حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ملاكي :

تراجيديا المفقودين في حرب الطوائف

طاهر علوان

اناس لانعرفهم ولم نرهم من قبل ، ولاندري ان كنا سنلتقيهم ام لا ، ولسنا على موعد للقائهم الا ان تجتذبنا الشاشة البيضاء لكي تنسج امامنا قصصا من حياتهم واهوائهم وتعرفنا : من هم وكيف يفكرون ولم يعانون ؟ هم اولئك الذين يسيرون مع سيرورة هذه الحياة ، هم جزء حي منها بكل مافيها ، وعلى هذا اتخذت السينما الوثائقية لنفسها عينا راصدة تواكب تلك الحياة غير المرئية ، تعيد اكتشافها ، استخراجها من زمانها ومكانها حياة يصر الوثائقيون المخضرمون على انها لايجب ابدا ان تخضع الى التعديل والتغيير والتجميل ، قبح الحياة وتبعثرها وتشتتها في السينما الوثائقية هو نوع من جمالياتها ، اية معادلة غريبة هذه ، لكنها معادلة تختصر سؤالنا : هل على الفيلم الوثائقي ان يجري تغييرا وتعديلا على الواقع ام يقبله كما هو ؟ لاشك انه سجال جديد قديم تراكم مع تراكم المنجز الوثائقي و تبرز مسألة الموضوعات التي تطرحها السينما الوثائقية في كونها اقرب الى الريبورتاج الصحافي منها الى النوع السينمائي المستقل الذي تظهر من خلاله مهارة المبدع .

ربما يكون استثناءا ان نتوقف عند الموضوع وهو في شكل تسلسل في الفكرة والمضمون كما في التتابع الصوري ، كما هي الحال في هذا الفيلم للمخرج خليل زعرور حيث  يعرض قصص سيدات لبنانيات فقدن اعزائهن في الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت شرارتها العام 1975 ، ولكل واحدة منهن عالمها المرتبط بذلك العزيز المفقود ، فهذه فقدت والدها وهي طفلة وتلك فقدت زوجها اما البقية فقد فقدن ابناءهن .

تعيش كل امرأة منهن تفاصيل الفقدان وتسترجعه على طريقتها الخاصة التي امعن فيها المخرج واعاد صياغتها على طريقته التي بدت اقرب الى الحكايات الوثائقية المحاطة بشكل فني وجمالي ربما جاء مختلفا .وخلال ذلك تبقى اصوات الفجيعة صاخبة وصارخة فالضحايا تعيش قصصهم في وجدان الناس على اختلافهم وكل منهم يعبر عن ذلك الفقدان بطريقته الخاصة التي تحمل كثيرا من الأسى والشجن .

مقتربات اساسية في الفكرة والمعالجة والبناء

لعل هذا الفيلم يحمل تفردا خاصا في لغتته السينمائية حتى اني اعده احد افضل الأفلام الوثائقية التي عرضت في مهرجان دبي في هذه الدورة , نحت خليل زعرور هذه القصص ومامرتبط بها من وقائع نحتا ، كنا نعيش قلق الشخصيات واحزانها ودبيبها الصامت وهي ترمق المكان وتغادر بعيدا مع الذكريات التي خلفها المفقودون ولعل العلامة الفارقة هنا هي السرد الفيلمي الذي وان كان الفيلم وثائقيا الا ان المعالجة حتمت علينا ان نتابع ماترويه السيدات من قصصهن . وفي واقع الأمر اننا لم نجد انفسنا امام قصة معروفة ومألوفة وسبق وسمعناها ، بل نحن امام موضوع وقضية غير مطلوب منا ان نتعاطف مع اسر الضحايا الا اننا لابد ان نهتز وجدانيا ازاء مايجري امامنا .

وبالرغم من ان السيدات لم يفعلن غير استرجاع الماضي والذكريات والحنين للأعزاء وترقب عودتهم والأمل في ذلك الا اننا كنا امام دراما تتجذر في قرارة الشخصيات وتتسرب الينا ولهذا لم نكن نملك الا ان نتابع فصول تلك القصص المتنوعة الثرية :

الفتاة التي تسترجع ذكرى والدها من خلال بدلته وساعته وهي واقفة في غرفة خربة 

الأم التي تسترجع صورة ابناءها وهي جالسة على كرسي قريب من البحر 

السيدة التي تسترجع صورة زوجها وهي جالسة وسط الصقيع والثلج 

الأم التي يختصر وجود ابنائها وعودتهم بالحياة الأجتماعية اليومية ، ان تطبخ لهم وترعاهم 

الزوجة التي تسترجع ايام الحفلات العائلية 

تراجيديا المكان الوثائقي

يمتلك المخرج عير هذا الفيلم تفردا خاصا مهما تمثل في توظيف المكان توظيفا متقنا وفريدا ، المكان عنده حي وناطق ، ويكمل الشخصية ويتناغم معها ويردد صدى كلماتها واحاسيسها ، وهو امر نفتقده في كثير من الأفلام سواء منها الوثائقية وحتى الروائية ، المكان يبدو واضحا انه مكان مصنوع وواضح ان المخرج يأتي بشخصياته الى الأماكن التي يختارها هو ومنها مثلا محطة وعربات القطار القديمة المحطمة ، البيت الخرب الذي تستذكر فيه المرأة اباها ، وغيرذلك لكن المخرج لايكتفي بذلك بل يمضي قدما في استثمار المكان فهو يحاول ان يمنحه بعدا آخر ربما كان شعريا وحتى سرياليا في بعض الأحيان وهو في سياق صنعه للمكان من خلال تفصيلات محددة وتوظيف للأكسسوارات فمثلا يأتي بخزانة ملابس فديمة ليس فيها سوى علاقة الملابس تحركها الريح او يأتي بساعة ضخمة معطلة ويضعها في فضاء مفتوح وهكذا بينما يستخدم  لازمة الشجرة واغصانها المتيبسة وهي لازمة تتكرر في الفيلم مصحوبة بحركة كاميرا (ترافيلنغ) تنزل مستعرضة المكان ، وحيث لعبت حركات الكاميرا دورا جماليا مهما اضافيا .

ويمضي المخرج في صنع تلك الأستاطيقا المكانية فيأخذ احدى شخصياته الى شاطئ البحر والعاصفة والمظلة المحطمة وهي تضع صورة اعزائها على صدرها لينتقل بنا مباشرة الى نعي سيدة مسيحية قضت كمدا وحزنا على احد اعزائها ، ثم ليظهر المظاهر الأحتجاجية الحزينة للنساء فاقدات الأعزة وهن يتجمعن في خيمة قرب مقر اممي ..يتنقل المخرج مكانيا من شجن الى شجن ولايتكلم ابدا بالنيابة عن شخصياته ولا يستنطقها بل يتركها تبث اشجانها وآلامها ولا تملك الا ان تشاطر اولئك النسوة تلك الأحزان القاسية وتدرك مامعنى الأمومة الحقة والأمهات المنتظرات منذ عقود عودة اعزائهن ومازلن على يقين وامل من عودتهم ولهذا فأنهن في انتظار .. 

باقة ورد وتحية الى ام المفقود (ستافرو)

مازالت ام ستافرو السيدة التي فقدت ولدها ذو الخمسة او الستة عشر عاما الذي خرج ولم يعد ، مازالت كلماته ترن في ذهني فلا املك الا ان  اقف لها اجلالا ومحبة ...فقد اختصرت هذه السيدة الطيبة آلام مئات والوف الأمهات ، لقد كانت تعيش الام الفقدان في كل لحظة في الفيلم بل انها ادت مشهدا هو من اروع مايكون في هذا الفيلم وهو مشهد تخيلها قدوم ابنها ستافرو الى البيت فهو في اجازة اما من الموت ان كان ميتا او من خاطفيه ، يأتي لزمن مقداره ساعة او ساعتين اشبه بأجازة قصيرة سيمضيها مع امه يشاركها فيها طعام الغداء فتطبخ له الأم المكلومة وتصدق وجوده في المكان وتشاركه الطعام وتتبادل معه الأحاديث ثم لتصحوا من ذلك الأمل والحلم على مرارة الفقدان من جديد ...وتحكي هذه الأم مكابداتها مع ذكريات الأبن وانها غيرت ا ثاث غرفته لتخفف من وطأة تذكره المتواصل لكنها لم تستطع ان تتخلص من ذكراه وطيفه ورائحته ووجوده 

_____________________

الفيلم الفائز بالجائزة الأولى في مسابقة افلام حقوق الأنسان – مهرجان بغداد السينمائي الدولي الثالث

الجزيرة الوثائقية في

15/03/2012

 

ثلاث مذاهب مسيحية : حيث الدين لفائدة المجتمع 

صفاء الليثى 

فى هذا العرض نتناول ثلاثة مذاهب مسيحية وهى الموارنة والبروتستانت والأقباط مبحرين بين شواطىء لبنان وألمانيا ومصر حيث يكتسب الدين بعدا مختلفا مع كل أرض جديدة ينتشر بها.

الموارنة : حيث المطران قائد سياسى

على نفس الطريق يمضى فريق عمل المسلسل مستعرضا مجتمع الموارنة بادئين بصحبة السيدة جدة الحورانى التى تركت وطنها خلال الحرب اللبنانية (1975-1990) وهى شاعرة بالأسف لذلك ويخبرنا التعليق أن لبنان بلد التناقضات ومكان تجمع الأقليات المضطهدة منذ أقدم الأزمنة. تتدفق المعلومات من المعلق ومن الشخصيات التى نشاهدهم عبر 52 ق كثيرا ما يعيد فيها المعلق معلومة نسمعها من شخص نقابله، هذا الإلحاح على المعلومة يعكس إصرارا على وصولها للمشاهد بشكل كامل. تقدم الحلقة الموارنة كأفراد وتأثيرهم وتأثرهم بمجتمعهم دون الخوض فى العقيدة ودون شرح طلاسمها. ومن الموارنة اللبنانيون إلى مجتمع مارونى إيطالى مصطحبين السيدة جده إلى بلدة إلبيرينو بإيطاليا وهنا نتعمق فى شرح تراث الموارنة ونتعرف على القديس (مامارون )، أما البعد النسكى المارونى فنتعرف عليه من الأم الرئيسة التى تحكى عن الدور الذى يقدمه الدير لمن يريد أن يقضى يومين فى تأمل وصلاة وسكون. نحن نعرف عن البشر والمكان والتاريخ معرفة شاملة تربط الأفراد والمنتمين لدين ما إلى تجمع مكانى وزمانى، وتوضح كيف خلقوا ثقافتهم وطقوس حياتهم الاجتماعية، ومع تشوق يتملكنى لأعرف عن الموارنة فى لبنان حيث البلد  العربى الوحيد الذى يترأسه مسيحى، أعرف أكثر عن الدور السياسى لمطران الكنيسة المارونية الذى ملأ فراغا سياسيا لكى يكون مهتما بمستقبل وحرية لبنان لصالح كل الطوائف فى لبنان الكبير الذى كرسه الميثاق الوطنى. حجم السياسة عند تناول المارونية لم يمنع من الحديث عن العائلة المارونية التى تمتلك ثقافة فطرية على تقبل الآخر وفيها تحتل المرأة مكانة عالية جعلتها تترشح للرئاسة. افتقدت فى الحلقة بحث كاف لمسألة التوتر مع الطوائف الأخرى وخاصة فى الخمسة عشرة سنة التى عاشتها لبنان فى حرب

البروتستانت: الحركة الإصلاحية للكنيسة 

ومن لبنان أيضا حيث يعيش فى بيروت وحدها 50 ألف نسمة من البروتستانت التى تعرف بالكنيسة الإنجيلية  بمعنى الاعتقاد بأن الكتاب المقدس هو المرجعية الوحيدة لمعرفة تعاليم الله، وهى مختلفة عن العقائد المسيحية الأخرى فى مركزية الكتاب المقدس وفى التسلسل الكنسى . التركيز على الصلاة الفردية مع التركيز عل الكلمة هوما يمثل أهمية خاصة للحياة الإنجيلية التى تتأكد فى المبدأ الرابع بحرية الضمير المسيحى والسعى الدائم للإصلاح. وما من وسيط بين الإنسان وبين الله. كما تحتل المرأة مكانة تجعلها مؤهلة لرسامة الكهنوت وهومتحقق فى بلاد الغرب كألمانيا ولكنه يصطدم بالتقاليد المجتمعية فى الشرق

استمدت البروتساتنية قوتها من (مارتن لوثر) الذى تحدى سلطة الكنيسة الكاثوليكية وأصبح رمز الحركة الإصلاحية والحرية الدينية. تمضى الحلقة فى استعراض صور ومعلومات مجموعة من الإصلاحيين ومنهم من أزعجه استغلال الناس ببيعهم صكوك الغفران، وجه  مارتن لوثر نداء إلى النبلاء يدعوهم إلى التحرر من سلطة البابا. وتأزمت الأمور وحُكم عليه بالحرق ولكنه اختطف من قبل أنصاره وأخفوه فى قلعة حيث تفرغ لترجمة الكتاب المقدس إلى الألمانية. بلغة الشعب  وانتهى من الترجمة عام 1522، ومن إصلاحاته أنه غير من تعاليم الزواج وأصبح من المستحسن أن يكون للقس عائلة. تنامت فكرة النهضة فى الكنيسة ثم برز يوحنا كالفن فى فرنسا جامعا بين الكنيسة والدولة. وعندما اضهد البروتساتنت هاجر الكثير منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن شرح على الخريطة نجد أكبر تجمع للكنائس البروتستانية. وعرف منهم المرسلين المبشرين ومنهم من أتى إلى الشرق الأوسط إبان الحكم العثمانى وهكذا تم نشر كلمة الإنجيل وليس تعاليم الكنيسة. ومن المهم عدم إغفال دور الإرسالية فى بيروت حيث قام المبشر د.كورنيوس فانديت بترجمة الكتاب المقدس إلى العربية عام 1864 لتصبح أول ترجمة عربية معتمدة فى كل الكنائس الإنجيلية. وتستعرض الحلقة أيضا الكنيسة البروتستانية فى الكويت مركزة على العلاقة بين المتبعين لتعاليمها وبين الأكثرية المسلمة ونتعرف على القس الكويتى جورج غانم ومشهد لرسامة قسيس محلى فى قرية علما الشعب. هذا التتبع يكشف عن الدور البحثى والإعداد الرائع من صناع المسلسل لكى يتم توصيل صورة كاملة عن المجتمعات البروتستانية فى عدة دول وبين دورها الإصلاحى. إنتاج ضخم يجرى التصوير فى بلدان عدة ويقابل عددا من رجال الدين الذين يضيفون عمقا لشرح كل ما يحيط بالمذهب الدينى والمجتمعات المرتبطة به. إن مبدأ الخدمة دون شروط، وثقافة السلام وخدمة المجتمع هما أهم المبادئ المسيحية الإنجيلية، مع الاستمرار فى الإصلاح فى مدارس الأحد التى تعد أهم المؤسسات ديناميكية فى العالم.

الأقباط: مبارك شعبى مصر 

حرص المعلق على التأكيد على تتبعه لأسرة حلمى القبطية المسيحية الأرثوذكية مبتعدا عن الدخول فى حقل ألغام الخوض فى مجتمع مسيحى بمصر متسلحا بمقولة (وشهد شاهد من أهلها)، ومحتميا بحيادية نقل ما يخبره به حلمى ومارى . عائلة حلمى المقتدرة تعمل فى مجال الإنتاج السينمائى، وتعمل لديها عائلة عرفة وهم مسيحيون من جنوب مصر. البداية مع سعادة عائلة حلمى بفيلمه الذى يعدونه عن التاريخ الفرعونى،هم يتحدثون عن ارتباط الأقباط بتقاليد المصريين القدماء ويؤكدون أن أقباط مصر من أصول فرعونية وليست عربية، أؤكد أن هذا يرد على لسان العائلة فهذا ما يعتقدونه هم وليس صناع الفيلم. تؤكد مارى أسعد الناشطة الاجتماعية أن سرعة انتشار المسيحية فى مصر لأنها مبنية على قواعد إيمانية من التراث الفرعونى. كما يعتقد الأقباط أنهم الأكثر تجذرا بالعقائد الإيمانية الأولى على عكس البروتستانت، يذكر الأنبا شنودة : لم نتغير إطلاقا فما أخذناه من الآباء ثابت حتى الآن. وأيضا فيما يتعلق بمكانة رجال الإكليروس وانتظامهم فى هرمية دقيقة. وهذا التراتب يُبقى على العلاقة بين الشعب والكنيسة المحافظة رغم انفتاح الرعاة فيها . أما الاهتمام بالتنشئة فهو الأولى حيث يتحدث الأنبا موسى عن الاهتمام الشديد بتنشئة الطفل مستلهما الآية المقدسة" مغروسين فى بيت الرب، زاهرين فى ديار بيت الله" ، فما يفعله رجال الدين فى الكنيسة القبطية مرتبط بفكرة الغرس هذه. الأنبا يؤنس يحرص على تنشئة الشباب المسيحى جامعا بين التراث والمعاصرة. ولا تخلو أيضا الكنيسة القبطية من الدور المجتمعى ففى نقلة فنية جيدة بالحلقة ننتقل من القلعة إلى أسقفية الخدمات المهتمة بلقمة العيش، ولقاء مع باحثة فى قضايا المرأة ومع المناضلة مارى أسعد المهتمة بتمكين المرأة وهو مصطلح تنموى يستخدمه العاملون فى قضايا المرأة والعمل على مساواتها فى الحقوق، ومنها أن تكون شماسة كالطفل الذكر وأن تصل إلى أن تكون قسيسة كما يحدث فى طوائف مسيحية أخرىإن اختيار عائلة محددة  تعمل فى مجال السينما جعل فريق عمل الفيلم يؤسس لمشاهد شبه رؤائية لتعميق فكرة ما وشرحها، مثال على ذلك مناقشة فكرة صراع الأجيال بين الأم مارى وابنتها سارة ، فى المشهد يتم الاقتراب مما أسمته مارى " جو عام فى المنطقة ينتشر فيها التزمت والتعصب "  دون تسمية للخلاف المسيحى الإسلامى المتنامى فى مصر. تم التصوير بين القاهرة والإسكندرية وصحراء مصر حيث دير القديس أنطونيوس. استعراض تاريخى موثق بخرائط عن انتشار المسيحية فى الجنوب أولا على امتداد وادى النيل وحتى أسوان. تقويم القديس مرقص وهو التقويم القبطى الذى تأسس عام 284 م. ويعرف أيضا بتقويم الشهداء، ويقصد بهم من ماتوا على أيدى الرومان فى المسيحية الأولى. بالطبع هناك عروج على الفتح الإسلامى عام 641 م. ويذكر أنها كانت مرحلة طمأنينة وسلام. ويشهد التاريخ أن الأقباط رفضوا التعاون مع الصليبيين فى حملاتهم على الشرق بل شاركوا المسلمين فى مقاومتهم. كما رفضوا قيام دولة إسرائيل أو الصلح معها. سمير مرقس المفكر والباحث يسمى الكنيسة القبطية بكنيسة الإجماع الوطنى

ينتهى الفيلم ولا أقول الحلقة فهناك بناء سينمائى متميز ومؤثر فى "الأقباط" تنتهى بصورة عامة للكنائس المسيحية تغطيها عاصفة ترابية وهى لقطة تعبيرية عن الخطر المحدق بها ، تطول اللقطة حتى تنقشع العاصفة وبزوالها التدريجى يتلاشى الخوف من حوث ما يهدد المجتمع المسيحى فى مصر. لم ينسى الفيلم استعراض فكرة هجرة الأقباط التى صيغت أيضا على شكل حوار بين قريبة سارة المهاجرة وهى تحكى كيف تشعر بأنها كندية أكثر منها مصرية. أما رومانى أخ سارة فهو يرفض نهائيل فكرة الهجرة وإن كان يوافق على السفر والعودة لبلده . حلقة يمتزج فيها الدين بالسياسة بالقضايا المجتمعية، تغطى جزءا من أوضاع الأقباط فى مجتمع مع أغلبية مسلمة

الحلقات الثلاث لا توجد فى قرص مدمج واحد ولكنه اختيار لى حاولت به تتبع الفروق الجوهرية بين المجتمعات المسيحية فى المذاهب الثلاث وهى على اختلافها يجمعها دور أساسى للدين فى خدمة المجتمع.

الجزيرة الوثائقية في

15/03/2012

 

فوزي صالح : اتمنى ان يكون فيلمي خطوة

الفيلم حصد جوائز ويحقق ايراد جيدا في البيع  وهذا يشجع أي منتج للسينما الوثائقية

القاهرة – محمد حسن 

فاز الفيلم التسجيلي "جلد حي" للمخرج الشاب فوزي صالح بجائزة "رضوان الكاشف للعمل الاول القصير" في مهرجان الاقصر الدولي للسينما الافريقية , وذلك بالمناصفة مع الفيلم الكاميروني "استعارة الكثافة" , وعلى الرغم من ان هذا الفيلم سبق ان فاز بعدة جوائز دولية الا ان مخرجه يعتز بهذه الجائزة تحديدا ويعتبرها وسام على صدره – على حد تعبيره .

يرصد الفيلم على مدار 52 دقيقة تسجيلية – هي مدة عرضه – المخاطر التي يتعرض لها الاطفال العاملين في مدابغ الجلود بسبب تعرضهم لمواد كيماوية تجعلهم عرضة للامراض الصدرية والتشوهات الجلدية , ويسلط الفيلم الضوء على صبر هؤلاء الاطفال وكيف يتحملون كل هذا العناء من اجل حفنة قليلة من الجنيهات يواجهون بها فقر المعيشة , في الوقت الذي تنتهك طفولتهم دون ان يدروا .

وخلال حوار خاص ل"الجزيرة الوثائقيةقال فوزي:"فيلمي سبق ان فاز بثلاث جوائز دولية اخرها في مهرجان ابو ظبي , لكن لهذه الجائزة – اقصد جائزة مهرجان الاقصر - مكانة خاصة عندي لعدة اسباب اهمها انه مهرجان مصري وثانيها ان هذه هي دورته الاولى , وسيسجل التاريخ انني فزت بجائزة في اولى دورات هذا المهرجان الهام الذي يهتم بالسينما الافريقية .

واضاف فوزي :"منتج هذا الفيلم هو الفنان محمود حميدة , وقد تكلف انتاج هذا الفيلم حوالي 200 الف جنيه , وكنت اتعجب من هذا الرجل الذي ينفق ماله في عمل تسجيلي قد لا يدر له ايراد فيما بعد , ولكنني تأكدت بعد ذلك ان محمود حميده يحب السينما ويعطيها دون انتظار المقابل , والاجمل من هذا ان هذا الفيلم حقق ايرادات واسعه بعد ان تم بيعه خلال اسطوانات مدمجة داخل وخارج مصر , كما انه حصد ولا يزال يحصد الجوائز المالية والادبية , وكل هذا بمثابة تحفيز وتشجيع لاي منتج على الاقبال على انتاج هذه النوعية من السينما".

اشار فوزي الى ان فيلمه كان قد حصل على منحة قدرها 10 الاف دولار من الصندوق العربي للثقافة والفنون بالتعاون مع معهد صن دانز للافلام الوثائقية , وهذه الجهات المانحة لا تعطي الدعم الا لافلام محددة وهذا يعني اننا فزنا بثقة تلك الجهات المانحة , قبل ان نفوز بالجوائز بعد اتمام الفيلم .

وتحدث فوزي صالح عن كواليس التصوير فقال :"هذا العمل صورناه في ابريل 2010 , لكن التحضير والاعداد له من جمع المعلومات وخلافه بدأ في يوليو 2009 , وكانت الصعوبة الوحيدة التي واجهتنا اثناء التصوير هي الفكرة السائدة لدى معظم الناس بخصوص تجريم تصوير هؤلاء الاطفال , فالناس كانت تعتقد ان كل من يحمل كاميرا ويصور هؤلاء الاطفال هو شخص مأجور وعميل ويهدف الاساءة الى سمعة مصر , وهذه كانت مشكلتنا الوحيدة خلال التصوير , لكننا عملنا على تذليل الصعوبات وحاولنا تغيير هذا المفهوم الخاطئ لدى الناس , والحمد لله نجحنا وأتممنا التصوير بخير , وها نحن الان نحصد الجوائز .

"ارتفاع تكاليف انتاج الفيلم لم يكن مشكلة" .. هكذا يتحدث المخرج عن ميزانية "جلد حي" ويضيف قائلا :"الميزانية تعتبر مرتفعة لسببين الاول ان هناك اماكن تصوير متعددة وهذا التنقل يرفع الميزانية كما هو معروف , والسبب الثاني ان هذا الفيلم عمل به فريق عمل من الباحثين والمعدين وفنيي الاضاءة وفنيي التصوير , وكل هؤلاء لهم اجور , واعتقد ان اجورنا التهمت نصف الميزانية تقريبا , بينما التهمت باقي عناصر الانتاج النصف الاخر للميزانية .

وتحدث المخرج عن دراما الفيلم فقال :"الفيلم يسرد باستفاضة اغتيال البراءة والمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها هؤلاء الاطفال بسبب ملامستهم ماء الجير الحي و"الاجزا" وغيرها من المواد الكيماوية الضارة التي تستخدم في دبغ الجلود , والاكبر من هذا كله ان هؤلاء الاطفال غير مؤمن عليهم , وبالتالي حين يمرض احدهم يعالج نفسه على نفقته الخاصة وربما تلتهم تكلفة علاجه اضعاف ما تقاضاه كأجر نظير عمله بهذه المهنة الخطيرة

اشار فوزي الى انه يستعد لاخراج اول فيلم روائي طويل بعنوان "ورد مسموم" يبدأ تصويره نهاية مايو المقبلوقال :"هذا الفيلم مأخوذ عن رواية "ورود سامة" للكاتب احمد زغلول الشيطي , والاحداث في زمن ما قبل ثورة 25 يناير وتدور في العالم السفلي لمدينة القاهرة في احدى المناطق الفقيرة , حيث ينتحر شابا ويكون الفيلم عبارة عن رحلة بحث عن اسباب ذلك الانتحار من خلال مقابلة العديد من الشخصيات , والاحداث كلها تدور خلال يوم واحد فقط هو الزمن الدرامي للفيلم .

اختتم فوزي صالح كلامه قائلا : الاعتراف بوجود مشكلة هو اول خطوات الحل , وهذا الفيلم يعترف بوجود مشكلة خطيرة تتعلق بعمالة الاطفال , واتمنى ان يكون خطوة على طريق الحل , وأحب ان اؤكد ان الدول التي تريد ان تتقدم تعترف بأخطائها وتحلها , بينما الدول التي تدفن رؤوسها في الرمال تظل متخلفة .

الجزيرة الوثائقية في

14/03/2012

 

في "منتصف ليل باريس "

"وودي الان" يعلمك كيف تصبح وحشا جميلا 

أسامة صفار 

محظوظة تلك المدينة التي يحبها "وودي الآن" حتي لو كانت ملهمة لآلاف المبدعين قبله وبعده ومعشوقة الملايين حول العالم , فلن يستطيع أي منهم تخليدها أو التقاط تجلياتها الأجمل كما فعل المخرج والموسيقي والسيناريست الأمريكي ورغم ذلك فانه بعد مشاهدة فيلم " منتصف ليل باريس " من الأفضل الحديث عن "وودي الان " الطفل الأكثر بساطة من غيره بكل براءته وشقاوته وتوحشه وتجاوزه لكل قوانين الحكماء والعقلاء ومن ثم جمال وعبقرية ما أنتجه من معني ومشاهد تذوب عشقا ليس في باريس وحدها ولكن في حرية أن يختار كل انسان زمانه ومكانه الخاصين والمفضلين ليقيم فيهما أو بالحد الأدني يزورهما وقتما يشاء ولكنه وبينما يطلق حرية اختيار تتجاوز الالتزام بالزمان والمكان يضرب فكرة الحنين في مقتل اذ يطرح الفكرة الأكثر صدقا والصادمة لأولئك الرومانسيين الحالمين بالميلاد في زمن سابق حين تشير "عشيقة بيكاسو " للبطل الذي يلتقيها في عشرينات القرن الماضي باعتباره عصرا ذهبيا له الي أن العصر الذهبي بالنسبة لها والأولي بالحياة فيه هي بدايات القرن العشرين حيث عاش بول جوجان .. وهكذا يخرج بنا وودي الان من اجماع علي جمال باريس في منتصف ليل عشرينات القرن العشرين الي نسبية الزمن الجميل لكل جيل باعتباره دائما الزمن السابق عليه ليصل الي بنية أكثر عمقا في اللاوعي الانساني تتعلق بالشوق لما مهد لوجوده من أدب وفن وجمال مختلف عن ذلك الذي يعايشه ناضجا .

كبر المخرج الأمريكي وودي الان واقترب من الخامسة والسبعين لكنه بروح الطفل ذاتها يعود الي حيواته السابقة والمحطة الأبرز فيها وهي ذلك الفيلم – التحفة " زهرة القاهرة القرمزية - 1985 " لا ليكرر ما قدمه من قبل باعتباره حقق نجاحا لم يكن الان يحلم به ولكن ليعيد صياغة الفيلم بشكل ومضمون يتناسبان مع ما بلغه من نضج وحرفية ويتناسبان مع زمن لم يعد هو الزمن الذي كان .

والثابت في الفيلمين أن ثمة مشكلة تتعلق بالزواج والارتباط الشخصي تواجه البطل وبينما تهرب بطلة "زهرة القاهرة القرمزية " - قدمت دورها  ميا فارو- من واقع كونها متزوجة من عاطل لا يريد العمل ويعتمد عليها في جلب المال ليلعب به القمار في زمن الكساد الأمريكي وفي الوقت ذاته يعتدي عليها بالضرب عند أبسط اختلاف فان بطل "منتصف ليل باريس " -وبطله أوين ويلسون - يهرب من التورط في زيجة لا يجمع بينه وبين خطيبته فيها سوي الجسد ويختلفان في كل ما عدا ذلك فهي لا تؤمن بموهبته كروائي وتفضل عليها استمراره في جلب المال عبر كتابة السيناريوهات التافهة لهوليوود وبينما تدور أحداث الفيلم الأول في مدينة نيويورك المنكوبة بالكساد في القرن الماضي فان الفيلم الثاني يدور في باريس 2010 حيث يقضي الخطيبان أجازة هناك ويتأمل "وودي الان " في زهرة القاهرة القرمزية " حالة التوحد مع البطل أوالوقوع في عشقه كشخص خيالي مطروح لحل أزمة الزوجة التعيسة التي لا توجد في حياتها لحظة سلام سوي تلك التي تقضيها في قاعة السينما فتشاهد الفيلم الواحد لخمس مرات متوالية وهو ما يؤثر في بطل الفيلم الذي تشاهده فيخرج اليها عبر الشاشة ويتورط فريق الفيلم متوقفا عن استئنافه بينما يهرب البطل مع بطلة وودي الان الي حيث الأفق الأكثر رحابة من دور مرسوم بيدي وخيال سيناريست وان تعامل بروح الشخصية التي أبدعها الممثل الحقيقي والكاتب .

في " منتصف ليل باريس " لدينا بطل رجل يعيش الأزمة نفسها مع فارق بسيط يوضحه الأداء والحركة داخل الكادر التي رسمها الان بدقة ليؤكد علي اختلافه مع محيطه سواء في تعاطيه مع الحياة أو في ردود أفعاله تجاه سلوك الاخرين وخاصة والدا خطيبته اللذان يشكان في قدراته العقلية وفي الأماكن التي يرتادها فهو شخص حقيقي تماما بينما الوالدان وصديق الخطيبة وزميلها في الجامعة والذي يتصادف وجوده ويرتبط بهما طوال رحلة الفيلم شخص " متحذلق " تماما وزائف تماما يدعي ويدعي له الاخرون أنه خبير في الفن التشكيلي والرواية وتاريخ الفن والويسكي الفرنسي أيضا ويهرب بطلنا من الصحبة تاركا خطيبته مع الاخرين ليجول في شوارع باريس التي يعشقها ليلا وخاصة في المطر ويبدع الان العاشق في تصوير مدينة الأناقة ويكتشف جمالها الخاص عبر مشاهد شعرية ممتعة ليصل البطل الي منعطف غامض يجاور درجات سلم وتلتقطه سيارة يطلب منه ركابها الصعود اليها ليصل الي حفل يتعرف من خلاله علي كبار كتاب وفناني عشرينات القرن الماضي وأولهم "أرنست همنجواي " الذي يدخله الي عالم المبدعين فيصحبه الي منزل بيكاسو وهناك يتعرف عليه وعلي فيتجرود شتاين وأيضا عشيقة بيكاسو الجميلة والملهمة والفنانة ومصممة الأزياء .. ويفاجأ البطل الذي كان حائرا بسبب عدم ثقته في أي من نقاد عصره لتقييم روايته قبل عرضها علي دور النشر فيعرض علي "هيمنجواي " الرواية لكن المبدع الكبير يرفض ويقرر عرضها الناقدة فيتجرود شتاين مؤكدا أنها لو كانت سيئة سوف تنغص عليه مزاجه وان كانت جيدة جدا سيشعر بالغيرة وبالتالي فمن الأفضل أن يراها ناقد وليس مبدع .

ويعيش البطل علي التوازي حياته الأخري حيث يعود بعد قضاء سهرته مع الابداع والمبدعين الي الفندق الذي يقيم فيه ويخرج ومع خطيبته ووالدتها لشراء بعض الأثاث لبيت الزوجية يصادف محلا لبيع كل ما هو قديم من ابداعات ومطبوعات وتلفت نظره براءة وصدق البائعة ويشتري تذكارات من هناك ثم يشتري عملا يشبه المذكرات  ونكتشف أنه لعشيقة بيكاسو التي يراها البطل ليلا وخاصة بعد انفصالها عن الفنان التشكيلي الكبير ويلجأ لمترجمة فرنسية لقراءة وترجمة المذكرات التي تعترف فيها العشيقة بحبها لكاتب مغمور اسمه "جيل باندر " انه اسم بطلنا الذي يفاجأ أنها تحلم أن يهديها قرط للأذن ويعترف لها بحبه ويسارع الي الفندق ويهم بسرقة قرط خطيبته لكنها تكتشف الأمر وتتهم خادمة الفندق فيعيد القرط بشكل مريب الي مكانه ثم يشتري اخر ويذهب ليلا الي زمنه ويهدي عشيقة بيكاسو القرط وفيما يهم بالاعتراف بحبه تتوقف سيارة لتنقلهما الي أوائل القرن حيث يعيش بول جوجان .. وهناك يرغب في العودة فتقنعه بأنه عصرها الذهبي وأن عليه هو أن يعود .

تلفت الرواية أنظار الجميع وتنصح الناقدة الكبيرة بناء علي ملاحظة أرنست همنجواي نظر بطلنا " جيل باندر " الي الحبكة الروائية تتطلب الشك في علاقة بين خطيبته الأمريكية والخبير المتحذلق فيعود الي الفندق ويواجهها لتعترف ويعترف هو بأن عليهما أن ينفصلا ويخبرها الأب أنه كلف مخبرا سريا بمراقبة هذا الخطيب وأن المخبر اختفي ويعيدنا الان الي بدايات القرن العشرين لنجد المخبر يدخل خطأ الي البلاط الملكي الفرنسي ويطارده الحراس فيم لا يعرف الي أين يتجه .

ونكتشف أن الفيلم ما هو الا رواية تتم كتابتها عبر معايشتها لكن الان لا يكتفي بذلك انه يصطحب البطل الي هناك حيث شاطيء النهر في منتصف الليل ويلتقي مصادفة بالبائعة التي لا تمانع في أن يمشي معها قليلا وأيضا لا تمانع في أن تبتل من المطر الباريسي لأنها تحبه بينما تتساقط الأمطار علي الإسفلت وعلي الأعمدة والمصابيح وسط اضاءة ليلية خارجية بديعة

تعرض بطلنا للخيانة واكتشفها الابداع ونجا منها لأنه لا ينتمي في حقيقة الأمر الي هذا العالم الزائف وقرر أن يستقر في باريس الملهمة لكن بطلة زهرة القاهرة القرمزية تخطيء في اختيارها للمرة الثانية حيث يدخل الممثل طرفا في العلاقة بينها وبين الشخصية التي يمثلها ويستطيع أن يعيش معها مشهدا مشابها لذلك الذي عاشته مع شخصيته الأكثر نبلا وصدقا وبالمنطق السليم وفي دار العرض تقف حائرة بين اختيارين أحدهما شخصية فيلمية نبيلة والثاني بطل هوليوودي في طريقه الي المجد وكلاهما له نفس الشبه وتختار الانسان المبدع ليعود الابداع نفسه الي داخل الشاشة يستكمل تقديم الفيلم مهزوما عاطفيا بينما يصحب الممثلة بطلة زهرة القاهرة القرمزية الي خارج دار العرض ويطلب منها تجهيز حقيبتها للسفر معه الي هوليوود فتذهب لدقائق وتعود لتكتشف أنه كان حزءا من خطة استعادة الشخصية الفيلمية حرصا علي أموال المنتج وعلي مستقبله الفني .. فتعود من حيث أتت.

الجزيرة الوثائقية في

14/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)