حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بيتر أوتول يعتزل...

«لم يعد قلبي راغبا في التمثيل»

لوس أنجليس: محمد رُضا

 

وصف عمر الشريف بأنه «هذا الشاب الجميل الذي بذل جهدا كبيرا لكي يؤدي دوره أمامي» كانت مناسبة مهمة بالنسبة لي حين التقيت بيتر أوتول قبل ست سنوات وأجريت معه لقاء دام نحو ساعة بمناسبة عرض فيلمه «فينوس». خلاله تحدثنا عن «لورنس العرب» كثيرا. تحدث فيه عن المخرج ديفيد لين وعن شريكه في الأداء عمر الشريف وخصهما بكثير من التقدير. لكن الحديث شمل أيضا ماضيه على المسرح وفي السينما وتطرق إلى أفلام حين كان لا يزال شابا في مطلع السبعينات. في النهاية سألته إذا ما كان يرغب في البقاء ممثلا حتى النهاية. وفهم هو معنى النهاية. تلك الأيام الأخيرة من العمر الذي قد تطرأ في أي وقت، فقال: «أعتقد أنني سأستمر ما دمت راغبا في ذلك. اللحظة التي تختفي فيها هذه الرغبة سأتوقف عن التمثيل حتى ولو كان ذلك غدا».

قبل أيام، أعلن الممثل البريطاني أوتول (79 سنة) أن الرغبة انتفت. قال: «لم يعد قلبي راغبا في التمثيل. الرغبة خرجت منه ولن تعود».

الممثل البريطاني؟ هناك من يؤكد أنه آيرلندي. وبالتأكيد له جذور آيرلندية لكنه في سيرته الذاتية التي وضعها قبل نحو عشر سنوات ذكر أنه ولد في لندن. والده اسمه باتريك وكان يعمل في صنع معادن السفن، وإلى حين كان نشطا في كرة القدم، لكنه أدمن اللعب في السباق وخسر فيه مالا كثيرا. بعد الحرب العالمية الثانية ازداد وضع العائلة صعوبة، والشاب بيتر قضى ردحا من صباه بعيدا عن بيت عائلته التي كانت ترتفع من مخاض لتقع في آخر. في سن السادسة عشرة قرر أوتول ترك المدرسة بحثا عن عمل يعيله ووجد العمل مصورا صحافيا في منطقة يوركشاير، وقد مارس ذلك بشغف جعله ينتقل من التصوير إلى الكتابة في ميادين شتى. وإذ أدركت الصحيفة التي عمل بها («يوركشاير إيفننغ نيوز») أن الشاب لديه مستقبل، مولت إعادته إلى المدرسة ليدرس الأدب. لكن أوتول قرر دراسة الفن وأخذ يختلط بمجتمع الفنانين والشعراء ليتأكد له أن التمثيل هو ما يرغب فيه لنفسه. والفرصة واتته سنة 1953 حين انضم إلى مؤسسة «RADA» لتعليم التمثيل المسرحي، تلك التي تخرج منها ممثلون آخرون بينهم المعتزلة غليندا جاكسون والمستمر رغم سنواته المديدة ألبرت فيناي.

بصعوبة شق طريقه المسرحي إلى أن أصبح فنانا لافتا سنة 1957، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات من أول فيلم مثله وهو «مخطوف» الذي تولى بطولته فنان آخر ذو شأن هو بيتر فينش. فيلمه الثاني كان «اليوم الذي سرقوا فيه بنك أوف إنغلاند» لجون غيلرمن، وفيه ارتقى تعداد أوتول إلى دور بارز إلى جانب ألدو راي، لاعبا شخصية كابتن بوليس. وكان ذلك على بعد عامين فقط من «لورنس العرب».

حين سألته كيف اختاره ديفيد لين لبطولة ذلك الفيلم قال متذكرا: «أعتقد أنه شاهدني في (اليوم الذي سرقوا فيه بنك أوف إنغلاند)... على الأقل هذا ما يقوله». ثم أكمل: «لم أكن اختيار ديفيد لين الأول، بل أعتقد أنه فكر في ريتشارد بيرتون قبل أن يختارني».

للدور الذي كان السبب وراء شهرته العالمية، حرص أوتول على أن يعيش بين البدو في الأردن، أن يزين عربة الكارافان التي خصها الإنتاج له بالكتابات والنقوش العربية، أن يتعلم ركوب الجمال وأن يلبس الزي العربي منفردا: «كانت المسألة بالنسبة لي جوهرية. لكني لا أقول إنني الوحيد الذي كان سيقدم على هذه المعايشة فيما لو تم اختياره لتمثيل هذا الدور. أنطوني كوين كان في الفيلم أيضا، وهو من النوع الذي يعيش الدور بكامله».

سألته عن عمر الشريف فقال: «هذا الشاب الجميل. عمر بذل جهدا كبيرا لكي يؤدي دوره أمامي. ليس لأنه لم يكن يملك الموهبة أو الطاقة، فهو كما علمت كانت له خبرة كبيرة آنذاك، لكنه أراد أن يضمن أنه لن يكون حلقة ضعيفة بين ممثلين معروفين مثل أليك غينس وأنطوني كوين».

على الرغم من كل هذا البذل، بالنسبة لبيتر أوتول، أخفق الممثل في نيل أوسكار أفضل تمثيل رجالي وخطفها منه غريغوري بك عن دوره في «لقتل عصفور مغرد» (إخراج روبرت موليغن). بك كان عادة ممثل الشخصية الواحدة، وبعض آثار ذلك موجودة حتى في فيلمه هذا، لكنه كان أفضل أدواره.

·        هل كان يستحق الأوسكار أكثر من أوتول؟

- لا أرغب في أن أجيب على ذلك.

في عرف مؤرخين أن السن له دخل في عواطف المرشحين. عمر غريغوري بك حينها كان 47 سنة. عمر بيتر أوتول كان 30 سنة. بك كان رشح أربع مرات من قبل وخرج خالي الوفاض من الجائزة. أوتول، للمرة الأولى. كذلك ربما وجد المقترعون أن منح الفيلم أوسكار أفضل فيلم ومنح مخرجه ديفيد لين أوسكار آخر يكفي كمعادلة. لكن الغريب أن أوتول رشح بعد ذلك ست مرات عن ستة أفلام أخرى ولم يفُز إلا بأوسكار تقديري شامل سنة 2003.

أوسكار أو من دونه، لم يمنع ذلك بيتر أوتول من التحول إلى نجم عالمي. بعد «لورنس العرب» لعب شخصية الملك هنري الثاني في «بيكيت» «بيتر غلنفيل - 1964) و«لورد جيم» (رتشارد بروكس - 1965). إنه خلال تصوير ذلك الفيلم، المأخوذ عن رواية لجوزيف كونراد، في كمبوديا وقعت مشكلات أمنية أوقفت التصوير. أوتول وجد نفسه محاطا بعناصر مسلحة مثيرة للخوف، ولم ينجُ من القبض عليه إلا بسبب دخوله أحد المراحيض والاختباء فيه إلى حين جاء من يخرجه مباشرة إلى المطار على آخر طائرة متوجهة إلى هونغ كونغ.

في عام 1966 التقى أوتول مرة ثانية بعمر الشريف: «التقينا في فيلم (ليلة الجنرالات). كنت سعيدا بنجاح هذا الممثل عالميا. تابعته في (دكتور زيفاغو)، هذا كان أفضل أفلامه وسط بعض الأفلام التي لم تكن جيدة، لكنه حافظ على مكانته رغم ذلك».

دور بيتر أوتول كان دور جنرال قاسٍ لديه ما يخفيه حين يباشر عمر الشريف التحقيق معه ومع توم كورتني ودونالد بلزنس في جرائم حرب ارتكبت في الأربعينات. بعده فيلمان من التاريخ أولهما «أسد في الشتاء» (أنطوني هارفي - 1968) إلى جانب كاثرين هيبورن و(الجديد حينها) أنطوني هوبكنز، وفي العام نفسه «كاثرين العظيمة» (غوردن فلمينغ، وعن مسرحية لجورج برنارد شو)، وهو هنا التقى بمجموعة متباينة من بينها الفرنسية جين مورو والبريطاني جاك هوكينز والأميركي زيرو موستل.

مع توالي أدواره والانتقال من الدراما التاريخية إلى الكوميديا، ومن الأفلام المصورة في أفريقيا إلى تلك المنجزة في الصين، وصل أوتول إلى تلك المرتبة التي تتحقق لكل من خبر المسرح والسينما وأجاد في اختياراته متمتعا بمكانة فنية كبيرة. قال في حديثه: «أحيانا بدا لي أنه لم يعد لي مكان آخر أستكشفه. لكن ذلك ليس صحيحا. هذا الفيلم ربما كان برهانا على أنه دائما هناك جديد».

الفيلم الذي يتحدث عنه هو «فينوس» (روجر ميتشل - 2006) حيث لعب دور ممثل قديم يكتشف أنه لا يزال يستطيع الوقوع في حب فتاة جميلة حتى ولو كانت تصغره بعقود: «من الخارج قد تبدو هذه الكوميديا ساذجة. لكني أعرف السيناريو الجيد حين أقرأ واحدا. وهذا السيناريو (كتبه حنيف قريشي) كان واحدا منها».

المسألة المحيرة هي: إذ قرر الاعتزال، ما الذي سيحدث بالنسبة لفيلمين مقبلين له؟ أولهما «كاثرين الإسكندرية» والثاني «مريم أم المسيح»؟ بالنسبة للأول، ليست هناك مشكلة تذكر، فالتصوير تم في مالطا (بسبب الحال في الإسكندرية)، والفيلم سينطلق لعروضه في الشهر الثالث من العام. لكن بالنسبة للفيلم الثاني فإن انسحاب أوتول سينتج عنه البحث عن بديل... هذا بالطبع إلا إذا عادت الرغبة على عكس ما يتوقعه الممثل.

جولة في سينما العالم

* بشرتنا مجلة «ذ هوليوود ريبورتر»، وهي مجلة يعتمد عليها في تغطية شؤون الصناعة السينمائية، بأن إيرادات الأفلام ذات الأبعاد الثلاثة هبطت كثيرا عما كانت عليه. 38 في المائة فقط من إيرادات «مدغشقر 3» (المعروض حاليا حول العالم) جاءت من نسخ النظام الثلاثي، وأقل من ذلك هي إيرادات فيلم الرسوم الآخر «شجاعة» (معروض حاليا في كل مكان أيضا)، إذ لم تزد عن 32 في المائة من جملة إيرادات الفيلم. بمعنى أن المشاهدين بنسبة 68 في المائة فضلوا مشاهدة هذا الفيلم ببعدين. والحال قريبة بالنسبة لفيلم «أبراهام لينكولن: صائد الفامبايرز» الذي بلغت مجمل إيراداته (بالنظامين معا) 34 مليونا داخل الولايات المتحدة، أي أقل بكثير جدا مما كان مأمولا له.

* في سوق السلع، البضاعة التي تكلف أكثر تباع أغلى سواء أكانت طعاما أو تذكرة طائرة أو جناحا في فندق عوض غرفة «ستاندارد»، وفي السينما قالوا لنا إن نظام الأبعاد الثلاثة يكلف الجهة المنتجة نحو 20 في المائة أكثر من كلفة الفيلم ذي البعدين، وعلى ذلك رفعوا سعر التذكرة بالقيمة نفسها أو أكثر قليلا. في البداية انكب المشاهدون على هذا الإنجاز الذي تنفر فيه الأشياء من الشاشة المسطحة محاولين الاقتناع بأنهم يفعلون الصواب عينه بالتطور رقيا مع التكنولوجيا. لكن مع إغراق الشاشات بهذا النظام وارتفاع سعر التذكرة على نحو محسوب، ثم مع شعور البعض بأن التجربة تشبه عسر هضم دماغي، ازداد انفضاض المشاهدين عن نظام الأبعاد الثلاثة. لن يختفي هذا النظام طبعا، لكنه سيتأثر بفشله الحالي إلى درجة بعيدة.

* ولدينا منها المزيد هذا الأسبوع، في المقدمة «الفارس الداكن يصعد»، الجزء الثالث والأخير من حكايات باتمان بالنسبة للمخرج كريستوفر نولان. ليس فقط أنه لا ينوي تحقيق جزء رابع، بل ينوي الابتعاد عن حكايات السوبر هيروز لبضع سنوات على الأقل. وورنر عرضت عليه تحويل «فريق العدالة»، وهو «كوميكس» آخر إلى فيلم سينمائي فاعتذر... أعتقد أنه لن يخرج أيضا النسخة المنتظرة من «سوبرمان»، وبذلك لا يزال ذلك «السوبر هيرو» بلا أب.

* الفيلم الجديد الآخر الذي سيركض في كل الاتجاهات هو «عصر الجليد 3»، الذي قامت شركة «فوكس» المنتجة بتوزيع شريط من نحو خمس دقائق منتخب من الفيلم الأساسي عوض تقديم «تريلر» فيه مشاهد كثيرة. إنه أنيماشن آخر في هجوم آخر لا يرحم بدأ قبل خمس سنوات ولا يزال مستمرا.

* إذا كنت سمعت عن المخرج جون كازافيتيز ولم ترَ أيا من أفلامه بعد، وكنت في زيارة إلى باريس، فلديك فرصة لمشاهدة خمسة من أفلامه معروضة في أتون أسبوع احتفائي واحد. كازافيتيز هو أحد المخرجين الأميركيين الذين أموا باكرا ما يعرف بـ«السينما المستقلة»، وأعماله عكست عمقا في رصدها حالات الشخصيات التي تولت قيادة تلك الأعمال. هذا واضح في فيلمين متواليين له هما فيلمه الأول «ظلال» (1959) والثالث «وجوه» (1977)، وهذا من بطولته مع اثنين من أصدقائه هما بيتر فولك وبن غازارا. الاستقلالية الحقة لا تعني فقط الاستغناء عن تمويل الاستوديو، بل أيضا تقديم المواضيع التي لا تهم الاستوديو بالطريقة التي يريدها المخرج، وهذان الفيلمان هما مثالان مهمان. «مقتل مراهن صيني» (1967) بوليسي جيد من بطولة بن غازارا والفيلمان الرابع والخامس من بطولة زوجته جينا رولاندز: «ليلة الافتتاح» (1977) و«غلوريا» (1980)، وهذا بوليسي رائع سبق سواه في تقديم المرأة مقاتلة لا تهاب الرجال.

فيلم الأسبوع

* اليوم الذي استسلمت فيه «بيكسار».. المذهل سبايدرمان إخراج: مارك أندروز، برندا شامبان.

أصوات: كيلي مكدونالد، بيلي كونولي، إيما تومسون، جولي وولترز.

النوع: أنيماشن.

تقييم: (3*) (من خمسة) منذ أن ضمت شركة «ديزني» شركة «بيكسار» لها، والمرء بات ينتظر اليوم الذي تهيمن فيه الأولى على الثانية. بطبيعة الحال، جزء من الصفقة هو أن القرارات كلها في يد الاستوديو الأميركي العريق، والتمويل كذلك. ما على «بيكسار» وفنانيها سوى الإبداع وتسليم الأفلام في مواعيدها. لكن الجزء غير المعلن هو متى ستجد «بيكسار»، وهي صاحبة أفضل مدرسة أنيماشن في الغرب، نفسها وقد اختلط على فنييها الأمر فعمدوا إلى أسلوب «ديزني» في العمل أكثر مما اعتمدوا على أسلوب «بيكسار» ذاته؟

المسألة كانت مسألة وقت، والوقت حان و«شجاعة» (نسبة لبطلة الفيلم الأميرة مريدا «كيلي مكدونالد») هو الفيلم الثالث عشر بالنسبة لـ«بيكسار» والأول الذي يشبه النتاج الفني أسلوب «ديزني» أكثر من انتمائه إلى مدرسة «بيكسار».

تبعا لحكاية تناوب على وضعها أربعة كتاب بوحي عن قصة لبرندا شامبان، الأميرة مريدا باتت مقبلة على الزواج. والدتها (إيما تومسون) زوجة الملك فرغوس (بيلي كونولي) تحثها على ذلك لأن الوقت قد حان لذلك وعليها أن لا تنسى مكانتها ومسؤوليتها في إرساء ورثة المستقبل. لكن مريدا لا تريد الزواج الآن، خصوصا أن المرشحين أمامها ليسوا أهلا لها. هنا يدرك المشاهد أن الفتاة أكثر حكمة من والدتها. إنها مرحلة أولى جيدة وضرورية من الفيلم تبغي تأسيس الفصل الثاني. هذا تقليدي بحد ذاته، لكن المفاجأة هي أن النقلة إلى الأحداث التي ستشكل الجزء الأكبر من الفيلم هي أيضا تقليدية. مريدا ستحاول الانطلاق بعيدا لتأسيس كيانها الخاص ورغبتها في ذلك تقود إلى فعل سحري يحول والدتها إلى دب. من الآن وصاعدا سوف نتابع حكاية فتاة ودبها الحنون وسنجد أنه، وبالتدريج، يخسر الفيلم أي حسنات كان من الممكن تسجيلها عبر هذه النقلة المفاجئة. المسألة تصبح أكثر فداحة حينما يعمد الفيلم إلى تلك الحالة المتكررة والعقيمة حيث على كل شخصيتين متناقضتين أن تتعلم من الأخرى في مقايضة ساذجة. نجد ذلك في أفلام حول شخصين مختلفين عنصريا أو طبقيا أو حتى في مشاهد قتال، فينقذ الأول حياة الثاني في مطلع الفيلم، وما هي إلا بضعة مشاهد حتى ينقذ الثاني حياة الأول قبل نهايته. لماذا؟ لأنه لا أحد أفضل من الآخر في عرف هذه الأفلام.

المشكلة هنا، وبصراحة، هي أن الحكم على هذا الفيلم الموجه إلى الصغار، هو من وجهة نظري طلق تلك السنوات البريئة هو والقراء كذلك. لذا وبينما من السهل الحكم على الفيلم على هذا النحو أو ذاك (بصرف النظر عن نوعية هذا الحكم) إلا أن للأولاد رأيا قد يكون مخالفا لكنه يبقى جديرا بالتقدير. إذا ما نجحت محاولة هذا الناقد النظر إلى الفيلم من وجهة صبي في الثانية عشرة من العمر فإن المغامرة والإيقاع والألوان وحكايات الغابة الاسكوتلندية تلعب دورا إيجابيا تجعله محبذا وأكثر قبولا.

شباك التذاكر

* أربعة أفلام جديدة تطرد أربعة قديمة. الجديدة هي «سبايدرمان المذهل» (المركز الأول)، و«متوحشون» لأوليفر ستون، و«جزء مني» التسجيلي، و«إلى روما مع حبي» لوودي ألن. في المقابل فإن أبرز الأفلام التي وجدت نفسها خارج العشرة هذا الأسبوع هو «أبراهام لينكولن: صياد الفامبايرز» بعد جولة فاشلة.

1 (-) The Amazing Spider - Man: $65,150,218 2 (1) Ted: $32,592,560 3 (3) Brave: $20,162,092 4 (-) Savages: $16,162,300 5 (2) Magic Mike: $15,166,202 6 (4) Madea›s Witness Protection: $9,873,400 7 (5) Madagascar 3: Europe›s Most Wanted: $7,711,588 8 (-) Part of Me: $7,001,575 9 (8) Moonrise Kingdom: $4,641,580 10 (-) To Rome With Love: $3,502,143

سنوات السينما

* 1925 | سنة جوهرية

قبل التوغل في أفلام سنة 1925 في الأسابيع المقبلة، فإن الملاحظة الأولى هي تعدد الأفلام التي دخلت التاريخ كأعمال أساسية على أكثر من صعيد. إنه العام الذي صنع فيه تشارلي تشابلن تحفة صغيرة - كبيرة أخرى، اسمها هذه المرة «الاندفاع للذهب»، والعام الذي أنجز سيرغي إيزنشتاين وغريغوري ألكسندروف الفيلم الكلاسيكي «السفينة بوتمكن»، ولم يكن باستر كيتون بعيدا عن تشارلي تشابلن فأنجز ثلاثة أفلام رائعة هي «المتخرج» و«سبع فرص» و«اذهب غربا».

وإلى التاريخ أقدم فرد نبلو عن إنجاز «بن هور» (النسخة الأفضل من تلك الناطقة التي حققها بيلي وايلدر سنة 1959).

في ذلك العام دخلت هوليوود الحرب العالمية الأولى بفيلم لكينغ فيدور بعنوان «الاستعراض الكبير» (وبعده توالت الأفلام بما فيها «أجنحة» الذي نال أول أوسكار في التاريخ، وذلك سنة 1928). والنسخة الأميركية الأولى من «شبح الأوبرا» كان أفضل فيلم رعب لذلك العام.

الشرق الأوسط في

12/07/2012

 

 

"كل سينما الغرب ضد المرأة العربية"… مغالطات نقدية

محمد رُضا 

تحت عنوان "السينما الغربية تحاول تحطيم هالة المرأة العربية" كتب دكتور في مجلة ثقافية عربية مهمّة مقالاً من المفترض به أن يكون رصيناً. ألا تعني "الدكترة" مكانة علمية في ترتفع عن سواها؟ ألا تعني بحثاً وتمحيصاً؟ معلومات وحقائق؟ ثم ألا يعني وجود مجلة للثقافة بطاقم من "الدكاترة" والأساتذة أن عليها مسؤولية التفريق بين الكتابات فترفض الغوغائي وتقبل المرهون بالوقائع الثابتة؟

عدم ذكر لا اسم "الدكتور" (الذي ليس من بين الزملاء) ولا اسم "المجلة" ليس تهرّباً من مواجهة، بل حتى لا ينتشر الاعتقاد أن هناك مصلحة ما وراء الكتابة عنهما. لكن الأول نشر في الثانية مقالاً تحت هذا العنوان الذي ينتمي إلى عصر الكتابات الاستهلاكية التي كان بعضنا في الستينات مأخوذاً بها: السينما الغربية (ولا فرق أي غرب هذا) تحاول تحطيم هالة المرأة العربية. هناك معول بيد تلك السينما وهي تضرب به تلك الهالة التي تحتلها المرأة العربية. أية هالة؟ ليس مهمّاً. العنوان أهم...

والمقدّمة تقول بالحرف: "منذ بدء الاستشراق وحتى الآن والغرب يحاول جاهداً تشويه صورة الإنسان العربي رجلاً كان أو امرأة" هذا إقرار خطير أيضاً. كل الاستشراق معادٍ أولاً، وكل الاستشراق سار على منهج واحد هو محاولة تشويه صورة الإنسان العربي رجلاً او امرأة أو ربما من النوع الثالث أيضاً!. وبعد أسطر لم يمتلكني سوى الضحك وأنا أقرأ: "ولقد أخذت عمليات التشويه منحنى كبيراً منذ أيام السينما الناطقة وحتى الآن". ضحكت إذ لم أكن أعلم أننا تجاوزنا عصر السينما الناطقة… أعلم أنني أعيش في الماضي … لكن إلى هذا الحد تأخرت فلم أكتشف أن السينما ودّعت النطق وعادت إلى الصمت..

لا. لا تقل لي خطأ مطبعياً او خطأ استعجال. الخطأ خطأ والمقال لم يكتب ويتّجه مباشرة إلى المطبعة بل مرّ على محرر مناط به أن يقرأ.

وبعد المقدّمة الطامّات الكبرى: "ومن أشهر بطلات السينما الأميركية اللواتي أسأن إلى المرأة العربية الممثلة اليهودية (وكتب أسمها باللاتينية) Theodosia Burr" التي -يقول الكاتب بعد أسطر قليلة أصبح اسمها  Lori Bara

المقال لا يزال في مطلعه، فكّرت في نفسي وأنا أقلب عدد صفحاته، والأخطاء بدأت تتراكم. من هي ثيودوسيا بَـر؟ أيعقل أن يكون الدكتور قد كتب عن تيودوسيا بَـر وليس غيرها؟ ابنة آرون بَر الذي قدّم للمحكمة سنة 1807 (قبل نحو واحد وسبعين سنة على إنجاز أول فيلم) والتي توفيت سنة 1813؟

ثم من هي بحق السماء لوري بارا؟

هل كانت هناك ممثلة أسمها لوري بارا؟

نعم…. كانت هناك ممثلة أسمها لوري بارا لكنها لم تقم ببطولة أي من الأفلام الثلاثة التي مثّلتها ولم يكن من بينها فيلم معاد للعرب والعروبة والمرأة وهالتها او الرجل او أي "إنسان" آخر.

طبعاً هو يقصد ثيو بارا، لكن هل من واجب القارئ أن يحصّن نفسه بقاموس الممثلين لكي يجري بحثاً على حسابه كلما ورد أسم لسينمائي؟

هل أكمل المهزلة؟ هل آتي إلى ذكر الدكتور الذي كتب لأقاويل وضعها على لسان أشخاص لا نعلم متى قيلت؟ كيف قيلت؟ أين قيلت؟ الدكتور يستشهد بالناقد الأميركي ألكسندر ووكر (رحل قبل نحو سبع سنوات) الذي يقول إنه كتب أن "لوري (في أحد الأفلام) أميرة عربية وأنها فطمت على أكل لحوم الثعابين (هل هناك ما يؤكل غير لحمها؟) وشرب الدماء، وهذه هي طبيعة العرب حبهم الدماء والتدمير"… الا يذكر الفصيح المرجع الذي أورد هذا الكلام؟ أم أذكر أنه لا وجود لفيلم فرنسي عنوانه Lasng D'Ailsh (والعنوان خطأ أساساً) ولا يوجد فيلم عنوانه Gun Powder أو أن فيلم «جحا» لا علاقة له بالقول أن للرجل حق الزنا والمرأة لا حق لها بذلك؟

او هل أكتب عن قصّـة فيلم «جريكو» تختلف بـ 180 درجة عن تلك المذكورة في المقال وأن المخرج (ثورنتون فريدلاند) لم يؤد دور مخرج في الفيلم؟ أو عن مقال لا يصلح للف السمك بورقه؟

هل يعقل ذلك في مجلة ثقافية؟ بل هل يعقل في منشور مدرسي؟ هل وصل الاستهتار بالعلم والحقائق وأهمية المادة الموثوقة إلى درجة الكتابة من دون ذكر مراجع ولا تواريخ ولا التأكد من أسماء ولا من سير ذاتية ولا حتى ألفبائيات اللغة؟

الجواب: نعم.

وصلنا وتربّعنا ونحن في زمن يشبه من فرط تقدّمه مطلع القرن التاسع عشر. حلقة وصلت نهايتها فبدأت من جديد.

أنت تكتب والكتابة أمانة. ليس كل قارئ قادر على أن يعي الحقائق او أن يميّز الأخطاء. وهذا الدكتور النابغة ليس وحيداً. هناك "نقاد" يكتبون عن أفلام لا يرونها ويكتبون خطأ وحين يتم كشفهم لا يعتذرون. لا أحد منهم يعي أن القارئ أكثر أهمية من الكاتب. إنه المستقبل في حين أن الكاتب هو جزء من التاريخ يضع ما تعلّمه لسواه لذلك عليه أن يكون نقيّـاً وأميناً تستطيع الوثوق به.

إذاً، أعزائي القراء، هالة المرأة العربية (والرجل وأي "إنسان" آخر!) كانت هدف السينما والمستشرقين. ليس حبّاً بها طبعاً، لكن لبلوغها شأناً اجتماعيا راقياً في بلادها شكّل تلك الهالة الكبيرة حولها. ليس لديها مشاكل ولا هي ضحية ألوان الظلم والجحود وسوء المعاملة… لا… قرر الدكتور أن العالم ترصّد لها بسبب هالتها وقبض أجره من الناشر وبدأ يغزل فكرة موضوعه القادم.

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2012

 

 

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.. الآفاق والتحديات

صلاح سرميني - باريس

كانت هناك أكثر من دولةٍ عربية حاضرة في الدورة الأخيرة لمهرجان كان بأفلامها في أقسامٍ مختلفة، أو بتمثيلٍ رسميّ سينمائيّ في "سوق الفيلم"، وكانت كلّ واحدة منها تطمح بأن تعكس صورةً زاهيةً عن نشاطاتها السينمائية، ومن ينتقل من جناح إلى آخر (أو بالأحرى من خيمةٍ إلى أخرى) في "القرية الدولية" بحثاً عن التواصل الاحترافي مع الآخرين، يُلاحظ التفاوت في أداء المُشرفين على هذه الأجنحة، وتكفي رغبة الأغلبية بالتردد على هذا المكان، أو ذاك كي تظهر الفوارق بين نشاطات وفود البلدان المُشاركة :

مصر، الجزائر، تونس، قطر، لبنان، والإمارات العربية المتحدة "مهرجان دبي، وأبو ظبي".

ومن بين اللقاءات التي نظمّها الجناح المصري بإشراف الناقدة، المُؤرخة، والخبيرة "د.ماجدة واصف" لقاءً إعلاميّاً للإعلان عن الدورات الجديدة لمهرجاناتٍ قادمة.

بالنسبة لي، في كلّ مرة أكتب فيها عن المهرجانات العربية، كنتُ، وما أزال، أدعو إلى تأسيس المُتخصصة منها، وضرورة انتشارها في كلّ المدن، كما السياسة المهرجانية في المغرب.

ويبدو بأنّ مصر بدأت تسير في هذا الاتجاه :

ـ مهرجان السينما الأفريقية في الأقصر.

ـ مهرجان السينما الأسيوية في الغردقة.

ـ مهرجان السينما الأوروبية في الأقصر أيضاً (وهنا أُسجل تحفظاتي حول فكرة إنعقاده في مدينة الأقصر بالتحديد، ومن الأفضل بأن يكون لها مهرجانها الخاصّ عن السينمات الأفريقية).

بالإضافة طبعاً إلى استمرار المهرجانات الأقدم :

ـ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

ـ مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال.

ـ مهرجان الإسكندرية للسينمات المتوسطية.

ـ مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، والقصيرة.

وهنا، أشارك وجهة نظر الناقد السينمائي المُخضرم "سمير فريد" بضرورة إحياء "المهرجان القومي للسينما المصرية"، وبأنه الأكثر فائدةً للسينما المحلية الوطنية.

وتهدف حواراتي هذه مع بعض مدراء مهرجاناتٍ، وتظاهراتٍ عربية إلى إثارة النقاش حول بعض القضايا الخاصّة بالمشهد السينمائي العربي بشكلٍ عام (وهي بالأحرى قراءاتٍ أكثر منها حوارات).

"سيد فؤاد" رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، و"عزة الحسيني" مديرة المهرجان، كانا من بين أعضاء الوفد المصري الذين تابعوا الدورة الأخيرة لمهرجان كان، ولاحظت بأنهما الأكثر فضولاً، وكنت أجدهما ينتقلان من خيمة بلدٍ إلى أخرى، ويلتقيان مع العاملين في الصناعة السينمائية، وخاصةً العربية، والأفريقية، ويجمعان المعلومات، والوثائق الورقية، ويتحدثان بتواضعٍ عن المهرجان، يستمعان، يُصغيان، ويتقبلان النقد برحابة صدرٍ لا مثيل لها، يعترفان بالنواقص، والسلبيات التي حدثت في الدورة الأولى رغماً عنهما، ويتباهيان بالجوانب الإيجابية..

**********

في البداية، كنت أرغب في التنويه إلى من يجيب منهما: سيد، أو عزة، ولكن، بعد دقائق، اكتشفت بأنه لا طائل من هذه الدقة، حيث كانا متفقين في الإجابة ومتناغمين في المواقف:

·     مهرجان السينما الأفريقية في الأقصر مبادرةٌ سينمائيةٌ مهمّة، سبقتها مهرجاناتٍ مماثلة في المغرب، بدون نسيان الجانب الأفريقي في "أيام قرطاج السينمائية" في تونس، ولكن، أعتقد بأنها تأخرت كثيراً في مصر؟

بدأت الفكرة عندما تبيّن لنا، بأنه لا توجد علاقاتٍ ثقافية، أو فنية بين مصر، والدول الأفريقية، وكان يتوّجب علينا، بشكلٍّ عام، وكلّ واحدٍ في مجاله، المبادرة إلى إعادة هذه العلاقات، وهكذا، فكّرنا في السينما تحديداً، وخاصةً، بأنني شخصياً، وينطبق الأمر على "عزة" أيضاً، بأنني لم أشاهد في حياتي أكثر من خمسة أفلام من أفريقيا، لأنه، ببساطة، لا تُعرض أفلام أفريقية في مصر، رُبما في مهرجان القاهرة، والمراكز الثقافية الأجنبية.

·     نعم، المراكز الثقافية الأجنبية، وخاصةً "المعهد الفرنسي" الذي يعرض أفلاماً أفريقية من إنتاج مشترك مع فرنسا.؟

صحيح، .....حسناً، بدأنا نُعدّ لهذه الفكرة، وجهّزنا ملفاً قبل سنتيّن من اندلاع الثورة، في عام 2010 تغيرت منظومة المهرجانات في وزارة الثقافة، قدمنا المشروع إلى وزاراتٍ، ومؤسّساتٍ متعددة، وحصلنا على موافقة مبدئية من هذه الجهات، ولكنها طلبت التأجيل إلى ما بعد الانتهاء من الظرفٍ السياسيّ الراهن.....

في النظام السابق، كانت المؤسًسات الحكومية تُنظم هذه التظاهرات، نحن جهة مستقلة، مؤسّسة مدنية تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، قبل الثورة، كان يتوجب علينا تقديمها للجهات الحكومية، ولحسن الحظ، في تلك اللحظة، انطلقت الثورة، وتغير نظام تأسيس المهرجانات بعد أربعة، أو خمسة شهور، كان وزير الثقافة السابق "عماد أبو غازي" متحمّساً للمشروع، وبمجهود الناقدٍ الكبير "سمير فريد" تغيرت لائحة المهرجانات السينمائية، ولم تعدّ الدولة تسيطر على هذه الأحداث السينمائية، وبدأ تطبيق اللائحة الجديدة، وتنصّ على مساهمة مالية من وزارة الثقافة لا تتعدى خمسين بالمئة من الميزانية.

نحن مؤسّسة مدنية تدير المشروع من أوله إلى آخره، ومن الطبيعي، بأن تدعمه الوزارة، لأنه دورها.

·        ماهي هذه المؤسّسة ؟

"شباب الفنانين المُستقلين"، وهي موجودة منذ خمس سنوات، ولا تهدف للربح، وتهتمّ بالمسرح، والفنون التشكيلية.

·     المؤسّسات المدنية، أو الجمعيات الأهلية التي لا تستهدف الربح، لا يعني بأن يعمل الفريق متطوعاً.؟؟

آه ..طبعاً.

·        سيد.. ذكرتَ منذ قليل، بأنك لم تشاهد أكثر من خمسة أفلام أفريقية ؟

في مصر، حتى النقاد المتخصصون لم يشاهدوا أكثر من هذا العدد، هم يشاهدوا الأفلام الأفريقية في مهرجانات خارج مصر، نعم، لم أكن متخصصاً في السينما الأفريقية، وهذا يشجعنا بأن نبدأ، بغضّ النظر عن تأخرنا، وقد بدأنا منذ عامين، وعملنا قاعدة بياناتٍ، واطلعنا بشكلٍ أكثر تخصصاً، وتعمقاً في صناعة السينما الأفريقية، وتاريخها، صحيح، قبل ذلك، لم نكن نعرف أيّ شيء عن السينما الأفريقية، عندما بدأنا نبحث عن مصادر عنها لم نجد كتاباً واحداً باللغة العربية عن السينما الأفريقية، ولهذا أصدرنا كتاباً بعنوان "سينما أفريقيا السوداء" كتبه "فرانك أوكاديك"، وترجمه " محمود علي"، وبدأنا بتكوين قاعدة بيانات عن المخرجين، وصناع السينما في أفريقيا، بمعنى، حوّلنا نقطة الضعف هذه إلى قوة، وملأنا الفراغ الذي فرض نفسه سابقاً.

·        ماهي الخطة البرمجية للمهرجان ؟

يهتمّ المهرجان بالأفلام الروائية الطويلة، القصيرة، التسجيلية، وأفلام التحريك،...

أفلام التحريك الأفريقية قليلة جداً، والتجريبية نادرة جداً..

.....ويمنح المهرجان جوائز مالية، طبعاً بالإضافة إلى النشاطات المُوازية : ملتقى، ورش عمل مصرية/أفريقية لإنتاج خمسة أفلام قصيرة، روائية، وتسجيلية، خصصنا 10 ألاف دولار لكلّ فيلم، ونبحث عن شركاء، تلقينا عشرين فكرة قدمها أصحابها للورشة، ودعا المهرجان المخرجين، والكتاب، والمصورين (20 شخصا) ووزعهم عبر الورشات، تمّ اختيار خمسة مشاريع للإنتاج.

كانت الورشات بإشراف المخرج التونسي رضا الباهي، المخرج المصري أحمد عبد الله، المصور المصري كمال عبد العزيز....

·        ولماذا تمّ اختيار مدينة الأقصر مكاناً لانعقاد المهرجان ؟

تم اختيار الأقصر لكسر مركزية القاهرة التي تحوي كلّ الأحداث السينمائية، وحرمت 28 أخرى من مناسباتٍ مشابهة، وبصفتها عروس الجنوب المصري، فهي أقرب إلى أفريقيا، وبوابة لها، كما أنها تتمتع بإمكانياتٍ لوجستية عالية جداً، مطار، فنادق، اسم عالمي سياحياً، وتعتبر أكبر متحف مفتوح في العالم.

·        وماذا عن ميزانية المهرجان ؟

حصلنا على خمسين بالمئة من وزارة الثقافة "المركز القومي للسينما ـ صندوق التنمية الثقافية".

وعشرين بالمئة من وزارة السياحة، وخمسة بالمئة من وزارة الخارجية، والباقي من محافظة الأقصر، والمجلس القومي للشباب.

·        وكيف يتمّ العمل الإداري، والفني ؟

هناك إدارةٌ فنية مكوّنة من مستشارين : سمير فريد، خالد يوسف، هند صبري، سعد هنداوي......

الإدارة الفنية موزعة على كلّ المُستشارين، نحن نعمل كفريق عمل جماعيّ.

·        وكيف تحددون "الفيلم الأفريقي" ؟.

هو الفيلم الذي تدور أحداثه في أفريقيا بغضّ النظر عن جهة الإنتاج، ولكن من الضروري أن يكون المخرج أفريقيا.

·        وماذا عن أفلام لمخرجين أفارقة تدور أحداثها خارج أفريقيا.؟

في الدورة الثانية سوف نُخصص برنامجاً بعنوان "أفريقيا خارج الوطن"، كما نفكر بتنظيم "سوق للفيلم الأفريقي".

·        كم فيلما وصل إلى إدارة المهرجان ؟

وصلنا 210 فيلما طويلا، تسجيلية، قصيرة، وتحريك، وهناك لجنة مشاهدة تشاهد كلّ الأفلام.

نسعى بأن يشارك أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية، وفي بعض الحالات كنا نتغاضى عن المُستوى.

وكانت الترجمة، إنكليزي، فرنسي، إحدى المشاكل الرئيسية للمهرجان.

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2012

 

اختتام كارلوفي فاري.. تقييم هذه الدورة

محمد حسن - التشيك 

أسدل الستار منذ ايام على فعاليات الدورة رقم 47 لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بالتشيك, وهو يعد واحدا من أهم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم, وقد فاز بكبرى جوائزه "الكريستال جلوب" هذا العام الفيلم النرويجي "الرجل تقريبا", مضافا اليها جائزة مالية قيمتها 25 الف دولار أميركي، وفاز الفيلم الايطالي "بيتزا فونتانا" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وقيمتها 15 الف دولار، وفاز المخرج الكندي رفائيل أويلت بجائزة أحسن مخرج عن فيلم "شاحنة" فيما فازت الايرانية ليلى حاتمي بجائزة احسن ممثلة عن فيلم "الخطوة الاخيرة"، وفاز الممثل النرويجي هنريك رفايلسن بجائزة احسن ممثل عن دوره في فيلم "الرجل تقريبا"، كما فاز بالجائزة نفسها الممثل البولندي إريك ليبوس عن دوره في فيلم "لقتل حيوان القندس"، وفاز 5 ممثلين اخرين "بإشادة خاصة" أربعة منهم مشاركين في الفيلم التشيكي "فيلم بولندي" وهم بافل ليسكا وتوماس ماتونوها ومارك دانييل وجوزيف بولاسيك، والخامس هو اليوناني "يانيس بابادوبولوس" عن دوره في فيلم "ولد يأكل طعام الطائر" .

وفي مسابقة "شرق الغرب" فاز الفيلم الأوكراني "منزل مع برج" بالجائزة الكبرى وقدرها 20 الف دولار امريكي، فيما فاز فيلم "تلاشي الأمواج" بإشادة خاصة، وهو فيلم يشترك في إنتاجه 3 دول هي فرنسا وبلجيكا وليتوانيا .

وفي المسابقة التسجيلية فاز فيلم "اخر اسعاف لصوفيا" بجائزة احسن فيلم وقدرها 5 الاف دولار، وتوالت توزيع الجوائز ثم تم عرض فيلم "الى روما مع الحب" تأليف واخراج وبطولة المخرج الامريكي وودي آلان، وأعقب ذلك حفل ساهر بفندق بوب للفائزين وضيوف المهرجان استمر حتى فجر اليوم الثاني .

وبعيدا عن الجوائز فقد شهدت دورة هذا العام سمات وكواليس عديدة . جدير ذكرها الآن، لعل أبرز سمات هذا العام عدم وجود أية أفلام عربية خالصة بإفرع المهرجان المختلفة، اللهم الا فيلم واحد فقط اشتركت في إنتاجه المغرب وسويسرا معا هو "المغضوب عليهم" الذي تم عرضه ضمن مسابقة "الأفلام المستقلة" وهو فيلم يناقش خطر الجماعات المتطرفة في الدول الاسلامية، ومن سمات دورة هذا العام ايضا خلو المسابقة الرسمية من الافلام الاسرائيلية على عكس العام الماضي التي شارك خلالها فيلما اسرائيلية وفاز بجائزة في نهاية المهرجان .

من السمات التي أجمع عليها العديد من النقاد العرب والاجانب هذا العام أن اختيارات افلام العام الماضي كانت أفضل من اختيارات العام الحالي، سواء تلك التي عرضت ببرنامج المسابقة الرسمية أو التي عرضت خارج المسابقة .

غياب كبار النجوم كانت سمة أيضا ميزت الدورة المنتهية منذ أيام، حيث لم يحضر من كبار النجوم سوى الانجليزية هيلين ميرين في حفل الافتتاح، والأمريكية سوزان ساراندون في حفل الختام، وتم تكريم كلا منهما، وهذا يعكس عدم اهتمام كبار نجوم السينما العالمية بالحضور كما يعكس عدم اهتمام إدارة المهرجان بجلب النجوم، بالمقارنة بإدارة مهرجان برلين التي دعت خلال الدورة الأخيرة عددا كبير من كبار النجوم العالميين المعروفين ومن أبرزهم سلمى حايك وانجلينا جولي وصديقها براد بيت، ونجوم آخرين من ذائعي الصيت، والحقيقة أن هذا الحضور الخافت للنجوم لمهرجان كارلوفي فاري لا يليق وحجم وعراقة مهرجان يقام منذ ما يقرب من الخمسين عاما .

وللإنصاف كان من أبرز ايجابيات الدورة المنتهية فيلم الختام "إلى روما مع الحب" تأليف وإخرج وبطولة المخرج الامريكي الشهير وودي ألان، وهو الفيلم الذي نال اعجاب عدد كبير من جمهور الامريكي وودي الان .

الحضور الجماهيري بشكل عام بدا متوسطا هذا العام، وتشكل معظمه من طلاب السينما الذين اعتادوا حضور فعاليات المهرجان كل عام، ربما كان من أسباب التراجع الجماهيري تلك الظروف الجوية الصعبة والتي تمثلت في هطول أمطار غزيرة عدة مرات خلال مدة انعقاد المهرجان، بالإضافة لعامل ثان هو أن اختيارات الأفلام كانت أقل مستوى من اختيارات العام الماضي كما ذكرنا سلفا .

إجمالا .. اتسمت دورة هذا العام بحضور خافت بالنسبة للنجوم، وحضور جماهيري متوسط، واختيارات للأفلام أقل مستوى من اختيارات العام الماضي، نتمنى أن تكون إدارة كارلوفي فاري لديها مراجعة لنقاط القوة والضعف لديها حتى تقدم لنا العام المقبل دورة أفضل، خاصة أنها لديها مقومات تجعلها في الصدارة، أبرزها عراقة مهرجانها وجمال طبيعتها وتوقيت انعقاده فضلا عن خصوصية مسابقاته وتخصص فقراته، حيث هو المهرجان الوحيد بأوروبا الذي ينظم مسابقة متخصصة أفلام دول أوروبا الشرقية هي مسابقة أفلام "شرق الغرب" .

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2012

 

 

"لا راحة للشرير"..

الأشرار الأفتراضيون من هم؟؟

طاهر علوان  

من هم يا ترى أولئك الأشرار الذين ينبغي ملاحقتهم والإجهاز عليهم، الذين يطرح هذا الفيلم قضيتهم ؟ أنه ومن دون شك يترك الإجابة وفيها كثير من التذبذب والجدل... بهذه السطور يناقش محرر مجلة "هوليوود ريبورتر" هذا الفيلم الأسباني الذي حمل عنوأن "لا راحة للشرير" للمخرج أنريك اوربيزو والذي يعرض الأن في الصالات الأوربية، والذي سبق وأن فاز بعدد مهم من جوائز "غويا" – وهي جوائز الأكاديمية الإسبأنية للفيلم وقد تفوق في عدد الترشيحات على فيلم المخرج السينمائي الشهير بيدرو المودافار :"الجلد الذي أعيش فيه" لكن قصة الترشيحات والفوز والاحتفاء أمريكيا بالفيلم من طرف "وارنر بروذرز" المشاركة في الأنتاج لا تكفي للتوقف عن قراءة الفيلم نقديا لاسيما وأنه يطرح قضية اشكالية مركبة تتعلق بمن هم الإرهابيون الذين يهددون السلم الاجتماعي الإسبأني بشكل خاص والذين يسعون لإلحاق أفدح الضرر بالناس الأبرياء ...

ببساطة شديدة لابد أن يكون أولئك الأشرار قد أصبحوا أهدافا جاهزة للقضاء عليها من طرف رجال السلطة والقأنون لتخليص المجتمع من شرورهم في إطار عمل أمني استخباري ممنهج ومنظم ....لكن القصة في هذا الفيلم تنحو منحى آخر مختلفا تماما من خلال تلك البطولات الافتراضية الفذة التي يصنعها رجل الشرطة "سأنتوس" (الممثل المخضرم خوسيه كورونادو)، هو رجل شرطة يمكنك أن تصفه أنه حاكم بأمره يمكنه أن يقتل أي أحد بلا محاكمة ولا تحقق ولا قأنون ولإفضاء، لاسيما وأنه يمارس ذلك الفعل وهو مخمور وذلك أدهى وأمر، فهو يتنقل بين الحانات في آخر الليل ما أن تغلق حانة حتى يذهب الى أخرى، يدخلها بالصدفة ودون تخطيط ومن دون أن يعرف من يعمل فيها وهناك يجد العاملة التي تخبره :" كما ترى أن الحانة خالية من الناس وعلينا أن نغلق كل شيء وعليك أن تخرج"، فيرد عليها ولكنكم تطلقون اصوات الغناء عاليا من جهاز التسجيل، فتغلق هي جهاز التسجيل ويشهر هو ما يبثبت أنه شرطي، ترتعب هي ورئيسها وأحد العاملين ويقدمون الخدمة له ويمضي هو في احتساء مزيد من الخمر ثم ليصفي الأشخاص الثلاثة واحدا بعد الآخر رميا بالرصاص بلا سبب ولا داع ثم يطارد أحد العاملين الذي كان نائما في احدى الحجرات المجاورة ولكي تكتمل الوصفة فإن هذا الذي هرب مذعورا سيكون شرق - اوسطيا او مسلما ذا بشرة سمراء وشعر أسود وكان موجودا في حانة يمتلكها أشخاص من امريكا اللاتينية يعملون في الدعارة والمخدرات تحت غطاء ادارة النادي الليلي وهذه الشبكة سيتضح فيما بعد أنها ترتبط بالإرهاب الإسلامي !!! هذا ما سيتحفنا به سانتوس .

هذه هي الحبكة والتوليفة المفبركة التي سار عليها الفيلم تاركا لرجل شرطة يأتمر بهوى نفسه فيقتل من يشاء ويروع من يشاء من الأشرار الافتراضيين الذين يقلقون الحياة الاجتماعية في تلك البقعة .

تمضي الدراما الفيلمية متصاعدة، أجهزة الشرطة والاستخبارات تحقق بمهنية ودقة في حادثة مقتل الأشخاص الثلاثة الذين ابادهم الشرطي سانتوس بدم بارد، ما دوافعها ؟ ومن القاتل ؟

الشرطي سانتوس يصبح همه الآن التوصل الى ذلك الشخص العربي الذي هرب من المكان ومن خلال صورة يتوصل إلى إحدى الجمعيات الثقافية التي تحمل اسم "جمعية طنجة الثقافية "، جمعية مغربية يدخلها فيجد من هم فيها يؤدون الصلاة جماعة وهناك يجد صورة ذلك الشخص الذي يبحث عنه ويستخدم قاعدة بيانات الشرطة للعثور عليه ويلاحقه في إحدى محطات القطار لكنه يتعرض للطعن بسكين ويتولى خياطة جرحه بنفسه .

الخطوط المتوازية للسرد تقود الى شكل من دراما الإثارة التي تلخص بحث الكل عن القاتل المجهول، أجهزة الأمن من جهة وسانتوس من جهة أخرى الذي صار يمثل الشكل التقليدي لرجل الشرطة الخارج على القانون بل الذي يطبق القانون على طريقته ويتحول إلى محور وحيد في الدراما ومن حوله وبموازاته تنسج جميع الخطوط الدرامية والسردية في تلك الحبكة المثيرة .

إنه تغلغل تدريجي في "عالم الأشرار" وهم مهاجرون عرب يتمركزون في ضاحية نائية، في بيت ريفي وهناك يقومون بالتحضير لأعمالهم .

يصل سانتوس إلى موقع تلك المجموعة ويشاهد المكان الذي غالبا ما يظهر مرافقا لبيانات تنظيم القاعدة، اليافطة السوداء واسم الجلالة وكاميرا الفيديو التي تصور الإرهابيين وهم يلقون بياناتهم .

ومن هناك يأتي الرجال المحترفون يخرجون محتويات قناني إطفاء الحرائق ويستبدلونها بحشوات تفجيرية ليتولون فيما بعد توزيعها على المجمعات التسويقية وملاعب الأطفال ويركز الفيلم على تلك الصور، أن الإرهابيين العرب هم قتلة الأطفال والأبرياء في صورة لا تحتاج لا إلى شرح ولا إلى تعليق.

هذه الفجاجة والسطحية والتلفيق في هذا الجزء من الفيلم إصابته في مقتل لأسباب عديدة أهمها أن عملية مطاردة الأشرار لم تكن إلا عملية عشوائية خرجت من حانة كأن سانتوس ثملا فيها، قتل اولئك الثلاثة العاملين في الحانة فاكتشف ذلك الشاب المغربي الذي ظل يطارده من دون سبب واضح ولا دافع منطقي ولهذا بدت اسطورة قناني الإطفاء أكثر سذاجة وحلا سطحيا مفتعلا لم يكن مبنيا دراميا ولا سرديا بقدر ما كان حلا ترقيعيا غرضه واضح وهو التحريض العنصري وتصعيد الأسلامفوبيا لا أكثر ولا أقل .

وكأن الرسالة الأخرى الموازية التي أتحفنا بها المخرج خلاصتها أن السلطات المعنية بملاحقة الإرهابيين والمجرمين لا تقوم بواجباتها بالشكل الكافي فأفرادها لا يقتلون عشوائيا كما يفعل هو ولا يطلقون الرصاص على من يريدون لمجرد الاشتباه، وهم يقومون بعمل احترافي في التحري واحترام القضاء واجراءاته اما في عرف سانتوس فلا مكان لكل ذلك ويجب البحث عن الأشرار من المهاجرين من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والعالم الإسلامي وقتلهم فورا سواء بالشبهة او بالإدانة الموثقة لا فرق.. فالفرق بين ما كانت تقوم به رئيسة الشرطة من أداء محترف هي ومساعديها يجد نقيضه في التهور والسعار للقتل الذي يعصف بسانتوس وحتى من دون أن يكشف عن أفكاره ودوافعه وأيديولوجيته، هل هو عنصري، هل هو قاتل مأجور، هل هو شخصية ذات طبيعة إجرامية بالفطرة، وحتى أنه لم يظهر ولا مرة واحدة وهو يعيش حياة إنسان طبيعي فلم يظهر ولا مرة واحدة وهو مع أسرة أو صديق أو الى جانب امرأة، كأنه إنسان ضائع بلا هدف غير إشهار المسدس وإطلاق الرصاص .

وفي كل الأحوال هنالك مشهد الختام الذي سيكرس سانتوس "بطلا" في نظر المخرج ، فهو يخوض صراعا شرسا يستعد له ببندقية اوتوماتيكية متطورة يقاتل بها اولئك الغرباء وتنتهي حياته وقد تلقى طعنات شديدة بسكين من طرف الإرهابي العربي الذي يحمل في يده جهاز التحكم عن بعد لغرض تفجير عبوات الحريق في المجمع التسويقي الكبير حيث كان الناس يتسوقون والأطفال يلعبون ولكن وفي مشهد مثير يطلق رصاصة الرحمة على خصمه ويجر خطاه مثخنا بالجراح ليبقى شاهرا سلاحه بيد وجهاز التحكم عن بعد بيد أخرى وحيث يجده المحققون ميتا وهو على هذه الحالة مستعد لواجب آخر..!!!

لعل ميزة الفيلم هي طابع الإثارة لكنها ميزة لم تخرج الفيلم من دائرة الأفلام البوليسية العادية لسبب مهم هو الضعف الشديد في وظيفة التحري التي صارت لها تقاليد متراكمة عبر تاريخ السينما نظرا للكم الكبير من الأفلام التي قدمت هذا الموضوع... فعمل شرطي التحري ممنهج ودائما ما تكون الأسرار والغموض تكتنف عمله وتثير شغف واهتمام المشاهدين، اما سانتوس فبإمكانه ببساطة أن يشاهد أي مهاجر عربي او من أمريكا اللاتينية فيلاحقه ويتتبع علاقاته ويبدأ بالقتل العشوائي ويفبرك تلك القصة في القنابل الموقوته ونزعات الإبادة الجماعية التي بالغ فيها الفيلم الى حد كبير يضاف الى ذلك أن العنوان الأصلي للفيلم باللغة الإنجليزية او الإسبانية "No rest for the wicked” وماهي في الأصل إلا عبارة من التوراة معروفة وتكررت عنوانا لأعمال فنية ومسرحية أخرى كثيرة .

الجزيرة الوثائقية في

12/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)