حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أطفال عبيد.. من الهند حتى أمريكا

قيس قاسم ـ السويد

 

تقرير الأمم المتحدة الواعد بإنهاء إستغلال الأطفال وعدم تشغيلهم كالعبيد، وإنهاء الإتجار بهم حتى نهاية عام 2016، دفع السينمائي هوبر دوبوا لتقصي مقدار تطبيقاته على الأرض، وما إذا كان بإمكانه تنفذ كامل أجندته خلال المتبقي من مدته التي لا تتجاوز الأربع سنوات. أول ما خطر على باله، وهو يستعد لفيلمه الوثائقي الجديد، الذهاب الى فيروز آباد الهندية، لا لكونها الأكثر تشغيلاً للأطفال في العالم، فحسب، بل لكونها المنطقة التي صور فيها وقبل عشرين عاماً أطفالاً عبيداً، من بينهم نادكيشور وكلاواتي، كانوا يشتغلون في صناعة الأساور الزجاجية في أحد المصانع المحلية.

عاد المخرج الفرنسي ومعه صورة فوتوغرافية للطفلين. أخذ الصورة وراح يسأل الناس عنهما. لم يتعرف عليهما أحد، فقد أخذتهما الحياة في دروبها وضاعا فيها، لكنه وجد بدلاً عنهم أطفالاً يعملون في أمكنة جديدة فراح يصورهم مبتدءاً من حيث ما أنتهى قبل عقدين من الزمن، فالأسباب التي تنتج الأطفال العبيد لم تختف، كل ما في الأمر ان أطفالاً جدد، وربما قسم كبير منهم هم أبناء الذين صورهم سابقاً، جاءوا ليكملوا عمل آبائهم. إنها دورة الإستغلال التي لا بد من وقف عجلتها يوماً، لبشاعتها وكثرتها، ففي فيروز آباد لوحدها ألاف منهم وفي الهند كلها يوجد ملايين من العبيد الصغار!.

ثمة تغيرات طرأت على المشهد العام، ولم تُغَيّر واقع الأطفال، من بينها أن الهند تمر بمرحلة إزدهار اقتصادي لم تشهد مثله منذ عقود، وأن منظمات المجتمع المدني قد إتسع نطاق عملها، وبفضل الأشكال الجديدة من الإتصال الإجتماعي تسمح بطرح موضوع استغلال وتشغيل الأطفال بقوة، وتُمَكن الناشطين والمدافعين عنهم بالتحرك وعلى مستويات عديدة. وفق المُتَغيرات الجديدة تحرك المخرج الفرنسي فراح وقبل كل شيء يتصل بالمنظمات ويسجل نشاطها فهي مَن يَقدر على تقديم الحقائق اليه وتَوصيله الى مناطق من الصعب عليه وحده الوصول اليها. ما سجتله كامرته يعد توثيقاً وكشفاً لجرائم فظيعة ترتكب في الهند بحق أطفالها. لقد قدم شريطاً واضحاً عن الآلية التي تتم بها عملية نقل الأطفال من بيوتهم وترحليهم الى معامل لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط العمل الإنساني. أصحابها يذهبون الى بيوت الفقراء، يَعَدون خلال زياراتهم أولياء أمورهم برعاية وتعليم جيدين لأطفالهم إضافة الى رواتب تحسن من أوضاعهم الإقتصادية المتردية. بعدها ينقطع الإتصال ويظل الأطفال يعملون في أماكن مغلقة وبسرية. لا يذهبون الى المدارس ولا يتلقون راتباً مجزياً، يمرضون فيها وقد يموتون، وتسجيلاته لمداهمة نشطاء من المدافعين عن حقوق الأطفال، لواحد من تلك المعامل كشفت عن صورة مرعبة. لقد جاءت كتسجيل حي للحظة تحريرهم من آسرهم، قادته فيما بعد لبحث جديد كَشَف من خلاله تواطيء شركات تجارية عالمية في عملية تشغيل هؤلاء الأطفال. لقد تحول وثائقيه "الأطفال العبيد"، وعبر رصده تفاصيل التواطيء السري من نقطة الى أخرى، تحول من فيلم عن أطفال الهند الى أمثالهم في قارات العالم.

راح الى جمهورية بوركينا فاسو الأفريقية ليجد هناك ألاف من الأطفال القاصرين يعملون ليل نهار في استخراج معدن الميكا من حفر سخوتها تقطع الأنفاس. لقد فاجأته أعدادهم في هذا البلد، إذ بلغت نسبة ما يسمى ب"العمال" منهم أكثر من أربعين بالمائة من مجموع سكانها، وأكثر ما يثير الحزن في النفس أن الأزمة المالية العالمية تؤثر سلباً على سكان أفريقيا، فتزيد فقرائهم فقراً، ومشهد الأطفال الطوارق الذين جاءوا مع عوائلهم الى البلاد المجاورة بحثاً عن عمل انتهى بهم المطاف شحاذين في الشوارع، وعرضة فيها كي يتحولوا، وفي أي لحظة، الى عبيد في سوق تديرها آيادي خفية.

 في أمريكا اللاتينية واجه رأياً مختلفاً، ومن بعض المدافعين عن حقوق الأطفال أنفسهم، يدعون فيه الى السماح لهم بالعمل ولكن بشروط واضحة ورقابة شديدة. ومن خلال العاملين في مشروع "لو هيناس" لتخليص الأطفال من العمل في المزابل، إستمع الى وجه نظر تقول: ان الوضع أعقد مما يتصوره المرء، فالكثير من العوائل الفقيرة تعتمد في بقائها على قيدالحباة على ما يصلهم من مساعدات أطفالهم ومنع هؤلاء من العمل يعني عودة جميع أفراد العائلة الى المزابل ثانية. في مشروعهم إقترحوا تشغيل الأطفال يومين أسبوعياً وبقية الأيام يذهبون فيها الى المدارس فهي من يفتح لهم آفاق المستقبل

المنظات العالمية وممثلوها أكدوا خلال اجتماعات مؤتمر لاهاي على أهمية تعليم الأطفال فهو المفتاح لتخليصهم من الفقر مستقبلاً، وكلمة وزيرة خارجية الولايات هيلاري كلنتون، أثناءه، حفزت عند الفرنسي هوبر دوبوا، الذي سجل الكثير من تفاصيله وجادل به، فكرة الذهاب الى بلدها وتقصي حال الأطفال هناك سيما وأنه سمع من الجميع تأكيدات؛ بأن أمريكا هي من بين أكثر دول العالم دعماً للأطفال الفقراء، وتقوم بإنتظام بتقديم مساعدات مالية الى  ثمانين بلداً فقيراً، وتُعد من بين أكثرها تشديداً على قوانين حماية الطفل. في ولاية فلوريدا التقى الوثائقي عوائل مكسيكية جاءت للعمل الموسمي في قطف المحاصيل الزراعية وما سمعه منهم أثار حيرته. لقد فهم ان أطفالهم يعملون معهم طيلة فترة مكثوهم غير الشرعية في الولاية، لأن عملية نقلهم واقامتهم يرتبها سراً صاحب المزرعة الأمريكي وما عليهم سوى العمل ليل نهار ثم مغادرة البلد سراً مرة أخرى دون توفير أي ضمانات صحية لهم ولأطفالهم، الذين يستغلهم أصحاب المزارع كعبيد بمعنى الكلمة. اسئلته الملحاحة أوصلته الى منظمات حقوقية أمريكية أكدت له ما سمعه من المكسيكيين، فقوانين بلدهم لا تعتبر عمل الأطفال في الزراعة ممنوعاً، ووفق قانون عام 1938 والذي ما زال سارياً حتى اليوم  يسمح للصغار بالعمل في الزراعة كونها لا تصنف من بين الأعمال الخطرة. لقد سجل "الأطفال العبيد" الأثار التي يتركها العمل في الغابات الباردة وداخل البيوت الزجاجية على صحة الأطفال، فالكثير منهم يصابون بأمراض خطرة والبعض منهم يموت بسبب قسوة الظروف الطبيعية وسوء الحالة الصحية، الأمر الذي يعد مفارقة دراماتيكية في بلد يساعد الأطفال خارج حدوده، أما داخلها فأصحاب المصالح يعاملونهم مثل العبيد تماماً، وعملياً لا يختلفون في سلوكهم عن بقية تجار العبيد في مناطق أخرى من العالم

الجزيرة الوثائقية في

31/05/2012

 

تركيا تزحف بصعوبة نحو ذاتها !

فيلم "حدث ذات مرة في الأناضول "

أسامة صفار 

يعيد المخرج نوري بيلج جيلان النظر الي تركيا بمنظار مختلف فيه من الانسانية والحساسية والصراحة الكثير وفيه من القدرة المدهشة علي الاشارة عبر السياق الكثير أيضا ويرصد "نوري " في تشكيل دقيق ودراما تحرم علي نفسها الحزن رغم أجواء الشجن مواضع الألم في الامبراطورية القديمة التي تطمح لاستعادة أمجادها والتخلص من أحمال طالما أثقلتها 

و"حدث ذات مرة في الأناضول" واحد من الأفلام الحائزة جوائز عالمية عدة منها جائزة مهرجان كان السينمائي، وهو الفيلم الذي رشحته تركيا للأوسكار في ،2012 وهو مصنف من ضمن الأفلام الروائية الطويلة، وهو من إخراج ومونتاج وموسيقي التركي نوري بيلج جيلان، ويسرد في 157 دقيقة قصة حقيقية وقعت لأحد كتاب الفيلم، حيث تحقق الشرطة في جريمة قتل غامضة في سهول الأناضول 

ولا ينبغي لفيلم مثل" حدث ذات مرة في الأناضول " أن يمر علي النقد مرور الكرام ,فالحالة التي صنعها المخرج بيلج جيلاني تقود المشاهد طوال مدة عرضه الي الاعتقاد بأنه يستمع لحدوتة الجدة أو يري ما يمكن أن يصوره بنفسه – كهاوي سينمائي - بين جبال كتلك التي صور فيها جيلاني خاصة أن أغلب لقطاته عامة وحواره أكثر من طبيعي وقصته بوليسية درامية

وقرب انتصاف الفيلم يفاجأ المشاهد أنه أمام فيلم مدهش بكل المعايير بسيط لدرجة خادعة ومركب بحيث لا يستطيع النفاذ اليه الا من يعمل الي جانب عقله وجدانه والي جانب بصره معرفته بالجبال التركية والأكراد في تركيا وصورة العربي هناك وتحولات المجتمع التركي والدولة التي تئن تحت تراث عميق من البيرواقراطية بغية التخلص منه .

والمدهش أن الفيلم الناطق باللغة التركية يصلح تماما كمراة ثقافية واجتماعية لشخص عربي لدرجة انك كعربي تري فيه نفسك دون تعب أكثر من أفلام عربية كثيرة وليست المفاجأة في كون العمل الحائز علي جائزة مهرجان "كان " متميزا بتقنيته العالية و اهتمام صانعه بكل عناصره بشكل واضح علي الشاشة ولكن لأنه يدفع المشاهد من حيث لا يدري الي وعي مغاير بالنموذج التركي " العثمانيون الجدد " والذي يروج له اعلاميا باعتباره الأكثر نجاحا في منطقة الشرق الأوسط فالنجاح يقاس بانعكاس التقدم علي المجتمع بأفراده وجماعاته سواء من حيث المستوي الاقتصادي أو مستوي الخدمة أو طبيعة المشكلات التي يعاني منها المجتمع في شكله السابق .

وتدور أحداث الفيلم حول رحلة يقوم بها فريق يضم مدعيا عاما (وكيل نيابة ) وضابط شرطة وطبيب ومعهم مساعدين وحراس وحفاري قبور وقاتل معترف بجريمته للبحث عن جثة القتيل والتي قام بدفنها مع شريكه في منطقة جبال الأناضول وبينما يخوض الركب رحلته في ليلة كاملة يتسرب العمل بعمق وتلقائية الي حياة كل شخص من فريق الرحلة الحائر بحثا عن الجثة دفنها شخص كان مخمورا وفي اشارات ذكية وناعمة وعبر حوار شديد الذكاء نكتشف أن الرحلة وصلت الي نقطة حدودية بين منطقتين احداهما تقع داخل سلطة الضابط المرافق للفريق والأخري غير تابعة له اداريا ويسكنها أكراد ليفتح الفيلم بنعومة الجرح الكردي التركي والذي استطاع النظام التركي علاجه بشكل ما ليكشف الفيلم أن في القلوب ما فيها وأنه ربما يكون العلاج سطحيا فقط وبينما يسير الفريق في طرق متواضعة بجبال الأناضول الجميلة وبين محطات البحث التي يتوقف عندها كلما تذكر المجرم شيئا يعيد المخرج رسم صورة جبال الأناضول التي اشتهرت بجمالها فرغم الجمال هناك ليل موحش وثمة غربة وأجواء تبعث علي الخوف بين ظلام الليل وضعف الاضاءة والحاجة لتوجيه ضوء احدي السيارات الي أي منطقة يقرر الفريق البحث فيها ..انها محاولات للعيش علي طريقة تسكين الالام و علاج أعراضها دون النفاذ الي المرض حتي أن الطبيب المتأمل يكتشف فجأة وجه عملاقا منحوتا علي سفح ويرتعد ويسأل جندي الجيش فيخبره الأخير أنها منطقة حرب وأن المنحوتات كثيرة جدا هنا .

ثمة هزيمة في حياة كل فرد من أفراد الفريق فضابط الشرطة الانساني الي درجة كبيرة يتلقي اتصالات زوجته ويحاول قدر امكانه خفض صوته كي لا يسمعه الاخرون لكن صوته يصل الي المشهد الذي يكتشف أن هذا القوي ضعيف جدا أمام زوجنه ونعرف أن لديه ابنا مريضا بمرض مزمن يحتاج الي علاج دوري ولكنه ذكي ومحبوب .. هو المستقبل الذي يعيش علي الوصفات الطبية الدورية أيضا في ليلة درامية واحدة أما الضابط فيضطر للعودة الي التدخين مع التوتر الذي تعرض له نتيجة الرحلة والبحث عن الجثة 

سائق الضابط ومساعده "عربي " وهو ينادي بهويته العربية وليس ياسمه "علي " ويبدو من اللحظة الأولي عالما بكل الطرق في المنقة أكثر من ذوي الأصول التركية لسبب بسيط أ،ه متزوج من احدي ساكنات قرية قريبة ورغم محاولاته اثناء الفريق عن الذهاب للاستراحة هناك واختيار قرية اخري بشكل يشعرك ان هناك ما يخفيه فان الفريق يذهب بناء علي تعليمات المدعي العام لنكتشف قرية غارقة في الفقر لدرجة أنها لا تستطيع أن تبني سورا يحمي موتاها من فضلات الحيوانات التي تتسرب الي المدافن كل ليلة ولا تملك ثلاجة لحفظ الموتي الذين يموت أباؤهم وأقاربهم ويطلبون من المختار ابقاءهم بلادفن حتي يعودوا من غربتهم لالقاء النظرة الأخيرة عليهم .. سافر اذن مستقبل القرية التركية الي الخارج مدفوعا بالبحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة ,, تنقطع الكهرباء أثناء تناول الفريق للطعام لدي المختار في بيته لتضيء النفوس والوجه الوحيد الجميل للابنة الصغري للمختار والتي جاءت علي غير توقع أو انتظار كما قال لكنها تبهر الجميع وينهار المجرم ليعترف بمفاجأة من العيار الثقيل مؤكدا أن القتيل غريمه وأن الابن المقيد في سجلات الدولة علي أنه ابن القتيل هو في الحقيقة ابن القاتل نتيجة خيانة الوجة الأرملة الان له ..اذن لم يكتف القاتل بالقتل ولكنه خان أولا و جاء الي الحياة صبي لا يعرف أباه تحديدا 

وينطلق الفريق الي نقطة محددة بعد أن حدد القاتل مكان الجثة بدقة بينما يتساءل القاريء عن صاحب هذه الجثة الحقيقي هل هو رجل تعرض للخيانة من زوجته فأنجبت طفلا ليس من صلبه وأراد القاتل استرداد ابنه وعشيقته من الزوج الشرعي فقتله أم أن تلك الجثة هي الدولة العثمانية القديمة التي هي الأب الشرعي لتركيا الحديثة التي تقضي بالتدريج علي الملامح التي صنعها أتاتورك ورفاقه وتدفنها لتستعيد مجد العثمانيين ؟ 

يصل الفريق الي نقطة نهاية رحلته ويكتشف مكان الجثة ويستخرجها فيفاجأ الجمع بالقتيل مقيدا بشكل قاسي ويثور ضابط الشرطة علي المجرم متسائلا في استنكار عبر مبرر اهانة جثة بعد قتل صاحبها بتقييدها بهذا الشكل ويحاول الضابط الاعتداء علي المجرم " كنان " لكن المدعي العام يطالبه بالهدوء واستكمال العمل ويبدأ في الكشف الظاهري وجمع الأدلة ومعه الطبيب ويكتشف الفريق أن الموظف نسي احضار كيس للجثة وأن سيارة الاسعاف تعطلت في الطريق .. لتظهر ملامح الدولة البيروقراطية العتيقة وثقل خطواتها ويتم وضع الجثة في بطانية وربطها علي طريقة قاتلها لتسطيع حقيبة سيارة احتواءها للوصول الي المستشفي من أجل التشريح .

وفي غرفة التشريح يكتشف الطبيب الكذبة الكبيرة للقاتل فهو لم يقتل ضحيته قبل دفنه بل دفنه حيا ولكنه – أي الطبيب – يتجاهل الأمر تماما كي لا يحصل القاتل علي عقوبة مخففة بينما يشير الفيلم الي أن تركيا – أتاتورك لم تمت وان حاول البعض دفنها وكما تكتمل لوحة الفيلم فان قصة المدعي العام الوسيم الذي لا يتوقف عن طرح التساؤلات علي الطبيب أثناء الرحلة عن الموت بلا مقدمات ويحكي للطبيب عن امرأة جميلة حددت وقت موتها قبل خمسة أشهر من حدوثة وحدث بالفعل قيفجر الطبيب مفاجأة احتمال انتحارها ويسأله عن حالتها النفسية قبل الوفاة ويكشف بشكل مفاجيء عن خيانة زوجية عارضة قام بها الزوج ليرجح الطبيب احتمال وفاتها .. لم يؤكد الفيلم صراحة أن الزوج الخائن هو المدعي العام .. وان كانت كل الشواهد تؤكد ذلك 

 “نوري بيلج جيلان” واحد من المخرجين الذي يحظون باحترام كبير في العالم وقد فاز ثالث أعماله الطويلة “بعيد” بجائزة التحكيم الكبرى، وجائزة أفضل ممثل، في مهرجان "كان " إضافة إلى فوز فيلمه “مناخات” بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي)، إلى جانب حصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي عن فيلم “القرود الثلاثة” عام 2008.

الجزيرة الوثائقية في

31/05/2012

 

صالح بن يوسف.. في قصر قرطاج

الوثائقية خاص- تونس 

تم الأسبوع الماضي عرض فيلم "صالح بن يوسف… جريمة دولة؟" بقصر قرطاج بحضور السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية المؤقت مرفوقا بالسيد أحمد محفوظ، مدير قناة الجزيرة الوثائقية  إلى جانب عدد من أفراد عائلة صالح بن يوسف وعديد الشخصيات السياسية والمناضلين اليوسفيين وثلة من الاساتذة المختصين في تاريخ تونس المعاصر وجمع من الإعلاميين.

على اثر عرض الفيلم ألقى رئيس الجمهورية التونسية، الدكتور المنصف المرزوقي كلمة في الحاضرين مذكرا بأهمية الحركة الوطنية اليوسفية و شرعية قضيتهم وأشار إلى أن هذا الفيلم الوثائقي قد أعاد لمخيلته "مأساة انقسام التونسيين ومعاناة اليوسفيين". خاصة وأن عائلة الرئيس التونسي تعتبر من ضحايا ذلك الصراع اليوسفي البورقيبي حيث تشرد والده وتوفي في النهاية في المغرب. وقد استذكر المرزوقي معاناته الشخصية من خلال الحديث عن حقبة من التاريخ بات على الشعب التونسي معرفة حقيقتها وتحميل المسؤوليات لمن ساهم في مأساة جزء لا يستهان به من الشعب قبل المصالحة وغلق هذا الملف.

أكد في هذا الصدد أن عرض الفيلم بقصر قرطاج هو بمثابة "رد الاعتبار لكل من كابد سنوات الجمر ولكن ليس من باب الثأر بل لغاية معرفة الحقيقة التي تبقى السبيل الوحيد لتحقيق المصالحة الوطنية وطيٌ صفحة الخلافات وتجاوز هذا الشرخ والتعلم من هذه التجربة لأجل توظيفها في سبيل الوحدة الوطنية وتحقيق التعايش بين كل التونسيين".

وأعلن رئيس الجمهورية التونسية في هذا السياق عن أنه تم إقرار يوم غرة سبتمبر من كل عام يوما وطنيا لرد الاعتبار للمنصف باي وهو تاريخ وفاته، علما بأن قناة الجزيرة الوثائقية قد انتجت فيلما وثائقية عن المنصف باي. أخرجه نفس مخرج فيلم صالح بن يوسف، جمال الدلالي الذي اخرج كذلك للوثائقية فيلمه عن فرحات حشاد.

وفي نهاية هذه التظاهرة قدم السيد أحمد محفوظ نوح، مدير قناة الجزيرة الوثائقية "درع الجزيرة" للسيد محمد منصف المرزوقي في "تحية إكبار لكل مناضلي الشعب التونسي ومثقفيه".

وفي تصريح أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) قال السيد أحمد محفوظ "إن صالح بن يوسف يبقى أنموذجا للكفاح ورمزا من رموز الحرية بما استدعى إعادة فتح بعض الملفات من زوايا تنصف هذه الرموز النضالية". 

ولاحظ أن أهمية العمل تكمن في إثارة التاريخ والتنقيب فيه بغية التقليب في صفحاته المنسية لنفض الغبار عنها وإعادة الاعتبار لرموز سياسيين مهمين وبالتالي التوثيق لحركات التحرر في العالم العربي.

ويروي فيلم "صالح بن يوسف.. جريمة دولة" سيرة الزعيم الوطني التونسي صالح بن يوسف الذي اغتيل في المانيا يوم 12 اغسطس 1961 بعد خلاف حاد مع غريمه السياسي الحبيب بورقيبة.. كما يعالج الفيلم نشاط المرحوم صالح بن يوسف ودوره في الحركة الوطنية التونسية وفي بناء الحزب الحر الدستوري الجديد وأسباب خلافه مع الحبيب بورقيبة رئيس الحزب والظروف التي أدت الى اغتياله. ويهب الفيلم غلى أن  كل أصابع الاتهام تشير إلى أن بورقيبة قد استعمل أدوات الدولة التي كان على رأسها حينها لأجل ارتكاب هذه الجريمة.

 وتأتي خطوة عرض فيلم صالح بن يوسف بمناسبة افتتاح مسرح قرطاج وهو مسرح يتميز بطراز معماري أنيق يجمع بين المعمار الشرقي والغربي. وكان الرئيس المرزوقي قد أعلن أن القصر سيكون فضاء لدعم الثقافة  والحوار الفكري في تونس. وكان المرزوقي قد صرح منذ توليه رئاسة تونس بأنه سيفتح قصر قرطاج للشعب التونسي وللمثقفين والناشطين الحقوقيين والمعارضين السياسيين ولكل شرائح الشعب.

وقد شهد قصر قرطاج خلال هذا الشهر استدعاء المؤرخ التونسي د.هشام جعيط ليلقي محاضرة تناولت موضوع "إعادة بناء الذاكرة الوطنية". كما تم استدعاء المفكر العربي عزمي بشارة الذي ألقى محاضرة بعنوان "السياقات التاريخية لنشوء العلمانية وانماطها". واللافت ان الرئيس المرزوقي هو من يتولى تقديم ضيوفه من المفكرين. ويعتبر الكثير من المراقبين أن سلوك المرزوقي كرئيس دولة كسر صورة الرئيس العربي المتعالي على شعبه الذي يعيش بين جدران قصره. وكأنه مازال يتصرف بشخصية المثقف والناشط الحقوقي.

الجزيرة الوثائقية في

31/05/2012

 

 

فنانون مغاربة يحتجون على مفهوم السينما النظيفة

ممثلة مغربية تنام في النفايات رفضا لتصنيف السينما

الدار البيضاء - فاطمة العوفي 

اختارت الممثلة السينمائية المغربية فاطمة الزهراء العياشي أن تعبر عن رفضها لمفهوم "الفن النظيف"، وذلك بالنوم في المزبلة بضواحي مدينة الدار البيضاء، حيث التقطت لها صورة وهي ملقاة على ظهرها وبجانبها كتاب مفتوح، و تأتي خطوة العياشي في أول خطوة لعدد من الفنانين المغاربة قرروا من خلالها الرد بطريقتهم على مفهوم "الفن النظيف" الذي تحدث عنه قياديون في حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي.

وقد أثارت صورة العياشي عبر المواقع الإلكترونية انتقادات واسعة، بين مؤيد ومعارض، حيث تكاثرت التعليقات حول الصورة، كون ما فعلته العياشي لا يرتقي بمستوى الفن المغربي، ولا التقاليد والأعراف المغربية، لكن هذه الخطوة التي أقدمت عليها العياشي كانت تريد من خلالها أن تقصي فكرة الفن النظيف والمتسخ معتبرة أنها مواكبة لخطوات احتجاجية لفنانين مغاربة آخرين سيحتجون على دعوات قياديين في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة للتمييز بين "الفن النظيف" و"الفن المتسخ" معتبرة أن ما يوجد هو فن فقط، وتوضح أن فكرة الفن النظيف فكرة تتبناها الأنظمة الديكتاتورية مثل النازية.

وكان القيادي في حزب العدالة والتنمية نجيب بوليف، الذي يشغل حاليا منصب وزير مكلف بالشؤون العامة والحكامة، قد صرح من قبل على أن حزبه يرفض أن تُعاد مشاهد التعري التي قامت بها الفنانة لطيفة أحرار في إحدى مسرحياتها، كما أن قياديين إسلاميين آخرين سبق أن هاجموا أفلاما سينمائية مغربية لتضمنها مشاهد ذات "إيحاءات جنسية فجة".

العربية نت في

31/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)