كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

نزوح في الاتجاه الآخر

الياباني يستعير من إيستوود.. وسبايك لي يستلهم الكوري

هوليوود: محمد رُضــا  

 

«أنت قد تكون ويليام ماني من ميسوري. قاتل نساء وأطفال».

«هذا صحيح. قتلت نساء وأطفالا. قتلت كل من مشى أو زحف في أزمنة عدة. وأنا هنا لأقتلك، ليتل بِـل، لما فعلته بـند».

العبارة الأولى قالها جين هاكمن، في دور الشريف ليتل بِـل، وهو يواجه أخيرا نهاية حتمية. إنه في مواجهة بندقية مصوّبة إليه وإلى سواه. الثانية قالها حامل البندقية، كلينت إيستوود، الذي جاء لينتقم لمقتل صديقه الأسود مورغن فريمن على يدي الشريف ليتل بِـل. أما الفيلم فهو «غير المسامَـح» الذي أخرجه، وقام ببطولته كلينت إيستوود سنة 1992. كان هذا آخر وسترن قام إيستوود بإخراجه وبطولته. بعد ذلك هو مخرج وممثل دراميات اجتماعية («غران تورينو») وعاطفية («جسور مقاطعة ماديسون») وفي أفلام بوليسية («جريمة حقيقية»، «ميستيك ريفر») ومخرج لأفلام حربية («رايات آبائنا») وسير ذاتية («إنفيكتوس»، «ج. إدغار»).

في العام الماضي أنجز المخرج الياباني سانغ - إل لي نسخته من ذلك الفيلم الأميركي تحت العنوان ذاته من بطولة للممثل المعروف كن واتانابي لجانب شيوري كوتسونا وكويشي ساتو.

في العام ذاته بدأ المخرج الأميركي سبايك لي تصوير «أولدبوي» الذي سبق للكوري بارك تشان - ووك أن أنجزه قبل عشر سنوات كاملة.

إنه نزوح متبادل بين السينما الأميركية وسواها. اقتباس من الطرف الآخر محوره أربعة أفلام، كل اثنين منها عبارة عن حكاية واحدة جرى تحويلها إلى عمل محلّـي. ليس المرّة الأولى التي يتم فيها اقتباس أميركي من فيلم آسيوي أو العكس، لكن من المثير للاهتمام ملاحظة ما يثيره ذلك النزوح من علامات وكيف تم إنجاز كل اقتباس على حدة وما يمكن لنا أن نقارنه بين الأصل والنسخة الأخرى، وعما إذا كان الأصل هو الأفضل بالضرورة وإذا كان فلماذا؟

* مضمون إنساني صور كلينت إيستوود «غير المسامَـح» عن سيناريو كتبه ديفيد وَب بيبلز خصيصا للسينما. بيبلز كان مونتيرا لحين عمد إلى الكتابة وأول مهمّـة ناجحة له كانت عندما قام، مع آخرين، باقتباس رواية فيليب ك. دِك القصيرة «هل يحلم الأندرويدز بالحملان الإلكترونية؟» إلى فيلم خيال - علمي قام ريدلي سكوت بإخراجه تحت عنوان Blade Runner سنة 1982.

في صلب سيناريو بيبلز، محترف الغرب المسن ماني الذي كان ترك المسدّس وقبل بحياة اجتماعية بسيطة لحد الفقر. في مطلع الفيلم يسقط في خليط من الوحل والقاذورات في حظيرة خنازير في مزرعته الصغيرة النائية. من بعيد يأتيه من يطلبه لكي يتسلّـح من جديد ويقوم بمهمّـة قتل أخرى. في البداية يمتنع، ثم بالنظر إلى حاجته إلى المال يترك المزرعة لولديه الصغيرين ويركب حصانه ويمضي. لا ريب أنه كان نبذ العنف حين تزوّج وحافظ على عهده بعد أن ماتت زوجته. يقول: «لم أعد كما كنت مطلقا. كلوديا جعلتني مستقيما. شفتني من الشرب وكل شيء آخر» يقول معترفا. لكنه يبرر أيضا: «حقيقة أنني سأقوم بهذا القتل، لا يعني أنني سأعود لما كنت عليه».

المهمّـة هي قتل راعي بقر اعتدى على عاهرة وشوّه وجهها عندما أعابت عليه. ماني لا يكترث للسبب لكنه سبب سيربط لاحقا بين ما آل إليه. العاهرة التي تعمل في «صالون» في البلدة يشرف عليها رجل القانون القاسي وهو الذي يتعرّض لضرب مبرح لديهما ما يشكوان منه وهما ينتظران تحقيق العدالة. لكن وحدتهما مرحلية. لا يستطيع ماني الارتباط بها لأن ارتباطه الأول هو إصلاح ذلك النظام. خطوة سياسية لم يكن إيستوود أقدم عليها في فيلم من إخراجه قبل ذلك.

فيلم إيستوود عمل رائع في ذاته ليس لناحية مضمونه الإنساني فقط، بل لإخراجه وتمثيله ومعالجة الغرب بصورة واقعية والبطولة كوضع أسطوري غير صحيح وهو مثلما فعل لاحقا في «رايات آبائنا» (2003) عندما أدان الإعلام، وجّـه تلك الإدانة ممثلة بشخصية صحافي (شول روبينيك) الذي يسعى لتخليد حكايات الغرب حتى ولو جعل من «شريف» مجرم بطلا يُـحتذى. نسخة سانغ - إل لي، تتميّـز بالأمانة للأصل. معظم ما ورد في الفيلم الأول وارد هنا مع بعض التحويرات التي لا تسبب أي تغيير للعمل أو متنه. لكن في مقابل هذه الأمانة نجاح رائع في تحويل المادّة إلى عمل مشبّـع بالثقافة اليابانية.

ما يساعد على ذلك هو أن سينما الغرب الأميركي، أو «الوسترن» تتشابه مع سينما الساموراي والنسخة اليابانية من ذلك الفيلم الأميركي هي فيلم ساموراي كامل. مثل الأصل يحتوي على أحزان الرجل المنفرد في حياته ومصيره.

* عنف الفيلم الكوري «أولدبوي» مسألة مختلفة في التفاصيل. هذا في الأساس واحد من أعنف الأفلام الكورية الجنوبية (وهناك ميل غير مفهوم للعنف فيها) عن قصّـة للياياني غارون تشوشيا تم معالجتها في رسومات مطبوعة («كوميكس») قبل أن تنتقل إلى السينما. مفادها رحلة رجل مهووس بالانتقام. يبدأ الفيلم ببطله (من سيك تشوي) كفرد عادي من الناس معروف بشربه الشديد. ذات يوم يفيق من نومه ليجد نفسه في غرفة ذات جدران حمراء وبلا نوافذ. الباب موصد مع فتحة في أسفله لإدخال الطعام إليه. ولخمس عشرة سنة لاحقة سيعيش داخل هذا السجن أمام جهاز تلفزيون وبالقرب من مدوّنة. يتلقف خبر اتهامه بقتل زوجته. هو مطلوب من العدالة فجأة لجريمة لا علاقة له بها وابنته مختفية. السنوات الأولى كانت غاضبة. اللاحقة توقف فيها عن الشرب والإحباط (حاول سابقا الانتحار) وأخذ يتدرّب على الجيدو. ثم فجأة يتم الإفراج عنه. هنا يولد فيلم جديد. النصف الأول تحضير للنصف الثاني عندما يدخل بطله السباق مع الوقت للكشف عمّـن سجنه كل تلك السنين.

نسخة سبايك لي عن ذلك الفيلم (الذي نال سنة 2004 جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان») لا تختلف إلا في بعض التفاصيل (عشرون سنة سجنا بدل خمس عشرة سنة). الأميركي جو (جوش برولين) رجل أعمال يكاد ينجز صفقة ناجحة لكن حين تفشل يؤم الشرب حتى يهوى. يستيقظ في تلك الغرفة التي تشبه غرف الفنادق ويبدأ مرحلة عيش تبدأ من عام 1993 وتنتهي بعد عشرين سنة. مثل البطل السابق، عليه أن يجد معتقله (في ثلاثة أيام هذه المرّة) لينتقم منه وإلا انتقم منه عدوّه مرّة أخرى.

مثل الفيلم السابق هو أيضا عنيف. سبايك لي حاول تمييزه، رغم ذلك بأسلوب خاص، لكنه ليس الأسلوب الخاص الذي يمكن أن يبيع تذاكر أو ينال جوائز. مثله أيضا، الدوافع تعود إلى حين كان بطل الفيلم المعتدى عليه، وعدوّه المعتدي صغيرين في المدرسة والأول أقدم على فعل ترك أثرا عميقا في نفس الثاني استوجب رغبته في الانتقام ما ولّـد الرغبة في انتقام مضاد.

كلا الفيلمين لا يستطيع الارتقاء إلى مستوى الفيلمين السابقين («غير المسامَـح») بنسختيه لأن المفاد يفتقد إلى رسالة إنسانية والأسلوب إلى معالجة شعرية. في الوقت ذاته، كل هذه الأفلام تطرح ما تريد قوله في العمق الثقافي لكل حكاية وتلتقي عند مجتمع عنيف كان وعنيفا سيبقى.

* رحلات متبادلة كما نقل المخرج الراحل جون ستيرجز «الساموراي السبعة» لاكيرا كوروساوا (1954) إلى «السبعة الرائعون» (1960) ونقل الإيطالي سيرجيو ليوني «حفنة من الدولارات» (1964) من فيلم «يوجيمبو» لكوروساوا (1961) شهدت السينما رحلات متبادلة ولو أن الوارد من الشرق أكثر من ذلك المصدّر إليها: «غير المدعو» (عن فيلم رعب كوري سنة 2009)، «خاتم» (عن فيلم رعب ياباني سنة 2002) وفيلم مارتن سكورسيزي «المغادر» The Departed المقتبس سنة 2006 عن فيلم بوليسي صيني تم تحقيقه في عام 2002 أيضا.

شاشة الناقد

لمعان في واقع «مسود»

الفيلم: Dallas Buyers Club 

إخراج: جان - مارك فالي تقييم الناقد:(4*)(من خمسة).

في أول فيلم أميركي له، يقوم المخرج الكندي جان - مارك فالي باستخدام ماهر لبضعة عناصر متوفّرة بين يديه: موضوع عن الإيدز من واقعة حقيقية وسيناريو يستحق، كما الفيلم، التحليق حول الأوسكار، والممثل الذكي ماثيو ماكوهوني… وكل ذلك بميزانية لم تتجاوز الستة ملايين دولار.

يؤدي شخصية رون وودروف: من لاعبي الروديو (ركوب الخيول الجانحة في ميادين مخصصة) شبه الماهرين. كل شيء في شخصيّـته عادي ومنتشر وغير مميّـز بما في ذلك إقباله على النساء والكوكايين ونبذه للشاذين. في أحد الأيام يسقط أرضا ويُـنقل إلى المستشفى حيث يواجهه الطبيب بأنه مريض بالإيدز. الأحداث تقع سنة 1985 ويومها كان المنتشر هو أن هذا الداء لا ينتقل إلا بممارسة جنسية مثلية. الطبيب يخبره أن لديه شهرا إلى ثلاثة ليعيش. وودروف يخرج محطّـما لكنه يحاول استعادة عالمه. لن يتوقّـف عن استهلاك المخدرات ولن ينبذ حياة الفسق ولن يغيّـر موقفه من أصحاب الميول المثلية حتى بعدما علم أن المرض وصل إليه بوسيلة أخرى.

سيقوم رون بمحاولة توظيف مرضه والداء بأسره لمصالحه الخاصّة. سيتّجه إلى بلدة مكسيكية قريبة من الحدود حيث يُـباع عقار AZT الممنوع تداوله في أميركا. يفتتح لنفسه عيادة غير رسمية يبيع فيها الدواء (الذي برهن عن فاعليّته) للمصابين ويستخدم منه أيضا.

ماكوهوني موجود في معظم مشاهد الفيلم. إنه لولبه. لن يتحرّك الفيلم من دونه ولو تم استبداله لتحرّك على نحو مختلف. إنه مثالي في الدور. تصدّقه في كل لحظة. وإخراج فالي (الذي سبق له وأن طرح في أفلامه الكندية القليلة مواضيع حول معاناة فردية) يعلم ذلك. يمنح الممثل (الذي خسر أكثر من 20 كيلوغراما (وهو النحيف أصلا) كل دعم من ميكانيكية الفيلم ومعالجته. يمنحه تلك المشاهد الصامتة التي تصل فيه صرخته إلى الحناجر، وتلك المشاهد التي يتحدّى فيها العالم والمرض والظروف وتلك التي تصوّره وهو يعترف بعجزه.

«دالاس بايرز كلوب» ليس بحاجة لتقديم موعظة ولا للتحلّي برسالة أخلاقية، لكنه على عكس «ذئب وول ستريت» (الذي لعب فيه كرستيان بايل شخصية لا تقل شراهة في الجنس وفي استهلاك المخدرات) لا يحتفي بذلك ويلمّـع صورته بل يمنحه لونا قاتما يبدأ بطله فيه لامعا وينتهي داكنا وحزينا.

علاقة الفيلم بالشذوذ، أو المثلية، مستنتجة من علاقة بطله بها. رون رجل معتد بذكوريّـته وميوله المستقيمة ولن يسمح لأحد أن يرتاب بهما. يتخاصم مع خلان الأمس ويقبل على المزيد من العلاقات. وفي أحد المشاهد يشتم المثليين. وهناك مشهد أول يجمعه مع مخنّـث (مدمن على المخدرات أيضا ويؤديه جارد ليتو) ينضوي على كل «سياسة» رون بهؤلاء الناس. وفي خلفية كل ذلك وعمقه، يواجه الفيلم عزوف مسؤولي إدارة العقاقير والأدوية الفيدرالية الأميركية لمشكلة الإيدز وتأخرها في السماح للمصابين باستخدام أحد الأدوية التي قد تحد من الانتشار ولو أنها لا تقتل المرض. هناك غضب في الفيلم لكنه مثل خيوط تلتقي لتنفجر في أداء ماكوهوني اللامع.

10-TOP

«روبوكوب» حل ثالثا

* تابع: «فيلم ليغو» الكرتوني قيادته الأفلام العشرة الأولى في السوق الأميركية برقم يزيد عن 62 مليون دولار في أسبوعه الثاني جامعا حتى الآن 145 مليون دولار.

* هناك أربعة أفلام جديدة طُرحت هذا الأسبوع اثنان منها أنجزا وجودا معتدلا واحتلا المركزين الثاني والثالث، وهما «حول الليلة الماضية» و«روبوكوب». الأول اقترب من تسجيل 28 مليونا، والثاني لازمه بنحو 25 مليون دولار، وكلاهما إعادة صنع لفيلمين سابقين من فترة متقاربة (1986 و1987 على التوالي).

* الفيلمان الآخران سقطا وهما «حب بلا نهاية» (المركز الخامس) و«حكاية شتوية» (المركز الثامن). بدوره لا يزال «مجمّد» الكرتوني يحظى بإقبال دولي وقد سجل في كوريا الجنوبية رقما قياسيا كثاني أعلى الأفلام غير الكورية نجاحا في التاريخ.

الأفلام 1 (4*)(1) The Lego Movie: $62، 478، 466 2 (2*)(- ) About Last Night: $27، 838، 201 3 (2*)(- ) Robocop: $25، 061. 581 4 (2*)(2) The Monument Men: $17، 914. 123 5 (2*)(- ) Endless Love: $14، 407. 605 6 (2*)(3) Ride Along: $9. 828. 885 7 (2*)(- ) Winter›s Tale: $8، 057، 133 8 (2*)(4) Frozen: $8، 007، 059 9 (2*)(6) Lone Survivor: $4، 650. 090 10 (2*)(5) The Awkward Moment: $3. 897، 985

سنوات السينما: 1941

مواطن لكل العصور

«مستر كاين، هل صحيح أن جريدتك تخسر مليون دولار كل عام».

«لست قلقا. أملك 70 مليون دولار، وإذا خسرت مليونا كل سنة فسأفلس بعد سبعين سنة».

حكمة؟ قد يراها البعض كذلك، لكنها في الوقت نفسه واحدة من الكثير من عبارات الحوار التي تنتقل إلينا اليوم بالتأثير ذاته يوم أقدم إعلامي غير معروف اسمه أورسن وَلز على تحقيق فيلم بعنوان «المواطن كاين» مبني على أحد أساطين الصحافة ويليام راندولف هيرست. ليس فقط أن الفيلم كان الأفضل بين كل ما تم تحقيقه في عام 1941 الذي نبدأ خوض أعماله المميّـزة، بل يعد ولا يزال أحد أفضل أفلام السينما في تاريخها وسنرى الأسباب الداعية في الأسبوع المقبل.

المشهد

اللعب في المضمون

* بعد كتابة المادة النقدية حول فيلم «الميدان» في الأسبوع ما قبل الماضي، وخلال مهرجان «كان»، حام الحديث حول الفيلم أكثر من مرّة بيني وبين عدد من الزملاء. معظمهم معجب بالفيلم وكثير منهم معجب به من دون تحفظ، على عكس الموقف الذي تبدى من نقدنا له. هذا ممتع وصحّـي خصوصا بين أصدقاء تثق بهم ويثقون بك. لكن حين دار الحديث حول الضمادة التي انتقلت من يد إلى يد ثم عادت إلى اليد الأولى، وهي الملاحظة التي استهللت بها نقدي، احتد الخلاف.

* أحد الزملاء قال: إن هذا الخطأ لا يزعجه وإنه ليس مدعاة لتغيير موقفه من الفيلم. وآخر قال لاغيا إنه مجرد خطأ في تسجيل التتابع خلال التصوير. وهناك من ذكر أن الملاحظة ليست صحيحة وبالتالي ليس هناك من خطأ.

* لكن الخطأ موجود (ولاحظه غيري)، كذلك لا يمكن تبسيط فحواه على أساس أنه خطأ في التتابع فالفيلم ليس روائيا لكي يقع فيه هذا الخطأ. في الفيلم الروائي قد يتم تصوير لقطة لامرأة وهي تقود سيارة فنلاحظ أن أظافرها مدهونة بلون أحمر، بعد قليل وفي لقطة أخرى داخل السيارة ومن دون فترة زمنية بعيدة، ها هي أظافرها مدهونة بلون برتقالي مثلا. الممثل الأول بنظارة شمسية يتكلم. لقطة للآخر يجيبه. لقطة للأول من دون نظارة. لقطة للآخر. لقطة للأول بنظارة. هذا هو خطأ تتابع. لكن في الفيلم التسجيلي (والميدان هو فيلم تسجيلي بلا ريب) هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت المخرجة تدخلت في الواقع عنوة. الضمادة على يد الإخواني اليمنى، ثم في لقطة أخرى تنتقل إلى اليسرى ثم تعود إلى اليمنى.

* إذا لاحظت، ستجد أيضا أن اليد اليسرى سليمة عندما كانت الضمادة على اليد اليمنى، وستلاحظ أن اليد اليمنى سليمة عندما انتقلت الضمادة إلى اليد اليسرى… الجواب الوحيد على هذا كلّـه أن الرجل سليم تماما وأن المخرجة (جيهان نجيم) طلبت أن تبدو يده اليمنى كما لو كانت مصابة، ثم اختلط الأمر بعد حين فتم إعادة الضمادة على اليد اليسرى وتصويرها هناك…

* هل السبب هو محاولة استعطاف المشاهدين؟ أو للتأكيد على أن الإخوان، خلال فترة ما قبل مجيء الحكومة العسكرية، كانوا محط هجوم متعمّـد ما يدحض فكرة أنهم كانوا موالين للحكومة ريثما يسيطرون على السُـلطة؟ ليس من جواب جاهز سوى أنه بصرف النظر عن السبب في هذا الخطأ، إلا أنه فادح في فيلم تسجيلي من المفترض به أن لا يلغي الحقيقة بل يثبتها. وأن يلتزم بالواقع أمامه ولا يحاول التأليف فيه إلا إذا كان العمل يصب في خانة مصلحة فيخسر بذلك مبدأه.

* في عام 1922 قام الأميركي روبرت فلاهرتي بتصوير واحد من أعماله التسجيلية الجيدة تحت عنوان «نانوك الشمال». صوّره حول حياة ومصاعب وظروف حياة قبيلة في ألاسكا. بعد عقود تبيّـن للباحثين أنه قام بتأليف بعض تلك المشاهد فغيّـر في واقعها وذلك لكي ينجز تأثيرا أعلى. قيمة الفيلم هبطت إلى النصف تلقائيا. هل لا يستطيع مخرج الفيلم الوثائقي الطلب من شخصه الأول أن يمشي في الطريق ليصوّره وهو عائد إلى البيت أو متوجّـه إلى المقهى؟ طبعا ممكن. هذا طبيعي لأن لا شيء هناك مضاد لواقعية ما يقوم به ذلك الشخص. لكن إذا طلب منه أن يمشي حافيا لكي يؤكد الفيلم نقطة ما فإن ذلك تزييف. و«الميدان» لا يخلو منه.

الشرق الأوسط في

21.02.2014

 
 

تعود بقوة إلى السينما والتلفزيون وتنجح بـ "عيد العمال"

كيت وينسلت: تجاوزت "لعنة" الأوسكار

إعداد: عبير حسين 

بعد غياب عامين عادت الممثلة البريطانية كيت وينسلت إلى واجهة السينما العالمية بفيلمها الجديد "عيد العمال" LABOR DAY ، إضافة إلى نشاط فني لافت لهذا العام حيث يعرض لها قريباً أحدث أعمالها "المتباعد"، كما تعمل على إنهاء مشاهدها المتبقية في الدراما التلفزيونية "فوضى صغيرة" .

ومنذ حصولها على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "القارئ" عام 2011 الذي شاركها بطولته ليوناردو دي كابريو، ومن إخراج زوجها السابق سام منديز، عانت وينسلت مما يطلق عليه "لعنة الأوسكار"، إذ انهار زواجها من منديز بعد سنوات عدة كانت مستقرة فيها عائلياً، وناجحة فنياً، وغابت بعدها عن الشاشة لتعيد ترتيب حياتها الأسرية والفنية

مجلة "انترتاينمنت ويكلي" التقت وينسلت وتحدثت معها عن فترة غيابها، وزواجها الثالث واسم طفلها الغريب، وتأثير الأمومة في مشروعاتها السينمائية، فكان الحوار التالي:

·        هل توقعت هذا النجاح الكبير الذي حصده فيلم "عيد العمال"، على الرغم من قصته التقليدية؟ 

- أنا بالفعل سعيدة للنجاح الذي حققه الفيلم، لكنني لا أفهم ماذا قصدت بالقصة التقليدية؟

·        قصدت العاطفة التي نشأت بين الأم، والمجرم الهارب على الرغم من عدم منطقيتها، وخوفها الشديد في البداية على ابنها؟

- الفيلم دراما اجتماعية قوية، وهو مقتبس عن قصة بالعنوان نفسه للكاتبة "جويس ماينارد" حققت أعلى المبيعات لأسابيع عدة على قائمة "نيويورك تايمز"، والرواية مميزة، والفيلم نجح في تصوير أفضل ما فيها، وهي المشاعر الإنسانية المعقدة والمختلطة التي تنشأ عن الخوف، لكن للمفارقة أحياناً تكون هي المشاعر الصادقة التي يصادفها الإنسان في حياته .

·        المخرج جايسون ريتمان قال إنك كنت أول من طرأ على ذهنه لأداء الدور عند قراءته للرواية، وإنه انتظرك مدة عام حتى توافقي على العمل، ولم يفكر في طرح أسماء فنانات بديلات، هل كنت مترددة في قبول العمل؟

- أبداً، بالعكس تحمست للعمل مع ريتمان فهو مخرج جيد، يعرف كيف يعالج الموضوعات الإنسانية بطريقة راقية لا يظهر فيها الضعف البشري "عيباً" بل طبيعة يجب علينا السيطرة عليها . الحقيقة أنه عرض علي الفيلم بعد قراءته للرواية مباشرة، وطلب مني قراءتها، وذلك مطلع 2012 وهي مرحلة شديدة الخصوصية في حياتي بعد طلاقي للمرة الثانية، وكنت بحاجة إلى مزيد من الوقت لإعادة ترتيب أولوياتي، وتنظيم حياتي، وتفهم وايتمان الأمر، وانصرف هو للعمل في فيلم آخر YOUNG ADULT "يونغ آدلت"، ثم تقابلنا مجدداً في حفل توزيع جوائز "البافتا" العام الماضي، وأخبرني أنه انتهى من إعداد السيناريو لقصة "عيد العمال" وأنه بانتظاري، فوافقت على الفور، وبدأنا التحضير لجلسات العمل، وتحمست أكثر بعد اختيار "جوش برولين" ليشاركني فيه .

·        لماذا تفضلين اختيار أفلام مقتبسة عن روايات؟ 

- صادفني كثير من النجاح في هذه الأفلام خاصة في "القارئ"، وعموماً الأفلام المقتبسة عن روايات تمنح الفنان "فضاء خاصاً" يوفر له صورة كاملة عن الشخصية، وأبعادها، وكيفية أدائها، وبالنسبة لي أحرص على قراءة الرواية مرات عدة قبل الإطلاع على السيناريو المقتبس منها، وأحصل من الرواية على "روح الشخصية" التي سأؤديها .

·        ما الرسالة التي حرصت على تقديمها في "عيد العمال"؟ 

- التغيير يمكن أن يحدث في أي لحظة من حياتنا، وأنه لا مكان لليأس طالما نحيا في هذا العالم الذي يتغير بجنون، "آديل" بالفيلم لم تتخيل أبداً أن تصادف مشاعر حقيقية صادقة مع هارب خارج على العدالة كان مصدر فزعها ورعبها عند لقائهما الأول .

·        لماذا تحصرين نفسك في تقديم أدوار معقدة؟ 

- لا أنظر للأمور بهذه الطريقة، المهم أن أشعر بالتحدي أمام الشخصية التي أقدمها، وهذا ما يشجعني على الموافقة أو رفض أي عمل .

·        ماذا عن تعاونك مع المخرج الكبير نيل بيرغر في فيلم "المتباعد"؟ 

- كان رائعاً، والفيلم يعرض قريباً، أتمنى أن يحقق النجاح الذي نأمله، فقصته مثيرة، وأحداثه متشابكة، وهو جديد ومختلف عن كل ما كتب في السابق عن المستقبل . والعمل مع شايلين وودلي، وماجي كيو كان متعة حقيقية .

·        هل تعطينا لمحة سريعة عن قصته؟

- تدور أحداث الفيلم الخيالية في المستقبل حيث ينقسم المجتمع إلى 5 جماعات منفصلة لكل منها قوانينها الخاصة، ويخضع كل مَن يصل إلى سن 16 لاختبارات تحدد إلى أي من هذه الجماعات ينضم ويقضي بقية أيام عمره، وإذا فشل الاختبار في تحديد جماعته يكون مصيره الموت .

·        وماذا عن فيلم "الأديبة غرنسي وفطيرة البطاطا" هل سيصور في أستراليا كما أعلن، أم في بريطانيا؟

- لا أعرف شيئاً عن الفيلم سوى الرواية الجميلة التي كتبتها جولييت آشتون، وسمعت عن ترشيحي لدور البطولة، ولم يتحدث معي أحد حتى اليوم، وبالمناسبة قرأت إن آملي بلانت وآن هاثواي مرشحتان أيضاً .

·        هل تفكرين في العودة إلى التلفزيون؟

- نعم، الدراما لها مكانها الخاص عندي، وحالياً أعمل مع المخرج البريطاني آلان ريكمان في مسلسل جديد بعنوان "فوضى صغيرة" من بطولة ستانلي توس، وهيلين ماكوري .

·        حصلت على 5 ترشيحات للأوسكار عن أفضل ممثلة، وممثلة مساعدة، هل تفتقدين هذا الحماس اليوم؟ 

- نعم إلى حد ما .

·        لك تجربة مع الأفلام الوثائقية، هل كانت ناجحة؟ 

- أديت دور الراوي في فيلم وثائقي قصير بعنوان "شجاعة الأم" MOTHERS COURAGE ، ويتناول تجارب ومعاناة أمهات مع أطفالهن المصابين بالتوحد، وكانت هذه المشاركة سبباً في تطوعي مع إحدى المنظمات المهتمة بالتوعية بالمرض، ومساعدة الأسر التي تحتاج إلى استشارات طبية ونفسية لأبنائها المتوحدين .

·        لماذا تسبب صراحتك كثيراً من المشاكل؟ 

- تعودت على ذلك . صراحتي تثير غضب كثيرين، الجميع يتوقع منى المجاملة دائماً، وبالنسبة لي الصراحة أهم من النفاق، إذا لم يعجبني عمل أنتقده بصراحة، وإذا لم أرض عن أداء زميل، أو زميلة أقولها من دون تردد . لكنني أبداً لا أتدخل في الحياة الشخصية للآخرين، ولا أتجاوز حدود المسموح به .

·        أنت أم للمرة الثالثة، لماذا اخترت اسماً غريباً لطفلك، ولماذا يحمل اسم عائلتك؟ 

- أنجبت "بير" BEAR يعنى بالعربية "دب" نهاية العام الماضي، واسمه مستوحى من الحياة البرية، وحمل اسم عائلتي بعد اتفاق مع زوجي تيد روكنرول، ولا أهتم بآراء المنتقدين لذلك، الناس يحكمون بما يحلو لهم، لكن أنا بالغة وقادرة على الاختيار .

·        نجحت في خسارة كثير من الوزن بعد الولادة على عكس المرات السابقة، أليس كذلك؟ 

- نعم هذه المرة اتفقت مع مدرب لياقة بدنية خاص حتى أخسر الوزن الزائد بسرعة، لكن عموماً لا يقلقني الوزن الزائد الذي طالما كان الانتقاد الأول الذي أسمعه في كل مكان، أتعايش مع وزني وجسدي كما هو من دون هوس النحافة الذي تفرضه هوليوود على نجومها .

·        هل سيؤثر إنجابك لطفلك الثالث في مشروعاتك الفنية؟ 

- أنا أم منذ كان عمري 25 عاماً، ولدي ميا 13 عاماً، وجو 9، والصغير بير، ونجحت في ترتيب أمور أطفالي والعناية بهم، وأحرص على عدم الانشغال بأكثر من عمل في الوقت نفسه حتى أمنحهم الوقت الكافي للاهتمام، وأحرص أحياناً كثيرة على اصطحابهم للمدرسة، والتنزه بالحدائق، والتجول في الأسواق معاً .

·        تبدين شخصية منظمة ودقيقة . هل هذا صحيح؟

- نعم، وأعتقد إن النظام أهم مفتاح للنجاح، ولا أقصد بالنظام هنا "الروتين"، أو اتباع نفس جدول الأعمال كل يوم، والتقيد به بشكل تام، إنما قصدت وجود هدف واضح للحياة، وخطوات محددة نتبعها حتى نصل إليه .

·        بلغت 83 عاماً هل تخافين من التقدم بالعمر؟

- لا ولِمَ الخوف، إنها طبيعة الحياة كنا صغاراً وأصبحنا شباباً، ولابد أن نصبح شيوخاً .

·        هل تفكرين في إجراء جراحات تجميل؟ 

- عندي موقف ثابت رافض لجراحات التجميل، أو حقن البوتكس، أو غيرها، ويعجبني جمال هيلين ميرين، وميريل ستريب .

·        هل توافقين على العمل في فيلم من إخراج زوجك السابق سام منديز؟

- ولِمَ لا، منديز مخرج متميز قدمت معه اثنين من أفضل أعمالي (القارئ، والطريق الثوري) وليس لدي أي مشكلة في العمل معه إذا كان الدور مناسباً .

الخليج الإماراتية في

21.02.2014

 
 

عين على الفضائيات

أم كلثوم والعشوائيات الفنية

مارلين سلوم 

ينتابنا إحساس أحياناً بأننا ولدنا لنكون شهوداً على نهايات الكبار، فأين نحن من البدايات؟ الكبار في الفن والأدب يترجلون، يرحلون . . رحل منهم الكثير ونحن بعد صغار، واستمتعنا بمعايشة من تبقى منهم . لكن هل عرفنا كيف نميزهم ونستفيد منهم؟ والباقون يرحلون الواحد تلو الآخر، ونحن نشاهدهم ونشهد على رحيلهم، بينما تفلت خيوط رقيّهم وتمّيزهم وعبقريتهم من بين أيادينا، لتسود غوغائية الفكر الاستهلاكي المعاصر .

مرَّت بنا مجموعة ظواهر استثنائية، كنا أثرياء بها، أغنت فننا وثقافتنا، وتركت أثرها في الجذور . والأسماء كثيرة من كل بلد عربي، لا يمكن أن نذكر بعضها وننسى بعضها الآخر . إنما المهم أن نعطيها حقها سواء كانت ما تزال على قيد الحياة، أو أن نتذكرها ونذكر الأجيال بها إن كانت من الراحلين . والأهم، أن نواصل ما بدأته، نسير على الخطى، نحاول أن نُبدع، وأن نستمر في الارتقاء بالكلمة واللحن والغناء والأداء والفكر، كي نرتقي بالأخلاق والوعي والثقافة . . وهو ما لا يحصل، بل يُصر البعض على هدمه لبناء "عشوائيات فكرية" وفنية، أساسها من قش، بلا دعائم متينة ولا أساس حقيقي .

أم كلثوم "كوكب الشرق" ظاهرة حقيقية، وقد رحلت في مثل هذا الشهر فبراير / شباط ،1975 تاركة لنا تركة غنية بل ثروة غنائية لا تقدر بثمن . وهي لم تكن زهرة الإبداع الوحيدة التي نبتت بين الأشواك، وإنما نبتت في بستان من الزهور الجميلة، فارتوت منه شعراً ونغمات، كحّلت بها أوراقها النديّة، فقدمت نفسها للجمهور بأجمل صورة، وفاح منها أزكى عبير .

روائح الماضي ما زالت تعبق حتى اليوم، ومازلنا نستحضرها كلما أردنا أن نتسلق السلم صعوداً لنرتقي بأنفسنا وبأرواحنا فوق الحضيض الذي تجرنا إليه ضوضاء وغوغائية هذا الزمن . بينما يستخدمها "صغار" الفنانين -والمقصود بهم صغار القيمة الفنية - كدرجات يقفون عليها علّهم يرتفعون قليلاً فيراهم الجمهور، ومن ثم يهبطون مجدداً إلى حيث مكانهم الطبيعي في القاع .

حين تذكر أم كلثوم، تكتشف أنك تتحدث عن حقبة زمنية بكاملها، عن مجموعة أسماء وشخصيات سياسية ودينية وأدبية وفنية . فهي لم تكن امرأة عادية، ولا مغنية تؤدي وصلتها وتعود إلى بيتها، بل كانت سيدة على المسرح، وسيدة في بيتها، وسيدة في المجتمع، وسيدة في وطنها، وسيدة في الوطن العربي، وفي العالم الغربي أيضاً . امرأة لعبت كل الأدوار التي كانت تقدر عليها، فترأست أول نقابة للموسيقيين، ووقفت إلى جانب قادة مصر السياسيين والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وساهمت في حملات لبث الروح الوطنية في نفوس الناس، وحملات التبرع .

حين تذكر كوكب الشرق تذكر أحمد رامي، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب . وتذكر باقة من أجمل الفنانين المبدعين ومنهم فيروز أطال الله بعمرها . كل من هؤلاء شكّل ظاهرة في فنه وأسلوبه، وكل أعطى الفن والناس من كل قلبه، لذلك نجح في الوصول إلى قلوب كل الناس، وتربع فيها أجيالاً بعد أجيال، ولن يستطيع أحد أن يحتل مكانه أو يشوه صورته .

ألم يعد هناك أصوات جميلة ومهمة؟ بلى، لدينا الكثير . ألم يعد هناك شعراء وكتّاب أغنية؟ بلى، لدينا القليل . ألم يعد هناك ملحنون بمستوى ذلك الزمن الجميل نفسه؟ بلى، لكنهم أصبحوا كالعملة النادرة

إذا نظرت إلى أحوال الأغنية العربية تسأل أين هؤلاء؟ والجواب ببساطة أنهم محترمون، لذلك يفضلون التراجع إلى الخلف في زمن العشوائيات الفنية، و"البلطجة" في سوق الأغاني . يتراجعون إلى الركن الهادئ ولا يظهرون إلا نادراً، ونحن في أمسّ الحاجة إليهم كي ننهض بالذوق العام، ونهدم كل تلك العشوائيات فوق رؤوس من يبنيها من تجار الفن والفضائيات، وهم المستفيدون الوحيدون من الانحدار الذي نحن فيه .

الفضائيات والسينما شركاء في الترويج لكل ما هو "رخيص" وهابط، وللشاشة قدرة جبارة في التأثير على الناس وأخذ الأجيال الشابة والأطفال إلى حيث تشاء . وهناك من يلعب على نغمة "الفقر" والأزمات الاقتصادية، فيقدم أرخص الأفلام ويظهر في الإعلام على أنه "البطل الشهيد" الذي يضحي بأمواله من أجل إنتاج أفلام وإنقاذ السينما من الهلاك . وهل بعد ما نشاهده هلاك أفظع؟

أم كلثوم قدمت تجارب قليلة جداً في السينما، ولأنها لم تحظ بإعجاب الجمهور إلى درجة التفوق، ولم ترض هي عن نفسها، غادرت السينما بلا رجعة، واكتفت بما تبرع فيه، فاحتلت المسارح وكانت سيدتها بلا منازع . رحم الله العباقرة الذين يعرفون قدرهم ويحرصون على أخذ الناس معهم إلى حيث الرقي والإبداع، ليبقى الأثر طيباً في النفس وينعكس إيجاباً على الأخلاق وعلى المجتمعات .

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

21.02.2014

 
 

محمد عبدالقادر:

السينما المصرية لم تتطرّق إلى قضايا المثليين كما طرحتها

كتب الخبرهيثم عسران 

في أولى تجاربه السينمائية يناقش السيناريست محمد عبد القادر مشكلة المثليين، ورغم أن طرحه جريء وثمة خشية من ألا يتقبله الجمهور فإنه مضى في مغامرته متحدياً ما يعتبر محرمات وعارضاً القضية بواقعية

عن الفيلم وكواليس كتابته والانتقادات التي تعرض لها كان الحوار التالي معه.

·        كيف انبثقت فكرة الفيلم؟

أهتم منذ فترة طويلة بتقديم عمل عن المثليين على شاشة السينما، وأردت أن تكون هذه القضية الأولى لي كمؤلف، وعندما شاركت في ورشة لكتابة السيناريو مع المخرج هاني فوزي، كان الفيلم مشروعي خلالها بعد مناقشات حول ما يمكن تقديمه، وكانت الحيرة بين فكرتين شائكتين حتى تم الاستقرار على «أسرار عائلية».

·        هل واجهت صعوبة في جمع معلومات حول القضية؟

على مدى تاريخ السينما المصرية لم تناقش مشكلة المثليين بشكل واضح وصريح عبر عمل فني، بل كانت الصورة منقوصة عنهم، لذلك استغرق البحث سنة كاملة قبل كتابة النسخة النهائية، زرت خلالها أطباء نفسيين للاطلاع على  الحالات الموجودة لديهم، بالإضافة إلى المادة العلمية التي يمكن بناء العمل عليها، كذلك حرصت على حضور جلسات علاج جماعية لهم ما أكسبني واقعية في التعبير عن القضية.

·        ومع الأشخاص المثليين الذين تناقشت معهم؟

على الإطلاق، بل رحبوا بفكرة تقديم عمل يتناول مشاكلهم، وسمعت منهم الكثير عن الموضوع، لكن لم أورده في السيناريو لصعوبة تقديمه سينمائياً.

·        هل أضفت تفاصيل لحالات سمعت بها فحسب؟

عمدت، كمؤلف، إلى استخدام خيالي السينمائي مع الحبكة الفنية للسيناريو، لذا جمعت مواقف لحالات مختلفة بهدف تقديمها على الشاشة، وفي الوقت نفسه ابتعدت عن الابتذال وعرض الحالات القاسية، حتى لا يكون الفيلم مؤلماً للجمهور، فليس معنى أن القضية شائكة ولم تقدم من قبل أن أعرضها بشكل قاس وفج.

·        هل يعني ذلك أنك فرضت على نفسك قيوداً في الكتابة؟

كتبت كل ما أريد في السيناريو، لكن من دون إثارة، لأن الفكرة نفسها مزعجة وتمثل قضية يخاف كثيرون التطرق إليها، لذا كان عليّ كمؤلف وضع هذه الاعتبارات في حساباتي خلال الكتابة.

·        ما الفترة الزمنية التي استغرقها الفيلم؟

عشرة أشهر، وفي كل مرة كنت أقدّم ما وصلت إليه إلى المخرج هاني فوزي حتى فاجأني برغبته في أن يكون العمل أول تجربة إخراجية له، فتحمست وركزت فيه وراعيت التفاصيل كافة ليخرج بشكل جيد.

·        هل واجهت أزمة في الإنتاج؟

أدركت منذ البداية، أن عملية الإنتاج صعبة ومعقدة لفيلم يتحدث عن المثليين، خصوصاً أنني انتهيت من كتابته مع وصول جماعة «الإخوان المسلمين» إلى الحكم، لكن المخرج هاني فوزي وفّر الشركة المنتجة من خلال صداقته للدكتور إيهاب خليل، طبيب نفسي يرغب في خوض تجربة الإنتاج السينمائي، وعندما اطلع على القصة تحمس لها، لا سيما أنها تضمنت جانباً نفسياً، ووافق على إنتاجها.

·        وفي موافقة نجوم معروفين على أداء دور البطولة؟

بطل الفيلم في السيناريو شاب في الفئة العمرية من 17 إلى 23 عاماً، بالتالي لا يوجد نجوم ضمن هذه الفئة، لذا بحثنا عن وجه جديد يؤدي يستطيع التعامل مع السيناريو الشائك، ولديه موهبة حقيقية في التمثيل، حتى عثرنا على محمد مهران، واخترناه من بين العشرات الذين تقدموا إلى اختبار الأداء.

·        لماذا أثار الفيلم كل هذه الضجة في الرقابة؟

عندما قدمت السيناريو إلى الرقابة كانت لديها ملاحظات قبل الموافقة عليه.  وعندما جلست مع أعضائها  اقتنعوا بوجهة نظري ووافقوا على السيناريو شرط إجراء تعديلات بسيطة للغاية، إلا أننا فوجئنا، بعد تنفيذ الفيلم، باعتراض الرقابة عليه بشكل حاد وعدم وجود رؤية للتوافق، لأن ما طالبت بحذفه يخلّ بمضمون الفيلم بشكل كامل، فتمسكنا بعرضه كاملاً أو بقائه حبيس الأدارج، لأن ليس من المعقول أن نطرح عملا مبتوراً على الجمهور.

·        لكن لجنة التظلمات حذفت مشاهد في الفيلم قبل إجازته للعرض؟

حذفت «شوت» واحد وأوقفت الصوت على لفظ معين، وخلال العرض اتضح اللفظ للجمهور، وما قامت به اللجنة لم يؤثر على الصورة النهائية للفيلم.

·        هل أنت راضٍ عن  إيرادات الفيلم؟

ليست جيدة لكن تصورت أن تكون أقل مما تحقق بسبب الضجة التي أثيرت، والخشية لدى قاعدة كبيرة من الجمهور من مشاهدته، إلا أن غالبية الصالات لم تلغ حفلات الفيلم لعدم وجود جمهور، كما يحدث أحياناً، رغم سخونة المنافسة بين الأفلام المطروحة.

·        كيف تقيّم  النقد الذي تعرض له الفيلم؟

انقسم النقد بين نقد سلبي غير مبرر، بالنسبة إلي، لذا لم أعره أي اهتمام لأنه اعترض على فكرة الفيلم فحسب، ونقد موضوعي كتبه نقاد معروفون أمثال طارق الشناوي وماجدة موريس، وتحدثوا عن أمور فنية وأبدوا تحفظات تفهمتها كمؤلف.

الجريدة الكويتية في

21.02.2014

 
 

فجر يوم جديد: قراءة كف {البرومو{ !

كتب الخبرمجدي الطيب 

بين جماعة نقاد السينما في مصر اتفاق غير مكتوب يقضي بعدم الاقتراب من الفيلم المصري الجديد أو التعرض له بالنقد والتحليل، في حال عدم عرضه في الصالات التجارية، ومبررهم النبيل في هذا أن الجمهور يمثل ضلعاً مهماً في صناعة السينما، بل يمكن القول، من دون مبالغة، إنه الطرف الأساس الذي لا يمكن تجاهله، وإلا انهارت الصناعة، سواء كونه المستهدف من رسالة الفيلم أو لأنه المصدر الرئيس للتمويل، الذي يحافظ على دوران عجلة الإنتاج، ومن ثم فلا ينبغي ـ ولا يصح ـ أن يكتب الناقد عن فيلم شاهده في عرض خاص أو مهرجان ما، وإلا كان أشبه بمن يصرخ في البرية!

الوضع المثالي، إذن، أن يؤجل الناقد الكتابة عن الفيلم إلى ما بعد طرحه في الصالات، ليتسنى للجمهور مشاهدته ثم قراءة المقالات التي تناولته، وبعدها يُصبح الجمهور طرفاً فاعلاً في الحوار غير المباشر مع الناقد، ويتسنى له الوقوف على نقاط الاتفاق أو الاختلاف في ما كتب!

بالطبع كان ثمة من ينقض الاتفاق غير المكتوب، عندما يبادر بالكتابة عن فيلم ما، للتنبيه، بشكل عاجل، إلى خطورة القضية التي يتبناها، أو لإحساسه بأنه يحقق، بالكتابة المبكرة، انفراداً لمطبوعته، لكن في معظم الأحيان كانت الغالبية تلتزم بالاتفاق الأقرب إلى {ميثاق الشرف} .

هكذا كان الحال قبل أن تتعرض جماعة نقاد السينما في مصر إلى اختراق صارخ، بواسطة نفر من الدخلاء الذين لا علاقة لهم بالنقد السينمائي وقواعده، كنتيجة طبيعية لاختلاط الحابل بالنابل في المجتمع المصري، ما أدى إلى اختلال كثير من المعايير النقدية، وأسفر عن تجاهل معظم الأعراف والثوابت، ووصل الخلل إلى ذروته باتجاه البعض إلى تقييم فيلم، والحكم عليه، عبر {البرومو{ الإعلاني، الذي يمهد  لحملته الدعائية، قبل طرحه على شاشات العرض،  وهو ما حدث بالضبط لفيلم {حلاوة روح}، بطولة هيفاء وهبي، وإخراج سامح عبد العزيز.

على غير توقع، ومن دون أي شعور بتأنيب الضمير، أو الإحساس بأن ثمة جريمة تُرتكب في وضح النهار، اتخذ البعض من {البرومو{ ذريعة لشن هجوم ضار على الفيلم، وبطلته، وكتب أحدهم بالحرف الواحد: {المشاهد تؤكد أن العمل يتضمن قدراً من الإباحية}، وأضاف:}يتضمن الفيلم مشاهد تخاطب غرائز المراهقين من الصغار والكبار} في حين كتب آخر: {ظهرت البطلة كامرأة لعوب تستر ملابسها أقل كثيراً مما تفضح}، ثم استعار مقاطع من حوار {البرومو{ الدعائي ليبرهن أن الفيلم قبيح، رخيص، هابط، مبتذل، مليء بالإيحاءات ومثير الشهوات!

واقعة غير مسبوقة في تاريخ السينما العالمية؛ فقد قسم جيروم ستولنيتز، مؤرخ الفلسفة الجمالية، أنواع النقد في كتابـــه {النقد الفني... دراسة جمالية وفلسفية} إلى خمسة هي: 1 -  النقد بواسطة القواعد (للناقد معيار يُعرف به الجودة الفنية ويقيسها)، 2 - النقد السياقي (يبحث في السياق التاريخي والاجتماعي والنفسي للتجربة) 3 - النقد الانطباعي (رفض الموضوعية وإعمال المعايير المزاجية والتأثر بالموضوعات المادية)، 4 - النقد القصدي (الاهتمام بمقصد الفنان وما يريده في قطعته الفنية)، 5 - النقد الباطن (التعامل مع العمل ذاته وطبيعته الباطنة مع تجنب كل ما يقع خارجه)، لكن أحداً من الأكاديميين والباحثين والمُنظرين لم يهتد إلى هذا النوع العجيب من {نقد قراءة البرومو»، أي النقد الذي يقرأ كف مادة الدعاية والذي اختار البعض، من خلاله، محاكمة الفيلم، عبر إعلانه الترويجي، ومن دون الانتظار حتى موعد عرضه في صورته النهائية!

اللافت للنظر أن حملة الهجوم، التي تدثرت بعباءة {نقد قراءة البرومو{ بدأت في توقيت واحد تقريباً، واعتمدت الخطاب التحريضي نفسه، الذي يستنكر موافقة الرقابة على إجازة الفيلم، ويؤلب المتشددين ضد بطلته، بحجة أنها تُشيع الفحشاء، وتُزين الرذيلة، بل إن أحدهم اتهم الفيلم، الذي كتبه علي الجندي، بأنه {لا يتحدى المجتمع وتقاليده فحسب، بل يتحدى الدستور المصري، وقانون الطفل وحماية النشء}، كونه استعان بأطفال في أدوار البطولة!

أخطر ما في الأمر أن بعض هؤلاء استنكر رقص هيفاء، وغناء حكيم، وبذاءة محمد لطفي وباسم سمرة، واتهم الفيلم بأنه {ضار جدا بالصحة العامة}، وزعم أحدهم أنه مأخوذ من الفيلم الإيطالي {مالينا} (Malena 2000) بطولة مونيكا بيلوتشي، بينما أقسم آخر أنه مقتبس من الفيلم الأميركي {القارئ} (The Reader 2009) بطولة كيت وينسلت، وكلها اتهامات يصعب على المرء التثبت من صحتها لأن الفيلم ـ ببساطة ـ لم يُعرض بعد، ولم يُشاهده أحد!

الجريدة الكويتية في

21.02.2014

 
 

السينمائيون:

«موليوود» حلم صعب التحقيق 

كتب الخبرروميساء إبراهيم 

أطلق أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري عدلي منصور، سلسلة مواقف تتعلق بالوضع الحالي للسينما وكيفية النهوض بها، أبرزها إطلاق «الموجة الثالثة» من صعود السينما المصرية، وإلغاء تسمية {مدينة الإنتاج الإعلامي} وإطلاق إسم «موليوود» عليها، على غرار هوليوود وبوليوود. إلا أن هذه المواقف لم تحظَ بحماسة السينمائيين.

اعتبر أحمد المسلماني أن السينما أخطر من أن تُترك للسينمائيين وحدهم، وأن المفكرين ومخططي السياسات ورجال الدولة يجب أن يشاركوا في رسم الخريطة العامة لصناعة السينما من منظور الاقتصاد، وصناعة العقل من منظور السياسة.

أضاف أن اسم {مدينة الإنتاج الإعلامي}  بيروقراطي وركيك لا روح فيه، لذا يجب أن يحل محله اسم {موليوود}، باعتبار أن الشكل طريق إلى الجوهر، وأن العنوان يحدد المسار، وأن اختيار {موليوود} يحدد الهدف بوضوح، فـ {هوليوود} في الولايات المتحدة، و{بوليوود} في الهند، و{نوليوود} في نيجيريا، و{موليوود} في مصر.

أكد أن ربيع السياسة في مصر يجب أن يشهد ولادة {ربيع موليوود}، لا خريفها، {من هنا ضرورة إطلاق  القوة الناعمة لبلادنا وأن نكون طرفاً فاعلا في الصراع على العقول}، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن {الموجة الأولى} لصعود السينما كانت في أعقاب ثورة 1919، ثم جاءت {الموجة الثانية} في أعقاب ثورة 1952، وحان الوقت لإطلاق {الموجة الثالثة} عقب ثورتي يناير ويونيو،  لتكون السينما المصرية جزءاً من المنافسة الإقليمية والعالمية.

مجرد أحلام

لم تحظَ المبادرة الحكومية بإعجاب السينمائيين الذين اعتبروها مجرد أحلام لا سبيل لتحقيقها، فالمخرج داود عبدالسيد غير مقتنع بمبادرة {موليوود في مواجهة هوليوود}، وبالمبادرات كافة التي تطلقها جهات مختلفة كل فترة، بحجة حل أزمة صناعة السينما، موضحاً أن هذه المبادرات هي اجتهادات أو أفكار أو أمانٍ لدى البعض، لكنها  ليست جادة، بدليل عدم توصل اللجنة الوزارية التي كلفها مجلس الوزراء إلى حلّ لأزمة صناعة السينما، ولم تتمخض اللجنة على مدى ثلاثة أشهر سوى عن فكرة تنفيذ مكتب شهر عقاري في مقر غرفة صناعة السينما، وهو إجراء فرعي، وثمة مشكلات أهم وأعمق في السينما يجب الاهتمام بها.

بدوره يوضح المخرج أحمد عواض، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أن هذه المبادرة هي أمنيات، يمكن تحقيق أجزاء منها من خلال اللجنة الوزارية التي تشكلت، منذ فترة، وتسعى بجدية إلى حل مشاكل السينما.

أما المخرج سميح منسي، عضو لجنة السينما بالمركز الأعلى للثقافة، فيصف المبادرة بالمضحكة ويتساءل: {كيف تكون لدينا {موليوود في مواجهة هوليوود}، إذا لم تكن لدينا مقومات أساسية لصناعة السينما؟} مشيراً إلى أن حال السينما في مصر يتدهور من سيئ إلى أسوأ منذ سنوات، وتكتفي الدولة بكلمات ومبادرات براقة، مثل المبادرة التي أطلقها المسلماني وتنم عن عدم إدراك لاحتياجات السينما في مصر كي تنهض.

كلمات براقة

يعتبر كمال عبد العزيز رئيس {المركز القومي للسينما}، أن المبادرات لا يمكن أن تؤدي إلى نتائج ما لم تقم الجهات المعنية بدورها في النهوض بصناعة السينما، مشيراً إلى أن {المركز القومي للسينما} إحدى الجهات المنوط بها هذه المهمة، إلا أن صلاحيات كثيرة  سحبت منه ما جعله مقيداً، ومؤكداً ضرورة عودة هذه الصلاحيات ليتمكن المركز من خدمة صناعة السينما.

أما منيب شافعي، رئيس غرفة صناعة السينما، فلا يرى عيباً في أي مبادرة من الدولة، لأنها تعني أن الدولة معنية بحل مشاكل السينمائيين، لكن الأهم، من وجهة نظره، تنفيذ هذه المبادرات على أرض الواقع، حتى لا تتحول إلى مجرد أمنيات وكلمات براقة غير قابلة للتنفيذ.

أخيراً يرى الناقد السينمائي يعقوب وهبي أن خطوات كثيرة يجب اتخاذها قبل الحديث عن {موليوود} في مواجهة هوليوود، منها إيجاد مناخ مناسب للإنتاج السينمائي، رفع الضرائب الباهظة التي تجعل المنتجين يهربون من السينما، تسهيل التصوير في الأماكن التابعة للدولة، تخفيف القيود الرقابية، دعم الدولة للأفلام الجادة والمخرجين الشباب، تشجيع السينما المستقلة التي تمثل الأمل لخروج السينما المصرية من كبوتها، مؤكداً أنه قبل تطبيق هذه الخطوات لا يمكن الحلم بأي نهضة سينمائية.

الجريدة الكويتية في

21.02.2014

 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)