حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد براندو قصة حبّ لرضا الباهي في بيروت 

والمولود في مدينة الـ300 مسجد يؤكد: الديموقراطية لا تأتي فجأةً

هوفيك حبشيان

قبل نحو عقد، كان المخرج التونسي رضا الباهي قد بدأ مغامرة تصوير فيلم انطلاقاً من حكاية متداخلة بين مارلون براندو وفتى شبيهه. مع الرحيل المفاجئ للعملاق في الأول من تموز 2004، ذهب الحلم أدراج الرياح، ليعود ويجد شكلاً مختلفاً، بين وثائقي ودرامي، في شريط لم يحقق اجماعاً لدى عرضه في مهرجان أبو ظبي الأخير. "ديما براندو"، هو الفيلم غير المكتمل الذي سيظل يؤرق مخرج "شمس الضباع"، وكان مناسبة لمساجلته في أمور عدة، تبدأ مع انديانا جونز ولا تنتهي عند صعود الاصوليات الدينية.

·         حكاية براندو هذه تلاحقك منذ سنوات. هل انتهيت منها الآن؟ أتشعر انك طويت صفحة من حياتك؟

- بعد موت براندو، كان ملحاً أن أنجز هذا الفيلم، في الشكل الذي هو عليه الآن. وكما تعرف، عندما كان على قيد الحياة، كان الفيلم روائياً بالكامل. بعد رحيله، تحول دفتر الرحلة الى حاجة: كان عليَّ أن أوضح وجهة نظري واستعين بحكواتي. وعندما اتممت هذا كله، شعرتُ انني انتهيت مع براندو. يبقى انه سيظل ماثلاً في وجداني كأيقونة خارج الاعتبارات الزمنية

·         لماذا أردت تسييس الفيلم؟

- براندو هو الذي أراد تسييس السيناريو. عندما طالعه للمرة الاولى، قال لي: نصكّ خراء. قالها بالفرنسية: C’est de la merde. كنا نتحاور بالفرنسية، ما عدا اليوم الذي كان فيه غاضباً، لكن هذه مسألة أخرى. ثم عدّل 23 نقطة في النصّ، معتبراً انه يجب طرح قضية العراق، وبوش، الخ. حتى انه كان يريد اقحام 11 أيلول على الفيلم. لا تنسَ اننا كنا في عام 2004. أنا شخصياً، كنتُ اريد فيلماً عن شاب تونسي يحلم الذهاب الى اميركا، فيناضل من أجل الوصول. لكن، هذا الحلم الأميركي لم يكن يروق لبراندو. كان يقول انه يجب أن نظهر كيف انه من المستحيل لعربيّ أن ينجح في أميركا. اذاً، هو الذي اعطى الفيلم نبرته. هناك شيء آخر: العولمة كانت قائمة منذ الستينات في السينما، ومدها يعود الى أبعد من سقوط جدار برلين أو نهاية الحرب الباردة

·         خلال السنوات الستّ التي مرّت بين لقائك براندو وتصويرك للفيلم، ألم تتبدل آراؤك ومواقفك؟

- القسم المضاف، واعني به مداخلتي وتعليقي على الحوادث، أدرجته الى فيلمي عام 2010. هذا هو الشقّ المسيّس. قبل ذلك، كنتُ اعمل على نسخة أخرى. عندما توفى براندو وهجر المنتجون المشروع، وجب عليّ اتمام أعمال أخرى لأنه كان عليّ أن أنسى هذه الكارثة، بغية الخروج من الاحباط، لأنني كنت على حافة الانهيار العصبي

·         كيف تقبلت فكرة انه لم يعد لك فيلم من تمثيل براندو؟

- كان الأمر في منتهى القساوة. لكن السينما عندي ليست فقط حلماً بل مسؤولية. انها التزام. لذا، ذهبتُ الى بيروت لأعمل على أفلام وثائقية. كان لي فيها اصدقاء ساعدوني لأخرج من مأزقي. وفجأة في 2010، اعتبرتُ أن رسالة الفيلم لا تزال ذات قيمة، فأنطلقتُ مجدداً

·     عندما نسمع تعليقك في الفيلم، يغمرنا شعور بأنك تريد شرح ما نراه على الشاشة، وكأن ما نراه ليس كافياً في ذاته. لماذا هذا الخيار؟

- سأعطيك جوابين عن هذا السؤال: الاول انني امضيتُ بضع سنوات بدءاً من 2005 في التعليم. جانب "الاستاذ" في الفيلم، متأتٍ من هنا. خصوصاً انه خلال تعليمي كنت قبالة طلاب سينما لم يكن أي منهم شاهد فيلماً لبراندو. وهذا شيء أدهشني (...). اما الجواب الثاني: ما كان يثيرني هو يوميات الرحلة: اللحظات الساحرة تلك، أو موقفي من تصوير بعض الأفلام الأجنبية في تونس، وهو شيء كنتُ بدأت افصح عنه منذ "صندوق عجب"...

·         ¶ ... نعم، ولكن لم يكن لك موقفٌ أخلاقي آنذاك من هذا الموضوع.

- لا اعتبر موقفي أخلاقيّاً. ناس يأتون ويضعون أحصنتهم وراقصات في مسجد يحوّلونه قصراً. في مثل هذه الحال، لا يتعلق الأمر بحكم أخلاقي عليهم، انما نوع من ادراك أنهم لا يحترمون شخصيتنا. عندما يطلق هاريسون فورد النار على العربي في "انديانا جونز" ويرميه ارضاً، ثم يبرر فعلته هذه قائلاً بأنه كان مصاباً بالاسهال في ذلك اليوم وكان عليه الاسراع في تصوير المشهد، فهذا يتضارب مع ما نعرفه عن دقة الأميركيين في العمل وتحضيرهم لأصغر التفاصيل. بالاضافة الى أن المشهد هذا صُوّر بالقرب من منزل جدتي. في كل مرة، كان الناس في أوروبا يشاهدون هذا المشهد، كانوا يصفقون!

·         ما الذي يضايقك في هذا المشهد؟ لا أفهم!

- هذا العربي الذي يجابه انديانا بكل الطرق الممكنة وبأناقة مغاربية عالية، يأتي الأميركي ليقضي عليه بطلقة واحدة

·         لكن، هذا ليس سوى فيلم مغامرة بنمط كارتوني

- هذا النمط الكوميدي لا أقبله. اختيار اللحام الذي نرى في فمه أسناناً مهترئة مثلاً، يكشف عن طريقة نمطية في تصوير الكائن العربي. استخدام أكثر الوجوه قبحاً في فيلم التقطت مشاهده في شارعي، فهذا لن ينال مني الا ادانة مطلقة. انه كليشيه.

·     عندما يتعرض أنيس (شخصية الفيلم) لما يتعرض له في ختام الشريط، لا نستطيع الا ان نفكر أن هذا عقابه، عقاب نتلقاه كردّ منك على حلمه في الرحيل. ما رأيك؟

- هنا أيضاً، أعود الى واقع يومي. حتى بعد الثورة، عشرون ألف تونسي عاطل عن العمل، صعدوا يوماً في المراكب البحرية وغادروا الى مدينة لامبادوزا الايطالية. ثلاثة آلاف منهم قضوا خلال الرحلة. لا أعرف اذا كانت ادانة رحلات كهذه، حكماً أخلاقياً، كما تلمّح اليه. اعتقد أنني أردتُ أن اكون شاهداً. من الأسباب التي جعلتني اعود الى الفيلم بعد الثورة، أن المستجدات لم تطوِ بعض العناصر الموجودة فيه. وهذا أكدّ لي أن الشريط في الاتجاه الصحّ، ويلتقط ما يجري.

·         في الفيلم، تحارب على أكثر من جبهة، من الحرب على العراق، الى...

- ... هذا كله لم يكن الا خلفية. لم اعالج القضية العراقية.

·         أعرف، لكنها خلفية حمّالة معانٍ...

- لتكن كذلك. كل خلفية عليها ان تكون ذات معنى. في هذا الفيلم نحن في حقبة محددة. ومع اميركي اسمه براندو مناهض لسياسة بوش. اذاً نحن نتحدث عن أميركا ولا يمكننا أن نحيّد سقوط بغداد عن هذا الحديث.

·         ماذا عن العولمة في الفيلم؟

- هذا هو براندو بالنسبة إليَّ. رجل كان له رأيٌ في كل شيء. لذا، تجدني مشبعاً بهذا كله. هذا الفيلم نسخته هو

·         هل الفيلم أقرب الى الصورة التي كانت في ذهنك عنه أم الى لقائك واياه؟

- انه اقرب الى اللقاء والى الطريقة التي كان يرى فيها السياسة الأميركية، وكيف كان يرى الفشل الذي كللت به حياته كناشط. وأيضاً حياته كأب وزوج. كان أجرى لي حصاداً قاتماً ومأسوياً لحياته. لم اسعَ الى هذا القدر من السوداوية، لكني أردتُ أن يكون براندو في الفيلم، حتى لو غاب جسدياً.

·         هل تقبل الانتقادات على فيلمك هذا؟

- بالتأكيد. اعتبر السينما عملاً ذاتياً. واذا كنتُ اعتبرها كذلك، فمن غير المقبول أن أفرض على آخرين أن يعتمدوا وجهة نظري.

·         أهذه المرة الاولى تصوّر فيها نفسك؟

- نعم. هذا شيء مزعج. حتى أنني فكرت لوهلة ان أطلب الى أخي أن ينوب عني قبالة الكاميرا، لكن خفتُ أن تختلط الأمور على المُشاهد. تعذبتُ كثيراً. أولاً لا أحبّ أن أرى نفسي، ثانياً اشعر بالانزعاج.

·         هذا الانزعاج بادٍ عليك.

- تماماً. لستُ يوسف شاهين

·         لا يغيب الدين عن الفيلم. ما علاقتك به؟

- ولدتُ في مدينة فيها 300 مسجد. والدي كان إماماً. ولا شكّ انني مسكون بالدين من خلال هواجسي وذكرياتي

·         وكيف يعيش أمثالك صعود الاصوليات الدينية في تونس ما بعد الثورة؟

- متشوق لأدلي بصوتي يوم الأحد المقبل وأضطلع بدوري كمواطن في الانتخابات [توضيح من المحرر: أجريت المقابلة قبل انتخابات 23 تشرين الأول 2011 في مهرجان أبو ظبي]. أخذتُ موقفاً واضحاً من "النهضة" لأنه كان يجب ادانتهم، خصوصاً في قضية "بيرسيبوليس". لستُ كثير التفاؤل، لكن هذا طبيعي، الأمر يحتاج المزيد من الوقت: لا نستطيع ان نكون ديموقراطيين فجأة

·         لكن، حتى اذا لم يفز هؤلاء، ففي النهاية هم جزء كبير من المجتمع. بإمكانهم التضييق على الحريات بشتى الطرق...

- اذاً، سنواصل منعهم من ذلك. الحرب تبدأ من الرقابة الذاتية. اليوم، عندما تعرض دوراً على ممثلة، أول ما تفعله هو التأكد اذا كان يتضمن العري. ومن يريد ان يتكلم عن الله في السينما، لا يعرف كيف. هؤلاء نجحوا في إرعابنا. ولكن، في حال تسلمهم السلطة، يمكنهم أن يعدلوا الدستور ويضعوا خطوطاً حمرا في كل المجالات. هذا أخطر ما في المسألة.

·     الا ترى ان صراع الحضارات بين الشرق والغرب انتقل الى صراع داخلي بين معسكرين، واحد منفتح على الجديد وثانٍ يريد العودة الى الماضي من خلال المنع والترهيب؟

- تظاهرة "اعتقني" [توضيح من المحرر: اتركني وشأني] في تونس، كانت رداً على اعتبارنا عملاء للغرب. "نسمة" ومتزمتون صنّفونا مع الأميركيين والصهاينة، لأننا دافعنا عن "بيرسيبوليس". فعلاً، هؤلاء يحاربون الغرب، لكن من خلالنا

·         هل السينما التونسية في خطر؟

- بالتأكيد، ولكن ليست وحدها السينما في خطر. شأنها شأن الشعر والموسيقى وحرية الفكر. المتزمتون مثل "الحزب الواحد"، لديهم رؤية واحدة لكل شيء

·         ماذا ستفعل الآن؟

- سأقدم على تصوير فيلم في بيروت. قصة حبّ جميلة

في تسالونيك الرأسمالية ليست قصة حبّ

هـ. ح. ـــ تسالونيك

الطريقة المثلى لإلقاء القبض على الأفلام المهمة والمعبرة عن واقعنا الآني هي الانكباب عليها عشوائياً، من دون تخطيط منهجي أو أفكار مسبقة. فبين 185 فيلماً يقترحها مهرجان تسالونيك للفيلم الوثائقي في دورته الرابعة عشرة (9 – 18 الجاري)، هناك جواهر نادرة وأعمال ليست أكثر من ريبورتاجات، يمكن الاكتفاء بعرضها على التلفزيون في وقت متأخر. والحقّ انه لا ينبغي البحث طويلاً في اعماق هذه التشكيلة الواسعة النطاق، لنتلمس هواجس السينمائيين التي تتحلق حول تيمة بارزة: فشل الانسان، على الرغم من تجربته وتفوقه في الميادين كافة، في العثور على نظام اجتماعي لائق يوفر له حداً أدنى من الكرامة ونسبة أقل من المهانة. المهرجان في سعيه الى التواطؤ مع الحقيقة والواقع، يفيض بأفلام قلقة على مصير العالم في ظلّ عطش الرأسمالية المتوحشة والقوى المتربصة بالضعيف الى المزيد من الربح والمنفعة. كل مخرج على هواه، يصور تنويعات هذا الانحطاط، ويطرح حلولاً تراوح بين العصيان المدني والسجال العقلاني. واذا كان الناس قد ضاقوا ذرعاً بالظلم والكيفية الأنانية التي تتعامل بها المصارف مع زبائنها والسياسيين مع منتخبيهم، فدورة هذه السنة لم يكن صدرها ضيقاً أمام فضح المستور، من "وول ستريت" الى قرية بلعين الفلسطينية في فيلم "خمس كاميرات مكسرة"، الذي سنعود اليه لاحقاً.  

في شريط الافتتاح مثلاً، "الغاضبون"، يختار المخرج طوني غاتليف صيغة القصيدة السينمائية المشحونة بالغضب، لمرافقة الرحلة الشاقة والصامتة لبيتي، فتاة أفريقية تتسلل داخل الشريط الحدودي الأوروبي، باحثة عن حياة أفضل. المخرج الغجري يحمل كاميراه على كتفه ويلحق بها، عابراً كل أنواع الحدود الفكرية والمادية، مسقطاً فكرة الجغرافيا في مفهومها القومي المتزمت، وذلك لالتقاط لحظة حماسة ويقظة غالباً ما تتولد أمام عدسته. من أثينا المهانة الى مدريد المستاءة، نرافق حركة صعود نار الغضب في وجدان الشعوب، من خلال احتجاجات شعبية جرت في أوروبا منتصف العام الماضي، تقول رفض الناس للمنظومات السياسية والاقتصادية التي تزيد الفقير فقراً، والثري ثراء

بأسلوب يعيد الاعتبار الى الكرامة قبل كل شيء آخر، يصوب غاتليف كاميراه في اتجاه المهمشين والمتمسكين بأرصفة العواصم الأوروبية كخشبة خلاص. وكل هؤلاء الذين تعتبرهم الدولة "مهاجرين غير قانونيين"، علماً ان الفيلم يرفض هذه التسمية لأن الأرض يجب أن تكون للجميع. وهناك كالعادة عند مخرج "غادجو ديلو"، الكثير من المحطات التي تنم عن نظرة طوباوية، وأيضاً رقصٌ وغناءٌ وموسيقى، بين تظاهرتين لتحرير العالم من براثن الذين يمسكون به بوحشية. وقد استلهم غاتليف انشودته هذه من كتابات ستيفان هيسل، الناشط والمناضل الفرنسي، الذي وضع نصاً يدعو الى الاعتراض اللاعنفي على كلّ انواع المظالم، ونتذكر لهذا المفكر ايضاً موقفه البارز ضد اسرائيل في حربها التموزية على لبنان. وفي تحية غير متوقعة، لا ينسى غاتليف "الربيع العربي"، من خلال رمزه الأروع، محمد البوعزيزي، "بائع الفاكهة والخضر": فيض من البرتقال يقع من عربة بائع متجول فيعبر الادراج وأزقة مدينة قديمة لينتهي مساره في قارب. فكرة الاعتراض السلمي لهيسل توحي الى غاتليف مشهداً شاعرياً يخاطب العقل والاحساس معاً. "هذا الكاتب (هيسل) كان خلف شفائي"، قال غاتليف في مهرجان برلين الأخير"، داعياً الى نبذ كلّ سينما لا ترى الا سرتها

واذا كانت اقتراحات غاتليف غير قابلة للتطبيق في المدى المنظور لابتعادها من التفاصيل العملية، فهناك مَن يتعامل مع المعاناة الآدمية بأساليب أكثر توثيقية وسوسيولوجية وبشيء من الدراسة الأدق. هذه حال المخرج اليوناني ستيليوس كولوغلو وفيلمه "أوليغارشية" (عُرض في قسم "حقوق الانسان") الذي يقدم دراسة عميقة للأزمة الاقتصادية في اليونان، عائداً بنا الى تاريخ ومحطات رئيسية من توظيف مبدأ الأسواق الحرة والنيوليبيرالية لصناعة المزيد من القهر والهيمنة. بعيداً من متلازمة المؤامرة التي تصيب سينما مايكل مور، يمرّ كولوغلو، ليس من دون أن يضحك ويسخر أحياناً، على ابرز الأسماء التي كانت خلف تكريس المنظومة الرأسمالية، من ميلتون فريدمان الى مارغريت تاتشر، خاتماً بأنجيلا ميركل ونيكولا ساركوزي، فأوباما، كاشفاً من ضمن ما يكشفه أن السياسات الاقتصادية لا تتغير، وإن تغير الرؤساء. تذهب كاميراه الى سكان الطبقة الوسطى في اثينا الذين باتوا في الشارع، بلا مسكن او مأكل، ثم نراها تُقاد غريزياً الى رجال المال والأعمال الذين يتسترون خلف جدران مصرف "غولدمان ساكس" الأميركي الذي ارتُهِنت له، أمّ الديموقراطيات في العالم.      

انقلاب غسان سلهب لا يبلغ حدّ الاغتيال

في أول كتاب له صادر باللغتين الفرنسية والعربية (دار "أمار" ــ ترجمة الجزء الفرنسي لليلى الخطيب توما)، يجمع السينمائي اللبناني غسان سلهب، خواطر دوّنها في دفتره الصغير، يَعرف مَن على تماس معه بأنه صديقٌ لا يفارق جيبه. المطلع على أعماله، لن يفاجئه العنوان: "من كتاب الغرق". أشباح، اطلال، ارض مجهولة، والآن غرقٌ، أليست هذه مستلزمات العيش في بيروت، مدينة سلهب الفيتيشية؟ الغرق، في كل حال، ما يشعره متصفح هذا الكتاب الذي من الممكن أن تُقلب صفحاته من دون تسلسل، من الأول أو من الآخر، لا فرق كبيراً. عملية الترتيب خلال النشر هي ما استعصى حتى على الكاتب. لذا يعترف في المقدمة بأنه آثر الفوضى، كما في سينماه. وكأن مَن يغرق في ثنايا الكتاب، عليه أن يتولى مصارعة الأمواج التي تتكون تحت انامل سلهب العشر، فيما هو يكتب مستسفراً: "لماذا الكلمات؟ يسأل نفسه. ألأنّ الكلمات أقلّ الأوجاع؟". هناك دائماً هذا الحضور الطاغي لمجهول. مجهولٌ يسأل، يجد، لا يفهم، "فرحة غريبة تجتاحه، تغمره؛ لا تلبث أن تغادره". يكتب سلهب على طريقة "مدونات حول السينماتوغراف" لروبير بروسون، أحد معلميه، محدثاً انقلاباً غيابياً على المخرج الفرنسي الكبير لا يبلغ حدّ الاغتيال، لأنه غير واع. "لم أفكر فيه، بصراحة"، يقول لنا في اتصال هاتفي معه. انه انقلاب صغير على نطاق الذات، يولد عادة بين مرحلتين عمريتين: بين مراهقة متأخرة وشيخوخة مبكرة

مخرجات

مؤسسة "الشاشة"

أعلن صندوق التمويل السينمائي التابع لمؤسسة "الشاشة" في بيروت اسماء الأفلام الخمسة التي حصلت على منح، كاشفاً أن الطلبات جاءت من تسع دول عربية، ومن بين مشاريع الأفلام الخمسة والاربعين، هناك أكثرية من تواقيع نسائية. يقول المدير التنفيذي للشركة، بول بابوجيان، في كلمة له، ان دور المؤسسة لا ينحصر في الانتاج بل في العمل على زيادة فرص الحاصلين على المنح في ايجاد موزعين محليين ودوليين لأفلامهم. أما الأفلام الخمسة الفائزة، فهي الآتي: "طفولة المكان" للسوري حازم الحموي، "باب التبانة" للبنانية ريمي عيتاني، "اللعنة على الفوسفاط" للتونسي سامي تليلي، "بانتظار الشروق" للبنانية ماري جرمانوس، "قراصنة سلا" للمغربية ميريم عضو وروزا روجرز. 3 أفلام من اصل خمسة هي لمخرجات، فهل تشهد السينما العربية نهضة على أيديهن؟ 

النهار اللبنانية في

15/03/2012

 

وزير الثقافة المصري أكد تميز دورته هذا العام

351 فيلماً في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال

القاهرة - أحمد الجندي 

اتضحت الكثير من معالم الدورة الـ 21 لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال الذي يقام في الفترة من 23 الى 30 مارس الجاري الذي تقيمه وتشرف عليه وزارة الثقافة من خلال المركز القومي لثقافة الطفل، بعدما أعلن د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة المصري عن الشكل العام للمهرجان بعد اجتماعه مؤخراً باللجنة العليا للمهرجان، قال الوزير: دورة هذا العام ستكون من الدورات القوية ورغم ما تمر به مصر من أحداث سياسية الا اننا حرصنا على اقامة المهرجان في موعده وسيشارك في فعالياته وأقسامه المختلفة 351 فيلماً روائياً وتسجيلياً ومتحركاً.$0 $0 وأضاف: هناك 3 لجان تحكيم دولية ستتولى تحكيم أقسام ومسابقات المهرجان وبلغ عدد الضيوف الذين تأكدت مشاركتهم حتى الآن نحو 21 ضيفاً أجنبياً بخلاف المشاركين في لجان التحكيم ليصل اجمالي عدد الضيوف الأجانب الى 35 من بينهم 4 أطفال سيشاركون في لجان التحكيم، أما الباقي فسيتم اختيارهم من أطفال الجاليات الأجنبية في مصر أثناء اقامة فعاليات المهرجان، وأوضح الوزير انه ولأول مرة سيقام سوق للفيلم على هامش المهرجان وهي من الأفكار الجديدة في دورة هذا العام، وقال: ستعرض أفلام المهرجان في 11 دار عرض وتم وضع تصورات مبدئية لاختيار الفنانين المكرمين بما يتلاءم مع الهدف من اقامة المهرجان وسنعلن خلال أيام المقبلة عن أسمائهم وتفاصيل أكثر عن برنامج هذه الدورة.$0 $0 من ناحية أخرى أشارت ادارة المهرجان الى المشاركة العربية في هذه الدورة من خلال ما أعلنته في هذا الاتجاه، حيث تحظى المشاركة العربية باهتمام كبير من جانب المتابعين للمهرجان لأن أفلامها تدور حول الثورات العربية التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية والحالية والتي سميت بثورات «الربيع العربي»، ووصل عدد الأفلام العربية المشاركة في هذه الدورة الى 12 فيلماً من 5 دول عربية هي «الأردن، فلسطين، الجزائر، تونس، السعودية»، وأكثر هذه الدول مشاركة هي الأردن، حيث تشارك بـ 6 أفلام هي: «ثورة تونس.. الطريق الى الديموقراطية» من اخراج أشرف حمدي ومدة عرضه 12 دقيقة وهو من انتاج 2010 ويحكي الفيلم بشكل مبسط المراحل التي مرت بها ثورة تونس منذ بدايتها وحتى اكتمالها.$0 $0 وأيضاً فيلم «رد دجاجتي» اخراج أشرف مجدي ومدة عرضه 22 دقيقة وهو من انتاج 2011 ويصور الفيلم الصراع بين القوى السياسية وكيف ان هذه القوى في اطار صراعها نسيت مصالح الشعب والبلد، وكذلك فيلم «في الطابور» ومدة الفيلم دقيقتان وهو من انتاج 2011 واخراج اشرف مجدي ويقدم في اطار بسيط وقوي حياة انسان والأوقات الصعبة التي قضاها واقفاً في الطابور منتظراً، أما فيلم «كش مات» ومدته 12 دقيقة فيحكي قصة الثورة المصرية من خلال لعبة شطرنج وهو من انتاج عام 2011 ومن اخراج أشرف مجدي أيضاً، ويصور فيلم «مفقود» قصة حياة طفل يعيش في منطقة مزقتها الحروب والاضطرابات ويتوق لحياته الآمنة التي كان يعيشها في الماضي والفيلم من اخراج طارق الريماوي ومدة عرضه 3 دقائق فقط.$0 $0 وتشارك السعودية بفيلمين هما: «رسالة ملك» و«يوميات سمسم» كما تشارك تونس بفيلمين أيضاً هما: «أمة في كتاب» اخراج محمد البراق وفيلم «كوكبنا العزيز الأرض» اخراج نور الهدى البراق.$0 $0 كما تشارك الجزائر بفيلم «الصياد والظبي» وتشارك فلسطين بفيلم «صامت» اخراج مؤيد عليان وهو من انتاج 2011 وتدور أحداثه حول الطفل «شادي» الذي يصاب بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة والده وتحاول صديقته «ديما» الوقوف بجانبه واخراجه من هذه الحالة بمساعدة جدته التي تنصحها بالذهاب الى دير «مار جرجس» في القدس لطلب المساعدة.$0 $0 من جانب آخر تلقت ادارة المهرجان طلبات متزايدة من العديد من المدارس المصرية من أجل مشاركة أطفالها وتلاميذها في فعاليات المهرجان سواء داخل لجان تحكيمه أو المشاركة في لجان التنظيم واللجنة الاعلامية، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستعلن ادارة المهرجان عن البرنامج الكامل لعروض الأفلام وأبرز الندوات ومواعيدها وأهم الفعاليات الأخرى، ومن المعروف ان كل أفلام المهرجان تكون خاصة بالأطفال في كل مراحلهم العمرية وبجميع أشكالها الفنية من أفلام روائية قصيرة أو تسجيلية وأفلام التحريك.

النهار الكويتية في

15/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)