حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج الايرلندي كين لوش يسلط الضوء على الدور الملتبس للشركات الأمنيةفي حرب العراق

نجاح الجبيلي 

أخرج كين لوش أفلاماً اجتماعية لمدة 50 سنة. في الستينات أثار مشكلة الأزمة السكنية ولفت إليها الانتباه في فيلم " كاثي تعود إلى البيت"، وفي الثمانينيات وثق استجابة اتحاد التجارة إلى مذهب "التاتشرية" وحالياً تناول قضايا شاسعة مثل الحرب الأهلية الأسبانية في فيلم "الأرض والحرية" وحقوق العمل في لوس أنجلوس في فيلم "الخبز والورود"، والحرب الأيرلندية من أجل الاستقلال في فيلم "الريح التي تهز الشعير".

آخر عمل له بعنوان "طريق المطار" يمزج بين غضبه على الحرب العدوانية مع نقمته على ممارسات التوظيف العشوائية. حين يقتل فرانكي وهو مقاول أمني خاص في بغداد فإن صديق طفولته "فرغس" يقرر أن يقود حملة بحث شخصي عن سبب موته وفي مجرى العملية يسلط الضوء على التاريخ الملتبس للشركات الأمنية الخاصة المتورطة في الحرب.    

تحدث كين إلى مجلة "أكسونين ريفيو" حول فيلم "طريق المطار" في اللقاء الآتي:

·     خلال صنعتك السينمائية استعملت الفيلم كي تتحرى المسائل الاجتماعية والسياسية. هل من الممكن للفيلم أن يتجاوز ذلك ويقدم حلولاً واقعية؟ 

للفيلم صوت واحد من بين العديد من الأصوات. يمكن للفيلم أن يثير الأسئلة يمكن أن يتركك تشعر بأن هناك الكثير للاكتشاف ويمكن أن يتركك تحس بالتضامن مع الناس الذين يرونك في الفيلم. يستطيع أن يفعل كل الأمور لكنه ليس حركة سياسية ولا منظمة. إنه مجرد فيلم، ساعتان من القصص والشخصيات - أو يمكن أن يكون وثائقياً- لكنه ذو معلومات ومنظور وربما جدل أو وجهة نظر. إن رد فعلك على ما تستقبله من الفيلم يعتمد عليك

بناء فيلم "طريق المطار" يشبه الأفلام الأولى لك مثل "الأرض والحرية" أو "أغنية كارلا"، إذ يتبع السرد رحلة البطل الشخصية في الاكتشاف الذاتي وهذا يثير قضايا واسعة

إنه ليس رحلة اكتشاف شخصي في هذه الحالة. إنه فقط يبحث عن مادة له لكن لا يكشف عن نفسه. إن ذاته في غاية التحطيم من خلال الفيلم. يكشف الفيلم ذلك التحطيم لكنه لا يكشف عن نفسه

إنه جندي خدم في مناطق مختلفة من الحرب؛ لقد كان في أيرلندا وربما في أفغانستان وكان في العراق. وقد وصل إلى نهاية خدمته واكتشف أنه يستطيع أن يسجل كمقاول ويكسب المال- بالأحرى أكثر مما فعله كجندي ومن الواضح جداً أنها فكرة جيدة لعدد من السنوات. لكن تأثير أن توجد في العراق بالأخص تركته مثل الآخرين بإجهاد ما بعد الصدمة وأن هذه الفجوة تصبح واضحة خلال أغلب مسار الفيلم. لقد نجح في احتواء مشاكله لكن بين آونة وأخرى يثار العنف. إنه مهووس تماماً ويعبر عن نفسه من خلال العنف. وهذا يصبح واضحا من خلال العلاقة مع راشيل صديقة فرانكي. من الواضح أن هناك علاقة أكثر تعقيداً بينهما أكثر من كونها علاقة أفلاطونية بين صديقين. إنه يكشف نفسه بهذه الطريقة ويكشف عن يأسه وفراغه وهي الحقيقة التي يقوم بتحطيمها

إحدى الممرضات التي تداوي الناس بهذه المشكلة تقول بأن هؤلاء الرجال هم في حالة رثاء لذواتهم السابقة. وهم ليسوا من أولئك الرجال الذين يتوقع أن يكونوا أو يريدوا بشدة أن يكونوا. إن الحس بتلك الذات السابقة يظهر مباشرة في النهاية مع الصبيين في "ميرزي فيري"؛ فهما يتكلمان ويحلمان في المكان الذي ربما يسافران إليه حين يكبران. إن المفارقة تكمن في أنهم يرحلان وهذا الأمر يقتل أحدهما ويحطم الآخر.  

·         في غالب الأحيان في  مركز هذه الأفلام علاقة رومانسية أو جنسية افتدائية. فهل هذه طريقة لإظهار التضامن؟    

نتصور أن القصة تبدأ قبل أن يبدأ الفيلم وهي أن "فرغس" – اعتقد أن هذا يشير إليه بشكل موجز- قد قدم راشل وفرانكي وقد عرفها قبل ذلك. ثمة شيء بينهما قبل أن تصبح شريكة فرانكي. إن فرانكي هو رجل أسهل فهو اجتماعي وأكثر واقعية من فرغس الذي هو من النوع الحاد والمندفع. لذا ثمة شيء بين فرغس وراشيل يبقى بالتأكيد ذا مغزى في عيني فرغس. لكن الطريقة الوحيدة التي يستطيع التعبير عنها هي تلك الطريقة العدوانية المليئة بالعنف حين يموت فرانكي. لذا فالأمر ليس علاقة عاطفية. إنها جزء من رابطته المهشمة بالناس الآخرين. إن التبادل العاطفي العادي التي يحدث بين الناس مرفوض منه بسبب ما قد رآه وما كان جزءاً منه والكيفية التي بقي متروكاً بها

المدى العراقية في

15/03/2012

 

 

الذهب الأسود

ترجمة : ابتسام عبد الله 

كان جان – جاك أونو يصور فيلماً عن حروب النفط في الصحراء ، عندما بدأ الربيع العربي ، وقد تم ترحيل فريقه ، لكنه احتجز ليشرح كيفية وجود 300 بندقية معه ولماذا؟ وقبل ذلك، في عودة الى عام 2010 ، وفي جلسة شاي ، أمسك أنطونيو بانديراس بمعصم المخرج جان - جاك اونو بقوة ونظر بعمق في عيني المخرج الفرنسي وقال: لقد حلمت دائماً أن ألعب دور رجل عربي. دعني أشارك في فيلمك الجديد .

اونو كان يطوف بأوربا والشرق الاوسط من اجل تهيئة فريق عمل فيلمه ، " الذهب الاسود " ، الذي يتحدث القصة المخيفة والممتعة عن ملكين عربيين استلَا سيفي أجدادهما في أعوام الثلاثينيات من القرن الماضي ، وأشعلا الحرب بينهما بسبب قطعة أرض في صحراء ، تقع تحتها أكبر الحقول النفطية التي تم اكتشافها مؤخراً. كانت تلك لحظة مهمة من التاريخ وكانت الجزيرة العربية ،حسب قول اونو ، تتوازن ما بين براءة العالم القديم - بلاد الجمال في كل واحة - والعالم الجديد حيث أصبح العرب أغنياء وتتحكم أموالهم بالبنوك العالمية ، وبمبيعات هارودز ، وهي بلاد الملابس الجميلة الطويلة ، أشبه بنساء الحريم قدموا مباشرة من الف ليلة وليلة ، وهناك أيضاً القفزة العمرانية في دبي التي يمكن مشاهدتها من الجو . وقد أراد أحد الملوك في " الذهب الاسود " استثمار الثورة النفطية، وهناك آخر يرهب فرق البحث عن البترول ، وهناك ايضاً امبرياليون من الغرب .

وأخبر بانديراس اونو انه الرجل الملائم ليلعب دور ، نصيب ، امير هوبيكا ، الذي يريد النفط لتنمية بلاده الفقيرة . ويضحك اونو ويقول ، "أنطوني مقتنع بكونه عربياً، انه من الأندلس، وقد أخبرني أن أجداده كانوا دائماً مع العرب الذين عاشوا هناك . بل انه أراني كيفية احتساء الشاي على طريقة العرب . إنه حماس كبير ولا يمكن تقييمه".

وكان اونو يفكر في البداية بشخص آخر . والمخرج الذي قدم للسينما ، باسم الوردة ، سبعة أعوام في التبت ، و"العدو خلف الأسوار" ، كان يفكر في التصوير بتونس . وقد أعجبته صورة لرجل في ملصقات في كافة أرجاء تونس ، يبدو ممثلاً حيوياً، ذراعه على قلبه مع تعبير يقول انه مستعد  لبيع كل شيء حتى نفسه ، إن كان السعر مناسباً كان هو ما أريد ، لم افهم عن ماذا كانت تلك الدعاية لان الكتابة كانت بالعربية  وفي يوم من الأيام ، تقدم شرطي من اونو وقال ، " لماذا تلتقط صورا فوتوغرافية كثيرة لرئيسنا ولذلك كلف طارق بن عمار ، المنتج التونسي ، بسؤال الرئيس زين العابدين بن علي . انه كان يريد ترك السياسة والعمل في فيلم كبير عن تأريخ العرب الحديث ، "ضحك" وقال إن الأمر قد سره ولكنه يرفض العرض "ويضيف اونو"، وبما كان من الأفضل أن يثقل العرض ، لأنه وبعد بضعة أشهر خسر السلطة وفر من البلاد ، في خلال ثورة الياسمين ، أول انتفاضة عربية

وهكذا ، أسند المخرج الدور لباندرياس ، وهو ممثل اسباني ، ذو ملامح عالمية ، ولكن من سيلعب دور منافسه ،عمّار ،سلطان سلاماه، انه ممثل بريطاني . وإزاء علامات التعجب لذلك ، بريطاني في دور سلطان عربي؟ ويجيب اونو :إن العرب لا يشبه واحدهم الآخر كما يعتقد الكثيرون . أنهم مختلفون . وهناك عرب بعيون زرقاء ،بعد الحملة الصليبية.

هناك عدد آخر من الممثلين غير الأوروبيين ومنهم الهندية فريدا بينتو بدور ابنة نصيب الفاتنة والعارضة الايثيوبية الشهيرة ليّا بدور فتاة من الرقيق .أما نجم الفيلم فهو طاهر رحيم الممثل التونسي ، الذي مثل بطولة فيلم فرنسي سابق عام 2009 ، إضافة الى العديد من الممثلين الآخرين من الدول العربية والآسيوية .

ويقول اونو انه لم يكن ينوي إخراج "الذهب الأسود " لأنه فكر في إخراج فيلم باسم " شواطئ طرابلس" ، عن الغزو الأميركي لليبيا في القرن التاسع عشر . ولكنه استقر أخيراً على فيلم " الذهب الأسود " ، مستمداً خطوط القصة من رواية لكاتب سويسري وهو هانز روتس ، أعطاها له ،" طارق بن عمار" قائلا انه سيفهم عبرها الثقافة العربية.

وقد بدأ اونو بتصوير أول مشاهد الفيلم في تونس ، عندما اشتعلت الانتفاضة ضد الحكم. غادر فريق العمل إلى قطر، وبقي المخرج وزوجته ليشهدا التاريخ .

ومع انتشار الانتفاضة العربية ، كان على اونو الانتقال من تونس ، ولكنه كان يحمل سحنة، دارت الشبهات حولها وهي 300 بندقية ، عند الوصول إلى البحرين. والآن البنادق كانت مزيفة ، فقد اجتازت إجراءات المطار .

وجان – جاك اونو ، بعد الانتهاء من " الذهب الأسود " الذي عرض أخيراً في مهرجان الدوحة ، يعمل حاليا على إعداد نص سينمي عن الرواية التي حققت اعلى المبيعات عام 2004 ." الذئب الطوطم" تأليف ليو جيامين ، وهي عن طالب شاب من بكين يرسل إلى منغوليا في خلال مرحلة الثورة الثقافية ويقول : " إنني أقوم بنفس المهمة ، في هذه المرة أختار ممثلين من منغوليا ، استعد للعمل وتفاصيله ، كما إنني لا أفهم لغتهم. مع ذلك أنا أكون سعيدا في الدروب الصعبة.

المدى العراقية في

15/03/2012

 

سعود الناصري الذي خطفه الموت قبل أن يضع خدّه على خدّ العراق

لندن/ عدنان حسين أحمد 

يندرج الفيلم الوثائقي (ذاكرة المكان) للمخرج بحر كاظم تحت لافتة الأفلام الوثائقية التي ترصد أوضاع الوطنيين العراقيين المُقتلعين من جذورهم، والمهجّرين قسراً من أوطانهم إلى المنافي العالمية في مشارق الأرض ومغاربها.

وقد وقع اختيار المخرج بحر كاظم على شخص وطني مرموق وهو الكاتب والصحفي سعود الناصري الذي لم يقتصر اهتمامه على الصحافة حسب، وإنما تعداها إلى التلحين والرسم، هذا إضافة إلى انغماسه في العمل السياسي فقد كان واحداً من أبرز قيادات الحزب الشيوعي العراقي في تنظيمات الخارج. يستهل المخرج فيلمه الوثائقي بأغنية (الويل ويلاه أصل/ الليل كله أصل) وهي من تلحين وغناء الفنان سعود الناصري

وجاء هذا الاستهلال لتعزيز تعددية المواهب لدى بطل الفيلم وشخصيته الرئيسية بامتياز، تلك الشخصية التي تعاني الغربة الموجعة والحنين المُمض المتواصل للأهل والأصدقاء.

اعتمد المخرج بحر كاظم على تقنية (الفويس أوفر) كثيراً لتسليط الضوء على الشخصية الرئيسية التي لعبت دوراً فاعلاً في المشهد الثقافي والسياسي العراقي في الخارج. وقد ارتأى المخرج أن تكون انطلاقة الفيلم من منزل سعود الناصري في منطقة (غرين فورد) غربي لندن، وقد وصف السينارست هذا المنزل بـ(القَمرة المعلّقة) بين الأرض اللندنية وسمائها النائية حيث يبثّ فيها المُغترِبون أشواقهم ويغنّون (أحلامهم المعتَّقة) بفعل الغربة الطويلة واشتطاط المزار

كما ينفتح المشهد الداخلي للبيت على أثاث جميل، وصور حميمة، وآلة عود شرقية تذكِّرنا بأن سعود الناصري فنان وموسيقي حتى وإن انقطع عن التلحين لمدة ليست بالقصيرة

فحياته نسيج متشابك من الكلمات والنوتات الموسيقية، وأكثر من ذلك فإن طيبته الجارفة تغمر كل شيء في أرجاء هذا المنزل الوثير، والمفعم بالمشاعر والأحاسيس الداخلية الفيّاضة

يتنازع الناصري مكانان لا ثالث لهما، وهما الوطن والمنفى. وعلى الرغم من نأي المسافات إلاّ أن عينيه المغمضتين بقوة كانتا تريان أعمق مما تبوح به الصور التلفازية وهي تنقل المَشاهد الدموية المرعبة التي تنهش في أحشاء الوطن الذبيح

لم يعرف الناصري طوال غربته المكثّفة اليأس أو الإحباط أو الفتور لأن قطرات الضوء التي كانت تتساقط على جبينه كانت كفيلة بأن تبدِّد جيوش الظلام التي دهمت أرض الرافدين وأحالتها إلى بقعة منسيّة في ذلك الزمن اللقيط الذي تسيّد فيه الاستبداد، وهيمنت فيه الدكتاتورية.

يطل الناصري بين أوانٍ وآخر لكي يقدِّم وجهات نظره عن الوضع المأسوي في العراق حيث يموت الناس كل يوم موتاً مجانياً لا مسوِّغ له، فلا غرابة أن يقول بأن الإنسان العراقي هو هدفهم الأول والأخير وهم يعملون جميعاً (من أجل أن يتعافى العراق وأن يُسعَد العراقي).

كثيرون أولئك الذين يعرفون بأن سعود الناصري كان مريضاً، معتّل الكِلية إلاّ أنه كان يهتدي بنقطة الضوء المنبعثة من لؤلؤة الروح التي تمنحه نشوةً أبدية تحمل في طياتها سرّ عناده، ورغبته المحمومة في مواصلة طريق النضال حتى وإن كانت شاقة، معقدة، محفوفة بالمخاطر

يذكِّرنا الناصري على مدار الفيلم بأن العراق مُمتحَن وقد تحوّل إلى حقل من الألغام التي تتفجّر يومياً تحت أقدام الفقراء والمُعدمين، بينما ينهمك أصحاب الكراسي الوثيرة بلعبة التحاصص التي جزأت المشهد السياسي الرخو، لكنها لم تفلح في تجزئة وحدة الشعب المتماسك مثل البنيان المرصوص

الأغنية الوطنية تفي بغرضها وهي تُوصل رسالتها الصريحة إلى الوطن مخاطبة إياه: (لا تحزن وأولادك أحنه/ بوجه الريح نزيد إصرار). مثلما أشرنا آنفاً إلى أن الناصري لم ينقطع عن الفن كلياً، وها هو الآن يلحِّن أنشودة من كلمات الشاعر فلاح هاشم تتمحور حول الوضع في العراق وهي تصلح أن يؤديها كورس كبير وفرقة موسيقية مهيبة، أكثر مما تصلح للأداء الفردي نذكر منها: ( يا سومر يا أكد وبابل يا سفر المجد بآشور/ ما يرجع دولاب الدنيا ليكدام يظل يدور). ثمة عودة موغلة في القِدم يتعمّدها كاتبا السيناريو فلاح هاشم وبحر كاظم إلى وقع أقدام الناصري طفلاً على طرق البصرة وأرصفتها المختبئة تحت ظلال النخيل وهما يتساءلان تساؤل المستفهمين عن الشيء الذي ورثه سعود من أبيه الصحفي أيضاً عبد الرزاق عبد العزيز الناصري، هل هو وهج الصدق أم لوعة العشق؟ ويخلصان إلى القول بأنه المغترب الذي يبحث تحت سماوات المنافي عن نجمة عراقية تعيد له بعض هدوئه المفقود منذ زمن طويل.

المدى العراقية في

15/03/2012

 

الأنيميشن.. ثورة بعيدة عن بنادق الأمن السوري

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) 

تعددت أشكال التعبير عن الثورة في سوريا منذ انطلاقها في 15 مارس 2011، وحتى اللحظة من مسيرات ومظاهرات على الأرض لغاية أن وصلت صناعة أفلام رسوم متحركة "أنيميشن" في العالم الافتراضي على صفحات الإنترنت.

فقد ظهرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي تدعو لمظاهرة افتراضية باسم "تظاهرة أفلام الأنيميشن لدعم الثورة السورية والشعوب التي تناضل من أجل الحرية". وجاءت هذه التظاهرة ضمن فعاليات مهرجان "سوريا الحرّة السينمائي الأول" على الفيسبوك.

وقال المخرج السوري مهند صلاحات في مقابلة مع CNN بالعربية:" لدينا مشكلة حقيقية في مجال الصورة في سوريا تحديدا لم نرها في تونس أو اليمن أو مصر وهي أزمة عدم السماح لوكالات الأنباء العالمية والعربية من الدخول إلى سوريا، وأزمة الرقابة الأمنية المفروضة على طبيعة الصور الملتقطة وفي استخدام الكاميرات بشكل عام."

ويعتبر صلاحات أن هذه العوامل مجتمعة خلقت ما يعرف بالبدائل الذكية المتمثلة في "الجرافيكس" و"الأنيميشن" لتسد الفجوة الحاصلة في تغطية أحداث سوريا من صور.

ويضيف" بات العالم يتجه إلى هذا اللون من الفن لأنه يؤثر على عاطفة الإنسان ويوجهه بالاتجاه الذي يريد، خاصة وأن الإنسان كتلة من المشاعر التي تجذبه أي حالة تعبّر عن الثورة."

ويرى في الوقت ذاته أن أفلام "الأنيميشن" لا تحدث صدمات نفسية كما تحدثها الصورة المباشرة من الحدث بما فيها من مشاهد قتل ودماء تؤثر على الناس بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

وحول ما يميز أفلام "الأنيميشن" عن غيرها من وسائل التعبير، يقول صلاحات:" إن الأنيميشن يعمل على توظيف الشعار السياسي وبالتالي فهو يختزل المشهد، ويستعرض الأسباب التي أدّت إلى تفجير الثورة."

ويضيف "أن هذا النوع من الأفلام يؤثر في المجتمع الخارجي أكثر من المجتمع الداخلي، لأن الصورة التي تصل إلى الخارج تكون مربكة وناقصة وقاسية عادة. لذلك فالأنيميشن تخفف من قسوة ما تحمله الصورة الحقيقية."

أما الفنانين الأخوين ملص فقالا إن "لكل فرد في سوريا مهمة عليه إتمامها وإنجازها، فهناك من يتظاهر في شوارع سوريا ويجوب محافظاتها وهناك من يصنع أفلام الأنيميشن."

وما يميز هذه الأفلام عن غيرها بحسب الأخوين أنها "لا تخضع للرقابة ويقوم بصناعتها شباب سوري يريد إيصال رسالته ويخدم شعبه برفع معنوياته للاستمرار، كما أنها تعتبر مصدر إزعاج للنظام."

وحول فيما إذا كانت أفلام "الأنيميشن" تعتبر المحرك للثورة يقول الأخوان ملص:" نحن ضد تسمية محرّك للثورة، لأن الثورة بحد ذاتها توحي بالجماعة وليست فرد، فالشارع هو المحرّك الأساسي للثورة وما أفلام الأنيميشن سوى داعم لها".

وتؤكد الصحفية والمنسقة الإعلامية لمهرجان "سوريا الحرة السينمائي الأول" نضال أيوب على أهمية هذا الفن قائلة: "هذا النوع من الفن مهم جدا ونحن لا نسلّط عليه الضوء، لذلك علينا استخدامه كما نستخدم غيره من الأعمال السينمائية لقدرته على المساهمة في التوعية ونقل الواقع من وجهة نظر فنية لتصل إلى أكبر من الناس".

وتوضح أن مجموعة من هذه الأفلام قد تم عرضها ضمن مهرجان "سوريا الحرّة السينمائي الأول" على الفيسبوك الذي يهدف إلى وضع أسس سينمائية جديدة بعيدا عن رقابة الأمن ورغبة السلطة الدائمة بتسطيح هذا الفن.

وقد تضمن المهرجان الافتراضي كلا من فيلم "رصاصة" لخالد عبد الواحد و"حبة حرية" من إنتاج شخابيط ثورية و"أخرج" من إنتاج المدرسة العليا لصناعة الفنون في فرنسا، و"انتباه" لأكرم آغا و"قصة سورية قصيرة" لمحمد عمران وداني أبو لوح، وغيرها.

الشروق المصرية في

15/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)