حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المدير الجديد لقرطاج السينمائي: تحديات الثورة

صلاح سرميني ـ باريس

 

كان الحضور التونسيّ في الدورة الـ 65 لمهرجان كان السينمائيّ 2012 لافتاً للانتباه، وتجسّد بتمثيلٍ رسمي من طرف وزارة الثقافة، وبحضور الوزير نفسه "مهدي مبروك"، ومُتابعة فردية من طرف أعداداً كبيرة من المُخرجين، المُنتجين، والإعلامييّن، وتوزّعت النشاطات ما بين "سوق الفيلم"، "ركن الفيلم القصير"، والخيمة التونسية في "القرية الدولية"، وكانت واحدةً من الخيام القليلة جداً التي استقبلت ضيوفها يومياً حتى ساعة متأخرة، ولم تقفل أبوابها ـ كما فعلت معظم خيام بلدانٍ أخرى مُشاركة ـ في التاريخ الرسميّ لختام السوق يوم 26 مايو، ولكنها بقيت مفتوحةً أمام الضيوف حتى اليوم الأخير للمهرجان، وكانت تضجّ دائماً باللقاءات، واجتماعات الصداقة، والمهنية، بالإضافة لمواعيد رسمية خُصص أحدها من أجل الإعلان عن "الصندوق الأفريقيّ لدعم السينما، والوسائل السمعية/البصرية" التابع لـ "المنظمة الدولية للفرنكوفونية"، وآخرٌ كان هدفه الكشف عن تفاصيل شراكةٍ بين "مؤسّسة مخرجي الأفلام" الفرنسية (SRF)، ونظيرتها التونسية "جمعية مخرجي الأفلام التونسييّن"(ARFT)، وذلك في إطار "أسبوعيّ أفلام المخرجين".

وفي "خيمة سينمات العالم"، والتي تُمثل سينمات آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، وأوروبا الشرقية، تمّ تنظيم لقاءً إحترافيّاً مع المخرج "مهدي الأخضر"، والمنتج "محمد علي بن حمرا" للدفاع عن مشروع فيلمهما الروائيّ الطويل القادم.

بينما عُرض في "سوق الفيلم" 6 أفلام طويلة، وإستقبل "ركن الفيلم القصير" 11 فيلماً قصيراً، روائياً، وتسجيلياً، وهذا لا يعني ـ كما يُبالغ البعض ـ بأنها شاركت في المهرجان، ولكن، سجلها مخرجوها كي تكون متاحةً للمُشاهدة الفردية من طرف الضيوف المُعتمدين، ويمكن لأيّ مخرج، أو مؤسّسة إنتاجية، أو توزيعية تسجيل أفلامها إذا كانت تحظى بالحدّ الأدنى من الشروط الفنية، والتقنية.

وقد سمح حضور السينما التونسية في "سوق الفيلم" بالتعرّف على أحوالها، وتبادل الآراء، والأفكار مع صانعيها، ومعرفة نشاطاتهم الحالية، والمُستقبلية.

ومنهم "د.محمد المديوني" المدير الجديد لأيام قرطاج السينمائية الذي كان حاضراً لفترةٍ قصيرة بهدف الترويج للدورة الـ 24 والتي سوف تنعقد خلال الفترة من 17 وحتى 24 نوفمبر 2012.

باعتقادي، سوف تُواجه "الأيام" تحدياتِ كبيرة (وخاصةً ما يتعلق بمُسابقتها العربية)، حيث نعلم بأنها تنعقد مرةً كلّ عامين، وتقبل الأفلام المُنتجة خلال الـ 24 شهراً التي تسبق تاريخ انعقادها، بمعنى، من المُفترض العودة إلى الوراء حتى نوفمبر 2010، وهنا يصبح من الصعب التحقق بدقةٍ من تاريخ إنتاج أفلام هذه السنة، وسوف تعترض الإدارة إشكاليات من نوع : هل تعتمد على تاريخ تأشيرة الاستثمار التجاري، وهي خطوة لا تعتني بها المؤسّسات الإنتاجية العربية، الخاصة، والعامة، أو تأخذ بعين الاعتبار تاريخ العروض التجارية الأولى في البلد المُنتج، أو أيّ بلد آخر، ونعرف بأنها لا تُعرض تجارياً في بلدانها، أو متأخرة، أو هل يبدأ عمر الفيلم مع الانتهاء تماماً من عملياته الفنية، ..

ومع غياب أجوبة محددة، سوف تستقبل "الأيام" الأفلام المُنتجة خلال الأعوام 2010/2011/2012، ولن تُدقق كثيراً في تاريخ أفلام 2010 (في بداية العام، أو نهايته)، وإذا ذهبنا أبعد من ذلك، وتذكرنا الخطوات المحمومة التي تُمارسها المهرجانات الخليجية في استقطاب العروض الأولى للأفلام العربية، فإننا نتساءل منذ اليوم عن الجديد الذي سوف تقدمه "الأيام" ما عدا الفائدة القصوى من عرض الأفلام للجمهور المحليّ التونسي الذي لم يشاهدها من قبل، وفرصة إضافية لجمع العاملين في المجالات السينمائية المختلفة، وهي بحدّ ذاتها واحدةً من أهداف التظاهرات السينمائية.

ومع ذلك، إذا احتفظت "الأيام" بإيقاع انعقادها كلّ سنتين، سوف تُعاني من ندرة الأفلام الجديدة في مسابقاتها (ماعدا الأفلام التونسية رُبما)، ولكنها سوف تستقطب بسهولةٍ معظم الأفلام العربية، والأفريقية المُنتجة قبل 24 شهراً بدون اللجوء إلى إغراءاتٍ مُريبة بدأت تنتشر في المشهد المهرجانيّ العربي.

في كلّ الأحوال، تمتلكُ "الأيام" مكانتها التاريخية، وسمعتها الطيبة عند السينمائيين العرب، والأفارقة، ولا أتخيل بأن يخفتَ بريقها، تختفي إثارتها، ويتقلص جديدها، خاصةً، وأنها تتميز بمتابعةٍ مدهشة من الجمهور التونسي، لأنها تنعقدُ من أجله، أولاً، وأخيراً، وتحقق حزمةً من الأهداف النبيلة : نشر الثقافة السينمائية، والتنشيط الاجتماعي، الاقتصادي، والسياحيّ...

ومن وجهة نظرٍ عامة، لا تقتصر فائدة المهرجانات على مسابقاتها فقط، ولكن، تكتسب أهميتها من خلال التظاهرات المُصاحبة في الأقسام المختلفة، والتي تساهم في التعريف بأفلام، وسينمائييّن لن يتسنى للجمهور مشاهدتها في عروضٍ تجارية تقليدية، ومن ثمّ، كلّ النشاطات المُوازية للعروض، ومنها ورشة المشاريع، شبكة المُنتجين، الدروس العُليا، اللقاءات، الندوات، الموائد المستديرة، والمحاضرات.

"د.محمد المديوني" المدير الجديد لأيام قرطاج السينمائية، لم يبقَ فترةً طويلة في مهرجان كان، ولهذا أعفيته من لقاءٍ طويل، وكنت أرغب فقط التعرّف على الخطة البرمجية العامة للدورة القادمة، المحتوى إن صحّ التعبير، والبرامج المُصاحبة، وهي، بالنسبة لي، أهمّ من المُسابقات.

معرفتي به، تجعلني أعتقد، بأنّ مهمته الجديدة هذه لم تكن واحدةً من ثمرات الثورة التونسية، فقد سمحت مسيرته المهنية السابقة بشغل مناصب إدارية في مهرجاناتٍ سينمائية، ومسرحية عديدة، ولهذا، توجهت أسئلتي في هذا المنحى .

**********

·     ما هي التحوّلات الجديدة التي سوف تطرأ على "أيام قرطاج السينمائية"، وتجعلنا نشعر حقاً بالتغيّير، على الأقلّ من خلال تظاهرة سينمائية هي الأقدم في العالم العربي.

كانت أجوبة "د. محمد المديوني"، رصينة، هادئة، متواضعة، وديبلوماسية،...

إنه رهانٌ تتحمّله الهيئة المُديرة، وكلّ السينمائيين التونسييّن المعنييّن، وعلى الرغم من استلامي المُتأخر نسبياً لمهمّتي، سوف نسعى إلى الاستفادة من تراكم الدورات السابقة، والتأكيد على السمعة المُميزة لأيام قرطاج، بصفتها أول المهرجانات السينمائية في الدول العربية، والأفريقية، وكما تعرف، فقد مرت منها أسماء كبيرة، مثل: يوسف شاهين، عثمان سامبان......

واحدة من مشاغلنا، التأكيد على السمة الجامعة بين السينمات العربية، والأفريقية، وإظهار إيجابيات اللقاء بينهما، وعلى الرغم من الصعوبات التي تعترض الأعمال السينمائية الأفريقية، سوف نعمل على تسهيل وصولها إلى الجمهور، وترغيبه بمشاهدتها عن طريق وسائل مختلفة، بالإضافة طبعاً لحضور أفلامٍ من كلّ أنحاء العالم.

·        ماعدا المُسابقات، هل لديك تصوراتٍ محددة عن البرامج، والتظاهرات المُصاحبة ؟

التصورات الحالية ليست دقيقة، هناك تفاعلٌ مع الثورات، والتركيز على الشباب، لن يكون تركيزاً عابراً، ولكن، سوف نهتم بالإنصات إليهم كي نتحسّس التوجهات العامة، هناك حراكٌ يبشر بزخمٍ، ويُنبئ بسينما آتية في السنوات القادمة، تتناغم مع التحوّلات الكبيرة في كافة المستويات التكنولوجية، ومسالك الإنتاج، والتوزيع، سوف نركز بالتأكيد على التكنولوجيات الجديدة، واستقطاب أهمّ الأفلام من كلّ أنحاء العالم، كما نرغب توريط الشباب في إطار المهرجان، وجعل مشاركاتهم أكثر مردوديةً للسينما، صناعة، وفناً.

تثيرني أفكار سينما الشباب في إيران، ومصر أيضاً، وفي البلدان العربية بشكلٍ عام، كما نفكر بتسليط الأضواء على سينما التحريك اليابانية، والانفتاح على السينمات الأخرى،...

وأيضاً إطلاق مشروع "المركز الوطني للسينما، والصورة" في تونس، والتحضير لندوةٍ موسعة حول المراكز السينمائية الوطنية في العالم، والاستفادة منها.

هناك ندوات موجهة للشباب تتعلق بالحرفيات المهنية المختلفة، و"ماستر كلاس" حول اختصاصات متنوعة في مجالات التكوين، وأخرى محددة مع أشخاص يتحدثون عن تجاربهم، وخبراتهم.

·     الأوضاع في سورية، كيف سوف تتعاملون مع الأفلام السورية المُنجزة من طرف "المؤسسة العامة للسينما" ؟

يُشير القانون الأساسي للمهرجان بصراحة، بأنّ الأفلام لا تُمثل الدول، نحن نتعامل مع السينمائييّن، في الأصل هذا الأمر غير مطروح في النظام الداخلي، سوف نختار الأفلام بناءً على مقاييس المهرجان، ونتحمل تبعات مسؤوليتنا.

·        ما هي مكانة الأفلام القصيرة في الدورة القادمة ؟

سوف تكون حاضرةً بالتوازي مع الأفلام الطويلة، أكان ذلك في المسابقة الرسمية، أو الوطنية، أو البرامج الأخرى.

·        والتسجيلية ؟

هناك حصة معتبرة للأفلام التسجيلية في كلّ البرامج..

·        هل لديكم تخوفاتٍ من أطرافٍ لا تحب مثل هذه النشاطات السينمائية، والسينما بشكلٍ عام ؟

أبداً، تمتلك تونس رصيدا من الفنّ منذ القرن التاسع عشر، هذا أمرٌ محسوم، من لا يحترم القانون، يتحمل مسئوليته. لا أتصور بأنّه سوف تحدث مشاكل، نحن نتقدم إلى الأمام، ولا نتراجع إلى الخلف، تونس بلدٌ متحضر، على الرغم من أولئك الذين لا يريدون الحضارة، ويرفضونها.

·     هل تعتقد بأنّ المهرجانات السينمائية الجديدة في المنطقة أثرّت، أو سوف تؤثر على "أيام قرطاج السينمائية"، سلباً، أو إيجاباً ؟

كما تعرف، هناك في فرنسا وحدها مئات المهرجانات، انتشارها في البلدان العربية مسألة مفيدة للمواطن، والسينما العربية، ليس من حق طرفٍ ما احتكار السينما، وهذا لا يُقلق "أيام قرطاج السينمائية"، صحيحٌ بأنّ المهرجانات التي تمتلك اعتمادات مالية محظوظة في هذا الجانب، ولكن، نحن نمتلك رصيدنا الخاصّ، مع الدورة الـ 24 سوف يصبح عمر المهرجان 50 سنة من التواصل، والانتظام، وأظنّ، بأنّ طبيعة المهرجان تختلف عن المهرجانات الأخرى الجديدة في المنطقة.

·        ما رأيك بالتعاون معها، التفكير ـ مثلاً ـ بنافذةٍ للسينما الخليجية ؟

ما المانع، نحن لسنا في علاقةٍ نزاع، أو تنافس طالما هي في خدمة المواطن العربي، السينما العربية، والسينما بشكلٍ عامّ.

الجزيرة الوثائقية في

03/07/2012

 

افتتاح مهرجان كارلوفي فاري

محمد حسن - التشيك 

افتتحت الجمعة الماضي الدورة رقم 47 لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بالتشيك بحضور الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس وزوجته ليفيا وعدد قليل جدا من الحراسات الخاصة قابله عدد كبير جدا من السينمائيين والاعلاميين, بدأ الحفل بمقدمة موسيقية اصطحبها استعراض راقص استخدمت خلاله تقنية الليزر بشكل مبهر, ثم صعد رئيس المهرجان جيري بارتوسكا وقدم لجنة التحكيم الرئيسية والتي يترأسها المخرج الامريكي ريتشارد بن وتضم 6 أعضاء آخرين هم المخرج التشيكي راجكو جرليك والمنتجة اليونانية ماريا هاتزاكو والممثل الفلسطيني الاسرائيلي مكرم خوري والمخرجة البولندية جوان كراز والتشيكيان فرانسوا بابينو وايفو ماثي .

حضر الحفل عدد كبير من نجوم السينما العالميين في مقدمتهم النجمة الانجليزية هيلين ميرين بصحبة زوجها تايلور هاكفورد وتم تكريمها خلال حفل الافتتاح بمنحها الكرة البلوريه, وهو التكريم نفسه الذي حصلت عليه الممثلة الانجليزية ايضا جودي دينش خلال افتتاح دورة العام الماضي, وعقب انتهاء حفل الافتتاح تم عرض فيلم الافتتاح الايرلندي "اهتزاز جيد" والذي حضر فريقه بالكامل, بعدها توجه ضيوف المهرجان لقضاء حفل ساهر بفندق بوب .

وأعلنت إدارة المهرجان أنها ستكرم خلال حفل الختام في الثامن من يوليو النجمة الامريكية سوزان سارندون .

الجدير بالذكر أن مهرجان كارلوفي فاري يعد واحدا من اقدم واهم المهرجانات السينمائية في العالم ويحتوى على 4 مسابقات رئيسية هي : المسابقة الرسمية ويتنافس بها هذا العام 12 فيلما ليس بينها افلام عربية, ومسابقة "شرق الغرب" وهو قسم يقتصر الاشتراك به على دول شرق اوروبا فقط ويتنافس خلاله 11 فيلما هذا العام, ومسابقة الافلام التسجيلية وتضم 16 فيلما واخيرا مسابقة الكاميرا المستقلة وتتضمن 12 فيلما احدها مغربي الجنسية ويعد هو الفيلم العربي الوحيد بالمهرجان هذا العام, كما تضم المسابقة نفسها فيلما اسرائيليا للمخرج روني ساسون .

كما يتضمن المهرجان عددا كبيرا من الأفلام تعرض خارج المسابقات سالفة الذكر, موزعه بأقسام مختلفة أبرزها قسم "الاختيار الرسمي خارج المسابقة" ويضم 6 افلام وقسم "آفاق" ويضم 30 فيلما وقسم "رؤية أخرى" ويضم 26 فيلما وقسم "عروض منتصف الليل" وتضم 6 افلام وقسم "افلام التشيك" ويضم 14 فيلما تشيكيا أنتجت كلها خلال العامين 2011 و2012 وقسم "تسجيلي خارج المسابقة" ويضم 9 افلام .

الجزيرة الوثائقية في

03/07/2012

 

انجريد برجمان: سنوات المجد والعظمة

ترجمة: ممدوح شلبى 

وُلدت انجريد برجمان فى استكهولم عاصمة السويد فى 29 اغسطس عام 1915، امها فريدل ادلر برجمان كانت مواطنة المانية من هامبورج، وقد توفيت عندما كانت انجريد فى عامها الثالث، اما والد انجريد فهو جاستس صامويل برجمان، وهو سويدى، ولقد رعى ابنته حتى وافته المنية وكانت انجريد فى عامها الثانى عشر، وكان والدها يمتلك محلا للتصوير الفوتوغرافى، ولقد شجع الميول الفنية عند ابنته حتى انه التقط لها عدة مشاهد لطفولتها بكاميرا سينمائية.

وبعد سنوات كثيرة، قام المخرج السينمائى الشهير انجمار برجمان الذى عملت معه انجريد، بمعالجة ومونتاج هذه المشاهد السينمائية لطفولة انجريد، ومن الجدير بالذكر انه لا توجد صلة قرابة بين انجريد وهذا المخرج العظيم رغم تشابه الاسماء.

بعد وفاه والد انجريد برجمان فان عمتها العزباء تولت رعايتها ، لكنها توفيت بعد عدة اشهر ، وامضت انجريد سنوات المراهقة مع احد اخوالها وعائلته.

وكمراهقة، ظهرت انجريد كممثلة فى احد افلام التى انتجتها المدرسة الخاصة التى كانت انجريد تدرس بها، وعندما تخرجت فى عام 1933 فانها التحقت بالمدرسة الملكية للفنون المسرحية فى استكهولم وامضت فيها عاما دراسيا وفى خلال هذا العام فقد اثبتت نفسها كممثلة مسرح محترفة.

وكان اول افلامها الناطقة من اخراج السويدى جوستاف مولاندر وكان بعنوان ( مانكبروجريفن ) فى عام 1935 ، وفى هذا الفيلم لعبت انجريد دور خادمة فى احد الفنادق التى تبيع الخمور الممنوعة.

الاتجاه الى هوليوود

وفى عام 1936 فقد مثلت انجريد فى الفيلم الذى غير حياتها، وهو فيلم (انترميتزو) الذى ألفه واخرجه مولاندر، وهو يحكى قصة عازف كمان شهير كانت له علاقة مع ابنة استاذه فى البيانو، وقد مثلت انجريد هذا الدور.

وقد ألتفت الى تمثيلها المنتج الهوليودى ديفيد . او . سيلزنك ، الذى اشترى حق اعادة انتاج الفيلم فى هوليوود وكانت انجريد هى التى قامت ببطولة الفيلم.

وفيما بين انتاج النسختين من فيلم (انترميتزو) فان انجريد مثلت ثلاثة افلام سويدية هم (امرأة واحدة فقط) وفيلم (وجه امرأة) وفيلم (داى فير جيسيلين)

وفى عام 1939 وبناء على طلب المنتج الهوليودى ديفيد. او . سيلزنك ، انتقلت انجريد برجمان الى هوليوود، وبهذا الانتقال فقد بدأ مشوارها الفنى والذى استمر لمدة خمسين عاما، ولقد حققت فى مشوارها الفنى ثلاثة جوائز اوسكار، وجائزتى ايمى وجائزة تونى واحدة، وقد رأت انجريد صورتها فى هذه السنوات الخمسين (تتحول من صورة القديسة الى صورة العاهرة ثم تتحول مرة اخرى الى صورة القديسة) وهذا كان هو وصف انجريد نفسها عن مشوارها الفنى.

ان النسخة الامريكية لفيلم (انترميتزو – قصة حب) كانت ناجحة مما جعل المنتج سيلزنك يُوقع عقدا مع انجريد لمدة سبع سنوات، وبينما مثلت انجريد فيلمين فقط معه طوال مدة العقد ، فانها وفى نفس المدة مثلت فى العديد من الافلام الاخرى وقامت ببطولة عدة مسرحيات ايضا.

وجه انجريد برجمان الملائكى لم يمحوه الماكياج المبالغ فيه الذى تضعه غالبية الممثلات فى هذا العصر، ولقد كانت رغبة المنتج سيلزنك فى توظيفها فى الادوار الدرامية الكبيرة سببا فى استحوازها على اعجاب المشاهد الامريكى وفى نفس محافظتها على صورة المرأة الطهارة فظلت على هذه الحالة طوال الثلاثينات والاربعينات.

الزواج الاول

تزوجت انجريد من طبيب الاسنان السويدى بيتر ليندستوم والذى اصبح جراح للاعصاب فيما بعد ، وكان هذا الزواج فى عام 1937 , ولقد رُزقت انجريد من هذا الزواج بطفلة اسمها فريدل بيا فى عام 1938.

ان ادوارها كزوجة وام كانت تعبر عن تطلعات المجتمع وتمنياتهم فى الانثى واخلاقها فى هذا العصر ، لكن هذه الصورة قد تغيرت تماما فى الاعوام التالية بسبب اختيارها لادوار تمثيلية اخرى وبسبب علاقتها بالخرج الايطالى روبرتو روسللينى.

ان الافلام الامريكية التى مثلت فيها انجريد برجمان فى عام 1941 هى (لآدم اربعة ابناء) و(غضب من السماء) وهذان الفيلمان ساعدا فى تقديمها كامراة طاهرة، لكنها ارادت ان تنطلق الى ابعد من هذه الصورة النمطية وان تمثل ادوارا متنوعة.

ولقد ترشحت انجريد برجمان فى فيلم (خطيبة الدكتور جيكل) وهذا الفيلم هو نسخة عام 1941 ( لدكتور جيكل ومستر هايد)، وقد ترشحت معها لانا تيرنر فى دور فتاه حانة اسمها ايفى بيترسون.

ولقد ذهبت انجريد برجمان الى شركة مترو جولدن ماير والتقت بالمخرج فيكتور فليمينج وطلبت منه تبادل الادوار مع لانا تيرنر.

انجريد برجمان تتحدى صورتها النمطية فى السينما الامريكية.

ان هذا التغيير فى الادوار سمح لكل من انجريد ولانا ان يمثلا الشخصيات بصورة مختلفة عما ظهرت عليه الممثلتين فى افلامهما السابقة وهو ما جعل البعض يعترض على تغيير الصورة المعتادة لانجريد فى السينما ، لكن دور ايفا بيترسون (فتاه الحانة) اعطاها الفرصة لكى تنوع فى ادوارها السينمائية وتخرج من النمطية.

ولقد غيرت صورتها النمطية ايضا فى المسرح مثل مسرحية (ليليوم فى عام 1940 وهى من مسرحيات برودواى وكذلك مسرحية (أنا كريستى) من تأليف يوجين اونيل فى عام 1941.

ان اعظم ادوار انجريد التمثيلية كان فى عام 1942 عندما مثلت دور (الزا) الحبيبة الضائعة مع الممثل الشهير همفرى بوجارت وكان هذا الفيلم هو (كازالانكا) ذلك الفيلم الرومانسى الذى تدور احداثه العاطفية فى زمن الحرب ، لقد نجح الفيلم نجاحا ساحقا واصبح واحدا من الكلاسيكيات واعطى لانجريد برجمان مكانا فى قلوب عشاقها استمر لسنوات طويلة.

وبعد ذلك مثلت دور ماريا فى الفيلم المأخوذ عن رواية ارنست هيمنجواى (لمن تدق الاجراس) عام 1942.

ولم تترشح انجريد للاوسكار عن دورها فى فيلم (كازالانكا) لكنها ترشحت عن فيلم (لمن تدق الاجراس) لكن جائزة احسن ممثلة ذهبت فى ذلك العام الى الممثلة جنيفر جونز عن فيلم (اغنية برنادت).

وقد فازت انجريد برجمان بجائزة احسن ممثلة بفيلم (مصباح الجاز) عام 1944 وكانت تمثل دور زوجة فى زمن الملكة فيكتوريا، ولقد قادها زوجها الى الجنون.

وفى العام التالى رشحت لاوسكار احسن ممثلة عن دورها فى فيلم ( اجراس سانت مارى ) لكن الممثلة جون كراوفورد حصلت على اوسكار ذلك العام ، بعد ذلك مثلت انجريد فيلمين مع الفريد هيتشكوك هما ( الدوخة ) عام 1945 وفيلم ( سيئة السمعة ) عام 1946 ومثل امامها فى الفيلمين كارى جرانت.

ان الكثيرين اعتبروا ان دورها فى فيلم ( سيئة السمعة ) هو اجمل ادوارها السينمائية.

وعادت انجريد برجمان الى برودواى فى عام 1946، وقد مثلت دور جان دارك فى مسرحية ( جان ابنة اللورين ) والتى استمرت 25 اسبوعا واستقبلها جمهور المسرح بترحاب شديد.

وقد نالت ايضا جائزة ( تونى ) لاحسن ممثلة.

وفى عام 1948 مثلت فى فيلم سينمائى عن نفس المسرحية ولقد ترشحت عن دورها لجائزة الاوسكار احسن ممثلة على الرغم منانالفيلم نفسه لم يحقق نجاحا تجاريا.

انجريد برجمان وروسللينى

وفى عام 1949 كتبت انجريد برجمان خطابا كمعجبة الى روبرتو روسللينى، عبرت فيه عن رغبتها فى التمثيل فى احد افلامه، ولقد رد عليها المخرج الايطالى بكتابة دور لها فى فيلم ( سترومبولى) اثناء انتاج الفيلم ، واثناء تصوير الفيلم نشأت علاقة عاطفية بينهما تسببت فى تغيير الصورة السابقة عنها كامراة طاهرة الى الابد ، وتسببت العلاقة ايضا فى خسارتها الكثير من معجبيها الامريكيين.

وكانت انجريد مازالت متزوجة من بيتر ليندستوم رغم ان زواجهما افتقد الى السعادة لكل منهما، كما كان روسللينى متزوجا من امراة اخرى هو ايضا ولكنه كان منفصلا عنها، ولقد حملت انجريد برجمان من روبرتو روسللينى وتوجب عليهما ان يتطلقا من زوجيهما حتى يستطيعا ان يتزوجا.

ولقد رُزقت انجريد بمولود ذكر اسمه روبرتو قبل يتم زواج انجريد وروسللينى عام 1950 ، ولقد عبر الاخلاقيون ومعجبى انجريد عن استياءهم فيما بدا سقوطا لصورتها الطاهرة واعتبروها غير شريفة.

وعلى الرغم من ان زواجها لم يكن زواجا سعيدا لبعض الوقت ، فان جمهورها ضل متشبثا بصورتها الطاهرة ورفض تصديق هذه العلاقة بروبرتو روسللينى ، على حين ان السيناتور الامريكى ادوين . س . جونسون – عن ولاية كولورادو انتقد انجريد الى حد تكفيرها امام الشعب بعبارة شديدة القسوة واصفا ما فعلته بانه عمل من اعمال الشيطان.

وعاشت انجريد فى ايطاليا مع روسللينى بعيدا عن غضب الامريكيين ، وفى ايطاليا مثلت خمسة افلام مع روسللينى فيما بين عامى 1950 وعام 1955 ، ومن بين هذه الافلام فيلم ( اوروبا 51 ) عام 1952 ولقد عُرض هذا الفيلم فى نفس العام اثناء حملها بتؤام لطفلتين هما ايزابيلا والتى صارت بعد ذلك ممثلة وعارضة ازياء شهيرة والابنة الثانية كان اسمها ايزوتا.

ولم تعمل انجريد برجمان مع اى مخرج آخر باستثناء زوجها حتى عام 1956 عندما مثلت مع المخرج الفرنسى جان رينوار فى فيلم ( الينا والرجال ) ، ولقد اعاد لها هذا الفيلم مكانتها للجمهور العالمى على الرغم من نجاحها فى ايطاليا بسبب افلامها مع زوجها.

العودة الى هوليوود

وعادت انجريد برجمان الى هوليوود فى عام 1956 لتقوم ببطولة فيلم (انستاسيا) ولقد انتهى زواجها من روسللينى بعد عدة اشهر فى عام 1957.

ان عودتها الى هوليوود اعادت اليها عملها، ولقد بدأت انجريد فى استعادة معظم مكانتها وشعبيتها السابقة فى امريكا.

وبالاضافة الى حصولها على جائزة اوسكار اخرى عن فيلم (انستاسيا) فانها فى هذا العام تزوجت من لارس شمت، وهو منتج مسرحى سويدى.

وطوال العشر سنوالت التالية، فان انجريد مثلت للسينما والتليفزيون والمسرح، ولقد حصلت على جائزة ( ايمى ) عام 1959 عن دورها فى المسلسل التليفزيونى القصير المُعد عن رواية لهنرى جونز بعنوان The turn of the Screw

ثم مثلت للمسرح البريطانى فى لندن مسرحية ( شهر فى الريف ) عام 1965، كما مثلت ايضا فى مسرحية ( قصور منيعة اكثر ) ثم عادت الى الولايات المتحدة الامريكية فى عام 1967.

وفى عام 1974 حصلت انجريد برجمان على اوسكار احسن ممثلة دور ثان عن فيلم (جريمة فى قطار الشرق) وفى السنوات التى تلت طلاقها من روسيللينى فقد استعادت انجريد كثيرا من شغف الجمهور الامريكى بها.

نهاية حياتها

توقفت انجريد عن العمل فى عام 1975 وهو نفس عام طلاقها من زوجها لارس شمت ، فقد اكتشفت انجريد برجمان انها مريضة بسرطان الثدى ، ولكنها وبالرغم من مرضها فقد واصلت عملها واكملت فيلمها الاخير الذى اخرجه انجمار برجمان وهو فيلم (سوناتا الخريف) فى عام 1978.

وكان آخر ادوارها التمثيلية فى عام 1982 فى المسلسل التليفزيونى القصير (امراة تدعى جولدا) حيث جسدت شخصة جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة، وهو الدور الذى فازت عنه عن جائزتين هما جائزة ( ايمى ) وجائزة الجولدن جلوب.

وفى 29 اغسطس عام 1982 وفى عيد ميلادها السابع والستين خسرت انجريد معركتها مع سرطان الثدى والتى دامت سبع سنوات وماتت فى منزلها فى لندن.

وتم تشيعها من كنيسة سويدية فى غرب لندن، ولقد تم تجميع رفاتها المحترق وتم نثر ترابه على شاطئ السويد فيما احتفظوا بالقليل منه لكى يُودع مقبرة كنيسة سويدية اسمها ( نورا بيجرافنينجسبلاسن).

لقد تركت انجريد برجمان جمهورا محبا من جميع انحاء انحاء العالم طوال عملها الفذ الذى دام خمسين عاما والتى كرستهم لخدمة فن التمثيل.

عين على السينما في

03/07/2012

 

بروميثيوس ريدلي سكوت ثلاثي الأبعاد

«لوس أنجلوس تايمز» 

درس ريدلي سكوت الرسم في الأكاديمية الملكية للفنون في الخمسينيّات، لكنّه، على عكس زميله دايفيد هوكني، قرّر أن تكون بداية مسيرته المهنيّة صعبة. فقد كان يحدّق يومياً في لوحة زيتيّة كبيرة وفي حوزته علبة من السجائر ويقول: أكره عمل أمس. إنها معركة مع الذات.

لا يزال المخرج ريدلي سكوت يرسم بهدف المتعة، لكنّه يشير بأسى إلى أنه لا ينهي أي لوحة زيتية بالكامل. لهذا السبب، يعود سكوت، البالغ 74 عاماً، في فيلمه الجديدPrometheus إلى أساطير أعماق الفضاء التي جسّدها سابقاً في فيلم Alien عام 1979 كي يجد الثغرات ويحسّنها.

شكّل فيلم Alien، الذي أطلق بعد سنتين منStar Wars، ثورةً في مفهوم الكون الذي أبرزه: مستقبل تستطيع فيه الشركات احتساب الأرباح بين الكواكب، العبث بحياة سائقي شاحنات الفضاء واكتشاف أسرار الكون التي صوّرها عام 2001 فيلم A Space Odyssey للمخرج كوبريك بطريقة مفترسة.

أصبح سكوت عالمياً بفضل الجهد المبذول لإعداد الفيلم والرؤية المميزة، غير أن أفلامه كانت أكثر نضوجاً وغموضاً من أفلام جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ. أخرج سكوت تحفة أخرى رائعة وهو فيلم Blade runner عام 1982، ثمّ ابتعد عن قصص الرجال الأليين وأفكار السرعة التي تفوق سرعة الضوء (تواصل فيلم Alien بثلاثة أجزاءٍ، لكنّ سكوت لم يؤدّ أيّ دورٍ فيها).

أمّا الآن فقد عاد سكوت بفيلمٍ جديد يخطف الأنفاس وهو فيلمPrometheus ، بعد مضيّ 30 عاماً على فيلم Blade runner.

مشروع غامض

تدور أحداث Prometheus في الكون نفسه لفيلمٍ Alien. أشار سكوت في مقابلة أجريت معه في مكتبه في لوس أنجلوس أن القصتين مختلفتان، وقد وضع في إحدى الزوايا بدلة فضاء. أضاف: «المشاهد قد يلاحظ وجود ارتباطٍ إذا كان يبحث عنه، لكن القصة لا تستند إلى ما جاء سابقاً. اقتبست من Alien بعض الخيوط البسيطة إن صحّ التعبير». وضع دايمن ليندلوف نصّPrometheus وتوصّل إلى كتابة القصة مستوحياً من أفكار سكوت، الذي اجتمع به مرات عدة، ومن أفكاره الخاصة.

يشارك في الفيلم كل من نعومي راباس، مايكل فاسبندر، غي بيرس، إلبا إدريس، لوجان مارشال-غرين وتشارليز ثيرون. وينصبّ التركيز على طاقم المركبة الفضائية بروميثيوس، الذي يرسل إلى كوكب بعيد بعد الاكتشافات الأثرية على الأرض التي تشير إلى أن سر خلق الإنسان قد يكون موجوداً هناك.

لسنوات عدّة، أراد سكوت إخراج فيلمٍ يجيب عن السؤال الذي طُرح لدى رؤية أحد مشاهد فيلم Alien: ما قصّة المخلوق الفضائي الضخم الميّت الجالس داخل الآلة والذي وجده طاقم نوسترومو؟ من المتوقّع الإجابة عن هذا السؤال في فيلمPrometheus ، لكن لا تتفاجأ إذا لم تحصل على الإجابة. يشار إلى أن مشروع الفيلم غامض لأن سكوت قد أعدّ قصة الفيلم كاللوحة الزيتيّة، على عكس فيلم Star Wars المنظّم.

قال فاسبندر، خلال التصوير الذي دام خمسة أشهر في خمسة بلدان مختلفة، إن الفيلم دقيق، مسلٍّ، مثير ومليء بصفات تناسب الشخصيات.

وأضح ليندلوف أن عودة سكوت إلى الأفلام الخيالية ستروق للمعجبين الذين اعتبروه سائحاً حقّق الكثير في الزيارتين اللتين قام بهما إلى هذا المجال. أضاف أن سكوت قد حصل على التقدير العالمي بفضل فيلميه Alien وBlade runner، لكن مساره كمخرج للأفلام الخيالية يختلف عن مسار جيم كاميرون، فهو يأتي من بلدٍ أوروبيٍّ متطفل على الفن إلا أن مسيرته وأفلامه، على رغم أنه لم يخرج سوى فيلمين خياليّين، قد طبعت في ذهن المشاهد طوال هذه السنوات. في نظر ليندلوف أنه أمرٌ رائع.

وقد قال سكوت إنه يفكر مالياً في إعادة إخراج Blade runner فقد حمّسته الكاميرات الثلاثيّة الأبعاد التي استعملها في فيلمPrometheus ، لأنها تجعل الفيلم مثيراً. لكن لماذا اختار فيلماً قديماً بدلاّ من إخراج آخر جديد؟

شبّه سكوت، مخرج Gladiator و Black Hawk DownوThelma Louise، مسيرته بمسيرة هوكني الذي عاد إلى النمط الذي اعتمده سابقاً في حياته الفنية وبدأ من جديد عبر التخلي عن سبعة عقود من النظريات وايجاد فن جديد في الأعمال القديمة، وقد وجد سكوت أن الأمر رائع.

الجريدة الكويتية في

03/07/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)