حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

درة: التيارات الدينية فى تونس ومصر مثل الأنظمة المخلوعة.. والدين أطهر من ألاعيب السياسة

حوار نجلاء أبوالنجا

 

حصلت درة مؤخراً على جائزة الموريكس كأفضل ممثلة عربية عن دوريها فى مسلسلى «الريان» و«آدم» وتنتظر عرض أكثر من عمل سينمائى انتهت منها فى مقدمتها فيلم «مصور قتيل»، والذى تشارك فى بطولته مع إياد نصار وفيلم «بابا» مع أحمد السقا، كما تصور مسلسل «زى الورد» مع عدد كبير من النجوم، والذى يعرض فى رمضان.. وتحدثت فى حوارها مع «المصرى اليوم» عن تكريمها وأعمالها ورأيها فى الأحداث السياسية فى مصر وتونس.

هل كنت تتوقعين الحصول على «الموريكس» عن مسلسلى «آدم» و«الريان» رغم مشاركة عدد كبير من النجمات فى العملين؟

- دائما يأتى التكريم مكافأة غير متوقعة على دور جيد ومجهود مبذول فيه، لكن أى ممثل لا يختار أو يجسد دورا، وفى ذهنه أنه سيكرم، بل يقوم بدوره ويجتهد دون انتظار مقابل، وما يسعدنى بالفعل أن هذه الجائزة قائمة على تصويت الجمهور وهذا يعنى لى الكثير، فأنا أحترم جوائز النقاد لكن جائزة الجمهور واختيارهم لفنان معين تسعد أى فنان وتعنى أن الجمهور يحبه، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتقه فى اختيار أدوار جيدة ليرضى الجمهور الذى وضع ثقته فيه.

اختارك السقا لتشاركيه بطولة فيلم «بابا» مع المخرج على إدريس، فما دورك وكيف ترين هذه التجربة؟

- السقا من أكبر النجوم، وأى ممثلة تتمنى أن تقوم بأى دور معه، وقد سمعت عن إنسانيته وأخلاقه ومساعدته لزملائه كثيراً، وعندما تعاونت معه وجدته أفضل مما سمعت بمراحل، فهو بعيد تماما عن الأنانية ويساعد الجميع، والدليل على ذلك أنه ترك مساحة دورى كبيرة ومؤثرة، ولم أجده يوما حذف مشهدا، وأجسد دور «فريدة» مهندسة الديكور التى تتعرف على السقا وتربطهما قصة حب ويتزوجان.

لماذا يحاط الفيلم بكل هذا القدر من التكتم فى نشر أخبار عن قصته؟

- لأن قصته درامية وأى سرد للأحداث قد يحرقها، لذلك تعهدنا جميعا ألا يحكى أى منا عن تفاصيل دوره، والفيلم بسيط جدا أو سهل ممتنع كما يقولون، ويحكى عن الزواج والأولاد، وقد يرى فيها كل منا نفسه بكل بساطة، وهناك مفاجأة إذا حكيناها نحرق العمل، ويكفى أن أقول أنه أول فيلم للسقا يخلو من الأكشن، كما أن المخرج على إدريس بذل جهداً كبيراً فى أن يكون الفيلم مختلفا بشكل تام عن أى عمل تناول الحياة الزوجية من قبل.

«مصور قتيل» فيلم يحمل الكثير من المغامرة بداية من موضوعه وأبطاله ومخرجه.. فما توقعاتك له؟

- عندما قرأت سيناريو الفيلم أدركت منذ اللحظة الأولى أنه لا يشبه أى عمل آخر، وهو أقرب إلى الأفلام العالمية فى موضوعه وتكنيكه حيث يدور فى قالب من الغموض التشويقى النفسى، وأقوم فيه بدور طبيبة نفسية وهى نوعية أدوار أحبها جدا، وأعرف الكثير من ملامح الأطباء النفسيين، فأقرب صديقاتى فى تونس طبيبة نفسية، وقد قرأت كثيرا فى علم النفس ولدى خلفية كبيرة جدا، كما جلست كثيرا مع المخرج والمؤلف لأفهم كل أبعاد ومفاتيح الشخصية.

ألا تعتبرى الفيلم تجربة أقرب إلى المغامرة من حيث المخرج والمؤلف وأيضا البطل إياد نصار وهو ليس من نجوم الشباك؟

- بالعكس، فكل هذه العوامل كانت سبباً تحمسياً لتجربة شبابية ومختلفة، فالمخرج كريم العدل صاحب وجهة نظر متميزة رغم حداثة سنه، والمؤلف عمرو سلامة له خبرة وأفلام جيدة جدا كمؤلف وكمخرج، أما إياد نصار فأحترم موهبته وأعتبره من أكثر النجوم ثقلا فى الأداء والموهبة، وقد تعاملت معه من قبل فى مسلسل «خاص جدا»، لكن لم تكن لنا مشاهد كثيرة معا وتمنيت العمل معه، حتى جاءت فرصة «مصور قتيل»، وهو ممثل مجتهد وقد تفاهمنا بشكل كبير فى التصوير، وأعتقد أن الفيلم سيحدث رد فعل جيداً، خاصة أنه نفذ بتكنيك جديد، والبطل الحقيقى هو قصته لأنها تخترق النفس البشرية، بالإضافة إلى أن شركة الإنتاج منحت الكثير من الإمكانيات ليخرج بشكل جيد.

الطبيب النفسى شخصية تم تجسيدها كثيرا فى السينما والتليفزيون.. فما وجه الاختلاف فى الفيلم؟

- التغيير ليس فى الشكل أو لوك الشخصية، فهى فى الشكل تشبه أى فتاة وبدون ملامح خاصة، لكن الاختلاف هنا فى الصراع الذى تمر به تجاه حالة بعينها، فمشاعر الطبيب النفسى تكون غريبة جدا، ورغم إجرام أى حالة، فالطبيب لابد أن يكون شديد الحياد.

تجربة مسلسل «زى الورد» أشبه بالأعمال التركية.. فماذا عن دورك فيه وما الاختلاف الذى يحمله؟

- المسلسل من حيث الاستايل أو الشكل العام أقرب الى المسلسلات الأجنبية أو المكسيكية وهو ما يسمى «soap opera»، ومكون من ٦٠ حلقة، وبه عدد كبير جدا من الشخصيات والخطوط الدرامية والحواديت وكل حلقة بها مفاجأة لذلك يخرج تماما من إطار الملل أو التطويل، وسيتم استكماله بعد شهر رمضان، ومحتمل وسط الزحام الرمضانى ألا يتابعه الناس جيدا، لذلك فالفرصة متاحة بعد رمضان، وألعب دور «ياسمين» فتاة تنتمى للطبقة المتوسطة وتعمل مصممة جرافيك، وتربطها علاقة حب بـ«على»- يوسف الشريف- وهو شخص مطحون يتعرض لمشاكل كثيرة، فى حين يطاردها ربيع حمزاوى- رئيسها فى العمل- بحبه ويحاول الانتقام منها.

لماذا اعتذرت عن مسلسل «الزوجة الرابعة»؟

- رغم أن الدور جيد جدا ومحور الأحداث لزوجة رابعة، اعتذرت لأن ظروف التصوير ومواعيده لم تناسبنى، ورغم أننى أحب العمل جدا مع مصطفى شعبان وكونت معه دويتو مميزا منذ مسلسل «العار».

هناك مخاوف كثيرة على الأعمال الفنية بسبب الاضطرابات السياسية التى تمر بها مصر كيف تقيمين الموقف؟

- طبعا أتمنى أن يتم مشاهدة الأعمال السينمائية والتليفزيونية لأنها صناعة كبيرة يعتمد عليها ملايين الأفراد والأسر وتمثل دخلهم الوحيد، لكن الأهم لدى هو أن تستقر الأحوال فى مصر وتونس وتهدأ الأمور، لنخرج من حالة التخبط والإحباط التى نعيشها ونشعر بالأمل فى مرحلة جديدة.

وما رأيك فى الأوضاع والاضطرابات السياسية التى أعقبت الثورة التونسية؟

- للأسف الشديد الوضع السياسى فى تونس ليس مفرحا، ولم يحدث الذى كنا نتمناه، فالثورة كانت حلما صعبا، فهناك من ضحوا بالفعل، لكنهم لم يستفيدوا أى شىء، وركب الثورة آخرون وللأسف هذا يحدث فى كل الثورات على مر العصور، يتعب أشخاص ويأتى آخرون يأخذون الثورة «على الجاهز».

وما رأيك فى الصعود السياسى للتيارات الدينية فى تونس ومصر؟

- لا يمكن أن ينكر أحد أن الجماعات الدينية كانت مضطهدة ومستبعدة تماما، لكن للأسف بمجرد صعودهم حاولوا الاستيلاء على السلطة بشكل كامل، وهم الآن يشبهون الأنظمة المخلوعة فى حب الانفراد بكل شىء، بل الموضوع أكثر خطورة لأن التيارات الإسلامية ترتدى عباءة الدين والناس تصدقهم، وللأسف الشديد أدخلوا السياسة فى الدين، رغم أن الدين أطهر وأقدس من قذارة السياسة وألاعيبها.

المصري اليوم في

05/07/2012

 

 

هيلين ميرن تسأل "أين النساء؟" في افتتاح كارلوفي فاري

إسرائيلي يُدخلنا إلى "غرفة 514" والسينما الكندية تتألق

كارلوفي فاري ـــ هوفيك حبشيان 

طاردنا التذمر من كانّ الى كارلوفي فاري. هذه المرة، لم يفترش صفحات الجرائد، بل أتى على لسان هيلين ميرن (1945). تلك السيدة البريطانية التي كرّمها المهرجان في افتتاح دورته السابعة والأربعين مساء الجمعة الفائت. اعتلت ميرن خشبة مسرح قصر "تيرمال" لتسلم جائزتها البلورية، وتوجهت بسؤال الى رئيس المهرجان ييري بارتوسكا: "كم عدد الأفلام التي من اخراج نساء في برنامجكم؟". لم يكن لدى بارتوسكا جواب. لكن سؤالها الملغوم شرّع الباب واسعاً أمام جدل عقيم اعتقدناه حُسم في كانّ ببيان لم يصدر رسمياً: المهرجانات لا تختار الأفلام استناداً الى جنس اصحابها. في الصباح التالي، عقدت ميرن مؤتمراً صحافياً شرحت فيه وجهة نظرها: "هناك الكثير من النساء في صناعة السينما، لكن قلة منهنّ تجد طريقاً سالكة الى البلاتوهات. لطالما قلتُ لكتّاب السيناريو الاّ يزعجوا أنفسهم بكتابة أدوار للممثلات، ما دام في امكانهم أن يكتبوا للرجال ثم اعطاء الدور اسماً نسائياً".

ذكرت الممثلة الحائزة أوسكار عام 2007 (عن "الملكة" لستيفن فريرز)، في معرض حديثها، انها اخرجت فيلماً قصيراً طوله نصف ساعة. وعلى الرغم من انها أحبت التجربة، فلن تكررها لأن مهنة الاخراج ليست في طبيعتها وتكوينها. صرحت ايضاً بأنها محظوظة كونها متزوجة من مخرج (تايلور هاكفورد)، كان يسدي اليها النصائح وهي بقربه على الوسادة. هاكفورد كان معها في المؤتمر، مسانداً ومشاركاً في الحوار ومستذكراً فصول من تصوير "ليال بيضاء" في الثمانينات، الشريط الذي جعلهما يرتبطان، الى أن انتهت العلاقة بالزواج. جاءت ميرن الى مدينة المئة ينبوع متأبطة فيلم المجري ايتسفان تسابو (رئيس لجنة تحكيم الدورة الماضية) المعنون The door. العمل، أقرب الى التيليفيلم، لا ينصف للأسف، صاحب أفلام راقية كـ"مفيستو" (1981) و"كولونيل ريدل" (1985). في هذا الفيلم، تضطلع ميرن بدور مربية منزل تعمل لدى روائية (مارتينا غيديك)، في المجر خلال الستينات. على رغم الهنات الظاهرة للعيان التي يشكو منها الفيلم، اختارت ميرن النمط الديبلوماسي للتكلم عنه. لم تواجه. قالت: "كان هذا واحداً من أصعب أدواري على الاطلاق. لا يبدو الأمر بتلك الصعوبة على الشاشة، لكن أخذتُ على عاتقي أن أروي حكاية مجرية من الستينات تتناول الحرب العالمية الثانية والشيوعية. طوال الوقت، كان عليّ التفكير في هذا كله. ما كان يعجبني هو هذا اللقاء بين امرأتين، وهذا يتناقض مع ما يحصل عادة في السينما: نساء يحوطهن رجال".

بعد اشهر من الآن، ستكون ميرن زوجة رجل مهم. هذا الرجل هو الفرد هيتشكوك في فيلم يروي سيرة "معلّم التشويق"، أو على الاقل فصولاً منها، انطلاقاً من عملية التقاط مشاهد رائعته "بسايكو". أُسند دور هيتش الى انطوني هوبكينز، أما جانيت لي، التي تلقّت طعنات الخنجر الشهيرة وهي تستحم تحت الدوش، فسيكون على سكارليت جوهانسون انتشالها من الذاكرة. قالت ميرن ان هذا السيناريو سيتيح لها العمل مع الكبير هوبكينز، لأن الاثنين يأتيان من بيئة مشابهة هي المسرح البريطاني، وغادرا وطنهما للعمل في الولايات المتحدة. في الختام، اعتبرت ميرن أن دور ألما ريفيل (زوجة هيتش) غاية في الأهمية بالنسبة اليها، لأن هذه السيدة ساهمت في نجاح زوجها، عبقريّ سينما الخوف.

بذهول لافت، يتابع رواد المهرجان النشاطات والأفلام والضيوف المشاركين. حتى المباراة النهائية لكأس أوروبا لم تستطع ابعاد الجمهور عن الصالات المظلمة. البرنامج، كما في كل دورة، يقدم الغث والسمين، ما يتلاءم مع خط التظاهرة وتطلعاتها وما يعتبر من مستلزمات تكملة العدد. حفنة منوعة مما استطاعت الادارة الفنية اقتناصه ولملمته من هنا وهناك، عبر القارات الخمس. في المسابقة (تضمّ 12 فيلماً)، هناك شريط على قدر من الأهمية: "الخطوة الأخيرة" لعلي مصفا. هذا الشريط الايراني من تمثيل ليلا حاتمي التي نالت جائزة افضل ممثلة في برلين عن "انفصال نادر وسيمين" لأصغر فرهادي. بدأ علي مصفا (46 عاماً) سيرته الفنية ممثلاً في مطلع التسعينات، مثّل في "ليلا" بإدارة داريوس مهروجي، الى جانب الممثلة التي سيقترن بها لاحقاً. 2005، عام إطلاق باكورته الروائية الطويلة بعد سلسلة أعمال قصيرة. في جديده، ينجز مصفا فيلماً متشعباً، يحتمل تأويلات كثيرة ويتضمن إحالات متعددة على شروط العيش في طهران اليوم. يضعنا هذا كله أمام نصّ محبوك بشكل جيد واخراج دقيق وملتزم. انه غوص في حميميات زوجين هما ليلا (حاتمي) وخوسروف (مصفا). يبدأ الفيلم بعد موت الزوج اثر سقوطه على درج منزله. قبل موته بقليل، يعلمه الطبيب بأنه مصاب بالسرطان. علاقته مع زوجته ليست على ما يرام. هذا الموت لا يمنع بطلنا المضاد من أن يكون راوي الفيلم، وذاك الذي يتسكع داخل أروقته، هذا الفيلم الذي ينطلق مع لقطة تحاول فيها ليلا قول نصها الدرامي خلال عملية التقاط مشاهد لفيلم تضطلع فيه بدور البطولة. تتشابك الحوادث، حيناً من وجهة نظر الزوج وحيناً آخر من وجهة نظر الزوجة. بين الفينة والفينة، تعود الذاكرة بخوسروف الى بيت قديم في المرتفعات الجبلية. يقول المخرج انه استوحى الفيلم من حكايتين، واحدة لتولستوي وأخرى لجيمس جويس.

السينما الاسرائيلية الشابة ليست غائبة، لكن خارج المسابقة. السنة الماضية كانت الكرة البلورية من نصيب فيلم اسرائيلي: "ترميم" لجوزف مادموني. هذه السنة، هناك فيلمان اسرائيليان، واحد اسمه "أينما ذهبت" للمخرجة الشابة روني ساسون انغلوفا، معروض في "فوروم المستقلين"، وآخر هو "غرفة 514" لشارون بار زيف، اخراجاً ونصاً وانتاجاً، المشارك في خانة "نظرة أخرى". كما زميله الايراني، يأتي بار زيف من خلفية تمثيلية. صوّر بالـHD، وبإمكانات محدودة جداً، صراعاً يدور بين جدران اربعة، ابطاله جندية متمردة وبضعة جنود ينكبّون على مهامهم اليومية. فآنا (اداء جيد لآسيا نايفلد) تنتظر تسريحها من الخدمة العسكرية، عندما يُتهَم جندي من الجنود باللجوء الى "عنف غير مبرر" في تعامله مع عائلة فلسطينية. بدلاً من أن تضع آنا القضية في ذمة الأضرار الجانبية وتُسقطها في خانة الروتين العسكري، تشتد شراسة وتلاحق العسكري المتهم، بهدف الامساك بخيوط الحقيقة. في الختام، تنجح في الحصول على الاعتراف. لكن هذا سيكلفها الكثير، لأن ثمة في الجيش الاسرائيلي من لا يحبّ الحقائق! الشريط مرّ سابقاً في مهرجان روتردام ومهرجان ترايبيكا، وهو مستوحى من أحداث حقيقية.

في الأيام الاولى لانطلاق المسابقة، برزت أفلام كندية. العام الماضي سرق "لورانتي" لماتيو دوني وسيمون لافوا الأضواء. جاء معه "حرائق" دوني فيلنوف ليخطف أنفاس الجمهور. في هذه الطبعة، ثلاثة أفلام كندية من كيبيك ومونريال تجعلنا نكتشف هذه السينما الحيوية من زوايا متعددة. هناك مارتان لاروش وفيلمه الثالثLes manèges humaines الذي يقارب قضية الختان، من وجهة نظر فتاة اسمها صوفي (ماري ايفلين ليسار) تطمح لامتهان الاخراج السينمائي. تتبلور الحكاية في سياق مدينة للملاهي وسط الطبيعة. كاميرا ذاتية تذوب في التوثيق الذي تتخلله حوارات ظريفة سرعان ما تتحول علاجاً. أما في "شاحنة" لرافاييل أوليه، فنطير الى الحياة الريفية، حيث تقيم عائلة لم يبق منها الا ثلاثة اشخاص. الأب (جوليان بولان) يقع في الحسرة والندم وعذابات الضمير بعد تعرضه لحادث سيكلف حياة امرأة. يجتمع الثلاثة لتكون هذه مناسبة رسوّهم على شاطئ المستقبل. أوليه، عرّف عن فيلمه على هذا النحو: "قرية، أب، ابنان. ليس الفيلم أوتوبيوغرافيّاً، لكنه جزء مني. وكان عليَّ اللجوء الى بعض التضليل كي لا يبدو الأخوان كأنهما أخي وأنا". الى هذين العملين، ينضم فيلم الخيال العلمي "مارس وابريل" لمارتان فيلنوف، لتتشكل صورة واضحة عن السينما الكندية، ذات الهوية غير المتجذرة بعد في ارض ثابتة.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

"أسبوع النقاد" افتتحته ساندرين بونير وتختمه سيارة اسعاف

هـ. ح.

الموعد بات يتكرر كل عام. الادارات تتغير والدورات تتعاقب، والنسخة البيروتية لـ"اسبوع النقاد" (رقم 51 فرنسياً و7 لبنانياً)، تلتقي جمهورها المحلي، غير القادر على مساندة سينمات مشبعة بالفكر الطليعي. فبدلاً من ان يذهب اليها، ها انها تأتي اليه. وعلى طبق من سيللولويد. قيل الكثير عن هذه التظاهرة التي تجري على هامش نشاطات مهرجان كانّ في أيار من كل عام، وكثيرة هي الأسماء التي ارتبطت بها، عند بداياتها، لكن ما لم يُقَل، انه مرّ زمن طويل منذ آخر اكتشاف لمخرج كبير أو آخر عرض لشريط عمّر في الذاكرة طويلاً ضمن هذه التظاهرة. فذوق المبرمجين والجنون المتهافت للبعض منهم (نقصد بشكل خاص المسؤول ما قبل الحالي جان كريستوف بيرجون)، جعلا قسم "اسبوع النقاد" هامش الهامش؛ يتباهى بما يملكه وبما لا يملكه. آخر فيلم مهم في عهد بيرجون، قبل أن يتسلم منه الدفة الناقد شارل تيسون، كان "الحرب أُعلنت" لفاليري دونزيللي، العام الماضي. برغم كل الطنطنة التي أثارها، لم يستطع هذا العمل دخول حلبة منافسة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكارات. وهذا كان من شأنه أن يعيد المبرمجين الى رشدهم، ليدركوا المغزى خلف المسمّى: الاسبوع لا يمكن ان يتحول الى شهر، والشهر لا يمكن ان يكون سنة. الاسبوع يجب أن يكتفي بذاته.

اذاً، من 2 الى 11 الجاري، وللمرة السابعة على التوالي، يمكن المُشاهد اللبناني ان يشاهد في سينما "متروبوليس" (أمبير ــ صوفيل) يومياً الساعة الثامنة مساء، مجموعة أفلام بتواقيع سينمائيين شباب من المفترض انهم نواة لسينما جديدة بأفكارها ومعالجتها وأشكالها الفنية. انها خطوات اخراجية أولى أو ثانية، تجتمع في مكان وزمان واحد، ولجمهور متيقن وواعٍ يعرف ما ينتظره، وأي نوع من سينما يرغب في الارتماء في احضانها. كان الافتتاح مساء الاثنين الماضي مع فيلم "يغضبني غيابه" لساندرين بونير التي حضرت الى العاصمة لتقديم تجربتها الاخراجية الثانية الى الجمهور اللبناني. بعد فيلمها الوثائقي "اسمها سابين" (2007)، تحكي بونير قصة علاقة سابقة تعود لتبرعم فجأةً، معيدةً معها اللحظات القديمة. الى هذا الفيلم هناك سبعة أفلام في البرنامج، منها ثلاثة فازت بجوائز: "البرية" لأليخاندرو فاضل، و"هنا وهناك" لأنطونيو مينديس إسبارزا، و"أو غالو" للوي دو لنكسان، و"بيدلر" لفاسان بالا، و"محطم" لروفوس نوريست، و"أوغوستين" لأليس وينوكور، و"آخر سيارة اسعاف في صوفيا" لايليان ميتيف، ختاماً.

يغيب الفيلم الاسرائيلي "جيران الله" لميني يائيش، بعدما غاب السنة الماضية الفيلم الاسرائيلي الآخر المعروض في "الاسبوع": "الساقطة" لهاجر بن عاشر. هناك ايضاً أمسيتان لعرض الأفلام القصيرة، من ضمنهما فيلمان للمخرجين الكبيرين تساي مينغ ليانغ وغاو بيدرو رودريغيز، عُرضا في الأمسية الختامية لـ"أسبوع النقّاد" في مهرجان كانّ.

للمزيد من المعلومات عن جدول العروض:

http://www.metropoliscinema.net

النهار اللبنانية في

05/07/2012

 

قراءة نقدية في فيلم (كلكامش) لمحمد توفيق

عدنان حسين أحمد 

لا يحتاج بعض الأفلام الوثائقية إلى بحثٍ طويلٍ ومعمّق في الموضوع الذي يريد أن يتعاطى معه المخرج، خصوصاً إذا كانت الفكرة الرئيسة مُرتجَلة كما هو الحال في فيلم (كلكامش والكواكب الثلاثة) لمحمد توفيق. فلقد جاء المخرج إلى لندن مدججاً بكاميرته فقط من دون أية فكرة طارئة في ذهنه عن الفيلم الذي يروم إنجازه. وكل الذي فعله هو أنه وضع في ذهنه ثلاث شخصيات عراقية معروفة وهم الفنان التشكيلي فيصل لعيبي، والشاعر فاضل السلطاني، وعازف العود أحمد مختار. وقبل أن يقدح المخرج محمد توفيق شرارة الفكرة أخرج فيصل لعيبي كتابه الفني الصادر حديثاً وعدداً من كاتولوغات معارضه الفنية السابقة التي قد تحفِّزهم على اختيار ثيمة ما يتفقون عليها جميعاً. وما أن فتح الكتاب الفني الضخم حتى لاحت لنا صورة كلكامش، والثور السماوي، وما إلى ذلك من شخصيات أول ملحمة في التاريخ البشري. ترك لهم المخرج أمر اختيار الفكرة الرئيسة شرط أن تأخذ اتجاهاً واحداً، ولا تتشظى باتجاهات متعددة. اعترض فيصل ممازحاً على السير باتجاه واحد، لأنه يريد أن يختلف مع أقرانه، وربما يمشي بالاتجاه المعاكس، كما اعترض أحمد على جملة (لكم كل الحرية) التي لم نألفها من قبل، طالما أن النظام العربي يقدم هذه الحرية بالقطّارة وعلى جرعات صغيرة. ذهب المخرج الى أبعد من ذلك حينما منحهم حرية الحركة في منزل المخرج فاروق داوود الذي صوِّر فيه الفيلم، خصوصاً وأن معالم القلق الإبداعي كانت مرتسمة على الشاعر فاضل السلطاني الذي يبحث في قرارة نفسه عن مناخ خاص للحظته الإبداعية، وربما لا تأتي القصيدة في حضرة أناس آخرين وأمام عين الكاميرا التي لا يفلت منها أي شيء. لذلك خاطبهم المخرج جميعاً بأن يتحركوا بالطريقة التي تناسبهم، وليس هناك أي محددات، فالكاميرا تستطيع أن تتحرك وترصد الأشخاص الثلاثة من دون أية إشكالات، كما منح الشاعر فاضل السلطاني امتيازا آخر بأن يلج إلى الغرفة ويختلي مع نفسه كي يستدرج القصيدة من مكمنها الغامض، ثم التفت إلى فيصل وخيّره بين أن يضع ورقة الرسم على الأرض أو على (الستاند)، وكل الذي طلبه في نهاية الأمر هو التلقائية في العمل والأداء لكي يمسك بالمصادفة الفنية طالما أنه لم يبحث في موضوعه، ولم يتهيأ له من قبل. الكل يعتقد أن الشاعر ربما يكون المبدع الأكثر قدرة على اجتراح الفكرة من غيره، لذلك ألقى فيصل هذه المهمة على السلطاني فقال الأخير على الفور: (في البدء كان النهر) متماهياً مع الفكرة الإنجيلية (في البدء كانت الكلمة)، معتمداً في تصوره هذا على العراق، وليس على لندن التي يقيم فيها منذ سبع عشرة سنة، فهذا الشاعر مسكون بالعراق، ولا غرابة أن يحمله بين جوانحه أو يضعه في مخيلته المتقدة حقاً. لذلك فإن الصورة الأولى التي قفزت إلى ذهنه هي صورة النهر الذي يواجهك وأنت تذهب إلى كردستان العراق، أو تهرب منها إلى العالم المفتوح. فصورة الهروب الفردي أو الجماعي راسخة في أذهان غالبية العراقيين، وخصوصاً المعارضين للأنظمة القمعية. عازف العود أحمد مختار لم يتوفر على فكرة ما في اللحظة ذاتها، بل أنه اعتبر خلو ذهنه من الأفكار أحياناً جزءاً من العوامل الإبداعية! بدا فيصل وكأنه يهيئ الحاضنة الإبداعية حينما يقول بأن الموضوع سيأتي حينما نرسم أو نعزف أو نفكر، ولكنه أردف قائلاً بأنه مستعد لأن يخوض في أية ثيمة يقترحونها. ويبدو أن بعض الصور التي تضمنها كتاب فيصل التشكيلي قد حفّز أحمد لأن يقترح ثيمة (كلكامش)، وهي ثيمة مناسبة وعميقة جداً، خصوصاً وأن الفنان فيصل لعيبي والشاعر فاضل السلطاني منهمكان بكلكامش وقصة بحثه المؤرقة عن الخلود. بدأت الفكرة تتضح الآن حينما حسم فيصل الأمر وقال بأن كلكامش هي الثيمة المنتخبة هنا، لأنها تنطوي على فكرة البحث عن الخلود، وتحقيق الملذات الإنسانية. أضاف أحمد بأن كلكامش خيال مفتوح ينطوي على أشياء كثيرة، فهو دراما، وعمل نحتي، وتشكيلي وما إلى ذلك. لا بد للمخرج من أن يتدخل بين أوانٍ وآخر على الرغم من الحرية التي منحها إياهم في التفكير والانتقاء، وسبب تدخّله هو الإعلان عن شرطه الوحيد (بأن لا يبقى كلكامش في إطاره التاريخي) خشية من السقوط في فخ الجمود. يريد السلطاني أن يمسك بعصب الفكرة النابض لذلك يستفسر من فيصل عن المعنى العميق الذي يمثله كلكامش بالنسبة إليه، فيردّ عليه بأن كلكامش وعى إشكالية الوجود، وأن الإنسان يحب هذه الحياة إلى أبعد حد، لكنها حياة قصيرة وفانية، وأن كل هذه المُتع، واللذات، والحُب، وجماليات الطبيعة سوف تنتهي ذات يوم. لقد تحدّى كلكامش هذه الحقيقة وأراد أن يهزم الموت بواسطة البحث عن العشبة التي تمنحه الخلود. أيّد السلطاني هذه الفكرة مضيفاً إليها بأن الإنسان كلما تقدّم به الزمن ازداد عنده النزوع لأن يترك شيئاً ما وراءه يخلّد ذكره، فيما ذهب أحمد إلى أن البحث عن سبب الوجود هو أجمل ما في الفكرة. وتساءل إن كان الخلود هو سبب الوجود أم لا؟ وأكد على أهمية البحث نفسها، وهذا الانشغال بحد ذاته يعطي الحياة معنى أكبر، لذلك استنجد بالنفرّي الذي قال: (إن أجمل الأشياء تلك التي لم تولد بعد). يعتقد السلطاني بأن هذه الحياة أبدية ولا تنتهي ذات يوم، لكن لماذا يموت الإنسان فيما استأثرت الآلهة بالخلود؟ هذا سؤال جوهري يجترحه الشاعر السلطاني الذي ينعت الموت بالقبح، ويصف الحياة بالجمال الآسر الذي يستحث الإنسان للبحث عن عشبة الخلود. أما الفنان فيصل فهو يؤكد أن الأديان نفسها تؤكد على موضوع الخلود وتمنحنا نوعاً من الأمل، بما فينا كلكامش، بالخلود، لأن الإنسان بطبيعته لا يريد أن يموت ويفارق هذه الحياة الجميلة الباذخة. في المشهد الثاني من الفيلم يفرش فيصل ورقة الرسم على الأرض، ويبدأ أحمد بالعزف المرتجل، فيما يقول السلطاني بأنه يرتجل الشعر أول مرة على شاكلة أجداده الشعراء. وقبل أن يلج إلى غرفته ليختلي مع نفسه يسأل صديقه فيصل سؤالاً محدداً سيختتم بهذا الفيلم: ما الذي يفعله كلكامش في لوحة فيصل لعيبي؟ فيردّ عليه فيصل بأنه نجح في الإمساك بخيط الفكرة أو بالقبض على هذه المصادفة الفنية الرائعة التي ستكون عنواناً بارعاً لقصيدته التي تمخضت جرّاء هذه اللحظات الإبداعية القلقة. لا شك في جمالية القصيدة التي كتبها الشاعر فاضل السلطاني، وهي تحتاج لمقالة نقدية خاصة، لكنه أوجز من خلالها معاناة العراقيين جميعاً ومحنتهم الأزلية التي تتمحور حول الدم المُراق حينما قال في خاتمة هذا النص الشعري المُعبِّر: (وحشان أم حبرٌ على الورق / أم دمٌ يراق منذ ستة آلاف سنة/ على . . . العراق). انتهى السلطاني من قراءة نصه الشعري العميق، فيما وضع فيصل لمساته الأخيرة على لوحة (كلكامش) التي ختمت الفيلم بخطاب بصري شديد التعبير بدأ من مصادفة فنية مرتجلة وانتهى بلوحة جميلة، ونص شعري مكثّف، وموسيقى حرّة انبثقت من اللوحة والقصيدة في آنٍ معا.

المدى العراقية في

05/07/2012

 

سندس المغربية...فيلمها عن العاهرات ممنوع من العرض في المغرب

حاورها: يوسف أبو الفوز

عقد في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، وللفترة 5 - 6 /5/2012 المؤتمر الأول لحركة "التجمع العربي لنصرة القضية الكردية". شارك في هذا المؤتمر 115 شخصية عربية عراقية ومن الدول العربية ومن القاطنين في دول أوروبية واستراليا والولايات المتحدة وكندا.

خلال أيام المؤتمر في ممرات الفندق حيث أقام أعضاء المؤتمر والضيوف، وفي قاعة المؤتمر، لمحت قامتها الفتية، كانت تبدو اصغر المساهمات في المؤتمر تتحرك بحيوية وتنتقل من مكان إلى آخر ولا تمل من طرح الأسئلة والتقاط الصور، وفي إحدى الاستراحات تعارفنا عند طاولة القهوة، وطيلة الأيام الباقية كانت لنا أحاديث متفرقة سياسية وثقافية، ووجدت فيها روح مرحة ومتحررة وطموحة، قبل أن نحزم حقائبنا لنودع بعض، اتفقت معها على هذا اللقاء ...

·        لنعرّف القراء ببطاقتك الشخصية؟

ــ أسمي سندس الزيدي المغربية.. من المغرب من مدينة الرباط ، وأنا من أم امازيغية من المغرب ووالد ينحدر من جنوب اليمن ، بعد البكالوريا دخلت معهد السينما في الرباط ، ودرست تقنيات الإخراج وتخرجت عام 2009 .

·        وأين يتركز حالياً مجال عملك في السينما ؟

ـــ في السينما الوثائقية، وأخرجت أفلاما قصيرة عدة، تتراوح ما بين 5 ـ 13 دقيقة خلال سنوات الدراسة ونالت بعض الاهتمام من الصحافة الفنية والنقاد.

·        عرفنا أن لك فيلما وثائقيا ممنوعا من العرض في المغرب؟

ــ نعم. انه فيلم وثاقي طويل 40 دقيقة ، أنجزته عام 2010 ، واعتبره أهم أعمالي حتى الآن، يتناول موضوع النساء العاهرات في المغرب ، وقد سبب لي مشاكل عديدة خلال الإعداد والتصوير والتنفيذ ، ومنع من العرض في المغرب ، الفيلم تطلب مني معاشرة العاهرات حوالي عام كامل لأتعرف على طبيعة حياتهن المذلة وقد سبب لي ذلك مشاكل اجتماعية مع اقرب الناس لي، لكني لم أتراجع وكنت أتعامل معهن بشكل إنساني، فوثقن بي وفتحن لي قلوبهن، في الفيلم تناولت ثلاثة أجيال من العاهرات، وطرحت قضيتهن وهمومهن من وجهة نظري الفكرية في إدانة عالية النبرة للنظام الحاكم ونظرة المجتمع والسلطة الدينية، وقدمتهن كمحاربات من اجل لقمة العيش لهن أحلام وكرامة رغم مهنتهن المذلة.

·        وهل كانت للفيلم حظوظ خارج المغرب؟

ـ بالضبط، لقد نال الفيلم اهتماما كبيرا، خصوصا في الدول الأوربية، فقد عرض في اسبانيا وفرنسا وميونيخ حيث شارك في مهرجانات سينمائية هناك، وقد نلت وفريق العمل وكلهم من المغرب الكثير من الثناء والتكريم.

·        وهل لك نشاطات أخرى لها علاقة بالسينما غير صناعة الأفلام؟

ــ نعم .. نعم .. ! أنا مديرة مهرجان تينزينيت، وهي مدينة صغيرة مجاورة لمدينة أغادير السياحية المعروفة، هي مدينة تكاد تكون معزولة رغم أن فيها بعض المعالم السياحية، وتجاور المحيط، لكن هذا المهرجان ابرز اسمها فصارت قبلة للمثقفين، في أكتوبر القادم تكون لنا دورة المهرجان الخامسة وهو مهرجان سنوي مكرس للأفلام القصيرة التي ينتجها الشباب ومنظمات المجتمع المدني، وتناقش قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والمشاكل الثقافية، وللقضية الامازيغية حضور بالغ وشعاره "السينما للجميع ".

·        وما سر اهتمامك بموضوعة المرأة؟

ـ يا صديقي مجتمعنا، في شمال إفريقيا والشرق الأوسط عموما، مجتمع ذكوري، والسلطات الحاكمة غالبيتها غير ديمقراطية، وللمؤسسة الدينية بجانبها السلفي دور كبير في توجيه المجتمع، وأنا إنسانة يسارية علمانية، أرى أن المرأة لها الحق بالمساواة كإنسانة، من هنا فأنا كإنسانة وامرأة أجد أن هذا من واجبي كرسالة للدفاع عن المرأة في حقها بالتمتع بالحرية الاجتماعية والعمل الشريف وبما أن السينما هي لغتي فان كل أفلامي لحد الآن تتناول موضوعات تخص المرأة، ولهذا السبب أنا ناشطة في المنظمات النسوية.

·        ومعلوماتك عن السينما العراقية؟

ـ كما تلمس أن لي مشكلة مع اللغة العربية، فأنا لا أجيدها تماما ولغة عملي الأساسية هي الفرنسية، ربما لهذا السبب لم اطلع كثيرا على السينما العراقية لكني أسعى لعقد صلات مع سينمائيين عراقيين للاطلاع على تجاربهم وربما التعاون معهم مستقبلا.

المدى العراقية في

05/07/2012

 

هل تشهد السينما العربية نهضة جديدة؟

ترجمة: نجاح الجبيلي

إن زيادة العروض والتمويل لصناعة السينما العربية تمنح الأمل في المستقبل على الرغم من الغليان السياسي في العالم العربي. بهذا الشأن كتب المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار في صحيفة الغارديان في 12 شباط عام 2012.

الربيع العربي جعل الاهتمام الغربي مركزاً على العالم العربي بطريقة غير مسبقة، وفي حين أن الأحداث في البحرين وليبيا وسوريا تحولت بشكل تدريجي لتكون أشد عنفا، ثمة فترة من العام الماضي عندما ألهم الشباب العربي المتابعين بشجاعتهم ومواقفهم الحداثوية كلياً، إلا أنه بالنسبة لمنطقة سكانها أكثر من 300 مليون شخص، وذات تقاليد غنية في الفولكلور ورواية القصص، كان العالم العربي يعاني الحرمان من السينما الخاصة به، يمكن لمصر أن تتباهى بالفخر بصناعة أفلام تعود لأكثر من قرن، لكن ما وراء ذلك كانت الصورة غالبا غير مشجعة إلا قليلاً.

حين بدأت صنعتي كمنتج أفلام في تونس في السبعينات من القرن العشرين، لم تكن توجد صناعة سينما عربية بمعنى الكلمة ، كان الممولون النشطون، وبالأخص الذين يعملون في اقتصاديات الخليج التي تُغذيها الدولارات النفطية، يركزون بشكل كبير على الاستثمارات في البنى التحتية والدفاع بدلاً من الاستثمار في مجال الثقافة. كانت المنطقة تفتقر أيضاً بشكل مخيف لدور السينما، وبينما كان العالم العربي مرتبطا رسميا باللغة نفسها، كانت اثنتان وعشرون دولة عربية في الواقع تمتلك لهجات وعادات محلية ظلت بشكل متكرر خاصة ضمن حدودها. فكانت النتيجة غياب سوق حقيقية عربية للسينما العربية، مع قلة فقط من صناع الأفلام الذين أحرزوا شهرة عالمية مثل يوسف شاهين من مصر.

بناءً على ذلك، ينصب تركيزي في الوقت الحاضر على جذب إنتاجات عالمية إلى وطني إذ جلبت إلى تونس جورج لوكاس بفيلم "حرب النجوم" وستيفن سبيلبرغ بفيلم "غزاة الفلك المفقود" وفريق "مونتي بايثون" بفيلم " حياة برايان". كنت أصرّ دائما أن يكون التونسيون جزءا من طاقم العمل كي يصبح المتدربون اليوم صناع أفلام في المستقبل.

لقد جاءت فكرة فيلم "الذهب الأسود" من قراءتي لكتاب في موقع تصوير فيلم " حرب النجوم"، وهذا الكتاب للروائي الألماني السويسري "هانز رويش" بعنوان "جنوب القلب"، ويدور حول اكتشاف النفط في شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين، والأهم بالنسبة لي أنه يروي ذلك من وجهة نظر عربية. حاولت في البداية أن أصنع فيلما في أواخر السبعينات، ومع أنني وجدت اهتماما من شركة بارامونت أحد استوديوهات هوليوود الكبرى ، إلا أنني لم أحصل على أي تمويلات من مصادر عربية، فأركنتُ هذا المشروع على الرف.

بعد ثلاثة عقود، تغير المشهد الإعلامي العربي بشكل لا مثيل له، إذ أن زيادة القنوات الفضائية العربية - هناك 500 قناة فضائية مجانية على الأثير حسب آخر الإحصائيات، منحت المحتوى المحلي منصة لم تكن موجودة سابقاً وساعدت في كسر هيمنة القنوات التابعة للدولة. هناك مهرجانات سينمائية كبرى جديدة، مثل الدوحة وأبوظبي ودبي، مع أقسام وتمويلات مخصصة للسينما العربية. إننا نرى نهضة سينمائية عربية نشطة من شمال أفريقيا إلى الشرق الأوسط.

لقد أصبحت قيمة الثقافة، والسينما على وجه الخصوص، واضحة للمستثمرين العرب اليوم، ولهذا السبب كنا قادرين أخيراً على تحويل كتاب "رويش" إلى فيلم طويل ذي ميزانية كبيرة. كان شريكي في الفيلم معهد الدوحة للسينما الذي دشن في عام 2010، من قبل ابنة أمير قطر الشيخة (المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني). إن مثل هذه المنظمات هي التي جعلت من الممكن لصناع الأفلام العرب الاعتماد على دعم حقيقي من منطقتهم.

إن التحديات الكبرى ما تزال باقية. ففي المملكة العربية السعودية، التي هي من الناحية المالية أكبر مستهلك للترفيه في المنطقة، كانت دور السينما محظورة منذ السبعينات في القرن الماضي. وفي الأسواق الأكثر ربحاً وازدحاماً بالسكان ، مثل العراق وسوريا فإن دور السينما غير مستغلة إلى حد كبير بسبب عدم الاستقرار السياسي. إن عدم وجود جمهور محلي متحمس وقابل للنمو اقتصاديا تعتمد عليه الأفلام العربية سيضطر صناع الأفلام لضمان أن تكون مشروعاتهم جاذبة للجمهور العالمي. لسوء الحظ فإن عمر الشريف هو الممثل العربي الوحيد الذي تمتع بشهرة عالمية وقوة نجومية في النصف الثاني من القرن الماضي.

ما تزال التداعيات طويلة الأمد للربيع العربي، وبخاصة في سياق تأثيرها على المجتمع والثقافة، غير واضحة. لقد شاهدنا بدايتها بأعيننا عند تصوير فيلم "الذهب الأسود" في تونس إذ اندلعت الثورة من حولنا. و ما ملأني بالأمل الكبير كان رؤية الطاقم التونسي وهو يحضر للعمل بكامله في الوقت المحدد في صباح اليوم التالي للثورة في كانون الثاني من العام الماضي. إن رؤيتهم يحملون الفخر والمسؤولية في عملهم يجعلني متفائلاً في السنوات المقبلة.

المدى العراقية في

05/07/2012

 

المكتبة السينمائية :

يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك

كاظم مرشد السلّوم  

في كتابها "يوسف شاهين وتجربة الإنتاج المشترك"، تسلط الكاتبة أمل الجمل الضوء على تجربة الإنتاج السينمائي المشترك للمخرج يوسف شاهين ابتداءً من أول فيلم مشترك "رمال من ذهب" في العام 1966 وانتهاءً بآخر فيلم "هي فوضى في العام 2007" .

مؤشرة أهمية هكذا نوع من الإنتاج في ظل تدهور الوضع السينمائي في مصر، والحاجة الملحة لإنتاج أفلام سينمائية حتى لا تتوقف عجلة السينما المصرية، كذلك أهمية مشاركة الممثلين والفنيين من دول الإنتاج والتجربة والخبرة التي يمكن أن تضاف لرصيد هذا الممثل أو ذاك الفني، مصور أو مونتيرا أو غيرهما.

في بداية الكتاب تتحدث أمل الجمل عن بدايات المخرج يوسف شاهين في الإنتاج السينمائي المشترك ومن ثم انتقاله إلى مرحلة جديدة في أعقاب كارثة " كوبرو فيلم " في أواخر الستينات وبعد التجربة المؤلمة لفيلم " الناس والنيل" توقف الإنتاج السينمائي المشترك في مصر لمدة خمسة عشر عاما ، خصوصا مع الدول الأجنبية إلى أن اخرج شاهين فيلمه " وداعا بونابرت " حيث كان بداية لمرحلة جديدة من الإنتاج السينمائي المصري المشترك مع فرنسا امتدت حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .

بعد ذلك تتطرق أمل الجمال الى التركيبة الشخصية للمخرج يوسف شاهين ، خصوصا شخصيته الخلافية التي طالما رفضت أن ترفع الراية البيضاء وان تستسلم، لذلك كان المخرج العربي الأكثر لجوءا الى الإنتاج السينمائي المشترك .

ثم تتطرق الكاتبة إلى مفهوم التعاون المشترك للإنتاج السينمائي، وأسباب اللجوء إليه ، والأغراض الحقيقية له.

كذلك تتطرق الى أفلام يوسف شاهين التي أنتجت بالاشتراك مع بعض الدول العربية ، خصوصا الجزائر التي ساهمت في إنتاج ثلاثة من أهم أعمال يوسف شاهين هي ، العصفور ، عودة الابن الضال ، اسكندرية ليه ، وهي لا تتوقف عن تعداد هذه الأفلام بل هي تتحدث بلغة الناقد عن سبب إنتاج الفيلم إنتاجا مشتركا ، والسيناريو ، والتصوير ، والمضمون وكذلك مشاكل الفيلم مع الرقابة ، وأيضا تقبل الجمهور له ، ولم تكتف بفيلم او فيلمين بل كل الافلام التي أنتجت إنتاجا مشتركا .

وتخصص جانبا من كتابها حول فرنسا والسينما الإفريقية ، وكذلك العلاقات المصرية الفرنسية التاريخية وما تعنيه مصر لفرنسا ، وكيف كانت مصر مقصدا للغزاة والمستعمرين ، لكن الاحتلال الفرنسي دون غيره كان له طابع خاص، حيث لم يقتصر على الغزو العسكري فقد أحضرت الحملة الفرنسية معها إلى مصر عام 1798، جيشا آخر من المثقفين، متمثلا في لجنة العلوم والفنون المؤلفة من 165 شخصا .

‏كتب " فرانسوا شارل رو " لم يحدث من قبل إطلاقا لجيش ذهب ليغزو احد البلدان أن اخذ معه دائرة معارف حية مثل هذه . ثم تتحدث عن التعاون السينمائي الذي حصل بينهما لسنين عديدة .

في النهاية تكتب أمل الجمال فيلموجرافيا عن سينما يوسف شاهين المشتركة ، مع ملحق بصور لعدد من الأفلام التي أخرجها يوسف شاهين .

الكتاب من إصدارات المؤسسة العامة للسينما السورية ضمن سلسلتها الشهيرة "الفن السابع".

المدى العراقية في

05/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)