حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

12 مقاطعة وعاصمة واحدة

«ألعاب الجوع»..الخيال تزييني والشبع مؤكد

زياد عبدالله

 

يحضر فيلم The Hunger Games «ألعاب الجوع» الذي حملته لنا دور العرض المحلية بوصفه فيلماً ينتمي إلى الخيال العلمي، وعلى شيء يجعل من تتبع هذا الخيال مقاربة للخلطة التي قام عليها الفيلم التي ستجعل من هذا الخيال إطاراً عاماً، بما يتيح الفرصة ضمن هذا الاطار لتحلي الفيلم بالكثير من «الأكشن» و«الرومانس»، بحيث تصير تلك الصفتان ما يشغل الفيلم وما يشكل رهانه وليس الخيال الذي مهما حاولنا أن نجد له مبررات درامية فلن يتجاوز الاكسسوار.

يوهمنا فيلم «ألعاب الجوع» بأنه يضيء على شيء من أن العالم قد صار على ما صار عليه في الفيلم بالاستناد إلى ما نعيشه في حاضرنا، حيث الانقسام الكبير بين المركز والأطراف، فليس في عالم الفيلم سوى 12 مقاطعة يعيش فيها البشر كما لو أنهم عبيد، بينما يتمركز كل شيء في «الكابيتول» التي ستكون مدينة ما بعد حداثوية، على شيء من «متروبوليس» فريتز لانغ، أو واشنطن المستقبلية التي لن تكون في الفيلم إلا روما حيث تتمركز طبقة الأسياد الذين سيظهرون في الفيلم في أزياء لها أن تلتقي وأزياء نبلاء أوروبا في القرن الـ،17 بينما تكون أزياء سكان المقاطعات أقرب للملابس العادية للقرن العشرين، والذين سيكونون كما سيتيح لنا الفيلم الاستنتاج قد أخضعوا سكان المقاطعات بعد تمرد أولئك، وحولوهم إلى مواد ترفيهية تتمثل بألعاب الجوع التي على سكان المقاطعات أن ينخرطوا بها في استجابة للقرعة التي تقام في كل مقاطعة لاختيار فتى وفتاة لخوض غمار تلك الألعاب العجيبة.

لا تستدعي المصائر في فيلم «ألعاب الجوع» اقتراحات خارجة عن مفاتيح أي فيلم تجاري، وليس الحديث عن الانتاج المستقل للفيلم، ما يقود إلى وضعه في سياق انتاجات السينما المستقلة بل الحديث ربما عن الميزانية المنخفضة التي نفذ فيها ومن ثم نجاحه الكبير على شباك التذاكر (لم تتجاوز ميزانيته 100 ألف دولار) وهذا عائد في جزء منه إلى رواج الثلاثية الروائية المأخوذ عنها، وأعود هنا إلى الإيهام الذي وضعنا حياله الفيلم بأنه يقدم مساحة خيالية على اتصال بحقائق انسانية، كونه سيفرط فيها عن طيب خاطر، فالحديث كما في المقطع السابق عن أنه يقدم عالماً هو ليس إلا عالمنا اليوم لكن في أخذ ذلك إلى ما يتناسب مع المخيلة التي سرعان ما سيسقط من حسابات مخرج الفيلم غاري روس الذي أسهم في تحويل الثلاثية الروائية التي ألفتها سوزان كولينز بعنوان «العاب الجوع» إلى الفيلم الذي شاهدناه، بل إن ما قدم الفيلم نفسه سرعان ما يتحول إلى شيء شبيه بما «ترومان شو» لكن جماعي قائم على صراع البقاء ومن ثم إجراء تعديلات على قوانين ألعاب الجوع ليكون المسموح به فوز شاب وشابة من المقاطعة نفسها بما يتيح هنا دخول الفيلم في نفق الحب.

لن نعرف جيداً ما الذي حصل ليتحول العالم على ما ظهر علينا في الفيلم، لكن هناك اضطرابات وثورات قامت ومن ثم أخضع أصحابها تماماً، ومع تقسيم الفيلم وحركته في زمنه السردي سيكون هناك اضطراب كثير أيضاً، وحين يحضر فريق «ألعاب الجوع» إلى المقاطعة 12 سيتم اختيار أخت كاتنيس ولتقوم الأخيرة بالتطوع للمشاركة بالألعاب كما لو أنها تفتدي أختها، ومن ثم سيختار بالنسبة للذكور بيتا، ومن ثم سيمضيان في قطار سريع إلى «الكابيتول» للاستعداد والمشاركة في ألعاب الجوع مع بقية المشاركين من المقاطعات الأخرى.

مشاهدة الكلمة التي تلقيها تلك المرأة المتبرجة ذات الشعر المستعار الأشقر ومن ثم الفيلم الذي تعرضه وكل ما يحيط يوحي بأننا أمام فيلم على اتصال بفيلم «1984» لمايك رادفورد المأخوذ عن رواية جورج أورويل الشهيرة، ولدى انتقال الفيلم إلى «الكابيتول» فإن عشرات الأفلام ستحضر إلى الذهن منها ما هو على اتصال بالأفلام التي تناولت العبيد ومصائرهم في روما كما هو الحال في «المصارع» لريدلي سكوت أو ربما «سبارتكوس» معكوساً، وليكون المنطق نفسه ما ينبني عليه منطق الفيلم لكن في إطار حداثي أو ما بعد حداثي، وتحويل ذلك الصراع الذي سيكون بين المشاركين حتى الموت إلى صراع على اتصال بتقنيات كثيرة تتحكم في الغابة التي يجري فيها الصراع، كما أن فكرة «السبونسر» أو الرعاة ليست إلا معادلاً حديثاً لما كان عليه الجمهور الروماني على المدرجات التي تشهد تقاتل العبيد، والذين يسألون المنتصر أن يقتل خصمه أو لا يفعل ووفق استجابة الامبراطور لهذا الطلب أو عدم استجابته، والذين سيلعبون في فيلم «العاب الجوع» أدواراً تساعد أحد المشاركين أكثر من غيره وما إلى هنالك.

مع كل مشهد في الفيلم يطل مشهد من فيلم آخر، فحين تظهر كاتنيس ايفرغرين (جنيفر لورانس) أمام علية القوم لاستعراض قدراتها فإنهم يبدون كما لو أنهم خارجين من فيلم «الطباخ، اللص، زوجته وعشيقها» لبيتر غرينواي، وهذا مثال من بين أمثلة كثيرة تجعل الفيلم مستعيناً بعدد كبير من الأفلام في التأسيس للعالم الذي يريد تصديره، وحين يدخل «الشو» بوصف الفقراء أو الذين لا ينتمون إلى «الكابيتول» ليس لهم من وظيفة سوى ترفيه أولئك والموت في سبيل ذلك، وهنا سندخل إلى القسم الثاني للفيلم الذي سيستسلم بالكامل للتدريبات التي يخوضها المتشاركون ومن ثم ظهورهم على الشاشة، وإطلاقهم في الغابة ليتصارعوا وينتصر الأقوى مع فتح كوة صغيرة أمام الحب الذي سيحتل خُمس الفيلم الأخير بالكامل. لم أقرأ الرواية المأخوذ عنها هذا الفيلم، لكن علي القول ختاماً إن الفيلم يحمل إمكانية أن يكون أفضل مما هو عليه، لو لم يستسلم في النهاية إلى ما صار على شيء من نواميس ترويجية تتمثل بالأكشن والرومانس كما لو أنه نسي كل ما قدمه في البداية من عوالم لم يخرج بها في النهاية إلا بمجموعة صراعات ومطاردات بين المتنافسين، ومن ثم الحب الذي يصحو بين كاتنيس وبيتا (جوش هاتشرسون) ولولا «الفلاش باك» لعمال مناجم ومن ثم تمرد عمال في «فلاش آخر» لما تذكرنا شيئا مما كان عليه الفيلم، وعليه لن يكون العالم الافتراضي الذي قدم له الفيلم سوى إطار تزييني لا يريد أن يقول لنا شيئاً في النهاية مع أنه قادر على أن يقول الكثير.

الإمارات اليوم في

29/04/2012

«1984» وتلك الألعاب القاتلة لا تقتل شيئاً

زياد عبدالله 

لا يسعى المجاز إلا ليبقى، وليمسي مرور الزمن معبراً لترسيخه، ولعل الحديث هنا على اتصال بما يمكن للخيال العلمي أن يصنعه حين يكون على اتصال بقراءة حصيفة للواقع، إذ إنه وحين يكون كذلك يتحول إلى شيء يتحقق، وهنا تكون «الطوباوية» ليست حلماً بمدينة فاضلة أو «يوتوبيا»، بل إن ما يبدو خيالاً يصبح إمكانية بحد ذاته، فمع رواية «1984» التي كتبها جورج أورويل عام 1948 وقد قلب 48 فصارت 84 يمسي ما تحمله الرواية مجازاً لما عاينه أورويل من الستالينية، حيث البشر تحولوا إلى أدوات لا تمارس شيئاً سوى تقديم الولاء والطاعة للأخ الكبير الذي ليس إلا الديكتاتور ومعها فروض الكره للعدو.

لن أخوض في تقديم عرض في الرواية، إذ يكفي العودة سينمائياً لما قدمه مايكل رادفورد حين اقتباسه لرواية أورويل عام ،1984 ولعل الحديث هنا على اتصال بقراءتي لفيلم «ألعاب الجوع»، كون هذا الأخير ضيّع فرصة أن يكون وفياً لما حمله من أجواء لها أن تكون مستقبلية فإذا بها «فانتازية» لا بل تزينيية، فأنا وطيلة مشاهدتي الفيلم كنت انتظر ما الذي سيقول لنا هذا الفيلم إن تعلق الأمر بقراءته المستقبلية، فإذا به يخون تماماً ما يفترض أنه جاء ليقوله، وإن كانت الفكرة متمثلة بطبقة الأسياد التي تفرزها الرأسمالية المتوحشة، وما يتحول إليه الإنسان من عبودية تتمثل بخدمته لتلك الطبقة، فإنه سرعان ما سيخون كل ذلك وينحاز إلى كل ما يسأله الترويج أن يفعله، لا بل إنه سيكون مثله مثل أي فيلم «أكشن» تستعمل فيه السكاكين والقوس والنشاب بدل الأسلحة النارية ومن ثم تنشأ فيه علاقة حب والسلام، وحين أتحدث عن التزيينية فإنني أقصد بالسؤال إن كان إزالة كل ما سبق خوض المتسابقين غماره سيؤدي إلى تغيير شيء في أحداث الفيلم؟ والإجابة بالنفي مؤكدة درامياً.

يصلح فيلم «ألعاب الجوع» ان يكون إجابة حصيفة عن المؤثرات السلبية لشباك التذاكر على ما ينتج من أفلام، وما يمكن أن يقوم به صانع الفيلم تحت تأثير مسعاه في فيلمه هو في الذات إن كان المطمح الربح غير الحلال سينمائياً، ولعل بدايتي مع «1984» ليس إلا من باب التذكير بفيلم تتزايد قيمته كلما مضى الزمن أكثر، لا بل إن الأخ الكبير والحياة التي يعيشها وينستون سميث في خضم الحكم الشمولي الذي يرمز به أورويل إلى الفترة السوفييتية والستالينية تحديداً، لها أن تصير في وقتنا الحالي هجاء حصيفاً للرأسمالية التي حولت الإنسان إلى مجرد رقم، والحياة تمضي وفق مؤشرات الأسهم في البورصة التي ما إن تهبط أو تصعد حتى تقرر مصائر ملايين البشر، فهنا ومع أورويل يمكن الحديث وفق معطيات العصر الحالي عن «الإنسان ذي البعد الواحد» الذي صنعته الرأسمالية حسب ماركوز، وهكذا يعود المجاز مجدداً ليصحو وفق معطيات مستقبلية.

الإمارات اليوم في

29/04/2012

 

تسعى لاحتراف السينما العالمية؟

جرب 'أكاديمية نيويورك أبوظبي'

أبوظبي - من جمال المجايدة 

الأكاديمية تسعى لدعم تعليم السينما في العالم العربي وإنشاء جيل جديد متطور يجمع بين العادات المحلية والاحترافية العالمية.

تواصل أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي نجاحاتها لتعزيز التعليم الاكاديمي السينمائي وتعتبر نتيجة عمل مشترك بين حكومة أبوظبي والأكاديمية لدعم التعليم الأكاديمي في مجال السينما في الإمارات ومنطقة الخليج والعالم العربي وإنشاء جيل جديد متطور يجمع بين العادات المحلية والاحترافية العالمية.

وقالت ادارة الاكاديمية ان هناك العديد من الاختصاصات المتوفرة امام الطلاب والطالبات مثل الإخراج السينمائي والتمثيل السينمائي والتصوير الفوتوغرافي والمونتاج الرقمي بالإضافة للاختصاصات المتوفرة في نيويورك ولوس أنجلوس كالإنتاج وكتابة السيناريو وكل ما يتعلق بصناعة السينما.

وكانت أكاديمية نيويورك للأفلام قد فتحت في ابوظبي أبوابها للطلاب للمرة الأولى في مركز ترايباكا للفيلم بإشراف روبرت دينيرو.

وتعمل الأكاديمية تحت فلسفة أن يكون التعليم الأعلى جودة في صناعة الأفلام متاحاً لأي فرد لديه الحماس والطموح للعمل في هذا المجال.

وتقدم للطلاب مناهج تعليمية مبتكرة وأساتذة ومدربين حائزين على جوائز عالمية وإمكانية استخدام المعدات المختصة في صناعة الأفلام.

يذكر ان أكاديمية نيويورك للأفلام كانت قد حصلت على الترخيص الرسمي الأكاديمي من الجمعية الوطنية للفنون والتصميم و الترخيص من إدارة التعليم في ولاية نيويورك.

وتقول ادارة أكاديمية نيويورك للأفلام انها تفتخر بالفرع المتواجد حالياً في أبوظبي والذي قام بتخريج العديد من الطلاب الإماراتيين الذين حازوا على جوائز في عدة مهرجانات سينمائية.

ففي عام 2011 حصل الطالب الإماراتي جمال سالم على جائزة تقدير عن فيلمه خلال مهرجان الخليج السينمائي، وفاز كل من الطالبين الإماراتيين منصور الظاهري ومنال ويكي بجوائز عن أفلامهما في مهرجان أبوظبي السينمائي 2011 وقدمت الأكاديمية الدعم للطلاب الإماراتيين الموهوبين والمتفوقين وذلك من خلال تقديم عدة منح دراسية كاملة للحصول على الشهادات الجامعية والماجستير في فرعها في لوس أنجلس في مجال التمثيل والإخراج.

وقامت الأكاديمية خلال الفترة الماضية بتصميم مسابقات مع مختلف الجهات الحكومية والإعلامية والدبلوماسية لتحفيز المواهب الإماراتية الشابة منها مسابقة الأفلام القصيرة "الإمارات من خلال عيونكم" مع السفارة الأميركية في أبوظبي والقنصلية الأميركية في دبي، وتم عرض مجموعة من الأفلام المقدمة والفيلم القصير الرابح وتقديم الجائزة مع سعادة السفير الأميركي لدى الدولة.

كما تم الإعلان عن مسابقة كتابة السيناريو "اكتب قصتك ونحن نحولها إلى فيلم" بالتعاون مع لجنة أبوظبي للأفلام و المخرج الإماراتي نواف الجناحي لتحويل السيناريو الرابح إلى فيلم قصير بإشراف الجناحي وتعيين طلاب الأكاديمية كفريق عمل لتصوير هذا السيناريو، وسيتم إرسال هذا الفيلم إلى المهرجانات العالمية عن طريق لجنة أبوظبي للأفلام ..وفازت الطالبة الاماراتية أفنان القاسمي بهذه المسابقة وحصلت على منحة دراسية لدراسة صناعة الفيلم وكتابة السيناريو لدى الأكاديمية في أبوظبي.

كما وقعت الأكاديمية مذكرة تفاهم مع جامعة زايد لتقديم برنامج ماجستير متكامل في صناعة الأفلام في الإمارات، وتعمل الأكاديمية أيضاً من خلال مهرجان جامعة زايد السينمائي على دعم الطلبة ومنح جائزة الأكاديمية للمخرجين الطموحين والتي تتيح للفائز عن هذه الفئة بالإنضمام لأحد البرامج في أبوظبي.

كما عملت الأكاديمية على تقديم المنح الدراسية للرابحين الإماراتيين في مهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان الخليج السينمائي على مدار عدة سنوات وذلك لدعم المواهب الشابة ودعوتهم لصقل مواهبهم عن طريق البرامج المكثفة لدى الأكاديمية وإطلاعهم على مراحل صناعة الفيلم باحترافية عالمية من كتابة السيناريو والتصوير السينمائي وصولاً إلى المونتاج الرقمي وذلك على أحدث الأجهزة في صناعة السينما.

كما قدمت منحة دراسية في التمثيل السينمائي لمجموعة مسرح أبوظبي للشباب وذلك بتقديم برنامج تعليمي لعشرين طالباً وطالبة إماراتيين وتعريفهم على الفرق الجوهري ما بين المسرح والسينما وإشراكهم في تصوير أفلام سينمائية محلية مع الطلبة في قسم الإخراج ومنحم الفرصة عن طريق تجارب الأداء..كما قامت بتدريب مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات لإدراجهم في لائحة التمثيل لصالح تلفزيون أبوظبي.

يذكر ان هذا الفرع في ابوظبي هو أحد الفروع الرئيسية المتواجدة في نيويورك وستوديوهات يونيفيرسال ستودويز في لوس أنجلوس واستراليا بريزبن.

وتعتمد الأكاديمية منهاجا تدريسيا واحدا متكاملا في جميع فروعها وبرامجها القصيرة أو الشهادات الجامعية المعتمدة و شهادات الماجستير في الإخراج السينمائي ..حيث يستطيع الطلاب الاختيار بدراسة السنة الأولى في أبوظبي والانتقال فيما بعد إلى أميركا لتكملة أي مرحلة دراسية متقدمة.

وتقول الادارة ان الشهادات في الأكاديمية هي شهادات معترف بها عالمياً من "ناساد" مما جعل الكثير من المشاهير يرسلون أعضاء من أسرتهم أمثال المخرج ستيفن سبيلبرغ والممثل آل باتشينو وغيرهم.

وتركز الاكاديمية علي التدريب العملي، فخلال السنة الأولى في برنامج الإخراج يتمكن كل طالب من إخراج ثمانية أفلام من تأليفه والعمل على أكثر من أربع وعشرين فيلماً ضمن المجموعة حيث يقسم الطلاب إلى مجموعات يتناوب أعضاء كل واحدة على كل مهمة والإنتقال من الإخراج إلى التصوير السينمائي إلى الإضاءة وهندسة الصوت والمونتاج الرقمي حيث يتاح لكل طالب التعرف على كافة جوانب العمل السينمائي في موقع التصوير.

ميدل إيست أنلاين في

28/04/2012

 

موجة جديدة تجتاح السينما المغربية

عمّان - من العربي عثماني 

حميد الزوغي: السينمائيون الشباب يستلهمون أفكارهم من الرواد، لكنهم يتمردون عليهم في الشكل والقدرات الإبداعية.

قال المخرج السينمائي المغربي٬ حميد الزوغي٬ إن السينمائيين المغاربة الشباب أكثر جرأة من المخرجين الرواد والمخضرمين٬ في المواضيع التي يعالجونها والتقنيات التي يوظفونها في أعمالهم.

وأوضح الزوغي على هامش مشاركته في تظاهرة "ليالي السينما المغربية"٬ التي نظمتها "مؤسسة عبد الحميد شومان" الأردنية بالتعاون مع سفارة المغرب بعمان أن السينمائيين الشباب٬ خلافا للمخرجين الرواد٬ يتطرقون لمواضيع غير مسبوقة حتى يتمكنوا من إثبات ذاتهم ويجدون لأنفسهم موطئ قدم في المشهد السينمائي المغربي.

وأضاف أن مخرجين شباب من أمثال عزيز السالمي ونبيل عيوش وسلمى بركاش وفوزي بن سعيدي وهشام العسري وليلى الكيلاني وعز العرب العلوي وغيرهم يتفردون بأعمال غير مسبوقة٬ ونجحوا في "طرق مواضيع لم يسبقهم إليها سينمائيون آخرون٬ وبتقنيات على درجة عالية من الإتقان"٬ مما يؤهلهم لإعطاء دفعة للإنتاج السينمائي المغربي٬ الذي يشهد في الآونة الأخيرة طفرة قوية٬ من حيث الكم والكيف.

وبالمقابل حرص الزوغي على الإشادة بالسينمائيين المغاربة الرواد (محمد عصفور وإبراهيم السايح والعربي بناني وسهيل بن بركة...) والمخضرمين (أحمد المعنوني وسعد الشرايبي وعبد الحي العراقي والجيلالي فرحاتي ومحمد اسماعيل وفريدة بورقية وفريدة بليزيد)٬ مؤكدا أن أعمال هؤلاء شكلت مصدر إلهام للسينمائيين الشباب الذين "تمردوا على أسلافهم ليثبتوا جدارتهم ويبرزوا قدراتهم الابداعية".

وتابع الزوغي أن هناك فئة أخرى من السينمائيين المغاربة الشباب٬ يمثلها أولئك القادمون من بلاد المهجر٬ إما للاشتغال أوعرض انتاجاتهم في المغرب٬ معتبرا أن هؤلاء يشكلون قيمة مضافة كبيرة للسينما المغربية٬ على اعتبار أنهم يحملون معهم تجارب مغايرة مستفيدين من الفرص التي اتيحت لهم للاحتكاك بمدارس سينمائية عالمية.

وأشار إلى أن السينما المغربية أصبحت مدعوة للقيام بقفزة نوعية للخروج من المستويين المحلي والاقليمي في أفق بلوغ العالمية٬ معتبرا أن هذه المهمة الشاقة تقع على عاتق "الجيل الثالث" من السينمائيين المغاربة٬ الذين لا تنقصهم الموهبة والطموح٬ شريطة تسلحهم بتكوين صلب٬ باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق هذا المبتغى٬ خاصة وأن الإمكانيات المادية (الدعم) أصبحت متوفرة الآن٬ والعراقيل التقنية التي واجهت الجيلين السابقين لم تعد موجودة٬ "مما يعني أن جميع المشاكل حلت أمامهم٬ وجاء دورهم لترسيخ حضور السينما المغربية وإعطائها زخما أكبر".

وبخصوص الطفرة التي تشهدها السينما المغربية في السنوات الأخيرة٬ قال الزوغي إنها تحققت بفضل تضافر عدة عوامل٬ وفي مقدمتها المساعدة الكبيرة التي تقدمها الدولة للإنتاج السينمائي٬ والسياسة التي تنهجها وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي٬ إن على مستوى الانتاج أو التوزيع والتكوين وتنظيم عدد وافر من المهرجات٬ فضلا عن توفر تقنيين من مستوى عال (مدراء التصوير والصوت والإنارة...).

وأوضح أن هذه العوامل مجتمعة بوأت السينما المغربية حاليا موقع الصدارة على الصعيد العربي٬ بإنتاج يناهز 23 شريطا مطولا في السنة٬ فضلا عن عشرات الأشرطة القصيرة٬ وهي انتاجات تتوفر فيها "مواصفات عالمية"٬ بعد أن تجاوزت السينما المغربية مرحلة المشاكل التقنية٬ وأصبح يحسب لها ألف حساب٬ خاصة وأنها وصلت في الوقت الراهن للسرعة المطلوبة بالنسبة للإنتاج٬ إلى درجة أصبح معها المخرجون يجدون صعوبات للعثور على قاعات لعرض أفلامهم٬ وهو ما يفسر توجه المركز السينمائي المغربي إلى الاهتمام بمشكلة قاعات العرض.

وحول استمرار السينما المغربية في الاعتماد على دعم الدولة٬ قال الزوغي إن الأمر سيظل كذلك إلى أن يصبح الفيلم المغربي قادرا على أن يدر أرباحا وبشكل منتظم٬ موضحا أن "الأرباح غير مضمونة حاليا٬ ومن غير الممكن أن يغامر الخواص بأموالهم في ظل هذه الوضعية٬ فنحن لا زلنا محتاجين للدعم٬ إلى أن تصبح القاعات كافية٬ حتى يكون التوزيع على نطاق واسع ويكون للفيلم المغربي دخل يوفر الربح للمستثمر".

يذكر أن تظاهرة "ليالي السينما المغربية" شهدت عرض خمسة أفلام مغربية مطولة٬ هي "أندرومان..من دم وفحم" لعز العرب العلوي٬ و"النهاية" لهشام العسري و"الجامع" و"في انتظار بازوليني" لداوود ولاد السيد٬ و"خربوشة" للزوغي٬ وقع عليها الاختيار لما خلفته من أصداء إيجابية لدى عرضها في مهرجانات عربية ودولية٬ ولما تحمله من سمات جمالية ودرامية لا تخلو من التجريب والابتكار٬ في التعامل مع الموروث الثقافي للبيئة المغربية.

ميدل إيست أنلاين في

28/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)