كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

هاله لطفى: لا نجد من يشترى أعمالنا

حوار - علاء عادل

 

هالة لطفي.. استطاعت أن تحقق خلال أولي تجاربها الروائية الطويلة، ما لم يستطع تحقيقه كبار المخرجين الممارسون للمهنة منذ فترة طويلة، وأن تحجز لنفسها مكاناً وسط عمالقة السينما المصرية والعربية، حيث تم اختيار فيلمها «الخروج للنهار» ضمن قائمة مهرجان دبي السينمائي الدولي من أهم 100 فيلم عربي، ليأتي في المركز الـ 94 ويكون أحدث الأفلام المتواجدة بالقائمة.

وتدور أحداث الفيلم حول محنة أسرة فقيرة في أحد أحياء القاهرة الشعبية، حيث أب قعيد، وأم ممرضة، مع ابنة تواجه مشكلات في التعبير عن مشاعرها وأحلامها بعد أن أصبحت في الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد، ولا تفعل شيئاً سوى رعاية أب غائب عن العالم.

وبالرغم من أهمية العمل وحصوله علي العديد من الجوائز داخل مصر وخارجها، فإنه واجه العديد من المشكلات قبل وبعد طرحه في دور العرض، آخرها سحب الفيلم من بعض دور العرض التي طرح بها والتي لم تتجاوز الــ 5 سينمات، عن هذه المشاكل التي واجهت العمل وغيره من الأعمال الشبابية المستقلة، كان لنا الحوار مع المؤلفة والمخرجة هالة لطفي.

·        في البداية كيف تفسرين سحب الفيلم من بعض دور العرض؟

- نحن أقلية وليس لنا منفعة ووجودنا مثل عدمه، وأفلامنا مكانها المتحف، تلك هي نظرة الدولة لنا، الفيلم تم سحبه من سينما نايل سيتي وسان ستيفانو بعد أن حقق إيرادات لا تغطي الأموال التي سنسددها لغرفة صناعة السينما، والتي لم تقدم لنا أي شيء ولم تدافع عن أول عمل لشركة إنتاج جديدة صرفت كل ما تملك لتقديم فيلم جيد يُضاف لأرشيف السينما المصرية.

·        لماذا تلقي باللوم علي غرفة صناعة السينما وليس أصحاب دور العرض؟

- العمل تم طرحه في 3 دور عرض فقط، بالرغم من أننا أعضاء فى غرفة صناعة السينما وندفع نفس قيمة الرسوم التي يدفعها المنتجون الكبار الذين يمارسون المهنة منذ سنوات عديدة، وبالرغم من أن هذه تجربتي الأولي لم يشفع لي ذلك عندهم أو يجعلهم يساعدونني بل حاربوا العمل، ولا يهتمون سوى فقط بالحصول على النقود 15% من الإيرادات كعمولة توزيع، فضلاً عن 50% أخرى للسينما، أى أننا فى النهاية كمنتجين لا نحصل إلا على 35% من إجمالى الإيرادات، وغرفة صناعة السينما تتكون من أصحاب دور العرض، ويكون لهم أصوات بعدد ما يمتلكون من دور عرض، لذلك فإن المحتكرين للسوق السينمائية هم المسيطرون علي الغرفة، وبالتالي فإنهم يدافعون عن مصالحهم لا عن مصلحة السينما، بالرغم من أن دورها هو إيصال العمل للجمهور.

·        ولكن العمل منذ عامين وهو يعرض في المهرجانات علي مستوي العالم؟

- الفيلم يُصنع من أجل الجمهور وليس المهرجانات، لأننا نعبر عن المجتمع، ونحن نحاول منذ عام ونصف العام طرح العمل في دور العرض، وجزء من تفكيرنا عرض الفيلم في قصور الثقافة بالمحافظات، لإيصال العمل للجمهور الحقيقي للسينما وليس مرتادي المراكز التجارية، فالجمهور ابتعد عن السينما بعد دخولها المولات التجارية وأصبحت ثمن تذكرتها غالي الثمن.

·        وكيف يمكن النهوض بالصناعة وسط هذه الظروف؟

- مستقبل السينما المصرية لن يتحسن إلا بعد تغيير القوانين والتخلص من احتكار المنتجين والموزعين الكبار الذين يحرصون دائماً على انتشار نوع واحد من السينما وحرمان الجمهور من السينما الجادة والأفلام التي تحثهم على التفكير، والدولة متواطئة بالكامل مع هؤلاء، لأن صناعة عمل لم تعد تتكلف ميزانية ضخمة، خاصة في ظل ثورة الديجيتال الموجودة، ولكن القانون يجبرنا علي تقديم نسخة 35 ملل، وأنا أصور فيلم ديجيتال مما يضطرني إلي تحويل العمل بتكلفة تصل إلي 40 ألف جنيه، بجانب تصاريح العرض التي ندفع فيها مبالغ ضخمة مثل أي منتج آخر.

·        ولكن العمل حصل علي دعم من الدولة بقيمة 100 ألف جنيه؟

- الفيلم حصل علي جائزة إعلانية بقيمة 100 ألف جنيه إعلانات في التليفزيون المصري من مهرجان إسكندرية لكنهم قالوا لنا لكم 10 «سبوتات» على مدى خمسة أيام مرتين في اليوم صباحاً ومساء، ولكن بشرط دفع عشرين ألف جنيه ضرائب، فطلبنا منهم خصم المبلغ من قيمة الجائزة فرفضوا، في نفس الوقت الذي يقوم التليفزيون المصرى بشراء مسلسلات بـ15 مليون جنيه كحق عرض مرة واحدة فقط بمعنى الساعة متوسطها مليون جنيه، يمكن أن يشترى التليفزيون المصرى أفلامنا بدلاً من بيعها للفضائيات العربية وينتظرون أن تشتريها ثم يتفاوضوا معها بعد ذلك.

·        وهل فكرت في حل لتلك المشاكل التي تواجهك أنت وغيرك من الشباب؟

- فكرت في مشروع يحمي هؤلاء الشباب وأمثالهم من نفس المصير ومن ضياع سنوات عمرهم، ما يفقدهم الطزاجة والاشتباك مع العالم، فأسسنا شركة «حصالة» التي تقوم على الجهود الذاتية، بحيث يسهم كل فنان فيها بما يستطيعه، ليتمكنوا من تحقيق مشاريعهم السينمائية، وقد بدأت الفكرة بالمشاركين في الفيلم ثم امتدت لتشمل كل من يرغب المشاركة في المشروع.

فاز الفيلم بالعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية خلال 2012، مثل جائزتي فيبريسكي وأفضل مخرج من العالم العربي في مسابقة «آفاق جديدة» من مهرجان أبوظبي السينمائي، بالإضافة إلى التانيت البرونزي في المسابقة الرسمية لـمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة الأسد الذهبي في المسابقة الرسمية بـمهرجان وهران للفيلم العربي، وأخيراً جائزة أفضل فيلم أفريقي من مهرجان السينما الأفريقية في ميلانو.

وفي أكتوبر 2013، فاز الفيلم بثلاث جوائز خلال مشاركته في مهرجان الإسكندرية السينمائي لأفلام البحر المتوسط، منها جائزة الإخراج في المسابقة الدولية للمهرجان، بالإضافة إلى جائزتين في مسابقة بانوراما السينما المصرية، حيث نال جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج لـهالة لطفي، كما نالت الممثلة دعاء عريقات شهادة تقدير عن دورها بالفيلم. وقبلها بشهر حصل الفيلم على جائزة أفضل إخراج من مهرجان قازان السينمائي الدولي.

الوفد المصرية في

12.05.2014

 
 

فجر يوم جديد: {ظرف صحي}!

كتب الخبرمجدي الطيب 

عرفت السينما المصرية ظاهرة أفلام المقاولات قليلة الكلفة، ضعيفة التقنية، وضحلة الرؤية والفكرة، وباختفائها عادت الأمور إلى مسارها الصحيح، مع الاعتراف بتراجع الإنتاج، على صعيدي الكم والكيف. لكن شهدت الساحة الفنية، في الآونة الأخيرة، اتجاه بعض من يفتقدن الموهبة إلى استغلال الإنتاج كبوابة مرور إلى التمثيل، وهو ما فعلته سما المصري في فيلم {على واحدة ونص}، علياء كيبالي في فيلم {متعب وشادية} وأقدمت عليه ابتسام المكي في فيلم {ظرف صحي} الذي أنتجته وشاركت في بطولته من خلال شخصية {المعلمة} التي تتخذ من إدارة المقهى الشعبي ستاراً للاتجار في المخدرات، وبدت وكأنها تقتفي أثر فيفي عبده في الشكل والأداء، وأن كل ما يهمها أن تمارس فعل التمثيل من دون أن تهتم بتدريب نفسها أو اختيار المخرج الذي يملك القدرة على اكتشاف ما لديها من إمكانات!

فشلت {المكي} في التمثيل، وسقطت في اختبار الإنتاج الذي اتسم بالهزال والفقر الشديد؛ فالرغبة في تقليص الموازنة أعطى الأولوية لممثلي الصف الثاني (حسام فارس، عايدة رياض، سليمان عيد، نرمين ماهر، إيمي طلبة، علاء مرسي، روان فؤاد، ضياء الميرغني، بدرية طلبة ومنة عرفة) واختيار دوللي شاهين لم يحقق الهدف بعدما استشعرت أنها تقف في المكان الخطأ، ولم تُكمل تصوير مشاهدها في السيناريو. فما كان من المنتجة سوى أن استبعدتها، وعوضتها بلقب {ضيفة الشرف}. وباستثناء المخرج إبرام نشأت لجأت المنتجة إلى حيلة عجيبة أسندت بمقتضاها مهنة جديدة لكل طاقم الفيلم؛ فاختارت لنفسها أن تمثل، وأسندت أدواراً لكل من المشرف العام بليغ حمدي، وكاتب السيناريو عبد المنعم طه، وكاتب الفكرة محمد رضا، ومنحت الفرصة للوجه الجديد خالد عمر ولاعب كرة القدم إبراهيم سعيد وثلاثة فنانين شعبيين هم: عبد الباسط حمودة، محمود الحسيني وطارق عبد الحليم والراقصة برديس. ليس من باب التشجيع بل طمعاً في توفير النفقات؛ إذ جرى العرف أن يتبرع الواحد منهم بأجره حباً في الظهور على الشاشة!

 على إيقاع موسيقى مسروقة وممسوخة، تتوالى عناوين فيلم {ظرف صحي}، وباكتمالها تستعرض الكاميرا في حركة عرجاء المدينة حتى تصل إلى الحارة لنتعرف إلى نماذج مشوهة من البشر؛ كالسباك {سيد شطاف}، السمكري {بقو}، الحانوتي، القوادة {أم بطة} والمعلمة {التزام} وصبيها المخنث. وتتوالى الفواجع، والميلودراما الفاقعة؛ فالمعلمة لا تكتفي ببيع المخدرات، وإنما تتعامل بالربا، وتلقنها الأقدار درساً عندما تروح ابنتها ضحية المخدرات التي تروجها الأم، والفتاة التي تبيع المناديل الورقية في إشارة المرور تفقد شرفها، وتموت أثناء إجهاضها، والفتاة الشريفة تفاجأ بأن فتاها يرتاب في سلوكها، والحانوتي المتصابي يريد أن يغير نشاطه ليتزوج. ومع كل أزمة يُحمل السيناريو المهلهل المسؤولية للفقر المدقع، وكأنه يتبنى المقولة الشهيرة  لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه {لو كان الفقر رجلاً لقتلته}، فالعلاقات العاطفية لا تنتهي بالزواج الشرعي بسبب الفقر، وضيق الحال شجع الآباء على بيع الفتيات الصغيرات للأثرياء الكهول في زيجات غير متكافئة، ومثلما فعل كاتب السيناريو عندما قال على لسان إحدى الفتيات إن {الخلاص من النكد يأتي بالرقص}، ويندفع المخرج إلى تقديم رقصة بين دوللي شاهين، روان الفؤاد ونيرمين ماهر، يطرح أيضاً حلاً عبقرياً لمشكلة الفقر باتفاق {سيد شطاف} مع رفيقيه: سليمان عيد وعلاء مرسي على أن {الخلاص من الفقر يأتي بالسرقة}. ووسط مشاهد عبثية الشكل وركيكة التنفيذ، يتورط الأصدقاء الثلاثة في علاقة مشبوهة مع مافيا تخصصت في الاتجار بالسلاح والآثار، وسعت إلى هدم الدولة، من خلال إجبار الأصدقاء الثلاثة على زرع أجهزة تنصت، بعد إيهام زعيمهم {سيد شطاف} بأنه يقدم خدمة جليلة للوطن، على غرار رأفت الهجان، وهي الحيلة التي رأيناها سابقاً في فيلم {ميدو مشاكل}. لكن {بطة} (دوللي شاهين) حبيبة الزعيم تنجح في التنسيق مع الأجهزة الأمنية التي تتمكن بدورها من القبض على العصابة التي قدمها المخرج {المبتدئ} بشكل ساذج يبعث على الضجر، وهو ما كرره في مشهد مطاردة أفراد العصابة للأصدقاء الثلاثة؛ إذ بدا وكأنه لم يُشاهد فيلم حركة في حياته!

بالطبع كان لا بد من استثمار وجود الفنانين الشعبيين: عبد الباسط حمودة، محمود الحسيني وطارق عبد الحليم فاختار المخرج، بناء على تعليمات المنتجة، أن يقدم كل واحد منهم أغنية منفصلة، وكذلك فعلت الراقصة، في محاكاة للتوليفة {السبكية} المعتادة، التي تكتمل بالنهاية السعيدة؛ حيث تُعلن المعلمة توبتها وتشفى ابنتها من الإدمان، وتكرم الأجهزة الأمنية {بطة} وحبيبها {شطاف}، وتُختتم الأحداث بزواج الأحباء!

مع عناوين النهاية وجهت المنتجة الشكر إلى مسعد فودة نقيب المهن السينمائية، وأتصور أنها أصابت الهدف فإليه يرجع الفضل في تمرير {ظرف صحي} الذي تزكم رائحته الأنوف!

الجريدة الكويتية في

12.05.2014

 
 

منسقة الأزياء نيرة الدهشوري :

«فتاة المصنع» مشروع تخرجي و{الخروج للنهار» نقلة مهمة في مشواري

كتب الخبرهند موسى 

بدأت نيرة الدهشوري مسيرتها عارضة أزياء، وبعد فترة رغبت في البحث عن مهنة أخرى، فساقتها الظروف للتعرف إلى بعض صانعي السينما الذين أعجبوا بمقترحاتها بشأن ملابس النجوم، لذا عرضوا عليها فكرة العمل كمنسقة أزياء لأعمالهم.

نيرة صممت أزياء ثلاثة أفلام مطروحة في دور العرض راهناً هي «فيلا 69» و{فتاة المصنع» و{الخروج للنهار». عن كواليس العمل فيها، وقدرتها على تقديم أزياء ملائمة لكل قصة منها، وأبرز الصعوبات التي واجهتها فيها كانت لـ{ا...

·        كيف وقع الاختيار عليك للمشاركة في «فيلا 69» و{فتاة المصنع» و{الخروج للنهار»؟

عملت منسقة أزياء في مشروع تخرج المخرجة آيتن «ربيع 89»، وهو فيلم قصير من تأليف وسام سليمان، يتناول حياة الفتيات في فترة الثمانينيات، وقد أبرزت ذلك من خلال الملابس. شاهد الفيلم كل من المخرجة هالة لطفي والمخرج محمد خان، فعرض عليّ الأخير المشاركة معه في فيلم «ستانلي» وأفلام أخرى، وفعلاً بدأنا التحضيرات لها ولكنها للأسف تأجلت.

·        وما أول فيلم بدأت العمل فيه؟

«الخروج للنهار»؛ فبعد إعجاب مخرجته هالة لطفي باختياراتي في «ربيع 89» حدثتني ومهندسة الديكور شهيرة مشير لنكونا معها في الفيلم الذي اعتبره من أطول الأفلام التي عملت فيها؛ إذ ارتبطت بالعمل فيه لمدة ثلاث سنوات، رفضت خلالها أعمالاً أخرى لالتزامي به وإعجابي بفكرته، وأعتقد أنه أحدث نقلة قوية في مشواري، بل إنني أعتبره «ابني البكر».

·        وكيف بدأت التحضير له؟

لم تعطني هالة لطفي السيناريو كاملا لقراءته وتحديد الملابس المناسبة له، بل حصلت منها على نص صغير مكون من 20 صفحة، فوضعت تصورات عدة حول ملابس الشخصيات الرئيسة، وعقدت جلسة معها، ووجدنا أن أفكارنا متقاربة.

·        وهل أثّر ضعف الميزانية على عملك؟

لا على العكس؛ فمن الأساس طبيعة قصة الفيلم لا تتطلب مستلزمات باهظة الثمن سواء من ناحية الملابس أو مستحضرات التجميل. احتجنا إلى تنورة وسترة وحذاء وحقيبة للبطلة، ثلاث «بيجامات» للأب، عبائتين للأم، وملابس ممرضة، فكانت ميزانية الأزياء حوالى 2000 جنيه.

·        وكيف اخترت ملابس البطلة؟

أخذت في الحسبان أنها في الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد. عموماً، الخبرة التي اكتسبتها من العمل كعارضة أزياء مع مصممين أجانب أفادتني جداً في هذا المجال، فوجدت أنه مع هذه الشخصية يجب إخفاء أي معالم جمال في جسد البطلة، والتي تبدأ من الوسط حتى أصابع القدمين، لذا حرصت على إخفائها بتنورة طويلة، وهو شكل كلاسيكي معروف.

·        تبدو الملابس مستعملة.

بعدما اشتريت الملابس غسلتها في غسالة عادية كي تبدو «مكرمشة».

·        ماذا عن الألوان؟

استخدمت الأخضر الذي يأتي من اخضرار الخريف، ورفضت الفكرة المطروحة في الدراما عموماً بأنه إذا كان الفيلم كئيباً فيجب أن تكون الألوان فيه قاتمة توحي بكآبة زائدة.

·        ماذا عن «فيلا 69»؟

رشحتني له آيتن أمين، والتي تربطني بها علاقة صداقة منذ مشروع تخرجها «ربيع 89»، والحقيقة أنه منذ عام 2012 وحتى بدء التصوير مرّ السيناريو بتغييرات عدة، وخلال هذه الفترة تحدثنا كثيراً عن تفاصيل دقيقة نرغب في تضمينها في العمل.

·        أخبرينا بعضاً من هذه التفاصيل.

منها مثلاً ظهور البطل بلحية ظاهرة وبلباس النوم و{الروب» في غالبية المشاهد، وهي اختيارات ضرورية توافق العزلة التي فرضها حسين (خالد أبو النجا) على نفسه.

·        هل استفدت من هاتين التجربتين قبل «فتاة المصنع»؟

بالطبع؛ أعتبرهما تمهيداً منحني خبرة ساعدتني في العمل مع فتيات المصنع. مثلاً، أنا أسكن في منطقة المعادي، ولم يسبق لي ركوب قطار الأنفاق، ولم يكن لي أي احتكاك بالطبقات الفقيرة أو التي تعلوها قليلاً. ولكن وفقاً لظروف تصوير «الخروج للنهار» كنت أركب القطار بشكل شبه يومي من شبرا إلى المعادي، وأضع جريدة على الأرض وأجلس عليها من شدة الازدحام، وهذه المرحلة أفادتني في التعرف إلى ملابس تلك الفتيات والنساء، وطريقة لفة حجابهن بشكل غريب، وهي معلومات استخدمتها في الفيلم.

·        وكيف راعيت وجود اختلاف بين صبايا «فتاة المصنع»؟

أعتبر هذا العمل مشروع تخرجي لأنني لم أدرس سينما إنما تعايشت كثيراً مع عروض الأزياء والملابس، وانتقاء الألوان الملائمة لكل شاب وفتاة. من خلال عملي كعارضة أزياء تعلمت أن كل جسم له طبيعة خاصة تتوافق مع ملابس معينة، لذا راعيت جيداً أن تكون الاختلافات بين الفتيات واضحة، فالتي لم تتزوج تختلف عن العاشقة، وعن المراهقة، وهكذا من ناحية التركيز على جمال أجسادهن من عدمه، بملابس تتلاءم مع طبقتهن الاجتماعية.

·        وهل أرهقك وجود شخصيات متنوعة فيه؟

بالفعل كثيراً. «فتاة المصنع» أحد أكثر الأفلام التي تطلبت مجهوداً مني لأنني كنت أرغب في إظهار الفتيات على أنهن «قلب مصر»، أو بمعنى آخر التركيز على بنت البلد المصرية «الجدعة»، وتصميمي على هذه الفكرة جعل تحضير ملابسهن غاية في الصعوبة، ولم يكن أمامي سوى أن أبحث عن أزياء ملائمة في مناطق عدة من بينها وكالة البلح وحلوان والسيدة زينب وبولاق والعتبة والموسكي والطُرح؛ إذ كنت أرغب في أن تكون ألوانها هادئة تبعث التفاؤل، وليست مزعجة للعين تؤثر على رؤية المشاهد لها.

·        ومن أكثر فنانة احترت في ملابسها؟

سلوى خطاب التي جسدت شخصية «عيدة»، والتي تعمل «دلالة» أو تبيع ملابس للجيران، والمتزوجة من رجل يصغرها سناً. اخترت لها ملابس تطغى عليها الأنوثة، علماً أنها في فيلم «الساحر» ومسلسل «البلطجي» ارتدت العباءة السوداء الطويلة، لذا حاولت إخراجها من إطار سلوى خطاب التي ظهرت في أعمالها السابقة إلى الدور الجديد.

·        ماذا عن هاني عادل؟

كان بالنسبة إلي الرجل المصري التقليدي والكلاسيكي في ملابسه، فيرتدي قميصاً وسروالاً من القماش، وإن ارتدى الجينز يفضله غامق اللون.

·        ماذا عن ملابس مشهد النهاية؟

راعيت أن تتميز ملابس ياسمين رئيس بشيء من التحدي والجمال في الوقت نفسه لأنها ذهبت إلى الفرح لتثأر لكرامتها، وتوفي بنذرها لهاني عادل بأنها سترقص في فرحه. وراعيت أيضاً أن تكون ملابس جميع الفتيات في الفرح ملائمة أيضاً للمناسبة، لذا ذهبت إلى محل في منطقة شعبية يؤجر ملابس أفراح وسهرات، ومن بين 50 فستاناً اخترت أربعة فساتين، عرضتها على ياسمين وارتدتها، ثم اخترنا واحداً منها، وهكذا الحال مع باقي الفتيات.

·        وما شعورك بطرح ثلاثة أفلام لك في دور العرض هي من تصميمك؟

أشعر بأنني أحلم؛ فلم أتوقع ردود الأفعال حولها، ولا أصدق أن الجمهور انتبه إلى التفاصيل التي وضعتها فيها، ولم يخطر في بالي أن تُعرض في أوقات متقاربة. ذلك كله مكافأة لي من الله على مجهود الست سنوات الماضية.

·        وكيف تقيمين تجاربك مع هذه الأفلام؟

أحببتها كثيراً، واحترمت فكرتها، ووجدت نفسي فيها. عموماً، أرغب في أن أصبح من أهم وأشهر منسقات الأزياء في العالم العربي في غضون 10 سنوات، فلا أمر مرور الكرام في هذا المجال.

·        ماذا عن مشاريعك المقبلة؟

أتعاون مع المخرج هادي الباجوري في فيلم جديد تقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة، ولدي فيلم آخر من بطولة ياسمين رئيس، وتأليف أحمد عامر وإخراجه، وإنتاج وائل عمر.

الجريدة الكويتية في

12.05.2014

 
 

«زاوية»... ملاذ وحلقة وصل بين المبدعين الشباب 

كتب الخبرأميرة حسن الدسوقي 

في مبادرة هي الأولى من نوعها في مصر تحت مسمى {زاوية}، اتفقت المنتجة ماريان خوري منذ أشهر مع جهات عدة ومصرف وتعاقدت مع إدارة سينما {أوديون} على تأجير إحدى قاعاتها لعرض الأفلام ذات الإنتاج المستقل (خارج الإنتاج والتمويل والتجاري المعتاد)، الروائية الطويلة منها أو الروائية القصيرة أو الأفلام التسجيلية من مصر، ومن جميع أنحاء العالم.

يعمل مشروع {زاوية} السينمائي، بحسب المدير يوسف الشاذلي، على عرض الأفلام المستقلة بمعدل فيلم كل أسبوع أو أسبوعين، حسب الإقبال الجماهيري، وبأسعار رمزية للتذاكر تشجيعاً لجمهور السينما التجارية في خوض تجربة السينما المستقلة الثرية.

 أسماء العروض ومواعيدها تصل إلى المشاهدين من خلال صفحاتهم على موقع التواصل الاجتماعي {فيسبوك}. ورغم عدم اعتماد {زاوية} على أي وسائل دعاية محترفة، يؤكد الشاذلي أنه، وعلى عكس توقعات القيمين على هذه المبادرة السينمائية، تشهد الأخيرة إقبالاً إعلامياً وجماهيرياً، خصوصاً عند عرض فيلم لمخرج غربي معروف أو مصري ناجح كما فيلم {الخروج للنهار} لهالة لطفي.

يضيف يوسف أن الإقبال الواسع شجع فريق عمل {زاوية} على استضافة مهرجان {وسط البلد للفن المعاصر}، الذي نجح وساهم في انتشار اسم {زاوية} في الأوساط الفنية، ليس في مصر فحسب بل في العالم العربي كله.

{استضاف المهرجان فرقاً غنائية عدة ومطربين عرباً ونظَّم حفلات في أكثر من مكان بشكل موازٍ مع عرض مجموعة مختارة من الأفلام في قاعة عرض {زاوية}، يضيف الشاذلي مؤكداً أن نجاح استضافة المهرجان شجع القيمين على {زاوية} على إقامة {مهرجان قبيلة للأفلام القصيرة} الذي تقام فعالياته راهناً.

مكان مناسب

تُقام مهرجانات الأفلام القصيرة عادة في مراكز ثقافية ذات قاعات صغيرة لا تتمتع بالتقنيات الكافية التي تتيح العرض المثالي للفيلم سينمائياً، ولكن {زاوية} وفَّرت المكان الملائم للمهرجانات.
تقول المخرجة الشابة عاليا أيمن (المسؤولة عن اختيار برنامج العروض) إن {زاوية} حققت إنجازاً كبيراً في حل مشكلة تواجهها الأفلام القصيرة في العالم كله وليس في مصر فحسب، وهي إيجاد المكان المناسب لعرض الأفلام القصيرة والتسجيلية سواء كانت طويلة أو قصيرة.

وتؤكد عاليا أن وجود مكان مثل {زاوية} سيزيد من حماسة صانعي السينما الشباب لشعورهم الدائم بأن لديهم الآن مكاناً يستطيعون أن يصلوا من خلاله إلى الجمهور عموماً، وليس الجمهور المهتم بهذه النوعية من الأفلام فحسب.

عاليا أكدت أيضاً أن المشروع يوفر ميزة لا تتاح في باقي قاعات العرض وهي تواجد المخرج في الصالة خلال عرض أفلامه وفتح باب الحديث مع الجمهور ومناقشة أفكاره، خصوصاً أن عروض {زاوية} تختلف في طبيعتها عن النوعية التي اعتاد عليها الجمهور تجارياً.

من جانبها ترى المخرجة والمنتجة ماريان خوري أن {زاوية} ليست مجرد قاعة لعرض الأفلام ولكنها حلقة الوصل بين العاملين في مجال السينما، ما يساعد على انبثاق مشاريع جديدة تكون وليدة تلاقي أفكار وإمكانات المترددين على المشروع، وذلك لتشكيل منتج جديد تكون {زاوية} محل ولادته.

تضيف خوري أن {زاوية} لم ولن تكتفي بقاعة العرض في سينما {أوديون}، فقد اتفقت مع صالات عدة من بينها {سيتي ستارز} لعرض فيلم {وجدة} السعودي الذي بدأت عروضها به، لتخرج بذلك من ثوب قاعة العرض وترتدي ثوب الموزع.

كذلك يبادر القيمون على المشروع إلى التوسع في جميع المحافظات المصرية وإقامة صالات عرض، وقد بدأوا بطنطا والإسكندرية. هكذا تصبح {زاوية} ماركة مسجلة يعرف عنها نشر الأفلام المستقلة في جميع أنحاء مصر.

وتؤكد عاليا أن عوامل عدة تتم مراعاتها في اختيار الأفلام، في مقدمتها التنوع وقياس ردود الفعل الجماهيرية، ما سيساعد في ما بعد على اختيار الأفلام بشكل أسهل.

ويؤكد يوسف الشاذلي أن الرقابة تتعامل بمرونة مع الأفلام التي يعرضها المشروع، فتعطيه الميزات التي تحصل عليها المهرجانات الكبرى.

وفي النهاية، تضيف ماريان أنها فرحة جداً بسعادة أصحاب الأفلام المستقلة الذين وجدوا في {زاوية} ملاذاً بحثوا عنه كثيراً لعرض أفلامهم أمام قاعدة جماهيرية كبيرة، مؤكدةً أنها تستشعر تلك الطاقة الإيجابية المبشرة بمزيد من الإنتاج الذي سيدعم بدوره {زاوية}.

الجريدة الكويتية في

12.05.2014

 
 

جوقة إنشاد سويدية في فلسطين

قيس قاسم 

من زيارة فرقة إنشاد موسيقية صغيرة إلى فلسطين صنع المخرج السويدي فريد يونغستروم فيلماً وثائقياً غاية في البساطة والأهمية، لدرجة يبدو فيها وكأنه كان يتحين الفرصة المناسبة ليدخل تلك البلاد ويكمل مشروعاً سينمائياً اختمر في ذهنه طويلاً عن حياة شعبها في ظل الاحتلال، ولهذا وحين شدت "جوقة إنشاد فالو للسلام" رحالها كان هو أول المنضمين إلى مجموعتها المتوجهة إلى ذاك المكان الذي يشهد ومنذ أكثر من ستين عاماً صراعاً حاداً بين الفلسطينيين والإسرائيلين.

أرادت جوقة إنشاد السلام الاطلاع عليه عن قرب ومعرفة تفاصيله كي تسهم قدر ما تستطيع وكجزء من أهدافها في عرض وقائعه من خلال الغناء بوصفه وسيلة فنية لا تدعي القدرة على صنع المعجزات بقدر ما لديها من تأثير قوي على الناس ينبغي استثماره لصالح الخير وهذا ما زكته تجاربهم السابقة ووقفاتهم التضامنية المشهورة مع شعب جنوب أفريقيا الذي شكرهم عليها نيلسون مانديلا خلال إحدى زيارته إلى السويد

أثناء التحضير لتسجيلات القسم الخاص بالجوقة في السويد اكتشف المخرج  ومساعده فريدريك كارستين، أنهما يعملان وسط مجموعة تدرك جيداً ما تفعله وتؤمن بقوة بأهمية أفكارها، فقررا أن لا يعاملونها كمجرد وسيط لتحقيق شريط عن فلسطين بل كشريك فعال يكمل ويُغني مشروعهم السينمائي،  سيما وأن مديرها الحالي، يعرف الكثير عن الصراع الجاري هناك من خلال عمله السابق كطبيب متطوع في أحد المخيمات الفلسطينية ويعرف شيئاَ من العربية. مرونته في التعامل مع مفردات العمل التسجيلي يعلنها صانع الوثائقي بنفسه ليشرك من خلالها مشاهدي فيلمه في التعرف عليها والتفاعل معها وربما لهذا السبب فضل يونغستروم الانطلاق على أرضية الحوار الذي كان يجري في السويد، وليس في فلسطين، بين أعضاء من جمعية مؤيدة لإسرائيل واثنين من أعضاء جوقة الأنشاد التي زارت فلسطين ورأت بأم أعينها ما يجري هناك فتحصنت بقوة الحجة لدرجة بدا فيها الطرف الثاني ضعيفاً يقول كلاماً إنشائياً غير مقنع. الحوارات في السويد والصور من الأراضي المحتلة بهذه التوليفة سيمضي التسجيلي "حين ذهبت جوقة السلام إلى فلسطين" في طريقه، متنقلاً بين مدن فلسطينية ومخيمات سرعان ما تفاعل سكانها مع ضيوفهم الجدد الذين صاروا جزءًا منهم، يغنون معهم وينشدون أغاني تجسد أحلامهم في الحرية والسلام.

لا يشي المشهد الصباحي في مدينة القدس بصراع واضح، فحركة أسواقها عادية بخاصة لمن لا يعرف خباياها، لكن ما أن يتوغل المرء قليلاً في أحيائها القديمة وفي القسم الفلسطيني منها خاصة كما فعل بعض أعضاء الجوقة الموسيقية حتى يظهر الجانب الآخر، المؤذي للروح، ليدفع أشد الناس هدوءًا إلى إعلان تذمرهم من حجم العذاب والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون في هذه المدينة وحالة المرأة الفلسطينية العجوز التي لم تترك عتبة بابها منذ سنين خوفاً عليه من سطو المستوطنين واحتلاله، أحدثت صدمة عندهم عمقتها أكثر حواراتهم مع سكان الحي وتوضيحاتهم للطرق الخبيثة التي يستخدمها سكان المستوطنات للزحف على بيوتهم وقضم أجزاء منها عنوة، أول الأمر، ثم ومع الوقت يزحفون على ما تبقى منها.  مشاهد قاسية هزت ضمائر الزوار ودفعت أحدهم للسؤال بغضب؛ كيف يمكن للمستوطن أن يفعل هذا؟  كيف يقبل أن يعيش في مكان ينبذه وفوق كل هذا يرفع علم إسرائيل فوق بيت لفسطيني ورثه عن أجداده؟.

رحلات الجوقة في بقية المدن الفلسطينية، وفيما بعد في المناطق الإسرائيلية التي خططوا لزيارتها منذ البداية حتى يتمكنوا من التعرف على وجهتي نظر الطرفين المتصارعين، سترسخ قناعة لديهم بأن الطرف الإسرائيلي هو المعتدي وأن بناء المستوطنات هو العائق الأكبر لتحقيق أي سلام بينهما ناهيك عن طبيعة المجتمع الإسرائيلي الذي يغذيه العنصريون والمتطرفون اليهود بأفكار تُخيفه ما يدفعه للانغلاق والخوف من الآخر. وعلى الطرف الفلسطيني سيتأكد لهم أن الأغلبية المطلقة فيه تريد السلام، وقد تجلى لهم هذا بوضوح من خلال سلوك الناس العاديين وحماستهم للغناء والتفاعل معهم، ما شجعهم على تأليف أغاني جديدة متعاطفة مع حقوقهم بل ذهبوا أكثر من هذا فغنوا سوية أغاني وطنية فلسطينية باللغة العربية في رام الله وغيرها من المناطق التي تؤكد زيارة كل واحدة منها الظلم الكبير الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال وسكان المستعمرات.

على حاجز قلنديا وفي طريقهم إلى تل أبيب ستصاب الجوقة الموسيقية بالهلع من ممارسات فظيعة عايشوها بأنفسهم تتعمد إذلال الفلسطينيين المضطرين للانتقال إلى الجهة الثانية بحثاً عن عمل. احتقار الجنود للعمال والعابرين شعروا به وهم يعبرون الحواجز الحديدية التي بُنيت بطريقة ذكرتهم بحواجز حظائر الماشية في بلدهم فكرروا هذا التوصيف أكثر من مرة في أحاديثهم الشخصية التي غلب عليها الانفعال والقهر، فهم لم يألفوا ولم يعرفوا في حياتهم تعاملاً لا إنسانياً كالذي يرونه أمامهم. أما وصولهم إلى تل أبيب وزيارتهم لشواطيء البحر فقد عززت عندهم شعوراً  جديداً بحدة انقسام البلد، وأن الحياة في هذا الجزء لا تشبه تلك التي يعيشها الفلسطينيون على الإطلاق، ومقابلتهم للكاتب جدعون ليفي لم تقلل من حدة الانطباع المُتَكون عندهم بل على العكس رسخته أكثر لأنه اعتبر زيارتهم للبحر ورؤية حالة الاسترخاء السائدة وعدم اكتراث الناس بما يجري في المناطق العربية يقدم بذاته تفسيراً للصراع وصعوبة حَلَّه.

لقد أعتبر الرفاه النسبي الذي يعيشه الاسرائيلي سبباً لخوفه من الفلسطيني الذي صَوروه لهم  وكأنه الشرير الذي يريد انتزاع كل هذا منهم، وقام السياسيون بترسيخ هذا الانطباع في أذهان الناس، والذي يفاقم المشكلة بين الطرفين أكثر. استعرض ليفي أمام الجوقة تجربته الصحفية في المناطق الفلسطينية  وكتب عن الفظاعات التي يرتكبها جنودهم هناك بصراحة لم يكتب أحد مثلها من قبل وبسببها صار هدفاً لهجمات المتطرفين الدينيين. ستخرج جوقة الإنشاد باستنتاج جديد بعد زيارتها الطرف الاسرائيلي مفاده: أن العزل المتعمد للفسلطينيين مشكلة جدية لا تقل عن سابقاتها خطورة وهي التي تفسر لماذا يحتاج هؤلاء دعم العالم لهم ولماذا يعتبرون زيارتهم مساهمة في كسر الحصار المفروض عليهم ما سيشجعهم للمضي في رحلتهم ويقرروا زيارة مخيمات داخل الأراضي المحتلة في محاولة لفك عزلتها بقوة الموسيقى والغناء. في معسكر الدهيشة في بيت لحم شعروا بقساوة العزلة التي يعيشها سكان مدينة كبيرة وليس معسكراً صغيراً كما تصوروه من قبل. أكثر ما أفزعهم الطريقة التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي مع مدينة يمكن لجنديين فقط عزلها عن العالم عبر إغلاق بوابتيها. مدينة يمكن أن تموت بقرار عسكري أمر لم يفهمه أعضاء الفرقة الموسيقية وظلوا يتناقشونه فيما بينهم باستغراب كبير، يشبه إلى حد كبير استغرابهم من الطريقة التي استقبلتهم بها  مدينة الكرمل، ولكن بطريقة مختلفة. لقد  استقبلوا بالترحاب والغناء وسط حضور جماهيري لم يشهدوا مثله من قبل، ما قوى الانطباع الذي تكون عندهم بأن هذا الشعب يستحق الحياة لتشبثه بها رغم كل الصعاب

لشدة بساطته وقوته لا يحتمل فيلم "حين ذهبت جوقة السلام إلى فلسطين" قراءات تأويلية إضافية ولا تحميله فوق ما لا يحتمل، إلا في جانب تأثيره على جمهوره.. والذي نتوقع أن يكون عميقاً!

الجزيرة الوثائقية في

12.05.2014

 
 

"العمال والسياسة" صرخة المستبعدين من كتب التاريخ

أسامة صفار

يصبح الفيلم الوثائقي التاريخي ضرورة في مراحل بعينها , حيث يقل الإقبال علي المعرفة المكتوبة ويزداد علي المعرفة البصرية السمعية ويصبح ضرورة أيضا حين تهتز الهوية و تقوم آلات التشويه وتزييف التاريخ بعملها في كتابته كما يرغب المنتصرون في المعارك – لا القابضون علي جمرة الحقيقة -  لكن هذه الضرورات الموضوعية لا تبيح المحظورات الفنية وتبدو تلك المقولة واضحة أمام صانعي سلسلة " العمال والسياسة " التي عرضت خلال الفترة من إالي 8 مايو الجاري علي شاشة الجزيرة الوثائقية في تسع حلقات وتناولت تاريخ الطبقة العاملة في الوطن العربي منذ بدء تشكل ملامح الطبقة ثم تشكل تنظيماتها ومساهماتها الفعالة في تحرر بلادها من الاستعمار الأوروبي وترصد الحلقات " جزاء سنمار " الذي حصلت عليه الطبقة العاملة في كل بلد علي حدة !

واذا كان الفيلم التسجيلي – طبقا لأدبيات النقد – هو ما يعرض فيه مخرجه لحقيقة علمية, تاريخية أو سياسية بصورة محايدة ودون إبداء رأي فان سلسلة " العمال والسياسة" بعرضها المحايد قد جعلت المشاهد يشكل موقفا غير محايد من تلك الحقائق وأطرافها المختلفة

ولعل المعالجة الخلاقة للواقع قد أدت الي رؤي مغايرة تتمثل في ضرورة أن يقدم منظرو الطبقة العاملة واليسار في العالم اجتهادات حول مفهوم الطبقة العاملة التي أقامت بنيتها الثورة الصناعية بينما أتت عليها الثورة المعلوماتية وأدت إلي خلخلة قوامها وإضعاف قدرتها علي التأثير خاصة وقد تحولت إلي جزر نائية بأعداد أقل من أن تجعل منها قوة حقيقية وبالتالي فإن أثرها الذي رصدته سلسلة " العمال والسينما " في حركة المجتمعات ليس مرشحا للتكرار نظرا لعدم قدرة الطبقة ذاتها علي استعادة ذلك القوام وتلك الأعداد المهولة لأسباب تتعلق بالتكنولوجيا التي حلت محل العمال في المصانع, ومن خلال المفهوم الجديد للطبقة العاملة يمكن الاتفاق علي آليات عمل جديدة

أما النتيجة المباشرة والتي لفتت إليها الحلقة العامة في السلسلة فهي نموذج الربيع الأوروبي أو ثورات منتصف القرن التاسع عشر والتي أدت إلي فاشيات عسكرية في كل من ألمانيا وإيطاليا وتشكل إمبراطورية نابليون في فرنسا وبقدر ما كان ما أوردته السلسلة عبارة عن معلومات مجردة فقد طرح كنبوءة مرشحة للتكرار في أكثر من بلد من بلدان الربيع العربي الذي بدأ في تونس ولم ينته بعد

ولعل لجوء صناع السلسلة إلي الأرشيف البصري في كل ما يخص أحداث ووقائع المؤتمرات والتظاهرات وكافة الأنشطة العمالية هو اعتراف آخر بضعف الطبقة بشكل عام وعدم قدرتها علي تسجيل وقائع راهنة تستحق العرض أو التصوير وإن بقيت اللافتات المعلقة علي مداخل نقابات واتحادات العمال والتي استطاعت الكاميرا حبسها داخل كادرات حزينة أن تؤكد علي معني كونها أطلال أمجاد غابرة

وقد تم بناء الحلقات التسع عبر نمط استند إلي معمار موحد حيث تم تقسيم الحلقة الواحدة الي مجموعة فصول تفصل بينها عناوين مرتبطة بالمضمون اللاحق لكل عنوان فجاءت أشبه بكتاب العمال البصري وجاءت الحلقة الأولي بمثابة مقدمة لهذا الكتاب وإن بدت فكرتها كما لو كانت " برومو " حتي أنها بالفعل تجمع فقرات من كل الحلقات , وبقدر ما قد تبدو المبالغة في التبسيط مخلة فإن النسق الثابت الذي وضعه صناع العمل والتزموا به لنحو تسع ساعات جعل من النظام والبساطة في طرح المعلومات درسا حقيقيا في تاريخ الطبقة العاملة وملهما لما قد يتعلق بها مستقبلا .

وتميزت الموسيقي والاختيارات الغنائية المصاحبة لحالة كل دولة علي حدة وجاء الغناء الوطني المرتبط بمجتمعه ليميزه بشكل يجمع بين الشجن والتحريض أما الموسيقي فكانت بالاضافة الي الملامح البصرية والموضوعية بمثابة الموتيفة التي ربطت الحلقات باعتبارها وحدة واحدة ذات ملامح واضحة وجاء التعليق الصوتي سلسا ودقيقا إلي حد كبير .

وفي ظل الزخم المعلوماتي وامتداد الحراك العمالي لما يقرب من قرن من الزمان أو أكثر بدا  البحث المعلوماتي وقد التزم بمصادر وتوجهات بعينها دون الأخري حيث احتاجت بعض المواقف التاريخية إلي أكثر من مصدر للتدقيق في بعض المعلومات المتناقضة التي ذكرت في مصادر مختلفة , خاصة أن قصة إعدام العاملين المصريين "مصطفي خميس ومحمد البقري عام 1952 " تحفل بالكثير من التناقض المعلوماتي والجدل حتي الآن بشأن رفض ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة للإعدام وهم جمال عبد الناصر وخالد محيي الدين ويوسف صديق وبدا مع الزخم المعلوماتي أن ثمة خلطا حدث بين اسمي خميس والبقري في الحلقة السابعة ( الجزء الاول لتاريخ الحركة العمالية المصرية ) فذكر آخر كلمات مصطفي خميس قبل إعدامه لكنه أطلق عليه اسم محمد خميس !

وجسدت السلسلة الفكرة الأهم فيها حيث يمكن اعتبار النضال العمالي في تاريخ الوطن العربي مؤشرا قويا علي ذلك التلاحم العضوي الذي لا يمكن فصمه بين مجتمعات الأقطار العربية باعتبارها شعبا واحدا فمن النقابي اللبناني فؤاد الشمالي الذي طردته السلطات المصرية بسبب عمله النضالي العمالي في مصر إلي اغتيال القيادي الأسطوري التونسي فرحات حشاد الذي أضحي شرارة الحركة النضالية التي حررت المملكة المغربية من الاحتلال الفرنسي ثم مشاركة الحركة الوطنية المصرية في منظمة التحرير الفلسطينية والتطوع للحرب إلي جوار مناضليها وأثبتت السلسلة برصدها الدقيق القدرة المدهشة لحركة النضال الثوري العمالي علي العمل كضوء كاشف لكل الخيانات والأمراض السياسية والمجتمعية التي أصابت جسد الوطن والعمل أيضا كضوء ساطع علي تلك الروابط العظيمة بين الشعوب العربية في الثقافة والدين والتاريخ والظروف المعيشية والتعرض للقهر والنهب الاستعماري .

وظهرت بين طيات التاريخ العمالي والنضالي العربي بشكل عام استنتاجات مهمة تتعلق بالتاريخ العربي الحديث حيث أطاح كل زعيم نسب إليه تحرير بلاده بالحركة العمالية وإذا كانت الحلقات قد التزمت بموضوعها فان استمرار البحث قد يؤدي إلي التأكيد علي أن كل من طفا من الزعماء علي سطح حركة التحرير في بلاده لم يتخلص من الشراكة مع النضال العمالي فقط ولم يقمعه فقط بل تخلص من كل شركاء النضال سواء العمال أو غيرهم ممن بذلوا الغالي والرخيص من أجل استقلال البلاد بل وسقط هو نفسه فيما يسمي " متلازمة ستوكهولم " في علم النفس إذ مارس مع زملائه وخصومه السياسيين أبشع أنواع الممارسات الاستعمارية.

ولعل الزعيم نفسه تحول فيما بعد إلي مندوب لثقافة الدولة الاستعمارية وصار أقصي أحلامه هو أن يجعل بلاده صورة من الدولة الاستعمارية التي نهبت خيراتها وأفقدتها هويتها الوطنية لسنوات طوال مع استثناءات لبعض التجارب العربية التي ظلت محتلة " فلسطين " أو تلك التي تعرضت لموثرات طائفية أفقدتها معني استقلالها ان لم يكن استقلالها نفسه " لبنان " ولعل حسن النية وحسن الظن يسوقانا إلي الاعتقاد بأن هؤلاء الزعماء لم يروا نماذج في بناء الدول سوي تلك التي اطلعوا عليها من خلال احتلال تلك الدول لبلادهم فلم تتنوع خبراتهم لبناء دولة بشكل مغاير وهو ما يشير إلى الاحتمال الأسوأ حيث لم يملك زعيم من زعماء التحرير في بلادنا العربية – رغم رغبته الجادة في الاستقلال – مشروعا وطنيا حقيقيا يرسم خريطة ما بعد الاستقلال وهو ما أدي بالعالم العربي إلي دكتاتوريات دفعت بالبلاد إلي الدوران حول الذات حتي انفجر الربيع العربي .

وبصدق مشبع بالمرارة وواقعية قاسية فضل صانعو سلسلة " العمال والسياسة " أن تنتهي الحلقات بانهيار الطبقة ولعل الحلقة الثانية هي الأكثر بؤسا , حيث اعترف العامل حسن نعيم الدودي من قلب مصنعه أن الاتحاد العمالي العام اللبناني فقد مصداقيته لدي العمال , ولا ينفرد العامل وحده بالموقف لكن قيادات عمالية و باحثين ومؤرخين اعترفوا في الجزء الأخير من الحلقة بانهيار الحركة العمالية اللبنانية وحدث ذلك كنتيجة طبيعية للتحولات الكبري في الصناعة وفي المجتمع اللبناني فضلا عن المؤامرات التي حيكت للإجهاز عليها سواء من قبل السلطة الحاكمة أو الطوائفية أو الخيانات أو انهيار الصناعة وتحول العمال لمهن أو أعمال أخري.

تؤرخ الحلقة اللبنانية لنشوء الطبقة العاملة اللبنانية عبر اقتصاد الحرير وتحدد بصريا وصوتيا لبنان 1860بأنه ذلك الجبل الخصب الموازي للشاطي والذي يسكنه مسيحيون ودروز ومسلمون وهو جزء من سوريا العثمانية وتستعرض الكاميرات بلقطات أرشيفية جبل لبنان ومن ثم تتابع قصة العمال والنضال في سبيل حياة كريمة حتي تأسيس أول تنظيم نقابي لهم

شملت الحلقة مصادر متنوعة يصل عددها إلي ثمانية عشر مصدرا بين مثقف وعامل , تحدث بعضهم باعتباره أكاديميا ومؤرخا وتحدث الآخرون باعتبارهم عاشوا وناضلوا ودفعوا الثمن من حياتهم في سبيل حركة عمالية قوية ويمكن التمييز بين النوعين ببساطة ودون النظر إلي الاسم أو الصفة عبر " مكان التصوير: إذ تنبه المخرج إلي الفارق بين أكاديمي يتحدث من مكتب مكيف ويدرس وبين قيادي عمالي يتم التصوير معه من داخل مصنعه وحتي من موقع المظاهرة التي شارك فيها ويبلغ الجهد مداه إذ نري علي الشاشة السيدة كارمن بشارة التي شاركت في مظاهرة الـ300 ألف عامل ومواطن لبناني عام 1989 والتي أزالت الحواجز بين بيروت الشرقية والغربية وأدت الي اتفاق الطائف الذي أنهي الحرب الأهلية اللبنانية .

لكن الملفت أكثر أن من بين الدول العربية التي استعرضت الحلقات تاريخها لا يوجد بين قيادات الحركة العمالية نساء سوي في لبنان ومصر , وإذا كان مخرج العمل قد استعان بالأغنيات الوطنية باعتبارها تيمة مميزة لكل مجتمع عربي فان لبنان له الخصوصية الأكبر إذ يقترب المخرج من منتصف الحلقة لنجد لفته شديدة الذكاء والحساسية حيث مزج بين الموضوع وبين صناعة استراحة ذهنية للمتلقي في فقرة لم يضع لها عنوانا مكتوبا كما فعل في الفواصل المختلفة ويفاجأ المشاهد بصوت فريد الأطرش ثم مشاهد من فيلم "زمان يا حب " ليكتشف المشاهد أنه ما يراه ليس فاصلا غنائيا وإنما تصوير لأجواء الازدهار الفني والسياحي في لبنان في سبعينات القرن الماضي وهو ازدهار ما قبل عاصفة 1975 المدمرة ويأتي التعليق الصوتي ليؤكد علي ذلك .

والواقع أن المعمار الذهني والجمالي للحلقات جاء مبسطا بحيث تكاملت العناصر الصوتية والبصرية بشكل أدي الي متعة سمعية وبصرية ولكنه أدي الوظيفة العقلية والمعلوماتية بشكل مدهش عبر نظام " الحكي " الذي التزم به التعليق الصوتي بينما ترك التحليل والتفاصيل للمصادر وحتي في داخل منظومة الحكي التي قام بها المعلق الصوتي كانت الدوائر المحلية والعالمية وتقسيماتها واضحة حيث كان الربط بينها وبين تأثيراتها علي الطبقة العاملة والحركة العمالية يتم بمنطق درامي وهو ما ساهم في إضفاء حيوية علي الحلقات بشكل عام وتفاوتت الحيوية طبقا للدراما في كل حلقة علي حدة تبعا لقسوة الحاكم أو المستعمر ولكن الأقسي علي الإطلاق جاء في مجازر واغتيالات الفرنسيين في كل من تونس والمغرب فضلا عن الصهاينة في فلسطين

وعلي طريقة الفاصل الفني بفيلم " زمان ياحب " قدم المخرج فاصلا إعلانيا لمؤسسة سوليدير والتي أنشأها " رفيق الحريري " رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ورجل الأعمال الذي تم تمهيد المناخ لقبوله باعتباره المخلص بأمواله ومشروعاته وكان وجوده بداية لانهيار طبقة العمال اللبنانية

ولعل أجمل ما في الحلقة هو ذلك التخليد والاستعانة بالرسم التعبيري للمناضلة الفدائية وردة بطرس بشجاعتها وإخلاصها ورفضها لتراجع المتظاهرين ومن ثم استشهادها مع زملاء لها ليأتي اليوم التالي حاملا البشارة باستقلال لبنان والإفراج عن الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح ولعل الأجمل علي الاطلاق في " العمال والسياسة " هو ذلك التحرير للعقل العربي من فكرة الزعيم الفاعل لكل شيء إلي القوة الجماهيرية الفاعلة فهي الوقود الذي يحرق الطغيان ويصنع الدفء للوطن وفي لبنان بدأ الأمر بفؤاد الشمالي ولم ينته بوردة بطرس ومصطفي العريس وإيليا أبورزق وغيرهم الكثيرون وفي فلسطين كان العامل عبد اللطيف حيمور الذي تقدم بطلب لتأسيس أول نقابة عمالية فلسطينية لينهي بذلك مرحلة ضعف الوعي لدي العمال العرب والتحاقهم بالهستدروت وفي كل دولة عربية يوجد الزعماء الحقيقيون داخل صوف النضال الوطني بعيدا عن الأضواء وكراسي السلطة لذا تأتي الحلقات لتمنح هؤلاء بعض ما يستحقون

وتبقي انتفاضة الحوض المنجمي في تونس خير دليل علي ضرورة استخلاص التاريخ من براثن الإعلام فقد كانت البشري لثورة تونس العظيمة وأبطالها وشهداؤها هم الشرارة والنبوءة الحقيقية لنور الثورة كما تبقي مظاهرة 9 مارس 1919لطلاب مدرسة الحقوق في مصر هي الشرارة التي أشعلت نار الثورة التي حررت مصر .

وكان ينبغي للعراق الثري بفنونه أن يفتتح قصة نضاله العمالي بصوت وموسيقي عراقية فالحديث هنا عن استكمال تفاصيل الحالة العراقية من البداية للنهاية لكن صوت فيروز مع جماله يبقي رمزا للبنان أما الشيخ إمام عيسي الذي افتتح الحلقة التونسية فرغم كونه مصريا إلا أن لتونس فيه مثلما لمصر فيه فالرجل ارتبط بتونس وارتبطت به بل وانطلقت شهرته للعالم منها في زمن صادرته خلاله السلطات المصرية المتتالية علي اختلافها .

الجزيرة الوثائقية في

12.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)