كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«هرج ومرج» لنادين خان.. سينما المرايا المتعددة

نديم جرجورة

 

بعيداً عن التنظيرات النقدية المتعلّقة بالسينما وأوصافها (واقعية، واقعية جديدة، تحليلية، اجتماعية، إلخ.)، يُمكن القول إن «هرج ومرج» للمخرجة المصرية الشابّة نادين خان مرتكزٌ على وقائع حياتية، وإن صُوِّرت في إطار غرائبي (قد يكون شديد الواقعية أيضاً)، مكانياً وزمانياً إن صحّ التعبير. وقائع حيّة، وأناسٌ واضحو المعالم والملامح والانتماءات، وحيّز مكانيّ يصلح لحياة يومية متنوّعة الاتجاهات والمصائب والأوهام والرغبات. وقائع حيّة تلتقط تفاصيل هامشية، هي أساسية أصلاً: الحب، التلاعب، انسداد الأفق، انعدام الأمل، الفقر، العلاقات المحطّمة، إلخ. أشياء كهذه تصنع حياة، وتنبض بمشترك يجمع كثيرين في أمكنة وأزمنة عديدة. صحيح أن نادين خان ظلّت «محلّية» على مستويي الفضاء المكانيّ العام واللهجة. هذا ليس تفصيلاً عابراً. وصحيح أن «هرج ومرج» انصرف، في سياقه الدرامي، إلى ما هو أبعد من اللحظة، وإلى ما هو أعمق من الظاهر، وإلى ما هو أخطر من مقاربة آنية لحالات وانفعالات. وهذا أيضاً ليس تفصيلاً عابراً. لكن الأصحّ ان ما يحمله الفيلم الروائي الطويل الأول لنادين خان من مقوّمات سينمائية عديدة، يجعل القراءة النقدية منشغلة بالمادة البصرية الواعدة بتجديد متواضع في سرد الحكاية وتصويرها، وفي بناء الشخصيات ومتابعة انشغالاتها وعلاقاتها وأهوائها وأحاسيسها.

المادة البصرية في «هرج ومرج» منفلشة على الصورة والنصّ والبناء الدراميّ. أو بالأحرى، القراءة النقدية للفيلم منفلشة على هذه الثلاثية. فالصورة مفتوحة على رواية الحكايات، واختراق المبطّن في دواخل الشخصيات، والتخفيف من ثقل الكلام أحياناً، من دون أن يُلغي التخفيف هذا أهمية الكلام في مواضعه الدرامية المطلوبة. والنصّ يتحرّر، قليلاً أو كثيراً، من حبكته الأولى، المتمثّلة بعلاقات الحبّ بين شابين وصبية واحدة، لأنه (النصّ) يرصد التفاصيل الدقيقة وشبه المحجوبة عن العين المجرّدة/ العدسة، كالعيش في الفقر، وما يُسبّبه الفقر هذا من تأثيرات سلبية غالباً على السلوك ونوعية المفردات المستخدَمة في التواصل بين الناس مثلاً. والبناء الدرامي موزّع على تفكيك البُنى المجتمعية والحياتية، وعلى إظهار المخبّأ ـ أو بعضه على الأقلّ ـ في طيات الحياة اليومية، وعلى مساءلة إنسانية وأخلاقية (بعيدة كلّياً عن إطلاق الأحكام) لأنماط العيش في بيئات منغلقة، أو شبه منغلقة على ذاتها وسط هذا الانفلاش العشوائي للخراب الحياتي.

القصّة الأساسية بسيطة ومعروفة وعادية: الشابان زكي (محمد فراج) ومنير (رمزي لينر) «مُغرمان» بمنال (آيتن عامر). يُدركان هذا. يتصرّفان وفقاً لما يشعران به، أو يرغبان فيه. التناقض النفسي والروحي والانفعالي بين الشابين واضح: الأول (زكي) متوتر وغاضب ومليء بطاقات متناقضة بين الإيجابي والسلبي. الثاني (منير) هادئ (أو هكذا يبدو للوهلة أولى) ومقيم في كسله المديد وتأملاته الغريبة وسط هذا الخراب المدوّي (أمام بقايا مبنى لعلّه كان معبداً أو ما يُشبهه في السابق). منال تُدرك هذا. لكن الأفق مسدود، والمكان الجغرافي (قيل إنه غير موجود فعلياً في القاهرة) المنغلق على ما ومن فيه، يجعلانها أسيرة شقاء وقلق وارتباك، من دون أن تتخلّى عن حساسيتها النسائية في الرصد والمراقبة والتأمّل، هي أيضاً، في أحوال بيئتها، المسكونة برتابة باتت أسلوب عيش.

لكن القصّة لا تقف هنا أبداً. للكبار حكاياتهم وهواجسهم ومخاوفهم وتساؤلاتهم وعلاقاتهم وخفاياهم وأسرارهم. للمكان حضوره الفاعل إلى درجة أنه يكاد يتحوّل إلى شخصية أساسية. هذا ما يجعل «هرج ومرج» مرايا عديدة، تتكامل في ما بينها أحياناً، ويتناقض بعضها مع البعض أحياناً أخرى. هذا ما يتيح لـ«هرج ومرج» أن يُشكّل مشهداً متكاملاً في رؤيته السينمائية أحوال أناس وبيئات وعلاقات ونفوس «متعطّشة» للعبتي كرة القدم والـ«بلاي ستايشن» أيضاً. وهذا يُشكّل أحد أبرز وجوه التناقض داخل البيئة الواحدة. أليس كذلك؟

 ([) يُعرض الفيلم 8 مساء غد الثلاثاء في صالة سينما «متروبوليس» («مركز صوفيل»، الأشرفية)، في ختام «أسبوع آفاق السينمائي الأول»، علماً أن عروضه التجارية اللبنانية تبدأ قريباً.

السفير اللبنانية في

10.03.2014

 
 

رون وودروف... مريض الإيدز الذي روّض الموت

خسر ماثيو ماكونهي 21 كيلوغراماً ليلائم الشخصية

بانة بيضون 

اقتبس المخرج الكندي جان مارك فاليه «نادي دالاس للمشترين» عن سيرة مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة. العمل الذي تدور أحداثه في الثمانينيات، ملحمة في تحدّي القدر ومصارعته حتى الرمق الأخير. ورغم مأسوية الحالة التي يتناولها، إلا أنه أبعد ما يكون عن الميلودراما

اقتبس المخرج الكندي جان مارك فاليه فيلمه «نادي دالاس للمشترين» (سيناريو كريغ بورتن ومليسا والاك) عن السيرة الذاتية لمريض الإيدز رون وودروف. إثر اكتشافه عدم فعالية الأدوية التي توفرها المستشفى، بل فسادها، قرر رون أن يشنّ بدوره حرباً على «إدارة الغذاء والدواء» (FDA) عبر استيراد الأدوية التي حظرتها وبيعها لغيره من مرضى الإيدز في دالاس.

المفاجأة أنّ العلاج أطال حياته لثماني سنوات، رغم توقعات الاطباء الذين أخبروه في البداية أنه لن يعيش أكثر من 30 يوماً. الأميركي ماثيو ماكونهي الحائز جائزة الأوسكار هذه السنة عن أفضل ممثل عن دوره في الفيلم، يتقمّص شخصية رون في أداء فريد من نوعه، ترتكز عليه قوة هذا العمل السينمائي. المشاهد قد لا يتعرف للوهلة الأولى إلى ماكونهي الهزيل الذي خسر 21 كيلوغراماً ليلائم شخصية وودروف، حتى إنّه وصل إلى مرحلة أصبح فيها نظره مشوشاً جراء ضعفه الشديد. ويقال إنّه سجن نفسه ستة أشهر في المنزل ليصبح لونه شاحباً كما يظهر في الفيلم. براعة ماكونهي تكمن في قدرته على تجسيد رون بشفافية مذهلة بما تحمله هذه الشخصية من عنف وتطرّف ورقّة في آن واحد. شخصية ممزقة بين الرفض والتقبل لمرضها في البداية، وثم صراعها اليومي للبقاء. ينجح ماكونهي، مشهداً تلو آخر، في تصوير ثنائية الأمل واليأس التي تحكم عالم رون الداخلي عبر التمثيل الصامت في الغالب. رون الكاوبوي هو مروّض الثيران والنساء في آن واحد كما يظهر لنا عبر المشهد الافتتاحي وهو يقيم علاقة مع امرأتين معاً خلف حلبة الروديو، بينما يراقب لاعب الروديو يمتطي الثور، ومن ثم يسقط أرضاً. استعارة يُهيّنا عبرها المخرج للمعركة الأخرى التي سيخوضها رون ضد الموت وصراعه لترويض المرض الذي يفتك بجسمه. الشتائم التي يكيلها للجميع، عدم اكتراثه الظاهري، إصراره وتحديه على مواجهة المرض وإيجاد علاج... كلها صفات تشهد على قوة شخصية رون. وحدهما عينا ماثيو ماكونهي تعبّران عن ذلك الخوف الهائل الذي يتكاثف ويعتمل داخله. ورغم مأسوية الحالة التي يتناولها الفيلم، إلا أنه أبعد ما يكون عن الميلودراما. يعتمد على الواقعية الفجة أو الساخرة في تناول شخصية رون التي هي نقيض المثالية. نرى ذلك عندما يشتم الطبيب حين يخبره بإصابته بالإيدز. يحتال رون على المرض كما على المراهنين في حلبة الروديو مثلما نرى في أول الفيلم، ويصارع الموت كما يفعل مع الثور حتى الرمق الأخير. لا يمنع ذلك أنّ رون يروّض المرض أيضاً من خلال معركته معه. يروّضه المرض أيضاً، فتنشأ علاقة صداقة ثم شراكة عمل بين رون وبين راين المتحول جنسياً والمصاب بالإيدز. يؤدي دور راين الممثل جارد ليتو الذي حاز عنه جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد. المضحك أنّ رون يظهر في بداية الفيلم على أنّه يعاني من رهاب المثلية ويخاف حتى أن يلمسه راين، معتقداً كما كان سائداً في تلك الفترة، أي أوائل الثمانينيات، أن الإيدز لا يصيب غير المثليين. يعتمد المخرج إيقاعاً حياً في تقطيع المشاهد كما في التصوير. يرتكز الفيلم في كامل المشاهد على الضوء الطبيعي، ما جعله يتمتع بجمالية خاصة غير متكلفة تحاكي حالة الاضطراب التي يعيشها رون. الصورة والصوت يتماشيان معاً لينقلا ضياعه. يتجسد ذلك عبر الضجيج الذي يعلو، ومن ثم يخفت، أو عبر بناء المشاهد التي تحاكي أيضاً تشوش الرؤية عبر التناقض بين الأجزاء الواضحة والمبهمة من الصورة أو الزوايا غير الاعتيادية للكاميرا.

Dallas Buyers Club: صالات «أمبير» (1269)، «فوكس» (01/285582)

إيرادات وحفاوة نقدية

جاء العرض الأول لفيلم «نادي دالاس للمشترين» للمخرج جان مارك فاليه ضمن «مهرجان تورنتو السينمائي» في عام 2013، وأُطلق في الصالات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، حاصداً حفاوة نقدية كبيرة، والكثير من الجوائز بما فيها جوائز عن الأداء المذهل الذي قدّمه كل من ماثيو ماكونهي وجارد ليتو. ورغم أنّ كلفة إنتاج الشريط لم تتجاوز خمسة ملايين دولار، إلا أنّه حقّق إيرادات وصلت إلى ثلاثين مليون دولار في شباك التذاكر. علماً أنّه صوِّر أيضاً في مدة زمنية لا تتجاوز خمسة وعشرين يوماً.

الأخبار اللبنانية في

10.03.2014

 
 

الهوية الجنسية «على مائدة» غيّوم غاليان

بانة بيضون 

«الصبيّان وغيّوم إلى المائدة» الحائز خمس جوائز «سيزار» هو الفيلم الأول للممثل المسرحي الكوميدي الفرنسي غيّوم غاليان المقتبس عن عرضه المسرحي المنفرد الذي يسرد فيه سيرته. الفيلم الذي يتناول أزمة الهوية الجنسية مزيج بين المسرح والسينما. ننتقل تباعاً من المسرح إلى حياة غيوم الفعلية، حيث يؤدي هو نفسه دوره في مختلف مراحله العمرية من الطفولة إلى المراهقة. ما هو أكثر طرافة أنّه يؤدي أيضاً دور أمه.

رغم غرابة عنوان الفيلم، إلا أنّه ليس عبثياً أيضاً؛ فهو يجسد أزمة الهوية التي يعانيها غيّوم. عندما تناديه أمه مع أخويه داعيةً إياهم إلى مائدة الطعام تستخدم عبارة: «الصبيّان وغيوم إلى المائدة». بينما أخواه هم الصبيّان، يقع غيوم خارج التصنيف بالنسبة إلى أمه التي تعامله على أنه فتاة، ويرفض أبوه ذلك بينما يحاول غيّوم استكشاف هويته الجنسية. وإذا كان الفيلم كوميدياً في طريقة تقديمه، إلا أنّه أشبه بكابوس في تجسداته وإسقاطاته النفسية.

التماهي بين الأم والابن يتجسد حرفياً عبر كونهما الشخص نفسه في الفيلم، لكنّه أيضاً يتمثّل حين تخطئ الجدة بينهما أحياناً حتى الأب. في مشهد من الفيلم، لا يميز الأب بين صوت غيوم وصوت زوجته. هنا تشعر الأم بالتهديد، فيقرر غيوم تقليد غيرها من نساء العائلة، ظناً منه أنّه قد يعثر على هويته المفقودة. لعلّ أجمل مشاهد الفيلم حين يبدأ غيّوم بمراقبة تفاصيل النساء الصغيرة، وكيف تختلف ضحكاتهن، وكيف يتنفسن بطريقة مختلفة حسب الحالة التي يعشنها. يكبر غيوم ويعتقد مثله مثل أمه والآخرين أنّه مثلي، حتى إنه يغرم بصديقه في مراهقته... حبّ ينتهي بخيبة حين يغرم صديقه بفتاة. لاحقاً، يحاول غيوم الاقتراب من شاب آخر، لكنه يذعر ويظل ينتقل من طبيب نفسي إلى آخر، إلى أن يغرم بامرأة ويكتشف أنه ليس مثلياً، لكنّه تبنّى فقط صورة أمه عنه. يسرد المخرج سيرته الذاتية بشفافية، مضيئاً على زاوية من مشكلة الهوية الجنسية قلما تناولها فيلم آخر بهذا الوضوح. خصوصية العمل تكمن في اقترابه من المسرح في طريقة إخراجه، حيث للحوار أفضلية على الصورة. تواكب أغلبية اللقطات النص فقط، ولا تقدم طرحاً مختلفاً بحد ذاتها باستثناء بعض المشاهد كمشهد غرق غيّوم في المسبح. غير ذلك تبدو رمزية الصور والمواقف التي يعتمد عليها المخرج بديهية، وخصوصاً أنه يباشر إلى شرح الأحداث قبل حدوثها، فنسمع عن الحدث كما في المسرح من ثم نراه فعلياً على الشاشة مرة أخرى.

الأخبار اللبنانية في

10.03.2014

 
 

تهويمات الشعراء وجرائم الإسلاميين

نور الدين بالطيب/ تونس 

الدورة الثالثة من «ملتقى مخرجي الأفلام التونسية» التي احتضنتها العاصمة ونظمتها «جمعية المخرجين السينمائيين التونسيين» كانت مناسبة لعشّاق الفن السابع لاكتشاف الأعمال التسجيلية والروائية الجديدة. شهد الملتقى عرض أكثر من 40 فيلماً بين روائي وتسجيلي وقصير وطويل، وكان الحضور الأكبر فيها للشباب الذين تحدوا ضيق السوق وغياب الصالات والدعم الرسمي لينتجوا سينما تحمل الكثير من ملامح تونس في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد «الثورة».

لم يغب عن الدورة أيضاً بعض المخرجين المكرسين مثل النوري بوزيد، وعمار الخليفي، وإبراهيم لطيف، والناصر خمير والطيب الوحيشي. الأخير قدم عملاً لافتاً طرح أخيراً في الصالات يحمل عنوان «طفل الشمس». يصور الطيب الوحيشي هنا قصته مع الألم والمرض بعد الحادث الأليم الذي تعرض له في دبي قبل سنوات، وأقعده عن الحركة وأصبح يتنقل على كرسي متحرك. لكن ذلك لم يمنعه من مواصلة الإنتاج السينمائي. وقد اتخذ من حكاية شخصية حدثت له في باريس لتكون منطلقاً للشريط: رجل مقعد يعيش وحيداً. ذات يوم، يقتحم شقته شاب ومعه فتاتان بعدما أمضوا سهرة في ملهى ليلي ليكتشف أنّ قصة الشاب تشبهه. إنّها الحكاية نفسها التي عاشها الطيب الوحيشي قبل سنوات في باريس عندما زاره شاب مع صديقته، فاستقبلهما بحب قبل أن يكتشف أنهما استوليا على الكثير من أغراضه الشخصية. الشريط الذي يظهر فيه الطيب الوحيشي هو تأكيد لرغبته في الحياة ومقاومة الألم. من جيل الطيب الوحيشي أيضاً، قدم الناصر خمير (1948) شريطاً جديداً بعنوان «ياسمينة وأسماء الحب الستون». شريط تسجيلي يمثّل فيه الناصر خمير، ويصوّر حكاية خالته ياسمينة التي تجاوز عمرها المئة عندما بدأ في تدوين حكاياتها. تتحدث ياسمينة عن شقيقها الذي أحب امرأة وضيّعه الحب، وظلت تبكي غيابه بحرقة. يتنقل خمير بكاميرا صغيرة قال إنّه اشتراها في إحدى سفراته الكثيرة بين مراكش وغرناطة وتونس وقريته قربة في الوطن القبلي التونسي، مبرزاً تجاعيد وجه خالته الذي يكاد يلتصق بالأرض بسبب الانحناء في دلالة على قوة الزمن الذي يغالبه الإنسان، ولا يملك إلا الحب يواجه به قهر الزمن وقسوة الأقدار. الشريط مفعم بالشعرية ككل أعمال خمير ولا يختلف عن أفلامه السابقة ذات المنحى الصوفي مثل «الهائمون في الصحراء»...

بعيداً عن التهويمات الصوفية والسيرة الذاتية، قدم نجيب بلقاضي شريطه «بيستاردو» الذي ينتمي إلى مدرسة الواقعية السحرية. بدأ العرض الأول للفيلم ضمن «مهرجان أبو ظبي» وجال على بعض المدن التونسية ضمن عروض مجانية قبل أن يحطّ في الولايات المتحدة. في باكورته الروائية الطويلة، يقدم بلقاضي حكاية أحد الأحياء الشعبية الفقيرة حيث تتحكم بها عصابة تقودها امرأة اسمها «خضراء» (الأسعد بن عبد الله) تفرض على السكان دفع ضرائب، ومن يرفض الدفع ينكَّل به. في هذا الوقت، نشاهد حياة محسن (عبد المنعم شويات) الملقّب بـ«بيستاردو» الذي عثر عليه في مكبّ للقمامة ليعيش مجهول النسب. لكن «بيستاردو» يتمكّن من إبرام عقد مع شركة اتصالات لنصب محطة إرسال فوق بيته مقابل مبلغ مالي شهري كبير. تتغير حياته ويحاول أن يكون رجل الحي القوي، ما يجعله يتصادم مع «خضراء» ورجالها. قال المخرج نجيب بلقاضي إنّ قصة الشريط كتبت بين ٢٠٠٧ و٢٠٠٩ أي خلال عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. لم يكن آنذاك ممكناً تقديمها في السينما؛ إذ يصوّر الشريط في منحى رمزي لا تخفى دلالته التنافس على احتكار النفوذ المالي بين العائلات المتصاهرة والقريبة من عائلة بن علي التي كانت تحتكر شركات الاتصالات والإذاعات الخاصة.

يعدّ نجيب بلقاضي من أبرز المخرجين الجدد في تونس. كان شريطه التسجيلي «كحلوشة» بداية شهرته، حيث صوّر قصة شاب اسمه منصف كحلوشة مفتون بالسينما ويصوّر أشرطة الفيديو ويعرضها لأصدقائه من دون أن تكون له أي معرفة بالسينما. حقق الشريط الذي قدمه قبل سبع سنوات شهرة واسعة لفتت اليه الانتباه النقدي.

لم تغب عن الملتقى الأفلام التسجيلية التي دوّنت عامين من حكم الإسلاميين، أبرزها «صب الرش» لسمير الحرباوي. من خلال شهادات المصابين وعائلاتهم، يصوّر العمل وقائع الجريمة التي ارتكبتها حكومة الإسلاميين الأولى ضد المواطنين في مدينة سليانة شمال غرب البلاد. يومها، استُهدف المتظاهرون احتجاجاً على غياب التنمية، بسلاح «الرش» الذي أثبتت الأبحاث أنّه «هدية» من قطر، وهو مخصص لصيد الخنازير. وقد أصيب عدد كبير من المواطنين إصابات أفقدتهم البصر جزئياً أو بنحو كامل. وقد غادر المواطنون مدينتهم وتركوها خالية احتجاجاً على عدم إقالة المحافظ.

الأخبار اللبنانية في

10.03.2014

 
 

نهوض إمبراطورية | لعنة زاك سنايدر

فريد قمر 

ثمة أخطاء في السينما لا تغتفر. لا يتعلق الأمر بأخطاء إخراجية أو تقنية ولا حتى بالسكريبت أو القصة، بل في إكمال جزء ثانٍ من فيلم حققه مخرج من طراز رفيع، فتكون النسخة الثانية مسخاً عن الأولى. هذا الخطأ لم يستطع نوام مورو تفاديه في فيلم «300 ـ نهوض إمبراطورية».
في الجزء الأول المبني على إحدى أساطير هوميروس التي لم تثبت صحتها، قدم زاك سنايدر عملاً مبهراً وفريداً، وأطلّ الممثل جيرارد باتلر كما لم يره الجمهور أبداً، ما جعل العمل تحفة من حيث المونتاج السينمائي وقدم أسبارطة بطريقة هي الأجمل منذ فيلم الأسطورة «تروي».

لكن نوام مورو كان مكبلاً بالرؤية السينمائية التي وضعها سلفه، وهو نفسه الذي كتب نص العمل، وبدا عاجزاً عن ردم الفراغ الذي أحدثه باتلر. فضلاً عن ذلك، لم يكن الربط بين العملين سلساً. بدت القصة مسقطة بالقوة على العمل الجديد لتؤدي وظيفتها في التمهيد لجزء ثالث. يتحدث الفيلم عن حروب ميديا التي رواها هوميروس بين الملك الفارسي داريوس وابنه احشوريوش وبين اليونان، وأراد المخرج التلاعب بالقصة الأصلية، فجعل داريوس يُقتل بسهم من الجنرال الأثيني ثمستيكلس (سوليفان ستبلتون) في معركة ماراثون الشهيرة، علماً أنّ داريوس مات مريضاً على فراشه بحسب هوميروس.

يبدأ أحشوريوش معركة الانتقام من اليونانيين المنقسمين بقيادة القائدة العسكرية ارتيمسيا (إيفا غرين)، فيهاجم ليونيداس في معركة الفيلم الأول ويتّجه بأسطوله نحو ثمستيكلس في الجزء الثاني. تبدأ ملحمة جديدة تؤدي إلى هزيمة الفرس وأسطولهم في بحر إيجه وتوحيد اليونانيين ودخول أسبارطة في الحرب.

لم يكن اللعب في القصة مقتصراً على تزوير الحقائق فحسب، بل أرادها الكاتب أن تكون ذا بعد سياسي يضع أسس الصراع بين الشرق «الهمجي» والغرب «المتحضّر»، فحشا العمل بإسقاطات سياسية عن الديموقراطية والحرية التي لم يعرفها الفرس، والقيم الأخلاقية لليونان مقابل همجية أبناء الشرق، كأن العمل درس في صراع الحضارات، لا مجرد عمل تاريخي فيه من الأسطورة أكثر مما فيه من الحقيقة.

على صعيد التمثيل، أبدعت إيفا غرين، فيما بدا ستبلتون ضعيفاً مقارنة بسلفه باتلر، حتى دور أحشوريوش (رودريغو سانتوريو) نفضت عنه الشخصية الصلبة التي عرفناها في الدور
الأول.

لكن التصوير بدا على حاله، معتمداً على التركيب التقني أكثر من اعتماده على البراعة السينيماتوغرافية، ففاق العمل في الاستوديو العمل على الأرض، ما شكل نقطة ضعف في الفيلم الأول أيضاً.

إذا سلخنا العمل عن الجزء الأول وأنقذناه من المقارنة، فإنّ الفيلم يستحق الاهتمام، لكن المقارنة تسقط نوام مورو في فخ زاك سنايدر. فخ سيلاحق مورو لوقت طويل.

الأخبار اللبنانية في

10.03.2014

 
 

نساء...المركز السينمائي المغربي

أحمد بوغابة / المغرب 

شهر مارس هو مفتاح فصل الربيع حيث تسترجع الحياة بهاءها، في الطبيعة كما في شتى المجالات، وهذا الشهر (شهر مارس) هو أيضا شهر المرأة بامتياز، فالطبيعة المجردة كالمرأة تماما في العطاء والإنتاج والحب وإعادة دورة إنتاج الحياة. إنها هي الأصل. وتشاء الصدفة أن يجتمع الاحتفال بالربيع مع الاحتفال بالمرأة، بعيدها يوم 8 مارس من كل سنة، وهو رمزي في عمقه بكونه يوما للنضال الذي تم إقراره مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية بعمق تاريخي، الذي يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، باستحضار مكانة المرأة في المجتمعات الحديثة.

وعادة ما تلتجئ وسائل الإعلام المتخصصة في السينما للحديث عن الممثلات أو المخرجات السينمائيات بينما ارتأينا أن نقف عند نساء هن في قلب السينما وشرايينها، لكنهن في الظل والأضواء معا، ويتعلق الأمر بنساء في أهم مؤسسة سينمائية بالمغرب، وهي مؤسسة المركز السينمائي المغربي، حيث قدمن الكثير للسينما في المغرب. منهن من غادرن المؤسسة إما إلى التقاعد أو من فضلن التقاعد النسبي أو المغادرة الطوعية، أو أيضا لاستشراف القطاع الحر.

وتجددت دماء هذه المؤسسة مؤخرا بعدد مهم من الشابات اللواتي لم يكتفين بمواقع "الكاتبات" وإنما يتحملن مسؤوليات مهمة ورئيسية. لكن هذا لا يعني أن مؤسسة المركز السينمائي المغربي قد حققت تعادلا منصفا في النوع الاجتماعي والعدالة في الفرص. إلا أنها بداية موفقة من خلال الخريطة العامة للهيكل التنظيمي الداخلي.

إن المرأة حاضرة بقوة في المركز السينمائي المغربي، ومنهن من هن أكثر فعالية ومصداقية وإنتاجا من الرجال (ليعذروني إخواني وأصدقائي الرجال على هذه الحقيقة الصادمة) وليس هذا تملقا لها وإنما حقيقة ساطعة لمن يدقق في التفاصيل.

الإنتاج والتوزيع... بيد النساء

يوجد بالمركز السينمائي المغربي عدد مهم من نساء إطارات يتحملن مسؤوليات في أهم المواقع التنظيمية الإدارية فضلا عن أخريات في مراكز أساسية وليس كما يتوهم البعض بالسيادة المطلقة للرجال. وما يسر في هذه التجربة الاستثنائية - الغير المرئية عند الكثيرين – هو أن أغلب تلك النساء في مستوى عال جدا من الاحترافية بجمعهن مع حسن السلوك والتصرف، إلا ربما إثنتين تشبعتا بالعقلية الرجولية معتقدتين بأن ذلك يجعلهما أقوى في نظر الغير. وتتوزع هذه النساء بين العمل الإداري وفي المختبر. ومنهن من انتقلن بين ضفتي المركز السينمائي المغربي إما بالترقية أو الرغبة في التغيير لامتلاك تجربة مغايرة أو لتكتمل بينهما، إلا أنهن تجدهن حاضرات بفعالية في المهرجانات التي ينظمها المركز السينمائي المغربي بالأساس (المهرجان الوطني ومهرجان الفيلم القصير المتوسطي) وكذا في بعض التظاهرات الأخرى التي ينتمين إليهن كعضوات بها (مهرجان سلا لسينما المرأة).

فالسيدة سلوى زويتن التي كانت سيدة الإنتاج في المركز لسنوات قبل أن تقرر مغادرته سرعان ما عادت إلى السينما ككاتبة عامة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش (في هذه السنة). ولم تترك النساء هذا الموقع بعد مغادرته من لدن السيدة سلوى زويتن حيث احتفظن بإدارتهن للقسم من خلال السيدتين خديجة فضي كرئيسة لهذا القسم، وتخضع لها مباشرة ثلاثة مصالح جد هامة في سيرورة السينما، المصلحة الأولى وهي مصلحة مراقبة الإنتاج تترأسها سيدة أخرى هي السيدة ليلى التونزي، مهمتها هي السهر على تسليم رخص مزاولة المهنة لشركات الإنتاج بالمغرب، وكذا البطائق المهنية للتقنيين، ورُخص التصوير سواء للمنتجين المغاربة أو للأجانب. أما المصلحتين الأخريين فهي تركز على الإنتاج والخدمات.

السيدة سعاد الإدريسي زيزي هي من معالم المركز السينمائي المغربي وأكثرهن تجربة بحكم الرصيد المهني الاحترافي الذي راكمته. وهي تترأس قسم التوزيع والاستغلال الذي عايشته من خلال تراتبية أوصلتها الآن لتكون هي صاحبة الكلمة الرئيسية فيه. فهي من الوجوه المعروفة جيدا عند الموزعين وأصحاب القاعات، ومؤخرا عند عدد مهم من المهرجانات المُقامة بالمغرب التي هي "تحت رحمتها" خاصة حين قرر المركز السينمائي المغربي بعدم السماح بعرض الأفلام دون الحصول كتابة على موافقة أصحابها، وهي خطوة جد إيجابية واحترافية إذ أوقفت "السرقات" التي كان يمارسها البعض في حق أفلام دون علم أصحابها.

تأنيث... الإدارة والمختبر 

ومن النساء اللواتي يتحملن مسؤوليات متقدمة في المركز السينمائي نذكر أيضا السيدة سناء بنمويسة كرئيسة مصلحة المختبر. ولا داعي للوقوف عند تفاصيل هذه المسؤولية المعقدة وذات حساسية خاصة في المنتوج السينمائي وما تعرف من تطور تقني وتكنولوجي. وكانت من قبلها قد تحملت نفس المسؤولية السيدة سميرة حمير، وهي مخرجة سينمائية أنجزت عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية الآتية إلى السينما من الأندية السينمائية، حيث فضلت أن تغير مسار تجربتها والبحث على إغنائها من خلال انتقالها إلى الإدارة في مجال القاعات السينمائية ضمن فريق السيدة سعاد الإدريسي زيزي، عكس السيدة جيهان بنمبارك التي انتقلت من الإدارة إلى المختبر لتقترب أكثر من الصورة السينمائية في تشكيل جزئياتها. ويكمن ذكاء هذه النساء في تأقلمهن السريع مع الوظائف المختلفة والانتقال بينها بدون صعوبة بل العطاء فيها بغزارة فيكون إنتاجهن غني ومثمر قد تعتقد أنها بدأت فيه منذ البداية.

ونجد أيضا في المختبر نساء أكدن على احترافيتهن وكعبهن العالي كالسيدتين لبنى بورحيل ولطيفة نمير. هذه الأخيرة التي تشتغل في المونتاج قد أصبحت صديقة لكثير من هواة السينما بالمغرب. فهي حاضرة في كثير من الورشات المُنظمة في المهرجانات لصالح الهواة والمبتدئين في تقنية المونتاج الكلاسيكي والرقمي التي تشرف عليها شخصيا. تترك السيدة لطيفة نمير انطباعا جيدا عند أولئك الشباب بفضل أسلوبها البيداغوجي الذي يجعلهم يستوعبون خصوصية وقيمة المونتاج وفي ذات الوقت تربيهم على حب السينما. تتمتع لطيفة نمير بهدوء استثنائي عِلْما أن المونتاج يثير الأعصاب لأسباب عدة ليس مجال الحديث عنها الآن.

ففضلا عن الأسماء المذكورة أعلاه توجد أيضا أسماء نسائية أخرى كثيرة بالمركز السينمائي المغربي موزعة على مختلف الأقسام والمصالح، بين الإدارة والمختبر، يصنعن مجد هذه المؤسسة الذائعة الصيت - داخليا وخارجيا - حتى لا يتوهم بعض الرجال أنهم قوامون وحدهم على الشأن السينمائي بالمغرب. وهن كلهن في ريعان شبابهن: سهام مرجان وحسنية رحو وأمينة لهراوي وفاطمة الروادي ونعيمة زرياح وفاطمة العلمي وحليمة بوستة وحجيبة الشراف وحنان فضلي وعائشة بنطاهر وزينب الفيركازي ومريم السعدي وشيماء لعليوي ولمياء الشدي.

الأنثى هي الأصل... في النجاح

وهذا الطاقم النسائي ليس معزولا أو متروكا في الظل بل هن في الواجهة الأمامية الفعلية سواء بالمهام التي يتحملنها – كما ذكرت سالفا – أو كمُسَاعِدَات (أرفض استعمال صفة "الكاتبات" لأن هذا الوصف غير صحيح ومُتجاوز) أو كإطارات أساسية في هذه المؤسسة. وحتى النساء المكلفات بالتنظيف ينشرن البهجة في ممرات المركز لأنهن جزء من الكل، متساويات في العطاء حسب التخصص. وهذه الروح الجماعية الموجودة بين نساء المركز السينمائي المغربي هي استثنائية في الإدارات والمؤسسات المغربية التي تجرني إليها المهنة أو الأغراض الخصوصية. وربما هذا هو سبب نجاح التظاهرات السينمائية، سواء المهرجانات أو اللقاءات المهنية، التي ينظمها المركز السينمائي مقارنة مع مؤسسات أخرى. ينتقل الطاقم النسائي بالمركز السينمائي المغربي إلى خارج أسواره للمشاركة الفعلية والملموسة في ترجمة برامجه على أرض الواقع بحيوية، وبذلك يستغني المركز السينمائي على توظيف الشركات المتخصصة حيث هذه الأخيرة لم تصل بعد في المغرب إلى مستوى الاحترافية التي تملكها نساء المركز، لأنهن لسن مجرد موظفات أو عاملات في مؤسسة سينمائية، ولكن لأنهن لَهُنَّ دراية سينمائية وأيضا بالمجتمع السينمائي المغربي، ويدركون خصوصية عملهن. لقد اكتسبن تجربة ميدانية فتسير الأمور سلسة في المهرجانين الرئيسين للمركز وفي لقاءاته المهنية

كما تتمتع أغلبهن بثقافة عالية ومنهن من تتحدث وتكتب بأكثر من لغتين أجنبيتين بطلاقة مما يُسهل التواصل، إضافة إلى حسن خُلُقِهِنَّ وابتسامتهن الراقية بصدقها لا يشوبها النفاق العابر للحظة. ملتزمات بالعمل والمهام المنوطة بهن وفي ذات الوقت نجد أغلبهن منخرطات في العمل النقابي داخل مؤسستهن. هذا التكامل المهني والإنساني والنقابي النضالي يفرض عن من يعرفهن عن قُرب أن يحترمهن ويقدرهن ويضعهن في رتبة راقية، في مصاف الأخت والإبنة والزوجة.

ولا بأس من الإشارة أن بعضهن لهن علاقة وطيدة بالمركز السينمائي المغربي منذ صغر سنهن، منذ طفولتهن، وربما لم يسبق لهن أن اشتغلن في مؤسسة أخرى غير المركز، إذ يمكن القول أنهن كبرن في هذه المؤسسة ويعرفن بعض الوجوه الإدارية والفنانين من المخرجين والمنتجين والممثلين منذ الصغر بحكم أن أبائهن أو أمهاتهن أو هما معا قد اشتغلوا من قبل في المركز السينمائي المغربي، فكان حلمهن ورغبتهن أن يلتحقن هن أيضا بفضاء أحببناه واستأنسن به دائما وأبدا، إنه يعتبرونه جزء منهن لذلك يتفانين في خدمته دون إكراه من أحد. لكن للأسف بعض العيون تراهُن من منظار خارجي فيعتبرهن مجرد موظفات دون أن يجتهدوا في استيعاب خصوصية أغلبهن على أنهن سينمائيات بالفطرة وبالمولد. كان بالإمكان لبعضهن أن يهجرن المركز السينمائي المغربي للعمل في شركات خاصة، أو تأسيسها كما فعلت زميلات لهن من قبل، لكن ليس من أولوياتهن ولا في أفق قريب

أنا الذي عايش المركز السينمائي المغربي بشكل مباشر لأزيد من 35 سنة ( أوضح أنني لم أشتغل قط في حياتي بهذه المؤسسة لكن بحكم مهنتي كصحفي متخصص في السينما وناقد سينمائي أنني احتكت بها طيلة المدة المذكورة) أن وضع المرأة تغير فيه كثيرا في السنين الأخيرة حيث نجحت النساء في تأنيثه "إلى حد ما"، وأصبحنا نرى بصمات جماليتهن في أركانه وممراته وفي إدارته. لقد نجحت نساء المركز السينمائي المغربي بإعطاء طابع إنساني لمؤسستهن التي كانت إلى الأمس القريب "قلعة عسكرية"، خاصة وأنها كانت إداريا خاضعة لوزارة الداخلية لأكثر من عقد من الزمن. وسبب نجاحهن هو تواضعهن بالتأكيد، وهذا التواضع الجميل يعتبره البعض – محدودي الأفق والنظر – بأنهن مجرد "موظفات" لأنهم لم يتساءلوا ليعلموا أنهن أمام إطارات في مستوى عال من المعرفة والأخلاق والوفاء. فهل يا تُرى يمكن لإحدى نساء المركز السينمائي أن تكون كاتبة عامة لهذه المؤسسة؟

الجزيرة الوثائقية في

10.03.2014

 
 

دراما وتمثيل: مشكلة «الإيفيه»

محمد رضا 

اعتاد الكثير من ممثلي المسرح والسينما والتلفزيون العرب على ممارسة اعتقاد خاطئ أكثر مما هو مصيب بخصوص ما يسمونه في مصر بـ«الأفيه» المشتقة من الكلمة الفرنسية والإنجليزية (تكتبان بنفس الأحرف) effect.

الكلمة الأصلية تعني التأثير المنوي إحداثه من فعل مظهري. تشارلي تشابلن حين مثل شخصية الصعلوك شارلو كان يمشي بطريقة معينة.. هذا «تأثير» (أو «إيفيه»). الكوميدي بستر كيتون كان له وجه جامد يضحك ولا يضحك.. هذا «تأثير».

في وسائل الترفيه العربية (مسرح، تلفزيون، سينما) يقدم ممثلون عديدون ما يرونه تأثيرا صحيحا يضيفونه على الشخصية وتشخيصها. وهناك نوعان من هذا التأثير الممارس: استخدام كلمة أو عبارة تتكرر مثل «وشرف أمي»، كما كان يرددها فريد شوقي، ومثل «يا همبكة» التي كان يرددها توفيق الدقن (رحمهما الله). النوع الثاني هو استخدام كل الحوار بطريقة معينة كالتأتأة أو اللدغ بأحد الأحرف.. إلخ.

من ناحية تأتي الكلمات أو العبارات المحددة لتدغدغ الجمهور الذي ضحك وتسلى حين تم استخدام العبارة في المرات الأولى وأخذ يتوقع استخدامها في كل مرة. لكن الفادح هنا الثمن المدفوع من خامة الدراما وصلبها، وذلك لسببين على الأقل:

- قيام الممثل باستخدام تأثير صوتي (من أي نوع) هو كسر للرغبة في التعمق في الشخصية وإعلاء من شأن الرغبة في عرضها خفيفة ومباشرة. قد يكون هذا ما يريده تماما، لكن ما دام الممثل في مهنة اسمها التمثيل، فإن من واجباته حيال فن المهنة أن يسلك طريق الاستكشاف والتجديد وإحياء المخفي من الشخصية وليس الظاهر منها.

- حين يتكرر استخدام الممثل لهذا التعبير الصوتي من عمل لآخر يكون بمثابة من يأخذ حماما من دون تغيير ملابسه. لقد استبدل بشخصية اسمها (مثلا) أدهم، شخصية رجل اسمه كمال، لكن كمال ما زال يتصرف كأدهم. ربما أدهم في العمل الأول كان أستاذ مدرسة مما يعني أنه على درجة من الثقافة وعلى درجة أخرى من الوضع الاقتصادي، بينما كمال سائق شاحنة عليه العمل ليلا ونهارا لتدبير شؤون حياته. الربط بينهما بأداء واحد وتحديدا بعبارات متكررة يعني عدم اعتراف الممثل (والعمل بأسره) بأهمية تلك الاختلافات.

معظم مستخدمي «الإيفيات» كوميديون يجدونها وسيلة ناجحة لـ«شبك» الجمهور في شخصيته التي قلّما تتغير. لكن هل كان الوضع مختلفا في السابق؟ أو بكلمات أخرى، لماذا نقبلها من تشارلي تشابلن وبستر كيتون ولا نقبلها من الممثل الكوميدي العربي؟ السبب بسيط جدا: التأثير الناتج عن حركة بصرية التفعيل هو أسلم من تلك الصوتية. لكنها في النهاية تؤدي الوظيفة نفسها وتقع في التكرار باستثناء إذا ما كانت الشخصية لا تتغير من فيلم إلى فيلم. الصعلوك شارلو لم يظهر في فيلم واحد بل في عشرات الأفلام، وبالتالي من الخطأ أن يظهر على نحو معين هنا وعلى نحو معين آخر في ما بعد. لا بد من المواصلة. كذلك الحال بالنسبة لبستر كيتون: هذه هي شخصيته وقد أدّاها صامتة. في المقابل، فإن الكوميدي جيري لويس سقط في تكرار «التأثير» الكلامي والتعبيري تماما كسواه عندنا.

الشرق الأوسط في

10.03.2014

 
 

مهرجان الزيتونة للأفلام القصيرة..

التعبير بالصورة

عمان  -  ناجح حسن 

يحتفل برعاية وزير الثقافة الدكتورة لانا مامكغ اليوم الاثنين بانطلاقة فعاليات مهرجان الزيتونة الاول للأفلام القصيرة وذلك على المسرح الرئيسي بجامعة الزيتونة، وتنظم فعالياته بالتعاون مع وزارة الثقافة والمركز الثقافي الملكي ونقابة الفنانين الاردنيين وجامعة اليرموك.

وتضم عروض برنامج المهرجان جملة من الافلام الروائية والتسجيلة المتباينة الطول والتي تعاين العديد من الموضوعات والقضايا المستمدة من الواقع، برؤى جمالية وفكرية ذات اساليب ومعالجات تنطوي على الوان من التجديد والابتكار في سرد قصص وحكايات من البيئة المحلية والعربية والانسانية.

من بين الافلام المشاركة: «غناء النساء» للمخرج نصر الزعبي، وهو الفيلم الذي انجز ضمن مشروع التفرغ الابداعي في وزارة الثقافة العام الماضي، «النفق» لرمضان الفيومي، «العزلة» لبرهان سعادة، «37,5» لحمادة الزعبي، «ذياب» لطارق ابو عويضة، «بلا جدوى» لزيد الدومي، « اطار» لربى المريد، «مش بالكلام» لعدي السقار، «قصة مات كاتبها» لطلبة جامعة فيلادلفيا، بالإضافة الى مجموعة من مختارة من الافلام القصيرة من انتاج واخراج قسم نظم الوسائط المتعددة في كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزيتونة.

وتأتي اقامة مثل هذا المهرجان لتعريف المجتمع المحلي بأشكال جديدة من التعبير الذي تقدمه طاقات اردنية شابة في حقل السمعي البصري، جرى تحقيقها بإمكانيات تمويلية بسيطة، والبعض منها يحضر كمشاريع تخرج من كليات تقنية معنية بالصورة الرقمية، وهي خطوة نادرة تنهض فيها مؤسسات ثقافية واكاديمية، على أمل ان يجري تعميمها في باقي المؤسسات التعليمية والاكاديمية لتكون مناسبة للارتقاء في حقل صناعة الافلام كاضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي.

ويطمح المهرجان إلى تسليط الضوء على مفردات وعناصر التعبير لدى تلك المواهب وهي تتقصى تفاصيل وقائع واحداث وثيقة الصلة بهموم وتطلعات وتغيرات الناس العاديين في تفاعلهم بالحياة اليومية المزنرة باطياف من الرؤى والافكار والصور البليغة وهي تنشد الفائدة والبهجة.
ينظر إلى اقامة هذا المهرجان وهو يأخذ حيزه الخاص في تنشيط وثقافة صناعة الافلام الاردنية المستقلة والتشجيع على ارتيادها، كمحاولة جديدة بدت ملامحها تتبلور خلال السنوات القليلة الفائتة, من خلال جهود افراد ومؤسسات على غرار الهيئة الملكية الاردنية للافلام.

ويشارك في المهرجان عدد من نجوم الفن الأردني كضيوف شرف: زهير النوباني، عبير عيسى ومحمد العبادي، وتتكون اللجنة التحضيرية من د. سكينة قطاونة، د.مخلد الزيود، د.علي ربيعات، والمخرج محمد عايش.

وقال عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات د. علي أسعد الداود أن هذا المهرجان يمثل أفقاً للانفتاح على التجارب السينمائية في الوطن العربي، وهي فضلاً عن هدفها التنويري للطلبة، فإنها تمثل حافزاً لطلبة قسم الوسائط المتعددة لتعميق خبراتهم ومهاراتهم، وتمثل انفتاح الجامعة على فن من الفنون البصرية التي تهيمن على العصر. وأشار إلى أن المهرجان يضم عددا من الخبرات ضمن لجانه، وهي التي تعزز روافع الاتصال بين جامعة الزيتونة والمجتمع المحلي، مستدركا أن اختيار الأفلام تم بعناية، وضمن رسالة الجامعة التنويرية والثقافية والعلمية، والتعليمية ليفيد طلبة القسم من الخبرات المكرسة.

تشكل الافلام المشاركة اضافة جديدة الى تلك التجارب المحلية، جرى فيها توظيف الكاميرا كأداة للتفكير والتأمل، لتغدو افلاما متنوعة الموضوعات والقضايا، متباينة الاساليب والجماليات، يتطلع فيها صانعوها الى ان تكون منبرا للتعبير عن امالهم وهمومهم، لتأخذ موقعها اللائق وسط تجارب واعمال اقرانهم في محيطهم الثقافي والانساني. 

الثلاثاء 2014-03-11

افتتاح فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الزيتونة للافلام القصيرة

عمان - بترا -  حثت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ الشباب الاردني على اقتحام حقل صناعة الافلام للتعبير عن تطلعاتهم وافكارهم وعرض مشكلاتهم نظرا لان الصورة باتت في الوقت الراهن فضاء رحبا للابداع وفي مجال ترويج وتسويق صناعة الثقافة.

واوضحت خلال افتتاحها الدورة الاولى لمهرجان الزيتونة للافلام القصيرة امس الاثنين في جامعة الزيتونة اهمية تنويع النشاط الثقافي المحلي.

وقال رئيس المهرجان علي الداوود خلال حفل الافتتاح المهرجان الذي حضره رئيس جامعة الزيتونة الدكتور رشدي الحسن وأساتذة وعمداء وطلبة الجامعة ان فكرة إقامة مهرجان للأفلام القصيرة في رحاب جامعة الزيتونة تجيء في زمن يتسارع إيقاعه وعالم يختزل المشهد الإنساني من خلال لغة الصوت والصورة التي تغني عن الكلمات.

واوضح ان المهرجان يبغي إثراء المشهد الثقافي الأردني والعربي من خلال تقديم صناع الأفلام من جيل الشباب في جو من الحرية والديمقراطية الهادفة، مثلما يرسي القواعد والأسس ليصبح مهرجانا حاضنا»على المستوى المحلي والعربي والإقليمي تمنح فيه الأولية للطلبة في الجامعات التي تدرس صناعة الأفلام ونستضيف صناع الأفلام المحترفين كي يستفيد الطلبة من تجاربهم الرائدة.

واستهلت فعاليات المهرجان الاحتفاء بالعديد من صناع الافلام المشاركة من مخرجين وممثلين حيث سلمتهم الوزيرة شهادات التكريم، ثم جرى عرض الفيلم التسجيلي «غناء النساء» للمخرج نصر الزعبي الذي انجز ضمن مشاريع التفرغ الإبداعي الذي تدعمه وترعاه وزارة الثقافة ونقابة الفنانين.

وساهم في اقامة المهرجان العديد من المؤسسات الاردنية التعليمية والثقافية والفنية منها: المركز الثقافي الملكي، نقابة الفنانين، جامعة فيلادلفيا، جامعة اليرموك والتي شارك بأربعة أفلام لطلبة الإخراج ومن إشراف الأستاذ عامر غرايبه.

وضم برنامج العروض جملة من الافلام الروائية والتسجيلة المتباينة الطول التي تعاين العديد من الموضوعات والقضايا المستمدة من الواقع ومخيلة صانعيها الشباب، برؤى جمالية وفكرية ذات اساليب ومعالجات تنطوي على الوان من التجديد والابتكار في سرد قصص وحكايات من البيئة المحلية والعربية والانسانية.

ومن بين الافلام المشاركة: «النفق» لرمضان الفيومي، «العزلة» لبرهان سعادة، «37,5» لحمادة الزعبي، «ذياب» لطارق ابوعويضة، «بلا جدوى» لزيد الدومي، « اطار» لربى المريد، «مش بالكلام» لعدي السقار، «قصة مات كاتبها» عمل جماعي لطلبة جامعة فيلادلفيا، بالإضافة الى مجموعة من مختارة من الافلام القصيرة من انتاج واخراج قسم نظم الوسائط المتعددة في كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزيتونة.

وفي ختام العروض جرى توزيع شهادات التقدير والمشاركة على صناع تلك الافلام، كما منحت لجنة تحكيم متخصصة جوائز رمزية لعدد من صناع وتقنيي الافلام المشاركة لامتلاكهم قدرات تعبيرية لافتة في حقل السمعي البصري برغم إمكانياتهم التمويلية البسيطة، حيث جاءت كمشاريع تخرج من كليات الدراما وتكنولوجيا المعلومات التي تعنى بالصورة الرقمية.

الاحد 2014-03-09

مهرجان الزيتونة الأول للأفلام القصيرة

عمان - بترا - تنطلق برعاية وزير الثقافة الدكتورة لانا مامكغ يوم غد الاثنين، فعاليات مهرجان الزيتونة الاول للأفلام القصيرة وذلك بدءا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة مساء على المسرح الرئيسي بجامعة الزيتونة.

وتنظم المهرجان الذي يرأسه الدكتور علي اسعد الداود، جامعة الزيتونة بالتعاون مع وزارة الثقافة والمركز الثقافي الملكي ونقابة الفنانين الاردنيين وجامعة اليرموك.

ويتضمن برنامج المهرجان جملة من الافلام الروائية والتسجيلة المتباينة الطول والتي تعاين العديد من الموضوعات والقضايا المستمدة من الواقع ومخيلة صانعيها الشباب، برؤى جمالية وفكرية ذات اساليب ومعالجات تنطوي على الوان من التجديد والابتكار في سرد قصص وحكايات من البيئة المحلية والعربية والانسانية.

اختار منظمو المهرجان للمشاركة في الدورة الاولى افلام: «غناء النساء» للمخرج نصر الزعبي، وهو الفيلم الذي انجز ضمن مشروع التفرغ الابداعي في وزارة الثقافة العام الماضي، «النفق» لرمضان الفيومي، «العزلة» لبرهان سعادة، «37,5» لحمادة الزعبي، «ذياب» لطارق ابو عويضة، «بلا جدوى» لزيد الدومي، « اطار» لربى المريد، «مش بالكلام» لعدي السقار، «قصة مات كاتبها» لطلبة جامعة فيلادلفيا، بالإضافة الى مجموعة من مختارة من الافلام القصيرة من انتاج واخراج قسم نظم الوسائط المتعددة في كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الزيتونة .

وتأتي اقامة مثل هذا المهرجان، لتعريف المجتمع المحلي بأشكال جديدة من التعبير الذي تقدمه طاقات اردنية شابة في حقل السمعي البصري، جرى تحقيقها بإمكانيات تمويلية بسيطة، والبعض منها يحضر كمشاريع تخرج من كليات تقنية معنية بالصورة الرقمية، وهي خطوة نادرة تنهض فيها مؤسسات ثقافية واكاديمية، على أمل ان يجري تعميمها في باقي المؤسسات التعليمية والاكاديمية لتكون مناسبة للاحتفاء والتكريم بإنجازات الشباب البصرية وانخراطهم في حقل صناعة الافلام كاضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي.

كما يطمح المهرجان إلى تسليط الضوء على مفردات وعناصر التعبير لدى تلك المواهب وهي تتقصى تفاصيل وقائع واحداث وثيقة الصلة بهموم وتطلعات وتغيرات الناس العاديين في تفاعلهم بالحياة اليومية الرحبة، على ان يكون الحصاد اطياف من الرؤى والافكار والصور البليغة وهي تنشد الفائدة والبهجة .

الرأي الأردنية في

10.03.2014

 
 

مشاهدون منحوا الفيلم العلامة التامة

«بيبودي وشيرمان».. كلب يتــــبنّى طفلاً

عُلا الشيخ ــ دبي 

انقلبت الأدوار في فيلم «السيد بيبودي وشيرمان» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، فثمة كلب كان يعاني الإهمال وهو في صغره، بسبب عدم انصياعه لأوامر الصغار، فآثر أن ينمّي مهاراته العقلية، حتى حصل على جائزة «نوبل»، وقرر أن يتبنى طفلاً وجده على قارعة الطريق، وحكمت له المحكمة بذلك.

الفيلم الذي أخرجه روب مينكوف، أدى فيه أدوار الشخصيات تاي باريل وستانلي توتشي وليزلي مان، حصل على العلامة التامة من قبل مشاهديه الصغار الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم.

بيبودي الكلب الذي حاز جوائز عالمية بسبب عبقريته، يعيش مع الطفل شيرمان الذي تبنّاه، وآمن بذكائه منذ اللحظة الأولى، وقررا سوياً أن يقدما للعالم فائدة كبيرة، ويجمعهما سر صغير، وهو آلة زمنية تعيدهما إلى العوالم الفائتة.

أضحك «بيبودي وشيرمان» الطفلة ياسمين يزن كثيراً، وقالت: «أحببت الفيلم والكلب الطيب والمضحك في الوقت ذاته». بينما قال شقيقها يحيى يزن إنه أحب الفيلم ومغامراته المضحكة، خصوصاً عندما طار شيرمان وبيني في الطائرة وحدهما، في إشارة إلى المشهد الذي سرق فيه شيرمان وبيني طائرة الفنان دافينشي.

ذكاء شيرمان

بسبب ذكاء شيرمان، ومن اليوم الأول يظهر الطلبة غيرة شديدة منه، خصوصاً بيني المعروفة بذكائها، فتقرر الاستهزاء به وقت استراحة الغداء، وتشير الى أنه «ابن كلب»، ويجب عليه أن يأكل مثل الكلاب، فتلقي بشطيرته على الأرض وتأمره بأن يلحق بها، فيتشاجران، ويقوم شيرمان بعضّها، وهذه العضة تقلب حياته، لاسيما عندما تتدخل شؤون الأسرة، وتقرر سحب الطفل من «أبيه» الكلب.

بكت سارة عماري بشدة عندما أهانت بيني شيرمان، مضيفة «بكيت لأنني حزنت على شيرمان الطيب والذكي، لكن بعد ذلك كنت سعيدة بأنهما تصالحا أخيراً».

أما عادل الموالي فحزن على بيبودي الذي اعتنى بشيرمان، وقال: «أحببت الكلب عندما يكون مثل الأب، مع أن هذا الشيء لا يمكن حدوثه».

برفقة الفراعنة

لأن الكلب العبقري مستر بيبودي لا يقبل الخسارة، خصوصاً في ما يتعلق بابنه البشري شيرمان الذي وجده على قارعة الطريق، يقرر أن يدعو بيني وعائلتها إلى العشاء، على أمل المصالحة بين الطفلين، لكن الأحداث تنقلب، لاسيما عندما يلتقي الطفلان في غرفة شيرمان، ويحاول أن يثبت وجهة نظره لها في المعلومات التي قدمها للمعلمة، فيضعف ويفشي سر أبيه بوجود آلة الزمن، ولا تصدقه حتى تراها، وتجبره على استخدامها، فيوافق ويذهبان بها ويصلان إلى مصر، وترفض بيني العودة بعد أن أصبحت منتمية الى الفراعنة، فيجد شيرمان نفسه في مأزق، فيعود بآلة الزمن ليخبر بيبودي الذي يقوم بتجميد والدي بيني إلى حين إعادة الابنة إلى الحاضر، وتبدأ المغامرة الفعلية التي تقرب بينهم أكثر.

المشاهد التي سافر فيها بيني وشيرمان وحدهما، والمغامرات التي تلت ذلك، أكثر ما أضحك فهد محمد الذي قال: «كنت أضحك طوال الوقت، هذا الفيلم هو المفضل لدي».

المشاهد ذاتها أيضاً أضحكت علي عقرباوي، الذي أضاف «ضحكت جداً عندما أنقذ شيرمان وسيد بيبودي بيني من الفراعنة».

ومن خلال أحداث الفيلم يعيش المشاهد الصغير تجربة جميلة في العودة إلى التاريخ، حيث الشعوب التي انتفضت ضد ظلم حاكميها، كما حدث في ثورة الجوع في فرنسا، إذ يظهر الفيلم الملكة ماري أنطوانيت وهي تسرف في الطعام، خصوصاً في الكعك والبسكويت، والشعب الفرنسي جائع، وتقول جملتها الشهيرة: «إذا الشعب لا يجد خبزاً فليأكل كعكاً أو بسكويتاً»، لينتقل بعدها مع بيني إلى مصر، وبعدها لحرب طروادة.

من جهتها، أعجبت هنادي مؤمن، التي اصطحبت ابنتها غدير لمشاهدة الفيلم، بالقصة وطريقة معالجتها الطريفة، مضيفة «من الصعب على ابنتي ذات الثلاثة أعوام أن تفهم الفيلم؛ لكنني اصطحبتها من أجل الرسم والحركات التي أضحكتها»، مؤكدة «أنا التي استمتعت بالفيلم وفكرته التي جعلتنا نجول في التاريخ، وأعجبت أكثر عندما عاد الماضي إلى الحاضر وحاسبهم على بعض التجاوزات القانونية». وفي لحظة شعر فيها شيرمان بفقدانه لوالده عندما أنقذ حياته وبيني من موت محقق، يقرر اللعب في آلة الزمن واختراق قانون فيها بأن يعود إلى زمن يعيشه كي ينقذ والده، هذا الخلل يعرض كوكب الأرض إلى إتيان جميع الشخصيات التاريخية إلى الحاضر، من ضمنهم لينكولن، وغيره من زعماء أميركا، وكل هؤلاء يقفون إلى جانب بيبودي في قضيته تجاه تبنيه لشيرمان، ضمن مشهد مؤثر يمتزج فيه الماضي بالحاضر، مع شخصيات كان لها ومازال أثر في تغيير القوانين التي تتعلق بالحياة والإنسان.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

10.03.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)