حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفــــــــــن ليــــــس متهمـــــــــاً

تحقيق: سهام العقاد

أثار حكم المحكمة الذي صدر بحبس الفنان الكبير عادل إمام ثلاثة أشهر، وغرامة قدرها ألف جنيه، بتهمة ازدراء الأديان، والإساءة للإسلام من خلال تقديمه أعمالا فنية تسخر من الحجاب واللحية والنقاب، الكثير من الجدل وسط المثقفين، وسادت حالة من الفزع بين الفنانين والمبدعين.

فجر الحكم العديد من الأسئلة، لعل أبرزها: هل يجوز محاسبة الفنان علي الخيال؟ وهل يمكن إصدار حكم قضائي علي الأعمال الفنية بأثر رجعي!!؟ وهل يعتبر الحكم بمثابة بداية لهجمة شرسة علي حرية الإبداع، واعتداء صارخ علي الفنون؟ وهل هناك علاقة بين صعود التيار السلفي والإخوان المسلمين من جهة وبين الحكم من جهة أخري، ولاسيما أن المحامي السلفي عسران منصور هو الذي قام برفع القضية.

في التحقيق التالي تحاول «الأهالي» الإجابة علي تلك الأسئلة من خلال نخبة من المثقفين والمبدعين والنقاد.

الدين والإبداع

قال وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد في تصريحات خاصة لـ"الأهالي" إن المجتمع لن يقبل الحجر علي فنونه أو آدابه أو مستقبله، مشيرا إلي أن الحكم يعد بمثابة بداية لهجمة شرسة علي الإبداع، مؤكدا أن تلك الهجمة لن تنجح، لأننا سنتصدي لتلك الاعتداءات الغاشمة، وسوف نقف بالمرصاد أمام كل من يحاول الحد من الحريات، وقال سنظل ندافع مدي الحياة، عن حرية الخيال والإبداع والتعبير بجميع أشكاله.

أشار الوزير إلي المسيرة الفنية الحافلة للنجم والزعيم عادل إمام الذي تربع علي عرش الكوميديا لمدة ثلاثة عقود متصلة، تحديدا في السبعينيات من القرن الماضي، مؤكدا انه لعب دورا بارزا في الحياة الفنية، ومازالت العديد من أعماله محفورة في وجدان الجماهير، وله أفلام مهمة تميزت بالجرأة والسخرية، ورصدت مشكلات وهموم وأوجاع المجتمع. وقال: يجب أن نفرق بين الأعمال الفنية، والأشياء الواقعية، لأنه لا يجوز بحال من الأحوال أن نحاسب الأعمال الفنية المتخيلة، لأن الفن يختلف عن الحياة، رغم انه يعكسها ويرصدها.

أضاف د. شاكر أن الدين قوة إيجابية، لا يجب أن يتم استخدامه علي هذا النحو السلبي، لأنه لا يمكن أن يكون الدين ضد الإبداع، موضحا أن الإبداع ما هو إلا سلوك إنساني يتفق مع القيم الإنسانية العليا التي تدعو لها الأديان.

أكد الوزير أهمية دور "لجنة الدفاع عن الحريات"، المنوط بها التصدي لمحاولات العبث بالتراث الثقافي والحضاري، ومواجهة أي اعتداءات علي حرية الفكر أو الإبداع، ورفع سقف الحريات وليس الحد منها. مشيرا إلي أن المثقفين المصريين قادرون علي حماية الإبداع والثقافة المصرية، ويري أنه من الضروري أن يتحد ويتكاتف جميع مثقفي وفناني مصر لمواجهة تلك الهجمات، خاصة أن ثورة 25 يناير جاءت لتحقيق العدالة والحرية لجميع أطياف الشعب وليس لفئة بعينها.

قضية ثأر

بداية القصيدة كفر هكذا تحدثت المخرجة إنعام محمد علي، أضافت: الحكم الذي صدر في حق الفنان عادل إمام في نظري يعد بادرة ليست مطمئنة علي الإطلاق، لأنه يوضح أن ساحة الإبداع والفن المصري عموما سيتعرضان للمزيد من القيود، علما بأن الإخوان المسلمين عندما حصدوا أغلبية مقاعد البرلمان أكدوا أنهم لن يقتربوا من حرية الإبداع!! وأري أن تلك القضية تدل علي أن تلك التيارات تسعي للأخذ بالثأر من الفنان عادل إمام بأثر رجعي، والمؤسف أن القضاء في تلك الحالة متضامن مع الاتجاه الإسلامي، وتلك إشكاليه في غاية الخطورة!!

وأخشي ما أخشاه أن يمتد هذا السيف المسلط علي رقاب الفنانين لينال من العلوم والآداب ومختلف الفنون،علي الرغم أني ضد الأعمال الإباحية وأؤيد الفن البناء الذي يساهم في عملية التنمية البشرية، خاصة ونحن في مجتمع يعاني من الأمية والجهل ويستقي معلوماته من دور العرض السينمائي ووسائل الإعلام. لكن لا يجوز وأد الإبداع أو الاعتداء عليه مثلما يحدث الآن، الأمر الذي يساهم في رجوع المجتمع المصري برمته إلي الوراء.

فنان شجاع

شدد الناقد السينمائي فوزي سليمان علي ضرورة حماية الإبداع، وعدم المساس به، لأنه لا يجوز الارتداد نحو عصور غابرة مضت، وبالتالي لن يستطيع مبدع أن يعمل في ظل تلك القيود التي تحد من حرية الإبداع.

لاسيما أن تلك الأفلام التي يحاكم من أجلها الفنان الكوميدي القدير عادل إمام تدل علي شجاعته، لأنه استطاع أن يقدم أعمالا تناولت الواقع في قالب ساخر أسعد الملايين، وندد بالإرهاب، ودافع عن الإسلام والوحدة الوطنية.

أنصار الإرهاب

أنا لست مندهشا لأنني أدرك تماما أنه بعد صعود السلفيين، وسيطرتهم والإخوان المسلمين علي مجلس الشعب، أن يحدث مثل هذا العدوان علي حرية الإبداع، هكذا بدأ حديثة النقاد السينمائي مصطفي درويش وأضاف: خاصة أن هناك البعض من الفنانين المستهدفين من قبل تلك التيارات وفي مقدمتهم الفنان عادل إمام، باعتباره من أهم الفنانين الذين عبروا عن خطورة الإرهاب وضرورة مقاومته. وهذا الاتجاه بطبيعة الحال مكروه من أنصار الإرهاب، لذا عندما سنحت لهم الفرصة رفعوا تلك الدعوي من أجل إرهاب عادل إمام، ومن ثم إرهاب باقي الفنانين بغرض تكميم أفواه الجميع، إعمالا بالمثل الشعبي "اضرب المربوط يخاف السايب".

أدان درويش رد فعل الفنانين تجاه تلك القضية ويصفه بأنه ضعيف للغاية ولا يرقي لمستوي الحدث! مستشهدا بما جري في الولايات الأمريكية المتحدة عندما شرعت في إعداد مشروع قانون لوضع بعض القيود علي الشبكة العنكبوتيه، بناء علي طلب شركات هوليود لأن أعمالهم تتم سرقتها عبر القرصنة، حينئذ قامت الدنيا، وحدثت حملة رهيبة ضد المشرعين أصحاب القانون، ما دفعهم للاعتراف بالخطأ وإلغاء القانون.

أشار درويش أن المبدعين مهددون بسيف المشرعين الجدد، لأنه في حالة إذا ما حاول المبدع أن يتناول سياساتهم أو أخطاءهم بالنقد أو بالتحليل سيتهمونه علي الفور بالكفر وازدراء الأديان، لأن مواقفهم فوق الشبهات والنقد وذلك من وجهة نظرهم. وأكد أن الإبداع في خطر، إذا استمر هذا الاعتداء علي الفنون والمبدعين، لأنه في تلك الحالة ستصبح مصر في وضع أسوأ من حكم الملالي في إيران!! خاصة أن هناك رقابة صارمة علي الفن، ومع ذلك نجح الإيرانيون في التصدي لتلك القيود والعقبات، لذا تألقت السينما الإيرانية وبات لها بريقها وإشعاعها علي مستوي العالم.

سلعة مطلوبة

الناقدة خيرية البشلاوي قالت: الجماعة المحظورة باتت محظوظة، تستعرض العضلات!! وأضافت لقد انتزعنا حريتنا، فمن الصعب جدا، بل من المستحيل أن تكمم أفواهنا مجددا، أنه حكم ظالم بكل المقاييس لأنه ينتصر للاستبداد، ويعمل علي محاصرة حرية الفنان، ليس من حق أحد أيا ما كان، الحكم علي الإبداع باستثناء الجمهور. بالتالي لن نقبل بسجن أي فنان إلا في حالة اتهامه بقضية جنائية مخلة بالشرف أو الأمانة. أؤكد أن الفنانون فئة تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي سلعة مطلوبة في العالم العربي كله. ولديهم الجرأة والقدرة علي الدفاع عن حريتهم التي يحاول البعض اغتصابها، لاسيما أن ممارسة الحرية تتطلب قدرا عاليا من المسئولية من قبل الفنان صاحب الرسالة، لأنه يقدم إبداعه وفقا لتقاليد وأعراف وثقافة المجتمع؟.

مسيرات حاشدة

الفنانة نجلاء فتحي تقول: أنا ضد حبس الفنان بصفة عامة، طالما لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون، فأي إنسان حتي لو كان في منصب رئيس الجمهورية يجب أن يقع تحت طائلة القانون إذا خالفه، ومنذ أن عملت في الفن وحتي الآن لم تكن هناك رقابة علي الإبداع حتي في أشد فترات القمع، فكنا دائما نستطيع أن نقول ما نريد ولم يمنعنا أحد.

أؤكد أن عادل إمام ليس الوحيد الذي هاجم التيار الإسلامي إبان حكم النظام السابق، فالجميع كان ضد هذا التيار في تلك الحقبة، حيث كانت هناك هوجة ضدهم من أجل إرضاء الحكومة. كما أن هذا الحكم ليس الأول من نوعه، فقد تعرض عادل إمام لضربات عديدة لعل أبرزها الحكم الذي صدر ضده أيام المستشار مرتضي منصور. مع ذلك أري أنه لا يمكن لأحد أن يقف عقبة أمام الإبداع لأننا لن نصمت وسنواجه تلك المحاولات بكل السبل وسنخرج في مسيرات حاشدة للدفاع عن حرية الإبداع.

الأهالي المصرية في

14/03/2012

 

«الأهالي»ترصد تصريحات الإسلاميين عن الفن والفنانين

تحقيق: نسمة تليمة 

الفن علي الطريقة «الإخوانية» يتمثل في «الحلال والحرام»

الجماعة الإسلامية عايزة الرقابة «لا تخالف شرع الله»

«التجربة الماليزية»، «سلفي في الجامعة الأمريكية»، «السجادة الخالية»، «يا عزيزي كلنا إخوان»، «تمن دستة إخوان»، «ومواطن ومرشد وحرامي»، «إخوان لكن ظرفاء».

ما سبق كانت بعض النماذج الساخرة للأفلام المصرية بتعديلات كثيرة لتصل إلي مشهد وصول الإخوان المسلمين إلي الفن أو كما رأي البعض «الفن علي الطريقة الإخوانية»، وذلك بعد صعود تيار الإخوان إلي البرلمان وحصولهم علي نسبة كبيرة من

المقاعد «الأغلبية تقريبا»، ذهب الجميع ليتخيل المشهد كيف سيكون في الفن «سينما، مسرح، تليفزيون» حتي أن البعض قام بتعديل صور المذيعين والمذيعات في برامج «التوك شو» لتليق بهم، ولكن في الحقيقة كل هذا قد ينم عن قلق تسرب إلي أهل الفن وحول حرية الإبداع الفني وهو ما فسره البعض بإطلاق جبهة حرية الإبداع بعدها بفترة.

رسائل طمأنة

الأهم هنا أن تصريحات الإخوان المسلمين كانت علي مستوي الحدث فجاءت زياراتهم لأهل الفن وتصريحات تابعة لهذه الزيارات تؤكد أهمية الفن وتقدير «الإخوان» له.. ونرصد بعض هذه التصريحات، فجاءت زيارات للموسيقار عمار الشريعي وهاني شنودة أيضا بل شكر الأخير علي ألبومه الديني «صلوا علي خير الأنام» - تقريبا شافوها مجاملة لهم - كما جاءت أحد حوارت مرشد الإخوان تؤكد «أهمية دور الفن» واعتبرها البعض رسائل طمأنة، أما لقاء المرشد مع نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور قال خلاله المرشد ما يريد فتحدث: بأهمية وضع ميثاق شرف لكل مهنة لتضبط أداء العاملين بها ويلزمون بها أنفسهم من أجل الرقي بالوطن فلا اختلاف - يا جماعة - طالما الجميع يعمل لصالح مصر، وتحدث بعض أعضاء الجماعة عن مشروع للفن البديل الراقي، ورفض الفن «اللي من عينة نطلع سوا علي الروف» مرفوض تماما بالنسبة لهم - مش عارفة مين قالهم إنه ده الفن - المهم نكمل رصد التصريحات فمنها ما قاله سيد درويش مسئول اللجنة الفنية بجماعة الإخوان المسلمين - تقريبا له نصيب من اسمه - حينما قال «لدينا أكثر من 70 فرقة فنية وأكثر من 10 فرق وطنية ونعد لأعمال فنية كبري في المستقبل ونحن نريد بصفة خاصة أن نقول للفنانين والوسط الفني إننا نقدر الفن والمجالات الفنية كلها ونريد أن نتعاون مع أصحاب الباع الكبير في كل المجالات» كما جاءت تصريحات «تاريخية» تؤكد أن الإخوان المسلمين دعموا فرقا فنية ومسرحية في الأربعينيات من القرن الماضي بعد تأسيس الجماعة علي يد زعيمها «حسن البنا» - «يعني علشان تفتكروا» - كما جاء تصريح مرشد الجماعة الحالي محمد بديع حين قال «أنا مندهش من غضب الفنانين وأكدت لنقيبهم أن الإخوان لن يمارسوا الوصاية علي الفن وسنترك الأمر للأزهر» - وهو جاء بجريدة الفجر في 21 يناير الماضي - «واجعين دماغ الراجل ليه بقي؟» المهم أن الإخوان تحدثوا عن الفن في المطلق دون إبداء رأيهم مثلا في فن الباليه أو الرقص أو حرية الأفكار في الأفلام أو القبلات خلال المشاهد أو الملابس.

ومازال يصرح سيد درويش «نحن ضد الأحكام الاستباقية ويجب ألا يحكم علينا أحد قبل أن يري ما سوف نقدمه» مؤكدا أننا - «مش عارفين مين بالظبط» - سنحاول تقديم فن يليق بمصر ومكانتها ولدينا رؤي فنية متكاملة خلال المرحلة المقبلة سنمد يد العون للمبدعين الجادين ولن نلتفت للغث والمبتذل.

مسرح للإخوان

كما جاءت تصريحات أخري لقيادات حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين تؤكد أن موقفهم من الفن والإبداع يتمثل في «الحلال والحرام» فهم مع الفن والإبداع الذي يتفق مع الهوية والتقاليد المصرية والإسلامية ويرفضون العري والجنس والقبلات ويسعون للنهضة بالفن والنجاح والتقدم كما حدث في الدراما التركية والسورية.

كما صرح ياسر محرز «أمين التثقيف في الحزب» بأن الإخوان والحزب يقدرون الفن ويحترمونه حتي أن الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة هو أول من أنشأ فرقة مسرحية للإخوان وكانت في الثلاثينيات من القرن الماضي وكان مشارك فيها أساطين الفن أمثال «فاطمة رشدي»! وتابع قائلا: هدفنا أن تشارك مصر في مهرجانات عالمية مثل «كان» وأن تعود لكونها هوليود الشرق الأوسط - «طيب يا تري هانلبس ساعتها فساتين حلوة بردوا؟» - المهم نفوا أيضا غلق المسارح ودور السينما ورأوه «كلام فارغ».

القيد الاخلاقي

هذا بالنسبة لتيار الإخوان أما الجماعة الإسلامية فلها رؤية مختلفة وتصريحات أكثر سخونة ففي أحد الحوارات مع علاء أبوالنصر أحد قيادات الجماعة الإسلامية وعضو الهيئة العليا لحزب «البناء والتنمية» قال «إننا لا نحارب الفن والإبداع وموقفنا إيجابي من جميع أشكال الفن وليست لديهم مشكلة مع الفن بمفهومه الواسع وليس الضيق والذي تم اختزاله - كما رأي - قبلات وأحضان دافئة وغيرها من السلوكيات التي نرفضها في الفن والإبداع ورفض من يريدون التحرر من كل القيود بما فيها «القيد الأخلاقي» ورأي في رد علي الضوابط التي يجب أن تحكم العمل الفني أنها سيحددها «الأزهر الشريف» في إطار الحلال والحرام إضافة إلي تفعيل «الرقابة» لتكون لها بعد شرعي وفي مقارنة أكد اختلاف رؤية الجماعة الإسلامية عن السلفيين فيما يخص الفن.

فيما صرح أحد الأعضاء من حزب النور وهو أشرف ثابت بأنهم لن يستخدموا العنف أو البرلمان لمواجهة الفن «المخالف لشرع الله». بل سيستخدمون الدعوة والموعظة الحسنة لمطالبة القائمين علي الفن من مؤلفين ومخرجين ومنتجين وفنانين بالالتزام بالفن الملتزم المتفق مع الشريعة وأنهم لن «يملوا» من الدعوة لهذا الالتزام. أما عن موقفهم من الأفلام التي تظهر الملتحي كإرهابي كما جاء بالسؤال فرد ثابت «أننا دولة قانون ومن يخالف هذا القانون ويسخر من أي فئة في المجتمع سيكون القضاء بيننا وبينه ونطالب الجميع باحترام الآخر» أما بعض مشايخ السلفيين فجاءت تصريحاتهم مفزعة مثلما قال أحدهم إن أدب نجيب محفوظ «مبتذل» وحرم السينما واعتبر الغناء والموسيقي غير مستحبين والتصوير الفوتوغرافي «مكروه».

هكذا جاءت تصورات الإسلاميين عن الفن وأهله ما بين فن بمقاييسهم هادف وراق وبين ما لا يخالف شرع الله ولا عزاء للمبدعون.

الأهالي المصرية في

14/03/2012

 

علا الشافعى تكتب:

الأفلام ممنوعة فى المساجد بأمر "الحرية والعدالة" 

يبدو أن واقعة منع تصوير أحداث فيلم «فرش وغطا» بأحد المساجد لن تكون الأخيرة، وأن القادم أسوأ فعلاً، حيث لم يعد هناك اعتبار لهيبة الدولة ولا المؤسسات التى صرّحت بتصوير الفيلم، بعد أن أصبح من حق كل شخص المنع والرفض، بدعوى حفاظه على الأخلاق العامة، أو أنه خير من يطبق مبادئ الدين، وكل واحد حر، وعلى مبدعى مصر أن «يخبطوا دماغهم فى الحيط»، والمدهش أن مدير مكتب وزير الأوقاف قرر مع نفسه أن تصوير الأفلام فى المساجد حرام انطلاقاً من أن الفنانين فئة مدنسة، وأقل فئات المجتمع تعاطيا مع الدين.

وحسبما ذكر مخرج الفيلم أحمد عبدالله فى شهادته عن الواقعة والتى نشرت بموقع البديل: «حيث أوضح أحمد أن مدير مكتب وزير الأوقاف ومدير أمن الوزارة أخبر فريق التصوير بأن الوزير يرفض مبدأ التصوير بشكل عام، وكان نائب الإخوان حاضرا وكأنه موجود ليتم إشهاده على الواقعة وموقف الوزارة، أو كأن له صفة رسمية لم نفهمها، رغم عدم مشاركته المباشرة فى الحديث، وأكدوا لنا أن التصوير فى دور العبادة مرفوض، أيا كان محتواه وأكدوا أن الأفلام ليس مكانها المساجد. وحينما أشرنا إلى أننا اعتدنا أن كثيراً من الأفلام عبر تاريخ السينما تصور فى المساجد منذ «قنديل أم هاشم» مروراً بـ«أرض الخوف» حتى «واحد من الناس». فكان الرد حاضرا: «ده كان قبل الثورة.. دلوقتى خلاص».. وبالطبع رفض وزير الأوقاف إعطاء خطاب يحمل رفضه رسميا حتى لا يثور البعض عليه.

وحتى لا يعتقد أحد أننى لا سمح الله أدافع عن فيلم ردىء أو مخرج لا يستحق، فأحداث فيلم «فرش وغطا» تؤرخ لأيام من حياة سجين يهرب من محبسه، ويتحرك البطل فى هذه الفترة بين عدد من المواقف فى القاهرة، ويحدث فى القصة أنه يبيت ليلته الأولى فى أحد المساجد ذات الأضرحة، أما مخرج الفيلم فهو واحد من أهم شباب السينما المصرية والذين تمردوا على الأنماط التجارية السائدة، سواء فى الشكل الإنتاجى أو السينمائى وقدم مع شباب السينما المستقلة فيلمين غاية فى الرقى.

أما المفارقة الدرامية حقا فتتعلق بهؤلاء المانعين والذين لا يدركون أن من قام ببناء المساجد ودور العبادة هم فنانون، ومن خط ونقش أسماء الله من خطاطين هم أيضاً فنانون وهبهم الله ملكة الإبداع، وأيضاً من صمم سقف كنيسة السيستين بروما هو مايكل أنجلو وبتكليف من البابا، وهى التى تضم أيضا تماثيل لرافايل ولوحات لدافنشى.

وماذا عن السينما التسجيلية والتى أرّخت لأقدم وأهم دور العبادة هل ستمنع هى الأخرى؟ أعتقد أن المبدعين يجب أن تكون لهم وقفة جادة مع ما يحدث، حتى لا يأتى اليوم الذى يعلنون فيه الهجرة.

اليوم السابع المصرية في

14/03/2012

 

وزير الثقافة يتضامن مع عادل إمام ويؤكد: يجب تكريمه لا تقديمه إلى المحاكمة

رضوى الشاذلي 

أثار الحكم بحبس عادل إمام بتهمة ازدراء الأديان فى أعماله الفنية جدلا واسعا فى الفترة الأخيرة، وهو ما دفع وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد إلى أن يتخذ موقفا رسميا فى بيان أصدره مساء أول من أمس (الإثنين) حول الأزمة المثارة، حيث أكد شاكر عبد الحميد أن هذا لا يليق أن يحدث مع عادل إمام، كما أنه ينبغى أن يتم تكريمه عن مجمل أعماله لا أن يتم تقديمه للمحاكمة. وأشار عبد الحميد إلى أن هناك مشكلة تكمن فى أننا لا نستطيع حتى الآن أن نقوم بالتمييز بين السلوك الفعلى الذى نقوم به فى الحياة، والتخيل الفنى الذى يتم تقديمه فى الأعمال الفنية، وأن هذه الأعمال الفنية تقبل التأويل والتفسيرات المتعددة، وهو ما يجب على رجال القانون أن يقبلوه ويتفهموه. وأضاف الوزير أنه مع حرية الإبداع والفن ومع مراعاة ضوابط وتغيرات المجتمع الذى ننتمى إليه، داعيا الجميع إلى احترام وجهة نظر الآخر، وأن لا نقهر الخيال أو نقمعه، يذكر أن وفدا من نقابة المهن التمثيلية يرأسة النقيب أشرف عبد الغفور كان قد حضر الجلسة الماضية لمحاكمة عادل إمام والكاتبين وحيد حامد ولينين الرملى، والمخرجين شريف عرفة ونادر جلال ومحمد فاضل لإعلان تضامنهم معهم والدفاع عنهم بصفتهم الفنية والنقابية، فى دعوى أخرى تم توجيهها إليهم، وتم تأجيل الجلسة للنطق بالحكم فى السادس والعشرين من أبريل المقبل، حيث يواجه إمام قضيتين فى هذا السياق، وصدر حكم بالحبس ضده فى إحداهما وهو الحكم الذى قام عادل إمام باستئنافه.

التحرير المصرية في

14/03/2012

 

جمعية «مؤلفي الدراما» تصدر بيانا للتضامن مع عادل إمام وشريف عرفة

أحمد الريدي 

أصدرت جمعية مؤلفي الدراما بيانا في إجتماعها أول من أمس – الأثنين- قررت من خلاله التضامن مع عادل إمام والمخرجين شريف عرفه، ومحمد فاضل، والكاتبين لينين الرملي ووحيد حامد، الذين يواجهون دعوى بتهمة ازدراء الأديان، حسب ما أكده أيمن سلامة سكرتير عام الجمعية، والذي أكد توكيلهم للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية للوقوف بجوار إمام وبقية المبدعون، وجاء نص البيان كالتالي:

«جمعية مؤلفي الدراما باعتبارها الكيان الذي يضم عموم كتاب الدراما في مصر كان لابد وان يكون لها موقفا واضحا أمام ما يحدث حيث فوجئنا بهذه القضايا والاحكام التي صدرت، والغريب انها تخص اعمالا فنية مرت عليها عشرات السنين والغريب أيضا أن يتقدم بعض الاشخاص بهذه القضايا والتهم ضد الفنانين والكتاب في هذا التوقيت الذي نتحدث فيه عن الحرية كمبدأ اساسي قامت عليه ثورة 25 يناير، وهل يعقل ان تأتي الثورة الداعية للديمقراطية بأفكار ديكتاتورية وبأفكار تدعو للوقوف أمام حرية الإبداع والفكر.. وهذا لا يعني اننا ندعم الابتذال أو الإباحية في الفن.. بل نحن نحارب هذا بقوة ولكن دون وصاية من أحد.. دع المجتمع عو الذي يحكم في نهاية المطاف وليس القضاء، ومن المؤسف حقا ان تتحول ساحات القضايا لمناقشة قضايا الفكر والإبداع بدلا من الفصل في القضايا الجنائية الأخرى.. لا يجب ان نتغنى بالحرية ونرفع لواءها وفى نفس الوقت نرفع السيف أمام الأخرين».

التحرير المصرية في

14/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)