حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حصاد مهرجان "بين سينمائيات"

حضور ملفت وبرمجة خاطئة وسينما عربية ملفتة للنظر

أحمد شوقي

 

اختتمت بنجاح ملحوظ فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان سينما المرأة العربية واللاتينية "بين سينمائيات" والذي أقيم في مركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية خلال الفترة بين 27 و31 مايو.

ووصف الدورة بالنجاح الملحوظ لا يأتي اعتباطا، بل ينبع أساسا من قدرتها على تحقيق هدفها كتظاهرة تنقل وجهة نظر فنية نسائية للجمهور المصري، فكانت وجهة النظر الفنية متواجدة في الكثير من أفلام المهرجان، وكان الجمهور حاضرا بصورة لافتة للنظر في معظم العروض، لدرجة دفعت رئيسة المهرجان المخرجة أمل رمسيس للاعتراف قبل فيلم الختام بأنها لم تكن تتوقع هذا القدر من الحضور الجماهيري في ظل انشغال أغلبية المصريين بأمور أخرى!

الحضور المكثف يكشف عن ضرورة الاهتمام بتنظيم مثل هذه الفعاليات التي أصبح تواجدها هامشيا في ظل الوضع المجتمعي الصاخب، وحتى إذا ما تواجدت فإنها ترفع شعارات توائم المرحلة، بل وتختار الأفلام المعروضة طبقا لهذه الأسس التي تحدد بالطبع من قيمته الفنية. فإذا كان الجمهور يقبل بكثافة على مهرجان لم يتوقع منظموه أنفسهم الإقبال عليه، فإن هذا الجمهور بحاجة للمزيد من العروض الجادة في بلد صار يفرض عليهم الاختيار بين الذهاب للقاعات لمشاهدة أفلام الراقصات والمطربين الشعبيين، وبين البقاء في المنزل لمتابعة الأنباء السياسية المثيرة للاكتئاب.

برمجة غير متزنة

الملاحظة العامة التي يمكن أن يجدها المتابع لبرنامج المهرجان هو أنه قد حمل الصبغة التسجيلية بشكل واضح حتى وإن لم يتم الإعلان عن ذلك بصورة رسمية. فمن بين 12 فيلما طويلا وأربعة أفلام قصيرة عرضها المهرجان خلال أيامه الخمس شاهدنا فيلمين روائيين طويلين وفيلم واحد قصير، أما باقي البرنامج فقد انحاز بالكامل للسينما التسجيلية والوثائقية بصورة غير متزنة على الإطلاق، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار تساهل إدارة المهرجان في عرض أفلام يعود تاريخ إنتاجها لعام 2003، ليصبح حتى التحجج بعدم وجود أفلام روائية صالحة للعرض صنعتها النساء أمرا غير مقبول.

عدم الاتزان يظهر أيضا في الاختيار الذي جانبه التوفيق بعرض الفيلمين الروائيين في بداية الفعاليات ليكونا أول فيلمين يشاهدهما الجمهور ـ ربما قبل أن ينتبه البعض لبدء المهرجان ـ وليتحول المهرجان من لحظتها إلى مهرجان تسجيلي تماما. ولا اعتراض على اختيار الفيلم المصري "ظل راجل" لحنان عبد الله ليكون فيلم الختام، فهو بخلاف كونه العمل المصري الوحيد فإنه عمل متميز المستوى يستحق أن يكون ختاما للتظاهرة، ولكن كان من الممكن حتى في ظل قصور التواجد الروائي أن يتم توزيع الفيلمين على يومين متباعدين لإضفاء بعض الديناميكية على برمجة المهرجان.

تفوق عربي واضح

الملاحظة الثانية على المهرجان هو الارتفاع الملحوظ في مستوى الأفلام العربية المعروضة، والتي تكشف المقارنة بينها وبين نظيرتها من الأفلام اللاتينية المشاركة عن تفوق عربي واضح. والمقارنة هنا بين الأفلام التسجيلية مجددا لغياب أي تواجد لسينما المرأة العربية الروائية.

وكنا قد تحدثنا في التغطية السابقة للمهرجان عن الفيلم اللبناني "طيب خلاص يللا" لرانيا عطية ودانييل جارسيا، والذي طرح بصورة شديدة الإنسانية أزمة رجل عاش حتى سن الأربعين مع والدته ومحاولته للتعايس بعد تركها لها. وهو الفيلم الذي تم تصويره ببساطة تقنية شديدة تؤكد أن الأهم من بهرجة الصورة والإنتاج هو الفكرة الجيدة والطرح الطازج.

نفس الأمر تجده في الفيلم المصري "ظل راجل" لحنان عبد الله المصنوع هو الآخر بأقل الإمكانيات، والذي ينطلق من فكرة نسائية بحتة تتعلق بحياة المرأة في مجتمع المصري في "ظل الرجل" كما يقول المثل الشعبي الشهير. ولكن المخرجة خرجت من الحيز المحدود لفكرة الهيمنة الذكورية التي طالما طرحتها النساء بمئات الأشكال لتعرض بانوراما حية لعالم النساء السري الذي يخيل للمتذاكين من الذكور أنهم يعرفون كل شيء عنه بينما الحقيقة أن القسم الأكبر من معرفتهم به تدخل في نطاق الصور النمطية الخاطئة.

الاختيار الممتاز للشخصيات كان سر نجاح "ظل راجل" وتفاعل الجمهور الواضح معه. فحنان عبد الله وضعت يدها على ثلاث شخصيات شديدة الجاذبية إنسانيا، وتمكنت من الوصول بالحوار معهن إلى مساحات حميمية تمس كل إنسان يعيش في هذا الوطن. وهو ما تكرر أيضا مع الشخصيات الثانوية وأقصد هنا تحديدا السيدتين المنقبتين اللتان منحتا الفيلم حيوية حقيقية وأضافتا لقيمته الفكرية بصورة تلقائية، لتتفوقا بذلك على شخصية مناضلة حقوق الفلاحين شاهنده مقلد، والتي كانت ـ مع احترامنا الكامل لها ـ أضعف شخصيات الفيلم دراميا وأقلها تواصلا إنسانيا مع القاعة. ربما لأن المخرجة قد أغرتها حكاية صراع كمشيش الشهيرة لتدخل بالشخصية في مناطق وصراعات سياسية لا يحتاج الفيلم لشغل المشاهد بها، خاصة وأن باقي البطلات يثبتن على مدار شريط الفيلم أن المرأة لا تحتاج لأن تكون أرملة بطل كصلاح حسين حتى تثبت قدرتها على النجاح بعيدا عن "ظل الرجل".

والرجل ظل للمرأة أيضا

وإذا كانت المرأة ظلا للرجل في فيلم حنان عبد الله، فستجد العكس تماما في فيلم "12 لبنانيا غاضبا" للمخرجة زينة دكاش. الفيلم رصد لتجربة حقيقية قامت بها المخرجة بتكوين فريق مسرحي من نزلاء سجن رومية اللبناني من أجل تقديم الدراما المسرحية الشهيرة "12 رجل غاضب".

من منظور إنساني بحت ستجد نفسك تتعاطف مع المساجين المدانين والذين ينتظر بعضهم تنفيذ حكم الإعدام في المرة الأولى التي يعاملهم أحد فيها باعتباره آدمي يمكن أن يصنع شيئا مفيدا في حياته، ومن منظور أنثوي ستلاحظ كيف استطاعت المخرجة الشابة أن تسيطر على هؤلاء المجرمين لتخرج أفضل ما فيهم، لدرجة جعلتهم حرفيا ظلا لها يتبارون في إرضاءها اعترافا منهم بجميلها عليهم. ولعل أكثر التفاصيل ذكاءا هو قيام المساجين بإطلاق لقب "أبو علي" على المخرجة، فزينة دكاش الفتاة الرقيقة تحولت إلى "قبضاي" حقيقي يسيطر على نزلاء سجن رومية، فقط لأنها أرادت ذلك وعملت على تحقيقه.

عن حكايات كالأحلام

آخر الأفلام العربية المميزة هو الفيلم السوري "سقف دمشق وحكايات الجنة" للمخرجة سؤدد كعدان، والذي تغوص فيه المخرجة في تاريخ مدينة دمشق العريق بطريقة مختلفة عن أي بحث تاريخي. والسقف المذكور في عنوان الفيلم هو سقف المدينة القديمة أو "الشام القديمة" كما يسميها سكانها، الجزء العريق من العاصمة الذي لا يزال يحتفظ بمعماره العربي البديع وبيوته الكبيرة المبهرة رغم محاولات طمسها والتخلص منها.

المخرجة تمسك بطرف خيط ذكي وجذاب هو الحكايات الشعبية التراثية التي تتناقلها الألسن وتحكيها الأمهات لأبنائهن والجدود لأحفادهم. والرهان على الموروث دائما ما يكون رهانا ناجحا خاصة عندما يكون الأمر يتعلق بمكان يحمل بالفعل موروثا ممتدا تاريخيا وحافلا بالحكايات المثيرة والتفاصيل الممتعة.

تعرض سؤدد في فيلمها أربع حكايات أسطورية يرددها سكان الشام القديمة عن مدينتهم ويتعاملون معها باعتبارها حقائق مسلم بها مهما بدت غير قابلة للتصديق، كحكاية الحية الضخمة التي تعيش داخل كل بيت شامي والنهر القديم الذي كان السكان يصطادون الأسماك منه من فوق أسطح بيوتهم. وهي حكايات لا يرويها الناس لبعضهم إلا لأنها وسيلة تربط أجيال المكان ببعضها وتوحد ذكريات أبناء المدينة وأحلامهم. تلك الحكايات التي خشت سؤدد من ضياعها مثلما ضاع الكثير من ذكريات المدينة التي تعاني من الشيخوخة، فقررت أن تجمعها في فيلمها الممتع.

ويمتاز فيلم "سقف دمشق وحكايات الجنة" عن باقي الأفلام العربية المشاركة في المهرجان بالاهتمام الواضح بجودة صناعته على الصعيد البصري، سواء في اختيار أماكن التصوير وإبرازها بالصورة الأمثل أو في التوظيف الذكي للرسوم المتحركة في بعض مشاهد الحكايات. هذه الجودة يعود جزء من الفضل فيها لموضوع الفيلم وطريقة بناءه التي منحت المخرجة الفرصة في الاختيار الدقيق للأماكن والشخصيات التي كان لابد وأن تكون اختيارات مبهرة، أما الجزء الأكبر من الفضل فيعود بالطبع للمخرجة سؤدد كعدان التي أظهرت في الفيلم قدرة واضحة على توظيف اللغة السينمائية في سرد حكايتها التي كان من الممكن أن يكتفي مخرج تسجيلي آخر بجاذبيتها المجردة ليريح نفسه من عناء البناء البصري.

وفي النهاية

لابد أن نشكر من أصروا على خروج المهرجان للنور، ونوجه التحية لهم على اختيارات الأفلام التي جاء معظمها موفقا جدا، مع التأكيد على ضرورة السعي لاستمرار مثل هذه التظاهرات بصورة دورية على مدار عام لتوفير منفذ لمحبي السينما ليمارسوا فيه هوايتهم التي حرمتهم الظروف منها. 

مهرجان "بين سينمائيات":

تظاهرة سينمائية تتحدى الظروف الراهنة

أحمد شوقي

في صمت وتجاهل إعلامي شبه تام أنطلقت فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة لسينما المرأة العربية واللاتينية "بين سينمائيات" وسط انشغال الجميع بمتابعة الوضع السياسي الراهن والتعليق على الانتخابات الرئاسية المصرية. الظروف المحيطة أثرت بشكل سلبي على المهرجان الذي يستضيفه مركز الإبداع الفني في الفترة بين 27 و31 مايو من حيث التجاهل الإعلامي، فلم تظهر كاميرات التلفزيون حتى الآن سوى في فيلم الافتتاح بينا غابت أي تغطية لباقي العروض.

ولكن التأثير السلبي لم يمتد لحسن الحظ إلى التواجد الجماهيري فظهرت أعداد لا بأس بها من الحاضرين في معظم العروض خاصة العروض المسائية، وهو شيء يكشف عن حاجة صناع السينما ومحبيها في مصر لما يخرجهم من دائرة الجدل السياسي المغلقة التي تمتص وقت وجهد غالبية المصريين الآن.

وهناك تساؤل شكلي لابد من طرحه يتعلق بتسمية هذه التظاهرة السينمائية بالمهرجان. فالحقيقة أن برنامج الحدث الذي يكشف عن عرض أفلام يعود تاريخ إنتاج بعضها إلى عام 2003 والفعاليات التي تقتصر على العروض في مركز الإبداع وندوة أو اثنتان مع المخرجات وعروض لنتاج ورشة أفلام نظمها معهد ثربانتس الثقافي الأسباني، كلها أمور تؤكد أن هذا الحدث الهام هو "بانوراما لسينما المرأة" أو "تظاهرة سينمائية خاصة"، ولكنه ليس مهرجانا بأي حال من الأحوال.

ولا أجد تفسيرا لاختيار هذا الوصف سوى رأي غريب يقول أنه أمر يعطي الحدث قيمة أكبر، وهو بالطبع أمر خاطئ لأن التظاهرة متميزة بالفعل في اختياراتها لموضوع التخصص أولا وللأفلام المعروضة ثانيا، وهي حقيقة لا ينتقص منها على الإطلاق أن نسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية.

فيلم الافتتاح

افتتح الفعاليات بعرض الفيلم الأسباني "الكاميرا المظلمة" أول الأفلام الطويلة لمخرجته مارو سولوريس بعد فيلمين قصيرين كان آخرهما عام 2003. الفيلم يروي حكاية فتاة في بداية المراهقة تفقد عينيها في حادث، لتذهب في رحلة استجمام مع الأسرة تتعرف فيها على قريب يعمل مصورا لتبدأ في تعلم التصوير منه بالرغم من عمى عينيها. وعلاقة الفتاة آني بالكاميرا هنا ترتبط باستكشافها لحواسها التي تتشكل تدريجيا في مرحلة بلوغ اختل مسارها الطبيعي بسبب الحادث الذي تعرضت له.

فالبصر كان الممر الوحيد الذي يربط آني بالعالم الخارجي في طفولتها، وفقدان هذا الممر أدى فقدانه للإخلال بتوازنها النفسي وإشعارها بانقطاع الصلة عمن حولها، حتى ظهر قريبها الذي يقترب عمره من ثلاثة أضعاف عمرها فتبدأ في الوقوع في حبه وحب حرفة التصوير التي يمارسها، وهو حب مراهق لا يحمل تعلقا "جنسيا" تقليديا بقدر ما يمتلئ بالانجذاب "الحسي" لفتاة فقدت أهم حواسها لتسعى لتعويضها باستكشاف القدرات الحقيقية لباقي الحواس.

وتتجلى ذورة هذا الاستكشاف في رفض آني السفر إلى نيويورك لإجراء جراحة قد تعيد لها البصر متحججة بما قرأته من مخاطر محتملة للعملية. ولكن حقيقة الأمر أنها قد أدركت عدم احتياجها للبصر في صورته التقليدية بعد الآن، كيف لا وقد استطاعت الفتاة العمياء بآلة تصويرها الصغيرة أن ترى مالم يراه والدها من علاقة تنمو بين أمها وقريبها المصور؟

المخرجة مارو سولوريس بدت مسيطرة بصورة واضحة على أدواتها الإخراجية سواء في التعبير البصري عن حالة الضيق التي تعيشها البطلة أو في الاستخدام الذكي لتقنية التعريض الزائد للضوء المتناسبة مع الفتاة التي تفتح عينيها ـ حرفيا ومعنويا ـ على عالم الكبار.

وقد اهتمت المخرجة خلال الندوة التي تلت الفيلم بالتأكيد على أن الممثلة جاكلين دورات التي لعب دور الفتاة آني هي بالفعل عمياء جزئيا، وأنها ـ أي المخرجة ـ قد صممت على أن تبحث عن فتاة عمياء بالفعل لتلعب الدور بسبب عدم اقتناعها بقدرة المبصرين على نقل شعور فقد البصر، وهو رأي يجانبه الصحة بالطبع، فكم شاهدنا من ممثلين تمكنوا من أداء دور الأعمى بنجاح فائق، ولكنه أمر لا يقلل من قيمة التجربة والمجهود الذي بذلته سولوريس لتظهر ممثلتها الهاوية بهذا الشكل الجيد.

هيمنة الأم وهاجس يمتد لليوم الثاني

من ضمن الخطوط الدرامية لفيلم الافتتاح "الكاميرا المظلمة" يظهر بقوة خط العلاقة التي تربط الفتاة آني بوالدتها. فبينما يبدو الوالد غائبا في أغلب الأحوال لا نراه إلا وهو يودع ابنته عند رحيله للعمل، فإن الأم هنا هي القوة المهيمنة على حياة الإبنة التي تسيطر على كل أفعال آني بداعي خوفها عليها من التعرض للأذى بسبب حالتها.

فترى الأم تجبر ابنتها على ارتداء "عوامات كتف" طفولية عند نزول الماء، وعلى غيرها من الأمور التى تراها ضمانا لسلامة الأبنة، ولكنها تعكس رغبة واضحة في الهيمنة تظهر في تعاملها الهستيري الرافض لتعلم الأبنة التصوير ولعلاقة الصداقة التي تجمعها بالقريب المصور، وكأنها كانت تشعر بأن هذه العلاقة هي الباب الذي ستخرج منه الإبنة الطفلة لعالم الكبار ولن تعود أبدا. وهو بالفعل ما يحدث عندما تبدأ آني تباعا في تحطيم كل القواعد التي وضعتها لها الأم بعد تعلمها التصوير، بداية من رفض ارتداء العوامات وثوب السباحة الطفولي، نهاية بالكشف عن علاقة الأم نفسها بالمصور.

هاجس تأثير الأم في حياة الأبناء لم ينته بنهاية فيلم الافتتاح، بل امتد لأفلام اليوم الثاني للمهرجان، ففي الفيلم الفنزويلي "الولد الذي يكذب" للمخرجة ماريت يوجاس نتابع حكاية صبي رحل من منزل والده عندما علم أن والدته لم تموت في كارثة طبيعية كما كان يظن وإنها تعيش في إحدى المدن الشاطئية تبيع المحار. ويظهر بوضوح افتقاد الصبي لوجود الأم في الحكايات الكاذبة التي لا يكف عن اختلاقها عنها لكل من يقابله، وكذلك في هدف الرحلة نفسه، فالصبي الذي نراه يتصرف بصورة أنضج بكثير من سنوات عمره لا يزال يشعر برغم نضجه المبكر أنه بحاجة لتواجد الأم في حياته حتى ولو اقتصر الأمر على أن يعاونها في حمل المحار الذي تبيعه.

نفس الأزمة تظهر بشكل أوضح فيلم فيلم ثالث هو اللبناني "طيب، خلاص، يللا" للمخرجة رانيا عطية والأسباني دانييل جارسيا. وهو فيلم من نوعية الدراما التسجيلية "دوكيودراما" التي تقوم على تسجيل أحداث حقيقية في قالب درامي. فنتابع هنا حكاية حقيقية تدور في مدينة طرابلس اللبنانية لرجل تجاوز الأربعين لكنه لا يزال يعيش مع والدته العجوز التي تنظم له كل شيء في حياته.

علاقة البطل بأمه تبدو في البداية وكأن الزمن قد حوّلها من علاقة أم وابنها إلى حالة أشبه بالزواج المعنوي، فهما يجلسان للحديث ومشاهدة التلفاز ولعب الورق معا، والابن يصبغ للأم شعرها بينما تعد هي له الطعام وتجهز له الملابس. ولكن هذا المظهر سرعان ما يتضح زيفه عندما تقرر الأم لسبب ما أن تترك ابنها وترحل من المدينة كلها.

في هذه اللحظة يكتشف الرجل أنه مجرد طفل كبير تركه ذويه ليعيش وحيدا، فيبدأ في محاولات للاعتماد على نفسه وإثبات قدرته على أن يعيش وحيدا كالكبار. حتى أنه يقلد أمه فيصيح في الطفل الذي يلعب الكرة ويأخذ منه كرته بالرغم أنه نفسه كان قبل مشاهد قليلة يدافع عن نفس الطفل عندما اغضب لعبه الأم. وكأن رحيل الأم قد حول بطلنا من معسكر الأطفال المدافعين عن حق اللعب إلى معسكر الكبار الذي يغضبون من هذا اللعب حتى لو لم يكن يتسبب لهم في أي إزعاج حقيقي!

ومن بين الأفلام الثلاثة كان "طيب، خلاص، يللا" هو أفضل من عبر عن هذا الهاجس. ليس فقط لأنه الوحيد الذي ناقشه بشكل مباشر، بل لأنه أيضا كان الأكثر ذكاءا في اختيار شخصياته والتعبير البصري عن أزمة الوحدة في مواجهة العالم التي يعيشها البطل. وتمكن المخرجان من طرح الأمر في قالب كوميدي ممتع جعل الضحكات تنطلق كثيرا في صالة العرض تجاوبا مع المواقف الإنسانية التي يتعرض لها هذا الطفل الكبير الذي اكتشف فجأة أن العالم قد يتواجد دون أن تكون والدته فيه. 

عين على السينما في

03/06/2012

 

أحمد عز :

حلم عزيز في السينما الاربعاء القادم وطرح فيلمين من بطولتي في وقت واحد لا يقلقني

كتب وكالات 

أكد الفنان أحمد عز أنه غير قلق على الاطلاق من طرح فيلمه الجديد "حلم عزيز" بدور العرض الأسبوع المقبل على الرغم من وجود فيلمه "المصلحة" بدور السينما في نفس التوقيت، مقللا مما يردده البعض "أنها خطوة تحرق الفنان". 

وقال عز "على الرغم من أن موعد طرح الفيلم ليس مهمة الممثل ولكنها مهمة شركة الانتاج والتوزيع لكن الشركة العربية عرضت على هذا الموضوع واقتنعت بوجهة نظرهم .. أن هذا هو الوقت المناسب للعمل".
وأشار إلى أنه كان من المفترض طرح فيلم "المصلحة" قبل هذا التوقيت،والأمر نفسه بالنسبة لفيلم "حلم عزيز" لكن الأول تأجل عرضه بسبب الأحداث السياسية الساخنة، والثاني تأجل بالتبعية ليترك للأول فرصة مناسبة للمشاهدة الجماهيرية وهو ما تحقق بالفعل. وأكد عز أن الجمهور الذي شاهد فيلم "المصلحة" لن يجد أي تشابه بينه وبين "حلم عزيز" وسيجد نفسه أمام عمل وشخصية يسيران في اتجاه مختلف تماما.

وأوضح الفنان أحمد عز أن "حلم عزيز" من أنواع اللايت كوميدى والشخصية لرجل أعمال ثرى متعدد العلاقات تحدث له حادثة تغير مجرى حياته و تتغير معها أحداث الفيلم

وقررت الشركة العربية للسينما عرض فيلم" حلم عزيز" الأربعاء القادم وذلك بعدد" 70 نسخة" بعد الانتهاء من طباعة وتحميض الفيلم فى لندن وانتهاء المخرج عمر عرفة من أعمال الجرافيك الخاصة بالفيلم الذى كان مقررا عرضه في إبريل الماضي

يشارك في بطولة الفيلم شريف منير وصلاح عبد الله و محمد إمام ومي كساب وميريت وسليمان عيد وعمرو مهدي ومحمد الصاوي ومحمود عبدالغفار ورانيا منصور، سيناريو وحوار نادر صلاح الدين

ويعد الفيلم التعاون الثاني بين المخرج عمرو عرفة وأحمد عز بعد فيلم "الشبح"، وتدور أحداثه حول رجل أعمال يدعى عزيز تحدث له مجموعة من المفارقات والمواقف التي تقلب حياته رأسا على عقب ،ويتحول من شخص متعدد العلاقات النسائية إلى شخصية مختلفة تماما

ويعرض لأحمد عز حاليا فيلم آخر هو "المصلحة" يشاركه البطولة أحمد السقا وحنان ترك وزينة وصلاح عبد الله ومن إخراج ساندرا نشأت.

البديل المصرية في

03/06/2012

 

تسجيلي اسرائيلي عن الجاسوس الفلسطيني وعائلته

أمستردام – محمد موسى 

بقيت السينما التسجيلية العربية والفنون الاخرى بعيدة عن تناول قصص الفلسطينيين الذين تعاونوا أمنيا مع اسرائيل ، وحتى وسائل الاعلام العربية الشعبية من فضائيات او صحف لم تقدم على خطوات كبيرة على الاطلاق لكشف خفايا هذا العالم. فقبل أعوام ، وعندما كانت النشرات الاخبارية تنقل بصورية دورية أخبار عن إنكشاف أمر "متعاونين" فلسطينيين مع اسرائيل ، وهو الامر الذي كان يؤدي بالغالب الى قتلهم بطرق وحشية ، لم تثر تلك الانباء فضول الأعلام كثيرا. بدت القصص الاخبارية تلك مكتملة الى حد كبير ومغلفة بعدالة لا تطالها اي شكوك ، من هنا يكتسب الفيلم التسجيلي الاسرائيلي "المتعاون وعائلته" ، اهمية كبيرة ، فقط لانه واحد من الاعمال الاولى التي لم تأبه الى حساسية الموضوع وتعقيده وصعوبة تنفيذه، فالاجهزة الامنية الاسرائيلية لن تطير من الفرح لكشف جانب من عملها في اجتذاب فلسطينيين للتعاون معها ، كما ان من العسير جدا التعرض للموضوع مع الجواسيس الفلسطينيين أنفسهم ( لاعتبارات أمنية بالطبع )، او مع أهلهم بسبب المحرم الاجتماعي الذي يحيط التعاون مع "عدو" في صراع يعد الاقسى والاطول في التاريخ الحديث.

يقدم الفيلم التسجيلي الذي أخرجه  الاسرائيليان عدي باراش و روثي شاتيز الجاسوس الفلسطيني السابق ابراهيم وعائلته. رب العائلة هذا والذي يقترب من عقده الخامس ، هرب مع عائلته من مدينة الخليل قبل سنوات بسب مخاوفه من انكشاف تعاونه لسنوات مع الاجهزة المخابراتيه الاسرائيلية ، والتي ساعدته للوصول الى مدينة حيفا التي تقع ضمن حدود الدولة الاسرائيلية. يسجل الفيلم حياة العائلة بعد سنوات من وصولها الى المدينة ، فالابن الاخير للعائلة والذي يحبو الآن ولد في اسرائيل. لكن حياة العائلة أبعد ما تكون عن الاستقرار. فعوض البيت الكبير المحمي ( والذي يرتبط بقصص الجاسوسية التي نشاهدها على السينما !) ، تعيش العائلة في واحد من افقر احياء المدينة واشدها تفككا. في منطقة يمكن ان توصف بقاع المدينة ، فعندما يريد الاب ان يرشد إبنه لاحد المحلات هناك ، يستعين بعلامة هامة في الحي ، وهو أحد بيوت البغايا العديدة في الشارع. كما انه يمكن ومن نافذة بيت ابراهيم مشاهدة العاهرات الروسيات يقفن في الشارع الرئيسي في الليالي بحثا عن زبائن ، في حين تفتح العائلة المظلات داخل المنزل لوقف المطر الذي ينزل من الثقوب العديدة في سقف الشقة ، والتي تقع في الطابق العلوي لبناية كانها  برج بابل، جامعة فقراء وصعاليك من كل العالم.

لكن البيت والحي هما آخر هموم العائلة الفلسطينية ، فهناك الكثير الذي يشغلها ، فهي ومنذ هروبها الى اسرائيل لم تحصل على اذونات دائمة للاقامة في الدولة العبرية ، ليعقد هذا الامر حياة العائلة بشكل كبير ، ويقربها من شفا السقوط والتشتت. فاحد الابناء لم يجد في ظل الظروف التي تعيش فيها العائلة الاهتمام الكافي لينخرط في عصابات الشوارع في المدينة ، وينتهي به الامر في سجن للاحداث، فيما يقترب الاخ الاكبر من المصير ذاته. اما الام، التي ترجع لعائلة شهيرة بتدينها وقريبة عاطفيا من حركة حماس الاسلامية، فهي على وشك الانهيار العصبي. تبدو، رغم إنها في منتصف الاربعينات، كسيدة مسنة تحمل هموم العالم على كتفيها.

يقدم الفيلم مشاهد طويلة عديدة للاب وهو يتحدث مع الشخص المسؤول عنه في الاجهزة الامنية الاسرائيلية ، والذي يتهرب كل مرة من الحاحات "أبراهيم" ، للحصول على الاقامة الدائمة له ولعائلته ، بتعقيد الاجراءات الادارية الاسرائيلية. تواجه العائلة خطر الترحيل الى الاراضي التي تديرها السلطات الفلسطينية رغم فداحة نتائج خطوة كهذه على حياتهم. ينقل الفيلم والذي لم يغادر كثيرا بيت العائلة ، مخاوف العائلة تلك ، والتي ستستحوذ على كثير من وقت الفيلم ، الذي بدأ غير معنيا كثيرا بالشرخ العائلي (المسكوت عنه) الذي أحدثه تعاون الاب مع سلطات الدولة العدوة. حتى ان الفيلم كاد أن يخلو من اي إشارات عن ماضي الرجل ، لولا مشهد وحيد غاضب للاب الذي كان يعنف ابنه اللاهي ، مذكرا اياه " بانه عمل كل شيء من اجلهم ، وانه خان بلده وأهله من أجل أن يحصوا على مستقبل مختلف في اسرائيل".

يدور الفيلم التسجيلي " المتعاون وعائلته " في فلك المصاعب التي تواجهها عائلة ابراهيم مع النظام الاداري الاسرائيلي والذي تخلى عنهم بشكل مزري ، ليبدو في مجمله وكانه يتوجه الى المشاهد الاسرائيلي تحديدا ، وبذلك يشبه  احدى الفقرات الاخبارية المطولة التي تعرض في نشرات الاخبار التلفزيونية والتي تسعى الى لفت انتباه الاجهزة الادارية المختصة لمسألة محلية صرفة. الفيلم بهذا يجرد قصة العائلة الفلسطينية من علاقتها مع التاريخ والواقع المعقدين والدمويين ، وكأن تعاون "إبراهيم" مع المخابرات الاسرائيلية كان لتسريب أسرار إدارية عادية، وليس جزءا من الحرب الطويلة المستمرة بين اسرائيل والفلسطينيين، والتي قضت بكل قسوة على مئات من الفلسطينيين في السنوات الاخيرة ، كان يصلهم ، وبفضل معلومات مخابراتية مفصلة ساعد في اعدادها جواسيس من داخل الصف الفلسطيني، السلاح الاسرائيلي الذكي في بيوتهم، لينتهوا في ميتات بشعة، لا تختلف كثيرا عن تلك التي يواجهها احيانا متعاونين فلسطينين مع اسرائيل ، والذين كانوا  يقتلون بدون محاكمات في شوارع المدن والاحياء الفلسطينية.

الجزيرة الوثائقية في

03/06/2012

 

اعتزلت الفن فى عز مجدها.. فلم يعتزلها الناس فى مرضها

دعوات المصريين تحتضن «معبودة» الجماهير فى «المهندسين»

شيماء مكاوي 

تعرضت الفنانة المعتزلة شادية لوعكة صحية شديدة نقلت على إثرها إلى مستشفى الصفا بالمهندسين، وشخص الأطباء حالتها الصحية التى بدت متدهورة بأنها تعانى التهابا رئويا حادا أوجب دخولها غرفة العناية المركزة وخضوعها لـ«كورس» علاج مكثف ورعاية خاصة جعلنا ندعو لها جميعا بالشفاء العاجل .. 

ورغم اعتزالها الفن والحياة العامة منذ سنوات إلا أن شادية كانت حاضرة بقوة فى ميدان التحرير بأن الثورة حيت المعتزلة، لم يجد الشباب فى ميدان التحرير صوتا يقوى عزيمتهم، ويعبر عن عشقه لبلاده إلا صوتها الدافئ وهى تغنى «يا حبيبتى يا مصر» التى كتب كلماتها الشاعر محمد حمزة ولحنها بليغ حمدى.

ورغم أن هذه الأغنية ارتبطت فى أذهان الناس بانتصارات منتخب كرة القدم فى بطولات إفريقيا، فإنها كانت الملجأ للشباب فى الإحساس بالأمان والانتماء وحب الوطن.

شادية من مواليد 1934 اسمها الحقيقى فاطمة أحمد شاكر، أو فتوش (اللفظ التركى لاسم فاطمة).

أدوار خفيفة

بداية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذى كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت شادية وبعد أن أدت وغنت نالت إعجاب كل من كان فى استوديو مصر ولكن هذا المشروع توقف ولم يكتمل ولكن فى هذا الوقت قامت شادية بدور صغير فى فيلم «أزهار وأشواك» وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزى فى أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمى رفلة «العقل فى إجازة» ،وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرا. وتوالت نجاحات شادية فى أدوارها الخفيفة وثنائياتها مع كمال الشناوى التى حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق فى كتابه تاريخ السينما العربية وتوالت نجاحاتها فى الخمسينيات وثنائياتها مع عماد حمدى وكمال الشناوى بأفلام أشكى لمين 1951 وأقوى من الحب 1954 وارحم حبى 1959..

جاءت فرصة العمر لشادية- كما تقول- فى فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الادوار التى أثبتت قدرة شادية العالية على تجسيد كافة الأدوار ومن يصدق إن شادية «30 سنة» تظهر كأم لشكرى سرحان «34 سنة» وتؤدى بهذه البراعة وليس أمامك إلا أن تصدقها. والنقلة الأخرى فى حياة شادية من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتى اخرجت طاقات شادية الكوميدية فى أفلام: مراتى مدير عام 1966 - كرامة زوجتى 1967 - عفريت مراتى 1968، وقدما أيضًا «أغلى من حياتى» عام 1965 وهو أحد روائع محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتى أحمد ومنى كأشهر عاشقين فى السينما المصرية.

وقفت شادية لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلى وعبد المنعم مدبولى وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات فى مصر والدول العربية.

هذه المسرحية هى التجربة الأولى والأخيرة فى تاريخ المشوار الفنى فى حياة شادية على خشبة المسرح.

زيجات شادية

فى عام1952 تقابلت شادية مع عماد حمدى فى «قطار الرحمة» والذى كان متجهاً للصعيد و له أهداف إنسانية عميقة و اشترك فيه عدد كبير من الفنانين، و تزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم «أقوى من الحب» بالإسكندرية عام 1953، وكان يكبرها بحوالى 23 عاماً، ودام الزواج 3 سنوات لينتهى نهاية هادئة بالانفصال.

وفى عام1956 ظهرت قصة حب بين شادية وفريد الأطرش أثناء عملهما معاً فى فيلم «ودعت حبك» ،وقد اعترف الاثنان بذلك ولكنهما لم يتزوجا وذلك بسبب العناد والكبرياء الذى سيطر على كل منهما.

وفى عام1959 برعت شادية فى فيلم «المرأة المجهولة» مع المخرج محمود ذو الفقار، لدرجة أن والدتها حينما جاءت للاستوديو لم تتعرف على ابنتها التى تحولت إلى عجوز شمطاء.

أما فى عام1965 تزوجت شادية من صلاح ذو الفقار بعد قصة حب ملتهبة ولكنهما إنفصلا عام 1972 إنفصالاً نهائياً.

وفى عام1984 قدمت شادية للسينما آخر أفلامها «لا تسألنى من أنا» مع المخرج أشرف فهمى.

من مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة والنابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير «لأننى فى عز مجدى أفكر فى الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرنى الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا... لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز فى الأفلام فى المستقبل بعد أن تعود الناس أن يرونى فى دور البطلة الشابة.. لا أحب أن يرى الناس التجاعيد فى وجهى ويقارنون بين صورة الشابة التى عرفوها والعجوز التى سوف يشاهدونها.. أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلنى الأضواء وإنما سوف أهجرها فى الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى فى خيال الناس.

أكتوبر المصرية في

03/06/2012

 

«المنتقمون».. منتخب العمالقة يواجه أضعف شرير!

محمود عبدالشكور 

يمكن أن تعتبر الفيلم الأمريكى the avergero أو «المنتقمون» للمخرج «جوس ويدون»، محاولة تجارية لتحقيق أكبر نجاح ممكن اعتماداً على حكايات القصص المصورة، فبعد النجاح الذى حققه بعض أبطال هذه القصص، تقرر تكوين منتخب منهم يشترك فى حماية الكرة الأرضية، وهزيمة الشر والأشرار، ويحمل هذا المنتخب اسم «المنتقمون». العمل ضخم ومسّل وإن كان لا يخلو من مشكلات فنية واضحة أبرزها ضعف ممثل الشّر الذى تجسد فى شخص واحد فى مقابل فريق من العمالقة، ولذلك بدا الصراع متواضعاً حتى الثلث الأخير من الفيلم مع دخول كائنات عملاقة وضخمة، ومن الملاحظات أيضاً طول المشاهد الحوارية فى الفيلم مما كان يستدعى الاختصار والاختزال، ورغم أن الفيلم الذى صُور بتقنية البُعد الثالث من خلال ميزانية فلكية وصلت إلى 220 مليون دولار، استطاع فعلاً أن يجذب الأجيال الصغيرة إلى السينما عن طريق الإبهار والخدع والمؤثرات الصوتية والبصرية ورغم أننى استمتعت بالفيلم وخصوصاً فى الثلث الأخير منه إلا أنى مازلت أعانى من مشكلة مع الأفلام المأخوذة عن القصص المصورة «الكوميكس»: استمتع بها جداً أثناء المشاهدة ثم أنساها تقريباً بعد الخروج من دار العرض.

الإطار العام للحكاية بسيط، فالشرير القادم من كوكب آخر، واسمه لوكى «توم هيدلستون»، يقود عملية لسرقة مكعب يختزن الطاقة على الأرض يطلقون عليه تيسيراكت بهدف استخدامه للسيطرة على بنى الانسان، وتنصيب نفسه ملكاً عليهم واستعبادهم.

وفوراً يبدأ إحياء فكرة لم تنفذ لتجميع بعض الأبطال الخارقين معاً لمواجهة هذا الخطر، واسترداد المكعب الذى تم الاستيلاء عليه، نتعرف على بعض هذه الشخصيات مثل الجميلة ناتاشا التى يطلقون عليها الأرملة السوداء «سكارليت جوهانسون»، وتونى ستارك الذى يُطلقون عليه الرجل الحديدى «روبرت داونى»، وستيف روجرز أو شخصية كابتن أمريكا فى حكايات الكوميكس كريس إيفانز»، والعالم «بروس بانر» الذى نعرفه باسم الرجل الأخضر «مارك دوفالو»، فى البداية يبدو التعاون مفقوداً بين الأبطال المعروفين» ولكن الأحداث تعقد برغم القص بسهولة، فى أول مواجهة على «لوكى»، حيث يظهر ثور شقيقه الشجاع الطيب الذى يتحالف أيضاً مع فريق المنتقمين، وبعد فواصل من المعارك والمناوشات نصل إلى معركة النهاية الكبرى وهى أفضل ما فى الفيلم حيث يقوم الجيش الذى كونه «لوكى» تحت اسم «الشنتورى» بغزو مدينة نيويورك وينجح السيناريو فى توظيف القدرات الخارقة لدى كلّ بطل فى القضاء على الغزو الفضائى، بل وحماية الكرة الأرضية من صاروخ نووى أطلقه الجيش الأمريكى لكسب المعركة بأسهل الطرق، وتنتهى الملحمة بانتصار المنتقمين، وبداية ظهور فريق يجمعهم ربما تمهيداً لأجزاء قادمة أعتقد أنها ستنجح فى المستقبل بعد النجاح الضخم الذى حققه الفيلم فى أمريكا والعالم.

لابأس أبداً من هذه النوعية التى تعتمد على الإبهار، ربما كان أفضل لو كانت أكثر عمقاً، ولكنها دليل جديد على أن السينما من أقدرالفنون على البقاء والاستمرار رغم منافسة الكثير من أدوات التسلية والترفيه.

أكتوبر المصرية في

03/06/2012

 

معارك نجوم الزمن الجميل.. 

لم تكن حياة الفنانين الخاصة المغلفة بكل أنواع الترفيه والحرية وروح الفكاهة وحدها محط أنظار الجماهير بل كان الشجن والتراجيديا من المحطات المهمة التى يقف عندها عشاق الفن، لذلك سارعت الصحف إلى نشرها، وتركزت تلك المحطات عند مشاهد لم يرها الجمهور لأنها وقعت وراء كواليس المسارح أو فى منازل الفنانين وإن كانت قلة من الناس شاهدة عليها، ومن أشهر تلك المعارك واحدة بطلتها المطربة الراحلة فايزة أحمد فى بداية عهدها الغنائى خلال الخمسينات وسعيد أبو السعد فى مبنى الإذاعة وسط القاهرة، وكان السبب خلاف حول إعداد بعض الحفلات الخارجية، كما شهد مبنى الإذاعة خلال شهر نوفمبر 1958 معركة بين إحدى المذيعات وموظف إدارى انتهت بأن خلعت المذيعة حذاءها وضربت به زميلها الذى أصر على أن يحتفظ بالحذاء فى مكتبه، وأغلق المكتب بالمفتاح وأبلغ الشرطة، وفى تحقيقات النيابة كان الحذاء المستند الأول فى الدعوى.

وفى عام 1938 عرف كازينو البوسفور مواجهة بين الراقصة امتثال فوزى وأحد فارضى «الإتاوات»، والتى كان يفرضها بعض الفتوات والبلطجية على الجميع وقتها، بدعوى حمايتهم، عندما قررت عدم الدفع متحدية فؤاد الشامى أكبر فتوات شارع عماد الدين وعلى إثر هذا التحدى اغتالها.

وشهد الشارع نفسه الكثير من المعارك أهمها بين الفنانة الشهيرة الراحلة بديعة مصابنى والناقد الفنى عبد الرحمن نصر الذى تعمد الإساءة إليها فى مقالاته، وفى إحدى الليالى تربصت به مجموعة بلطجية بتحريض من «مصابنى» وأمسكوا به وكمموه وأوثقوه بالحبال حتى فقد الوعى.

ومن معارك الفنانة الراحلة فاطمة رشدى أيضا مشهد نشرته مجلة (المصور) فى العدد 1779 الصادر عام 1958 عندما صاح يوسف وهبى فى وجه فاطمة رشدى لخفض صوتها فى مسرحية النسر الصغير على مسرح رمسيس لأن الجمهور لا يسمعها وهنا سمعت فاطمة أصواتا نسائية تضحك من خلف الكواليس بينها صوت زينب صدقى وبعد نزول الستارة توجهت رشدى إلى غرفة زينب وحصل عراك نسائى تبادلت فيه ألفاظ نابية ثم تطور الأمر إلى تمزيق الملابس وحضور الشرطة.

أكتوبر المصرية في

03/06/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)