حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

''الأندلس مونامور'' لنظيف :

متدين زائف و سياسي فاسد

ضـاويـة خـلـيـفـة – الجـزائـر 

 

بعد تجربتين في مخبر الأفلام القصيرة كللتا بالنجاح و عدد من الجوائز، دخل الممثل و المخرج المغربي محمد نظيف تجربة إخراج الأفلام الروائية الطويلة من بوابة الأندلس، حيث أنتج و أخرج فيلما بعنوان ''الأندلس مونامور''، أولى أفلامه الروائية.

 من خلال هذا الحوار الذي جمعه الجزيرة الوثائقية سنتوقف عند واحدة من الحكايات التي تسردها ''قوارب الموت'' ، لنتعرف على تفاصيل أخر افلامه.  

§         طرحك لظاهرة الهجرة السرية جاء بأسلوب مغاير و بطرح جديد  ...

صحيح تماما فالموضوع هو موضوع شائك تعاني منه مجموعة من دول الجنوب، بما فيها شباب المغرب العربي، تناولته السينما الجنوبية والدراما بشكل عام، و لكن الأهم ما هو الجديد الذي يأتي به كل مخرج، أنا مثلا اخترت بالشراكة مع السيناريست أن نتوجه بالفيلم نحو الكوميديا الهادفة و الذكية لنحاول من خلالها تمرير جملة من الرسائل للمسؤولين و السياسيين، وكذا الشباب الحالم أو الطامع في مستقبل و حياة جديدة خارج حدود الموطن الأصلي، إذ حاولنا و بشكل غير مباشر التطرق إلى الأسباب و الدوافع التي تجعل الشاب يقدم على ترك وطنه آملا في حياة أفضل في الضفة الأخرى ما وراء البحر، وقد تناولنا ذلك من خلال مجموعة من الشخصيات، كشخصية العمدة، التي تمثل السياسي الفاسد أو السياسي المافيوزي، أيضا شخصية الإمام المزور، الذي يتخفى وراء عباءته لتمرير بعض الممارسات والصور البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الإسلامي، كذلك بالنسبة لشخصية المعلم الذي لديه علاقة غربية مع مهنته و تلامذته، ففي ظل كل هذه المعطيات ماذا ننتظر من نظام و نسق تعليمي ينجب طلاب بشهادات جامعية، و شباب غير مؤهل لعالم الشغل فبالتالي أردنا من خلال هذا العمل أن نتساءل لماذا يتوجه هؤلاء الشباب بتفكيرهم إلى "الحرقة" هل لأن الرصيد المعرفي الذي يمتلكونه لا يؤهلهم لسوق الشغل؟ أم أن الوطن الأم لا يوفر لهم فضاء خصب يحتضن أفكارهم و طموحاتهم و يلبي رغباتهم؟.

§     الجمهور الجزائري حضي بمتابعة عرضين للفيلم الأول بوهران مفتتحا مهرجان الفيلم العربي الخامس تحت عنوان ''الأندلس يا لحبيبة'' و العرض الثاني بالعاصمة بعنوان ''الأندلس مونامور'' لما تم تغيير اسم الفيلم؟ 

صحيح في البداية كان عنوان الفيلم ''الأندلس يا لحبيبة'' و بعدها قررت تغيره فأصبح ''الأندلس مونامور''، فكلما رددت هذا العنوان أمام الكثير من الأصدقاء يظنون أن الفيلم تاريخي يصور الفردوس المفقود، ففي كل مرة كان الكثير يسألونني ظنا منهم إن كان هذا الفيلم تاريخيا حسب ما يوحيه العنوان، لهذا حاولت أن أغير عنوان الفيلم وأعطيه هذه التسمية على غرار بعض الكلمات و العبارات المتداولة في دول المغرب، فعبارة ''الأندلس مونامور'' فيها نكهة مغاربية و بما أن ظاهرة الهجرة الغير شرعية ضاربة أطنابها في الدول المغاربية قلت لما لا يكون العنوان مستلهم من العبارات المتداولة في بلداننا المغاربية التي لدى شعوبها تاريخ مشترك و لهجات متقاربة.

§     كيف قدمت أحداث قصة ''الأندلس مونامور'' من ناحية الشكل و المضمون، فليس سهلا تقديم موضوع بهذا الوزن بأسلوب كوميدي يستوفي  شروط الصناعة السينمائية؟  

طرحي للمشكل كان مغايرا و قد ساعدني في ذلك تكويني كممثل و تجربتي المتواضعة كمخرج أيضا، أعتبر هذا العمل مغامرة، فقد أردت و بأسلوب فيه الكثير من المواقف الكوميدية إيصال و بعث جملة من الرسائل، تجعل المتلقي يفكر بعد العرض و يحلل الوضع، فقد بينت هذه الرؤية الإخراجية انطلاقا من قصة شابين جامعيين بطالين ''أمين و سعيد'' يفكران في الهجرة إلى اسبانيا بطريقة غير قانونية، يزعمان أمام الأهالي بأنهما باحثان في مجال التنقيب عن الآثار الموجودة في السواحل المغربية، و في تلك البلدة يلتقيان بمدرس ''يستغل تلامذته و يتاجر في الممنوعات'' يعرض عليهما خدماته مقابل قارب ''الموت'' كما يسميه البعض، الذي يكون سبيلهم للوصول إلى الفردوس الأندلسي الأوروبي حسب اعتقادهم، وفي رحلتهم البحرية يلقي القارب ب''أمين'' في واحدة الشواطئ المغربية، و ''سعيد'' بمخيم نصبته إحدى العصابات التي تستغل الفارين من أوطانهم و توهمهم بأنهم في قلب الأراضي الاسبانية و و في عرض بحورها و رمالها الذهبية، و بذا يكون ''سعيد'' و أفارقة آخرون عبيد و سجناء تجار المخدرات، الدين يبررون تواجد هؤلاء الأفارقة المهاجرون و المتواجدون بالمخيم ''السجن'' بدافع حمايتهم من عنصرية الأسبان.

سرد هذه الوقائع و الأحداث جاء ليميط اللثام عن تواطؤ السلطة السياسية و الدينية أو المسؤول باسم السياسة و الإمام والمصلح باسم الدين و الضحية في كل ذلك الشاب طبعا.

أفاد مؤخرا تقرير صادر عن وزارة الاتصال المغربية أنه تم إقرار بند في قانون المالية ضمن صندوق النهوض بالقطاع السمعي البصري مخصص لدعم قاعات السينما، إقرار خضوع السينما للضريبة على القيمة المضافة و امتيازات أخرى تندرج في نفس السياق، ماذا سيضيف هذا الإجراء للسينمائيين بالمغرب؟ في المغرب هناك قفزة كبيرة على مستوى الإنتاج و التنظيم، نعلم جميعا أن المغرب أرض السينما، تصور فيها أكبر الأفلام السينمائية، فجل المخرجين العالميين اتخذوا المغرب موقعا لتصوير أعمالهم حتى الإخوة ''لوميار'' لديهم صور ملتقطة في المغرب، و من خلال هذه الانتاجات التي تقام بالمغرب اكتسبنا تقنيين، ممثلين و مصورين متشبعين بهذه المهنة.

إذن أصبحت لديهم خبرة كبيرة واحترافية عالية في المجال السينمائي، ولا يمكن لبلد اتخذ كموقعا لتصوير أضخم الأعمال السينمائية العالمية أن لا ينتج أفلاما، و لكي يكون هناك إنتاج سينمائي جيد ووافر لا بد أن ننتج أفلاما تعكس صورة البلد، صورة شعوبنا و من بيئتنا، لأن المتلقي بحاجة إلى أن يرى صورته في هذه الأعمال و ليس أن يرى الصورة التي يريدها الغير، صورة غريبة عنا و لكي تكون هناك أفلام تمثلنا يجب أن تكون لدينا استقلالية في الدعم، فالشيء الايجابي في المغرب أن هناك صندوق الدعم الذي يمول و يدعم 15 فيلم في السنة و 6 أفلام تنتج بشكل خارج الصندوق، إذن هناك استقلالية ومساحة كبيرة للحرية، فالمخرج المغربي يمكنه الذهاب بعيدا بأعماله من ناحية الجرأة و التعبير، خاصة في الخمس السنوات الأخيرة، و كما هو ملاحظ الأفلام المغربية حاضرة تقريبا في كل المهرجانات الدولية، لكن لا زلنا نعاني من مشكل التوزيع غير أن اتخاذ الحكومة المغربية لإجراءات من هذا القبيل وتقديمها لمثل هذه الفرص و الامتيازات سيدعمنا كسينمائيين و سيحفز ممتلكي القاعات لئلا يعلقوا عملهم في قاعات السينما ولكي لا تغلق أو تتجه هذه القاعات إلى النشاط التجاري، إذن هذا تحفيز لكل من يريد الاستثمار في هذا المجال وهناك تحفيزات كبرى بالمغرب كتوفر المساحات و الأراضي التي يمكنها اقتناءها بأثمان جد معقولة، ففي ظل هذه الطفرة النوعية الكبيرة يمكن التنبؤ بغد أفضل لسينمائيي المغرب، لأن هناك بعض الموزعين، وهم أصحاب القاعات في نفس الوقت هم من يتولون مهام جلب الأفلام من الخارج، و الشيء الايجابي كذلك هو أن القاعات لم تأخذها الدولة بل بقيت ملك وتابعة للخواص، فمند حوالي 15 سنة كانت لدينا تقريبا 250 قاعة، موزعة على المدن الكبرى لكن هناك بعض المدن لا تمتلك قاعات، أما الآن هناك تحفيزات و مساعدات عدة، فحاليا يدرس المركز السينمائي المغربي إمكانية تجهيز القاعات التي لا تزال تزاول عملها بمعدات رقمية لتعرض أفلام بالرقمية و ليس ب 35 مم.

الجزيرة الوثائقية في

24/05/2012

 

مخطوفون لا يسمع استغاثاتهم احد

طاهر علوان 

صورة جامدة لامرأة نحيفة وشاحبة تقف متكئة على الحائط ، صبيان صغيران منشغلان بلعبهما الصامت ، عجوز تنظر في الفرغ غارقة في التفكير ، شاب تنتشر من حوله الأوراق والخطابات وحيث يكتب مزيدا منها ، ذلك  هو المشهد الافتتاحي الذي يعرض واقع اسرة ما وهي تعوم في متاهة هذا الزمن وتعيش في وسط ازماتها الطاحنة ، الحياة من حولهم جميعا شبه ميتة ومشلولة بسبب اختفاء الأب / الزوج / الأبن ، اختفاء قسري وغير مبرر وغير محسوب ولكنه نقطة في سلسة غياب وتغييب اشخاص اخرين يرصدهم هذا الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان "برزخ " في تتبعه رحلة اختفاء المواطن "حمدان مسطايف " من الشيشيان من اخراج "مانتاس كفيداافيكوس " والفيلم هز منظمات حقوق الأنسان وطاف العديد من المهرجانات الدولية ليلقي الضوء على تلك الحقائق الصادمة .

.انها قصة عالم مخفي هو ذلك العالم الكابوسي الذي تعيشه تلك البلاد بعد حروبها الطاحنة وخاصة حرب العامين (1994-1996) التي جسدت  الخط الفاصل بين الحياة والوجود الحي وبين الغياب و لطالما شغل العقل الإنساني في بحثه في هذه العلاقة الجدلية الملتبسة مابين الحياة والفناء ، لكنها في واقع الأمر تتعدى المعطى الفلسفي المباشر في هذا الفيلم الى طرح اسئلة ملحة واساسية في جدوى هذه العدوانية المستشرية هناك  باتجاه ازاحة الواحد الآخر في صراع شرس بلا هوادة  واما في ارض هذه البلاد فعمليات الاختطاف والتعذيب والإخفاء متواصلة بشكل يومي حتى الساعة وكلها تدرج في اطار الحوادث الفردية وتصفية الحسابات ولهذا تسكت عنها السلطات  المدعومة من موسكو بشكل مباشر تاركة تلك الوحشية تفتك بذلك المجتمع .

يرصد الفيلم نموذجا انسانيا مؤثرا لتلك الزوجة الحزينة والوحيدة التي ماتنفك وهي تلصق الأوراق على الجدران في شكل اعلانات مكتوبة بخط اليد طالبة من اي شخص لديه معلومات عن زوجها المختفي لكنها تعود لا تلوي على شيء من رحلة الشقاء اليومية وكذلك يفعل الشقيق الذي يرسل بالخطابات تلو الخطابات الى السلطات دون جدوى مطالبا بالتحقيق في سر هذا الاختفاء وحيث السيناريو يتكرر في كل مرة :" اشخاص يرتدون ملابس سوداء يتعقبون شخصا ما ويختطفونه ويختفي اثره الى الأبد وفيما السلطات تتفرج على تكرار القصة " .

مشاهد طريفة اخرى حيث يلجأ الناس الى الخرافة في وقت الأزمات ، قارئات الطالع العجائز ، ينثرن الحصى امام تلك العائلة المكلومة ويشرحن كيف تم اختطاف حمدان مصطفوي واين هو الآن وهل هو حي ام ميت ...وكل قارئات الطالع تؤكدن انه حي يرزق.

يغوص الفيلم في سوسويولوجيا ذلك الوجود الإنساني ، وجود بسيط وبلا اهداف عظيمة ولا طموحات كبيرة سوى تلمس السبل الى العيش بسلام لكن الصدمة البصرية تقع عندما تكتمل ملامح الصورة لشهود حقيقيون تم اختطافهم واسعفهم القدر فبقوا على قيد الحياة.

مشاهد ليلية للولوج في اقبية سرية كانت بالأمس ملاعب رياضية مغلقة فتحولت الى اقبية تعذيب وسجون سرية والشاهد يتجول عارضا اين اخفي واين تم تعذيبه ويري اذنه المقطوعة وحيث عملية قطع الأذان من ابسط بديهيات التعذيب في الشيشان تحت سلطة وحشية تفتك بالأبرياء حتى يذكر الشاهد ان الحاكم قديروف هو الذي ينظم حفلات التعذيب ويتفرج على صرخات الضحايا مستمتعا بقطع آذانهم .

هذه الوحشية المستشرية وبشهادات الضحايا تقدم مجتمعا يعيش جراحاته صامتا واما صراخاته فلا يسمعها احد ، ذلك ما يؤكده باحثون في الشأن الشيشاني  تحدثوا في ختام العرض وكلهم يؤكدون تلك التراجيديا المريرة العاصفة التي تتفاعل فيها صراعات الثروة والسلطة على ارض تلك البلاد التي تزخر بثرواتها وموقعها الأستراتيجي ولهذا تم سحق كل اشكال الاستقلال عن موسكو سحقا عنيفا لا هوادة فيها حتى الساعة.

وبسبب الوباء الذي استشرى على مستوى العالم ممثلا في تنظيم القاعدة والتكفير والأنتحاريين فقد صار من السهل اليسير اطلاق صفة ارهابي على كل من يتصدى مطالبا بحقوقه وابسطها الحد من عمليات الخطف والتعذيب والاختفاء المنظمة في مجتمع يعيش رعبا حقيقيا من ذلك الكابوس اليومي .

وفي واقع الأمر ان المرء يعيش صدمة حقيقية وهو يشاهد هذا الواقع الذي لايسمع عنه احد ولا تتحدث عنه منظمات حقوق الأنسان الا قليلا ، واقع يكتم الامه وجراحاته وحيث مازالت آلام الأبادة التي تعرض لها شعب بأكمله لم تندمل جراحاتها بعد.

الشهادات الواقعية تشكل خطا صاعدا في مسار الفيلم وكلما تشعر ان ايقاع الأحداث والوقائع يتباطأ تبرز الى السطح قصة جديدة تضاف الى تلك التراجيديا التي لاتنتهي : الزوجة التي تتنقل عبر الأحياء الشيشانية التي تتباطأ الحركة فيها وتلصق الأوراق يداعبها الأمل في العثور على اثر ما للزوج تقدم صورة لمدينة تأكل ابناءها وتشتتهم وتجعل الرعب يضرب العائلات لايعلمون شيئا عن شكل  المستقبل الذي ينتظرهم

المفصل الآخر الأكثر اهمية في الفيلم هو استخدام فكرة "البرزخ" والحياة البرزخية المعروفة اسلاميا على حياة الغائبين والمغييبين والمخطوفين في تخريج ملفت مفعم بالدلالات الفلسفية العميقة فالأشخاص الصامتون في غروب البلاد وحيث يتعالى صوت الأذان في الأرجاء يحيلون الغائبين الى حياة برزخية مجهولة بكل ماتعنيه من انقسام مابين الشعور بالحياة والموت ومايلبث المخرج ان يجد حلا اخراجيا آخر بتغلغله من خلال مشاهد في وسط عواصف بحرية لتعميق الأيحاء الفلسفي بفكرة الاختفاء وهو في واقع الأمر بدا حلا منطقيا وموضوعيا اضاف بعدا اخر الى تلك القصة الفاجعة التي تتعلق بهؤلاء الضحايا .

الحياة البرزخية للمخطوفين الذين يتشبثون بالحياة فيما عائلاتهم تترقبهم وتتخيلهم وهم يتأرجحون مابين الحياة والموت هي خط مواز اخرج الموضوع من حيزه الجنائي الى مدى اوسع واكبر الى كون ذلك العالم البرزخي للمخطوفين هو عالم يجسد حقيقة كينونة انسانية تعيش ازماتها الطاحنة وتخليها عن اخلاقياتها من خلال ما تعرض له المخطوفون الأحياء من فضائع .

نموذج " حمدان مصطايف" الذي كرس له الفيلم احداثه في عرض وقائع تلك التراجيديا ماهو الا مثال وعينة  واحدة من نماذج وحالات بالمئات والألوف عن الذين تتكرر مأساتهم في تلك البلاد وهو ما أكده الباحثون المعنيون بهذه الفظائع المسكوت عنها .

ولعل ما لفت النظر هو تلك المشاهد الأقرب الى الفوتوغرافيا ، المشاهد الصامتة للأم والزوجة والأطفال وهم شبه متجمدون في مشاهد تتكرر ساهمين يتطلعون الى الفراغ الذي يمثله البرزخ المجهول الذي احتوى ذلك الشاب الذي تنتشر صوره في المكان باسما مشاركا الآخرين حياتهم .

ليس هنالك في هذه التراجيديا الفيلمية الوثائقية ابلغ من العرض السوسيو- فلسفي لتداعيات الواقع المأزوم الذي تم تعميقه بتلك الدلالات الفسلفية والمعاناة الإنسانية القاسية .

______________________

من عروض مهرجان "عالم واحد" الدولي لأفلام حقوق الأنسان 2012

الجزيرة الوثائقية في

24/05/2012

 

فيلم "جنة علي" لفيولا شفيق:

رؤية سينمائية تكشف العنصرية!

صلاح سليمان من ميونيخ 

التقت " ايلاف" المخرجة وخبيرة السينما المصرية الألمانية "فيولا شفيق" علي هامش عرض فيلمها جنة علي في مهرجان ميونيخ للأفلام الوثائقية 2012 في ميونيخ.

 فيولا شفيق هي ايضا كاتبة سينمائية درست الفن والسينما ودراسات الشرق الأوسط في ألمانيا، قامت بتدريس السينما وفن الفيلم والفيلم الوثائقي ومن ثم تاريخ السينما العربية في الجامعة الأمريكية في القاهرة بين عامي 1998 و2005، وهي عضو في عدة لجان تحكيم لمهرجانات الأفلام العالمية.

عرض لها في ميونيخ مؤخراً فيلم "جنة علي" وهو فيلم وثائقي مهم للغاية، لآنه يبحث في العلاقة الشائكة بين ثقافة الغرب والشرق من خلال العلاقة التي ربطت بين المخرج السينمائي الألماني" راينر فيرنر فاسبندر" الذي كان له مكانة مرموقة في فضاء الفن الألماني وزاع صيته في أنحاء العالم كله، والممثل المغربي الهادي بن سالم بطل فيلم " الخوف يلتهم الروح" الذي أخرجه فاسبندر نفسه، حيث تدور أحداثة في أعوام السبعينيات في ألمانيا حول علاقة مستحيلة بين سيدة ألمانية مسنة وشاب مغربي من العمالة المهاجرة آنذاك في المانيا.

علي هذاالنمط جاء فيلم "جنة علي" بمثابة دافع بسيط جديد  لمناهضة العنصرية والاضطهاد الاجتماعي في ذلك الوقت في ألمانيا، والذي مثلته تلك العلاقة الدراماتيكية التي تشابكت فيها كل المتناقضات الأخلاقية والاجتماعية مما جعل الفيلم ثرياً بالعديد من المعاني الاجتماعية والفوارق الثقافية والنزعة العنصرية، في هذا السياق تقول فيولا شفيق "لإيلاف" إن الفيلم ليس فيلما للسيرة الذاتية بل يمكن القول بانه مضاد بالفعل للسيرة الذاتية، ولا يعني تركيزه علي الأشخاص أن يأخذ هذا المفهوم علي الإطلاق، بل إن الفيلم يفكك الشخصيات ويحللها فهو يفكك شخصية الهادي بن سالم ويطرح الرؤية المختلفة حوله من خلال الوسط الذي كان يتعامل معه ويعيش فيه، فالجميع عندهم رؤية مختلفة، وهنا تكمن خطورة العنصرية التي تبدأ من خلق صورة لشخص ما! دون أن تكون هي الصورة التي يفترض أنها تعكس الحقيقة، لهذا حرص الفيلم علي تسجيل آراء كل الذين كانوا يحيطون بالهادي بن سالم ومحاولة كشف ماذا كان يدور في ذهنه؟، وأين كانت تكمن مخاوفه؟، وفي هذا السياق خلصت المخرجة الي أن آراء الذين رافقوا مسيرة الهادي بن سالم في ألمانيا عكست بشكل ما علاقة الألمان بالآخر خاصة وان أحدا لم يحاول أن يعرف أو يفهم هذا الرجل وكيف كان يفكر؟  

عن الفكرة وبداية عمل الفيلم تقول "فيولا شفيق" أنا باحثة في مجال وتاريخ السينما وقد قرأت بالصدفة بحثا عن أفلام فاسبندر لكاتبة أمريكية تطرقت فيه لتلك العلاقة التي ربطت الممثل محمد الهادي بن سالم بفاسبندر، وركز البحث علي تراجيديا العلاقة التي انتهت بانتحار بن سالم ، ولآنني مهتمة أصلا بعلاقة الشرق بالغرب فإن ذلك آثار فضولي كثيرا وبحثت في الأمر فلم أجد معلومات موثقة عن موت بن سالم وكان هناك تضارب كبير في الآراء حول انتحاره ،والوثائق التي وجدتها عن فاسبندر كانت تكشف عن تضارب وان كل شئ يلفه الغموض خاصة وان الهادي بن سالم كان بطل فيلم الخوف يأكل الروح احد اهم الأفلام التي كانت تناهض العنصرية في السبعينات، ثم تستطرد قائلة استطعت الحصول علي فرصة دعم من اجل انتاج الفيلم ولكن الشركة التي تملك كل حقوق فاسبندر لم تعطي لي الفرصة ارؤية انتاجه او التحقق من وثائقه، ولكن من جهتي كان هناك اصرار علي كشف تلك القضية الشائكة، ووصلت الي كل أصحاب فاسبندر، وذهبت الي السجن الذي مات فيه ين سالم في " نيم " في فرنسا ، وقرأت ملفه وكان ذلك مغامرة كبيرة، إذ أنني عن طريق محامي كان فاسبندر وكله للدفاع عن ابن الهادي بن سالم الذي كان يقيم في ألمانيا دون أوراق استطعت الوصول الي القاضي الذي حاكمه في فرنسا وعن طريق ابن الهادي بن سالم نفسه وصلت الي الأسرة الموزعة بين المغرب والجزائر وهنا حدث الترابط واصبح سيناريو الفيلم كاملا وحصلت علي اصل القصة كاملة.

تقول فيولا شفيق ان الفيلم يعكس صورة خاصة لشخصية خاصة، فالثقافة العنصرية تخلق اشكالاً كثيرة من فكر الآخر، وفق النظريات ..مثلا عندما تقول عن الأخر انه وديع وجميل فإن هذا نوع من تشكيل الآخر وهناك أنماط مختلفة من العنصرية وهي في كل مكان وزمان ـ خاصة عندما تكون الثقافة في حالة حصار أي عندما تكون ضعيف ومحاصر، وهذا بالضبط ما حدث للمجتمع الآلماني الذي كان في حالة حصار بعد الحرب لفشل المشروع الفاشي ..المجتمع كان في حالة فشل لآن مشروعه فشل بضريبة دم عالية والجيل الذي جاء بعد ذلك كان عليه دور كبير، كذلك فإن العنصرية في جيل السبعينات مختلفة عن جيل اليوم، استطيع أن أقول انه في السبعينات والثمانينات تم عمل شغل ضخم لإعادة تأويل الفاشية حيث كانت العنصرية التي تواجه بن الهادي مختلفة عن عنصرية هذه الأيام واستطيع أن أقول هنا إن فهم البشر يتشكل حسب الاختلاف وفي الثقافة نرتكب خطأ عندما نقول أن هذا ابيض وذاك اسود فلابد أن يكون هناك استعداد للمرونة في تقبل الآخر.

تضيف قائلة العنصرية تظهر خاصة في المجتمعات التي حققت نسبة كبيرة من الرخاء ثم أن فكرة الغرب المتقدم والشرق المتخلف هي فكرة رجعية صنعها الاستعمار فأوروبا الحديثة كان توجهها دائما هو توجه استعماري من اجل استغلال موارد العالم لتنمية أوروبا ،أي السياسة الاقتصادية هي التي خلقت العنصرية التي تكرس للمشروع الاستعماري الذي بدأ قبل 330 سنة ولا نستطيع ان نقول إن ذلك المشروع انتهي بل هو مستمر وهناك تيارات متطرفة مازالت تغذي هذا النوع من العنصرية حتي الآن لأنه ببساطة يخدم مشروعها الاستعماري.

لكن لا يمكن أن ننهي الحوار دون التطرق الي أحداث ثورة مصر وعن ذلك تقول السيدة شفيق عندي فكرة مشروع عن الإحباط الذي يحدث للثوار بعد الثورات وكيفية المخرج من ذلك وسوف اصورفيلمي في مناطق مختلفة من مصرـ بصورة عامة استطيع أن أقول إن كل الأفلام الوثائقية التي تم إخراجها عن الثورة المصرية هي أفلام ربورتاجية وليست تحليلية وأمامنا وقت طويل حتي نقوم بتسجيل نتائج الثورة.

إيلاف في

24/05/2012

 

جو بو عيد قال إنه سيعاد عرضه في صالات بيروت

مخرج لبناني: "تنورة ماكسيبريء من الإساءة للمسيحية.. ولا يحوي مشاهد جنس بالكنيسة

 (داليا حسنين –mbc.net )  

أكد المخرج اللبناني "جو بو عيدأن فيلمه "تنورة ماكسيلا يمس الدين، وأنه سيعود للعرض في الصالات اللبنانية من جديد، نافيا احتواء الفيلم على مشاهد جنس في الكنيسة، واعتبر أن التصاق الجسدين بعضهما ببعض يعني الوحدة وليس الجنس.

وقال بو عيد –في مقابلة مع برنامج "Sorry بسعلى قناة "Otv" اللبنانية الفضائية مساء الأربعاء-: "إن الفيلم لا يمس الدين.. والمرجعية الدينية ستعلم هذا الأمر عند إعادة عرضه في صالات السينما اللبنانية، بعدما سحب منها في وقت سابق لاتهامه بالتطاول على الديانة المسيحية والمساس بها".

وأضاف "أن الفيلم طرح في البداية بتوافق تام مع المركز الكاثوليكي للإعلام، حيث تم عرضه على الأمن العام، وقد طلبوا بعض التعديلات وتم إصلاحها، وبالتالي سمح بعرضه في الصالات اللبنانية".

وشدد المخرج اللبناني على أنه من حق الجمهور تقييم الفيلم بعد مشاهدته، لافتا إلى أنه ليس مسموحا لهم إطلاق أفكار مسبقة، أو اتهام الفيلم بأنه ضد الدين أو اضطهاده من قبل المسيحيين قبل مشاهدته.

وأعرب "بو عيدعن سعادته بنجاح الفيلم، خلال عرضه في مختلف الدول الأوروبية، لكنه شدد على أنه ليس سعيدا بتكريمه خارج بلاده، في الوقت الذي منعت بلاده عرض الفيلم.

ونفى المخرج اللبناني احتواء الفيلم على مشاهد جنس في الكنيسة، كما يردد بعضهم في وسائل الإعلام، الأمر الذي أدى في السابق إلى إيقاف عرضه، مشيرا إلى أن التصاق الجسدين بعضهما ببعض يعني الوحدة وليس الجنس.

وشدد بو عيد على عدم وجود أي قانون يلزم المخرج بعرض العمل على السلطات الروحية والدينية، لافتا إلى أنه في لبنان الأمن العام يطلب عرض الفيلم على السلطات الروحية ليتفادى المشاكل.

واعتبر أن توقف الفيلم في المرة الأولى جاء تحت تأثير الضغوطات الدينية؛ التي مورست عليها، مشيرا إلى أن الأمن العام لم يكن بوارد طلب وقف الفيلم، خصوصا بعد أن عرض على السلطات المختصة، واستمر في صالات العرض لمدة ثلاثة أسابيع.

الـ mbc.net  في

24/05/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)