حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحلة الى قاع السينما الهندية 2:

لنترك القلب يغلب على كل شيء آخر

هوفيك حبشيان ـــ نيو دلهي

 

هناك ما هو مرتبط بالأحجام في الهند، وهذا ظاهر للعين المجردة لمن يزورها للمرة الاولى، من دون ان يعتاد على كل الأضداد الهندية. المكان، أي العاصمة واطرافها، برغم انه مثير للدهشة والغرابة، على انسجام تام مع الناس الذين يقطنونها، سواء أكانوا فقراء أم أثرياء. دلهي الكئيبة، مدينة بحجم المأساة التي يعيشها أولئك الذين على هامشها، وهي مدينة ترتقي ايضاً الى طموحات السينمائيين الشباب الذين يأتون اليها بحثاً عن فرصة للصعود بأفكارهم السينمائية الى مراتب جديدة، بعيدة من الانترتنمنت البوليوودي وإسفافها.

تأخذ الأشياء منحى أكثر سوريالية، عندما يتعلق الأمر بمهرجان سينمائي. اذ تهبّ على المدينة فجأة رياح مختلفة، تأتي من انحاء عدة من العالم، تزيد على همومها هماً جديداً، لكن لا احد يصاب بالأرق في نهاية المطاف. لا تبالي المدينة بهذه التظاهرة الثقافية ذات المغزى السياسي، لكنها لا تستطيع أن تغيبها. هنا الجمهور، واحد من المكوّنات الأهم، اذا قرر اكتساح صالة مثلاً، كما حصل في الانطلاقة الهندية لملحمة "عصابات واسيبور" لأنوراغ كاشياب (عُرض في "اسبوعا المخرجين" في أيار الماضي)، فهذا لا يشبه أي شيء شاهدناه من قبل. مشهدية تستحق ان يراها المرء مرة في حياته: التدافع على أبواب الصالة يشبه الزحمة التي تحدث على أبواب الأفران خلال الحروب والمجاعات. أما في الداخل، فليست المشاهدة قداساً كما في اعرق البلدان الأوروبية: تفاعل مبالغ فيه وعفوي مع الأحداث التي تدور على الشاشة، تعليقات حية وعلى مدار الساعة من شباب لا يهمهم في الفيلم الا أشياء محددة، الخ. كل هذه الفوضى المرمية أمامنا، التي يمكن التنظير فيها من منطلق محض أخلاقي وجمالي، تتكدس كالقذارة بين الظفر واللحم، ويبقى أنينها لحظات طويلة، بعد أن يدخل المرء الى ملاذه الآمن، في غرفة الفندق.

"يمكن الهند ان تلهم العالم أجمع. يمكن أن تعطي العالم، ما لا تستطيع الصين اعطاءه. العالم لا يحب الصين لأنها لا تملك الروح التي نملكها. انها اليوم ما كانت عليه أميركا في زمن ماضٍ: كل ما تريده هو السيطرة. ليس هذا ما يحتاج اليه الناس اليوم، ما نريده هو الحكمة. فلنترك القلب يغلب على كل شيء آخر". هذا ما يقوله لي نفل تولي، عندما أحاول أن استفز لديه مشاعر الرئيس الفخور بإنجازه.
يقف تولي، كطاووس فخور بألوانه، أمام مجمع "سيري فورت" ليعلن انه مع كل
Underdog (منبوذ) في هذا العالم. يجري لقاؤنا، فور الانتهاء من توزيع جوائز أوسيان سينفان (دورة 12)، الأحد الماضي، وبدء استعداد الضيوف للعودة الى بلدانهم، بعد نحو اسبوع ونصف اسبوع من اقامة ارهقت كثيرين لشدة رطوبة الجو وعدم تمكنهم من تحمل المزيد من الطعام الهندي، المعطر بألف بهار وبهار. حشرتُ رئيس هذا المهرجان ومؤسسه في لقاء "مفتعل" استغرق عشر دقائق. أردتُ أن اعرف لماذا ضمّ برنامجاً عربياً في مهرجان، هو، أولاً وأخيراً، يحمل همّ المنطقة، منطقة الشرق الاقصى لآسيا. فكان ردهّ انه يؤيد دعم من ليس له دعمٌ. "هناك الكثير من الظلم، ونحاول التضييق عليه قبل أن تتوسع بقعته"، مذيّلاً جملته هذه باعتراف بديهيّ: "كل شيء سياسي".

البسطاء من الناس، لا يعرفون الكثير عن المنطقة العربية، وربما لا يعرفون عنها شيئاً. سمعوا عن مصر والسعودية ودبي، قليلاً او كثيراً. سمعوا عن كل منها لسبب. لكن، لا يستطيعون موضعة ايّ من هذه البلدان على خريطة العالم. هناك امكنة كثيرة للاحتكاك بالهنود، سواء في لوبي الفندق أو في الحافلة او الصالات المظلمة، من أكثرهم بساطة الى أكثرهم تعقيداً وفلسفة، وحتى تفلسفاً. في الهند، اختلاط الأديان يشبه الى حدّ كبير كيف تتجانس الأطعمة بين اللحم والخضر. وهذا ما يجعل ربما سؤال "من أيّ ديانة انت؟"، أكثر براءة اذا طُرح عليك في الهند، مما لو طرح عليك في بيروت أو بغداد. في حضارة تولي الروحانيات اهتماماً مذهلاً، هذا السؤال ليس عيباً، وإن بدت لي مبالغة قليلاً علامات الاستغراب والخيبة التي ارتسمت على وجه احد منظّفي الغرفة ذات صباح، عندما أجبتُ بهزة رأس سلبية، عن سؤاله: "سير، هل أنت مسلم؟".

ولكن عندما قلتُ لتولي، الذي عوّدنا على خطب عالية النبرة، ان جميع من التقيتهم لا يعرفون شيئاً عنا وان السينما التي تنقل صورتنا قد لا تردم الهوة، اعتقد انه اصطادني مهنياً: "... وأنت ماذا تعرف عن الهند؟". كان تعليقي، بأنني هنا لأرى واتعلم وأكتشف، ولا أدعي معرفة الكثير، وهذه فرصة أدرك تماماً انها لم تُسنح لكثيرين غيري. بالنسبة الى تولي، عولمنا العالم قبل ان نعرف من نحن. لهذا السبب يعود الناس الى محليتهم، واقليميتهم: لأنهم لا يدركون ماذا يعني عالم معولم. فنحن نجهل بعضنا البعض. ماذا يعني تبادل ثقافي وديبلوماسي واقتصادي بين الشعوب؟ لا جواب له عن هذا، الا انه يتابع مرافعته بجمل تتسارع وتتعاقب كأنها جزئيات من خطاب لاكه لسانه مرات عدة، ولا يزال يؤمن بأن نتيجته ستكون مختلفة: "قبل أن نفهم هذا كله، وجدنا أنفسنا في بحر العولمة، ونحن لا نعرف كيف نسبح ونقاوم الأمواج. هذا هراء. هل نحن جميعاً، نتشارك الاحترام ذاته تجاه اهلنا وطبيعتنا والكائنات الحية التي تحيط بنا؟ هذه عملية تتطلب وقتاً، والثقافة تستطيع أن تفعل في هذا المجال أكثر مما تفعله السياسة".
شهدت 2011 في السينما الهندية افلاماً شبه خلاعية مثل "غاندو" أو "ميس لافلي". ما نطرحه من تساؤلات عندنا، يرزح تحتها وجدان الكثير من الهنود. هذا كله تجلى في حوارات كانت تُجرى في ملهى "بلو فروغ"، دورياً. هكذا، من دون سابق تصميم، وجدتُ نفسي مرة أشاهد مع نحو 60 شخصاً في اصغر صالة في المهرجان، فيلماً ثورياً لشوجي تيراياما اسمه "امبراطور طماطم كاتشاب" (1971): فيتيشيات يابانية من زمن البراءة والعنف. ويبدو ان هناك مساحة كبيرة في دلهي للحرية. لكن كان على القائمين ان يناضلوا من أجلها. ثمة افلام بورنوغرافية عُرضت. هناك قفز فوق الخطوط الحمر. نسمع من هنا وهناك كلاماً كالآتي: "العقل البشري يجب ألاّ يحاصر ضمن اي خط. لكن لا ينبغي التبذير بالحرية المعطاة لنا. يجب عدم ترك المجال للسينما والاقتصاد ان يتحكما بخياراتنا. اذا لم تستطع السينما، مثلها مثل الفنون الأخرى، ان تنتصر لقضايانا المحقة، فستكون خاسراً وهذا يعني انك تعيش في نظام شمولي".
بعد الختام بفيلم هندي بطله متحول جنسياً، يروي لي عتيق رحيمي، المشارك في احدى لجان التحكيم، كيف عاش بين كابول وبومباي عندما كان صبياً تائهاً بين ثقافتين متباعدتين ومتقاربتين في آن واحد، أي في مفهومين مختلفين عن الحياة والموت. وكيف بذر أموال والده وماذا فعل لاحقاً عندما شاهد على التلفزيون تفجير تماثيل بوذا على يد "طالبان" اثناء اقامته في اسبانيا. يحدثني عن السينما الهندية، وتلتمع عيناه كلما ذكر فيها اسماً من الأسماء التي أجهلها تماماً. الكاتب والمخرج الذي حاز جائزة "غونكور"، يتكلم الفرنسية، وتترك لكنته الثقيلة صدى مختلفاً على الكلمات، مضيفاً اليها دلالات. يروي أياماً كانت تشبه مشاهدة الأفلام في افغانستان ما صوّره تورناتوري في "سينما باراديزو": عيد جماعي لا يتوقف فيه الصفير والتصفيق واللعنات الموجهة الى الشرير. بناء على هذا، حملتُ سذاجتي، وذهبتُ ابحث عن هذه الصالات في أحياء دلهي القديمة. أمام باب واحدة منها، كان هناك رجل يجلس في اسفل الدرج الطويل المفضي الى القاعة. رحّب بي، ودعاني الى الدخول. لكن، عندما وصلتُ أمام شباك التذاكر، لم ار شيئاً يوحي بالسينما، سوى بعد ملصقات لأفلام هندية تجارية وزّعت على الجدران. مكان ممل بهندسته المخصصة للاستهلاك اليومي الذي ينبذ الخيال. اما ذلك الذي كان خلف الشباك، فعندما عبّرتُ عن رغبتي في أن التقط صورة له في محيط عمله، أجابني انه لا يحبّ الصور!

hauvick.habechian@annahar.com.lb  

بناهي جونيور يتحدث عن والده: لا شجاع مثله

هـ. ح.

في دلهي، التقت "النهار" إبن المخرج الايراني جعفر بناهي، بناه بناهي (27 عاماً)، وكان لها معه حديثٌ مقتضب عن أحوال والده الذي لا يزال يعاني الظلم والاقصاء في بلاده، بعد صدور قرار شهير في حقه يمنعه من ممارسة مهنته.

·        ¶ ماذا يعني أن تكون ابن مخرج عانى الكثير؟

- صعب جداً. حتى قبل المشكلة، كان الأمر صعباً. أيام الجامعة، كان الاساتذة والطلاب يقولون لي: "هل تريد صناعة افلام كوالدك؟". صعب ايضاً لأنهم يتوقعون منك الكثير.

·        ¶ هل كنت في المنزل عندما تمت عملية القاء القبض الشهيرة؟

- لا، كنتُ عائداً الى المنزل، عندما رأيت الشرطة على المدخل، فذهبتُ الى منزل الجيران، وصرتُ اراقب من الشباك ما يحصل في بيتنا، وكيف اخذت الشرطة أمي وشقيقتي ووالدي.

·        ¶ كم بقوا في السجن؟

- أمي وشقيقتي بقيتا يومين، أما والدي فشهرين.

·        ¶ ما كان مقدار حزنك عليهم، خصوصاً انك لم تُعتقل؟

- كبير جداً.

·        ¶ من هم الذين وقفوا الى جانبه في محنته؟

- لا أحد. اذا دعم مخرج ايراني والدي، فهناك احتمال الا يستطيع أن يصنع افلاماً جديدة. اما الصحافيون، فيُعتقلون اذا كتبوا عنه ايجاباً في هذه القضية، علماً ان الصحافيين الجيدين هم اصلاً في السجون. كثر من اصدقائه المقربين هجروه بعد ما تعرض له. وليس هناك اتصال هاتفي بينه وبينهم، لأنهم يخافون.

·        ¶ هل انت شجاع كوالدك؟

- لا أحد يملك الشجاعة التي يملكها (ضحك).

·        ¶ كيف ينظر اصدقاؤك الى والدك، هل يعتبرونه بطلاً؟

- الناس في ايران يقولون رأيهم الايجابي فيه، ولكن فقط المشاهير لا تستطيع ذلك.

·        ¶ سمعتك تقول انه متفائل...

- لأنه اذا فقد الأمل، فسيموت! والدي رجل يعمل منذ كان في العاشرة، ولا يستطيع العيش مقيّداً.

·        ¶ كيف يمضي أوقاته اليوم؟

- يسافر كثيراً في ايران، شمالاً وجنوباً، ويلتقط الكثير من الصور.

·        ¶ هل تتكلمان كثيراً معاً؟

- ليس كثيراً. لا اتفق معه في أمور السينما، خلافاً لأمور الحياة. لكن، ما عدا ذلك يدعمني، ونحن صديقان.

·        ¶ هل تلقيت تربية دينية في المنزل؟

- بتاتاً. في طهران، ليس هناك مقدار التدين الذي نراه في وسائل الاعلام. هناك تلاعب كما تعلم. لدينا حياة عصرية، على الرغم من انه ليس هناك حرية. يمكننا ان نتحدث في كل شيء، لكن في الخفاء.

·        ¶ ما ابعد افلام والدك الى قلبك؟

- "أوف سايد" لأنه نضالي قليلاً.

·        ¶ ماذا عن "هذا ليس فيلماً"؟

- يعجبني كثيراً. لم يكن هناك نص. صُوِّر في يومين.

·        ¶ كيف هي علاقتك بالسينما الايرانية؟

- أحب مخرجين أو ثلاثة: كيارستمي أو مهروجي.

·        ¶ هل تروق لك فكرة صناعة الأفلام خارج ايران؟

- لا، اريد ان اصنع افلاماً عن اناس اعرفهم جيداً.

·        ¶ بمَ تحلم؟

- أن نكون أحراراً ونحقق ذاتنا كما نريد. 

حين لا يميّز الوطن سينمائييه من أعدائه

مع ارتفاع موجة العنف في سوريا الى اعلى درجاتها، برزت ظاهرة قتل بعض العاملين في المجال السمعي البصري بأساليب بشعة. أمس، التقني باسل شحادة، وقبل أيام قليلة: بسام الحسين. كل منهما في معسكر سياسي نقيض، إلاّ ان التهمة واحدة: حمل كاميرا. هنا صرخة هادئة من المخرج السوري الشاب جود سعيد في هذه القضية.

حين لا يميّز الوطن سينمائييه من أعدائه، فإن وجهة النظر التي تحميها (أقصد تنقلها) كاميراتك، تصبح جرماً قد يقرر شعبك كلّه أو جزء منه أو نخبه أو أمنه أو مفتيّوه أو أحراره، أن يُقتل لأجلها.

حين يجنح المجتمع نحو القتل والقتل المضاد بين جماعاته لتغليب وجهة نظر على أخرى، وحين تدّعي كلّ جماعة امتلاك الحقّ والحقيقة، لا يعود ينفع الكلام التبريريّ للمثقف عن ممارسات فرديّة. هنا يقع المجتمع في المحظور، أي قتل الذات ونحر الهويّة. لن يبقى لنا بعد ذلك سوى أن نقول هنا مات شعبي كلّه.
أنت كسينمائيّ، لا ولن تمتلك، ولا تريد أن تمتلك، سلاحاً. أنت لا تعرف استخدامه أصلاً سوى في أفلام العنف الهوليووديّة التي تضخّها قنوات عربيّة كثيرة لشعبك في الوريد، صباحاً مساء، حتى صارت الصور التي تزيّن الجدران الحقيقية والإفتراضية، صوراً لقطعة سلاح، خلفها بشريّ ربما، أو بقايا بشريّ مع ابتسامة! أنت كسينمائي، تسقط حين تصير كاميراتك رصاصة أو نصيرة لرصاصة، مهما سما هدفك الأخلاقي. السينمائي ناقل أجواء وشاهد على زمن من وجهة نظره وليس ببغاءً تلحق صورته الغريزة! ليس السينمائي آلة تسجيل أو إبهاماً تضغط على زر. السينمائي يعمل لبناء عالم أرقى، لا لاستعادة الماضي الغابر وأمجاده! صانع الفيلم هو روح يمرّ الواقع من خلالها ليعود إلينا.

فلماذا ذبحها، هذه الروح؟

السينما باتت اليوم كتاباً تكتب فيه البشريّة تاريخها وتحاكم واقعها وتستشرف مستقبلها. كتابة جمعيّة أصواتها هم السينمائيون. السينما ذاكرة اليوم، بسيّئها وجيّدها وعظيمها، هي ذاكرة الأمم المتحضرة التي تبقيها ضمن كتاب التاريخ الإنسانيّ وتجعلها فاعلة في صنع الحضارة الراهنة. تُراكم هذه الذاكرة أجيالاً من السينمائيين تسجّل الواقع أو تعيد نقله وخلقه من خلال وجهات نظر متعددة. في تكاملها كصورة كليّة، يكمن جزء من حقيقة واقع هذه الأمة وماضيها، باختلافاتها وتنوعها، وضمن الهويّة الواحدة. الأمّة التي تعي إرثها السينمائي وتحميه، تبقى وتواصل صنع مستقبل البشريّة. يصنع هذه الذاكرة أفراد ينقلون أجواء الواقع من خلال اقتناعاتهم، يتلمسون بحساسية مفرداته ويعيدون طرحه ومحاكاته من وجهة نظر كلّ منهم. يعيدون قراءة الماضي بطرائق عدّة تمثّل قراءات شرائح المجتمع وأطيافه. أو تكون نقضاً لها وتأسيساً لغد أقلّ خلافاً وليس اختلافاً.

من يغتال ذاكرته؟ ما من أمّة تغتال ذاكرتها إلاّ تلك الأمم التي على ضفاف الإنتحار. هي الطوائف والأصوليّات المغرقة في ماضويّتها وتخلّفها تقتل السينمائيين، لا الأمم الراقية بإنسانيتها.
لن ترقى المقاطع "اليوتيوبية" المسجلّة بغاية دعم وجهة نظر سياسية (أيّاً تكن)، الى مستوى الأفلام. عبر التاريخ لم ترق كلّ التسجيلات الفورية في الحربين العالميتين وغيرهما من الحروب التي تلتها لتكون أفلاماً تشهد على الواقعة. هذه التسجيلات في أغلبها (قلّة منها ذات قيمة إخباريّة وقليل قليل منها يحمل روحاً) ليست اليوم إلا وجبات سريعة ساخنة للمحطات الإخبارية تستهلكها لدعم أجنداتها وشدّ عصب مشاهديها. وأيضاً: انها مواد دسمة أسبغ عليها البعض لقب أفلام، للتحريض والتحريض المضاد، تنفع للبرمجة في مهرجانات الغاز السينمائيّة.

¶¶¶

البارحة، سينمائي في بيته حرمه الموت الآتي من الماضي ذبحاً، آخر أيام عمره. قبل فترة، شاب لم ينفتح له باب السينما بعدما أخذه الموت المخيّم معه. هل يسقط أحدنا غداً في موقع التصوير لأنّ شكل الصورة التي يراها لا تتناسب والديموقراطية الجديدة؟! مَن يقتل سينمائييه، يدفن ذاكرته ويترك للغريب أو للشقيق "الزنكيل" أن يروي عنه ما يريد. المجتمع الذي يجهل سينمائييه فيقتلهم لهويتهم، له في ماضي أجداده "المجيد" أسوة.

مضى الشاب باسل لأجل قضيّة آمن هو بصدقٍ في أحقيتها، فعاد لأجلها من دراسته ووضع معرفته السينمائيّة في خدمة حراكها بكلّ أشكاله. ومضى الخمسينيّ بسام وحيداً في بيته لأن أحد الأحرار لم تعجبه هويته أو عقاباً لاختياره سلميّاً الضفة الأخرى.

السلام لروحيهما.

نُعي بسام فضّاً للعتب، فلون الجريمة هنا أقلّ إغراءً. ماذا لو كان بسام أحد روّاد المهرجانات الكبرى (سؤال برسم الذاكرة؟!). لكان ربما موته أكثر احتفالاً على شاشة السينما. بسام مات والأضواء مطفأة بعد انتهاء الجنريك. عذراً بسام، فموتك لا يصنع ربيعاً كموت غيرك...

كان أغنى للوطن أن يبقيا ويصنع كلّ منهما صوراً عن سوريا التي نعيش اليوم.

النهار اللبنانية في

09/08/2012

 

بطل الرواية يفعل ما عليه أن يفعله ولا حاجة إلى تقديم سبب

كريستوفر نولان: المؤثرات الخاصة المصنوعة بالديجيتال مرهقة والعينان تتعبان ولا تصدّقان

نديم جرجورة 

منذ 23 تموز 2012، بدأت العروض التجارية الأميركية لـ«نهوض الفارس المُظلم»، ثالث ثلاثية «الرجل الوطواط» التي صنعها المخرج الأميركي الشاب كريستوفر نولان بدءاً من العام 2005، بإنجازه «عودة باتمان»، ملحقاً إياه بـ«الفارس المُظلم» (2008). منذ ذاك الموعد، حقّق 354 مليون دولار أميركي إيرادات في العروض الأميركية الداخلية، في مقابل 250 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاجه.

إنها عودة «الفارس الأسود»، بعد 8 أعوام من الاختفاء المطلق. «غوتام»، كعادتها، مرصودة لـ«شرّ» ما. محتاجة هي إلى بطولات «الرجل الوطواط». المسألة أبعد من ذلك. هناك سياسة وثقافة ومجتمع وأفكار، اعتاد نولان (كاتب سيناريوهات الأفلام الثلاثة أيضاً) تضمينها في مسارات درامية مفتوحة على أسئلة متنوّعة، حياتية وسينمائية. دوني روسّانو أجرى حواراً معه، («إكسبرس» الفرنسية، 25 تموز 2012)، طارحاً سؤالاً أولاً عمّا إذا كان الفيلم الجديد هذا «عن ثورة محتملة في الولايات المتحدّة الأميركية»؟ قال نولان: «لاحظنا، شقيقي جوناثان وأنا، أننا نشاهد دائماً، في هذا النوع من الأفلام، مدناً مُهدَّدة، وأميركا مُهدَّدة أيضاً. لكن هذا يتوقف هنا، ولا يذهب إلى ما هو أبعد منه. ما الذي سيحدث إذا انتصر الأشرار؟ بعد اعتداءات 11 أيلول (2001) والانهيار المالي، هذه النظرية باتت أوضح، وأكثر إثارة للقلق. في الولايات المتحدّة الأميركية، نتعامل مع مجتمعنا وامتيازاتنا وترفنا كأنها أشياء مُكتسبة. أردتُ الارتباط مجدَّداً بالثورة الفرنسية، وبالتالي بالثورة الروسية، اللتين نشأتا من أفكار كلاسيكية ثم رومانسية. لا علاقة لهذا المسعى بالسياسة، لكنه مُصوَّب إلى إظهار ما الذي يحدث عندما ينهار كل شيء».

في تحليله الشخصيات الرئيسة، رأى روسّانو أن المخرج، من خلال باين تحديداً (توم هاردي)، منح الشخصيات الأخرى «حضوراً مادياً حادّاً، أعطاها جاذبية ووقاراً غير متوقَّعين». أجاب نولان: «هناك شيء يُهدِّد في أداء هاردي. الشخصية شكليّة جداً. شخصية جندي. عدائيته حقيقية ومُسيطَرٌ عليها ودقيقة وعسكرية. يُمكن أن تكون ممقوتة، وفي اللحظة التالية كاريزماتية، كما في مشهد المُدرَّج حيث، بفضل خطابه، أدخلنا في جنونه. مؤمن هو بما يقوله». لكن، هل يعتبر نولان فيلمه منتمياً إلى نوع «الفيلم الأسود»؟ «إطلاقاً»، أجاب المخرج: «هذا عالمي. هذا كل ما أحبّه. زد على هذا سبب وجود المرأة القطّة. لم أدرك كيفية استخدام هذا الـ«ألتر إيغو» (alter ego) النسائي في العالم الذي أعددته. ثم أدركتُ أنها المرأة المغوية للفيلم الأسود. هي ليست أمينة مكتبة في النهار تُصبح المرأة القطّة في الليل، بل سارقة ومتآمرة». وعمّا يُعجبه في «الفيلم الأسود»، قال: «طريقة السرد». أضاف: «هذا من أجل هدف محدّد جداً: قبل انبثاق الرواية الحديثة، لم يكن التطوّر النفسي للشخصيات موجوداً. كان يتمّ التعريف بها عبر أفعالها. هذا ما صنعه الفيلم الأسود. ذاك أن مدراء الاستديوهات لم يفهموا هذا السلوك التقليدي. يُفكّرون بالعلاقات الاجتماعية للتحليل النفسي الحديث، ويريدون دائماً معرفة لماذا هذه الشخصية ستفعل هذا الأمر. هذا يثير جنوني. بطل الرواية يفعل ما عليه أن يفعله، نقطة على السطر. ليست هناك حاجة لتقديم سبب. هذا يُحدّده ويتحاشى كل تفسير زائد».

إلى ذلك، قال كريتسوفر نولان إن «السينما هي «تعليق الشكِّية» أمام حقيقة مُبالَغ بها. لكن اليوم، يُطلب من المشاهدين تعليق شكّيتهم بطريقـة مغالية جداً. بحياكته البصرية وتسلسله وسرده، كان يُمكن لـ«نهوض الفارس المظلم» أن يحتلّ مكانته في سينما التشويق في السبعينيات الفائتة. الإنتاجات الضخمة تطالب بقبول حالات مصنوعة على قاعدة المؤثرات الخاصّة، المشغولة بالـ«ديجتيال» أو بالتحريك، كأنها حقيقية. أرى هذا مُتعباً. هذا «مَشهديٌّ»، لكن عينيَّ تتعبان ولا تُصدِّقان ما تُشاهدانه. أحد المخاطر الكبيرة المرتبطة بكاميرا الـ«ديجيــتال» كـامن في القيمة التشكيلية لصورتها: إنها تتطابق تماماً والمؤثّرات الرقمية، لكن إذا عدت إلى متتاليات حقيقية، فإنها تُصبح خاطئة».

جيمس هولمز يدخل إلى الصالة أثناء عرض «نهوض الفارس المظلم» ويقتل 12 مشاهداً

هل هي مسؤولية السينما؟ ماذا عن الفيديو وعن الفساد المتجذّر في الدولة والمجتمع؟

نديم جرجورة 

لم يواجه الأميركي جيمس هولمز من يوقف حركته القاتلة. دخل الشاب (24 عاماً) صالة سينمائية في أحد المجمّعات التجارية في مدينة «أورورا» في «كولورادو»، مدجّجاً بأسلحته الفردية، وأطلق النار على مُشاهدي «نهوض الفارس المُظلم» لكريستوفر نولان. ببساطة شديدة، قتل هولمز 12 مُشاهداً، وجرح 58. أُلقي القبض عليه. بدأت محاكمته. لم يُعرف السبب الأساسي لفعلته الجُرمية لغاية الآن. شهود عيان قالوا إنه لم ينبس بكلمة. لم يقل شيئاً. نفّذ فعلته فقط. ببرودة أعصاب؟ بجنون مبطّن؟ بهذيان موارب؟ لا أحد يعرف. قيل إنه لم يُشاهد الفيلم، أكثر أفلام سلسلة «الرجل الوطواط» سوداوية. كان العرض الأول لحظة الجريمة. كانت الدقائق الأولى.

هذا فعل يُذكّر بما حصل سابقاً في مدرسة «كولمباين» في الولاية نفسها. قبل 13 عاماً، أطلق الطالبان إيريك هاريس وديلان كليبولد (18 عاماً) النار على زملائهما، فقتلا 13 طالباً قبل أن يُقتلا هما أيضاً، مُخلِّفَين وراءهما 24 جريحاً أيضاً. تحوّلت الحادثة المأسوية إلى فيلم وثائـقي بعنوان «بولينغ من أجل كولمباين» (2002) لمايكل مور (جائزة العيد الـ55 لمهرجان «كانّ»، و«أوسكار» أفضل فيلم وثائقي، و«سيزار» أفضل فيلم أجنبي)، وفيلم روائي استوحى الجريمة في نصّ درامي مؤثّر وقاس بعنوان «فـيل» (2003) لغاس فان سانت (جائزتا «السعفة الذهبية» وأفضل إخراج من مهرجان «كانّ»). السينما حاضرة. قبل الجريمة وبعدها. مُتَّهمة هي بتخريب عقول المراهقين. بالتأثير السلبي فيهم. بدفعهم إلى ارتكاب أفعال، لتماهيهم مع أبطال خارقين، أو لهوسهم بالتمجيد السينمائي البديع للعنف. لا أعرف ما إذا اتُهم فيلمٌ ما، أو مخرج معيّن، بالتأثير السلبي على جيمس هولمز. لكن السينما، وحدها، ليست سبباً. أو لعلّها أخفّ سبب ممكن. هناك ألعاب فيديو عنيفة. هناك البثّ المباشر لحالات عنف على الشاشات الصغيرة. هناك التحوّلات الخطرة التي تعيشها مجتمعات غربية وشعوب بلغت، ذات مرّة، مراتب رفيعة في الديموقراطية والليبرالية والتحرّر والشفافية. مجتمعات أُغرقت لاحقاً بنتائج الفساد العنيف، المستشري في السياسة والإعلام والمال والاقتصاد. شعوبٌ دُفعت إلى تجاوز المراتب تلك، وإلى تحمّل عبثية الجنون النابع من قوّة الفساد وتشعّباته اللامتناهية. مجتمعات تعاني أخطاء قيادات سياسية وعسكرية. تعاني بطالة وتمزّقات عنصرية وانهيارات مدوّية في شؤون الحياة اليومية. تعاني انشقاقاً فظيعاً بين ثراء فاحش لقلّة حاكمة، وفقر مدقع لجماعات مرمية في الضواحي والهوامش. أو داخل المدن أيضاً.

صنعت السينما أبطالاً خارقين، هبّوا لنجدة المحتاج والفقير وغير المحمي. صنعت أبطالاً نبلاء وأثرياء، ارتدوا أقنعة وأزياء غريبة ليُطاردوا منافقين وأشراراً. ليُسلّموا منافقين وأشراراً إلى العدالة. ابتدعوا اللامعقول في سعيهم الحثيث والمستمر إلى رفد خزائن الشركات الإنتاجية بأموال لا تُعدّ ولا تُحصى. هذه مسؤولية. لكن المجتمع برمّته مسؤول عن الهلاك اللاحق به وبناسه. المجتمع بنماذجه المختلفة: السياسة. الثقافة. الاقتصاد. الإعلام. التربية. إلخ. صنعت السينما أبطالاً كهؤلاء، كي ترسم صُوَراً متنوّعة عن أميركا تائهة أو متألمة أو منكسرة. هذه مهنتها: كشف المستور، وفضح المخفيّ. أو بالأحرى: قول الواقع.

جيمس هولمز قاتل. لكنه نتاج هذا المجتمع وبيئته. نتاج ثقافة متجذرة في عنف مبطّن صنع بلده، وتحكّم بمسارات تاريخية عديدة لهذا البلد. نتاج مادة دستورية تتيح له «حرية» شراء الأسلحة الفردية واقتنائها. أي «استعمالها» أيضاً. نتاج تربية تُدافع عن هذا «الحقّ» المكفول في الدستور. تربية جعلت مدافعين عن حرية شراء الأسلحة واقتنائها يقولون، ردّاً على منتقدي فعلة جيمس هولمز: «لو حمل مُشاهدو الفيلم أسلحة فردية، لدافعوا عن أنفسهم».

أما كريستوفر نولان فقال: «صالة السينما منزلي. أنا مُهان بسبب قيام أحدهم باغتصاب مكان الســلام والبراءة هذا بطريقة وحشية وغير مُحـتَمَلة كهذه».

السفير اللبنانية في

09/08/2012

 

الحدود المصرية الإسرائيلية بعيون السينما الوثائقية

كتبت- دينا دياب :  

عيون مصر والمصريين اتجهت منذ الأحد الماضى الى منطقة الحدود.. وأصبحت تلك الكلمة مرادفة لحالة من الحزن العميق الذى أحاط بجبين الوطن بعد استشهاد 21 من أبناء مصر فى حادث رفح، وكانت السينما الوثائقية احدى الوسائل التعبيرية الهامة التى رصدت هذه المناطق الملتهبة وحاولت تقديم شهادات فنية عن مناطق لا نعرف عنها شيئا،، رغم أنها بواباتنا إلى العالم.

أول هذه الأفلام بعنوان «الصمت والصدي» وهو فيلم يحكى فى 55 دقيقة كيف تم تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ويستعرض قبول الشعب المصرى لبنودها، ورفضه لبعض هذه البنود الآن ويتناول بالتفاصيل كيف يتم حماية الحدود المصرية الإسرائيلية ومن المسئول عنها ويرصد تاريخ سيناء كمدينة مصرية بمعاهدة إسرائيلية، فالفيلم هو صرخة للعقل يقدم محاولة للبحث والتقصى حول تقديم كواليس هذه الاتفاقية وتداعياتها والنتيجة التى وصلت إليها دون تقديم مشاهد بعينها بحيث تقدم بحث دقيق ويترك للجمهور الحكم.

كما يستضيف الفيلم المحاربين القدماء الذين تم إذلالهم بعد النصر، من خلال نظرات حزينة حيث تبدأ مشاهد الفيلم بصور أبو الهول التى تدل على الشموخ ويأتى بعدها مشاهد لأحد المحاربين القدامى وهو يشاهد فى الفيلم حسنى مبارك وهو يتحدث عن كامب ديفيد وعن الاتفاقية مع إسرائيل وكيف حصد ثمارها الكبار دون النظر لهؤلاء، ويستطرد الفيلم كيف يعيش هؤلاء فى مساكن رخيصة لا تدل على مدى المجهود الذى بذلوه للدفاع عن حرياتهم وحياتهم، ايضا الفيلم يركز فى مشاهد الاتفاقية على التناقضات بين الخطاب السياسى الذى يقوله انور السادات وهو سعيد بالاتفاقية وما يمكن أن تعطيه لمصر وبين تقبل الشارع لهذه الاتفاقية خاصة وهو يستعرض بعض أقاويل على لسان الشعب تعليقا على توقيع الاتفاقية وهى (المليارات نازلة ترف علينا والحمد لله مش من الأمة العربية) أو عبارات السادات نفسها (على أرض مصر قطعة رخاء لكل مواطن ومواطنة سنة 1980)، ويشرح الفيلم بجرأة شديدة كيف تحولت قطعة الرخاء الآن إلي أرض لا يسكنها إلا مصريون وتتحول قطعة الرخاء إلى ثورة جياع يبحثون عن رغيف الخبز ما بين حدود مكشوفة وشعب لا يتبع مصر ولا فلسطين ولا حتى إسرائيل.

الفيلم تناول تفاصيل صغيرة عن النكسة وكيف كانت وسيلة التجهيز لحرب اكتوبر 1973 كما يتناول العروض التى قدمتها إسرائيل لجمال عبد الناصر فى محاولة منها لعقد اتفاقية السلام معه الا انه رفض والفيلم يقدم صورة متميزة لعبد الناصر وصورة له وهو يقول واين القدس من الاتفاقية، ويستطرد الفيلم أيضا أسباب رفض عبد الناصر لهذه الاتفاقية ثم يشرح بنود الاتفاقية وما الفوائد العائدة على الفلسطينيين والإسرائيليين والمصريين فى حين أظهرت السادات بالرجل المخادع صاحب الكلام المعسول خاصة وهو يقبل كسينجر فى أحد المشاهد الخاصة بالفيلم.

الفيلم تم إنتاجه عام 2012 بمناسبة مرور ثلاثين عاماً، لم يهاجم اتفاقية كامب ديفيد أو يقف معها ولكنه تناول ماهى الاتفاقية الآن وما دورها وهل مازالت تحقق الهدف المرجو منه فهو يستعرض الخطورة على الحدود نتيجة هذه الاتفاقية ويركز فى المضمون على الحالة النفسية للمصريين والعرب التى لم تظهرها وسائل الاعلام وقتها من هذه الاتفاقية التى اعتبرها البعض بيعاً مبدئياً لمصر وأيضا يشرح وضع العرب الذين تعاملوا مع مصر على أنها دولة خائنة وتمت المقاطعة العربية ويتضمن الفيلم أيضا أن هذه الاتفاقية منعت مصر من الدفاع عن العديد من الدول مثلما حدث فى جنوب لبنان وغزة وفى الفيلم مقولة واضحة وهى أن هذه المعاهدة هى البوابة التى عبرت منها، كل اتفاقيات السلام بعد ذلك وحققت بها مكاسبها التى انتهت الى تصدير الغاز من مصر لإسرائيل بأسعار مخفضة، وأيضا قضية عزام عزام الجاسوس الإسرائيلى وهو من إخراج ربيع الجوهرى.

أيضا فيلم «السلام المر.. بين مصر وإسرائيل» والذى لا يقل أهمية عما قبله ويشرح بالتفاصيل الجلسات التى تجمع الرؤساء للوصول للاتفاقية، ويشرح الفيلم خطورة فتح الحدود المصرية على الإسرائيلية بهذا الشكل ولكن بصورة اقوى فى تعبيرها عن مساوئ تلك الاتفاقية، حيث يبدأ الفيلم بمشهد ترحيب السادات بالاتفاقية وجلوس رؤساء الدول لتوقيعها ويتناول مشاهد لجولدماشير تقول، الأسد والسادات والملك عبدالله لماذا يمتلكون الشجاعة بإرساله رجالهم الى الحرب ولا يمتلكونها لمقابلتنا على طاولة المفاوضات، وعلى لسان اسماعيل فهمى وزير الخارجية وقتها يعلن بنود الاتفاقية فى نظرة تطلعية من الرؤساء، ونظرة تشاؤمية من الآخر وهو ما أطلقوا عليه السلام المر.

حتى إسرائيل ناقشت أزمة الحدود بين مصر وإسرائيل حيث عرضت فيلما وثائقيا باسم «شكيد» عرضته القناة المحلية الأولى الإسرائيلية عن وحدة دوريات عسكرية لحراسة الحدود تدعى «شكيد» وقيامها بقتل 250 جنديا مصريا عقب انتهاء القتال فى حرب عام 67 فى شبه جزيرة سيناء،واستعرض الفيلم «روح شكيد» للمخرج والمعلق العسكرى رامى أدليس تاريخ وحدة الدوريات المسماة «شكيد» التى أقيمت عام 1954 وتولت مهمة حراسة الحدود مع مصر والأردن، وهو ما جعل وزير الدفاع يخرج وينفى الخبر تماما وبالفعل أحدث الفيلم حالة من الحراك أنه تناول شهادات من الجنود خدموا فى شبابهم فى الوحدة وكشفوا عمليات القتل التى قاموا ضد جنود من وحدة الكوماندوز المصرية فى طريق انسحابهم للغرب داخل سيناء بعد توقف القتال، وكان رد الفعل وقت عرض الفيلم من نيامين أليعاذر المتهم فى القضية بأنه قتل 250 فلسطينيا وليس مصريا.

الفيلم ضم العديد من المشاهد التى أثبتت عكس ذلك وهى مشاهد مصورة تظهر المروحيات العسكرية وإطلاق النار على الجنود المصريين العزل من السلاح رافعى الأيدى وهم على الأرض، لجوء بعض الجنود المصريين للاختباء بالرمال لكن أفراد وحدة شكيد اكتشفتهم وقتلتهم.

الوفد المصرية في

09/08/2012

 

قالت إن سكان العشوائيات مقهورون والمواطن المصري دفع ثمن فساد النظام

سوسن بدر تعود لسينما الواقع بـ"ساعة ونصف"

القاهرة - مروة عبد الفضيل  

قالت الفنانة المصرية سوسن بدر لـ"العربية.نت" إنها تنتظر عرض فيلمها "ساعة ونصف" والذي اعتبرته بمثابة عودة فعلية لسينما الواقع التي نفتقدها، ويلقي العمل الضوء على أن الإهمال الذي كان موجوداً من بعض القائمين على النظام السابق دفع ثمنه المواطن المصري وبسببه ترملت زوجات وتيتم أبناء.

وأضافت أنها عانت نفسياً أثناء تصوير الفيلم، حيث وضعت نفسها في مكان التي شاهدت أبناءها وهم متوفون والعكس أيضاً، وذلك من خلال إحدى الحوادث التي كان القائمون على النظام السابق سبباً رئيسياً فيها، ألا وهو حادث قطار العياط الشهير بمدينة الجيزة الذي تصادم به أحد القطارات واحترق وراح ضحيته مئات المصابين والأموات، كما يرصد العمل قضية العشوائيات وإلى أي حد يعاني سكانها وكم هم مقهورون بشكل كبير.

وتجسد سوسن من خلال الفيلم الذي يدور في يوم واحد فقط شخصية سيدة يتوفى زوجها ونتيجة لبعض الظروف تركب هذا القطار وتتوالى الأحداث التي يشارك فيها كم كبير من النجوم.

ورفضت سوسن إطلاق لقب بطل على أي من نجوم الفيلم، مؤكدة أن كل نجوم الفيلم هم أبطاله، فالفيلم قائم على البطولة الجماعية وعدد كبير من المشاركين في هذا الفيلم سبق وتحملوا على عاتقهم البطولة المطلقة في الكثير من الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية.

والفيلم المزمع عرضه ضمن ماراثون سباق عيد الفطر يرصد تشابك العلاقات بين كل ركاب القطار حيث لكل شخص مشكلة وأزمة.

أرفض تكرار نفسي

ويشارك في بطولة فيلم "ساعة ونصف" بجوار سوسن بدر كل من الفنانين سمية الخشاب، وفتحي عبد الوهاب، وإياد نصار، ويسرا اللوزي، وماجد الكدواني، وأحمد الفيشاوي، وأحمد فلوكس، ومحمد رمضان، وأحمد عزمي، وأحمد بدير، ومحمد إمام، وكريم محمود عبد العزيز، وآيتن عامر، وهالة فاخر، ومحمد الصاوي، وطارق عبد العزيز، ومحمود البزاوي، وأحمد عبد العزيز، وأحمد السعدني، ومن تأليف أحمد عبد الله، وإخراج وائل إحسان.

وعلى الجانب الآخر قالت سوسن إنها سعيدة لكون كل أعمالها المعروضة في شهر رمضان مثل مسلسل "نابليون والمحروسة" مع ليلى علوي ومسلسل "خرم إبرة" مع عمرو سعد ومسلسل "الخواجة عبد القادر" مع الفنان الكبير يحيى الفخراني كلها كانت لها أصداء إيجابية لدى الجمهور أو بعض النقاد، موضحة أنها لا تجد أدنى مشكلة في أن يعرض لها أكثر من عمل في موسم واحد طالما أن الشخصية مختلفة خاصة أنها من أكثر الفنانات حرصاً على عدم تكرار نفسها.

يذكر أن سوسن بدر كان لها مسلسل رابع وكان من المفترض أن يعرض في رمضان أيضاً ألا وهو "حافة الغضب" مع الفنان حسني فهمي إلا أنه خرج من السباق في اللحظات الأخيرة.

العربية نت في

09/08/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)