قصة سيدني شنبرغ الصحافي في مجلة نيويورك تايمز، التي حملت عنوان موت وحياة وديت بران: قصة كمبوديا. في الفيلم عدد بارز من الفنانين، بينهم سام ويسترون بدور سيدني شنبرغ، ومعه في الفيلم هانيج س. نجور، وجون ماتكوفيتش وجوليان ساندا.

صاغ الموسيقى التصويرية الموسيقار مايك اولدفيلد الذي كبت موسيقار عدة افلام منها سكيري موفيز ح وكم كبير من المسلسلات التلفزيونية.

اما التصوير فقد ادارة كريس مينجز الذي صور كم من التحف ومنها الطارئة والمهمة مع رونالد جوفيه ايضا.

اما المخرج البريطاني رونالد جونيه، فقد اقترن اسمه بالاشتغال على تقديم سينما ذات قيم فنية وابداعية عالية الجودة، وله المهمة 1986 وحقول القتلى ورسالة سكارليت وفانيل ويعتبر فيلمه حقول القتلى من اكثر اعماله السينمائية اهمية واثارة للجدل.

مدة الفيلم في النسخة الاصلية بلغت 141 دقيقة، وتم اعداد نسخة خاصة لصالات العرض الاميركية مدتها 120 دقيقة.

اليوم حينما تذكر سينما الحرب فان فيلم حقول القتلى يأتي في طليعة تلك الافلام وهو بمثابة الوثيقة والشاهد على مرحلة وتجربة والدمار الذي لحق بالفن الكمبودي جراء سيطرة الخمير الحمر على كمبوديا بل انه يقدم دراسة تحليلية لويلات الحروب وعذاباتها. تمت.

تمت

النهار الكويتية في

28.07.2014

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)