حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

معظمها عالج "بيرل هاربور" والقنبلتين

أفلام العلاقات اليابانية الأمريكية تدور بين الخيال والواقع

محمد رُضا

 

جزء كبير مما يوفّره فيلم “سفينة حربية” Battleship قائم على العلاقة بين الولايات المتحدة واليابان . وجانب من هذا الاستخدام يقوم على تفعيلة معهودة في هوليوود: تقديم شخصيات تقف متضادة في مطلع الأمر ثم متابعة ذوبانها كل في الآخر في تعاضد مثالي مع تبادل احترام كل للطرف الثاني ولقطات من تجسيد هذا الاحترام إما بحماسة مشتركة أو بمصافحة حارّة أو عناق .

القصّة هنا مستوحاة من لعبة يدوية تعود إلى ما بين الحربين الأولى والثانية ومفادها ملء خانات متواجهة في معركة متخيّلة بين البوارج والسفن الحربية والمدمّرات . الولايات المتحدة واليابان دخلتا حرباً ضروساً بينهما براً وبحراً وجوّاً تمخّضت عن ذروتين: الهجوم الياباني على بيرل هاربور في السابع من ديسمبر/كانون الأول سنة 1941 (وهو الهجوم الذي نتج عنه إصابة 18 سفينة بينها ثلاث مدمّرات وثلاث سفن حربية، ونحو 2335 إصابة بين العسكريين) وقيام الولايات المتحدة بإلقاء القنبلة النووية على هيروشيما وناجازاكي كرد رادع وذلك في السادس والتاسع من أغسطس/آب سنة 1945.

وحول هاتين الذروتين خرج العديد من الأفلام التي إما التزمت بالوقائع أو تناولت حكايات خيالية مستمدّة من الظروف الواقعية ذاتها . فحول الهجوم على بيرل هاربور قام رتشارد فلايشر وتوشيو ماسودا وكينجي فوكاساكو بتحقيق الفيلم الحربي الضخم “توراî توراî تورا” سنة 1970 الذي سرد الكثير من وقائع الهجوم على بيرل هاربور . كذلك قام مايكل باي، سنة 2001 بتحقيق “بيرل هاربور” حول الواقعة ذاتها، أما الهجوم على هيروشيما فتداولته أفلام مختلفة من بينها الفيلم التسجيلي “ضوء أبيض/ مطر أسود: دمار هيروشيما وناجازاكي” (2007) والفيلم الياباني “أطفال هيروشيما” (1952) وأكثر من 500 فيلم آخر (بين التسجيلي والروائي) تحدّثت عن الموضوع تحديداً أو تبعاته أو اشتقّت منه أحداثها .

أكثر من هذا العدد هو للأفلام التي دارت حول الحرب مع اليابان أو عن العلاقة الأمريكية  اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية وخلالها .

المخرج الأيرلندي جون بورمان قام سنة 1968 بتجسيد كنه العلاقة ثم ختمها بضرورة السعي إلى السلام في فيلمه المؤلّف من شخصين فقط (لي مارفن وتوشيرو مفيوني) “جحيم في الباسيفيك” . وفيلم “الساموراي الأخير” (2003) لإدوارد زويك، أراد التقرّب من اليابانيين بجعل بطله (توم كروز) مدافعاً عن الثقافة اليابانية، في حين سعى “مطر أسود” (ريدلي سكوت-1989) للاحتفاء بتعاون أمريكي  ياباني في مجال الجريمة .

هناك “مطر أسود” أكثر عمقاً وأهميّة كامن في فيلم آخر من العام ذاته (1989) هو للياباني شوهاي إيمامورا المأخوذ عن رواية ماسوجي إبوزي عن تبعات إلقاء القنبلة النووية على هيروشيما .

كلينت ايستوود أراد إلقاء تحيّة على البذل والفداء اليابانيين من خلال فيلمه “رسائل من إيوو جيما” (2006) لكن جون واين أقدم، من خلال شركته “ريبابلك بيكتشروز” على إنجاز فيلم معاد لليابانيين في أحداث تقع فوق جزيرة إيوو جيما نفسها عنوانه “رمال إيوو جيما” (ألان دوان- 1949) . هذا الاختلاف في وجهات النظر والقراءة التاريخية لم يمنع هوليوود من تقديم الياباني في أدوار إيجابية ملقية عليه أضواء بطولية واضحة . بعد “جحيم في الباسيفيك” وجدنا تاشيرو مفيوني يعود فارس ساموراي في فيلم الوسترن “الشمس الحمراء” لترنس يونغ (أمام تشارلز برونسون وأرسولا أندرس) وألان ديلون .

“سفينة حربية” يدور حول تدريبات عسكرية مشتركة ثم قيادة مشتركة لدرء خطر فضائي عن أهل الأرض وذلك بلغة عسكرية هي ذاتها التي دمّرت الدنيا مرّات ومرّات من قبل .

سينما العالم

10 كوميديين ضحك المشاهدون لهم أو عليهم

فيلم “الحمقى الثلاثة” الذي يخرج للعروض حالياً حاملاً في طيّاته ثلاث شخصيات اشتهرت في الأربعينات من القرن العشرين ما يدفعنا لمحاولة اختيار عشرة كوميديين تركوا تأثيراً كبيراً في السينما ومشاهديها سواء أكانت القيمة فنية أو تجارية محضة أو جمع بين الاثنين:

1- تشارلي تشابلن: لا خلاف أنه أكبر الكوميديين وأكثرهم تأثيراً في مختلف الصعد بحركاته كما بتعليقاته الاجتماعية . أفلامه “الدكتاتور” و”الفتى” و”أزمنة معاصرة” كلاسيكيات كوميدية أساسية .

2- باستر كيتون: إلى الآن يدور النقاش عمّن هو الكوميدي الأفضل: كيتون أو تشابلن، الجواب كيتون الأفضل إخراجاً وأفكاراً فنيّة، وتشابلن الأفضل شهرة وتعليقات اجتماعية . انطلاق كيتون سنة 1917 ثم جنت عليه السينما حين نطقت.

3- لوريل وهاردي:

أفضل ثنائي كوميدي بلا منازع . . تلك الكيمياء التفصيلية القائمة بينهما وذلك التبادل المثالي في المواقف . سادا في الثلاثينات وحتى مطلع الأربعينات من القرن الماضي .

4- فرنانديل: الممثل الفرنسي الشهير عكس حبّه للفودفيل وبقي الممثل الكوميدي الفرنسي الأول حتى ظهور لوي دو فونيس .

5- جاك تاتي: هذا المخرج والممثل الفرنسي الذي ظهر في الخمسينات والستينات أحب السينما الصامتة واستوحى منها أعمالاً قليلة لكنها بالغة الجودة .

6- إسماعيل يس: فرنانديل العرب الذي صار نجماً كوميدياً أوّلاً لنحو عقدين من الزمن . تأثيره تجاري وجماهيري محض، لكن نجاحاته شكّلت أهميّته في تاريخ الكوميديا العربية .

7- الأخوان ماركس: في الثلاثينات والأربعينات نجح هذا الفريق في تقديم كوميديات يضعها بعض النقاد في مرتبة أعلى مما ترد هنا .

8- بد أبوت ولو كوستيللو: مهرّجان بأفلام بعضها أفضل من بعض أنجزا نجاحاً كبيراً في الأربعينات .

9- نورمان ويزدوم: رغم أنه اليوم منسي تماماً، إلا أن أفلامه كانت عماد الصناعة البريطانية في الخمسينات والستينات .

10- وودي ألن: على شهرته الا أن هناك من يراه مخرجاً أفضل منه ممثلاً، لكن النظر إلى أفلامه في أواخر السبعينات يفي بصورة معاكسة .

أوراق ومَشاهد

الهروب من عالم المستقبل

كل من فيلم “في الوقت” On Time لأندرو نيكول، و”ألعاب الجوع” لغاري روس يُدين ببعض ما ورد في قصّته إلى فيلم أنجزه مايكل أندرسن سنة 1976 عنوانه “هروب لوغان”، ففيه العمر الأقصى الذي يمكن للمرء أن يحياه قبل تنفيذ حكم الإعدام به، والألعاب التي تُقام لأجل تنفيذ عقوبة القتل لمصلحة النخبة الحاكمة . كما أن كلا الفيلمين مستقبلا الأحداث .

في “هروب لوغان”، الذي كان له وقع كبير خلال تلك الفترة، الأحداث تقع في القرن الثالث والعشرين، لذلك على المرء أن يعاين سعة خيال صانعي الفيلم (أساساً مصمم الإنتاج/ المناظر دايل هينيسي والمخرج أندرسن) ليستوعب زمناً بالغ التقدّم كهذا . في هذا الإطار يعبّر الفيلم عن تواضع ملحوظ في عملية تصوّر ما قد يمكن أن تكون عليه الحياة معمارياً وهندسياً وديكوراتياً وصناعيا، ثم علاقة رمي الحكاية بالزمن البعيد (العام 2274 تحديداً) بالمناخ البيئي الذي سيجعل من المستحيل للأحداث أن تقع لنقل قبل مئة عام من ذلك التاريخ أو قبل أكثر من ذلك بقليل أو أقل .

يُعاني الفيلم من نصفين غير متوازنين: عليك أن تصبر لنحو 40 دقيقة قبل أن تنطلق الأحداث متسارعة ومشوّقة . هذا يحدث عندما يقرر لوغان (مايكل يورك) الهروب بجلده مع صديقته جسيكا (جيني أغوتر) قبل بلوغ الأوان وبعدما أدرك أن المعمّرين (أي الذين يصلون إلى سن الثلاثين) لا يُقادون للعيش في عزلة، بل للموت .

في ذلك المستقبل، هناك دولة تتبع نظاماً صارماً حجمها محدود في بقعة تغطّيها قبّة كبيرة ويحكمها كمبيوتر كبير قد تسأله فلا يجيب، لكنه يطلق أوامره للقتلة المحترفين بمطاردة كل من يحاول الهرب من المكان . أحد هؤلاء هو لوغن السعيد بأن يكون منفّذاً لمثل هذه المهام، إلى أن يجد أنه بات مضطراً للفعل ذاته يلاحقه زملاؤه السابقون (بقيادة رتشارد جوردان) . الخروج من المدينة المغلقة، عبر مغامرة هي الشق المثير شبه الوحيد، ما بعد ذلك محاولة لخلق حالة فلسفية محدودة التأثير . الفيلم يبقى مبهماً، لكن ليس ذلك الإبهام اللغزي المحرّك للأسئلة (فذلك كان بحاجة لمخرج أفضل)، بل للنوع الذي تقرر أنك بغنى عنه لأنه لن يحل إشكالات أكبر بل يحيل إلى متاهات لا أهمية لها مع مضي الوقت .

الفيلم لا يعكس تكلفته (سبعة ملايين عند مصدر وتسعة ملايين عن مصدر آخر) التي كانت مرتفعة لفيلم خيال علمي من هذا النوع آنذاك . الديكور ليس من النوع الذي لا يُشقّ له (حتى في ذلك الحين) غبار ولا من النوع المليء بالخدع والمؤثرات المتقدّمة .

م .ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

29/04/2012

 

"سرّي للغاية" : يثير جدلا قبل عرضه

تونس - صالح سويسي  

طلبت المخرجة التونسية الشابة إيمان بن حسين من الصحفيين الكفّ عن الحديث عن شريطها الجديد بمغالاة، مؤكدة في الندوة الصحفية التي نظمتها في العاصمة التونسية أنّ الكتابات والمقالات التي صدرت حول شريطها وحملت عناوين بالبنط العريض من قبيل "إيمان بن حسين تتحدى الصهاينة في قلب القدس" قد عاد بالسلب عليها وعلى فيلمها الذي يحمل عنوان "سرّي للغاية". ذلك أن رغبتها كانت جامحة في أن يكن أول عرض لعملها الجديد في القدس، ولكنّ المقالات التي رافقت نهاية عمليات المونتاج وإعداد الشريط للعرض جعلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمنع عرض الفيلم في القدس بل ذهبت لأبعد من ذلك، حيث قالت بن حسين أنّ "التهديدات وصلت حد منع عرض الشريط في أي مدينة أخرى في العالم.."

وكنوع من أنواع التحدي، كانت المخرجة التونسية إيمان بن حسين قد قررت أن يكون العرض الأول لشريطها الجديد "سرّي للغاية" في مدينة القدس يوم 12 أبريل الماضي إلاّ أنّ الأمور لم تسر كما يجب، وكان للأخبار التي نشرت وتمّ تداولها حول الفيلم أثر سلبيّ تماما كما تؤكد هي نفسها. ويأتي التحدي كون الشريط يتحدث عن الكيان الإسرائيلي وأمريكا في آن واحد، حيث أنّ الشريط هو «تحليل من زاوية خاصة وشخصية» كما تؤكد صاحبته، «لما يدور في العالم الذي يقوده سام ويديره اليهود والأوروبيين». ولكن يبدو أن المخرجة تطرح أيضاً من خلال فيلمها تقييماً لرؤساء العالم العربي الذين ينساقون وراء قراراتهم، ولطالما اتفقوا على ألاّ يتفقوا لخوفهم على سلطتهم وكراسيهم والأكثر من هذا كله أنّ أحداً منهم لا يستطيع أن يعارض سيده «سام».

تحدّي وتحذير

وحول إصرارها أن يكون العرض الأول لشريطها الجديد الذي «يشتم» الأمريكان والصهاينة في مدينة الصلاة تقول إيمان بن حسين "منذ بدأت في كتابة السيناريو قلت إن العرض الأول سيكون في فلسطين مهما حصل، حتى ولو عرّضت نفسي للخطر لأنني أدرك تماما صعوبة ما سأقوم به، فالفيلم موجه للأمريكان والصهاينة وليس من السهل أن تجرأ على شتمهم في قلب القدس التي يعتبرونها ملكا تاريخيا لهم». أما عن إمكانية اتهامها بالتطبيع فتؤكد خلاف ذلك وقالت "أنا ضد التطبيع بما هو تعاون مع إسرائيل أو الإسرائيليين أما أن أحصل على تأشيرة دخول إسرائيلية لدخول فلسطين فتلك مسألة أخرى..". ولم تنجو بن حسين من بعض التهديدات أو كما تقول هي "تحذير أكثر منه تهديد" إن هي سعت لتقديم عرض في مدينة القدس.

وانطلق التحدي لدى بن حسين منذ اختيار فكرة الفيلم حيث تقول "بكل ثقة أتحدى من يثبت لي طرح هذا الموضوع في أي فيلم عربي أو غربي من قبل، وهنا تكمن إضافتي، فأنا أحب طرح المواضيع التي تعالج قضية وتكشف حقائق من شأنها أن تغير عدة معطيات وهذا توجهي في أعمالي المقبلة».

ويحمل الفيلم تحديّا آخر على مستوى اختيار الممثلين حيث اعتمدت على شاعر ليقوم بدور لا يقلّ أهمية عن باقي الأدوار في شريطها، وهنا تقول أنه سيكون مفاجأة العمل وتضيف «منذ رأيت صورته على شبكة الفايس بوك طلبت من مساعدتي أن تتصل به وقلت لها لن نقوم بكاستينغ لدور جاكوب لأنّ هذا الشخص سيقوم به...». وتواصل بن حسين «بحسب رأيي بصمة المخرج تكمن في مغامراته في أي عمل ينجزه حتى لو كان ذلك من خلال مراهنته على أبطال لا علاقة لهم بالتمثيل، لكن بفضل حرفيته وطريقته المميزة يصنع من غير المحترف ممثلاً كبيراً يضيف للفيلم وللشخصية بالتحديد وهذا ما حصل مع شاعرنا الجميل وستكتشفون في «مجمع سام» تلقائيته الجميلة والمرحة التي أضافت روحاً أخرى لدور جاكوب».

الموت يحكم العالم

وتدور أحداث الفيلم في «مجمع سام» وهي شركه يرأسها سام والذي يمثل أميركا ويديرها كل من جاكوب وبلفور (اليهود وأوروبا). ويعلن هؤلاء ذات يوم عن اجتماع طارئ بعد ثورة العمال وطلبوا مقابلة رؤساء الأقسام لمناقشة هذا الموضوع وتفادي المشاكل المطروحة قبل حصول كارثة. وأثناء الاجتماع يكتشف هؤلاء أن جاكوب وبلفور يتلاعبان في أمور كثيرة داخل الشركة ومن الضروري إعلامهم كمسؤولين بكل ما يحصل، لكن هذين الأخيرين يصران على أنّ ما يقومان به يصبّ في مصلحة الشركة وموظفيها، ولكن تبريراتهما لا تجدي نفعاً أمام تحالف رؤساء الأقسام وتكاتفهم لأول مرة لمعرفة أسماء أشخاص يشتغلون بالشركة ولا يملكون عنهم أية معلومات، وحتى ملفاتهم الشخصية غير موجودة بالإدارة. وأمام هذا الموقف يحرج جاكوب وبلفور فيطلبهما سام الذي يراقب كل ما يدور في الاجتماع من مكتبه عن طريق شاشة مراقبة، وعندها يطلب كلاهما استراحة قصيرة لأمر طارئ ويغادران القاعة، فيتناقش رؤساء الأقسام في الموضوع ويصرون على التكاتف والاتحاد، لكن كل اتفاقاتهم ذهبت أدراج الرياح بعد أن اجتمع بهم سام كلاً على حدة فخرجوا من عنده متحاملين ضد بعضهم.

وربما تكون بن حسين من بين الاستثناءات القليلة في تونس التي لم تركز جهودها على توثيق ثورة 14 يناير، حيث اشتغل أغلب المخرجين على تقديم أعمال حول الثورة أو عنها وبالاعتماد عليها ولكنه اختارت أن تبتعد تماما عن ذلك وتقدم عملا يتحدث عن الهيمنة الأمريكية الصهيونية للعالم وتواطئ عدد من الحكّام العرب معها وتقول «لأنّ معظم المخرجين التونسيين قدموا أعمالاً تحتفي بالثورة لم أرد القيام بذلك لأن الأهمّ من الثورة بحسب رأيي هو ماذا بعدها لذلك لو فكرت في إنجاز مشروع في هذا السياق، كنت سأطرح هذا الأخير وليس الثورة بحد ذاتها».

»سرّي للغاية» قصة وسيناريو وحوار وإخراج للتونسية إيمان بن حسين، وبطولة الممثلين جمال المداني، سليم الصنهاجي، كريم زكريا، محمد العروسي الزبيدي، حمدي حده، صفاء خذر ي، لطفي التركي والشاعر عبد الله مالك القاسمي والموسيقي ابراهيم البهلول وهو من إنتاج «event prod»  ومريم بن حسين.

الجزيرة الوثائقية في

29/04/2012

 

افلام عن الحيوانات و " بروس لي " حول الايقونة

أمستردام – محمد موسى

بمناسبة يوم الارض الذي صادف يوم الثاني والعشرين من شهر ابريل، بدأت صالات امريكية وبريطانية بعرض ثلاثة افلام توثيقية عن عالم الحيوانات هي : "القطط الافريقية" للمخرجين كيث سخولي و اليستر فوذيرجيل، "الشمبانزي" للمخرجين مارك لينفيلد و اليستر فوذيرجيل،"الى القطب الشمالي" للمخرج جريج ماكغيليفاري، والاخير قامت بالتعليق الصوتي فيه النجمة ميريل ستريب.

واذا كانت المناسبة العالمية التي تنال منذ سنوات اهتماما متزايدا، فرصة دعاية اضافية لاي افلام عن الطبيعة، الا ان الاخيرة لا تغيب عن برمجة صالات الولايات المتحدة الامريكية ومعظم دول غرب اوربا. فلا تكاد الصالات تودع فيلما تسجيليا من هذه الفئة حتى تستقبل فيلما جديدا آخر. هذا التواجد المكثف في الصالات السينمائية، هو امتداد للنجاح الباهر لبرامج الحيوانات التلفزيونية، بل يمكن القول ان هذه الافلام تخرج من "ماكنة" الانتاج التلفزيوني، فعدد شركات الانتاج التي تتولى انتاج هذا النوع من الافلام هو محدود للغاية، وجل عملها يتركز بانتاج برامج الحيوانات والطبيعة للقنوات التلفزيونية، لذلك ليس غريبا ان تكرر الاسماء نفسها التي تقف وراء انتاج وتنفيذ هذه الاعمال ( قام اليستر فوذيرجيل مثلا باخراج فيلمين من الافلام التي تعرض حاليا في الصالات)، كما ان قنوات تلفزيونية لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة، تقوم بانتاج هذه الاعمال. فالبي بي سي البريطانية تتصدر القنوات التلفزيونية بالعالم، بتاريخ يمتد الى اكثر من اربع عقود، وانضمت لها في السنوات الاخيرة قنوات تلفزيونية متخصصة مثل (ناشونال جيوغرافيك) و ( كوكب الحيوانات).

تعي شركات الانتاج التي تقف خلف افلام الحيوانات والطبيعة، بانها يجب أن تقدم "منتجا" يحمل بعض الاختلاف عما يعرض على شاشات التلفزيون، لذلك تكثر في هذه الافلام المشاهد الواسعة، والمناسبة للشاشات السينمائية الكبيرة، كما ان هذه الاعمال تتجه لكي تكون توثيق لحياة عدد محدود جدا من الحيوانات، والتي ستراقبها الكاميرات عن بعد. لتخرج منها بحكايات قليلة، تبدو ملائمة اكثر لطبيعة المشاهدة السينمائية، والتي تميل للشخصيات الواضحة ومسار يتطور في زمن فيلمي محدد، هو توليف لزمن حقيقي ياخذ احيانا اشهر وربما سنوات. وهذا ما حدث مع فيلمي (القطط الافريقية) و(الشمبانزي)، والذين قضا العاملين فيهما سنوات وهم يراقبون مجموعة صغيرة فقط من الحيوانات وهي تقضي يومها العادي، غير واعية على الارجح بالكاميرات المتطورة التي تراقب كل نفس لها.

افلام  الحيوانات هذه، بشقيها السينمائي والتلفزيوني، اصبحت تشير الى "حال" التكنولوجيا المستخدمة في تنفيذها، فالفروقات الكبيرة بين برامج انتجتها قنوات " بي بي سي" مثلا قبل عقدين او ثلاث وما عرض العام الماضي، هو يعود بالاساس لتطور التكنولوجيا المستخدمة في تسجيل الصوت والصورة، والذي، اي التطور، كان نتيجة تفاعل بين شركات صناعة كاميرات وعدسات التصوير وشركات الانتاج التلفزيوني نفسها، والتي لم تتوقف ابدا عن عن العمل المشترك مع الشركات المصنعة لتطوير اجهزة تناسب طموحات تلك الشركات والحدود التي تريد ان تصل لها بنقل عالم مازال يملك كثيرا من الاسرار والمفاجات.

بوب مارلي و معركة الرئيس محمد نشيد

إنطلقت الاسبوع الماضي ايضا، وفي صالات بريطانية وامريكية، عروض الفيلم التسجيلي المرتقب (مارلي)، عن حياة المغني الجايماكي الاصل بوب مارلي، سابقا باسبوعين موعد عرضه القادم في عدة دول اوربية اخرى. الفيلم يحظى منذ عرضه باهتمام اعلامي لافت بسبب ما يقدمه من وثائق وتسجيلات نادرة يقدم بعضها لاول مرة، وايضا بسبب مخرجه البريطاني كيفين ماكدولند، والذي يعمل بين التسجيل والدراما، وقدم في الاعوام الماضة فيلمين لافتين هما (آخر ملوك اسكتلندا) و (لمس الفراغ)، والآخير جمع بين التوثيق والتركيبة الدرامية.

في الوقت الذي يقترب الفيلم التسجيلي ( رئيس الجزيرة ) من ايام عرضه الاخيرة في الصالات السينمائية، بعد ان حصد هو الآخر ثناء نقديا. والفيلم، الذي اخرجه جون شينك، يرافق رئيس جمهورية المالديف محمد نشيد، والذي وبعد ان ساهم في تحرير جزيرته من الديكتاتورية، يخوض منذ سنوات معركة اكثر تعقيدا، لابعاد شبح كارثة بيئة عن بلده، المعرضة، وبسبب تغيير المناخ الى مخاطر الغرق في البحر، وهو البحر نفسه الذي منح الجزيرة جمالها الكبير

وساهمت الضجة التي اثارها فيلم ( بولي)، بعرضه مشاهد صور بعضها عن بكاميرات سرية، عن الترهيب الذي يتعرض له طلاب مدارس امريكية من قبل زملائهم، وعدم صلاحية بعض المشاهد لاعمار اقل من 12 عاما (رغم ان الصالات السينمائية سمحت بالذين يتجازون السادسة من مشاهدة الشريط التسجيلي)، فضول كثيرين لمشاهدة الفيلم الذي قدم بمشهدية سينمائية لافتة ( قام باخراج الفيلم المخرج المعروف لي هيرش) موضوعة "التنمر" التي تقلق كثير من الاسر والمدارس الامريكية.

قصة بروس لي كاملة 

بدأت في الصالات البريطانية والهولندية الفيلم التسجيلي الامريكي ( انا بروس لي )، والذي سبق ان عرض في الولايات المتحدة الامريكية في شهر فبراير الماضي. الفيلم وكما يوحي العنوان ( من عبارة شهيرة لبروس لي) عن حياة الممثل ولاعب رياضة "الفنون القتالية" الصيني الاصل بروس لي، والذي فارق العالم في عام 1973 عن عمر 32 عاما فقط. هذا الرحيل المبكر، والحياة القصيرة الحافلة حولت الشاب الصيني الذي ولد في هونغ كونغ في العام الاول من الحرب العالمية الثانية، الى ايقونة سينمائية، وخاصة في الدول الاسيوية ومنها بلدان الشرق الاوسط. رغم ان سيرة الممثل السينمائية كانت مجموعة قليلة فقط من الافلام الرخيصة التكلفة والمتواضعة المستوى، لكنها تحولت بفضل حضور بروس لي، الى كلاسيكيات سينمائية، إحتفلت بالبطل الوطني واحيانا القومي، والقدرات القتالية التي كان يملكها والتي اجتهد بروس لي على ربطها بفلسفات روحية مستلهمة من تراث اسيوي هائل القدم.

يقدم الفيلم، الذي اخرجه الامريكي بيت ماككورماك، حياة بروس لي من الولادة وحتى الرحيل المفاجيء المأساوي. مع التركيز على سنوات حياته في الولايات المتحدة الامريكية والتي وصلها في عام 1959، قادما من هونغ كونغ، والتي تركها خوفا من ثأر كان يترصده بعد ان تشاجر مع ابن مسؤول كبير هناك. بروس لي سيعود الى هونغ كونغ في آواخر السيتينات وبعد ان فشل في تحقيق حلمه السينمائي في هوليوود، ليعود الى المدينة التي شهدت شهرته الاولى، كممثل طفل شارك وحتى بلوغه السابعة عشر في عشرات الافلام والبرامج التلفزيونية.

من الذين تحدثوا في الفيلم، زوجة بروس لي الامريكية، والتي رافقته في سنواته الاخيرة، وكانت هناك وقت وفاته، والتي لاتزال اسبابها الطبية غامضة قليلا، وهو الغموض الذي شرع الباب لفرضيات عديدة، بعضها ذهب بعيدا لينسج سيناريو عن خطة محكمة لقتل النجم الشاب. كذلك تحدثت ابنة بروس لي عن ابيها الذي لا تتذكره كثيرا. بخلاف ذلك كان معظم الذين شاركوا في الفيلم، من الذين لم يقابلوا بروس لي في حياته، بل هم من المعجبين او زملاء الرياضة نفسها. لكنهم لا يمثلون الا قاعدة معارفه والمعجبين به من الامرييكين، في حين غاب آخرين من الاسيوين او من جنسيات مختلفة عن الفيلم التسجيلي.

من الصور الفوتغرافية الشهيرة لبروس لي تلك التي التقطت له أثناء تصوير فيلمه الهوليوودي الوحيد (ادخل الدرغن)، والذي لم يعش ليشهد نجاحه التجاري في الولايات المتحدة الامريكية وحول العالم، في تلك الصورة يقف بروس لي امام مرآة بمستويات متعددة تعكس صور لرجل على كامل التاهب استعدادا لعدو لا نراه في الصورة. هذه الصورة ربما تعد الاشهر لبروس لي، والتي كرست مفهوم الايقونة الذي احاط بذكرى النجم، الذي لم تفتح اسراره كلها في الفيلم التسجيلي هذا، الذي خصص كثيرا من وقته لمقابلات مع رياضين وفنانين بدل الحديث عن بروس لي كحكيم شرقي مجتهد، وفهمه المختلف للرياضات القتالية، حيث كان قريبا جدا من اعداد نظرية خاصة عن علاقة هذه الرياضة بالطاقات الروحية الكامنة.

الجزيرة الوثائقية في

29/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)