حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

تشايكوفسكي.. أنغام سينمائية 
بقلم : د. رفيق الصبان 
 

في الحفل الأخير الذي أقامته أوركسترا القاهرة السيمفوني في دار الأوبرا عزفت الفرقة الشابة المليئة بالمواهب كونشرتو الكمان الشهير لـ«تشايكوفسكي»، هذا اللحن الذي يعتبره الكثيرون من عشاق الموسيقي ومن محبي «تشايكوفسكي» «أيقونة ذهبية» لا مثيل لها في عالم الكمان لما يحتويه من شجن وعاطفة وكبرياء وحزن خفي ورومانسية شاحبة وظلال مأساوية تختلط كلها في مزيج سماوي يرتفع بنا أحيانا إلي آفاق عالية من السحاب أو يغرز في قلوبنا سكاكين مرهفة تجعلنا نقطر دما. هذا اللحن العبقري أداه بمهارة فائقة عازفنا الشاب «ياسر الصيرفي» فبدا لنا وكأنه ملهم يحمل إلينا رسالة من السماء .. عيناه ساطعتان إلي أعلي وأنامله السحرية تمس أوتار كمانه وتمس أوتار قلوبنا برهافة وعمق واحساس نادرين. بدا لي وكأن روح «تشايكوفسكي» قد تسللت إلي عروقه ومسامه فانطلقت منها هذه الأنغام التي تشبه موج البحر نقاء وصفاء وثورة وشموخا وتبدلا ورعونة حلوة يختلط فيها الحزن العميق بالتأمل الداخلي الذي يعبر عن انكسار الروح. فيلم ساحر وأعاد في هذا الكونشرتو المدهش والفريد من نوعه وفي تأثيره إلي فيلم الإنجليزي الراحل «كين راسل» الذي يروي حياة «تشايكوفسكي» والذي أطلق عليه اسم «عشاق الموسيقي» والذي يعتبره الكثيرون سواء محبي السينما أو روادها الموسيقيين واحدا من أهم الأفلام التي قدمت الموسيقي بشكل سينمائي مبهر في تاريخ السينما كله. الفيلم يروي حقبة خاصة من حياة «تشايكوفسكي» عندما كان مدرسا في الأكاديمية الموسيقية الروسية وكان يعد العدة لتقديم كونشرتو البيانو الشهير ومن خلال عزفه لهذا الكونشرتو الفريد والذي يقف وقفة الند مع كونشرتو الكمان للمؤلف نفسه.. يرينا الفيلم علاقة الموسيقار بنساء ثلاثة الأولي هي اخته التي كان شديد التعلق بها إلي درجة الوله .. و«نينا» المرأة المصابة بالسعار الجنسي والتي ستلاحقه كما يلاحق الوحش فريسته حتي تزوجها.. فتسمم حياته ويقودها هو إلي الجنون. رسائل غرامية ثم البارونة العاشقة التي سقطت في هواه.. ما أن سمعت موسيقاه وقد لهث في حبه ولكنها اشترطت عليه ألا تراه وألا تقابله إلي عن طريق الرسائل وتكفلت بنفقته وحياته وأسبغت عليه من كرمها الشيء الكثير كما أهداها بدوره أجمل ما لحن وأروع ما أحس به من موسيقي. إلي جانب هاته النساء الثلاث اللاتي شكلن الشطر الأكبر من حياته العاطفية والمليئة بالمواقف كانت هناك أزمته الداخلية التي تفتك به وهي «مثليته الجنسية» وتعلق أحد البارونات به .. مما أثار حوله عاصفة من الشبهات والهمسات الفاضحة والتي كادت أن تدمر مستقبله. «تشايكوفسكي» حاول أن يهرب من «محنته» الجنسية هذه بالزواج من «نينا» التي لم تكف عن مطاردته ولكن ماذا يمكن لزواج يقم به رجل عاجز عن معاشرة النساء وامرأة مصابة بشبق جنسي لا يرتوي!! من هنا ولدت الفكرة الأولي لكونشرتو الكمان الشهير الذي يروي من خلالة آهات الكمان وزفراته الحارة مأساة رجل مع ذاته ومع مجتمعه ومع أقرب الناس إليه. الفيلم الذي أخرجه الإنجليزي العبقري يروي كل ذلك ويضيف إليه شذرات أخري من حياة «تشايكوفسكي» المليئة بالأصوات مركزا علي تأثير هذه الأحداث علي موسيقاه .. ومعبرا عنها من خلال لقطات سينمائية واحساس بصري لا مثيل له حقا من تاريخ السينما الموسيقية ولم نر له شبيها بعد حتي في الأفلام الأخري التي أخرجها المخرج نفسه عن موسيقيين آخرين كماهلرودليست. الممثلة العبقرية «جلندا جاكسون» لعبت قبل اعتزالها الفن واحترافها السياسة دور «نينا» زوجة «تشايكوفسكي» فقدمت أداء مشهودا يعتبر مدرسة في حد ذاتها ومثالا لا يمكن تجاوزه ولا أعرف كيف أعبر بالكلمات عن الصورة السينمائية التي تقطر ذهبا وياقوتا. والتي قدمها لنا المخرج عن موسيقي «تشايكوفسكي» سواء كونشرتو الكمان أو كونشرتو البيانو أو مقاطع من الأوبرات التي لحنها العبقري الروسي الكبير أو مقاطع الباليه أو الأغاني الفردية التي أبدع أيضا في تقديمها بصورة تمس القلب والخيال والوجدان. الفيلم مليء بمشاهد سينمائية لا تنسي إلي جانب الصور البراقة التي عبرت عن موسيقي «تشايكوفسكي» وكيف ضمنها المخرج في سياق الفيلم بسلاسة وعفوية وكيف جمع التأثيرات الشخصية في حياة الموسيقار وبين عمومية واتساع موسيقاه الرحبة وانتشارها. ثم هذه الجرأة الخارقة في تقديم موسيقي السيمفونية السادسة وهي أكثر سيمفونيات «تشايكوفسكي» عاطفية ورقة وشاعرية واحساسا بالحب والموت معا» في مصح للأمراض العقلية حيث أودعت زوجة «تشايكوفسكي» بعد أن فقدت صوابها تماما وأصبحت تدور هائمة بين صفوف المجانين الذين يتجاذبونها كما يتجاذب الأطفال كرة يتلاعبون بها في مشهد خالد يجمع بين القسوة التي تصل إلي حدود السادية وبين عاطفية الموسيقي التي تصل إلي حد لم تصل إليه أي موسيقي من قبل. لقطات شامخة حيث أدت «جاكسون» في هذا المشهد لقطات شامخة ستحسب لها علي مر الزمن.. بوجهها الذي ترتسم عليه علامات رعب مجهول وأظافر متسخة وثوب ممزق وعين زائغة تبدو وكأنها تري ما نعجز نحن جميعا عن رؤيته. «عشاق الموسيقي» تجربة فريدة مذهلة سينمائيا وفكريا تجرأ فيها مخرج عبقري علي أن يكسر كل «التابوهات» التي أطاحت بشخصية موسيقية أحاطها التبجيل والاحترام ونصبت لها التماثيل الكبيرة في أشهر ساحات بلادها. الفيلم يعريها من الداخل ليجعلها أكثر قربا منا وأكثر إنسانية وأكثر شمولا اعترف أنني شخصيا لم أحس بموسيقي «تشايكوفسكي» كما أحسست بها بعد رؤيتي لهذا الفيلم البديع والفريد من نوعه سواء علي المستوي السينمائي أو المستوي الموسيقي. كونشرتو الكمان الذي سمعناه في الأوبرا .. من خلال أداء ياسر الصيرفي المليء بالشجن والرومانسية والشموخ أعاد إلي ذهني صور هذا الفيلم البديع وحياة هذا الموسيقار الكبير الذي تغلغلت موسيقاه في شراييننا وأصبح دون شك بالنسبة لكثيرين «أيقونة الحب والعاطفة». «كين راسل» تسلل إلي ماوراء النوتات التي كتبها «تشايكوفسكي» فتح أبواب عالمه الواسع وطأ بقدميه وقلبه وعينيه جنته الخضراء وجحيمه الناري عرف كيف يقدم لنا الإنسان والفنان الموسيقي والفرد المتوحد في بوتقة واحدة وفي كأس واحد فيه الترياق الإلهي وفيه السم الناقع في آن واحد. كونشرتو الكمان هو كل هذا وأكثر من هذا.. ولعل العجيب في قدر هذا الكونشرتو أن يشابه قدر «تشايكوفسكي» نفسه .. إذ إن مؤلفه عاني كثيرا ليجد عازفا يعزفه .. بعد أن رفض الكثيرون عزفه .. مما جعل الكونشرتو يبقي طويلا في الأدراج قبل أن يري النور.. ولم يتسن للموسيقار الروسي الشهير أن يهنأ بنجاح عمله المدهش هنا في حياته .. إذ ازدادت شهرة الكونشرتو وتعدد عازفيه بعد رحيل تشايكوفسكي عن دنيانا. الأوبرا الذهبية بين جدران الأوبرا الذهبية وسقفها المضيء كانت تتردد نغمات ياسر الصيرفي علي كمانه كان يقف معنا وبعيدا عنا.. وكانت الألحان تتقاطر من آلته القريبة من قلبه لتتناثر في أرجاء الصالة الصامتة المنصتة لتعلن بهمس أحيانا وبصراخ أحيانا أخري لوعة قلب معذب وأشلاء روح تتطاير كذرات الهواء. وأعادني اللحن النشوان إلي فيلم نشوان وشعرت كم أن السينما قد تكون أحيانا شديدة العدل مع الموسيقي إذا كانت هذه الموسيقي صادرة من القلب وإذا كان الذي يعبر عنها سينمائيا قادرا علي فك الغاز القلوب.

جريدة القاهرة في

03/04/2012

 

مدحت زكي.. صور لاتنسي

بقلم : زياد فايد 

ما بين الميكروفون والشاشة الصغيرة كانت رحلته الإعلامية التي امتدت لأكثر من 40 عاما.. إنه الإذاعي والمخرج مدحت زكي رئيس قطاع الإنتاج الأسبق بالتليفزيون ومؤسس القناة الثالثة أول قناة إقليمية. مدحت زكي.. يعتبر بحق واحدا من رواد وخبراء الإعلام المصري المتميزين الذي كان له بصمة حقيقية في «الميديا» سواء المسموعة أو المرئية أو كخبير في المنظمات الدولية ممثلا لمصر. أيضا كان أستاذا ومعلما لجيل كامل من شباب الإعلاميين الذين يتولون الآن رئاسة القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية سواء الحكومية أو الخاصة. كذلك كان رائدا في إنشاء القناة الثالثة وينسب له النجاح الذي حققته في بداية عملها، حيث كانت سباقة في تغطية أحداث مهمة منها علي سبيل المثال الزلزال الذي تعرضت له مصر في أوائل التسعينات من القرن الماضي، أيضا أحداث الأمن المركزي الذي اعتبر تغطيته لهذا الحدث وثيقة تليفزيونية استعانت بها شبكة الـ CNN الإخبارية الأمريكية. الإذاعي عقب تخرجه في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1964 التحق بإذاعة البرنامج العام كمقدم ومخرج للبرامج والمسلسلات الدرامية، انتقل بعد ذلك إلي إذاعة الشعب، حيث تولي إدارة الأخبار المحلية وكان له الفضل في تأسيس إدارة البرامج الخاصة بشبكة البرنامج العام التي قدم من خلالها عددا من البرامج منها: «فكر تكسب، صور لا تنسي». ومن خلال إذاعة صوت العرب قدم أكبر موسوعة علمية درامية مسموعة في تلك الفترة من السبعينات من القرن العشرين بعنوان «هكذا كانت البداية». عاد بعدها إلي البرنامج العام مخرجا للمسلسلات الدرامية، وفي هذا الإطار قدم العديد من المسلسلات منها جمال الدين الأفغاني ابن خلدون وأعمالا أخري كان أشهرها «الخطط المقريزية». التليفزيوني في عام 1985 وبصدور قرار وزير الإعلام بإنشاء القناة الثالثة كنواة لمشروع القنوات الإقليمية عين مدحت زكي نائبا لرئيس القناة، ثم رئيسا لها في عام 1995، حيث قدم خلال ذلك برنامج «مجلة التحدي» أول برنامج تليفزيوني عن الصم والبكم، وبرنامج «تحية إلي القناة» قدم من خلاله أسرار وقائع حرب الاستنزاف 1969 ومعارك حرب أكتوبر 1973 بعدها كلف رسميا من قبل وزارة الدفاع بإخراج العرض الصوتي المجسم لبانوراما حرب أكتوبر التي شيدتها القوات المسلحة بمدينة نصر، ثم الإخراج الصوتي أيضا لمشروع متحف الطفل، إلي جانب الانفراد بإجراء عشرات الريبورتاجات المصورة عن زلزال أكتوبر 1992، هذا بالإضافة إلي إخراج العديد من البرامج والأفلام التسجيلية مثل «مسافر زاده الخيال، شكرا الإمضاء مصر، سلام سلاح، وترانيم الكرنك.. إلخ». الخبير الإعلامي اختير بعد ذلك خبيرا إعلاميا لمنظمة اليونيسكو العالمية للعلوم والثقافة، وخبيرا إذاعيا باتحاد الإذاعات العربية، وفي عام 1996 أوفد للعمل كمستشار إعلامي في مملكة البحرين، حيث أسهم في إنشاء أول قناة فضائية بحرينية كما شارك في تدريب كوادرها الإعلامية. كذلك كان عضوا ورئيساً للجان فحص وترشيح الأعمال المرشحة للجوائز الإذاعية والتليفزيونية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، ومحاضرا بمعهد التليفزيون وكليات الإعلام. المناصب بعد عودته للقاهرة في 1999 عين رئيسا لمجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، ثم رئيسا لقطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون وعضوا بمجلس الأمناء. وكان له الفضل في تلك الفترة في عودة الطيور المهاجرة من المبدعين هروبا من قطاع الإنتاج إلي القطاع الخاص سواء المخرجين أو كبار كتاب الدراما، أمثال محفوظ عبدالرحمن، أسامة أنور عكاشة، محمد جلال عبدالقوي، مجدي صابر وغيرهم ممن أثروا شاشة التليفزيون المصري والعربي بأعمالهم المتميزة. قالوا عنه الإعلامي أمين بسيوني: مدحت زكي فنان إذاعي وتليفزيوني في نفس الوقت تنقل بين مواقع كثيرة في العمل الإعلامي بدأ في البرنامج العام ثم إذاعة الشعب مرورا بإذاعة صوت العرب، وعندما عاد للبرنامج العام عمل مخرجا بها وهو صاحب الطفرة في الإعلام الإقليمي، ونحن نعمل معا من أواخر الثمانينات حتي رحيله، فمدحت زكي هو مخرج برنامج «كتاب عربي علم العالم» وأنا الراوي بالبرنامج. المخرج علي عبدالرحمن رئيس القناة الثانية: مدحت زكي كان أول من استقبلنا بعد تخرجنا في كلية الإعلام وعلمنا الإخراج التليفزيوني وفنون الإدارة والإعلام، وظل من عام 1985 حتي عام 1994 نعم الأب، كان حريصا كل الحرص علي أن يخرج كوادر بسمات خاصة وتفهم الإدارة العصرية والعمل بروح فريق العمل الإعلامي عصام الأمير نائب رئيس قطاع القنوات الإقليمية. مدحت زكي أهم اللاعبين في الإعلام المصري منذ عام 1990 حتي عام 2000 وهو الذي وضع حجر الأساس للإعلام الإقليمي منذ عام 1985 حتي عام 1994، حيث كان نائب رئيس القناة الثالثة ووضع الخط الذي تسير عليه كل الإقليميات. وهو صاحب أشهر البرامج وصاحب الأفكار للوضع التنموي والخدمي ولا توجد قناة إقليمية لم تحمل جذور أفكاره عند إنشائها وكان سرًا من أسرار نجاحها، كما أنه ربي جيلا من الكوادر الإعلامية وصنع قيادات شابة علي طول المراحل مثل شافكي المنيري، عزة مصطفي، علي عبدالرحمن، مها حسني، محمد العمري، ونهلة عبدالعزيز وآخرين. الإعلامي محمد العمري: مدحت زكي صاحب الفضل في ظهور المخرج الشاب.. فقد كان من المعتاد أن المخرج يكون عجوزا وشعره أبيض، هو احتضننا وكان يفهم معني كلمة تليفزيون إقليمي وهو الذي أظهر برنامج الريبورتاج الموجود حاليا علي الساحة في شكل برامج «التوك شو» علي الفضائيات وهو الأب الحقيقي لنا.. للجيل الذي بدأ عمله عام 1985 . الختام نال مدحت زكي علي مدي مشواره الإعلامي إذاعيا وتليفزيونيا وخبيرا العديد من الجوائز وشهادات التقدير سواء من مصر أو البلدان العربية أو المنظمات الدولية. كان أهمها جائزة مهرجان الإعلام العربي، وأيضا الجائزة الأولي عن البرنامج الإذاعي الخطط المقريزية، برنامج كتاب عربي علم العالم، هذا عدا جوائز أخري من سوريا والبحرين والأردن بقي أن تعلم أن الراحل مدحت زكي لديه ابنان هما «محمد» العضو المنتدب في إحدي الشركات، و«هبة» الأستاذة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

جريدة القاهرة في

03/04/2012

 

قطر الحياة ..

أحمد مكي الوقوع تحت سيطرة الراب

بقلم : د. رانيا يحيي 

وقد عبر مكي في كلمات هذه الأغنية التي كتبها ليحكي لنا من خلال قصة قصيرة حكاية شاب بعد تجربته مع الإدمان، ومدي صراعه الداخلي، وما يتألم منه نتيجة تعرضه لفقدان الوعي والضمير، إثر سيطرة المخدر علي عقله، وما يصيب الأهل من نكبة في المعاناة من خطورة أفعاله علي الأسرة والمحيطين به، وبالتالي تتحطم الحياة بأكملها إلي أن يلقي هذا الشاب حتفه. وقطر الحياة هي إحدي أغنيات ألبوم أحمد مكي الجديد "أصله عربي" والذي نأمل أن يصدر علي نفس القدر من التميز والكفاءة كما عودنا الفنان القدير أحمد مكي، وكلمات الأغنية لمكي، أما الألحان والتوزيع لشادي السعيد الذي سار علي نفس النهج في أغنيات مكي التي تنحسر في إيقاع موسيقي الراب، فهو نوع جيد من أنواع الموسيقي ذات الإيقاعات السريعة والتي تتماشي مع العصر الحالي، ولون مميز استطاع أن يخترق الساحة الغنائية به، إلا أن ما يؤخذ عليه هو عدم التغيير، ووضع نفسه في قالب واحد رغم سعة أفقه وشمولية أفكاره. شكل الكليب وقد تميز المخرج أحمد الجندي في شكل الكليب الذي خرج إلينا، مؤكداً أن النجاح والتميز لا يرتبطان بوجود المناظر المخلة وعري الفتيات والمشاهد الخادشة للحياء، فقد كان هذا الكليب علامة من علامات الأغنيات الهادفة، والقصص التي يتخذها هذا الجيل كعبرة لمن لا يعتبر، فالأغنية منذ بدايتها وحتي النهاية هي قصة واقعية لما يعانيه الكثير من شباب الأمة بعد انتشار البطالة وسيطرة حالة من اليأس والإحباط علي بعض الشباب، مما يؤثر علي الشاب بالسلب، ويجعله ينجرف وراء الصحبة السيئة باحثاً عن اللذة والمتعة الوقتية التي تنسيه معاناته الشخصية، المتمثلة في عدم تحقيق الذات من خلال وظيفة يحظي بها ليحقق آماله وطموحاته. ويتضح من هذا العمل وجود روح الفريق، والسعي وراء النجاح ببذل الجهد والتفاني من جميع أفراد هذا الطاقم، ونخص بالذكر مدير التصوير مازن المتجول، ومهندس الديكور علي حسام علي، والستايلست دينا نديم، ولا نغفل دور وائل فرج المونتير وأهميته في وصول الكليب بهذا الشكل التقني، أيضاً دور أمجد المالكي ومحمد سالم مساعدي المخرج المتميز أحمد الجندي الذي كم أمتعنا بأعماله، التي تتسم بوجود حالة وجدانية راقية، وأيضاً قدرته علي استخدام الوسائل التقنية والفنية بشكل ممتاز. كما لفت نظري الأداء التمثيلي في هذا الكليب من جميع المشاركين وهم : احمد حلاوة وحنان يوسف ومحمد سلام ورشا جابر ووليد نوار ومحمد جمال، وحتي الطفلة الصغيرة التي مثلت دور ابنة أخته، فكانت نظراتها وتعبيراتها مؤثرة، وكان التمثيل علي مستوي راق من الجميع في الأداء والإحساس علي حد سواء، فجميع المشاركين في هذا العمل يشعرون بدورهم وواجبهم نحو الرسالة الهادفة من وراء فنهم حتي شعرنا بالتكاملية في العمل الفني، الذي انعكس علي الجمهور المتلقي بالإيجاب. دويتو ناجح أما الدويتو الناجح بين المخرج أحمد الجندي والفنان الشامل أحمد مكي فيعتبر أحد أهم أسباب نجاحهما ونجاح العمل، حيث تعاونا كثيراً في العديد من الأعمال الفنية فيما بينهما، التي لاقت نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير، إلي أن جاء هذا الفنان العبقري أحمد مكي بأفكاره المميزة والهادفة، واستطاعا معاً في خلال دقائق معدودة أن يشعرا الجمهور بأنه يعيش مع أبطال العمل فيما يشبه الفيلم القصير، وهو ما يثبت تفوق الفكرة وتميزها، حيث تتاح الفرصة للكثيرين لعرض أفكارهم من خلال الأفلام الروائية الطويلة، والتي تصل إلي ما يقرب من ساعتين زمنيتين، لكن يخرج المتلقي بلا رسالة أو منطق أو حتي من باب الترفيه والتسلية، فلذا ىُعد هذا الكليب رسالة سامية حيث تدور قصته وأحداثه في خلال بضع دقائق يشعر فيها المتلقي أنه أمام حالة واقعية، يتألم فيها لما ألم بهذا الشاب من يأس، إلي أن ندم علي كل ما مر به لكن بعد فوات الأوان، حيث تحطمت كل الفرص لإعادة الحياة بفقدانه حياته وعمره بلا جدوي، وكانت الكلمات خير معبر عن أحاسيس واحد من هذا الجيل بفن وإخلاص وبنية خالصة سعياً وراء نبذ الأفكار الشيطانية لدي الشباب، وبهدف تنبيه الشباب من هذه الغفلة بعد انتشار هذه المشكلة بشكل مفزع والتي تسفر عن ضياع العديد من الشبان والفتيات تحت وطأة المواد المخدرة بأنواعها المختلفة، ويركز مكي علي كيفية اختيار الشاب لمصيره، وما يشعر به الشاب من إحساس قاس حينما يمر به العمر حتي يبلغ الثلاثين، ويجد نفسه لا يستطع مجرد حتي تحمل مسئولية نفسه، حيث يقوم والده بتحمل نفقات الحياة، وإغراق الشاب في حالة من اليأس والفشل، ورغم كل هذا إلا أن هذا الشاب لم يكن معدوم الإحساس أو الإدراك، ولكنه ضحية الظروف التي يمر بها. تميز سينمائي ويذكر أن مكي منذ ظهوره في عام 2005 أثبت نجاحه وتميزه في العديد من الأعمال الفنية التي شارك فيها بالتمثيل في السينما، منها (مرجان احمد مرجان) مع الفنان "عادل إمام"، و(تيتو) مع الفنان "أحمد السقا"، كما قدم أول بطولة مطلقة في السينما في فيلم (اتش دبور)، وبعدها توالت الأفلام مثل (طير انت) و(لا تراجع ولا استسلام)، كما شارك بالتمثيل في التليفزيون أيضاً في بعض المسلسلات نذكر أشهر أدواره التي تركت بصمة (تامر وشوقية) و(الكبير أوي)، كما أخرج مسلسل (لحظات حرجة) وفيلم (الحاسة السابعة) والفيلم القصير (ياباني أصلي)، وقدم أيضاً العديد من بعضها في إطار كوميدي ولكن معظم هذه الأغنيات هادفة يريد من خلالها بعث رسالة معينة، ومن الأغنيات أغنية (جدعان طيبين) التي يقارن فيها بين الأغنياء والفقراء في إطار كوميدي، وأغنية (شكرًا يا ماما) والتي أهداها لكل أم مصرية، وأغنية (كل زمان) التي يقارن فيها بين المجتمع قديماً وحديثاً، وأغنية (دَوّر بنفسك) ويدعو فيها الناس للبحث عن مميزاتهم دون اللجوء للتقليد التافه، وأغنية (فوقو) التي أعقبت مباراة مصر والجزائر الأولي في القاهرة لتهدئة الأوضاع بين البلدين، وأيضاً أغنية (الحلم) التي تكلم فيها عن أهمية الحلم والطموح في حياة الإنسان. ولا بد أن تلقي هذه الفنون الهادفة المعبرة عن الواقع الحي الذي نعيشه اهتماما من القنوات الفضائية والمحلية، ببث ونشر هذه الأعمال في كثير من الأوقات حتي تحظي بأكبر نسبة مشاهدة، حتي تصل إلي الهدف منها بزيادة توعية جيل الشباب والأجيال القادمة، وتحذيرهم من الصحبة السوء والانجراف نحو الفساد في شتي صوره، كما ندعو كل العاملين في المجال الفني البحث عن الموضوعات والأفكار ذات التأثير الفعال والايجابي في المجتمع، والابتعاد عن تقديم الفن التافه وغير الهادف، فلابد من مخاطبة العقول، وأن نتكاتف جميعاً لإعلاء ودعم رسالة الفن الهادف صاحب الرسالة للمجتمع ، لتوعية الشباب والأطفال المحبين والعاشقين للفنون من خلال هذا الفن والقائمين عليه، مثل الفنان أحمد مكي باعتباره واحداً من الفنانين الجادين، رغم لونه الكوميدي الذي تجلي في ارتدائه للباروكة المميزة في بعض الأعمال، والتي يتشابه فيها مع بعض شباب هذا الجيل، أو ما تميز به أيضاً علي الشاشات من استخدامه للغة الشباب، التي أري أنها قد تكون ناحية ايجابية، حيث يسهل تأثيره علي هؤلاء الشباب في هذه السن الصغيرة أسرع من غيره ، نتيجة لاستخدامه نفس اللغة والأسلوب المتبع فيما بينهم. سيطرة الراب وقد استرعي انتباهي في الآونة الأخيرة حرص مكي علي عدم وضع نفسه داخل بوتقة واحدة في أفلامه ومسلسلاته من خلال الأدوار التي يقوم بأدائها بعد أن تشابهت بعض الأدوار، فلماذا يحصر الفنان احمد مكي نفسه في إطار واحد تحت سيطرة موسيقي الراب ؟ فهو يخضع لشكل واحد من الغناء، رغم كل ما يملكه من طاقات هائلة في جميع أنواع الفنون سواء كان تمثيلا أو تأليفا أو إخراجا أو حتي الغناء. فهو فنان شامل متعدد المواهب متميز بالأفكار الهادفة والأعمال الإبداعية البناءة. فبنفس المنطق لابد وأن يراجع نفسه في عدم حبس فنه داخل محبس الراب أن يدق بأغنياته جميع الدروب اللحنية والإيقاعية، لأن الفن واسع وشامل ولا يقتصر علي نوع واحد بعينه أو فئة عمرية بعينها، فالفن مطلق لكل من يريد أن يستمتع به ويشعر بجماله.

جريدة القاهرة في

03/04/2012

 

 

الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة..

كثير من الحماسة.. قليل من السياسة.. ولا مانع من الغلاسة

بقلم : سهي علي رجب 

موجة من الجدل صاحبت قرار حظر الدعاية لمرشحي الرئاسة حتي 30 ابريل، مما أدي إلي حالة من الرفض والسخط من قبل المرشحين وأنصارهم، مما دفع النائب مصطفي بكري إلي تقديم اقتراح بمشروع قانون بتعديل المادة 20 من القانون رقم 174 لسنة 2005 الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية. وقد وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوي بمجلس الشعب خلال اجتماعها الثلاثاء 20 مارس علي هذا الاقتراح، ويقضي التعديل بأن تبدأ الحملة الانتخابية لمرشحي الرئاسة اعتبارا من تاريخ فتح باب الترشيح وحتي قبل يومين من التاريخ المحدد للاقتراع داخل جمهورية مصر العربية وفي حالة انتخابات الاعادة تبدأ الحملة من اليوم التالي لاعلان نتيجة الاقتراع وحتي الثانية عشرة من ظهر اليوم السابق علي التاريخ المحدد للاقتراع في انتخابات الاعادة وتحظر الدعاية الانتخابية في غير هذه المواعيد بأي وسيلة من الوسائل. ووافقت الحكومة علي التعديل، وعلق المستشار عمر الشريف مساعد وزير العدل لشئون التشريع "ليس لدينا مانع من التعديل"، وطالب بعرضه علي المحكمة الدستورية العليا لإبداء الرأي فيه طبقا للمادة 28 من الإعلان الدستوري. اختناق المرشحين وقال النائب مصطفي بكري إن هناك بلاغات عديدة لدي النائب العام تتهم عددا من مرشحي الرئاسة بخرق القانون بالنسبة للدعاية الانتخابية والعقوبة طبقا لقانون الغرامة أو الحبس وبالتالي فان مرشحي الرئاسة سيصبحون مطلوبين أمام النائب العام، مشيرا إلي أن رئيس المحكمة الدستورية العليا أكد أن تعديل مواعيد الدعاية يأتي عبر تعديل القانون، وأن الكرة في ملعب البرلمان. وأضاف أن قانون الانتخابات الرئاسية 174 لسنة 2005 يقضي في مادته "54" بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن عشرة الاف جنيه ولا تجاوز مائة الف جنيه او باحدهما لكل من خالف الاحكام المنظمة للدعاية الانتخابية المنصوص عليها في القانون، وإن قرار لجنة الانتخابات الرئاسية رقم "6" لسنة 2012 الخاص بحظر الدعاية الانتخابية المباشرة وغير المباشرة عبر أي وسيط من الوسائط المرئية كانت أو المسموعة أو المقروءة أو الالكترونية أو غيرها للمرشحين منذ دعوة الناخبين وحتي الموعد القانوني لبدء الحملة الانتخابية ليؤكد استمرار الحظر والتهديد بتطبيق العقوبة المحددة في القانون. وأوضح بكري أن القرار أحدث ردود فعل غاضبة لدي المرشحين وحالة استياء عارمة لدي جمهور الناخبين الذين رأوا في ذلك تعسفا وتضييقا للخناق علي المرشحين الذين لن يستطيعوا نشر دعايتهم الانتخابية خلال الفترة الزمنية القصيرة التي حددها القانون، فيما حذرت وزارة الأوقاف من استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية لمرشحي رئاسة الجمهورية، مؤكدة أن للمساجد رسالة سامية وهي عبادة الله وذكره، وليس التنافس بين المرشحين داخلها من أجل الوصول للسلطة. وقال الدكتورمحمد عبدالفضيل القوصي، وزير الأوقاف، إن «الوزارة أعطت توجيهات صارمة لجميع مديري المديريات بجميع المحافظات بالتنبيه علي الأئمة وخطباء المساجد بعدم السماح باستخدام المساجد في أي دعاية انتخابية لمرشحي الرئاسة، حتي لا تتحول المساجد من غايتها السامية إلي غاية أخري». وأضاف: «علي الجميع احترام القانون، واللوائح، وحرمة المساجد والحفاظ علي هويتها وخصوصياتها المقدسة». وقال: إن «المساجد يجب أن تقتصر رسالتها السامية علي نشر الدعوة الإسلامية الرفيعة وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة». احترام الدستور ومن ناحيته وصف الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف، رئيس القطاع الديني، ما حدث ويحدث من استخدام الأحزاب السياسية والجماعات الدينية والمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية المساجد في الدعاية الانتخابية، بأنه انتهاك صارخ لحق الله، واعتداء علي قدسية المساجد. وقال «عبداللطيف» إن رسالة المسجد هي كما قال سبحانه وتعالي «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه». وأكد القرآن رسالة المسجد، فقال سبحانه وتعالي «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين»..مؤكداً أن المساجد إنما شرعت لرسالة حددها الله، وأكدها الرسول - صلي الله عليه وسلم - حينما قال إن المساجد لا تصلح إلا لذكر الله والتسبيح والتحميد وقراءة القرآن. ودلل وكيل الأوقاف علي غضب الله علي من يستخدم المساجد ودور العبادة في غير العبادة قائلاً: قال الرسول لرجل كان ينشد ضالته داخل المسجد، فدعا عليه الرسول - صلي الله عليه وسلم - وقال له لا رد الله عليك ضالتك. وبالتالي فإن كل من ينتهك حرمة المساجد ينال قسطاً من هذه المقولة التي دعا بها الرسول- صلي الله عليه وسلم - علي من نشد ضالته داخل المسجد، فما بالنا باستخدام السياسة والمصالح الشخصية داخل المسجد. وأكد الشيخ فؤاد عبدالعظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن استخدام دور العبادة في الدعاية الانتخابية فيه إثم كبير، منتقداً التصريحات التي يرددها بعض المرشحين المحتملين للرئاسة باستخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، فيما طالب الدكتور مأمون المليحي الأستاذ بجامعة الأزهر باحترام الدستور والقانون قائلاً: «يجب علي المسلمين احترام دستور أمتهم وقانون دولتهم، فقانون الدولة يمنع استخدام دور العبادة في العمل السياسي أو الشخصي أو الدعائي أو غيره وهي أمور واضحة، وإن القرارات الوزارية تنص علي عدم استخدام بيوت العبادة بشكل صريح في العمل السياسي، وكذلك في المظاهرات الاحتجاجية، أو صعود المنابر من دون تراخيص»، مشيراً إلي أنه من حق الإمام أن يبلغ الشرطة ويحرر محضراً حال حدوث هذه الأشياء داخل المسجد. وناشد وكيل الأوقاف الأئمة بضرورة تطبيق الصلاحيات وتنفيذ القانون ضد كل من يخالف التعاليم الواضحة، لمنع كل من تسول له نفسه استخدام المساجد في الدعاية السياسية، والمصالح الشخصية. تنتخبو مين؟ وعلي الجانب الآخر تم رصد الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة الذين وصل عددهم إلي ما يزيد علي الألف مرشح ـ قاموا بسحب استمارات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ـ رصد التقريرالمبدئي لشبكة «مراقبون بلا حدود» لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان اهتمام المرشحين باتباع الوسائل العلمية والاستفادة من تجارب الانتخابات البرلمانية في بناء خطة عملهم في إدارة الحملات الانتخابية، ووجود هيكل تنظيمي وإداري لمساعدة المرشح في حملته الانتخابية، ووجود تقسيمات داخلية في الحملات الانتخابية للمرشحين تشمل عدة فروع هي: "حملة تنظيمية ومنسقون ميدانيون علي مستوي القري والمدن والمحافظة، وحملة للتوكيلات والتوقيعات، وحملة للدعاية تضم المطبوعات والملصقات والطباعة الالكترونية للسيرة الذاتية والمواقف و الآراء لتوزيعها علي التجمعات السكانية وقطاعات الناخبين، وحملة تجارية لنشر الاعلانات المدفوعة والتنشيطية وتستعين بخبراء وشركات في تصميم الاعلان الصحفي والاذاعي والتليفزيوني وحملة إعلامية ومنسقين للإعلام المطبوع والمرئي والمسموع والالكتروني وتجهيز الأحاديث للمرشحين والبيانات الإعلامية الصادرة عن الحملة ومتابعة نشرها في الصحف". كما رصد التقرير اهتمام بعض المرشحين بتوفير عناصر لدعم وتقوية حملاتهم الانتخابية من خلال وجود منسقين للمؤتمرات واللقاءات الجماهيرية وإعداد الكلمات التي يلقيها المرشحون، ومنسقين للعلاقات العامة، ومنسقين عامين لكل عمل علي حدا منها للتعاقدات مع حجوزات السيارات من شركات السياحة لنقل أعضاء الحملة وغيرها من المتطلبات أثناء الجولات الانتخابية، إدارة قانونية ، إدارة للباحثين في العلوم السياسية، وتضم الحملات متطوعين طوال الوقت، ومتطوعين نصف الوقت ، وهناك أيضا إدارة تتولي الشئون المالية وتضم محاسبين محترفين وموظفين من أصحاب الخبرات، وخبراء أكاديميين، ولجنة رئيسية لإدارة الحملة بكل تفاصيل قطاعاتها وإداراتها، ومدير رئيسي للحملة الانتخابية. وكذلك قيامهم بتطبيق نظام الخرائط الانتخابية اليومية والمجمعة التي توضح حجم الاعمال والاحتياجات لكل حملة لسرعة تلبيتها لتوفير ضمان قوتها في العمل خلال الانتخابات. الفيس بوك يكسب ومن خلال متابعة مواقع الحملات الانتخابية للمرشحين للرئاسة وجدنا اهتمام عدة شرائح اجتماعية باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتعرف علي الجديد في الحملات الانتخابية من خلال "فيس بوك وتويتر والمدونات ويوتيوب" ويأتي في مقدمة هذه الشرائح النشطاء السياسيون وممثلو الأحزاب السياسية التي لها مرشحون والمشاركون في الحملات الانتخابية بالمحافظات، الشباب، والمهنيون، والموظفون، الذين يعتبرونها مصدرا أساسيا لمعلوماتهم من خلال اشتراكهم في المجموعات والجروبات وتفضيلهم مشاهدة الصور والفيديوهات المرفقه بها، ثم تأتي المواقع الالكترونية الاخبارية المعروفة بمهنيتها الشديدة وحرصها علي توفير البيانات والمعلومات أمام الرأي العام في المرتبة الثانية بعد مواقع التواصل الاجتماعي، ونضرب هنا مثالا علي هذه المواقع الإخبارية "اليوم السابع، بوابة الاهرام، مصراوي، الشروق، التحرير والفجر"، بينما يفضل المواطنون العاديون التعرف علي أنشطة المرشحين من خلال القنوات التليفزيونية الفضائية والصحف المطبوعة التي تفرد مساحات واسعة لهم . وفي هذا الصدد رصدت شبكة «مراقبون بلا حدود» لمؤسسة استخدام المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية ـ فور سحبهم لأوراق ترشيحهم وقبل استكمالهم لشروط الترشيح ـ لخطاب إعلامي قوي يدل علي تمرسهم السياسي والاعلامي في مخاطبة الرأي العام واستخدام المرشحين لرسائل واضحة للدعوة لكسب التأييد وحملت خطاباتهم في طياتها أجزاء من برامجهم الانتخابية قبل إعلانهم تفاصيلها بالكامل . أما عن اتجاه الخطاب الاعلامي للمرشحين فهو يتجه إلي كسب ود قطاعات نوعية وشرائح اجتماعية مثل: "أسر الشهداء والأقباط وأهل سيناء وأهل النوبة والمواطنين بالصعيد والمعاقين والعمال والفلاحين"، كما رصدنا استخدام المرشحين لعبارات محددة ومختصرة ذات معان قوية للتأثير علي مشاعر واحاسيس هؤلاء الناخبين وطرحهم لحلول دون تفاصيل للمشاكل التي تعانيها هذه الفئات من الناخبين، فيما يمكن تسميته بـ"الوعود الانتخابية". مبارك بعد الثورة ويبدو أن التشدق بثورة يناير والشهداء وقسوة الداخلية هو الموضة السائدة بين المرشحين، حيث تم رصد استخدام المرشحين للانتخابات الرئاسية عددا من القضايا العامة في خطابهم الاعلامي والسياسي بمواقع حملاتهم الانتخابية عن فضل ثورة يناير وأهدافها، ودور الشهداء وضرورة القصاص لهم، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، ورفع الحد الأدني للأجور، والتمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، وطريقة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، ووفاة البابا شنودة الثالث كأحد الرموز المصرية الوطنية، وكأننا بذلك نعيد ما كان يفعله الحزب الوطني في مؤتمراته حين كان أقطاب الحزب يتحدثون عن الحوادث الإرهابية ودور الداخلية الفعال في الكشف عن الجناة، وما نجنيه من توشكي الخير، وعدد الكباري التي تم بناؤها في عهد رئيس الحزب الرئيس السابق "مبارك"... لكن العزف الآن علي لحن واحد اسمه "الثورة". كما تم الكشف عن اعتماد غالبية المرشحين الرئيسيين ـ المحتملين ـ خلال حملاتهم الانتخابية بمواقعهم بالانترنت علي رصيدهم التاريخي والسياسي ونشر سيرتهم الذاتية ودورهم في العمل العام علي موقع حملتهم الانتخابية لإظهار ارتباطهم بشرائح اجتماعية محددة أو تيارات سياسية ودينية مصحوبة بصور مع رموزها، للتدليل علي كفاحهم السياسي وتحديد هويتهم وانتماءاتهم، فضلا عن اهتمام عدد من المرشحين بإظهار ارتباطهم بشرائح العمال والفلاحين والفئات الضعيفة، وقيام بعض المرشحين الرئيسيين بإظهار اعتمادهم علي رصيدهم السياسي والوظيفي في العمل العام وتنوع خبراتهم الادارية والسياسية في العمل بالجهاز الحكومي بالدولة في مناصب وزارية ودرايتهم بالمشاكل الرئيسية في مصر، بينما يعتمد عدد محدود من المرشحين علي خبراتهم في العمل البرلماني. غلاسة ويبدو أن بعض المرشحين لم ينتبهوا أن "الشيء حين يزيد عن حده ينقلب إلي ضده" فكثرة تعرض الناخبين للملصقات والدعاية بكل أشكالها قد يكون له أثر سلبي في نفوسهم، حيث يصابون بالملل، ويشعرون أن المرشح يمارس معهم نوعا من "الغلاسة"، فنجد جريدة "الوفد" وقد رصدت ما أثارته ملصقات المرشح الأوفر حظا في الاستفتاءات السيد"حازم صلاح أبواسماعيل"، فنجد موضوعا كتبته الزميلة هبة أبو حميد بعنوان " غزوة "البوسترات" لأبوإسماعيل تدهش فيس بوك، رصدت فيه سخرية نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، بسبب انتشار الملصقات الخاصة بالحملة الدعائية لمرشح الرئاسة "حازم صلاح أبوإسماعيل" بشكل هائل في كل مكان، بما فيها لصقها علي السيارات دون موافقة أصحابها. فكتبت تقول: (وتوالت تعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر بشأن انتشار بوسترات أبوإسماعيل مسمين إياها بـ "غزوة البوسترات"، تقول مشاركة من شخص يدعي دو جمال: "مصر بلد النيل وبوسترات أبوإسماعيل"، ويقول كريم سمير: "أنا حاسس إني وأنا مروّح هلاقيه ملزوق علي ظهر التيشيرت بتاعي"، وتقول مشاركة من شخص يدعي أحمد خالد " دلوقتـي لما تحـب توصـف لحـد العنـوان قولـه إمشي طوالـي مـع بوستـرات أبـو إسماعيـل هتلاقـي تقاطـع سيـب أول بوستـر وتانـي بوستـر ولـف مـع تالـت بوستـر يميـن"! وأخري: "سألته بتحبني قد إيه قال لها قد عدد بوسترات أبوإسماعيل أغمي عليها من الفرحة".

جريدة القاهرة في

03/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)