حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أحمد عزمي:

أندهش من عبقرية أحمد زكي في الأداء

بقلم : مي سكرية

 

فنان مجتهد مغامر.. حفر اسما لنفسه وسط الفنانين وصنع لنفسه اسلوبا مميزا ومختلفاً ادواره تشبهه.. يأثرك بادائه هو الابن والاخ والحبيب والصديق وابن الجيران.. جريء في اختياراته يؤمن بأن الورق من أهم عناصر العمل.. في رمضان نراه «حربي» في مسلسل اخت تريز ونراه خُط الصعيد في شمس الانصاري، إنه النجم احمد عزمي

·        بداية حدثنا عن دورك في مسلسل اخت تريز الذي ستقدمه مع النجمة حنان ترك؟

- أجسد شخصية «حربي» احد ابناء الصعيد من اسيوط مركز بني خاطر التي تقسم إلي جزأين: شرق حيث بيوت الاغنياء والسلطة والنفوذ وبني خاطر غرب حيث الحياة المعدمة وانا صديق كامل الذي يجسده صديقي المصور الفوتوغرافي محمود عبد السلام وانا اجسد الصديق الغني من ابناء شرق لكنه لا ينظر الي الفروق الاجتماعية بينه وبين كامل كبير ابناء بني خاطر غرب .... يتميز حربي بانه متدين وطيب يعيش قصة حب مع خديجة ويتزوجها وتختلف نظرته للحياة بعد ذلك فيراها بشكل ابسط وافضل حيث يحدث تحول في الشخصية يلاحظه الجمهور.

·        ما مواطن الصعوبة في شخصية حربي؟

- درجة صعوبة أي شخصية هي أن تقدم تجربة بني ادم لم تقابله طول عمرك ولا تعرفه والاختلاف بين الشخصيات وبعضها هو ما يصنع الصعوبة لانك تغوص في اعماق شخصية لاتعرفها لتقدمها أمام الناس لكني دائما اعتمد علي الورق المكتوب وتصاعد الدراما والمسلسل في الحقيقة يركز علي البعدين الامني والاجتماعي في مصر من ناحية تيار معين وعندما تقدم شخصية تريز نجمة محجبة وملتزمة ومحبوبة ولها جماهيرية عالية سيتقبلها الجمهور بكل طوائفه.

·        ألا تخشي من منع عرض المسلسل؟

- مستحيل لانه كلما زادوا من شراستهم ومنعوا افكارنا وعارضوا الفن ووقفوا في وجه الابداع اثبتوا انهم لا يستطيعون ادارة البلاد كما انهم لو حاولوا منع المسلسل هيتهرب علي سيديهات والدنيا كلها هتشوفوا وهنبقي اشهر فنانين ... كما أن الثورة اكدت حقيقة لا يستطيع احد اغفالها وهي انتهاء زمن المنع لا يستطيع أي شخص أو حزب أو تكتل منع عمل محترم لان الناس هتعرف وهتقدر توصله.

·        ألم تخش أن يكون المسلسل قد بالغ في تصوير التيار الاسلامي بانه عنيف ومتطرف وإرهابي؟

- وهل تعتقدين اني أو حنان ترك سنوافق علي أن نزايد علي الاسلام وان نظهره بانه دين تطرف وعنف وارهاب؟ لا يمكن طبعا أن نصوره بهذا الشكل أو نقبل تصويره كذلك لكن العمل والمخرج رصدا ما يحدث بكل مصداقية وشفافية، صورنا كيانات مصر في الصعيد والتيار الاسلامي العنيف والمتطرفين الاقباط واظهرنا تطرفهم نابع من ايه، لانهم طول الوقت شاعرون انهم اقلية وبالتالي فاي عنف يمكن أن يضر بهم.

رسالة تهديد

·        لكن قيل إن سيارتك تعرضت للكسر والسرقة بسبب دورك في المسلسل فهل هذا حدث فعلا؟

- فعلا بعد سلسلة تهديدات وصلتني علي موبايلي منهم اتق الله فيما تقدم.. حرام عليك.. والدعوة لدين آخر شرك بالدين الاسلامي وغيرها من رسائل التهديد وبعدها فوجئت بسيارتي التي وضعتها داخل جراج مسكني في منطقة حدائق الاهرام مكسورة ولم يسرق منها شيء بل وجدت الادوات التي كسرت بها السيارة بداخلها ولم يسرق منها شيء سوي المصحف الذي كنت اضعه امامي في التابلوه واستغربت جدا لانهم كسروا السيارة ولم يسرقوا شيئًا سوي المصحف وهو ما اثار ضيقي وخوفي خاصة ان سيارتي مميزة لان زجاجها فاميه (بني اللون) واكتشفت السرقة قبل بواب الجراج ما يكتشفها واعتقد انها رسالة معينة من جماعة معينة لا اعرف من هم.

حكاية تعود

·        تشارك في اكثر من مسلسل درامي في رمضان فكيف تفصل بين الادوار الثلاثة؟

- بصراحة لا أعلم واندهش من عبقرية وقدرة الاستاذ احمد زكي الفنان العبقري الراحل وكيف كان يستطيع الفصل بين ادوار في غاية الصعوبة قدمها لنا . لكن مع احتراف الفنان لمسألة التمثيل عام بعد عام يقدر يفصل بين الادوار بسهولة كما أن مواعيد التصوير بتختلف من وقت لاخر كما انه مع الوقت يتعود الفنان علي تجسيد اكثر من دور في وقت واحد.

·        حدثنا عن دورك في مسلسل شمس الأنصاري؟

- حمادة القوصي في مسلسل شمس الانصاري شخصية شريرة وقاتل محترف والقوصي هو خط الصعيد وهو الصديق الوحيد لشمس الانصاري الذي يسلمه زمام الابعدية وتكتب عنه الجرائد انه خط الصعيد الجديد ولقد انتهيت من تصوير اغلب المشاهد الاساسية في الديكور الأساسي في الابعدية.

·        ما الصعوبات أو المواقف الطريفة التي واجهتك اثناء تصوير الشخصية؟

- كنا نصور في الصعيد في منطقة مقطوعة والدنيا حر جدا ووجدت في المنطقة عشة مهجورة فدخلتلها الكهرباء وجبت مروحة وجبت ايس بوكس وغلاية ماء عشان نعمل شاي واطلقنا عليها عشة القوصي وكنا عايشين جوة العشة بالجلابية وكان بيقعد معايا فيها محمد سعد والمخرج وبصراحة كان بيني وبين محمد سعد تمازج غريب واندماج رائع وقدمنا مشاهد فيها خاصة أن القوصي مجرم لكنه فيه صفات النبل والشهامة والحق وظهر ذلك في المشهد الذي احاكم فيه والدي الذي يجسد دوره فاروق الفيشاوي وسيفاجأ الجمهور بان محمد سعد يقدم شخصية بعيدة عن الكوميديا تماما .

·        ماذا عن السينما في مشوارك الفني؟

- لدي فيلم سينمائي بعنوان بعد الطوفان وشارك في مهرجان الرباط في المغرب ويعرض في مهرجان الاسكندرية القادم وتشاركني البطولة هبة مجدي وحنان مطاوع والفيلم يتناول الاحداث التي مرت بمصر وادت الي قيام الثورة وما بعدها والفيلم يشارك في اكثر من مهرجان دولي وهو سبب سعادتي به.

·        قيل انك تجسد شخصية وائل غنيم في احداث هذا الفيلم فهل هذا صحيح؟

- هي ليست شخصية وائل غنيم لكنها شخصية تحمل نفس التركيبة قريبة منه وفكرة الفيلم بتقول اللي بيحصل في البلد من خلال نظرة غريبة جدا تتقرب من مستقبل البلد.

·        ماذا عن المسرح في مشوارك الفني؟

- لايوجد مسرح في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من انقسامات وظروف سيئة واختلافات لان المسرح يحتاج الي التزام شديد وحماية وهدوء وفي دول اوروبا وفي مدينة بورادوي هناك شوارع ومناطق مخصصة للمسرح لها امن خاص وحماية وامان وهو مالم يتوافر لدينا في مصر .

·        في رأيك كيف تري مستقبل مصر في ظل حكم الإخوان؟

- الحرام بين والحلال بين ولو الحكاية محتاجة فلابد أن يدرك الجميع أن مصر وسطية في كل شيء حتي في اختيارتها لمرشح الرئاسة 50 % اختاروا الاخوان و50% اختاروا شفيق وبالتالي احنا شعب وسطي ولابد أن يفهم أي شخص يتولي الرئاسة اننا وسطيون .

·     الكثير من النجوم يعبرون عن آرائهم عبر حساباتهم الشخصية علي الفيس بوك وتويتر فهل تفعل ذلك؟

ـ تستغربي لو أقولك إني علاقتي بالكمبيوتر توقفت لدي كمبيوتر صخر بتاع زمان وعلاقتي بالتكنولوجيا معدومة وبالتالي لا امتلك أي حساب شخصي علي الفيس بوك وتويتر والاكاونت الموجود علي الفيس بوك هو حساب وهمي سبب لي مشاكل كثيرة فهناك سيدة ظلت تحبني علي الفيس بوك لمدة عام طبعا مع الشخص الوهمي الذي ادعي اني احمد عزمي وعلم زوجها بذلك وبعث لي برسالة تهديد حتي اكتشفنا الامر واقنعت الجميع اني لا امتلك حسابا علي الفيس بوك أو أي وسيلة اتصال جمهوري .

جريدة القاهرة في

12/07/2012

 

«غش الزوجية»..

مرحلة جديدة في أداء رامز جلال

بقلم : ماجدة خير الله 

بتعمل ليه أفلام سخيفة، أما إنت تقدر تعمل أفلام لطيفة؟ جملة كنت أتمني أن اقولها من فترة للمخرج أحمد البدري! والحمد لله جاءت الفرصة كي اقولها أخيرا واشيل من علي صدري حملا ثقيلا، والغريب ان دور العرض تستقبل في اسبوعين متتاليين فليمين لمخرج واحد، الاول وهو" جيم اوفر"، كان ثقيلا رديئا متهرئا، مبتذلا، رغم الدعاية المكثفة ووجود اسم نجمة كبيرة، اما فيلمه الثاني "غش الزوجية" فهو افضل حالا بنسبة ملحوظة، رغم أنه لم يحظ بالدعاية الكافية بل تم عرضه في هدوء شديد، بالإضافة لان ابطاله ليس بينهم اي من نجوم الشباك، ورغم ذلك فأنت تمضي الوقت في متعة واضحة، وتتسرب اليك حالة من البهجة تفتقدها في كثير من الافلام الكوميدية! لكن قبل ان تأخذك التوقعات بعيدا، وتعتقد أننا نتحدث عن فيلم كوميدي عظيم، فسوف اقول لك تمهل قليلا، فالافلام اللطيفة او المبهجة ليست بالضرورة تلك التي تحمل افكارا جديدة، ولاحتي افكارا عظيمة وقضايا معقدة، لكن يكفي صدق النوايا والابتعاد بقدر معقول عن الابتذال والتهريج، وهي أمور تجدها في فيلم غش الزوجية مضافا لها حالة من الوهج والتوهج قد حدثت لرامز جلال، الذي كنت أعتبره مهرجًا صغيراً دخل مجال التمثيل صدفة، لكن مصر بتتغير، وحاجات كتير بتتغير، ومش معقول يكون رامز جلال مش حايتغير! وإحقاقاً للحق أننا أمام "رامز" جديد، غير اللي بيضرب بمب ويفرقع حاجات، عشان يخض زمايله في البرامج، وليس هو نفسه اللي بيسوق الهبل علي الشيطنة في معظم أعماله فيثير الغيظ والحنق أكثر من قدرته علي إثارة الضحك!المهم الحمد لله أنه قرر أخيرا ان يغير من اسلوب أدائه، مع احتفاظه بقدرته علي الاداء الكوميدي كلما احتاج الامر، فالكوميديا ليست شقلبظات أو تحريك الوجه وعضلات الجسم بشكل عشوائي، لكنها فن يحتاج لدرجة اعلي من التحكم في ملامح الوجه، ولغة الجسد! لا جديد حكاية الفيلم لاتحمل جديدا، وهذه ليست مفاجأة علي ما أعتقد، والسيناريو الذي كتبه" لؤي السيد" يكاد يكون معالجة عصرية لفيلم مصري قديم، نحبه جميعا ولايختلف عليه اثنان هو"انت حبيبي" الذي أخرجه " يوسف شاهين" في الخمسينات من القرن الماضي، ولعبت بطولته شادية وفريد الاطرش وهند رستم، والفكرة باختصار تدور حول شاب عابث "رامز جلال"، يعمل في مجال الدعاية، يمتلك شركة استيراد بعض منتجات التجميل، وحتي يفوز بصفقه ما، تضطره الظروف لعمل قرض ضخم، فيلجأ الي صديق قديم يعمل مديرا لاحد البنوك، وحتي تتم صفقة القرض، يقوم الاب "حسن حسني"بعمل صفقة ثانية مع مدير البنك، مفادها أن يتزوج ابن الاول، ابنة الثاني، ولكن عقدة الفيلم هنا، أن العروس "إيمي سمير غانم"، هي فتاة رياضية مسترجلة، ومعقدة ايضا، وطبعا تحت إلحاح الآباء ومؤامراتهم المتكررة يضطر حازم للزواج بسلمي رغم أنه لايجد فيها ما يحفزه علي الزواج، لكن طبعا لابد ان يتوقع المشاهد ان الحال سوف ينقلب ويتدخل كيوبيد ليرمي سهامه في قلب الزوجين الشابين، فيقع بينهما الحب الذي لايفسده الا شعور كل منهما أنه تزوج الآخر من أجل مصلحة ما. ظرفاء بحق ولأن الافلام ليست الحكايات فقط، ولكن تفاصيل تلك الحكايات، أو كيف تروي تلك الحكايات في صور متحركة علي الشاشة، وقد زخر فيلم غش الزوجية ببعض المشاهد والتفاصيل التي يمكن أن نصفها بإنها ظريفة فعلا، وإذا كان حسن حسني لم يعد لديه أي جديد ليقدمه، ولا إدوارد، الذي مللنا مشاهدته في دور الصديق الذي لايقدم ولايؤخر، يجب ان نذكر ان يوسف فوزي ومها ابوعوف لايزال لديهما الكثير ليقدمانه، أما إيمي سمير غانم فهي تكسب مع كل دور تقدمه أرضا جديدة، بفهم لطبيعة الدور، والمعايشة واقتصاد في ردود الفعل، مع الالتزام بالملابس المناسبة للشخصية، ويكاد يكون دور حازم هو افضل ما قدمه رامز جلال في حياته الفنية كلها، وربما يكون بداية لمرحلة جديدة.

جريدة القاهرة في

12/07/2012

 

«الليل الطويل» ..

سينما تتحدي الاستبداد

بقلم : رفيق الصبان 

هذا الفيلم السوري يعود إلينا من جديد من خلال مهرجان الإسكندرية القادم ليثبت أن الأفلام الجيدة لا تموت وأن الأفكار البيضاء التي تتناثر في جنباتها كالفراشات الملونة لا يمكن أن تختفي من الذاكرة. الفيلم يعود إلي ما قبل سنوات قليلة أخرجه المخرج التليفزيوني الكبير «حاتم علي» في أولي تجاربه السينمائية وحشد له مجموعة متميزة من نجوم سوريا الكبار بدءاً بالراحل خالد تاجا الذي يقدم في هذا الفيلم دورا من أقوي أدواره وأشدها تأثيرا إلي جانب رفيق السبيعي الذي يبدو كعادته شامخا متألقا في دور تتضارب فيه العواطف كلها، وسليم صبري الذي يؤكد مرة بعد أخري تفوقه وقدرته علي التقمص الحقيقي لجميع الشخصيات التي يلعبها مهما تناقضت واختلفت في جذورها واتجاهاتها، كما يلعب حاتم علي نفسه دورا أساسيا في هذا الفيلم الشديد البساطة والبالغ التعقيد معا والذي كتبه بحرفية عالية واحساس ثوري شديد «هيثم حقي» مضيفا إلي قدرته الإخراجية موهبة كتابية مؤثرة وملفتة للنظر. كل واحد من هؤلاء النجوم إلي جانب الشباب منهم كباسل الخطيب وزهير عبدالكريم وأمل عرفة يقدمون من خلال إدارة حازمة للمخرج «تعودنا عليها منذ مسلسلاته التليفزيونية التي لا تنسي» جعلتهم ينطلقون إلي أقصي ما تحمله مواهبهم من إمكانيات. الفيلم يروي قصة ليلة طويلة تبدأ بمونولوج شكسبيري يلقيه فنان سجين من خلال خلفية عاصفة ممطرة لنري بعدها مجموعة من المعتقلين السياسيين في زنزانتهم الضيقة يستمعون إلي صديقهم الفنان يروي ساخرا موافقة السلطات علي إعادة مهرجان المسرح العربي ويستعرض بآسي أسماء هؤلاء الذين صنعوا المسرح في بلده بدءا من الراحلين فواز الساجر وسعدالله ونوس وانتهاء بزكريا تامر الذي نفي نفسه بعيدا عن دمشق التي يحبها». من خلال حوار ذكي مدهش يلقي الضوء علي هؤلاء المساجين الأربعة والذي ينتهي بقرار الإفراج عن ثلاثة منهم تاركين الفنان لوحده في زنزانته ينعي موت الفكر واستحالة كسر القضبان الحديدية الصلبة التي تسجنه. هزيمة نفسية لحظات الوداع الحميمة بين الأصدقاء الثلاثة ووحدة الفنان وهزيمته النفسية كل ذلك أجاد المخرج رسمه والتعبير عنه في مشاهد قليلة سريعة نابضة بالأحاسيس قبل أن ينقلنا إلي الخارج إلي ما يدعونه مناخ الحرية ليروي لنا قصة هذا الليل الطويل. الفيلم كله سيروي ردود فعل أهالي هؤلاء السجناء الذين افرج عنهم بعد سنوات طويلة من الاعتقال. كريم «خالد تاجا» الذي لا يعود إلي منزله والذي يمشي في الشوارع متحسسا حرية افتقدها طويلا ثم يستقل سيارة تأخذه إلي مقر إقامته الأولي ومواطن ذكرياته بينما ولداه كفاح «باسل الخطيب» الذي ورث عن ابيه ثوريته وكفاحه وعناده المستميت في الدفاع عن كرامة الإنسان وحقه مما جعله يبتعد تماما عن أخيه «زهير عبدالكريم» الذي تلاءم مع النظام وقرر الرضوخ له ونسيان كفاح أبيه وأخيه لذلك يجيء خبر الإفراج عن الأب صدمة له عوضا عن أن يكون سببا للبهجة، إنه يفكر كيف سيعيد له بيته بعد أن احتله هو وزوجته وأولاده، يحاول أن يعيد الصور القديمة والأثاث القديم عاجزا عن إعادة الروح إلي بيت فقد روحه. أما الأخ الثالث فقد هاجر إلي فرنسا مع زوجته وابنته وأصبح جزءاً من مجتمع جديد لا يربطه بمجتمعه القديم إلا ذكريات عابرة ووجوه تطل لحظة ثم تختفي وكلمات فقدت أحيانا معناها. الإفراج عن الأب يعيد للمهاجر ارتباط فقده طويلا ببلده ويعيد إليه ارتباطه بزوجته التي بردت علاقته معها. السيناريو البارع الذي كتبه هيثم حقي امتلأ بشخصيات تنتمي إلي بعضها أحيانا بصلة المعرفة وأحيانا أخري بصلة القرابة. ولكن رغم كثرة هذه الشخصيات عرف هيثم كيف يعطي لكل واحدة منها معني وسمة وملامح يساعده علي ذلك حوار ذكي مشرق يتألق كالجوهر كالحوار بين الأخين الذي يكشف الهوة العميقة بين هؤلاء الذين تنازلوا وهؤلاء الذين مازالوا يقاومون. عشق الحرية مشكلة كمال «سليم صبري» مشكلة من نوع آخر فهو يرفض توقيع التنازل الذي تطليه معه السلطات نظير الإفراج عنه بعد أن مر بكل المراحل التي تمهد لخروجه من السجن ويقضي ليلة كاملة يناقش نفسه ولكن حب الحرية يجبره آخر الأمر علي أن «يتنازل» كي يعود إلي حياة طبيعية افتقدها طويلا ولكن هل عاد إليها حقا . إن مشهده الأخير مع ابنة قريبه الصغيرة التي جاءت مع اسرتها لتتابع مراسم الدفن وانطلاقه معها في سهل الريف الفسيح يقول اشياء كثيرة يطرحها الفيلم كأسئلة حائرة تدوي في القلب كطبول افريقية مجنونة. وحده الثائر الناقد «حسن العويني» يبدو لي وكأن السيناريو همشه عن قصد فهو يعود إلي أسرة ترحب به وتنتظره وتعد له الطعام الذي طالما أحبه علي عكس الأسرة الأخري التي عادت خلافاتها إلي السطح بعد أن استقرت في القاع عشرين عاما أو يزيد. حاتم علي ملأ فيلمه بلحظات سينمائية قوية في احساسها ودلالتها كمشهد خالد تاجا وهو يستقبل حبات المطر مطر الحرية علي وجهه المقدس الذي طالما حلم بهذا الماء المقدس الذي حرمته منه القضبان أو مشهد الاستحمام في هذا المغطس الباريزي بين ثائر المهاجر وزوجته التي أصبحت نصف فرنسية ونصف سورية ومحاولة العثور علي خيط رابط بين شخصيتين انفصلتا من الداخل. الحس الثاني في هذا المشهد يصل إلي حدود بعيدة من التعبير أضاف إليها حاتم علي هذه اللقطات المكبرة التي تأتينا بين حين وآخر لقطعة من الأثاث أو صورة قديمة أو نظرة معبرة أو حركة خفية. هذا التأكيد «الصوري» علي الوجوه والأشياء يكشف عن الحس السينمائي العميق الذي يتمتع به المخرج الذي أصبح واحدا من ميزاته الكبيرة وأسلوبه المميز. مطر التطهر ليلة واحدة طويلة يطهرها مطر يكاد يكون رمزيا وشجرة باسقة تمتد أعضاؤها إلي بعيد وترفض أن تموت.. ونفوس تآكلت «حينا» وتمررت أحيانا أخري. قد يبدو السجن في لحظة ما أشد رحابة من هذه الحرية التي جاءت علي عجل .. دفع ثمنها غاليا .. والتي انتهت بموت المناضل وعودة الروح من خلال يد حنون تمسك بيد طفلة لا تعرف بعد جذورها.. لتأخذها إلي السهل الكريم المنبسط أمامها وكأنه نسيج أخضر سماوي من الجنة. الليل الطويل فيلم «حاتم علي» البديع يعود الينا بنجومه وحده وأفكاره وصراعه ونجوم الكبار ليعيد لنا الثقة في سينما سورية تنبعث دائما من رمادها وترفض بإصرار متكبر وعناد قبيل أن تموت.

جريدة القاهرة في

12/07/2012

 

يوسف داوود..الكوميديان

بقلم : د. ياقوت الديب 

ربما يعطل الزمن وتؤجل الأيام تحقيق رغبة كامنة داخل الانسان وأمل بات تحقيقه دربا من الخيال في خضم مهام حياتية أخري تشغل صاحبها وتبعده عن الفعل والتفاعل في الاتجاه الصحيح الذي كان يأمل السير علي منواله يوما ما أو منذ نعومة أظفاره - لكن هذا لايعني بالطبع قلة الحيلة أو العجز أو شلل الذاكرة في أن تحتفظ بحقها في تخزين الرغبة الي أن يجيء يوم يفرض فيه صاحبها وجودها علي السطح والاعلان عن نفسه في مجال الفن والابداع، وهنا تكمن القدرة علي الاصرار والمثابرة والامساك بالفرصة لتحقيق هذه الرغبة مهما طالت سنوات العزل والإبعاد. حضور متميز نحن أمام رجل من هذا النوع المثابر القوي العزيمة والذي لم يفقد الأمل يوما ما في أن يعتلي خشبات المسرح ويقف أمام كاميرات السينما والتليفزيون، ليفرض وجوده وحضوره المتميز كواحد من قلائل من احترمناهم في مجال الكوميديا في مصر، واثبتوا في شموخ أنهم يستحقون عن جدارة أن نذكرهم أحياء أو أمواتا بحب وباعتراف بموهبتهم وعطاءاتهم للفن. الممثل القدير "يوسف داوود" الذي رحل في صمت ودون ضوضاء أو مقدمات عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما، هو واحد ممن أضافوا لفن الكوميديا في مصر شكلا محترما في الأداء التعبيري الرصين الذي ينبع من "كوميديا الموقف" البعيد عن الكلمة المسفة أو الخارجة علي النص أو التي تتعارض من الناموس الإنساني أخلاقيا أو لفظيا 000 تميزت مفردات حواره بالاتزان والعفوية والخصال ذات القيمة الفنية العالية، التي تهدف الي تحقيق المعادلة الصعبة في فن الكوميديا من حيث المتعة ورسم البسمة الراقية علي شفاه المشاهدين لأعماله في السينما وعلي شاشات التليفزيون وخشبات المسرح، وقيمة الكلمة التي تخبئ الكثير من النقد الاجنماعي لمشكلات الناس ومعانتهم في مصر. والغريب أن هذا الرجل السكندري الذي يتحلي علي المستوي الانساني بدماثة الخلق والموهبة الحقة بدأ مشواره مع االسينما والمسرح والتليفزيون بعد أن تجاوز الأربعين من عمره، وهو يشغل مركزا مرموقا كمهندس للكهرباء في احدي هيئات الدولة، وبعد أن حقق علي المستوي العائلي درجة من الاستقرار كانت كفيلة بأن تبعده عن التفكير في خوض تجربة العمل بالفن، الا أنه آثر أن يحقق رغبه كامنة وحلم داخله تطلع لتحقيقه منذ عشرات السنين، فحزم أمره واستقال من وظيفته ليمارس هوايته ويدخل معترك الأداء التمثيلي. ولما واتته الفرصة تمسك بها وتمكن من الإمساك بتلابيبها وظل وافيا لمهنته الجديدة، التي تفرغ لها تماما ليثبت لنا ولنفسه أنه لم يخسر الرهان، وبالفعل فقد أضاف بشخصيته المتميزة التي أضافت للكوميديا في مصر كوميدينا من نوع ندر وجوده في السينما أو المسرح أو التليفزيون المصري، فقد حباه الله بتركيبة جسمانية مميزة وصوت نتعاطف معه عند سماعه وضحكة غاية في النبل والصدق وأداء بسيط يوحي بأننا أمام شخصية جاءت من قلب مصر لا تكلف فيها ولا اصطناع. وكانت بدايته في السينما عام 1985 وظل مخلصا لها ولفنه طوال سبعة وعشرين عاما حتي بلغت مشاركاته مايزيد علي المائة عمل، منها حوالي أربعين فيلما سينمائيا، وأكثر من ثلاثين مسلسلا تليفزيونيا وعدد من المسرحيات المتميزة 000 في السينما كان للزعيم "عادل امام" نصيب الأسد في مشاركته لأشهر أفلامه التي بدأها بفيلم "كراكون في الشارع" عام 1986 اخراج "أحمد يحيي" قي دور يشير الي أنه صاحب موهبة من نوع خاص حتي جاء به الزعيم في العام التالي ليشاركه فيلم "النمر والأنثي" اخراج "سمير سيف"، الأمر الذي لفت اليه نظر المخرج المتميز "رأفت الميهي" ليشارك في فيلمه "السادة الرجال". ولما شعر "الميهي" بقيمة هذا الفنان عمل معه عام 1988 في فيلم "سمك لبن تمر هندي" وفي العام التالي مع "رأفت الميهي" أيضا عمل معه فيلم "سيداتي سادتي" 000 ثلاثة أفلام متتالية حرص "الميهي" علي أن يكون "يوسف داوود" قاسما مشتركا فيها، مما يمثل اعترافا بموهبة هذا الرجل وأدائه المتميز. إعجاب الزعيم وكما أسلفنا كان الفنان "عادل إمام" من أشد المعجبين بأداء القدير "يوسف داوود" وكان للأخير نصيب وافر لمشاركة الزعيم في أشهر أفلامه ومنها (إضافة لفيلم كراكون في الشارع): "سلام ياصاحبي" عام 1986 اخراج "نادر جلال"، "حنفي الأبهة" عام 1990 اخراج "محمد عبد العزيز"، "الإرهاب والكباب" عام شريف عرفة، "بخيت وعديلة" عام 1995 اخراج "نادر جلال"، "أمير الظلام" عام 2002 اخراج "رامي امام"، "عمارة يعقوبيان" عام 2006 اخراج "مروان حامد"، "مرجان أحمد مرجان" عام 2007 اخراج "علي ادريس"، "حسن ومرقص" عام 2008 اخراج "رامي امام"، وآخرها فيلم "بوبوس" عام 2009 اخراج "وائل إحسان". وفي تنوع وعطاء سينمائي مميز قدم الفنان المهندس "يوسف داوود" مع العديد من المخرجين المميزين أفلاما كان في كل منها أحد دعائم نجاحها علي المستويين: التجاري والنقدي ونذكر منها: "الذل" عام 1990 اخراج "محمد النجار" مع الفنان "يحيي الفخراني" والنجمة "ليلي علوي"، "فيلم هندي" عام 2003 اخراج "منير راضي" في أحد أهم أدواره "عم ابراهيم" حيث كان الأب المسيحي المؤمن الذي يرتاح لصوت "النقشبندي" ويعشق التواشيح الدينية ويعزف موسيقي "عبد الوهاب"، وبهذا فهو يقدم مثالا راقيا وحقيقيا لوحدتنا الوطنية المهددة من قبل المتزمتين بالتفسخ والانهيار. ومع المخرج الكبير "محمد خان" في فيلم "في شقة مصر الجديدة" عام 2007، و"عسل أسود" عام 2010 اخراج "خالد مرعي" مع النجم "أحمد حلمي"، "365 يوم سعادة" عام 2011 اخراج "سعيد المارق"، وأنهاها بفيلم "يانا يا هو" العام الماضي 2011 اخراج "تامر بسيوني" 000 وفي كل منها فرضت موهبة الفنان المهندس "يوسف داوود" علي العديد من مخرجينا الكبار والمتميزين مشاركته وحضوره ضمن نجوم السينما المصرية من الشباب والكبار. عروض حية وفي المسرح قدم "يوسف داوود" عددا من المسرحيات كان الأكثر شهرة منها مع الزعيم "عادل امام" وهي تحديدا: "الواد سيد الشغال" عام 1993 اخراج "حسين كمال" ، "الزعيم" عام 1998 اخراج "شريف عرفة"، ومسرحية "بودي جارد" عام 1999 اخراج "رامي امام"، الي جانب العديد من المسرحيات التي تؤكد موهبة الفنان "يوسف داوود" علي خشبة المسرح أمام الجمهور في عروض حية، كان آخرها مسرحية "حباك عوضين تامر" عام 2010. ولم تحرم الاذاعة من عطاء هذا الفنان الذي قدم لها مسلسلي: "عالم رغم أنفه" عام 2009، "شغل عفاريت" عام 2010. ليثبت موهبته خلف ميكروفونها، وهنا يبرهن علي أنه الفنان الشامل الذي يستطيع توصيل أدواره للمشاهدين أو المستمعين بحرفية واقتدار. وقد تعددت الأعمال التي قدمها "داوود" للتليفزيون بين المسلسلات والسهرات وحلقات "السيت كوم" أكثر من خمسين عملا، جاءت لتضيف لأعماله الفنية رصيدا هائلا من العطاء المتميز، ولعل أبرزها: "أين عقلي" عام 2002، "جحا المصري" في نفس العام، "سفير النوايا الحسنة" عام 2007، "العمدة هانم" عام 2008، "شط إسكندريه" عام 2008 أيضا، "ابن الأرندلي" عام 2009، "عصابة بابا وماما" عام 2009 أيضا، "الزناتي مجاهد" عام 2011 . رحل "يوسف داوود" بجسده، لكن تبقي أعماله وعطاءاته للفن في مصر علامات وتجارب ودروس في كيفية الأداء الراقي، ونماذج لكوميديا راقية بعدت عن إسفاف الكلمة وعبط الموقف، فهل ننساه؟

جريدة القاهرة في

12/07/2012

 

الألمانى.. تقليد ردىء لـ "تيتو".. وإبراهيم الأبيض!

محمد رمضان يعيش فى جلباب أحمد زكى  

عندما ظهر الممثل الشاب محمد رمضان فى مسلسل السندريلا، ليجسد شخصية الراحل العظيم احمد زكى، قلنا والله برافو عليه، قدر فعلا ان يقلد صوت وحركات وطريقة مشى أحمد زكى، وتفوق على منى زكى التى ابتعدت كثيرا عن شخصية سعاد حسنى التى كان المسلسل محاولة لسرد بعض لمحات من تاريخها الانسانى والفنى.

واكتفت منى زكى بمسخ شخصية السندريلا، وتصورت أن الرموش الطويلة سوف تقربها من شكل سعاد حسنى! بينما غاص محمد رمضان فى تفاصيل أحمد زكى وكأنه استحضر عفريته، ويبدو ان هذا العفريت لايزال يعيش داخل الفتى المسكين، حتى جعله شخصية فنية ممسوخة، يتحرك ويتحدث وينظر ويصمت مثل أحمد زكى، ولكنه بالطبع لم يبلغ نصف ولا حتى ربع موهبته! أزمة محمد رمضان التى يدركها جيدا ومع ذلك يستسلم لها، أنه يعيش فى جلباب احمد زكى، ولم يخرج منه فى أى من الاعمال التى قدمها، ورغم نجاحه النسبى فى فيلم احكي ياشهرزاد، إلا انه لم يحقق نجاحاً يذكر، رغم الكم الهائل من الفرص التى صادفها، طوال سبعة أعوام هى مشواره الفنى كانت كافيه جدا لأن تخلق منه نجما سينمائيا لو كان صاحب موهبة فنية متفردة، ولكنه للأسف استسلم تماما لعفريت أحمد زكى الذى ركب كتفيه، ودلدل ساقيه!

فيلم «الألمانى» الذى كتب له السيناريو وقام بإخراجه «علاء الشريف» هو نموذج واضح وصارخ، لرداءة تفكير بعض من يعملون فى مجال السينما، ويبتذلون كل قيم الجمال التى يجب أن تتوافر لهذه الصناعة! الألمانى هو لقب أطلقه البعض على شاهين الفتى الأسمر الذى يعيش مع والدته فى إحدى الحارات شديدة الفقر التى تمتلئ بها القاهرة، وتضم أناساً يصعب أن تصنفهم بين البشر، وقد تورط الألمانى فى قتل أحد الأشخاص كى يسرق منه الموبايل! وهذا ما جعله خبرا أساسيا فى صفحات الحوادث، وبالتالى أصبح فقرة تسعى اليها بعض البرامج التليفزيونية، ولكن نظرا لعدم قدرة هذه البرامج على استضافته شخصيا بعد أن لاذ بالفرار من الشرطة التى تطارده، فهى تلجأ لاستضافة والدته «عايدة رياض»، لتحكى سيرته، لجمهور شغوف للاستماع لتلك القصص المخزية، وكأنها سيرة أبو زيد الهلالى، ومن سخافات هذا الفيلم محاولة السخرية ونقد البرامج التى تقوم على الهيافة وتروج لها، ومع ذلك تقوم بالاستعانة بالمذيعة إنجى على أحد رموز البرامج السطحية، لتقوم هى بالذات بالهجوم على زميلتها التى تستضيف والدة البلطجى القاتل، لتروى للجمهور قصة حياته!

فيلم الألمانى يحاول استغلال ظاهرة البلطجة التى أصبحت واقعا يؤرق المجتمع المصرى منذ سنوات، وقد زادت وفرضت وجودها وقانونها فى العام الأخير، بعد أن أطلقت الداخلية جحافل البلطجية لتأديب الشعب المصرى، ومعاقبته على قيامه بثورة على الفساد المتمثل فى نظام مبارك!

ولكن الفيلم للأسف لا يرقى حتى لأفلام المقاولات، التى ازدهرت فى الثمانينيات من القرن المنصرم، فإذا باثنين من نجوم هذه الأفلام يعودان لتصدر تترات فيلم الالمانى، وهما عايدة رياض، وأحمد بدير ولكن فى أدوار الآباء! وإذا كنا نلوم على بعض كتاب السينما المصرية ومخرجيها على السرقة من الأفلام الأمريكية عينى عينك، فإن مخرج ومؤلف الألمانى قام بالسرقة من الأفلام المصرية حديثة الانتاج، بمنطق جحا أولى بلحم ثوره، وسوف تجد فى الفيلم ملامح صريحة وواضحة من «ابراهيم الأبيض» شوية، ومن «تيتو» شوية، والفيلمان من بطوله أحمد السقا، حتى أن أفيش الفيلم هو استنساخ سخيف من أفيش «إبراهيم الأبيض»! وحتى تفاصيله الصديق البلطجى الذى يخون صديقه يتم تقديمها فى الألمانى، حيث يضطر محمد رمضان للدخول فى معركة بالسلاح الأبيض مع صديقه البلطجى برضه ضياء عبد الخالق ويرديه قتيلا!

ولم يكتف الفيلم بتقديم وصلات من الردح والقبح والتشوهات والتسلخات البشرية، بل زاد عليها بيوت الدعارة التى لا يمكن أن تتواجد بهذا الوضوح، فى المناطق الشعبية المكدسة بكتل البشر!! «الألمانى» هو مقتل لطموح هذا الشاب محمد رمضان إن كان يحمل أى طموح فني، فعليه أن ينسى، ولأن الانسان مسئول عما يصل اليه حاله، خيرا كان أو شرا، فقد اختار محمد رمضان أن يلعب فى البدروم، بدلا من أن يسكن الطبقات الأعلى، وكل واحد على قد فهمه وطموحه وعلامه، وأنت حيث تضع نفسك!

والغريب أن محمد رمضان الذى يقلد أحمد زكى فى كل حركاته ولفتاته، نسى أن قيمة أحمد زكى تكمن فى موهبته الفذة وإصراره الرهيب على التحدى وانتزاع حقه من الدنيا كى تعترف بموهبته، وقد تحقق له ذلك، ولكن محمد رمضان اكتفى بما تيسر، وقبل أن يقدم أدوراً فى السينما والتليفزيون لا تقدم ولكنها بالتأكيد سوف تؤخر كثيرا.

الوفد المصرية في

12/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)