حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يسري نصر الله:

فيلمي عن الثورة والبشر

القاهرة – محمد الصاوي

 

«بعد الموقعة» هو أول فيلم روائي طويل، يتعرض إلى وقائع وتداعيات ثورة 25 كانون الثاني (يناير) بصورة درامية يتماهى فيها الواقعي مع الخيال السينمائي. رؤية المخرج يسري نصر الله في هذا الفيلم، تستند إلى ما يراه من أن التعرض لأحداث ساخنة، إبان وقوعها، يضفي عليها بعداً خاصاً في إطار مفهوم الواقعية المتعمدة، مضيفاً أن الحرية في كتابة السيناريو وتصويرها بعد دقائق أو ساعات كانت في استلهام روح روسليني في فيلمه «روما مدينة مفتوحة»، موجهاً في الوقت نفسه تحية للرقابة التي وافقت على التصوير، على رغم أننا قدمنا لهم نحو 20 صفحة فقط من الاسكربيت، الذي تعدّى في النهاية 140 ورقة.

الفيلم نفسه تحول إلى موقعة من نوع آخر على صفحات الجرائد بعد تصريحات نصر الله في «كان» - بعد عرض الفيلم داخل المسابقة الرسمية - حول المنتج اليهودي وإمكان عرض الفيلم في إسرائيل وغيرها. هنا عن الفيلم وما أثاره من قضايا لقاء «الحـياة» مع المخرج يسري نصر الله.

بداية، لا ينكر المخرج الذي أعاد السينما المصرية إلى «كان» بعد غياب أكثر من 15 سنة، أن موضوع الفيلم الذي يتعرض لثورة 25 كانون الثاني في شكل مباشر، ساهم كثيراً في عبوره إلى «كان»، إلى جانب أفلام لكبار صانعي السينما في العالم مثل كيارستامي وهانيكه. وقوبل الفيلم في شكل لائق مع انه عرض مرات عدة، «ولم أغضب كثيراً لعدم حصول الفيلم على جوائز لأن أي لجنة تحكيم تضم غالباً 13 محكماً، لكل منهم رأي واتجاه ويجب أن يتضامن معك نصفهم على الأقل».

وعن اللغط الذي تناولته الصحف حول ما قال نصرالله في المؤتمر الصحافي للفيلم حول المنتج اليهودي جيروم كليمان، أوضح المخرج أن كليمان هو المدير السابق لقناة ARTE وسبق أن عرضوا فيلمي «باب الشمس» الذي يناصر القضية الفلسطينية ووجهت للفيلم تلك التهمة اللعينة أي معاداة السامية. كليمان يهودي الديانة ولكنه ضد الصهيونية ومع حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، أما الصحافي الذي تسبب في كل هذا وما تبعه من إمكان عرض الفيلم في إسرائيل فكان سيّء النية. والحقيقة كما يشير نصرالله هي أن الشريك الفرنسي خالف شروط التعاقد، واتفق مع شركة عالمية للتوزيع، تقوم بتوزيع الأفلام في أميركا الشمالية والبرازيل والصين وإسرائيل أيضاً. لكن ذلك لا ينطبق على فيلمي لأنه لا يوجد من الأساس حقوق لعرض الفيلم هناك. وكل حقوق العرض مملوكة لنا، كمنتج مصري ونحن لن نعرضه في إسرائيل. وقلت ذلك في المؤتمر الصحافي وأكدت أنه طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي لن نعرض أفلامنا هناك. ثم، وحتى لا يفسر موقفي على أنه عنصرية أو كراهية كما يحاولون، ذكرت أن لي أصدقاء من السينمائيين الإسرائيليين المعتدلين مثل آفي مغربيبي».

·        بعيداً من «كان» لماذا اخترت ما بعد الموقعة أي موقعة الجمل الشهيرة في أحداث ثورة 25 يناير؟

- حتى الآن ما زالت التحقيقات جارية حول تلك الواقعة ولم يتم الحكم فيها. ولذلك آثرت أن أبدأ من بعدها في محاولة لكشف أبعاد هذه الحادثة الغريبة ومن قاموا بها وكيف تم الدفع بهم إلى ذلك، وقد ذهبت إلى منطقة «نزلة السمان» الملاصقة لأهرامات الجيزة التي أتي منها هؤلاء الشباب، وأدركت من معايشتي معهم، أنهم ليسوا بلطجية محترفين بل هم يعملون في خدمة السياح في تلك المنطقة الشهيرة. وحاولت من خلال الفيلم أن أصورهم كبشر في النهاية، وقعوا تحت ضغوط رهيبة ومنعت عنهم أرزاقهم، وحاولت أن أبحث عن مسؤولية كل منا، كبشر نعيش في مجتمع واحد، ونسجت خيوط علاقة ما بين أحد هؤلاء الشباب الذي يجسده الممثل باسم سمرة (محمود) وبين باحثة اجتماعية تأتي لهذه المنطقة لعمل دراسة عن هؤلاء الناس.

لا قانون للمشاعر الإنسانية

·        لكن بعض النقاد ذهبوا إلى أن قصة الحب كانت عبئاً على دراما الفيلم؟

- الحياة والحب والمشاعر الإنسانية لا قانون لها ولا تتوقف عند نقطة معينة. أعرف شباناً وفتيات نشأت بينهم قصص حب في أحلك فترات مرت على ميدان التحرير، الثورة لا تعني توقف تفاصيل وشرايين الحياة، الحرية هي أهم مميزات فيلم «بعد الموقعة». كنا نصور مشاهد كتبت قبل دقائق أو نصور ما نكتبه ليلاً مع السيناريست عمر شامة، نصوره نهاراً من دون الرجوع إلى أي جهة.

وهناك مشاهد صورت بناءً على مجرد توجيهات مني للممثلين حتي نستطيع اللحاق بالأحداث. وبالطبع تعرضنا للكثير من المواقف الحرجة بسبب التصوير وسط هذه الحشود وعاني فريق العمل كثيراً، حيث صورنا في فترة امتدت إلى 6 أشهر منها 46 يوم تصوير فعلي، ووصل الفيلم إلى نحو 4 ساعات ولذلك قمت بحذف الكثير من مشاهد المؤتمرات والشخصيات الفرعية مثل شخصية أم مريم واعتذرت للممثلة ليلي عز العرب التي قامت بالدور ولكن سيتم عرض الفيلم كاملاً في نسخة الـ DVD».

وعن تغيير اسم الفيلم من «ريم ومحمود وفاطمة» إلى «بعد الموقعة» أوضح نصر الله أن الفيلم مشحون بأبعاد رومانسية وكوميدية ولذلك رأى البعض أن الاسم الأول مناسب له وللتخفيف من وطأة الأحداث وقد وافقت إلى حد ما ولكن بعد انتهاء التصوير صممت على الاسم الأصلي «بعد الموقعة».

الحياة اللندنية في

13/07/2012

 

أسئلة الوحشة والغربة في مجتمعات تنحو إلى الهاوية

كارلوفي فاري (تشيخيا) - فيكي حبيب 

انتشلت الدورة السابعة والأربعون من مهرجان كارلوفي فاري، إنسانَ المجتمعات الحديثة من عزلته لتعرِّيه على الملأ (على الشاشة) أمام آلاف المشاهدين، طارقة باب الوحشة والاغتراب وكأنهما صنوان لا يفارقانه. ولم تكن صدفة ان تتشارك غالبية الأفلام الروائية في المسابقة الرسمية همَّ الفرد في وحدته رغم الإغراءات أحياناً والتجاذبات في أحيان أخرى... وكأن في هذه البرمجة «محاكمة» للفردانية، أو على الأقل إعادة نظر في انسياق المجتمعات الغربية ناحيتَها، من دون الأخذ بعين الاعتبار تداعياتها التي تكاد ان تكون في أحيان كثيرة... قاتلة.

هذا ما تشي به مجموعة كبيرة من أفلام المسابقة، التي عبّر بعضها صراحةً عن هذا الأمر، فيما اختار بعضها الآخر الطريق الموارِبة. وفي الحالتين لامست هذه الدورة من المهرجان مأزقاً يؤرِّق المجتمعات الحديثة، التي بعدما حاربت سنوات للوصول الى فردانيتها، باتت اليوم محاصَرة بوحدة تدفع اصحابها الى الهاوية... وكأن في الأمر ارتداداً نحو قيم العائلة في مجتمعات تتفكك أكثر وأكثر.

سوداوية

ولا عجب، على ضوء هذه الفرضية، ان تكون السوداوية العنصرَ الطاغي على أجواء المسابقة من خلال افلام قزّمت الفرد مسلِّطةً الضوء على بشاعته حد القرف، من دون ان تنسى ان تحدد مصيره المشؤوم.

عبّر عن هذا، أكثر ما يكون، الفيلم الفرنسي-الاسباني «رجم سانت إتيان»، الذي صوّر رحلة عجوز مع الوحدة والمرض بطريقة واقعية مقززة. كما عبّر عنه الفيلم اليوناني «صبي أكل طعام العصفور»، الذي وضع المُشاهد أمام فتى غارق في مجاهل البطالة، وصوّر سبلاً غير آدمية لحصول المرء على قوته حين تضيق به الحياة. وقد نجح الممثل يانيس بابادوبوليس في تقمص الشخصية الرئيسية، ما جعله ينتزع تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم على أدائه اللافت.

ولم يشذ الفيلم الياباني «متجر كاماهاتي» عن هذه السوداوية، خصوصاً انه يتناول تيمة الانتحار... حتى الفيلم الوحيد الذي قُدم كـ«كوميديا» داخل المسابقة («رجل تقريباً» للمخرج النرويجي مارتن لاند)، لم يسلم من هذه الشحنات الثقيلة، بل سرعان ما تبين انه كوميديا سوداء ينهل من مدارس السينما الساخرة التي تُحسن استخدام الصدمة، ما أهّله للفوز بالجائزة الكبرى: «كريستال غلوب» (25 ألف دولار)، وبجائزة أفضل ممثل لبطله هنريك رافايلسون، الذي برع في تجسيد دور الشاب الثلاثيني «هنريك» (اسمه في الفيلم ايضاً) الذي يكاد يختزل جميع أبطال الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة. فهو في وقوفه على خيط رفيع بين المحافظة على استقلاليته والعبور الى الجانب الآخر من الضفة، جانب العائلة، يطرح تمزق الفرد في المجتمعات الحديثة من خلال قصة بسيطة أجاد المخرج حبْكَ خيوطها، فكانت النتيجة لا استقلالية ولا عائلة، إنما الوقوع في عالم طفولي لا طائل منه، خصوصاً ان بطلنا ينتظر مولوداً هو باكورة زفافه، وحياته مع زوجته الفاتنة تبدو سعيدة، كما انه حظي بعمل جديد الى جانب زملاء ودودين لا تجد مثلهم كثيراً في الحياة... كل ما يحيطه ينشر ذبذبات إيجابية، لكنّ «هنريك» ليس على ما يرام، وتصرفاته الصبيانية البعيدة عن نضج فتى في عمره تثير العجب. فممّ يشكو؟ ولماذا؟ وسرعان ما تأتي الإجابة لتكشف اللثام عن شاب غير مستقر عاطفياً وعقلياً، يحكمه خوف من مواجهة عالم يُغرق أفراده ناحية الهاوية. فما العمل؟ ربما تكون الإجابة في الفيلم الكندي «شاحنة» للمخرج رافايل أوليت، الذي فاز بجائزة أفضل اخراج. هنا، وعلى إثر حادث سير بين الستيني «جيرمان» وسيدة مجهولة سرعان ما تفقد الحياة، يلتمّ شمل أسرة بطلنا، ويجتمع ولداه من حوله في محنته بعدما فرقتهم دروب الحياة، فالابن الأول غارق في عمله الى درجة تمنعه من نسج أي علاقات، والثاني غير عابئ بما حوله ويعيش كل يوم بيومه... لكنّ هذا لن يدوم. والمثير للسخرية ان الكآبة التي يغرق فيها الوالد سرعان ما ستنتشله وولديه من غربة يعيشونها بعيداً عن بعضهم بعضاً. وهكذا يجتمع الثلاثة، وتبدأ رحلة إعادة اكتشاف الآخر، والأهم اكتشاف العائلة، التي تبقى الملجأ الأول مهما تدهورت سبل الحياة.

ولكن ماذا يفعل رجل أربعيني اختار ان يعيش وحيداً، حين تخترق فتاة مراهقة خصوصيته من دون أي استئذان؟ هل ينساق الى رغباتها ويقيم علاقة معها او يضعها عند حدها؟ هذا ما يواجه «إريك» (إريك لوبوس) بطل الفيلم البولندي «ان تقتل قندساً» الذي فاز عنه بجائزة أفضل ممثل مناصفة مع بطل «رجل تقريباً». في هذا الفيلم يلفّ الغموض الشخصية الرئيسية، فلا نعرف شيئاً عن صاحبها إلاّ ميله للانعزال والوحدة. لكنّ هذا لن يكون له، خصوصاً حين تسطو على بيته مراهقة هاربة من تحرش والدها وتقرر ان تقع في غرامه. وبعد فترة من المدّ والجزر، ونتيجة إصرار الفتاة وجرأتها اللافتة، ينساق بطلنا الى رغباتها، وتنشأ علاقة جسدية بينهما... وما ان تبدأ هذه العلاقة بالتطور لتتحول علاقة عاطفية، حتى تكتشف الفتاة سراً ما كان يجب ان تعرفه عن هذا الجندي البارع في فنون الرمي، فتأتي الأوامر بقتلها... قبل ان يختتم الشريط بخبطة مسرحية، حين تصوّب الفتاة المسدس في رأس الرجل الذي كان من المفترض ان يتخلص منها، لكنه بدلاً من ذلك صنع منها مشروع قاتلة مأجورة.

عكس التيار

وحده الفيلم الإيطالي «بياتزا فونتانا: المؤامرة الإيطالية» الفائز بجائزة لجنة التحكيم (15 ألف دولار) سار في اتجاه آخر، اذ ارتأى مخرجه ان يعود الى حكاية تاريخية تعود الى عام 1969، يومَ فُجرت عبوة ناسفة داخل المصرف الوطني للزراعة في ميلانو وذهب ضحيتها 17 شخصاً. يومها صُوِّبت الاتهامات نحو مجموعة شباب عرفوا بـ «الفوضويين»... لكنّ الفيلم يطرح علامات استفهام كبيرة حول هذا الاتهام ويبرئ ذمة هؤلاء، من خلال سيناريو متماسك وتقطيع سريع يتماشى والأفلام البوليسية. الفوز ايضاً كان من نصيب الممثلة الإيرانية الحسناء ليلى حاتمي، التي منحتها لجنة التحكيم التي ترأّسها ريتشارد بينيا، جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الخطوة الأخيرة» للمخرج علي مصفى، فيما نال ممثلو الفيلم التشيخي المعنون «فيلم بولندي» تنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم.

أياً يكن الامر، وبعيداً من الجوائز، حملت هذه الدورة من مهرجان كارلوفي فاري، بِغَثِّها وثمينها، أسئلة الفرد في المجتمعات الغربية، من مأزق التمزق الداخلي الى الإرهاب الذي يؤرِّق العالم أجمع اليوم... والمؤسف أن افلاماً كثيرة مما عرض في هذا المهرجان، خصوصاً تلك الآتية من اوروبا الشرقية، لن يكون لها حظوة العرض في الصالات التجارية... لأنها ببساطة أفلام مهرجانات.

الحياة اللندنية في

13/07/2012

 

شاعر السينما المصرية وساحر جماليات الاختلاف

القاهرة -حسين عبد البصير 

على رغم مرور عشر سنين على رحيل المخرج المصري المبدع رضوان الكاشف، شاعر السينما المصرية وساحر جماليات الاختلاف، وصاحب الفتوحات الفنية المهمة في قصائده السينمائية مثل «ليه يا بنفسج» (1992) و «عرق البلح» (1998) و «الساحر» (2002)، فإن مكانة الكاشف الفنية لا تزال شاغرة ولم يشغلها أحد بعد.

لقد كان عرض فيلم «ليه يا بنفسج» في أوائل التسعينات من القرن الفائت إعلاناً عن مولد نجم جديد وكبير في السينما المصرية وخليفة منتظر لكبار مخرجي وعلامات هذه السينما. والحقيقة أن الكاشف بدا متميزاً منذ ما قبل ذلك حين كان يكتب في النقد السينمائي ويناضل في سبيل القضايا الكبيرة.

أما مع بدء ظـــــهور أعماله فقد عقد الكثير من الآمـــال والأحلام على هذا المخرج المجدد برؤى شاعرية وعبر تيار سحري جديد يثري فضاء الســــينما المصرية؛ وكان هذا واضحاً منذ «ليه يا بنفسج» حيث أن هذا الفيلم كشف عن شاعرية كانت جديدة على السينما المصرية.

ومن خلاله بدا الكاشف ناضجاً بما فيه الكفاية ممتلكاً أدواته ومهاراته التقنية وجمالياته ورؤاه الفنية.

وأطـــلق العـــنان لنفسه كي يظهر قدراته الفنية الكـــبيرة بلا حـــدود معبراً عن أحلام وآمال البسطاء عبر سحر الأطياف.

وتشجع بقوة على البدء الفعلي لتحقيق مشروعه السينمائي الكبير الذي كان يحلم به طويلاً، وخوض تجربة إخراج الأفلام الروائية الطويلة بعد إخراج عدد من الأفلام التسجيلية الجميلة وبعد العمل كمساعد مخرج لعدد من كبار مخرجي السينما المصرية.

مهما يكن فإن رضوان الكاشف،الذي خطفه الـــموت مبكــــراً قبل أن يكمل مشروعه الفني والجمالي والإبداعي المتميز، يعد وبكل بساطة، امتداداً واضحاً لجيل عمالقة الواقعية في السينما المصرية وأعني تحديداً جيل الآباء المؤسسين أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وهنري بركات ويوسف شاهين وتوفيق صالح وأيضاً لعمالقة جـــــيل الثمانينات من أمثال خيري بشارة ومحمد خان وعاطف الطيب وداوود عبد السيد وكذلك زميلاً لعدد من المخرجين المبدعين من جيله أمثال يسري نصر الله وأسامة فوزي من جيل التسعينات في السينما المصرية.

ويأتي تفرد هذا المخرج من تمتعه بروافد فنية وثقافية وذاتية عدة. كان من بينها أصله الصعيدي الأصيل (من سوهاج بلد الكبير الآخر عاطف الطيب)، ودراسته الفلسفة وعلم الجمال في قسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة القاهرة، وقد ألف من خلال دراسته هذه كتابين أحدهما عن خطيب الثورة العرابية عبدالله النديم والثاني عن فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة المفكر الدكتور زكي نجيب محمود.

ولنضف إلى روافد الكاشف هنا، رؤيته الثورية الدافقة وانتمائه السياسي والفكري وحسه اليساري وحبه وعشقه للطبقات الشعبية والوافدة والمهشمة التي جاء من بينها وعبّر عنها بصدق شعوري دافق؛ فهو في القاهرة ابن حي السيدة زينب الشعبي، ومنه استقى إحساسه الجمالي العالي بلغة الصورة ودقته في إخراج شريط الصوت ورغبته العارمة في إظهار الجمال وسط القبح الحياتي والسياسي الذي كانت تحياها مصر في عهدي الرئيسين السابقين أنور السادات وحسني مبارك. وفي هذا الإطار يأتي اعتقاله بسبب انتمائه السياسي المخالف لنظامي حكم السادات ومبارك.

ويعتبر الكاشف من مخرجي تيار سينما المؤلف. وكان في سينماه يختلط الألم الاجتماعي بالهمس السياسي بالحس الجمالي - وتحديداً في أفلامه الروائية الطويلة - كاشفاً عن عدد من الأدران والحقائق المؤلمة التي عانى منها مجتمعنا المصري لعقود عدة، ولكن بغلالة شعرية لا يضاهيه أحد فيها فكم كان موفقاً في أن يظهر ويقول كل ما يريد بأسلوب جمالي وشاعري أخاذ من دون أن يخدش رؤيتنا الفنية معبراً عن قضايا يجعلنا نتعاطف معها في أفلامه وعبر أبطالها، أفلامه التي كان من أهم هواجسها قضية التهميش وغياب الاعتراف بشخصيات البشر وهويتهم ووجودهم والافتقاد للعدالة الاجتماعية والمساواة.

وكانت قدرته فائقة على إثارة الدهشة فينا وتقديم الأشياء والأشخاص برؤى جديدة لم نكن ندركها من قبل.

كان رحيل رضوان الكاشف الخاطف في الخامس من حزيران (يونيو) عام 2002 - ذكرى الهزيمة الكبرى - صدمة لكل عشاق السينما المصرية وعشاق سينما رضوان الكاشف ذات الحس الجمالي والشاعري والسحري والاجتماعي الفائق، خصوصاً أن الكاشف رحل في سن صغيرة وهو في قمة تألقه بعد أن قدم أفلاماً قليلة مهمة وكنا نطمح إلى المزيد من عطائه الفني المبهر بلا حدود.

الحياة اللندنية في

13/07/2012

 

«يامو» مآسي حرب تُنتجُ فيلماً

بيروت - محمد غندور 

سأل رامي نيحاوي أمه حين كان في التاسعة من عمره: «لِم أنجبتني، ولِم يجب أن أعيش تجربة فُرضت عليّ». لم تعرف الأم بما تُجيب أمام الكاميرا، بيد أن صمتها عبّر عن آلاف الأفكار.

فهم المخرج اللبناني من خلال فيلمه «يامو» (70 دقيقة) أن الحرب الأهلية ظلمت أمه، وأن المجتمع أيضاً ظلمها، وأن عائلتها نبذتها لزواجها بمسلم، هي المسيحية البعيدة عن الدين.

الأم الشيوعية نوال، جلست أمام الكاميرا لتعرّي ذاكرتها، وتستعيد أحداثاً نائمة في عقلها الباطني، في محاولة من الابن/ المخرج، تكوين نواة ذاكرة جماعية، قبل أن تكون فردية. تحدثت قليلاً وصمتت كثيراً. الأسئلة التي وُجهت إليها عن خيباتها وانهزاماتها وانتصاراتها، أوقعتها بين نارين، العودة إلى الماضي بمآسيه، أو المضي قدماً في حياة أنهكتها من تحمل المسؤوليات.

ولكن هل قصة الأم نوال مهمة إلى هذا الحد لتُوثق في عمل سينمائي؟ حين قرّرت نوال الزواج بشاب بعثي سوري علماني، لم تكن تواجه عائلتها فقط، بل محيطاً وشعباً وبيئة. الزواج بمسلم قبل الحرب الأهلية، كان فعل انتحار، والعكس صحيح، لما له من تبعات ونبذ وحرمان من إرث. ولكنها قررت المواجهة وتمردت على واقعها، وتخلت عن عائلتها لمصلحة الحب، على رغم الاختلافات السياسية بينها وبينه.

إذاً، انطلق نيحاوي من قصة شخصية، ليعرض حرباً فرضـــت علينا، ولا أحد يعرف كيف انتهت. لم يقدّم المخرج الشـــاب في عـــمله معارك أو حروباً ودماً وقتلاً ورصاصاً ليُعبّر عن بشاعة الحرب، بل عرض وجه أمه بالأبيض والأسود، وتركها تتكلم وتتصرف بحرية وعفوية أمام الكاميرا.

والواضح أن ثمة توجهاً جديداً لدى بعض المخرجين الشباب الجدد، يتمثل في معالجة موضوع الحرب من خلال القصص الفردية، ومن الخاص إلى العام، من دون الغوص في مسببات الحرب أو انتقاد زعمائها، بل العمل على تجميع شهادات من عايشوها، وهم في غالبيتهم بسطاء، لم يكن لهم أي دور فيها، ولكنهم عانوا منها وتضرروا من أحداثها. وتلجأ هذه الفئة من المخرجين إلى عرض الحياة الشخصية لذويهم، وأسرارهم الحميمة بأدق تفاصيلها للوصول إلى مبتغاهم.

وبما أن نيحاوي عايش تجربتين سياسيتين (البعثية والشيوعية)، وتأثر بهما خلال نشأته، حاول من خلال فيلمه أن يقدّم نقداً لاذعاً لليسار اللبناني، والتحولات والتبدلات التي طرأت عليه لاحقاً، ولبعض الأحزاب التي تناست علمانيتها وغرقت في طائفيتها وانعزاليتها. وقد تكون نقطة التحول الأبرز في الشريط الوثائقي، انتقال والده من العلمانية إلى جذوره الأصلية والعودة إلى الدين، فهجر زوجته المسيحية وبدأ حياة جديدة.

ولكن ذلك لم يسبب خيبة كبيرة للأم الشيوعية، بل أكبر خيباتها كانت «حين تقاعص اليسار عن لعب دوره» على حد قــولها. يعرض الشريط تحوّل المقاومة من وطنية إلى إسلامية، ويــــظهر المخرج الشاب، مدى تعاطف نوال مع القضية الوطنية خصوصاً حين يتعلق الأمر بإسرائيل واعتداءاتها.

وبدا نيحاوي من خلال عمله أنه يحاول استكشاف أو تلمس الفرق بين جيلين ومرحلتين، فأكثر من أسئلته، وبذل مجهوداً في الوقوف أمام الكاميرا وعرض تفاصيل حياته ومنزله، والحديث أحياناً عن علاقته بأمه وأبيه وإخوته، والحال أن كثرة الأسئلة هي التي كوّنت هذا الفيلم.

وما يثبت ذلك، صمت الأم في كثير من الأوقات، ليس لأنها نسيت الأحداث، بل لأنها قررت أن تنسى، خصـــوصاً أنهـــا عايشت فترة نشوء حزب الله وتأسيسه. لكنها لم تتـــناول في حديثها إلا الجانب العسكري من عمل الحزب تجاه إسرائيل، علماً أنها كانت عضواً ناشطاً في الحزب الشيوعي اللبناني. وفي المحصلة، تميز العمل بالإخراج العفوي، والفوضى الجميلة في الــكادرات، والحــيوية في تقطيع المشاهد.

الحياة اللندنية في

13/07/2012

 

مروان حداد:

طموحي سينما لبنانية بحتة

كتب: بيروت - مايا الخوري  

يؤمن المنتج مروان حداد، صاحب شركة «مروى غروب»، بضرورة دعم المواهب الجديدة، لذا أنشأ مركزًا جديدًا يقدم فيه كل هاوٍ نصه الدرامي لتوجيهه وإطلاقه. ولأن الكاست أساس العمل الدرامي فقد أنشأ مدرسة لتدريب الممثلين الهواة ليكون أداء الكومبارس كما أبطال العمل جيدًا.
عن جديده الدرامي خلال شهر رمضان ومشاريعه المستقبلية وتقييمه للحركة السينمائية اللبنانية كان اللقاء التالي معه.

·        ما جديدك خلال شهر رمضان؟

مسلسل «ديو الغرام»، إخراج سيف الدين السباعي، بطولة: ماغي بو غصن، كارلوس عازار، وباميلا الكيك. وسيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال. كذلك أقدم خلال هذا الشهر الجزء الثاني من مسلسل «أجيال» الذي سيعرض على شاشة الـ «أم تي في» اللبنانية.

·        وماذا عن مسلسل «لولا الحب»؟

تصويره دقيق وصعب لذا أرتأينا تأجيله إلى ما بعد شهر رمضان.

·        بمَ يختلف الجزء الثاني من «أجيال» عن الجزء الاول؟

هو استمرارية للأول، أي سينهي قصص بعض الشخصيات فيما تغادر شخصيات أخرى انتهت قصصها في الجزء الاول.

·        كيف انبثقت فكرة مسلسل «ديو الغرام»؟

من أداء بو غصن وعازار معًا أغنية «اعتزلت الغرام» لماجدة الرومي في البرايم الأخير من البرنامج، فتخيلتهما في مسلسل واتصلت بالكاتبة كلوديا مرشليان طالبًا قصة يكون عنوانها «ديو الغرام». أتمنى أن يربط الجمهور بين المسلسل والبرنامج لأن هذه فكرتي الأساسية التي تخيلتها ونفذتها.

·        بمَ يتميز «ديو الغرام»؟

يتضمن مجموعة من الأغاني والديوهات، منها: موسيقى تصويرية للممثل يوسف الخال، أغنية بصوت ماغي بو غصن لأسامة الرحباني، أغانٍ لكارينا عيد وهاني عساف وفادي سعادة.

·        أين أصبح الجزء الثاني من مسلسل «باب ادريس»؟

تأجل بسبب الأزمة التي واجهتها شركة «باك» والمؤسسة اللبنانية للإرسال، ولأنه لا يجوز عرضه على المحطة الأرضية من دون الفضائيات، نظرًا إلى ضخامة إنتاجه.

·        ما المعايير التي تضمن نجاح المسلسل عمومًا؟

يحتاج أي مسلسل إلى توافر عناصره كافة: نص، مخرج، ممثلون، مدير تصوير، مدير فني، إدارة إنتاج، فإذا اختلّ عنصر يفشل المسلسل في تحقيق النجاح، لذلك نعمل في «مروى غروب» على توافر العناصر التي تؤدي إلى نجاح العمل قدر الإمكان.

·        هل ثمة رابط من الناحية التقنية بين «باب ادريس» و{ديو الغرام»؟

سعينا إلى استكمال خطة العمل نفسها التي طبقناها في «باب إدريس» بمتابعة من المنتجة المنفذة جويل بيطار التي أشرفت على الأمور كافة في «باب ادريس».

·     من هم الممثلون الذين يحصدون نسبة مشاهدة عالية وتأخذهم في الاعتبار عند إجراء «الكاست»؟

غالبية الممثلين الذين يعملون مع «مروى غروب» يحصدون نسبة مشاهدة عالية، ما يفسح في المجال أمامي للتحرك أكثر في عملية اختيار الممثلين.

·        من يرد إلى تفكيرك أولا عند طرح عمل جديد؟

نادين الراسي، سيرين عبد النور، ماغي بو غصن، داليدا خليل، جويل داغر، نادين نجيم، وباميلا الكيك.

·        تلك الفنانات لا يتعاونَّ إلا معك، هل هو التزام تجاهك أم بناء على اتفاق مسبق؟

ثمة ممثلون وقعوا عقدًا حصريًا معي، أؤمن لهم في المقابل الأعمال وأدفع لهم راتبًا شهريًا.

·        أنتجت لكتّاب هواة، هل إعجابًا بالنصوص أم رغبة في تقديم فرصة؟

وقعّت كاتبة الدراما الواعدة كارين رزق الله مع «مروى غروب» عقدًا حصريًا لثلاث سنوات، وستقدم أول عمل كوميدي رومنسي لها في عنوان «حلوة وكذابة»، يعرض في أكتوبر على شاشة الـ «أم تي في»، بطولة: داليدا خليل وزياد برجي. أتوقع له نجاحًا مماثلا لمسلسل «غنوجة بيّا».

·        لماذا تدعم المواهب الجديدة؟

أؤمن بها، ثم أدرك جيدًا ما أريد وأتابع أدق التفاصيل وأشرف على كل شاردة وواردة، وأختار تركيبة العمل كلها من كتاب ومخرجين وممثلين، من ينجح منهم أكمل معه.

·        من من الكتّاب الموجودين على الساحة الفنيّة اليوم قدموا باكورة إنتاجهم معك؟

كلوديا مرشليان، إيلي حبيب، طوني شمعون، شكري أنيس فاخوري، منى طايع… حقق هؤلاء شهرتهم بمعيتي بفضل الطريقة التي قدمتهم فيها. في النهاية هذا عملي كمنتج ناجح يعرف كيفية الإضاءة على فريق عمله، ولا يقتصر همه على التمويل فحسب.

·        هل من مشروع في إطار دعم المواهب؟

سنطلق قريبًا مركزًا يتولى فيه المخرج سمير حبشي (المستشار الدرامي لـ{مروى غروب») قراءة النصوص والاختيار بينها بهدف إطلاق كتّاب جدد وتوجيههم. سنعمم هذا المشروع قريبًا ليتقدم كل صاحب سيناريو جميل إلى المركز.

·        برنامج «الحياة دراما» (يعرض على الـ MTV)، يربط بين الواقع والقصص الدرامية، ما الهدف منه؟

كوني محاميًا هدفي الدفاع عن قضايا المجتمع، من هنا أحرص على تناول قضايا اجتماعية في الدراما، فطورت ذلك في برنامج يجمع بين التحليل والتعليق والشرح عبر مناقشة الحلقة الدرامية المعروضة. وقد نال محبة الجمهور وأشادت به الصحافة، بالتالي أنا فخور به ولا أريد أن يتوقف.

·        ما الذي يشجعك كمنتج على دعم قطاع مهمل من الدولة وغير مربح ماديًا؟

لطالما آمنت بالمبادرة الفردية والاقتصاد الحر. أطلب من الدولة الأمان والهدوء وتركنا بحالنا لنعمل ونتحرّك بسهولة في بلد يطغى فيه القانون. نحن شعب ينجح في المبادرات الفردية ويفشل في العمل الجماعي، لأن كل فرد منا يشدّ نحو انتمائه الطائفي أو العائلي أو السياسي بدلا من الانتماء إلى الوطن. لذلك الشعب اللبناني، في نظري، فاشل وغبي في السياسة وناجح في الاقتصاد والإدارة والمهنة. للأسف، نعيش في وطن لا نعرف قيمته ونتناتش جزئيات منه يوميًا. أتمنى ألا نتناتشه كله لنستمرّ فيه نحن الذين نحبه ونعمل لأجله.

·        أين أصبحت الدراما اللبنانية راهنًا؟

تقدّم الدراما اللبنانية، منذ أكثر من عام، أعمالاً ناجحة، ومن خلال تعاوني مع مخرجين غير لبنانيين تأكد لي أن لبنان يضمّ ممثلين ومخرجين مهمين أسوة بالبلدان العربية. ثم أعمالي كلها، ومن بينها «لونا» و{أجيال» و{مدام كارمن»، عرضت عربيًا، كذلك عرض مسلسل «سارة» على ثلاث قنوات مصرية غير الـ «أم بي سي» ونال نجاحًا واسعاً.

أتوقع أن تحتل الدراما اللبنانيّة المركز الأول في العامين المقبلين وتتخطى الدراما السورية والمصرية، خصوصًا أن الظروف الإقليمية والسياسية تساعدنا شرط التحرك بأمان للتصوير واستقطاب الحركة الدرامية العربية.

·        ما المعوقات التي تكبّل المنتج؟

نحن نعيد بناء البنى التحتية للقطاع الدرامي الذي تأثر بفعل الحرب اللبنانية، على صعد الفنيين والتقنيين والإداريين، ونفتقد إلى مساعدي الإنتاج الأساسيين بسبب غياب الوعي الكامل تجاه امتهان هذه الوظائف. عدا ذلك يتوافر لدينا كتّاب ومخرجون وممثلون رائعون.

·        كيف تواجهون الأزمات المالية التي تتعرض لها محطات التلفزة؟

عانينا في النصف الأول من هذا العام من الأزمة التي تعرضت لها شركة «باك» فأعلنا خطة طوارئ وتأقلمنا مع الوضع الجديد واتبعنا سياسة تقشف حتى تخطينا الأزمة وأصبحت وراءنا وعدنا بنشاط كبير.

·     تعرض أعمالك على شاشات: المؤسسة اللنبانية للإرسال، الـ «أم تي في»، «الجديد»، كيف تميز بين هذه المحطات؟

أستعين باحساسي الخاص لتقديم أعمال تشبه هوية كل محطة. صحيح أن ثمة أمورًا مشتركة بينها، إنما تدفعنا حاجات كل محطة إلى عرض أعمال ملائمة لها.

·        ألا تطمح إلى أعمال سينمائية؟

سأطلق في سبتمبر المقبل خطي السينمائي الخاص وسأعلن عن أفلام أتحدث عنها في حينها.

·        كيف تقيّم السينما اللبنانية؟

ثمة أفلام لبنانية معروضة في الصالات اللبنانية وهذا أمر إيجابي، إنما لا يمكن تصنيف فيلم بأنه لبناني إذا لم يكن المنتج لبنانيًا، بل محاولات لكتّاب أو مخرجين مشكورين على نشاطهم، يعرضون النص على شركات إنتاج أجنبية، وينتظرون لتقديم الفيلم الثاني.

هذه الوسيلة لا تصنع سينما لبنانية، إنما إنشاء مركز سينمائي يشجع المنتج على تقديم أفلام لبنانية وتأمين سوقها خارج لبنان وتوزيعها في دول عربية تقبل جرأة مواضيعها، إضافة الى فتح سوقها في بلاد الاغتراب، هكذا تصبح لدينا صناعة سينمائية لبنانية.

·        ما طموحك؟

تقديم أفلام سينمائية والتوقف عن العمل في التلفزيون، لأن السينما عالم آخر وصناعة أخرى.

·     ما الهدف من إطلاقك مدرسة تدريب الممثلين، مع العلم أن ثمة متخصصين في المسرح عاطلون عن العمل؟

لا يمكن إسناد دور يقتصر على جملتين إلى متخصصين في المسرح. ندرّب، من خلال هذه المدرسة، هواة مهنتم ليس التمثيل بل أداء أدوار صغيرة، فنحلّ مشكلة استخدام كومبارس غير متمرنين ومستواهم أقلّ من سائر الممثلين في العمل.

·        ما مشاريعك بعد شهر رمضان؟

مجموعة من المسلسلات: «لولا الحب» كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب، «مراهقون» كتابة كلوديا مرشليان، «10 عبيد زغار» كتابة طوني شمعون، «أماليا» كتابة طارق سويد، لكن لم تحدد هوية مخرجي هذه الأعمال بعد.

الجريدة الكويتية في

13/07/2012

 

فجر يوم جديد:

وحيد عصره وزمانه

مجدي الطيب 

مفارقة مثيرة بكل تأكيد أن يفوز الكاتب الكبير وحيد حامد بجائزة النيل في مجال الفنون لعام 2012، قبل ساعات من احتفال تلامذته ومحبيه ومريديه بعيد ميلاده الثامن والستين، وأن ينتزع الجائزة من قائمة ضمت منافسين لهم ثقلهم الثقافي، واعتبارهم الفني، مثل: د. أحمد نوار، د. صالح رضا، د. إسماعيل سراج الدين، الفنان عز الدين نجيب، والفنان محمود رضا.

أما النقطة الأكثر إثارة فتتمثل في أن حامد فاز بالجائزة في ظل صعود التيار الإسلامي، وتربعه فوق سدة الحكم، وهو الذي لم يفز بها في ظل نظام اتهم بممالأته، ومحاباته، والتستر على أخطائه!

لا يعني هذا بالطبع أن «التيار الإسلامي» هو الذي منحه الجائزة في محاولة لاتقاء شر كتاباته أو السعي إلى احتوائه، لكنها المصادفة القدرية وحدها؛ فالكاتب الذي لم يبدع فيلماً أو مسلسلاً تلفزيونياً من دون أن يصيبه رذاذ سُباب أو شظايا نباح، ظل صامداً بقوة في وجه تيار شديد البطش بمعارضيه، ومن «موقعة سينمائية» إلى «مساجلة فكرية» بدا وكأنه في سباق «قفز الحواجز» بل في حرب «تكسير عظام» أراد البعض أن يجعل منه ضحية لها بتكرار الاتهام السخيف بأنه يكتب بأمر «النظام»، ويفكر بتعليمات من «الأمن». لكن السهام التي طاردته لم تفت في عضده، وظل على «إيديولوجيته»، ولم يتراجع أبداً عن موقفه وقناعاته.

وحيد حامد هو كاتب أجمل أفلام النجم عادل إمام التي حملت عناوين: «اللعب مع الكبار (1991)، المنسي (1993)، الإرهاب والكباب (1994)، طيور الظلام (1995)، النوم في العسل» (1996)، والتي تخيل «إمام» أن نجاحها يرجع إليه وحده، فاتخذ قراراً بالانفصال عن حامد والمخرج شريف عرفة، فما كان من أسهمه سوى أن تراجعت كثيراً فيما احتفظ حامد ببريقه وحيويته واستقلاليته ككاتب شديد البأس، يتبنى أفكاراً تقدمية، وينحاز إلى هموم الواقع، ويستشرف آفاق المستقبل، كما فعل في أفلام : {التخشيبة»، «البرئ»، {الدنيا على جناح يمامة» و{كشف المستور»، التي أبدعها مع المخرج عاطف الطيب، وتحولت إلى بصمة فنية في رصيدهما.

يلفت النظر في مسيرة الكاتب الكبير وحيد حامد أن أفلامه تحتمل أكثر من قراءة، وأنها لا تموت بالتقادم، كأفلام كثيرة ولدت ميتة؛ فعلي أكثر من قناة فضائية يتم اكتشاف جوانب في أفلامه كانت خافية على الكثيرين عند عرضها الأول. ومع كل عمل تتجلى جرأته، وقدرته على «كشف المستور» في زمن التزم فيه الجميع الصمت، ولم يجرؤ واحد منهم على الإعلان عن موقفه أو رأيه!

يفعل وحيد حامد ذلك من دون إدعاء بطولة أو غطرسة زائفة أو عنجهية من أي نوع، وإنما بتواضع الواثق، وزهد المبدع الحقيقي الذي لا يستهدف منصباً ولا يلهث وراء مغنم، بدليل أنه الوحيد، تقريباً، من بين الكتاب والمبدعين المرموقين الذي لم يتبوأ منصباً، ولم ينضم إلى لجنة تكافئ من ينضم إليها، ويواظب على حضور جلساتها، بالبدلات الباهظة والمخصصات الضخمة، وكما هي حال أبطال أعماله لم يرض عن الحرية بديلاً، وظل على عناده، وإصراره على أن يكون مستقلاً، ولهذا السبب تصدى، بحنكة وخبرة لإنتاج عدد كبير من أفلامه، في وقت اتجه فيه نجوم كُثر إلى الاستثمار في المطاعم والعقارات واستصلاح الأراضي.

اهتم وحيد حامد بـ «شحذ العقول» بينما ركز آخرون اهتمامهم على «تسمين العجول»، لذا طاردته الهموم وأثقل كاهله خوفه الدائم على الوطن، وما يُحاك ضده من شرور ومؤامرات، فاعتل قلبه وخضع لأكثر من جراحة، وجاءت جائزة «النيل»، التي تُعد واحدة من أرفع وأثمن الجوائز، ليس بقيمتها المادية التي تبلغ 400 ألف جنيه، وإنما لاعترافها، ومن يمنحها، بقيمة ومكانة من يحصل عليها، لتخفف وجع القلب المعتل. لكنها لن تُشفي، في ما نظن، الجرح الذي نزف طويلاً، ولا يبدو أنه سيندمل قريباً في نفس وحيد حامد، الذي هاله ما يشاهده من تحولات ومتغيرات يخشى أن تأتي على الأخضر واليابس فاغتمَّ لحظة وتكدّر لحظات ولكن شعور اليأس لم يتملكه أبداً، لثقته المطلقة في أن سنوات عمره التي أفناها في الإبداع والتنوير والمواجهة، لن تضيع هباء، وأن رسالته لا بد من أن تصل إلى «من يهمه الأمر»… وهو الأمل الذي يعيش عليه «وحيد» عصره وزمانه!

magditayeb@yahoo.com

الجريدة الكويتية في

13/07/2012

 

أفلام السينما تنتصر رغم أنف الأحداث السياسية

كتب: القاهرة - رولا عسران  

أخيراً جاءت الرياح بما تشتهي السفن وحققت أفلام موسم الصيف إيرادات مرتفعة، خلافاً للتوقعات التي راهنت على فشلها لانشغال الناس بالأوضاع على الساحتين السياسيّة والأمنية. وقبل أيام من بداية شهر رمضان بدأ الحديث يتركّز على أفلام موسم عيد الفطر.

أبرز مفاجآت هذا الموسم السينمائي فيلم «غش الزوجية» (بطولة رامز جلال، وإيمي سمير غانم)، الذي حقق حوالى مليون ونصف مليون جنيه في أول أسبوع لعرضه، وهو أمر يتنافى مع إيرادات أفلام رامز جلال التي لم تعتد تحقيق إيرادات مرتفعة في الأيام العادية.

على رغم عرضه في موسم الامتحانات وفي ظل انشغال الجمهور بالأحداث السياسية، إلا أن إيرادات «عمر وسلمى 3» (بطولة تامر حسني ومي عز الدين) كسرت الحواجز وبلغت 24 مليون جنيه، وهو رقم يستحقّ التوقف أمامه للدراسة والتحليل.

تخيل البعض أن ما حققه الفيلم هو قفزة ستعود بعدها الإيرادات إلى الانخفاض، لكن جاءت إيرادات «المصلحة» (بطولة أحمد السقا، أحمد عز، زينة) لتثبت عكس ذلك، إذ تجاوزت العشرين مليون جنيه.

هكذا أصبح تحقيق إيرادات مرتفعة القاعدة، والفشل في ذلك الاستثناء وكأن الموسم الذي كان يخشاه الجميع ضمن لصناعه النجاح.

أفلام هابطة

الأفلام التي يصفها الجمهور بالهابطة حققت إيرادات مرتفعة، ومنها «حصل خير» (بطولة سعد الصغير وقمر وآيتن عامر)، إذ بلغت 15 مليون جنيه منذ بداية عرضه لغاية اليوم، مع أن انتقادات كثيرة طاولته لتدني مستواه الفني، لكن يبدو أن الجمهور في حالة من العطش الفني، بدليل أن الأفلام حققت إيرادات سواء الجيد منها أو الهابط.

صحيح أنه ينتمي إلى الفانتازيا التي قد لا يفضلها الجمهور المصري، إلا أن «حلم عزيز» (بطولة أحمد عز وشريف منير ومي كساب، وإخراج عمرو عرفة) نجح في تحقيق خمسة ملايين ونصف المليون جنيه خلال فترة عرضه، فيما حقق «جيم أوفر» لمي عز الدين ويسرا إيرادات تجاوزت الثلاثة ملايين جنيه في أول أسبوعين لعرضه، وهو رقم جيد بالنسبة إلى فيلم تؤدي بطولته بطلتان، إذ اعتاد الجمهور الابتعاد عن أفلام النجمات وتفضيل الفيلم الذي يؤدي بطولته نجوم من الرجال.

تبقى أيام معدودة وينتهي الموسم الصيفي بدخول شهر رمضان الذي يتوقع النقاد أن يبدأ بعده مباشرة موسم عيد الفطر بأفلام جديدة من بينها «ساعة ونصف» و{مستر أند مسز عويس»، وأفلام أخرى اختارت الهروب من الموسم الصيفي لعدم وجود ضمانة حقيقية لنجاح الأفلام المعروضة فيه. لكن توقعاتهم باءت بالفشل ونجح الموسم في تحقيق إيرادات مرضية لصانعيها ومنتجيه، فهل ينجح الموسم الجديد في تحقيق الإيرادات نفسها؟

يجيب المنتج هشام عبد الخالق أنه من الصعب توقع مكاسب المواسم السينمائية وخسارتها، «فعلى المنتج أن يغامر بفيلمه ولا يتوقع النتيجة». يضيف: «لم يكن أحد يتوقع النجاح لفيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية» وقت عرضه، خصوصاً أن الأفلام المعروضة آنذاك كان يشارك في بطولتها كبار النجوم، وفكرة الاستعانة بالشباب كانت مرفوضة وغير متوقع لها النجاح، لكن الفيلم كان سبباً في إعادة إعمار صناعة السينما من خلال ضخ دم جديد أنعشها».

توقعات غير واردة

يؤكد المنتج محمد السبكي أن التوقعات غير واردة في مجال صناعة السينما، وأن انشغال الجمهور بالأحداث السياسية لا يؤثر على مشاهدة الأفلام في دور العرض بل يزيد منها، لأن الجمهور يملّ الحديث في السياسة وينتظر فرصة ليخرج من هذه الحالة، فتأتي الأفلام كأنها المنقذ.

عن إقبال الجمهور على الأفلام الجيدة والرديئة على السواء، يقول السبكي إن هذا الكلام غير صحيح، «الجمهور واع ويعرف الفارق بين العملة الجيدة والعملة الرديئة، بعيداً عن كلام النقاد «المقعر» عن الأفلام». يضيف: «الجمهور له رأي آخر وعلينا احترامه بدليل أن بعض الأفلام في هذا الموسم فشل في تحقيق إيرادات، فيما حققت أفلام أخرى إيرادات جيدة، ما يعني أن الجمهور يختار الفيلم الذي يرغب في مشاهدته قبل أن يقطع التذكرة».

الجريدة الكويتية في

13/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)