حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يسرا ...الوجه الآخر

شريرة في شربات لوز وكوميديانة في جيم أوفر

أســـامة صـــفار

 

من يعرف يسرا جيدا يدرك أنها كتلة من التعاطف تمشي علي الأرض وهي امرأة لا تفكر إلا بقلبها لكن ما الذي يمكن أن تفعله إذا أجبرتها الظروف أن تصبح شريرة .. ماذا تفعل إذا طاردتها الأشباح في كل لحظة من يومها؟ .. أنها تمثل دور الشريرة لذا قررت أن تتقمص شخصية "شربات لوز " في مسلسل بالاسم نفسه وشخصية أخري شريرة في فيلم سينمائي جديد هو "جيم أوفر".

تقول يسرا: أنا سعيدة بعودتي مرة أخري إلي السينما بعد فيلم "بوبوس" الذي شاركت في بطولته مع الفنان عادل إمام ولكن سعادتي تكمن في أن هذا الفيلم كان خاطرا يدور في ذهني، كنت أفكر فيه منذ فترة وكان يشغلني كيفية تقديمه كما أنني كنت مشتاقة إلي السينما والتي قدمت من خلالها العديد من الأفلام التي سعدت بها ولكن "جيم أوفر" يعيدني إلي كوميديا "الفارس" التي لم اقدمها منذ فيلم الأفوكاتو وهذا ما جذبني له، فضلا عن أنني كدت أشرع في الفيلم، ولكن المنتج محمد السبكي سبقني وعرض علي فكرة الفيلم، فقلت له إنني كنت أفكر في نفس الفكرة وأنوي تقديمها، فقال لي لماذا لا نقدمها سويا طالما هناك نوع من توارد الأفكار ويشاركني في الفيلم مي عز الدين ومحمد لطفي وتأليف محمد القوشطي وإخراج أحمد البدري .

وتضيف يسرا قائلة: أقدم دور مذيعة تهتم بمظهرها ولكن فجأة تترك العمل وتستقر في منزلها، وتبدأ الحرب الباردة مع أهلها وابنها وخطيبته، فضلا عن أنها تحمل عددا من الصفات السلبية، فهي سيدة متسلطة و"قوية ومفترية"وتضر بكل من حولها.

·         قلت إن  الذي جذبك للفيلم فكرة كوميديا "الفارس" وإنك قمت بتقديمها من قبل في فيلم" الأفوكاتو" مع عادل إمام ..

ـ تقاطعني يسرا قائلة : الاختلاف بين فيلم الأفوكاتو وجيم أوفر هو حالتي كممثلة فكنت في الأفوكاتو استمع لتعليمات المخرج الكبير رأفت الميهي ونصائح عادل إمام ولم أكن أعرف انها ستنال إعجاب الجمهور وفي فيلم جيم أوفر الأمر مختلف لأنك تتعامل بمنطق كوميديا "الفارس" وأنت بطل الفيلم والاعتماد عليك  وتتحمل مسئوليته وفي النهاية هي تجربة وددت أن أخوضها وأتمني النجاح فيها .

ألا تعد نوعا من المخاطرة غير المحسوبة؟

ـ أتصور أن ليس من الضروري أن يكون كل شئ محسوبا ودقيقا لهذه الدرجة فعلي الأقل أشبع رغبتي كفنانة.

ماذا عن مسلسل " شربات لوز "؟

ـ شربات لوز هي فتاه تحاول أن تربي أشقاءها وبعد رحيل والدتها  تمثل هي لهم الأم والشقيقة، وتعمل بأحد المصانع حتي تستطيع أن تربيهم وتعلمهم، باختصار هي فتاة بها صفات الجدعنة وبنت البلد ولكن شرسة إلي حد بعيد مع من يحاول أن يقترب منها أو من أشقائها الذين يعدون نقطة ضعفها الوحيدة، ولكن المثير في الأمر أنها تصدر دائما وجه الشر وفي نفس الوقت بها خفة دم، ولأنها نابعة من داخل إحدي الحارات المصرية تجدها طوال الوقت لها مفرداتها وطريقة كلام  مختلفة عن الآخرين، ويشاركني في هذا المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانين.

من خلال حديثك عن شربات لوز نكتشف أن هناك تشابها بينها وبين نادية انزحة التي قمت بتقديمها في مسلسل " أحلام عادية " فما ردك علي ذلك ؟ 

ـ أتصور أن هناك فارقا كبيرا بين الاثنين فنادية انزحة يمكن أن تتلون وترتدي ملابس الأغنياء ولا يمكن لك أن تكشف حقيقتها أما شربات لوز تتمتع بقدر من الشياكة ولكن في النهاية تأثرت بشكل كبير بالبيئة التي خرجت منها بعكس نادية انزحة .

ما رأيك في الاتهام الذي وجه إلي عادل إمام بازدراء الأديان ومنع تصوير مسلسل" ذات " في كلية الهندسة؟

ـ أرفضه تماما لأن عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة قيمة فنية كبيرة لا يمكن مهاجمتهم بهذا الشكل، كما أن الإبداع والسينما عمره 110 سنوات ولا يمكن أن يتم هدمه بهذه الطريقة ولن نسمح بهدمه، وإننا ننادي بالحرية والعدالة الاجتماعية، وهذا ما نادت به ايضا جبهة الدفاع عن حرية الإبداع المصري والتي طالبت بعدم المساس بالحريات، فلابد أن يكون هناك حالة من الاحترام المتبادل والاعتراف بوجود الآخر واحترام وجوده، وعندما تنظر إلي الأفلام التي قدمتها مع الفنان عادل إمام تجد معظمها كان يتنبأ بالمستقبل ويتحقق اليوم مع ملاحظة أننا كنا نقول هذا الأمر في الوقت الذي كان فيه النظام السابق يبني امبراطوريته ويقويها، ومن بين هذه الأفلام الإرهاب والكباب وطيور الظلام والمنسي فجميعها أفلام شكلت إلي حد بعيد وجدان المشاهد

آخر ساعة المصرية في

03/04/2012

 

حظ سعيد ...

رؤية ساخرة عـــــــــن حـال مصـر بعـد ثورة يناير!

ماجـــدة خـــيراللــه 

يشبه أحمد عيد أفلامه، فهي بسيطة ومتواضعة ولكنها تحمل قيمة وعمقا، ولذلك فهو من بين كثيرين استطاع أن يحافظ علي المسافة بينه وبين جمهوره، فهو لم يتراجع عن البطولة والنجاح مثل أحمد آدم وأحمد رزق، وطلعت زكريا، وعمرو عبد الجليل، ولم يقفز للصفوف الأولي ويحقق ضربات متتالية في شباك التذاكر مثل أحمد حلمي،  أو أحمد مكي! إنه حالة متفردة يصعُب القياس عليها، ويمكن أن تحصي من بين أفلامه مجموعة تحسب له، مثل فيلم ثقافي وليلة سقوط بغداد، وأنا مش معاهم، بالإضافة لعدد آخر من الأفلام لعب فيها أدواراً مُساعدة ولكن وجوده فيها كان مؤثرا وملموسا، وفي أحدث أفلامه" حظ سعيد" الذي كتب له السيناريو أشرف توفيق وأخرجه طارق عبدالمعطي، يُقدم أحمد عيد علي مغامرة سينمائية متكاملة الأركان، فهو أول فيلم تدور أحداثه كاملة أثناء الأيام الأولي للثورة، ويقفز بنا سنوات للأمام ليقدم تصورا ساخرا علي مايمكن أن تنتهي إليه الأمور في هذه الثورة المُلغزة، التي تترنح بين النجاح والفشل، ولم تصل بعد إلي بر الأمان!كما يقدم شخصية ربما لايفضلها نجوم هذه الأيام، حيث تفتقد كل عناصر البطولة، فهو مواطن مصري لم ينل إلا قسطا محدودا من التعليم، يعمل في مجال بيع الآثار المقلدة في نزلة السمان، زبون دائم علي قسم الشرطة، حيث ينال بعض الصفعات والركلات والقفزات، من ضابط القسم وأمين الشرطة، دون أن يعترض أو يجد غضاضة في ذلك!

كل مايؤرق "سعيد" ويزعجه أن يعثر علي شقة، تتيح له فرصة الحياة مثل بقية خلق الله، مع زوجته "مي كساب"، التي عقد قرانه عليها، منذ سنوات ولكن زواجهما لم يتحول إلي علاقة كاملة مستقرة، نظرا لعدم توفر الشقة، ولسعيد شقيق أكبر لايهمه في الحياة إلا الاستمتاع بزوجته ومعاشرتها، أما شقيقته الصغري وفاء "غرام سعد" فهي الوحيدة في الأسرة التي وصلت إلي مرحلة التعليم الجامعي، ولذلك فهي تبدو أكثر وعياً وإستيعابا لما يحدث علي أرض الواقع، بل أنها أكثر من شقيقها جرأة في الحق، وكانت ضمن من خرجوا في مظاهرات من أجل إسقاط النظام مع الأيام الأولي لثورة يناير! وبعد اندلاع الثورة لم ينضم سعيد لشباب الميدان، ولم يلتحق بحزب الكنبة، ولاحزب إحنا آسفين ياريس، ولكنه تحول مثل نسبة كبيرة من الشعب المصري، إلي مواطن مش فاهم! وليس له موقف محدد، فهو لايعارض ولايؤيد، وكل ما يهمه من الموضوع هو مصلحته الشخصية، الضيقة جدا، التي يقيسها بوقف حاله نظراً لضرب السياحة، وهو لايشغل نفسه، إن كانت الوزارة تسقط أم تستمر، فهي أشياء لاتعنيه، وعندما تطلب منه والدته أن يذهب لميدان التحرير ولايعود إلا وفي يده شقيقته وفاء، يجد أنها مهمة شاقة، ويتعجب عندما يجد الميدان يعج بالبشر يمثلون كل الأعمار وكل الاتجاهات، ويلتقي بالشاب الثائر"أحمد صفوت" وهو مثل ملايين من شباب مصر لم يكن لديه مانع من الاستشهاد في سبيل نجاح الثورة التي رفعت شعار عيش حرية عدالة اجتماعية، ورغم إعجاب سعيد بالشاب الثائر، إلا أنه لم يكن لديه أي استعداد أن يحذو حذوه ويقلده، وينضم إلي صفوف المتظاهرين، كل ماكان يعنيه أن يخرج مسرعا من الميدان مصطحبا وفاء شقيقته الصغري ويعود الي منزله آمنا، ولكن وفاء ترفض ترك مكانها، فيعود إلي حارته بدونها ويجلس علي المقهي ليتابع الأحداث في التليفزيون ويستمع للأكاذيب التي يرددها الإعلام المصري، من أن شباب الميدان ماهم إلا مجموعة من البلطجية المأجورين الذين يسعون إلي خراب مصر تنفيذا لأجندات خارجية، وغيرها من الأكاذيب المُضللة، ولكن أكثر ما أزعجه عندما ظهر طلعت زكريا في أحد البرامج ليؤكد أنه ذهب للميدان ووجد، الشباب يتعاطون المخدرات ويمارسون الجنس الجماعي، فيعود مرة أخري للميدان وداخله تصميم علي إجبار شقيقته علي العودة ولو بالقوة، ولكنه يفشل المرة تلو الأخري، ويفشل أيضا في استيعاب وجود تيارات سياسية مختلفة، ولكنها تتفق علي حتمية إسقاط النظام الفاسد الذي جثم علي صدورنا ثلاثين سنة! ويعيدنا الفيلم إلي ذكريات الثمانية عشر يوما الأولي من الثورة، بكل ماحملته من أحداث، ولكننا بدلا من أن نتابع الجموع الغفيرة مثل كتل من البشر بلاتفاصيل، ندخل الي قلب الحدث من خلال شخصيات الفيلم، الذي حرص علي نظرته الساخرة، وخاصة في وجود مواطن مصري "سعيد"مغيب تماما، يري المشهد عن قرب ومع ذلك لايفهم ولايستوعب مايحدث ويظل يردد مثل غيره، هم العيال بتوع التحرير عايزين إيه بالظبط؟

ولأن زن النساء له قوة السحر، يستجيب سعيد لرغبة زوجته مع ايقاف التنفيذ "مي كساب" علي تحقيق بعض المكاسب السريعة، وينضم إلي رجل أعمال من الحزب الوطني يحشد الناس للذهاب لميدان مصطفي محمود، لإعلان تأييدهم لمبارك والهتاف ضد بتوع التحرير، مقابل مبلغ من المال، ويذهب سعيد مع عشرات غيره ويحمل صور مبارك ويردد الهتافات، ولكنه يشعر ببعض الضيق، وكأن ضميره يؤنبه علي هذا، ولكن الموقف يتعقد عندما يتم شحن جمهور ميدان مصطفي محمود، لمواجهة شباب التحرير، والتراشق معهم، ويكتشف أن دوره انتهي وأن هناك جيشا من البلطجية تم تجهيزهم لمواجهة الثوار، وهنا يدرك مدي الجرم الذي اقترفه في حق شقيقته وفاء، وصديقه الثائر"أحمد صفوت" وآلاف غيرهما من الذين خرجوا من أجل المطالبة بالحرية، لحظة وعي يصرخ فيها علي طريقة نور الشريف في فيلم سواق الأوتوبيس "ياولاد الكلب " يقصد الفلول والمواطنين الشرفاء، وهم مجموعات لاعلاقة لهم بالشرف ولكنهم في الحقيقة مجموعة من البلطجية المأجورين، الذين يدفع بهم في كل مظاهرة لمواجهة الثوار والصدام معهم! ولأن أحداث الثورة لم تنته بعد، وقد مر عام وعدة أشهر ولم نتحرك للأمام في طريق تحقيق أهداف الثورة التي مات من أجلها الآلاف! فإن سيناريو الفيلم يلجأ لتعليًه سقف السخرية، ويقفز بنا ثلاثين عاما للمستقبل، بعد زواج سعيد وإنجابه لثلاثة شباب  يمثلون التيارات السياسية المختلفة إخواني وسلفي وليبرالي "حمزاوي"، بينما لاتزال محاكمة حسني مبارك شغالة ولم يتم حسمها و"سعيد"  وقد أصبح كهلاً مُتهالكاً يتابع علي شاشة التليفزيون "المخلوع" وهو محمول علي سريره إلي قاعة المحكمة!

السيناريست أشرف توفيق أضاع فرصة تقديم فيلم كوميدي تتوافر له كل عناصر النجاح، من أجل أن يقدم بعض المشاهد التقليدية الضعيفة التي دارت بين الشقيق الأكبر وزوجته الشرسة "بدرية طلبة"، أما اختيار ليلي جمال لأداء دور الأم فقد أفقد الشخصية فرصة التعاطف معها تماما، حيث لاتجيد إلا الصراخ والولولة، التي تحسبها كوميديا، أما مي كساب فهي اختيار جيد، لأن الشخصية تتوافق مع موقفها الحقيقي من الثورة فقد كانت ضمن حزب الكنبة "ولاتزال" ولم يحدث لها بعد مرور عام كامل أي نوع من الوعيَ أو حتي مراجعة النفس، وبعد أن زاد وزنها بشكل ملحوظ أجدها وقد خسرت نفسها كمطربة وممثلة أيضاً! الوجه الجديد "غرام سعد" التي لعبت دور وفاء شقيقة سعيد، ينتظرها مستقبل ولكنها في حاجة إلي توجيه، ورعاية وتدريب صوتي، ويدخل أحمد صفوت الي عالم السينما بعد نجاحه في مسلسلات التليفزيون وقد أدي شخصية الشاب الثوري بسلاسة ووعي فلم يزايد أو يبالغ فأضفي علي الشخصية بعداً إنسانياً، ويبقي أحمد عيد نقطة مضيئة في الفيلم بأسلوبه الذي يجمع بين الشجن والسخرية ولايميل إلي التهريج أو المبالغة لانتزاع الضحكات، وتباين أسلوب المخرج طارق عبد المعطي فلم يقدم أي ملمح إبداعي في كثير من المشاهد وخاصة داخل شقة أسرة سعيد، ولكنه في مشاهد الميدان قدم مزجاً مقبولاً بين المشاهد الوثائقية من أحداث الثورة وبين المشاهد الروائية لشخصيات الفيلم داخل الخيام وأثناء الاشتباك والكر والفر بين الثوار ورجال الشرطة، ثم عند نزول الجيش بمدرعاته ودباباته للمرة الأولي للميدان، أو في أحداث موقعة الجمل! لدرجة أنك يمكن أن تعتقد أن هناك مخرجين للفيلم وليس شخصاً واحداً، وعلي كل الأحوال فقد أثار فيلم "حظ سعيد" داخل النفس ذكريات الماضي القريب الذي عايشناه وتابعناه أثناء أجمل 18 يوما في تاريخنا المعاصر!

آخر ساعة المصرية في

03/04/2012

 

غضــــــــــــب العمالقــــــــــــــــة

محمـــــد خضـــــير 

استقبلت دور العرض المصرية اليوم الفيلم الأمريكي "غضب العمالقة " الذي عاد من أجله فريق عمل الجزء الأول حرب العمالقة للعمل مرة أخري معاً بقيادة المخرج جوناثان ليبرمان، والذي حرص علي تواجد الممثلين الثلاثة الرئيسيين من الجزء الأول في نفس أدوارهم، سام ورثينجتون، ليام نيسون ورالف فينيس أحداث الفيلم تصور مغامرة تدور في أرض أسطورية

حرص منتج ومخرج ومؤلف السيناريو علي المحافظة علي الإطار الأسطوري لقصة الفيلم، وفي الوقت نفسه تناول المشاعر الإنسانية والموضوعات والأفكار العامة مثل الحب والكراهية، وأكد المخرج أنه حاول أن يجعل الفيلم ملحميا وأن يحافظ في الوقت نفسه علي وجود الأكشن والإثارة ، مع التجهيزات المذهلة والأشخاص البارزة التي تقوم بأدوار البطولة في الفيلم".

واستخدام المؤثرات للإيحاء بالدمار والفوضي والمزج بين الجرافيك بالكمبيوتر والتحركات الحقيقية للكائنات الأسطورية المصممة من قبل فريق استشاري لتظهر كأنها واقعية.

الممثل سام ورثينجتون يمثل أغلب مشاهده علي شاشة خضراء بمفرده ويتم تصميم المعارك والحروب بعد ذلك علي الكمبيوتر".

فريق العمل قام بتصوير المشاهد في نفس أماكن تصوير الجزء الأول في  جزيرة تناريف في جزر الكناري حيث يتواجد البحر الأزرق والمناظر الطبيعية الممتدة والمساحات الرملية المفتوحة، بجانب التصوير في المحاجر المظلمة في مقاطعة ويلز في إنجلترا وستديوهات لندن، وقد تم اختيار المنتجع السياحي أباديس لتصوير أكبر مواقع التصوير في الفيلم وهي القرية التي يقوم العملاق بالهجوم عليها معلناً الحرب علي الأرض.

آخر ساعة المصرية في

03/04/2012

 

في مهرجان مــونــز السينمائي الدولي لأفــلام الحب الـ ٨٢:

قــــارئـــة الكتـاب فـي وداع الملكة

رســــالــة مــونـــز: نعمــــــة اللــه حســــــــين 

تاريخ الشعوب لا تصنعه الأيام الباهتة.. بل التي تحمل ملامح وعلامات ومواقف بارزة تحفظها الذاكرة لتظل خالدة.. ونحن نعيش هذه الأيام  أحداثا قد تحدث فرقا.. وتغييرا واضحا في التاريخ وما يسطر عنه. الصورة تبدو كئيبة من وجهة نظري وآخرين .. علي الرغم من أن هناك من يرونها (حلوة) ولذلك لابد أن نضحك.. لكن الحقيقة هي أنه يجب أن نكون في حالة (وعي) كامل حتي لا تأخذنا (الغفلة) إلي سكة (الندامة).. خاصة إذا كثرت هذه الأيام (النداهات).

وفي مهرجان مونز السينمائي  لأفلام الحب كان للتاريخ (عظاته) من أفلام خاضت في الماضي لتشكل المستقبل .. أحداث تاريخية استمرت لحظات وساعات أو أياما.. وإن استغرقت سنوات لكنها كانت (فارقة) في حياة أصحابها أو بمعني أدق في حياة الشعوب.. ومن أجمل هذه الأفلام الفيلم الفرنسي (وداعا للملكة) للمخرج بينوا جاكو وبطولة كل من لياسيدوكس .. وديانا كروجر .. عن سيناريو لـ جيل نوران وبينوا جاكو.. والأحداث تدور عام ٩٨٧١ في فجر الثورة الفرنسية وسقوط قصر فرساي وهدم سجن الباستيل.. وذلك من خلال علاقة الملكة (ماري أنطوانيت) وسيدوني لابورد التي كانت تقرأ لها الكتب وتقوم بكتابة رسائلها.. هذه الشابة التي كانت تتمتع بثقافة واسعة لكن علي درجة من النقاء.. جعلها لاتدرك أن الأيام التي تشهدها سوف تضع نهاية حتمية لمليكتها.. لكنها مع ذلك كانت شديدة الارتباط والإخلاص لها.. فلم تر فيها سوي وجه واحد.. كما أنها لخصت كل تجربتها في الحياة كقارئة للملكة.. لكن يبدو أنها لاتعي جيدا ماتقرؤه فالقراءة ليست حروفا وكلمات بل تشكيل وعي ووجدان .. وهو ما يفتقده كثير من الناس الذين صدق عليهم المثل .. (تعلم في المتبلم يصبح ناسي).

❊❊❊

فلسطين يا أغلي اسم في الوجود. نغار عليك  من كل سوء. يكفي ماتتعرضين له علي أيدي الصهاينة.. يا وطنا جريحا .. شامخا برجاله الشرفاء.. لذلك يعز علينا كثيرا أن نري هذا الاسم ولو في مهرجان سينمائي تشوه صورته تحت مزاعم الفن.. بينما هي في الحقيقة تحت مزاعم (الدعم) في مهرجان (مونز).. عرض فيلمان (رجل بلا موبايل) لسامح زوعبي بطولة رازي شواهدة وقد حصل الفيلم علي جائزة الجمهور وهي تعادل الجائرة الكبري وقد تسلمها بطل الفيلم.. كما أن الفيلم حاز الإعجاب والتقدير .. وكان قد حصل من قبل علي الجائزة الكبري في مهرجان (montpellier) السينمائي الدولي.

والفيلم وإن  كان حصل علي دعم (إسرائيلي) بحكم الهوية لمخرجه وأبطاله الذين لم يخرجوا من أرضهم فهم من عرب ٨٤ .. هذا الدعم جعل اسم إسرائيل جنبا إلي جنب مع فلسطين بالإضافة للإنتاج المشترك مع فرنسا.

وإن كان الفيلم استفاد مخرجه من الدعم ولم يتخل عن الصمود في عرض القضية في الدفاع عن الأرض والهوية  حتي لو كان من خلال مقاومة برج  للاتصالات تقيمه إسرائيل في أحد الحقول العربية.. إن هذا الفيلم بكل ما يحمله من معان جميلة وإن بدت بسيطة لكنها تعكس بداخلها الارتباط بالأرض واستمرار المقاومة إلي مالا نهاية فتحية خاصة لكل أبطاله ومخرجه الذي صنع فيلما جميلا يليق باسم (وطن جريح) لكنه  مصر علي البقاء حيا.

أما الفيلم الثاني (آخر أيام في القدس) لمخرجه توفيق أبو وائل فقد كان مثار استياء الجميع.. حيث قدمت الصورة الفلسطينية مشوهة تقريبا وكان الفيلم من الممكن أن يمر مرور الكرام لو لم يكن يحمل الجنسية الفلسطينية وبالطبع كان (الدعم) الإسرائيلي يتوافق تماما مع ماقدمه المخرج.

وقد أعجبني بشدة وأحترمه كثيرا ماكتبه الابن العزيز الناقد الشاب (أحمد سعد الدين) في الأهرام العربي حول هذا الموضوع.. خاصة أن المخرج في البداية حاول الهجوم عليه بشدة.. إلا أن حجة (أحمد) كانت أقوي بكثير.. تجعل من حق الفنانين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة ويدفعون ضرائب أن يكون لهم نصيب من الدعم.. لكن ليكن في استخدامه نوع من المقاومة.. لأن الفن سيظل سلاحا لايستطيع أحد هزيمته أو نكرانه .. والتشويه هنا للشخصية الفلسطينية الذي قد يكون مقبولا دراميا، إلا أنه علي المستوي التاريخي مرفوض تماما.. فكفانا هزائم،  لذا يجب علينا مقاومة هزائمنا الداخلية.. وليكن التاريخ شاهدا علي مقاومتنا وليس استسلامنا.. ففي المقاومة حياة.. والاستسلام عدم.

يعتبر الفصل السينمائي الدراسي في مهرجان مونز أحد العلامات الهامة لهذا المهرجان وعنه تقول ابنتي الحبيبة أمنية وجيه خيري التي شاركت به:

أنا خريجة المعهد العالي للسينما قسم سيناريو وأعمل كمساعد مخرج في السينما وسيناريست وقد كنت المشتركة الوحيدة من مصر.. عندما ذهبت وجدت أن أغلب المتواجدين رشحتهم جامعاتهم أو أماكن دراساتهم لخوض هذه التجربة مما جعلني أتمني أن يتم التعاون مع المعهد العالي للسينما ليقوم بترشيح الخريجين لمثل هذه التجارب.. وفصل السينما يضم حوالي ٠٢ من شباب دارسي السينما من أوروبا وأفريقيا ونقوم بمشاهدة أفلام عالمية هامة والالتقاء بمخرجيها للتحدث  والتناقش في أدق تفاصيل هذه الأعمال وطرق تنفيذها.. وهو يعد من أهم ما يميز مهرجان مونز السينمائي منذ سنوات.. والذي بدأ علي أيدي أوليفيه جيكارت وهو المسئول عنه حتي الآن.. هذا الرجل النشيط المهتم بالثقافة والسينما والذي استطاع أن يقدم لأعضاء الفصل أفلاما عالمية مختلفة ولقاءات مع أفضل المخرجين.

وبرنامج فصل السينما الذي يقام طوال الأسبوع ـ مدة المهرجان ـ يعتبر غنيا ومليئا حيث أننا قمنا بمشاهدة حوالي ٥١ فيلما من جميع أنحاء العالم وقابلنا نفس العدد من المخرجين في مقابلات مكنتنا من تبادل وجهات النطر والتعرف أكثر علي سينما مختلفة ولا أنسي المقابلة مع المخرج البولندي (رافايل لواندوسكي) عندما علم أنني من مصر فقد أصر علي أن يحكي لنا قصته مع السينما المصرية.. فعندما كان طالبا يدرس السينما في فرنسا قامت جامعته بإرساله لبعثة قصيرة لمدة أيام ليحضر تصوير فيلم (سكوت ح نصور) للمخرج العالمي يوسف شاهين.. وقص لنا كيف تعلم منه الكثير علي الرغم من قصر المدة وأنه لن ينسي هذه التجربة السينمائية الخاصة جدا والمميزة والتي تعلم منها الكثير مهما مر الوقت وحتي بعد أن أصبح مخرجا شهيرا ويحصل علي جوائز عالمية.

كما كان اللقاء مع المخرج العالمي دانيس تانوفيك ثريا ومفيدا للغاية فهو صاحب أفلام عالمية رائعة ومختلفة وشاهدنا له أثناء المهرجان فيلم (سيرك كولومبيا) الذي استمتع به جميع الحاضرين فعلي الرغم من أنها كانت ثالث مرة أشاهد فيها هذا العمل بعد مشاهدتي واختياري له في لجنة المشاهدة الخاصة بمهرجان الإسكندرية العام الماضي، ثم بعد ذلك أثناء فعاليات المهرجان إلا أنني استمتعت به كثيرا وكأنني آراه للمرة الأولي.

وفي نهاية الحديث عن هذه التجربة المميزة والمليئة بالتبادل الثقافي والسينمائي كم أتمني أن نحتذي بمثل هذه التجارب في مهرجاناتنا العربية والمصرية أو علي الأقل نبدأ بدروات أو فصول للمصريين من جميع مدن جمهورية مصر العربية خاصة المدن التي تعتبر الأنشطة الثقافية  والفنية بها منعدمة.

آخر ساعة المصرية في

03/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)