حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

عن هاني أبوأسعد و«الأكشن»

«موصل الطرود».. فـيلم هوليوودي بإخراج فلسطيني

زياد عبدالله

 

عنوان الفيلم The Courier «موصل الطرود»، وهو معروض حالياً في دور العرض المحلية، والذي يمكن تحوير عنوانه ليصبح «الحقيبة»، كوننا لن نقع على موصل الطرود أو ساعي البريد الذي يشكل رهان الفيلم كل الفيلم، إلا وهو يسعى لإيصال حقيبة، هو الذي يمتهن توصيل الاشياء فقط، دون أن يطرح أسئلة كثيرة بما في ذلك سؤاله عن محتوى الحقيبة ومن يكون المرسل أو المرسل إليه، وليتغير كل ذلك في مسعاه لإيصال تلك الحقيبة اللعينة.

سيكون علينا وقبل المضي مع أحداث الفيلم المليئة بـ«الأكشن»، اعتبار أن توقفنا عند هذا الفيلم يأتي بالمرتبة الأولى لكونه من إخراج الفلسطيني هاني أبوأسعد، الذي عرف بفيلم «عرس رنا» 2002 وبدرجة أكبر بفيلم «الجنة الآن» 2005 الذي حصد الكثير من الجوائز حول العالم بما فيها ترشحه لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ،2006 والذي تناول فيه أبوأسعد قضية الاستشهاديين الفلسطينيين من خلال تتبع حياة ومصائر اثنين منهم.

فيلم «موصل الطرود» سيكون بعيداً تماماً عما سبق، إذ اننا لسنا في وارد تتبع رنا وقصة حبها لخليل في «عرس رنا» بينما يفصل بينهما الاحتلال والحواجز وكاميرات المراقبة والعادات والتقاليد والدين، وكل ما يقسم المجتمع الفلسطيني وينهشه، كما أن الإيقاع الذي تأسس عليه فيلم «الجنة الآن» يضعنا مباشرة أمام ما يعيشه كل من خالد وسعيد وهما في طريقهما لتفجير نفسيهما في عملية استشهادية، حيث الإيقاع على اتصال مع مشاعرهما، سعيد الهارب من ماضي والده، وخالد الذي لا يجد من شيء يفعله إلا هذا الفعل، ولن يكون خروجه من السجن الكبير الذي صاغه له الاحتلال الاسرائيلي إلا من خلال ذلك.

يخوض أبوأسعد في «موصل الطرود» ما له أن يكون عبوراً إلى هوليوود، هو المستقر حالياً في لوس أنجلوس، ولعل هذا العبور سيكون بالتمسك بأية فرصة قد تتاح له لتضعه في مسار الماكينة الكبرى للصناعة السينمائية، وهذا ما يجعلنا نتعامل مع الفيلم ضمن هذا السياق تحديداً، والقول إن الفيلم محكم تقنياً، وحركة الكاميرا والتصوير وصولاً إلى مونتاجه وتقطيعه جميعها تحمل الكثير من الحرفية العالية، وأن أبوأسعد مارس في هذا الفيلم الكثير من الحنكة البصرية، الأمر الذي لن يكون مفاجئاً أبداً، بل أمراً نعرفه جيداً من خلال أفلامه السابقة، قول كل ذلك لن يمنعنا من القول أيضاً إننا حيال فيلم تأتي علته الأولى من السيناريو الذي كتبه كل من برانون كومبس وبيتي دريس، وكنت خلال مشاهدتي الفيلم أتخيل ما الذي كتبه كل منهما على الورق، ولعل في ذلك أمراً يدفع للتسلية، حيث الحوار لا يتعدى عدداً قليلاً من العبارات الجاهزة والمعدة مسبقاً، وحبكة الفيلم من أوله إلى آخره لا تخلّ أبداً بكل شروط أفلام الأكشن التجارية، والمسعى ألا يتوقف البطل عن الحركة، والمطاردات على أشدها. الفيلم يقول لنا ذلك من البداية، ولا يمهلنا الـ10 دقائق الذهبية التي تعتمدها الأفلام التجارية في جذب انتباه المشاهدين، بل يبدأ مباشرة من مدينة ملاهٍ خاوية ومهجورة، وموصل الطرود (جيفري مورغان) في سياق مهمة تتطلب منه إيصال الحقيبة في موعد محدد يمكن لجزء من الثانية أن يؤدي إلى فشله، كوننا سنقع على امرأة وضعت على لوح خشب أعلى هيكل حديدي شاهق (هيكل القطار السريع في مدينة الملاهي)، وهي موثوقة بحبل، وليصل البطل موصل الطرود في الثانية الأخيرة ويعطيهم الحقيبة التي معه وليتركوا المرأة فيرمي نفسه ويلتقط الحبل بعد أن تسقط المرأة وينجح في إنقاذها.

بهذا المشهد سنمسي مسمّرين أمام الشاشة، بالأمر ناجح طالما أن البداية صادمة ورشيقة ومسلية في آن معاً، وليتبع ذلك تعرفنا السريع على موصل الطرود وعلاقته بستيتش (مارك مارغوليس) مدرب الملاكمة ومن ثم يأتي الحدث الثاني المتمثل في دخول اثنين إلى نادي ستيتش وتقديمهما حقيبة إلى موصل الطرود والقول إن عليه إيصال الحقيبة إلى ايفل سيفل، الذي سيبدو شخصاً فائق الخطورة والشر وما إلى هنالك من أساطير ستنسج حوله، وفي توصيل هذه الحقيبة سيمضي الفيلم نحو اكتشاف من يكون ايفل سيفل ومعه مكسويل (ميكي روروك)، وعلى شيء من الغموض والمطاردات التي لا تنتهي إلا لتبدأ مجدداً وصولاً إلى اكتشاف من يكون موصل الطرود نفسه وما تحتويه الحقيبة في النهاية، مع تصعيد مشاعر الانتقام مع إقدام ماكسويل على قتل ستيتش العزيز على قلب البطل المغوار، بعد أن يقتل الكثير بواسطة رجل وامرأة يكونان من أتباعه الأوفياء.

لن نرى ميكي رورك إلا مع نهاية الفيلم، سيبقى مديراً لنا ظهره، إلا أن يقدم وصلة غنائية لألفيس برسلي، ولا أعرف سر ذلك حتى الآن، ولعل الفيلم إجمالاً ليس إلا فيلماً لا مجال فيه لأي شيء سوى المطاردات والتنويع في القتل والأخطار التي يتعرض لها صاحبنا موصل الطرود، بما يجعل أي شيء خارج هذا السياق أمراً غير مقبول، كأن يتم إيقاف موصل الطرود من قبل الشرطة، الأمر الذي يحوله إلى شيء لمصلحته وهو يتسرب من غرفة التحقيق إلى مكاتب رجال الشرطة ويجمع بعض المعلومات من أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم يطلق سراحه لأن المحقق تلقى اتصالات كثيرة بخصوصه، وإن كان كلما كان في مكان توجد جثة.

المنطق الفيلمي شيء والمنطق في سياقات أخرى أمر آخر، ولا يمكن الجمع بين الاثنين إلا إن كان المرء ساذجاً، لكن يجب أولاً الوقوع على منطق الفيلم نفسه حتى لا نقع في ذلك المطب السخيف، ومنطق فيلم «موصل الطرود» ليس أكثر من فيلم «أكشن» لمجرد «الأكشن»، وفي هذا السياق يمكن الاستعانة درامياً بكل ما هو بالمتناول من «كليشهات» لتحقيق ذلك، وهنا وبما أن أهم ما نتناوله من الفيلم هو مخرجه، فما صنعه أبوأسعد ضائع في الفيلم بمجمله، رغم السعي متى أتيح له أن يضع شيئاً من لمسة خاصة هنا وأخرى هناك، لكن يبقى إخراج هذا الفيلم معبراً إلى انتاجات أخرى، مع أني أجهل ما يمكن تعريف المعبر فنياً وإبداعياً، وأعرف تماماً ما يمكن أن يكون عليه تجارياً وعلى صعيد السينما كصناعة، والقول: في هوليوود مخرج عربي، وما يتبع ذلك من زغاريد.

الإمارات اليوم في

31/05/2012

«الأب والغريب».. عمرو واكد السوري والإيــطالي

زياد عبدالله 

تصلح صفحة هذا الأسبوع أن تكون تحت عنوان البحث المضني لموطئ قدم عربية في السينما العالمية، طالما أن المقال الرئيس كان عن تجربة هاني أبوأسعد وإخراجه فيلماً هوليوودياً، بينما تمضي الأسطر التالية في تتبع فيلم The Father and The Foreigner «الأب والغريب» (وقد عرض في سينما ريل - دبي)، طبعاً أضع العنوان بالانجليزية لكن الفيلم إيطالي من إخراج ريكي تونازي، ويلعب البطولة فيه عمرو واكد وهو يتكلم بالإيطالية هذه المرة (رافضاً دوبلاج صوته)، إلى جانبه الإيطالي أليخاندرو غوسمان، مضافاً إليهما مشاركة نادين لبكي في دور صغير.

مع «سيريانا» 2005 بدأ حضور واكد العالمي، وهو يتنقل من دور إلى آخر في أفلام عالمية كثيرة، ولعل آخر تلك الأفلام هو «صيد السلمون في اليمن» من إخراج الانجليزي لاس هالسترون صاحب أفلام مثل «شوكولا» و«كاسنوفا» وغيرهما، وهناك الكثير من الأدوار التي تنتظر هذا النجم المصري الذي يخوض أيضاً غمار تجارب انتاجية تسعى لتقديم تجارب جديدة سينمائية شبابية، عدا عن كونه ناشطاً سياسياً كان حاضراً على الدوام حتى قبل ثورة يناير التي شارك فيها بقوة، ومازال حاضراً كناشط سياسي إلى جانب جهوده الفنية.

فيلم «الأب والغريب» يحمل الكثير مما سنشاهده في عنوانه، فهذا الأب الذي لا يكون في البداية إلا دييحو (غوسان) لا شيء في حياته المتوقفة إلا ابنه المصاب بالتوحد، الأزمة التي تهيمن وتحكم قبضتها عليه، الأمر الذي سيتغير تماماً مع حضور وليد (واكد) في حياته، رجل الأعمال السوري الثري، الذي يتعرف إلى دييجو كون ابنه أيضاً يعاني توحدا وتشوها ولاديا ويخضع للعلاج في المركز نفسه الذي يخضع للعلاج فيه ابن دييجو، ولتنشأ بينهما صداقة تبنى على مأساة كل واحد منهما، والتباين بين تعامل كل واحد منهما.

الاختلاف الثقافي، كما سيقول لنا الفيلم، سيكون عامل نجاة لدييجو، وهنا ستنقلب الأدوار وسيكون وليد هو نقطة ارتكاز الفيلم الرئيسة في كل ما سنشاهده، وليتحول إلى «الدينامو» الدرامي طالما أنه سيغير كثيراً من مقاربة دييجو لابنه، حين يقع على الكيفية التي يتعامل بها وليد مع ابنه وهو يضمه ويقبله ولا يخرج عن قوله له «حبيبي» إلا ليتبعها بـ«نور عيني»، كما أن وليد سيحمل الكثير من الغموض والعوالم الغرائبية التي تغري دييجو بالانغماس بها، وهو لا يلقى من وليد إلى المشاعر الفياضة والحب. أعود إلى الاختلاف الثقافي وأقول إنه رهان الفيلم الرئيس، ومن ثم بعض التشويق المتعلق بارتباط وليد بأجهزة استخباراتية عربية ومن ثم ملاحقة الاستخبارات الإيطالية لدييجو كونه صديقه، وما إلى هنالك من أحداث عليها أن تبقى ملتصقة بمن هو عربي، مضافاً إليها «الخصوصية المشرقية» التي علينا أن نطالعها في الفيلم، حين يمسي كل شيء كما لو أنه خارج من ألف ليلة وليلة، كما هو الحال في تلك الحفلة العجيبة أو الرقص الشرقي الذي سنكتشف مع نهايتها أنها مقامة كعزاء لوفاة ابن وليد. وفي هذا السياق سأقتبس مقطعاً من المؤتمر الصحافي الذي تبع هذا الفيلم أثناء عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي ،2010 والمقطع مأخوذ من صحيفة «المصري اليوم»: «وانتقد أحد الحضور عدم دراسة الثقافة العربية بشكل كاف بسبب مشهد الاحتفال الذى تزامن مع وفاة الطفل (يوسف)، وهو ما رد عليه واكد: اعترضت على ذلك المشهد أيضاً، لكنهم أبلغوني بأن بعض القبائل في سورية تقيم عزاء مبهجاً وليس حزيناً، وبحثت بنفسي في الأمر، ووجدته حقيقياً، وإذا نظرنا من منظور إسلامي، سنجد أننا نتبع عادات فرعونية ونخلط بينها وبين التقاليد الإسلامية». أترك ما تقدم بين أيديكم لتبحثوا أيضاً، فأنا بحثت ولم أجد شيئاً من هذا.

الإمارات اليوم في

31/05/2012

 

ليل ونهار

التاريخ يعظ!

بقلم :محمد صلاح الدين 

* ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء.. وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع.. أقسي همومنا تفجر السخريات.. وأصفي ضحكة تتوه في بحر الدموع!! 

* التجارة بارت والصناعة ضاعت والأدب راح والفن تبخر والعلم مات والتقدم فات ألا يمكن أن نستأذن في عام واحد فقط بلا مظاهرات.. ما تخافوش احنا عالم ثالث. يعني حانرجع حانرجع أمال حنضيع عمرنا في إيه؟! 

* قرار اعتزال حنان ترك بعد مسلسلها القادم ينم علي أنه حتي المحجبات يخشين من المستقبل المظلم.. أمال السافرات يعملوا إيه؟ يعملوا كليبات يندبن فيها! 

* يقولون إن المطربين هم الوحيدون اللي حايكلوا عيش في المرحلة الجديدة.. حايغنوا لمرشحي الرئاسة.. ومرة أخري حايغنوا علينا!! 

* في فيلم رصيف نمرة 5 قال فريد شوقي لزكي رستم "أمال سبحتك فين يا معلم بيومي"؟ 

* برنامج رولا الخرسا في صدي البلد من البرامج القليلة التي تتسم بالموضوعية بعرض كل الآراء.. شعار عاش الملك مات الملك.. مازال ساريا وكأنه مبدأ إعلامي أصيل! 

* أثبت وحيد حامد أنه يمتلك رؤية عبقرية في مسلسله الشهير "الجماعة" أعماله دخلت التاريخ واللي كان كان.. لأن الواقع أثبت أنه أغرب من الخيال.. حتي ولو كان مستندا إلي التاريخ الذي مازال يعظ ويربي فينا من جديد! 

* مصر ليست وطنا نعيش فيه أو يعيش فينا.. مصر وطن نعبث فيه ويدشدش فينا!! 

* من كلمات السينما المأثورة قول عادل إمام في طيور الظلام: الإخوان رزقهم واسع.. عشان كده بيقدموا رز بلبن!! 

* بعد "شاطر شاطر" نانسي عجرم في كليب جديد للاطفال بعنوان "استبن.. استبن"!! 

* ولي عهد التخويف.. وجاء زمن التخوين والتكفير والهجرة.. الشعب يريد زمن الفن الجميل!! 

Salaheldin-g@hotmail.com

الجمهورية المصرية في

31/05/2012

 

مقد بين الشاشتين

أردوغان يغني.. فماذا عن مرشحينا؟!

بقلم : ماجدة موريس 

* علي الشاشة الصغيرة ظهر أردوغان يغني كان الرئيس التركي ضيفاً في أحد برامج التليفزيون حين دعاه مقدم البرنامج إلي تذكر أغنية يحبها. فغني تلك الأغنية أو علي الأصح شارك في غنائها وأكمل أبياتها وحده.. وأخذ يردد أمام ملايين المشاهدين كلمات مثل "كل شيء يذكرني بك.. إلخ" هذه الفقرة التي عرضها الزميل أحمد المسلماني في برنامجه "الطبعة الأولي" يوم السبت الماضي تقول الكثير والكثير مما يطول شرحه بمناسبة الولع بالمسلسلات التركية التليفزيونية الحديثة في مصر والعالم العربي. ففي ظل رجل أصبح الزعيم الذي صعد من خلال الانتخابات المحلية هناك إلي الرئاسة يصبح "التحري" عن خلفياته الثقافية مهماً إلي جانب لونه السياسي. وحين نهضت السينما التركية في سنوات حكم زعيم "العدالة والتنمية" ثم اكتسحت المسلسلات التركية العالمين العربي والإسلامي أيضا. انتشرت القنوات التركية في الفضاء فإن ترجمة هذا تعني رئيساً محباً للفنون. مخلصاً لثقافة بلده لا يجد حرجاً في غناء أغنية يفضلها -حتي لو كانت عاطفية- علي الملأ.. تري ما هي الخلفيات الثقافية للمرشحين لرئاسة الجمهورية في مصر؟ وهل لدي أحد منهم مكان للقوة المصرية الناعمة ضمن برنامجه؟ لقد كان عبدالناصر محباً للفنون مشجعاً للغناء وفي عهده أقيمت أكاديمية الفنون في الجيزة. أما السادات فقد أحب السينما وكان يفضل مشاهدتها.. بينما لم يعرف عن مبارك ولع بالفنون ولكنه كان حين يزور استديوهات مدينة الإنتاج في عيد الإعلاميين سنوياً يبدو سعيداً بالحديث إلي نجوم المسلسلات. مؤكداً أنه يتابع أعمالهم جيداً.. لكن لم يذكر أحد من الرؤساء الثلاثة السابقين لمصر أن لديه هماً يخص الثقافة المصرية. ولم ينزعج أحد منهم من تراجع الدور المصري. أطلق عبدالناصر التليفزيون عام 1960 واستفاد منه الجميع. لكن أحداً لم يفكر في أن يصبح الجهاز إعلاماً ذي اتجاهين وليس اتجاهاً واحداً حتي أصبح الموقف مستعصياً الآن فيما يخص جهاز الإذاعة والتليفزيون المصري والجيش الذي يعمل به.. وفي النهاية تصبح النتيجة هي أن الثقافة والفن المصري كانا في خدمة الرؤساء وليس العكس فلم يهتم أحد منهم بحل أزمات السينما المصرية المتتالية أو الدفاع عن أسواقها وفرصها برغم أنها كانت ذات يوم المصدر الثاني للعملة الصعبة في مصر.. هذا كان الماضي فماذا عن المستقبل وهل من المفترض أن يتراجع أو يتوقف الحديث عن الفن المصري والقوة الناعمة حتي تنتهي معركة الرئاسة؟ وفي أي مكان ومكانة يضع المرشحون الثقافة بكل أطيافها ضمن برامجهم؟ للآن لا توجد كلمة واحدة حول هذا في حوارات البعض التليفزيونية فهل يعتقد السادة المرشحون أن الثقافة مقطوعة الصلة بالتعليم والصحة ورغيف العيش. أم يتصورون -بعضهم- أن الحديث عن الفن يعني غالباً الحديث عن الرقابة علي الأفلام والمسرح والمزيد من التشدد مع المبدعين.. في النهاية علينا أن نذكر رؤساء مصر القادمين بهذا النموذج المهم. فتركيا الآن دولة عليها "العين". وأردوغان يعتبره الكثيرون هنا "ألفة" المنطقة بما حققه من إنجازات لبلده المسلم. وأظن أن مرشحي الرئاسة في مصر الآن سوف يفكرون كثيراً لو طلبنا منهم برنامجاً يخص الثقافة. أما لو طلب منهم الغناء في البرامج القادمة فلن يوافق واحد منهم.. ليس لأنه لا يحب الغناء أو بعضه. وليس لأنه لا يتذكر كلمات أغنية واحدة يفضلها. وإنما لأنه لم يفكر في هذا أو يفتقد الشجاعة اللازمة.. عموماً ما يهمنا هو برامجهم القادمة لصالح الثقافة والفن. ولصالح صناعة مهمة اكتسحت لأيام طويلة الأسواق العربية والخارجية هي صناعة السينما المصرية. 

مهرجان أفلام الموبايل 

* لا ينفصل هذا المهرجان عن نهر الإبداع المصري بالرغم من أنه لأفلام طلبة وطالبات الجامعات الخاصة أساساً والذي أقيم في الجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات برعاية رئيستها د.ألفت كامل وعميد كلية الإعلام الدكتور سامي الشريف. وقد ذهبت لأشارك في تحكيم مسابقة لأفلام الموبايل وكاميرات الديجيتال تقام للمرة الثانية هذا العام تحت شعار "مصر.. بعد الثورة" فوجدت ما لم أتصوره. بداية من مقر وقاعات يحلم كل منا بأن يعود طالباً ليدرس فيها إلي جانب تواجدها في المؤتمر ضمن أحياء جديدة بالقاهرة الممتدة. لكن الأهم في رأيي هو ذلك الحماس وتلك الجرأة التي تعبر عن أفلام هؤلاء الذين سوف يصبحون قريباً جداً ضمن العاملين بالسينما والإعلام في مصر. أفلام علي كل لون وأفكار تبدأ من نقد الواقع إلي التمرد عليه ورفضه. وموضوعات تبدأ بميدان التحرير. وتصل إلي توصيف آثار البطالة المدمرة علي الشباب الباحث عن عمل. وإلي طرح الكثير من علامات الاستفهام التي نطرحها جميعاً علي أنفسنا قبل أن نقولها لغيرنا انها رحلة ممتعة وسط أفكار وأساليب تعبيرية مختلفة لصناع المستقبل في مصر تؤكد أهمية الإيمان بدور القوة الناعمة لهذا البلد لقد قدم البعض أعمالاً تفوق ما يقدمه المحترفون من "بروموهات" نراها علي الشاشات حالياً والبعض استطاع أن يقول كل شيء خلال حركة الأيادي والموسيقي وفي النهاية كان لابد أن تحصل الأفلام الفائزة علي جوائز لا تقلل من طموح تلك التي لم تعبر وهو ما يحدث في كل المهرجانات في أي مكان بالعالم. ونظرة سريعة لأسماء الأفلام الفائزة قد تعبر عن تنوع الأفكار والرؤي من "الواحات" إلي "الخطيئة" إلي "أيادي" ثم "ماسك موفي" وأخيراً "البابا شنودة" وليصبح الاحتفال بهذه الأعمال رسالة -للمرة المليون- حول علاقة الثقافة والفن بالنهضة المصرية التي نتمناها. 

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

31/05/2012

 

شباب تجمعوا أمام المستشفى للاطمئنان عليها.. وفنانون توافدوا لزيارتها

غرفة العناية المركزة تعيد شادية إلى الأضواء بعد ربع قرن من الاعتزال

القاهرة: محمود عبد الهادي  

أيام عصيبة قضاها محبو النجمة المعتزلة شادية والكثير من نجوم الوسط الفني بسبب المرض الشديد الذي ألم بها ودخلت على إثره أحد مستشفيات القاهرة، إثر إصابتها بالتهاب رئوي حاد.

وقالت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» إن «حالة شادية الصحية تحسنت كثيرا وقد يتم نقلها من غرفة الرعاية المركزة إلى غرفة عادية بالمستشفى اليوم أو غدا»، مضيفة أنه تم عمل الإجراءات الطبية اللازمة لها، وحالتها حاليا تشهد تحسنا ملحوظا.

شادية التي اختارت أن تبتعد عن وسائل الإعلام لتعيش في هدوء بعيدا عن الصخب الإعلامي أصبحت فجأة مثار حديث وسائل الإعلام عقب مرضها المفاجئ، ورغم انشغال المجتمع المصري بمتابعة أخبار انتخابات الرئاسة وحالة الجدل السياسي التي رافقتها، فإن ذلك لم يمنع من توافد الكثير من الشباب إلى المستشفى لزيارة النجمة والاطمئنان عليها، ووجود العشرات أمام المستشفى مما دفع إدارته لإبلاغهم بأن الفنانة بخير وحالتها تحسنت، لكن هناك استحالة في إمكانية زيارتها واستقبالها لكل تلك الأعداد الغفيرة.

وطلبت عائلة شادية من إدارة المستشفى إبلاغ الجميع بأن الزيارة ممنوعة عن الفنانة المعتزلة رغم عدم وجود مانع طبي لذلك، لكن عائلة شادية فضلت ذلك الإجراء حتى لا تتأثر حالة الفنانة الصحية بالسلب.

والغريب في الأمر أن نقابة المهن التمثيلية علمت بخبر مرض شادية ودخولها المستشفى من وسائل الإعلام حيث لم يكن لدى مسؤولي النقابة علم بالأمر، لكن فور علم النقابة ذهب رئيسها أشرف عبد الغفور للاطمئنان عليها بعد نحو 3 أيام من دخولها المستشفى، وأرسل إليها الكثير من الفنانين باقات ورد تعبيرا منهم عن حبهم لها ومنهم الفنانة شويكار ورانيا محمود ياسين ومحمد العدل وغادة إبراهيم.

وحرصت بعض النجمات على زيارة شادية، ومنهن الفنانة يسرا التي جلست كثيرا مع عائلة الفنانة وعرضت عليهم تقديم أي مساعدة للنجمة المعتزلة، وفعلت الأمر نفسه الفنانة المعتزلة شهيرة التي حرصت على زيارتها أكثر من مرة، وأيضا الفنان سامح الصريطي الذي تمنى الشفاء السريع للنجمة الكبيرة، والنجمة سهير البابلي أيضا التي سارعت إلى زيارتها فور علمها بخبر مرضها، كما زارها أيضا المنتج ممدوح الليثي والإعلامي وجدي الحكيم.

ويبدو أن ذلك الحب الذي لمسته شادية، واسمها الحقيقي فاطمة كمال شاكر، من المقربين منها ومن الوسط الفني وجمهورها أيضا ساعد على ارتفاع معنوياتها بشدة وساهم في تحسن حالتها الصحية، حيث تم الاستغناء عن جهاز التنفس الصناعي الذي وضعه الأطباء لها، وباتت تتكلم بشكل طبيعي حاليا، ومن المنتظر خروجها خلال أيام قليلة من المستشفى لتعود إلى حياتها الطبيعية التي اختارتها لنفسها بعد سنوات من الشهرة والأضواء، كانت بدأتها عام 1947 بفيلم «العقل في أجازة» تأليف يوسف جوهر، وبطولة بشارة واكيم ومحمد فوزي وليلى فوزي وعلوية جميل، وإخراج حلمي رفلة الذي رأى فيها وجها سينمائيا جميلا وتنبأ لها بمستقبل فني كبير.

وشقت شادية بعد ذلك الفيلم مشوارها الفني لتقدم أكثر من 130 فيلما سينمائيا منها «نادية» و«كلام الناس» و«أشكي لمين» و«قطر الندى» «وبائعة الخبز» و«الزوجة 13» و«المرأة المجهولة» و«معبودة الجماهير» و«اللص والكلاب»، وغيرها من الأفلام الناجحة، وقامت ببطولة مسرحية واحدة فقط هي «ريا وسكينة» مع عبد المنعم مدبولي وأحمد بدير وسهير البابلي، لتختم شادية مشوارها الفني بفيلم «لا تسألني من أنا» عام 1984، الذي شاركها بطولته الفنانة يسرا.

واختارت شادية أن تعيش بعيدة عن الأضواء لتحافظ على صورتها لدى جمهورها، وأيضا لكي تتقرب إلى الله، حيث ظهرت آخر مرة على الجمهور في أوبريت «الليلة المحمدية» عام 1986، الذي غنت به أغنيتها الدينية الشهيرة «خد بإيدي»، لكن القدر شاء أن تعود إلى الأضواء مرة أخرى بعد نحو ربع قرن من الغياب بسبب مرضها.

الشرق الأوسط في

31/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)