كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«الخروج للنهار».. فــن تصديــر الأحزان والكآبة !

محمود عبدالشكور

 

على كثرة ما شاهدت من أفلام عربية وأجنبية كئيبة ومؤلمة، فإن فيلم «الخروج للنهار»، أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة هالة لطفى، هو الأكثر إيلاما فى هذا الباب، ليس لأنه فيلم يتحدث عن الموت، ولكن لأنه يضغط على أعصابك طوال الوقت، مستهدفا تفاصيل معاناة زوجة وابنتها، اضطرتهما الظروف لرعاية الزوج/ الأب المشلول العاجز، تبدو المشاهدة نفسها، رغم وجود عناصر رائعة كالتصوير والإخراج والديكور والملابس وشريط الصوت والصمت، كتجربة مزعجة،وكأن هناك من أراد أن يتخلص من كآبته هو، بتصديرها إلى المشاهد، وهو أمر غير عادل بالمرة.

من حق الفنان بالتأكيد، وخصوصا إذا كان فى موهبة هالة، وفريقها المميز، أن يختار ما يحكى عنه، وبالطريقة التى يفضلها، ولكن من حق المشاهد بالمقابل أن يقبل أو يتأفف. اختارت المخرجة الشابة واقعية خشنة، وإيقاعا بطيئا مناسبا لموضوعها، وحركة كاميرا متأملة (مدير التصوير الشاب الرائع محمود لطفى)، عددا محدودا للغاية من أماكن التصوير( من شقة الأسرة البائسة إلى المستشفى مع مشاهد قليلة فى الميكروباص والشوارع)، عددا محدودا أيضا من الممثلين، ومساحات واسعة من الأسود والرمادى تكتسح الصورة، حتى أحزمة النور التى تتسلل إلى الشقة الصغيرة بياضها بلون الكفن، ربما لم يكن ينقص فيلمها بهذه الصرامة إلا استكمال الطقوس بتفاصيل الوفاة، وتغسيل الميت، ودفنه، على أن تظهر فى اللقطة الأخيرة كلمة «وحدوووووه»!

مشكلة «الخروج للنهار» أن كل مواهب ورؤية صناعة، وهى كبيرة وعظيمة، تحولت إلى فن لتصدير الحزن بدلا من أن تكون وسيلة لتأمله، بدا حتى أن هذا الطقس التراجيدى القوى والمؤثر، لا يحقق التطهير بإثارة مشاعر الخوف والشفقة بأن نكون ذات يوم فى مثل هذا الموقف العاجز، ولكنه تجاوز ذلك بأن يثير ألما حقيقيا بالإلحاح المتواصل على معاناة الآخرين، لا يوجد فيلم تفتح فيه النوافذ والبلكونات بهذه الكثرة، ومع ذلك تشعر أن الظلام أقوى وأعظم من أن يتحرك، مثل حائط صلد لايمكن أبدأ أن تفتح فيه أى ثغرة.

هناك مشكلة أخطر، الفيلم بالأساس عن المعاناة الجسدية للأب القابع فى سريره، وحضور الجسد فى الفيلم واضح وعارم (نقل الأب من مكان إلى آخر وتغيير ملابسه وعلاج قروح ظهره)، ولكنك ستلاحظ حتما أن أبطال الفيلم الثلاثة يعانون أيضا من اكتئاب حقيقى: الأب (أحمد لطفى) يرفض تناول الطعام، يقبل فقط الأدوية، نوع من الانتحار البطئ الذى سيقوده إلى المستشفى، فى عينيه انكسار المكتئب، لاتلمع عيناه إلا عندما تُسمعه زوجته أغنية أم كلثوم المؤلمة أيضا «أنا وأنت ظلمنا الحب»، أما الابنة سعاد (التى لا علاقة لها بالسعادة والتى تلعبها دنيا ماهر) ففى مظهرها الأشعث ما يؤكد هذا الاكتئاب، شعرها المنكوش، تأففها من أمها، لحظات صمتها، عصبيتها عندما يرفض الأب الطعام، قلقها من عدم قدرة الأم على شراء مرتبة صحية تحمى والدها من القروح، لديها أيضا حالة إحباط إضافية بسبب انصراف من تحب عنها منذ شهور، يتهرب منها عندما تتصل به تليفونيا، من الواضح أيضا أنه يرفض مقابلتها.

الأم كذلك تبدو عليها مظاهر الاكتئاب، هى ممرضة واسمها (ويــاللسخريــة) حياة، تلقى كلماتها بقــرف شديــد، تصحـــو لتنــام، منهكة وعصبية، تحضـر لزوجهــا ملاءات بيضاء من المستشفى لمرضى أو أموات، تعانى عبئا روحيا تتضاءل أمامه متاعب الزوج الجسدية، لا تتحرك إلا عندما يزورهم ابن اختها المجند فى الجيش، الضيف أيضا صامت وكئيب، ربما يستشعر الحرج بأن يجد نفسه وسط هذا الصوان للعزاء الذى تجسد فى صورة شقة يسكنها الحزن.

لا تظن أن خروج سعاد من الشقة لزيارة صديقتها نعمات سيخفف شيئا من هذه القتامة، فى الميكروباص، ستقابل بالصدفة فتاة غريبة، تقول إنها ملبوسة، زوجة والدها عملت لها عملا، تحاول الذهاب إلى أحد القساوسة فى حلوان لعلاجها، الفتاة مضطربة وقلقة لأنها فى سن السادسة والعشرين ولم تتزوج، يبدو أن هدف المشهد الإسقاط على تأخر زواج سعاد الأكبر سنا، تحاول سعاد مقابلة الشاب، تخبره تليفونيا أنها يمكنها انتظاره ساعة أو اثنتين دون جدوى، لا تهنأ بالخروج، تسأل عن سعر مرتبة صحية لأبيها، تذهب لزيارة الأب الذى نقلته الأم إلى المستشفى إثر سقوطه من فراشه.

تلاحظ الأم تسريحة شعر ابنتها عند الكوافير، ترفض أن تقيم معها فى المستشفى، تنزل الابنة من التاكسى فى الحسين، تستعرض وجوه آخر اليوم المتعبة، تستقل سيارة ميكروباص، لم يعد معها سوى جنيه واحد، تشتبك مع السائق الكئيب والمتأفف أيضا، تنزل وتسترد الجنيه، تسير وحيدة، تسمع بعض الأناشيد، تجلس وحيدة على حافة الماء، ربما تكون هذه اللقطات هى الأجمل والأكثر تفاؤلا فى الرحلة كلها، عندما تعود إلى المنزل تجد أمها وهى تقوم بتنجيد مرتبة الأب الملوثة، تسأل الابنة عن مكان الدفن، ومكان مقابرهم، وتسند رأسها على كتف أمها.

يوم كامل وصباح، ونحن نتابع معاناة شخصيات مكتئبة فى لقطات طويلة، وبتفاصيل كاملة، لا أظن أن وفاة الأب سيغير شيئا كما تقترح النهاية، الأم وابنتها مرضى بالروح وليس بالجسد، وهذا أخطر وأصعب، تنتهى هالة لطفى إلى أن الموت انعتاق وحرية وراحة، خروج للنهار كما يقول كتاب الموتى الفرعونى، وكأن العذاب الحقيقى هو الحياة لا التخلص منها، الحقيقة أننا رأينا الأم وابنتها فى حالة موات وعجز وفشل فى الإحساس بالحياة تماثل حالة الأب سواء بسواء، يعنى كل ذلك أنك أمام معالجة سوداوية تماما، يزيد من تأثيرها أنها نقلت إليك عبر فريق تمثيل جيد، وبإدارة مخرجة تمتلك أدواتها، اختارت هالة لطفى ألا تكون هناك موسيقى تصويرية على الإطلاق، لمسات الديكور حقيقية وبكل تفاصيلها، الكآبة والغبار والأثاث القديم والمطبخ القذر تستكمل الصورة، من النادر أن يتم تنفيذ لقطات طويلة بدون قطع بمثل هذا الإتقان، الملابس أيضا جزء من اللوحة المؤلمة، ألوان باهتة وأقمشة رثة وبسيطة، حتى ضجيج الشارع، يمنح المشاهد أصداء واقعية، الممثلون مميزون وخصوصا الراحل أحمد لطفى الذى لعب دور الأب العاجز، والممثلة التى لعبت دور فتاة الميكروباص الملبوسة،هناك تكديس وإلحاح على تجميع كل عناصر المعاناة فى خيط واضح، لم يقلل من تأثيرها محاولة الإيحاء ببعض بوادر الخروج فى مشهد النهاية.

هالة لطفى مخرجة موهوبة، أحترم كثيرا تجربتها الأولى، أحترم أيضا مغامرتها بإنتاج فيلم مختلف، وأحترم بالتأكيد جهد كل العاملين معها، ولكنى أعتقد أن الفن أعمق وأهم وأصعب بكثير من التخلص من الاكتئاب بتصديره إلى الآخرين.

أكتوبر المصرية في

11.05.2014

 
 

أفلام جديدة هذا الأسبوع تثير إعجابهم رغم مساوئها

أزمة النقاد الأميركيين مع الأخلاق تتمدد

لندن: محمد رُضــا 

هل من المفترض بـ«السوبر هيرو» أن لا يبكي؟ هناك مواقف عاطفية يتعرّض لها كل واحد من أولئك الأبطال المقتبسين من مجلات الكوميكس والخيال الجانح، مثل «سوبرمان» و«باتمان» و«العفريت» و«ذا هالك»، لكن «سبايدرمان» وحده هو الذي يذرف الدمع نيابة عن الجميع.

«سبايدرمان المذهل» (2012) بكى في موقف واحد. أما «سبايدر مان المذهل 2» الحالي، فيبكي في موقفين. في الجزء السابق تبكي سالي فيلد (لاعبة دور أمه التي تبنّته) وفي هذا الفيلم تبكي مجددا وتبكي الممثلة إميلي ستون. هل المخرج مارك وَب أو أحد كتّاب السيناريو الثلاثة الذين وضعوا هذه الخامة شاهد وتأثر بالأفلام الهندية القديمة؟

مهما يكن من الأمر فإن «سبايدرمان المذهل» هو من تولّى في الأسبوع المنصرم القمّة منجزا قرابة 12 مليون مشاهد دفعوا نحو 91 مليون دولار لمشاهدة بطل آخر يحلّق في الهواء بلا كلل. في الوقت ذاته جرى إطلاق عدّة أفلام من تلك التي يمشي أبطالها على الأرض.. حفاة، كما حال إليزابيث بانكس في «مسيرة العار» أو متعثرات بالأحذية ذات الكعوب العالية كما في «ليلة خروج الأمهات» (Mom›s Night Out).

كلاهما لم يحظ بالكثير من العناية النقدية، لكن حال الفيلم الأول، الذي أخرجه ستيفن بريل أفضل قليلا من حال الفيلم الثاني لصاحبه أندرو إوين في محكمة النقد الأميركية. ناقد واحد من أصل خمسة عشر أحب الفيلم (هو بل زويكر في «شيكاغو صن - تايمز») ثلاثة وقفوا منه موقفا وسطا، والثلاثة عشر الآخرون هاجموه بضراوة.

ربما هو فيلم متعثر فنيا كبطلاته آبي كوب، باتريشا هيتون، سارا درو، لكن الملاحظ أن معظم الذين انتقدوا «ليلة خروج الأمهات» شددوا على الناحية الأخلاقية التي رفضوها رفضا تاما. حسب هؤلاء من الخطأ نقد النساء المتزوّجات إذا ما أردن السهر خارجا وطلبن من أزواجهن المكوث في المنازل لتلك الليلة أو كما تقول إليزابيث وايتزمان في «نيويورك دايلي نيوز»: «لا شيء خطأ في ترفيه مبني على الإيمان، لكن المشكلة تأتي عندما يصبح الإيمان في مقدّمة الترفيه».

لكن للفيلمين المذكورين علاقة متينة ولو متناقضة: في «مسيرة العار» تطلب أم إليزابيث بانكس (في الفيلم) من ابنتها الاحتشام حين تطل في المرّة المقبلة على شاشة التلفزيون. الفتاة الجميلة والشابة توافق أمّها مما يعني أنها جاءت من عائلة مسيحية محافظة. في نهاية الفيلم تفعل العكس في تحد للمفاهيم المحافظة. أما في «ليلة خروج الأمّهات» فإن الرسالة تتبدى تأنيبا للأمهات إذا ما التقين في سهرة قُصد بها أن تكون هادئة وعادية.

كلا الفيلمين يأتيان وسط موجة من الأعمال ذات النزعة الدينية كما سبق لنا القول في مقال سابق. آخرها «الجنّة حقيقية» وهو فيلم كانت نسبته من تمازج الآراء أعلى؛ إذ نال 18 صوتا وسطيا وستة أصوات مؤيّدة وصوتين فقط من تلك المعارضة حسب موقع نقدي.

هو فيلم لراندال والاس من بطولة كريغ كينير لاعبا دور واعظ كنيسة في بلدة صغيرة لا يملك إجابات شافية حين يتعلّق الأمر بالأسئلة الوجودية. على ذلك إيمانه قوي ولو أنه يتعرّض للاختبار عندما يسقط ابنه الصغير مريضا وفي لحظة من لحظات الحياة تبدو روحة قد غادرته، لكنه لا يزال حيّا يردد بأنه رأى نفسه يدخل الجنّة. هذه الرؤيا تضع الأب في امتحان جديد ليس مع إيمانه هذه المرّة بل مع محيطه من المواطنين.

* الفيلم مزحة

* هم المخرج جون فافريو مختلف تماما في فيلمه الجديد «كبير الطبّاخين» أو «شف». إنه كارل كاسبر رئيس الطبّاخين الذي يعتز بنفسه وبخبرته وطبخه. في أحد الأيام تقع مشادة بينه وبين صاحب المطعم (دستين هوفمان) الذي يطلب منه الكف عن التفنن واتباع لائحة الطعام. كارل يرفض التنازل وصاحب المطعم يرفض رفضه وينتهي الأمر بكارل إلى تأسيس مطعم في «باص» صغير يساعده فيه جون لغويزامو وسكارلت جوهانسن ويستقبل، فيما يستقبل، روبرت داوني جونيور.

الفيلم مزحة واسعة لها حسناتها لكنها لا تفعل كثيرا لناحية التحوّل إلى عمل جيّد خصوصا وأنه مضطرد في وصفه ووصفاته كما عادة البرامج التلفزيونية من النوع ذاته. جان فافرو هو ذاته مخرج الجزئين الأول والثاني من «آيرون مان» (وأحد منتجي الجزء الثالث) وفي سنة 2011 حقق «كابويز أند أليانز» والآن يحضر لثلاثة أفلام كبيرة متلاحقة أولها إعادة صنع لفيلم الرسوم «كتاب الغابة» وثانيهما «معركة فونفيل» والثالث بعنوان «مملكة السحر». «كبير الطبّاخين» نقلة إلى إنتاج أكثر تواضعا على صعيدي الكلفة والجمهور وهو قال في لقائه مع ممثلي الصحف الأجنبية حين زار بعض هؤلاء مكان التصوير قبل بضعة أشهر: «لقد عملت على الأفلام الكبيرة منذ فترة طويلة وهذا قد يجعلك تعتقد أنك بذلك بت تحوز حريّة عمل أكبر. في الحقيقة الأمر معاكس تماما. مع تضخّم مشروع (آيرون مان) فيلم بعد فيلم، ما عاد ملكا لرؤية عدد محدود من الفنانين بل سلعة للشركة المنتجة».

على منواله من الأفلام الكبيرة «لم يعد عندي قصص خاصّة أرويها، لذلك عدت إلى عمل يعبّر عني أكثر مما تعبر عني الأفلام الأخرى».

هل يعني ذلك أن المخرج طبّاخ يريد تحقيق فيلم عن نفسه؟

«أنا طبّاخ لا بأس به. أنا أفضل الآن مما كنت عليه سابقا (...) لقد وجدت أن العلاقة متينة بين أولئك الذين يصنعون الأفلام وأولئك الذين يصنعون الطعام، كلاهما لديهم التحديات ذاتها في مراحل الإبداع».

هذا من ناحية أن كلا المنتجين يهدف لإرضاء الزبائن. لكن فيلم فافرو هذا يرضي بعض الزبائن ولا يثير اهتمام زبائن آخرين حتى من بين المثقفين الذين لا يكترثون، وربما عن حق، لسينما المؤثرات الصادحة والتكاليف الضخمة.

* العودة إلى أوز

* السوق السينمائية من لوس أنجليس ونيويورك إلى لندن ودبي لا تخلو من فيلم رسوم متحركة جديد هو «أساطير أوز» مسحوب (كما سواه من الأفلام التي حملت كلمة «أوز» مؤخرا) من الفيلم الكلاسيكي «ساحر أوز» لمخرجه فيكتور فليمنغ سنة 1939 حققه قبل عام واحد على تحقيقه «ذهب مع الريح» في السنة التالية.

على كثرة الاستيحاء من هذا المصدر تداخلت الشخصيات في حكايات مفصولة عن الأصل وإن كانت لا تزال على صلة بجوهر الموقع و«التيمة» والحكاية. هنا تعود دوروثي (ليا ميشال) إلى أرض الساحر أوز لتلتقي بشخصيات جديدة خلال بحثها عن بعض أصدقاء الأمس. هذا يستدعي تنصيب شرير جديد اسمه جستر (يقوم بصوته مارتن شورت) يسعى للسيطرة على تلك الغابة ومن فيها. أي كلام ممكن بغاية تسجيل إصابات في ملعب الصغار. الرسوم دجيتال بالطبع لكنها مطواعة وثرية بالتفاصيل بسبب من حسن سرد مخرجي الفيلم دان سانت بيير وول فن. كذلك ينفع أن نقرأ أسماء بعض المواهب الكوميدية تمثّل بأصواتها مثل دان أكرويد وجيمس بيلوشي وكلسي غرامر.

على دكانة بعض مشاهده، يبقى «أساطير أوز» أفضل بكثير من فيلم كوميدي جديد عنوانه «جيران» (أو «جيران سيئون» كما في بعض الأسواق) يجب على الصغار تجنّبه لكونه مليئا بمشاهد تحمل الشتائم بلا هوادة وإلى جانبها مواقف جنسية ومشاهد عري واستخدام المخدّرات. هذا مفهوم، لكن الكبار يمكن لهم تجنّبه لهذه الصفات على الأقل.

هذا الناقد لم يشاهد هذا الفيلم بعد ولا يمكنه الحكم على مضمونه أو عليه تفصيلا، لكن هذا لا يمنعه من التساؤل حول السبب الذي من أجله يتصدّر هذا الفيلم قائمة أكثر الأفلام الجديدة نيلا لإعجاب النقاد الأميركيين (33 مع، 11 مع إلى حد ما وواحد فقط في الصف المعادي). ربما كانوا يساهمون في نشر السينما الرديئة؟ ها هي إحداهن (درو ماكويني) تكتب في «هيت فيكس»: «ليس فقط إنه طريف بشكل صاخب وقذر على نحو لاهث، بل هو مكتوب جيّدا على مستوى الشخصيات..»

إذن القذارة والصخب عنصران مفيدان كما يرى أيضا ناقد «الغارديان» أندرو بولفر حين يكتب: «في حالته الحاضرة فإن «جيران» فيلم قذر وشرير ومتهاون، لكنه محبوب».

على هذه الحال «حلاوة روح» يمكن أن يكون تحفة عصره.

الشرق الأوسط في

11.05.2014

 
 

في بعض الصلات الممكنة بين السينما والتسامح

"البحث عن زوج إمرأتي" و"صمت القصور نموذجان

عبد اللطيف البازي* 

تنطلق هذه الدراسة من فرضية بسيطة مفادها أن التعامل المتسامح مع ظواهر اجتماعية انقرضت أو في طريقها إلى الانقراض كان هو العامل الحاسم في الاستقبال الجيد الذي لقيه كل من فيلم المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي "البحث عن زوج إمرأتي"(1993 )وفيلم "صمت القصور"  (1992)للمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي .وسنحاول البرهنة على الفرضية المذكورة مركزين على نقاط الالتقاء بين هذين العملين.

يحكي فيلم "البحث عن زوج إمرأتي" علاقة تواطؤ لذيذ تجمع بين زوجات ثلاث لرجل واحد هو الحاج بنموسى، زوجات ثلاث يتبادلن الإطراء ويواسين بعضهن البعض ويوزعن الأدوار بينهن داخل البيت الكبير الذي يقتسمن غرفه ويقتسمن في نفس الآن عواطف صاحبه.

وبالرغم من أن المخرج  محمد عبد الرحمن التازي قد صور هذا الوضع بحب وحنان واضحين )هل لذلك علاقة بإهدائه الفيلم لأمه؟فإنه قد  قام، في نفس الآن، بتصفية حساب أكيدة مع مرحلة تاريخية معينة وبالأساس مع أسلوب حياتي معين أضحى من غير المقبول بل ومن غير الممكن تبنيه بفعل التعقيدات والتغيرات التي عرفها المجتمع المغربي . لذا فإن المخرج قد أضفى على التوازن الذي يسم العلاقة بين الزوجات الثلاث وزوجهن طابعا مثاليا  ليؤكد  أن هذا التوازن غير قابل للتحقق  على أرض الواقع ، مما يجعلنا إزاء عودة إلى مرحلة مضت من أجل القطع معها وليس من أجل التبشير بقيمها وأجوائها.

نفس هذه الموضوعة، أي موضوعة العودة ، نجدها  في فيلم " صمت القصور" الذي يتمحور حول قرار عودة إلى فضاء معين هو فضاء أحد القصور، توازيها أو هي نفسها عودة أو اسـتعادة لزمن مضى . وبالرغم من أن عالية ، الشخصية الرئيسية في الفيلم، قد عرفت إحباطات وصدمات عديدة بهذا القصر، إلا أنها اقتربت من أبوابه ومن جدرانه وما تبقى من أثاثه بحنو وحب وبثقة في النفس كذلك تدل على ذلك حركة الكاميرا الهادئة والبطيئة وتــــكرر الاستعادات)الفلاش باك(المتعلقة بلحظات سعادة وبأحزان ظلت موشومة بذاكرة عالية التي استشعرت ، حينما علمت بخبر موت سيدي علي مالك القصر، الحاجة إلى إعادة تركيب وترتيب مقاطع أساسية من حياتها وإلى القيام بزيارة إلى ماضيها قصد التصالح معه.فتوالت الاسترجاعات وتقاطعت وقائع قديمة مع شخصيات عادت من بــعيد.

ويقدم لنا الفيلم، عبر الأحداث والمناخات التي تذكرتها الشخصية الرئيسية، صورا جميلة لنساء جميلات كان رجال القصر يستمتعون بهن وبرفقتهن ، نساء ذوات وعي زائف وخاطئ يقبلن وضعيتهن الدونية دونما حرج وبقدر كبير من الجبرية  وكأن قدرهن هو أن يحمين التقاليد ويحرسنها ولو كان في ذلك مس بكرامتهن .وتتوقف الكاميرا كثيرا عند جلساتهن الحـــميمة وتسجل دعاباتهن وبعض مظاهر تعاستهن ، كما تتــوقف الكاميرا عند مشاهد عشق  محملة برهافة وحسية نادرتين في السينما العربية.

والفيلم لا يدين هؤلاء النسوة بل يتعامل معهن بتسامح ويتفهم عواطفهن وآلامهن ويجعلمن الصمت معبرا للتواصل العميق معهن. والصمت هو، بالفعل،  مكون مركزي في هذا العمل ومن هنا وروده في العنوان  في  الصيغتين العربية والفرنسية وإن كانت الصيغة الفرنسية Les silences du palais)( هي أكثر توفـقا في  الإعلان عن أجواء الفيلم  باعتبار أن  حالات وأنماط الصمت  المشار إليها هي عديدة ومتـباينة كذلك ، فهناك صمت يعني الخنوع وآخر يكشف عن رغبة محتجبة .

وقد يعني نمط ثالث تواطؤا من نوع خاص بين شخصيتين كما هو الأمر بين سيدي علي وعالية أو توترا له مبرراته كما هو الحال بين عالية وأمها ، وقد يعني أحيانا  عدم اكتراث أو احتجاجا كما هو الأمر مع عالية التي اختارت أن تصمت طويلا بعد أن شهدت كيف أن أمها تغتصب ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها.

وشخصية عالية هي بالتأكيد ذات طابع مأساوي، فسيدي علي لم يجرؤ على إعلان أبوته لها رغم حبه لها واعتزازه بها باعتبارها دليل خصوبته التي لم تستطع زوجته الشرعية تأكيدها.كما أن علاقتها بأمها هي علاقة متوترة، كما سبقت الإشارة، يتجاذبها الحب وما يشبه الكراهية إذ كانت عالية تلح وتتعمد أن تسأل هذا السؤال المحرج: "من هو أبي؟". وازداد توتر علاقتهما حدة مع بداية اكتشاف الابنة لأنوثتها. وقد جعلت عالية، بوعي منها أو دون وعي، من حياتها نسخة أمينة من حياة أمها، فهي الأخرى عاشت مع صديق لها  دون زواج وحملت منه وتخلصت من حملها مكرهة.

ورغم أنها تعتبر نفسها مغنية فاشلة، فإن الفن قد لعب دورا مهما في حياتها  وكان عود أهدته لها أمها بمثابة البلسم الذي جعلها تتجاوز وضعية جد صعبة . كما أنها ذات مرة أعلنت تمردها بترديدها لأغنية وطنية في حفل بالقصر مما أثار هلع الضيوف الأرستقراطيين . وسيصفها صديقها ذات نقاش بأنها" مترددة كالوطن ". وفي نهاية الفيلم و بما أنها كانت حاملا من جديد  فقد أصرت، ضدا على رغبة صديقها، على أن تحتفظ بالجنين الذي في أحشائها وفاء، بمعنى من المعاني، لذكرى أمها.

وفيما يتعلق بشـخصية الحاج بنموسى، فإن فيلم "البحث عن ..." لا يقدمه بوصفه متسلطا أو أنانيا ، بل يقدمه كرجل طيب وشهم يقع بسرعة تحت سحر الجمال الأنثوي. وهو يضعف ويتألم كثيرا حينما يضطر لفراق زوجته الشابة هدى. ونحن، باعتبارنا متلقين،  نتعاطف معه دون أن نتفق معه، كما أننا نستمتع بالجانب المرح من شخصيته سواء تعلق الأمر بتصوره للعالم أو بسلوكه اليومي.

وهذا الجانب من شخصيته جعل السجل الهزلي مستثمرا بشكل وازن في الفيلم لضمان التواصل مع الجمهور العريض إن عبر الحركات المبالغ فيها والتي تذكرنا بأجواء الكوميديا دي لارتي Comedia delarte  أو عبر اســتعمال بعض التعابير الشـــعبية وترديدها للـــتأكد استعمال الجمهور لها لاحقا كمناداته للزوجة الأولى بللا حبي "1".

وهنا نرغب في الإستشهاد بالروائي المبدع ميلان كونديرا Milan Kunderaحينما اعتبر أن " الفكاهة هي المجال الذي يعلق ]أو يؤجل [فيه الحكم الأخلاقي" "2". لذا فإننا لا نشعر بأننا مطالبون بأن ندين أو نساند الحاج بنموسى في "غرامياتـــــــــه المرحة "  بل إننا نجد أنفسنا نقوم بدور شهود يستمتعون بما يقدم إليهم .و هذا لا ينفي أن  شخصية الحاج بنموسى لها جانبها  المأساوي هي الأخرى  فهو يواجه وضعا لم يستطع حله ،ولأنه"  يعيش بحرقة ودونما وعي حالة قصوى من حالات التوتر بين الحداثة والتقليد "3" كما أنه أحس بأنه غبن مرتين : غبن حينما تسرع في تطليقه لهدى وغبن ثانية لأنه لم يحسن اختيار الزوج المحلل الذي سيجعل من زواجه من هدى زواجا حلالا وإن كان يتم للمرة الثالثة . غير أن الطابع الهزلي لتصرفات الحاج بنموسى هو ما يجعلنا نتناسى البعد المأساوي في شخصيته.

وفي المقابل تتميز شخصية سيدي علي في "صمت القصور" بوقارها واتزانها إذ أنها لا تنسى انتماءها الأرستقراطي. وهو يتشبث بعلاقته غير الشرعية مع أم عالية  من غير أن يتخلى عن الإمتيازات التي يوفرها له وسطه الأسروي والمجتمعي، هذا الوسط الذي يتسامح ويقبل هذا الوضع الملتبس لأن اختراق الممنوعات والتستر على الخرق يشكلان جزءا من تقاليده وأعرافه. وبالرغم من ذلك فإن  مفيدة التلاتلي لا تنتظر منا أن نكره سيدي علي، بل تجعلنا في بعض المشاهد نعجب بوقاره ونحسده على علاقته بأم عالية.

والملاحظ أن الفضاءات التي تتحرك فيها شخصيات فيلم "صمت القصور" هي فضاءات مغلقة ومنغلقة على نفسها مما يؤكد انفصال القصر عن العالم الخارجي. كما أن الكاميرا تركز على الأبواب وهي تغلق حتى داخل القصر نفسه الذي يأوي عالمين متجاورين ولا يتقاطعان إلا في سياقات معلومة ونعني عالم أصحاب القصر وعالم الخدم الذي تنتمي إليه أم عالية .وفي بعض لحظات الاسترخاء القليلة تخرج الكاميرا إلى الحديقة لتجعل الشخصيات تتحرك بحرية أكبر. وهذا الإحساس بالانطلاق هو الذي جعل سيدي علي يطلب من عالية ، ذات صباح مشمس، أن تأتي لتلتقط لها صورة معه ومع أفراد الأسرة كاعتراف ضمني منه بأبوته لها  وجاعلا منها بذلك نقطة تلاقي هشة بين العالمين المذكورين آنفا.

وصفة انغلاق الفضاءات تنسحب بنفس القوة على الفيلم المغربي الذي جعل شخصية الحاج بنموسى هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن تدبير تحركات الشخصيات النسائية .وما سبق له ارتباط وثيق بتصوير الفيلمين لوضعية اجتماعية معينة هي وضعية الحريم ، هذه الوضعية التي خصصت لها الباحثة المغربية فاطمة المرنيسي العديد من المؤلفات ومن بينها سيرتها الذاتية الروائية " نساء على أجنحة الحلم "4".

في هذا الكتاب تتذكر الباحثة بفرح لحظات من مرحلة الطفولة كما عاشتها في حريم بمدينة فاس خلال منتصف القرن الماضي واصفة أجواء التسامح وكذا بعض عوامل التوتر التي كانت تسم العلاقات القائمة بين أفراد من أسرتها و أفراد من عائلتها، ومشيرة إلى الصدمات المتــــكررة )الاستعمار ، تمرد الأبناء ...(التي أثرت بشكل عميق على التوازن الذي كانت عائلتها تعيش في كنفه. وقد اعتبرت فاطمة المرنيسي أن وضعية الحريم تفترض تقسيم الأمكنة إلى صنفين: صنف داخلي مخصص للنساء وصنف خارجي لا يقبل الحضور الأنثوي، وتفترض هذه الوضعية كذلك فهما معينا، أي تقليديا، لطبيعة العلاقة بين الجنسين وتصورا محددا للعالم .وذلك ما يمكن معاينته، بالفعل، في فيلم "البحث عن زوج إمرأتي" حيث تتحرك النساء في فضاء مغلق، وداخل هذا الفضاء تحاول كل واحدة منهن أن تنفرد بحيز خاص بها.

وهناك بالطبع حدود مرسومة وفاصلة بين الفضاء الداخلي والفضاء الخارجي. وبما أن هدى، الزوجة الثالثة للحاج بنموسى، لم تحترم هذه التفرقة الصارمة فإنها استحقت العقاب والتطليق. ونلاحظ نفس المنطق في فيلم "صمت القصور" حيث يعيش القصر ايقاعا خاصا به يتركه بمنأى عما يقع في الخارج، كما أن القصر نفسه به حدود وموانع تفصل بين الطوابق السفلى والطوابق العليا .وأما أصداء  التظاهرات ومعارك المطالبة بالاستقلال  فلا تصلنا إلا عبر أحد الخدم المكلف باقتناء المؤونة وعبر المدرس صديق عالية .وتلخص فاطمة المرنيسي، التي شاركت في فيلم "البحث عن..." بدور بالغ القصر، ما تعنيه بالحريم قائلة الشخصيتين الرئيستين في الفيلمين معا، هدى وعـــالية، كان بالأساس ضد هذه الوضعية وهذا الإقصاء غير المقبول.

إن الفيلمين يختلفان من حيث السجلات التي اعتمدناها ، فأحدهما اختار أن يحاور الجمهور العريض واعتمد على تقنية  التشويق وعلى المشاهد الفكاهية لاستمالة هذا الجمهور. أما الفيلم التونسي فيندرج أساسا ضمن سينما المؤلف التي تخاطب ذهن المتلقي وتطمح إلى جعله شريكا مساهما بشكل إيجابي في الفعل الإبداعي . وقد تمكن فيلم "البحث عن..." من تحقيق معادلة صعبة هي كونه نجح جماهيريا وتجاريا وحظي في الآن نفسه باهتمام العديد من النقاد . وقد يكون مرد ذلك إلى أن الفيلم قد توفق  في تشخيص مرحلة محددة من تاريخ مجتمعنا  "التشخيص باعتباره - كما حدد ذلك الباحث والمبدع محمد برادة – يحيل على الإنسان وعلى بيئته وتفكيره وأيديولوجيته انطلاقا من الملبس وكل الأشياء التي تشخص وجوده داخل بيئته ومجتمعه " "6"، فعبر التشخيص يمكن تعميم فهم معين للتاريخ ويمكن إعطاء المقاربة المعتمدة عمقا أكبر فيتم تذويتها و تنسيبها. وتذويت الرؤية يقتضي بالضرورة قدرا من التسامح وابتعادا محسوسا عن الضوابط الصارمة .والمتلقي المغربي، بغض النظر عن انتمائه الاجتماعي وتكوينه الثقافي، قد تصالح عبر هذا الفيلم وتجاوب مع صورة محتملة من صوره السينمائية وتنفس  الصعداء إذ تبين له أن الواقع المغربي، بتعقده وغناه، يمكن أن يشكل مادة خاما لإنتاجات تخييلية جيدة.

أما لماذا كان فيلم "صمت القصور" عملا يصعب نسيانه فلأنه يتميز بشاعرية لافتة للإنتباه وبغنائية عميقة واقتصاد صارم وباستثمار موفق للموسيقى و للغناء وبتمكن قوي من أدوات التعبير السينمائي ، ولأنه يذكرنا بتلك القولة الجميلة التي تنسب للشاعر الفرنسي أراغون: "المرأة هي مستقبل الرجل".

*    ناقد سينمائي من المغرب

الهــــــــــوامـــــــــــــــش:

1-  " للاحبي" هو عنوان الجزء الثاني لفيلم " البحث عن زوج إمرأتيوقد أنجر سنة 1996 وخيب انتظار العديدين وخاصة لضمور الجانب الفكاهي فيه.

2-Milan Kundera ,les testaments trahis ,gallimard ,Paris ,1993, p 16

3-Michel Serceau ,Le manque et le masque .A propos de "A la recherche du mari de ma femme" ,In :  دفاتر المهرجان) مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط ( ، العدد الأول ، ص 5

4-فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، ترجمة فاطمة الزهراء أزروي نشر الفنك،  البيضاء، 1988 .

5-    المرجع السابق، ص 222

6-   وقائع ندوة: محمد برادة. رهانات الكتابة، مختبر السرديات لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، البيضاء،  1995، ص 52

عين على السينما في

11.05.2014

 
 

«كريستوف كولومبوس» لداريوس ميلو:

تمزّق أوروبي إزاء فكرة أميركا

ابراهيم العريس 

جرت العادة أن يعلن الروائي عدم رضاه بعدما ينجز مخرج سينمائيّ فيلماً مقتبساً من رواية له (حتى الكاتب الشعبي ستيفن كينغ أبدى غضبه من المخرج الكبير ستانلي كوبريك حين أنجز هذا فيلمه «شايننغ» المقتبس من رواية لكينغ، على رغم إجماع النقاد والمهتمين على أن كوبريك أعطى الرواية أبعاداً وقيمة لم تكن لها من الأصل كنص مكتوب). كذلك جرت العادة أن يعلن الشعراء عدم رضاهم عن الموسيقيين حين ينجز هؤلاء وضع الموسيقى لقصائد أو أعمال أخرى لهم. غير ان لهذه القاعدة استثناءات لعل أهمها وأجملها رضى بول كلوديل، الشاعر الفرنسي الكبير، عن مواطنه داريوس ميلو، حين أنجز هذا الأخير موسيقى «أوبرا» «كريستوف كولومبوس» انطلاقاً من نص شعري طويل لكلوديل. بل إن كلوديل أعلن بوضوح ان ميلو أضفى بعداً روحياً اضافياً، وبعداً انسانياً مدهشاً، على نصه الأصلي. والحقيقة أن شهادة كلوديل هذه أضافت الى أوبرا ميلو قيمة زائدة، ولا سيما منذ عرض هذا العمل للمرة الأولى، ليس في باريس، بل في برلين في العام 1930، وأجمع النقاد على أن الموسيقي الفرنسي قد «استجاب في موسيقاه لكل المتطلبات الدرامية التي تطبع قصيدة كلوديل الطويلة»، وفي كلمات أخرى: أن موسيقى ميلو قد عرفت كيف تنطق شخصية المستكشف الشهير بأبعاد جوّانية يميل التاريخ الرسمي الى تناسي وجودها محوّلاً الرجل الى نوع من صنم لا جوّانية له ولا عواطف خاصة، وهو على اية حال ما كان كلوديل يحاول ان يعبّر عنه في أشعاره ليأتي الموسيقي ويعكسه في ألحانه.

> و «كريستوف كولومبوس» كما طلعت من بين يدي ذاك الذي كان يعتبر أكبر موسيقي فرنسي خلال النصف الأول من القرن العشرين وريثاً لسان - سانس وديبوسي وصنواً لرافيل وغونو، هي مزيج من الأوبرا والاوراتوريو، وتتألف من قسمين، محورها كما يمكن ان نتصوّر، شخصية «مكتشف» القارة الأميركية. غير ان موضوعها ليس ذلك الاكتشاف الذي بدّل وجه العالم والتاريخ، في حد ذاته، بل الأزمة الروحية التي عصفت بكولومبوس في آخر أيامه. والحقيقة أن المتآلفين مع كتابات بول كلوديل كان في وسعهم منذ البداية أن يتوقعوا أن يطلّ الشاعر على حياة كولومبوس، في هذه الزاوية: زاوية أسئلة الروح الأزمة التي راح الرجل يتخبّط فيها، وهذه الأزمة تحكى لنا هنا عبر حلقات كتاب مغامرات كولومبوس في هذه الحياة الدنيا، وانطلاقاً منه شخصياً. ذلك ان العمل يبدأ وكريستوف كولومبوس يحتضر في مدينة «بلد الوليد» في إسبانيا فيما هو يتأمل حياته وما فعل، تحت وطأة تلك الأزمة الروحية العاصفة وقد دنا، جدياً هذه المرة، من ملاقاة وجه ربه. انه هنا، في موقعه هذا، شاهد على ما عاش من أحداث ومغامرات، لكنه، في الوقت نفسه قاضٍ يحاكم نفسه، وراوٍ يحدثنا عن المصير الغريب الاستثنائي الذي عاشه، وجعل لحياته كل ذلك المعنى الذي كان لها.

> غير ان كريستوف كولومبوس ليس وحيداً هنا يروي لنا ذكرياته في عزلته التامة، بل انه محاط بكورس، يعلق على الأحداث، ويروي دواخل روح كولومبوس... لكنه لا يكتفي بهذا - اذ انه ليس كورساً راوياً جامداً، كما حال الكورس في التراجيديات الاغريقية القديمة -، انه يشارك حتى في الأحداث ويحركها، ويحرك ذكريات كولومبوس وينعش ذاكرته، متوقفاً عند تفاصيل يبدو كولومبوس، غير قادر، أو غير راغب في التوقف عندها. ومن هنا يصبح المحتضر والكورس شريكين في الحكاية. والعمل كله ليس، على أية حال، عملاً جامداً، بل انه عمل متموج، يسير صعوداً وهبوطاً، وفق التفاصيل المروية، ووفق تقلبات حال المحتضر نفسه، وأحياناً وفق ما تمليه تدخلات الكورس، الذي قد يقلب في لحظات تفسير الأحداث كلها والموقف منها. والحال أن هذا الطابع المتأرجح للعمل هو الذي جعل داريوس ميلو، قادراً على تنويع موسيقي مدهش متأقلم تماماً مع تضاريس النص، وجعله يمعن في التغيير والتجديد فصلاً بعد فصل وحالاً بعد حال، ما أضفى على العمل كله طابعاً تنويعياً يفصله الباحثون والنقاد على الشكل التالي، اذ يرون ان المخطط الدرامي والتأريخي للعمل، يتضافر مع تنوع العناصر السيكولوجية للشخصية الرئيسة، ناهيك بالعناصر المادية أو الكونية التي تعبر حالته عنها. والحال ان كل هذا دفع ميلو الى أن يتعاطى مع كل فصل، في تعبير موسيقي يتفاعل مع شتى العناصر، الجوّانية - الروحية - والبرّانية - التي تهيمن على كل فصل، بل على كل موقف. وهكذا مثلاً تطالعنا مشاهد محكية يهيمن عليها طابع موسيقي ايقاعي، خصوصاً في ردود الفعل الجماعية للكورس في مشاهد كثيرة، ثم تطالعنا مشاهد سردية وصفية تستند الى استخدام أمثل للألحان ذات الطابع الشعبي متضافرة مع أقصى درجات البساطة الشكلية معكوسة في توزيع اوركسترالي خاص. ويتقاطع هذا كله مع مراحل ذات بعد روحي خالص، تمحور هنا حول تقلبات كريستوف كولومبوس بالارتباط مع فصول معيّنة من ذكرياته - ولا بأس أن نذكر هنا ان الإخراج يستخدم في مثل تلك الوقفات، عرضاً لمشاهد سينمائية على شاشة تتصدر المكان، وكان هذا نوعاً من التجديد المدهش في حينه -. وبالتزامن مع هذا كله، اشتغل ميلو باستفاضة على مشاهد ولحظات تظهر قوى العناية الالهية والقوى الكونية، حيث تم التركيز هنا على كتابة موسيقية «بوليتونال»، أو تنتمي الى أسلوب «الفوغا» (ويتجلى هذا في شكل خاص، كما يقول مؤرخو سيرة ميلو في مشهد اليمامة، وفي المشهد الذي تظهر فيه ايزابيلا وسانتياغو، ثم خصوصاً في مشهد العاصفة التي تأتي بعد أن يستثير اندلاعها آلهة الهنود وآلهة أفريقيا على التوالي)... وأخيراً هناك العناصر الأكثر شكلية التي وضعها ميلو لكي تتلاءم مع المشاهد الاحتفالية، أو اللحظات التي يتم فيها الاعلان عن حدوث شيء ما.

> الحال أن كل هذا التلاؤم، الجوّاني والبرّاني - لكي نستخدم تعبيرين فلسفيين - جعل من عمل داريوس ميلو هذا، عملاً استثنائياًً يجمع بين حداثة القرن العشرين، واحتفالية الأعمال الكلاسيكية الكبرى... تلك الاحتفالية التي كشفت عن قدرة الموسيقي الفرنسي على رسم صورة موسيقية، ليس للأحداث الكبيرة فقط، بل للعواطف الداخلية، ناهيك بتصويره الصاخب للصراعات الداخلية والخارجية، التي اذ يستعيد كريستوف كولومبوس، وهو على فراش الموت، مجرياتها وتأثيرها في حياة البشر وحياة الروح، تنعكس عليه أشجاناً... بل حتى صحوة ضمير سنلاحظ كم انها تحطّم هذا الضمير وتدفعه - وتدفع المشاهدين معه - الى ألف سؤال وسؤال. وهنا اذ نتحدث عن التمزق الروحي، لا نشير الى يقين ما، سواء أكان سلبياً أم ايجابياً. ومن الواضح هنا أن ميلو عكس في موسيقاه، ذلك التمزق الأوروبي الروحي - الذي عبّر عنه بول كلوديل بقوة - إزاء أميركا والفكرة الأميركية نفسها.

> وداريوس ميلو (1892 - 1974) هو في الموسيقى الفرنسية خلال النصف الأول من القرن العشرين، أحد كبار المؤلفين الذين انهمكوا دائماً في التعبير عن جوّانية الروح. ولعل خير شاهد على هذا، اضافة الى «كريستوف كولومبوس»، عمله الكبير «باسيم ان تيريس» («على الأرض السلام») الذي لحنه انطلاقاً من كلمات أحد كبار بابوات صفاء الروح في فاتيكان القرن العشرين «يوحنا 23» الذي أعلنه الفاتيكان قديساً قبل أيام. لكن ميلو، الذي اكتشف أهله بداية ولعه بالموسيقى ورغبته في أن يكون موسيقياً منذ سن الثالثة، لم يكتف بالسمو الأوروبي في موسيقاه، بل لجأ الى استخدام موتيفات برازيلية وأفريقية في أعمال كثيرة له، ومنها باليه «الانسان ورغبته». ونعرف أنه كان تعرّف الى الموسيقى البرازيلية عن كثب حين كان سكرتيراً لبول كلوديل، اذ كان هذا سفيراً لبلاده في البرازيل... وقد عاش ميلو طويلاً، على رغم تدهور صحته منذ سنوات العشرين، وكتب كثيراً من الأوبرات والأعمال الافرادية والأوركسترالية، كما كان محور الحياة الاجتماعية والموسيقية في فرنسا، كعضو في فريق الموسيقيين «الستة»، الذي كان جان كوكتو ناطقاً باسمه.

 alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

12.05.2014

 
 

مشاهدون منحوا الفيلم من 7 إلى 10 درجات

«سبايدرمان المذهل 2».. الـــرومانسية تنتصر

عُلا الشيخ ـــ دبي 

أجمع مشاهدو فيلم «سبايدرمان المذهل» في جزئه الثاني الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، على أن الرومانسية في هذا الجزء طغت على الحركة والمغامرة، مؤكدين أن الفيلم حمل قصة متماسكة تستحق المتابعة، خصوصاً مع وجود خارقين آخرين إلى جانب سبايدرمان، مانحين إياه علامة راوحت بين سبع و10 درجات.

والفيلم من بطولة اندرو جارفيلد، ايما ستون، جيمي فوكس، وسالي فيلد، وإخراج ماك ويب. يعيش المشاهد كمية من المغامرات مع سبايدرمان الذي مازال يتسلق البنايات الشاهقة، ويراقب صخب المدينة، ويطمئن على حالها من بعيد، كي ينقض على أي موقف فيه الشر أو الهلاك للسكان، والفيلم هذا العام يقدم بتقنيتي الثلاثية الأبعاد والرباعية الأبعاد، فاستطاع المشاهد أن يعيش حالة الفيلم ومغامراته وتحرك كاميراته عن قرب وكثب. عبدالله قضيماتي قال إن الفيلم رائع وفيه من المؤثرات ما يجعل المشاهد متابعاً لكل لحظة فيه «اعجبني جدا، وشعرت بكل لحظة فيه، والتقنية الثلاثية الأبعاد جعلتني اشعر بأنني جزء من أحداث الفيلم، الفيلم حمل في هذا الجزء الكثير من الرومانسية» مانحاً اياه 10 درجات.

في المقابل شعر أيهم محمد بأن الفيلم كان رومانسيا بشكل لم يعد للمعارك الخارقة فيه مكان، موضحاً «فكرة سبايدرمان لم تظهر بقدر الانسان فيه، فطغت المشاعر بين العاشقين على معارك الخارقين، مع أن هذا الجزء استحضر شخصيات خارقة أكثر من الجزء الأول» مانحا إياه سبع درجات.

وبدورها أكدت هالة علامي أن الفيلم حمل في جعبته قصة عاطفية تأثرنا بها «فطغت على المعارك المصنوعة بشكل دقيق وتقني» مانحة اياه سبع درجات.

يعيش سبايدرمان في هذا الجزء تحديات كبيرة، أهمها الوعد الذي قطعه لوالد حبيبته جوين بأن يحافظ عليها وعلى سلامتها، والتحدي الأكثر مغامرة هو مواجهته لعدد من الشخصيات الشريرة التي تم اختراعها، وتحاول السيطرة على العالم، ما يجعله في مواجهة صعبة جداً.

حمودة نضال أحب فكرة وجود شخصيات خارقة أخرى، حتى لو كانت في صف الشر «فالشر دائما في مثل هذه الأفلام يكون أكثر عددا وعدة، لكن الفكرة في أن الخير ينتصر أخيرا» مانحاً الفيلم 10 درجات.

في المقابل منح محمد الرميثي الفيلم تسع درجات «بصراحة أحببت الجزء الأول أكثر، فأنا آتي إلى مشاهدة هذه النوعية من الأفلام كي أمتع ناظري بطريقة الصنع والمؤثرات الحركية والصوتية، فوجدت أن التركيز كان على علاقة العاطفة بين سبايدرمان وجوين»

وقال علي القاق إن الفيلم فيه الكثير من الزخم الذي يحير المشاهد، لم ألاحظ تفوقاً على الجزء الأول لكني أحببت فكرة المعارك الجديدة»، مانحاً إياه سبع درجات.

الرسم والأداء والتمثيل والقصة والاخراج، كل هذه المقومات خلقت بالنسبة لسامي غالب «فيلماً هو الأنجح دائماً مقارنة بأفلام الحركة الأخرى»، وقال «استمتعت في كل لحظة في الفيلم حتى إنني حزنت عند انتهائه وأنتظر الجزء الثالث بفارغ الصبر» مانحا اياه 10 درجات

تستمر المشاهد بنهجها الطبيعي والعفوي إلى أن تظهر القوى الشريرة الجديدة على الأرض ، التي تحاول تدمير العالم من خلال شخصية اليكترو، وبين الحب والرومانسية التي تربط بين سبايدرمان وجوين، وبين سبايدرمان وواجبه تجاه العالم، يستغل الأشرار هذه العلاقة للإطاحة به. الفيلم بالنسبة لداوود عقل يستحق المشاهدة «ففيه الكثير من العبر ويصلح للصغار والكبار، وفيه حس كوميدي أيضا يجعل من المشاهد مرتاحاً وهو يشاهده مع عائلته»

مؤكداً الفيلم مصنوع بشكل لا يمكن الا أن يقد، مانحا الفيلم 10 درجات. وفي المقابل نصح خالد المهيري المشاهدين بمشاهدة الفيلم «ففيه المتعة الكبيرة خصوصاً أنك تشاهده بتقنية الثلاثية الأبعاد، والأجواء التي ستعيشها في الفيلم لن تنساها ابدا» مانحا اياه 10 درجات.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

12.05.2014

 
 

أول فيلم من نوعه في الشرق الأوسط أبطاله الإبل

عرض «نجوم الصحراء» الإماراتي في مهرجان تونس لـ «فيلم التراث» 

عُرض الفيلم الإماراتي ثلاثي الأبعاد «نجوم الصحراء»، ضمن فئة الأفلام الوثائقية بالدورة الثانية للمهرجان الدولي لفيلم التراث بتونس، والذي اختتمت فعالياته أمس الأول. وينظم ببادرة من جمعية التوثيق السمعي البصري لتراث البلاد التونسية، والتي تسعى إلى التعريف بالأفلام الوثائقية والروائية مساهمة منها في حفظ الذاكرة الوطنية والإقليمية والعالمية. تم عرض الفيلم بدار الثقافة نيابوليس بولاية نابل وبرأس الجبل ومنزل بورقيبة بولاية بنزرت وبدار الثقافة ابن رشيق تونس، وهو الفيلم الممثل الوحيد عن دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويمثل المهرجان الدولي لفيلم التراث حدثاً ثقافياً بارزاً يهتم بالفيلم الوثائقي الذي يرصد التراث، وهي بادرة قد تكون الأولى من نوعها عربياً وإسلامياً. وأشار فتحي بن عثمان، مدير المهرجان، إلى أن الأفلام التي شاركت بالمهرجان تدور حول التراث اللامادي في الثقافة الشعبية، وأن المهرجان شهد مشاركات من عدة دول، ومنها تونس والجزائر وفلسطين وفرنسا وتركيا والبرازيل ومصر والإمارات.

رمز الانتماء والهوية

ويتحدث الفيلم الأول من نوعه في الإمارات والشرق الأوسط عن «الإبل» من خلال مشاركتها في مهرجان «مزاينة الظفرة للإبل» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مدينة زايد بالمنطقة الغربية. ويستعرض الفيلم تجربة وخبرة الشيخ ذياب بن سيف آل نهيان ومدى منزلة الإبل لديه واهتمامه بها منذ الصغر كنوع من الهواية، إذ يعتبر الجمل عنصراً رئيسياً وهاماً، فهو يرمز الى الانتماء والهوية. واستقدم لتصويرالفيلم فريقاً سينمائياً كندياً واستخدمت تقنية الأبعاد الثلاثة «ثري دي» بهدف إظهار جمال الإبل وقيمتها لدى أبناء البادية الإماراتية، وباعتبارها جزءاً من الهوية الثقافية الإماراتية والخليجية بشكل عام، إذ إنها رافقت أبناء الإمارات والجزيرة العربية على مدى قرون ومازالت تحظى بمكانة مهمة. بالإضافة إلى دوره في التعريف بالمهرجان وبالبادية الإماراتية ومختلف مظاهر الحياة فيها ومن ثم جذب السياح إلى المنطقة لزيارتها والتعرف إلى معالمها وإرثها الثقافي والتراثي، إذ يشكل المهرجان قيمة سياحية لأبوظبي.

35 مليون درهم

صورت الفيلم شركة كاميرا 3D الكندية بأحدث تقنيات تصوير ثلاثي الأبعاد بالعالم وأخرجه بيار أبوشقرا وتألف فريق عمل الفيلم من مازن الخيرات منتج منفذ، وترأس فريق التصوير الكندي ديلين ريد ونفذت شركة كريتف بوست في تورينتو المونتاج النهائي للفيلم. وعلى مدار 29 دقيقة تنقلت الكاميرا لترصد أهم فعاليات المهرجان الذي يقام على عشرات الكيلومترات المربعة من صحراء المنطقة الغربية وتقدر جوائزه في مختلف مسابقاته بحوالى 35 مليون درهم، من أبرزها طرق مشاركة مربي الإبل في المهرجان، والذي يستقطب العشرات من ملاك الإبل ممن يشاركون بنحو 20 ألف ناقة في فئات وأشواط المسابقات، والتحضيرات التي تمر بها الإبل، بالإضافة إلى تصوير أجنحة وفعاليات القرية التراثية «سوق الصناعات التقليدية» بالمهرجان، وإجراءات تحكيم مزاينة الإبل، وشارع المليون الذي يستضيف سنوياً الآلاف من ملاك الإبل القادمين من شتى أنحاء الجزيرة العربية وغيرها. (أبوظبي- الاتحاد)

«حاكمة» و«جحادة» و«شواشة»

رصدت الكاميرا مشاركات الإبل من خلال الأبطال الثلاثة لهذا الفيلم وهم «حاكمة» و«جحادة» و«شواشة»، الذين قادوا شوط «الست» المؤلف من ستة من الإبل والخاص بالمزاينة، فسلطت الكاميرا على خطوات تجهيزها وذهابها إلى حلبة المزاينة للمنافسة.

ويشارك في المهرجان فئتان من الإبل هما «المجاهيم والأصايل» وتستخدم الأولى، وهي الإبل السود والأغلى قيمة للعرض والمزاينة «أي إظهار جمالها»، بينما تستخدم الثانية للمزاينة وللسباق.

الإتحاد الإماراتية في

12.05.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)