حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الفتاة ذات الوشم التنين الأصلية نوومي راباس:

بعد أسابيع من العمل بت لا أعرف من أنا

لوس أنجليس: محمد رُضا

جولة في سينما العالم

* معظم المخرجين يواصل العمل إلى أن يتقاعد أو توافيه المنية على حين غرة، أو، في حالات متكاثرة، إلى أن يشمله النسيان كسيارة يعلوها الغبار من قلة الاستخدام. المخرج المجري بيلا تار قرر أن يختلف: هو من يعلن أنه ترك مهنة الإخراج وأن فيلمه الرائع «حصان تورينو»، ذاك الذي قدمه في مهرجان برلين في دورة العام الماضي، ونال عنه الجائزة الثانية (الفضية)، سيكون آخر أعماله.

للفنان الحق في أن يتقاعد إذا ما أراد، شأنه في ذلك شأن أي شخص في أي عمل. إذا كان البعض منا يستطيع لم لا يستطيع الفنان فعل ذلك متى شاء؟ على ذلك، لا يمكن لمن يعرف بيلا تار ويعلم شيئا عن فيروس الفن في ذات الفنان إلا أن يتعجب من قرار بيلا تار هذا. لماذا؟ ما الدافع؟ كيف يمكن له أن يحجم نفسه عما قاد نفسه إليه وبنجاح خاص ولو كان صعبا؟

بيلا تار معروف بأنه مخرج مختلف. من ناحية هو واحد من فناني السينما الذين يوفرون للمشاهد فرصة رصد تفصيلي لحياة الشخصيات. من ناحية أخرى، هو أكثرهم انغماسا في ذلك الرصد. لا يكترث للساعة. للوقت. سوف يعيد، في «حصان تورينو» أو سواه، سرد المشهد الواحد في كل يوم جديد مهما بدا المشهد متشابها، رغم ذلك إذا ما راقبت الحركة والحيوية أدركت أنه يوم جديد. كيف تعرف ذلك؟ هذا اليوم هو أكثر دكانة من اليوم السابق. في الأيام الأولى كان الأب وابنته يأكلان البطاطا المسلوقة بشراهة وهي ما زالت ساخنة يكادان يحرقان أصابع يديهما بها. ثم في الأيام اللاحقة كانا يأكلانها فاترة، ومع نهاية الفيلم ها هي البطاطا باردة و.. غير مأكولة.

بيلا تار معروف بأنه يعمد، عن قصد، إلى إيقاع رتيب. حتى كثر من مدعي النقد والثقافة في المهرجانات السينمائية يغادرون القاعة في أوقات مختلفة من الفيلم شاعرين بأنهم لن يتحملوا بطء الفيلم. لكنه ليس بطئا رديئا ولا طول الفيلم له علاقة، لدى تار، بأي شيء سوى أن المفهوم الخطأ المنتشر هو أن يكون الفيلم في ساعتين على الأكثر. في حديث له لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» يتساءل: «هل كنت ستطلب من ليو تولستوي أن يكتب أقل؟ إن (الحرب والسلام) هي أكبر حجما من المطلوب!».

في عام 1994 دخلت فيلما له لأول مرة. كان برنامج مهرجان تورونتو حافلا وربما اعتقدت أن هناك خطأ ما في الرقم الموضوع في البرنامج لجانب العنوان: 450 دقيقة. المهم أني دخلت ذلك الفيلم وعنوانه «تانغو الشيطان». كانت الصالة تتسع لمائة وفيها نحو خمسين. بعد سبع ساعات وثلاثة أرباع الساعة بقي اثنا عشر فردا فقط، هذا الناقد يحمل وساما كالآخرين: لقد ربحنا فيلما رائعا و.. نعم بصرف النظر عن مدة عرضه.

لكن المخرج يريد أن يتقاعد وتفسيره الوحيد هو أنه: قال كل ما لديه! هل لك يا تار أن تواصل عملك مخرجا حتى ولو كررت ما قلته سابقا؟

الفتاة ذات الوشم التنين الأصلية نوومي راباس:

بعد أسابيع من العمل بت لا أعرف من أنا

* قصة حياة نوومي راباس تستحق أن تروى. ولدت في الثامن والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) سنة 1979. والدتها هي الممثلة السويدية نينا نورن، ووالدها هو عازف ومغني الفلامنغو الإسباني روجيلو دوران. لكن حين كانت في الخامسة من عمرها، قرر والداها الانفصال. هي وأمها وجدها انتهوا إلى آيسلندا، حيث لا شيء سوى «الآيس»، كما تقول مازحة. حين كانت في الثامنة من عمرها، ظهرت في فيلم آيسلندي ووجدت نفسها سعيدة بالعمل تحت الأضواء، وكررت الظهور في ما تتيحه السينما الآيسلندية من أفلام معدودة.

لهذا السبب، لأن السينما الآيسلندية قليلة، قررت نينا العودة إلى السويد وهي ما زالت في الخامسة عشرة من عمرها لتظهر في حلقات تلفزيونية سويدية ومنها إلى المسرح حيث سجلت حضورها الأقوى منذ أن عمدت إلى مهنة التمثيل. في سنة 1997 قامت بتمثيل فيلمها الأول، عمل صغير بعنوان «الشجاعة أو الحقيقة»، وبعد مسلسلات تلفزيونية أخرى (بما فيها مسلسل لعبت فيه دور مهاجرة مسلمة اسمها فاطمة، وذلك سنة 2002).

معظم أفلامها مرت تحت الرادار من دون معرفتنا بها لمجرد أنها سويدية، لكنها في عام 2009 قادت بطولة النسخة السويدية - الدنماركية من «الفتاة ذات الوشم التنين» وتبعته بـ«الفتاة التي لعبت بالنار»، و«الفتاة التي رفست بيت الدبور» كلها عن روايات الكاتب البوليسي الراحل ستيغ لارسن. طبعا أول هذه الأفلام أعيد صنعه أميركيا من بطولة روني مارا.

نجاح تلك الأفلام نقلها الآن إلى هوليوود حيث أنجزت دورها في «شرلوك هولمز: لعبة الظلال»، وسنراها هذا العام في بطولة «بروميثيوس» (فيلم خيالي علمي كبير من المخرج ريدلي سكوت) وتمثل حاليا «ضربة قاضية» مع شقيقتها أولا وهو سيكون حاضرا للعرض هذا العام أيضا. ولمطلع العام المقبل على الأرجح فيلم لجانب كولين فارل بعنوان «مقتل رجل ميت».

·         عمليا «شرلوك هولمز: لعبة الظلال» هو أول إطلالة لك على الجمهور العالمي بفيلم غير أوروبي.. ما هي الخطوات التي قادتك إلى الاشتراك في هذا الفيلم؟

- كل شيء حدث سريعا. في منتصف العام الماضي كنت هنا في زيارة سريعة وإذ بي أجد نفسي أمدد إقامتي بعدما طلب مني الاشتراك في هذا الفيلم. قابلت روبرت داوني جونيار من دون أن يكون ذلك ضمن برنامج زيارتي. طلبتني شركة «وورنر» لاجتماع ودخل روبرت إليه وأنا فيه، ومن اللحظة الأولى قدرت هذا الممثل تقديرا كبيرا. شعرت بالسخونة فجأة. أردت مروحة فإذ به على يديه ورجليه محاولا إيصال المروحة بالكهرباء بنفسه. مساعدوه يقولون له: «نستطيع أن نفعل ذلك» لكنه يرد «لا. أنا سأفعل ذلك». ذلك أصابني بدهشة كبيرة وأعتقد أنني حينها قلت لنفسي: «لا أكترث بالسيناريو. أريد أن أمثل معه».

·         إذن، كان وجود روبرت داوني جونيار هو الدافع الأول؟

- كان دافعا مهما. لقد ألقى علي طنا من الأسئلة. وتحدثنا لعشرين دقيقة. لم نتحدث عن الفيلم كثيرا، لكن عن كل شيء آخر. بعد أسبوع تم الاتصال بمدير أعمالي وطلبوا منه إخباري بأني مطلوبة لأن أطير إلى لندن لأقابل المخرج غاي رتشي. فعلت ذلك وبعد أسبوع آخر تم الاتصال بي وأخبروني بأن الدور رسا عليّ. كنت فرحة جدا لكن الوقت كان محدودا.

·         كيف ذلك؟

- كنت أريد أن أبحث في أصول هذه الشخصية. كنت أحب أن أزور الغجر في معسكراتهم وبيئاتهم لأتعلم حياتهم لكوني ألعب دور غجرية. خططت لأن أزور رومانيا ومقاطعة ترانسيلفانيا لكن الوقت لم يكن يسمح بذلك. التصوير كان خلال ثلاثة أسابيع فقط. كنت أيضا متوترة. اعتقدت أنني سأكون دخيلة لأن الفريق الذي يحقق هذا الفيلم هو ذاته الذي أنجز الجزء الأول، لذلك اعتقدت أنني سأكون الغريبة التي تطرأ على العمل وستعامل على هذا الأساس.

·         ما الذي أذاب الجليد إذن؟

- قبل التصوير بدأت مع روبرت داوني جونيار القيام بتمارين كونغ فو، وهذا ساعد كثيرا على الاندماج.

·         ماذا كانت توقعاتك حين بدأت العمل على هذا الفيلم؟

- لا أعرف. كان كل شيء يحدث لي بسرعة. بعد هذا الفيلم انخرطت مباشرة في فيلم لريدلي سكوت، وشعرت أنني فجأة أجد نفسي أحقق أحلامي بالعمل مع شخصيات كبيرة في عالم السينما. لكني في الوقت نفسه تذكرت أنني لا أريد أن أنفصل عن تلك المشاريع الصغيرة. أفلام كبيرة ويحبها الجمهور العريض هذا شيء جيد لي وأنا سعيدة به، لكن لدي مشاريع صغيرة ذات طابع أوروبي ربما تستطيع التعبير عني أكثر.

·         هل كانت سلسلة «الفتاة» الثلاثية، تلك المأخوذة عن رواية ستيغ لارسن من تلك التي أرضت طموحاتك حينها؟

- نعم. وإلى حد كبير. حين تم الاتصال بي لإسناد ذلك الدور إليّ فوجئت بأن العقد المبرم يشمل الأفلام الثلاثة متتابعة. هذا كان غريبا بالنسبة لي، لكني سريعا ما أدركت أنه قرار جيد من ناحيتي إذا ما وافقت.. لأن ذلك سيزيح عن كاهلي مهمة الترقب إذا ما كنت سأعود للجزء الثاني أو لا. وسيزيح عنهم مهمة البحث عن بديل. لكن الشيء الأساسي هو أن السيناريو لم يكن جاهزا. لكن كان عندي الوقت للتحضير.

·         أي نوع من التحضير؟

- كنت بحاجة لأن أغير من طبيعتي الأنثوية بدنيا ونفسيا. حصلت على رخصة قيادة دراجة بخارية وتعلمت ركوبها وقيادتها سريعا، ودخلت تدريبات رياضية عديدة. لكني فوجئت أن المخرج نيلز أردن يطلب مني أن أمثل الدور بأنثوية. قلت له إنني أراها على هذا النحو. تناقشنا واقتنع مني فاستمررت على هذا المنوال.

·         هل كنت تتوقعين نجاحا كالذي حصده الفيلم؟

- لا يمكن توقع النجاح. أنت تعمل لأن تكون ناجحا لكن ليست هناك ضمانات. حين كنت أحضر نفسي للعب ذلك الدور اعتبرت نفسي في مهمة خاصة لأنني كنت أعلم مدى انتشار شهرة الروايات وأن عليّ ألا أخيب أمل عشاق تلك الروايات. هذا ما كنت مهتمة به، لكني لا أستطيع أن أقول إنني تطلعت لما هو أكثر من ذلك. كان اهتمامي محصورا في منح شخصية ليزابث روحا لا تجعلها غريبة عن توقع المشاهدين. وبعد أسابيع من العمل على الشخصية أصبحت لا أعرف نفسي. بت لا أعرف من أنا.

* ماذا كان شعورك حين علمت أن هوليوود لا تريدك بطلة للنسخة الأميركية من «الفتاة ذات الوشم»؟

- لم أكن من البداية مطروحة. ولم يكن إعادة التمثيل في فيلم شبيه بالفيلم السابق وعلى مسافة عامين فقط هو ما أردته لنفسي على أي حال. عندما انتهيت من تمثيل شخصية ليزابث، انتهيت من الشخصية ذاتها. عشت معها لنحو عامين ونصف العام وأردت أن أنتهي وأن أطوي الصفحة. أتعرف شيئا؟ لقد حدث أمر غريب في آخر يوم لي في التصوير. عندما انتهيت من التصوير ركضت إلى الحمام حيث تقيأت لأربعين دقيقة. لذلك أقول لك إنني لم أكن أنوي أن أكرر التجربة وأنا سعيدة أنني لم أكن مطروحة.

·         ما رأيك بأداء روني مارا في النسخة الأميركية؟

- لا علم لي، لأني لم أشاهد الفيلم.

·         ذكرت أنه لم يكن لديك الوقت الكافي للبحث في الشخصية الغجرية كما كنت تودين، ما رأيك بالشخصية الغجرية في السينما؟ ما رأيك في التنميط الذي لحق بها طويلا؟

أفلام

* «بيت الأمن».. ليس أمنا على الإطلاق «Safe House» (4*) الولايات المتحدة - 2012 إخراج: دانيال إسبينوزا.

ممثلون: دنزل واشنطن، ورايان رينولدز، ويرا فارميغا، وبرندون غليسن، وسام شيبرد، وروبن بلايدز.

النوع: أكشن جاسوسي.

في لحظة معينة من الفيلم يتم تقديم الممثل روبن بلايدز، وهو وجه مساند أتيحت له فرص بطولة محدودة في تاريخه الممتد في السينما لأكثر من ثلاثين سنة، في دور محدود. إنه واحد من رفاق دنزل واشنطن القدامى في عالم ما قبل الانصهار إلى ما هو عليه اليوم. الآن هو يعيش في بيت من تنك وحجارة يعمل في تزوير الهويات وبطل الفيلم توبين (واشنطن) يلجأ إليه لأنه يريد مغادرة جوهانسبورغ هربا من أعدائه، وهو يريد جواز سفر جديدا. حال تبادل التحيات ينصرف روبن (باسم كارلوس في الفيلم) لعمله وحال إنجازه الباسبورت المزور وتسليمه له سيداهمهما الرجال المسلحون الذين حاول توبين تحاشيهم منذ مطلع الفيلم. ستقع معركة كبيرة، واحدة من معارك كثيرة حشدها السيناريست ديفيد غوغنهايم ووفرها المخرج السويدي إسبينوزا من مطلع الفيلم وعلى نحو مثير للعجب أكثر منه مثيرا للتعجب.

إنه حول عميل الـ«سي آي إيه» السابق توبين الذي بات شوكة في خاصرة المؤسسة المعروفة والتي يود أحد رؤسائه (غليسن) التخلص منه بعدما استطاع الحصول على «تشيب» يكشف علاقات المؤسسة مع عملاء وحكومات وأجهزة تدينها والجميع. ديفيد (غليسن) هو الذي يرسل ميليشيا مسلحة لتعقب توبين وقتله والحصول على تلك المعلومات. حين يتم إلقاء القبض على توبين في مطلع الفيلم ويوضع تحت الحجز في «بيت الأمن» تابع لـ«السي آي إيه» (حيث تتم التحقيقات ووسائل التعذيب) يتصل ديفيد بأعوانه لمهاجمة المقر وخطف توبين أو قتله. لكن الأمور لا تسير في هذا النصاب والمسؤول الإداري عن ذلك «البيت» مات (رايان رينولدز) يهرب بتوبين أسيرا معتبرا أن مهمته ما زالت تسليم توبين لعدالة «السي آي إيه». توبين يعلم أكثر منه لكن مات لا يثق به وعلى الأحداث أن تلتوي وتصعد وتهبط كثيرا من قبل أن نصل إلى الخاتمة ونعلم من سيبقى حيا ومن سيموت ومن سيكشف ماذا.

في كثير من نواحيه لا يأتي الفيلم بجديد على صعيد مفارقات قصة الفرد ضد المؤسسة الاستخباراتية. لكن جديده الفعلي لجانب تنويع المعروف على نحو جيد، هو الدخول إلى آخر النفس لنقد العالم الذي نعيش فيه والذي بات قيدا جاهزا وحصيلة معاملات وعلاقات ومؤامرات على صعيد العالم. بالتالي «بيت الأمن» هو عن اللاأمن، وعن عدم وجود بيت آمن حقا.

هذا يمكن قوله في أي فيلم، لكن ما يميز هذا العمل هو الطاقة الكبيرة التي توجهه. الكاميرا المحمولة ما عادت سرا، لكن كيف تحملها وكيف تطوعها بدراية. إنها تحت إدارة مدير التصوير خبير اسمه أوليفر وود، وإذا لاحظت أن هناك تشابها بين أسلوب هذا الفيلم وأسلوب فيلم «إنذار بورن» فإن هذا صحيح. مدير التصوير نفسه. «إنذار بورن» الذي أخرجه بول غرينغراس (والعمل الجديد هذا يستعير أسلوب ذلك المخرج) تناول أيضا الحكاية ذاتها: بورن (مات دامون) عميل سابق لـ«السي آي إيه» التي تريد التخلص منه.

كان «بيت الأمن» يستحق عناية أفضل في منح شخصياته ما يكفي من تميز. ما جعل شخصية بورن في السلسلة السابقة ناجحة، هو أن الرجل بريء ومصاب بعضال محا ذاكرته القريبة. هنا أمامنا شخصيتان تبقى على حذر منهما طوال الوقت: واشنطن ليس بريئا من المؤامرة العالمية، ورايان رينولدز ليس بريئا من السذاجة، وعليهما معا إيجاد حل وسط.

* تبادل مواقع بين الأول والثاني

شباك التذاكر

1 (-) Act of Valour (Action) : $24، 132، 036 (2*) جديد | أكشن عسكري مصنوع للإثارة ومن دون ممثلين فعليين.

2 (-) Good Deeds (Comedy) : $15، 881، 073 (2*) جديد | دراما عاطفية خفيفة بين تايلر بيري وثاندي نيوتن 3 (4) Journey 2: The Mysterious Island (Adventure) : $13، 475، 095 (2*) صعود | تقدم بعد تراجع لرحلة دوان جونسون إلى جزيرة وحوش وديناصورات 4 (1) Safe House: (Thriller) $11، 368، 700 (3*) هبوط | دنزل واشنطن في شخصية رمادية في فيلم جاسوسي جيد 5 (2) The Vow: (Romance) $10، 211، 767 (2*) هبوط | دراما عاطفية مع راتشل مكأدامز وشانينغ تاتوم تنجز نجاحا فائقا 6 (3) Ghost Rider 2: (Action) $8، 760، 114 (1*) سقوط | دراجة نيكولاس كايج لا تتجه به إلى كارثة تجارية 7 (5) This Means War: (Comedy) : $8، 500، 244 (1*) تراجع | الدراما الرومانسية بدأت ضعيفة وأصبحت أضعف 8 (-) Wanderlust: (comedy) : $6، 626، 620 (1*) جديد | سقوط من الأسبوع الأول لفيلم كوميدي جديد لجنيفر أنيستون 9 (-) Gone: (thriller) : $5، 260، 771 (2*) جديد | سقوط مماثل هذه المرة لفيلم رعب مع أماندا سيفرايد 10 (9) The Secret World of Arrietty (Animation) : $4، 503، 114 (4*) آخر الصف | أنيماشن ياباني لم يكترث له أحد

سنوات السينما

* 1918 | الحلقة الأولى

* أول فيلم عن شخصية طارزن (أو «طرازان» كما سموه عندنا) ولد في ذلك العام. أخرجه سكوت سدني عن رواية إدغار رايس بوروز وقام ببطولته إلمو لينكولن الذي كرر الدور لاحقا. الترجمة كانت أمينة. كما هو العام الذي تعاملت فيه هوليوود مع شخصية العربي على نحو منمط وتقليدي. الفيلم هو «صوب المغرب» ويتحدث عن ذلك الأميركي دوغلاس فيربانكس الذي ينقذ امرأة بيضاء من العربي الذي يريد ضمها إلى «حريمه» وقد أخرجه سينمائي الأكشن الأول في حينه ألان دوان الذي أخرج أفلاما أخرى في العام ذاته من بينها كوميديا عنوانها «حلال المشاكل». بعض أهم الأسماء أنتجت أفلاما لم تعمر كثيرا.

بين قائمة أفلام ذلك العام يطالعنا اكتشاف غريب. فيلم بعنوان «شرلوك هولمز الأسود» وفي حين أن العنوان يفي بالغاية، إلا أنه يبقى غريبا تحويل كلاسيكي أبيض البشرة (وعنصري إلى حد) مثل هولمز إلى شخصية سوداء. الأمر الآخر أن بطل الفيلم (سام روبنسون) اسمه في الفيلم جون كارتر وليس شرلوك هولمز. أما المخرج ر. و. فيليبس فقد حقق خمسة أفلام فقط، كلها في ذلك العام!

الشرق الأوسط في

02/03/2012

 

من برلنتي والمشــير عامر إلي بسمة وحمزاوي ..

زواج الفن بالسياسة لعبة خطرة‏!‏ 

ملف من إعداد‏:‏ أحمد السماحي 

في حياتنا المعاصرة تبدو العلاقة وثيقة جدا بين الفن و مثلث‏(‏ السلطة‏-‏ المال‏-‏ السياسة‏)‏ الذي يشبه في غموضه مثلث برمودا الشهير الكائن برهبة وجبروت في قلب المحيط الأطلنطي‏ .

وقد جنحت تلك العلاقات في كثيرمن الأحيان إلي حد الغرام الملتهب أو الرومانسية المفتعلة, أوتكللت بالزواج المحاط دائما بالمخاطر جراء علامات استفهام كبري وشائعات تكبر مثل كرة ثلج تصاحبها عواصف رعدية تكون في العادة أسبابا جاهزة للفشل سواء كانت العلاقة في السر أو العلن, ولعل أشهرتلك العلاقات الشائكة الحاضرة في الأذهان حاليا من باب ارتباط الفن بالسلطة تلك التي حدثت بين الرئيس الفرنسي ساركوزي وعارضة الأزياء والمغنية الإيطالية الحسناء كارلا بروني, والتي أثير حولها كثير من الجدل في فرنسا,وتناولتها الصحافة العالمية كوليمة دسمة في حينها, فساركوزي أول رئيس فرنسي يطلق زوجته أثناء فترة حكمه ليدخل في علاقة حميمية جدا تفضي إلي الزواج من معشوقته بروني, ولابد أن يحضرنا أيضا ونحن نقلب الصفحات المسطرة بحبر الرغبة أشهر العلاقات الفنية السياسية الأكثر سخونة في التاريخ المعاصر بين نجمة الاغراء مارلين مونرو والرئيس الأميركي جون كينيدي.

ولايخلو التاريخ المصري والعربي والعالمي أبدا ودائما من قصص الغموض والإثارة في دنيا الحب والغرام والزواج, فلطالما استمالت النجمات بفتنتهن ورقتهن قلوب السياسيين وكثيرا ما تفوقت شهرة النجمة علي صيت السياسي, فتسعي تلك النوعية من رجال السلطة حثيثا لربط أسمائهم بالفنانات كنوع من الفخر والتباهي, أو بحثا عن فائض شهرة وفي المقابل تجد الفنانة ضالتها المنشودة لدي رجل السلطة من وسائل الرعاية الكاملة التي تضمن لها أن ترفل في الحرير في ظل حياة مخملية تدعمها سلطة جائرة تفضي لمزيد من النجومية وتتسع خطواتها الرشيقة وهي تتهادي برقة ودلال علي خارطة الفن والسياسة معا.

ويحضرني هنا العبارة الشهيرة الفن دائما فوق المال والسلطة والسياسة والتي انتشرت مؤخرا كالنار في الهشيم- علي سبيل الاستنكار- علي ألسنة كثير من النجوم, وربما زادت حدتها أكثر خلال الأيام الماضية ودون مبرر منطقي عقب زواج النجمة بسمه وعضو مجلس الشعب والناشط السياسي عمرو حمزاوي, وكأن زواجهما يعد ظاهرة جديدة علي الوسطين الفني والسياسي, ونسي البعض من حملة المباخر أن هناك العديد من النماذج التي ارتبطت من خلالها كثير من الفنانات بشخصيات في مراكز السلطة سواء عبر زيجات معلنة أو في سرية تامة- وإن كان لكل عصر مقاييسه المختلفة لأصحاب السلطة- ومع ذلك لم تصاحب أي زيجة منها كل تلك الضجة والجدل والسخرية اللاذعة والموجعة التي تصل إلي حد خدش الحياء العام كما يحدث حاليا علي حوائط موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك, لبسمه وحمزاوي,والذي يدعنا أن نقول الله يرحم زمان وأيام زمان حيث كان المجتمع المصري في الماضي أكثر رقيا وتحضرا وثقافة وإحتراما.

زواج الفنانات بالسياسيين كما قلنا من قبل- ليس وليد اليوم أو اللحظة, ولكنه بدأ تقريبا مع بداية الفن في مصر, ففي منتصف العشرينات وبالتحديد يوم1927/1/27, استيقظ الشعب المصري علي قنبلة هزت أرجاءه حيث نشرت فاطمة سري الفنانة المسرحية المعروفة في مجلة المسرح الأسبوعية في حلقات متوالية قصة زواجها السري من السياسي محمد بك شعراوي ابن هدي هانم شعراوي رائدة تحرير المرأة وعلي باشا شعراوي,شارحة الأسباب التي دفعتها إلي اللجوء للقضاء لإثبات زواجه العرفي بها وأبوته للطفلة التي أنجبتها منه وسمتها ليلي وذلك بعد أن هجرها وتنكر لها, كانت دهشة الشعب من جرأة المذكرات وصاحبتها التي أحبت أن تنسب ابنتها إلي والدها حتي لو أدي هذا إلي حرمانها منها نظرا لعملها بالفن ــ الذي كان يعتبر عارا في هذا الوقت ــ, وأيضا من موقف هدي شعراوي التي وقفت مكتوفة الذراعين أمام ابنها وهي تري سيدة تطالب بحقها وحق ابنتها, في حين إنها ـ أي شعراوي تملأ الصحف المحلية والأجنبية بدفاعها عن حق المرأة.

المثير أن هدي شعراوي لم تفعل شيئا غير مطالبتها لابنها بالاعتراف بابنته, بعد أن حكمت المحكمة لصالح فاطمة سري عام1930 أي بعد ثلاث سنوات من النزاع القضائي بنسب ابنتها إلي أياها محمد بك شعراوي, وفي مشهد درامي مؤثر ملئ بالدموع سلمت فاطمة سري ابنتها ليلي إلي أبيها وجدتها, وكانت وهي تسلم ابنتها تعلم جيدا إنها لن تراها مرة أخري, وهذا ما حدث بالفعل حيث تم حرمانها من رؤية ابنتها حتي ماتت فاطمة سري في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

والطريف أن الكاتب الكبير مصطفي أمين سجل قصة زواج فاطمة سري من محمد شعراوي ابن الأسرة السياسية عام1947 في الفيلم السينمائي فاطمة الذي قامت ببطولته كوكب الشرق أم كلثوم وشاركها البطولة أنور وجدي, وإن كان قد عدل في نهايته وجعلها سعيدة لتناسب جمهور سينما الأربعينيات الذي كان يحب أن تنتهي كل الأفلام بالنهايات السعيدة.

وجيه أباظة وليلي مراد

في بداية الخمسينات وبالتحديد عام1953 وبعد طلاقها من زوجها أنور وجدي قررت النجمة المعروفة وسندريلا السينما الغنائية ليلي مراد الاعتزال فجأة, وتسابقت الصحف علي نشر الخبر, فالنجمة الكبيرة أخبارها مادة صحفية شهية تثير انتباه القارئ, وصورها تخطف الأبصار واسمها لابد أن يذكر في كل حديث عن السينما والغناء وبإعتبارها النجمة التي تحصل علي أعلي أجر فهي تمثل وتغني بنفس المهارة والبراعة وانهالت التليفونات داخل شقتها في عمارة الإيموبليا, مكالمات من مصر ومن بعض الدول العربية والنجمة تتعمد ألاترفع السماعة في كل مرة, ذهب إليها الصحفيون, اعتذرت عن عدم استقبال بعضهم ورفضت الحديث في قرار اعتزالها للبعض الذي لم تقدر أن تعتذر عن عدم مقابلته, وعندما طاردتها الأسئلة وحاصرها الصحفيون وأزعجها رنين التليفون المستمر أعلنت أنها ستسافر إلي أوروبا وبالفعل تركت شقتها ولكن ليس إلي أوروبا ولكن إلي شقة زوجها وجيه أباظة أحد الضباط الأحرار الذي أوكل إليه في ليلة23 يوليو قيادة المطار القاعدة الأساسية للقوات المسلحة الجوية,والذي تزوجته سرا ودون أن يعلم أحد علي الإطلاق بناء علي أوامره,كان الضابط الشاب تقابل مع النجمة الأسطورية في قطار الرحمة الذي نظمته إدارة الشئون العامة للقوات المسلحة وساهم فيه مجموعة من الفنانيين لجمع تبرعات من المحافظات لدعم ثورة يوليو1952, اقترب ابن العائلة الأباظية الشهيرة من نجمة الغناء فجذبته رقتها ورومانسيتها بجانب وطنيتها,لهذا لم تعجبه الشائعات التي كان يطلقها أنور وجدي بعد طلاقه منها والتي أدت في وقت من الأوقات إلي منع تداول وإذاعة أغانيها في سوريا مما ترتب عليه تدخل وجيه الذي سعي لدي المسئولين في سوريا عن طريق زميله الملحق العسكري المؤرخ جمال حماد وقتها للإفراج عن الأغاني والأفلام, وبدأ التقارب يحدث بينهما, وكان الرجل ينتمي إلي أسرة كبيرة في محافظة الشرقية, كان منها أقطاب في السياسة والأدب والفن قبل الثورة وكان منها وزراء, ومحافظون بارزون في أجيال السياسة المصرية, وحاول جاهدا بذل أقصي مافي وسعه لإخراج ليلي من حزنها, ومن كل ما يحيط بها من قسوة ونكران جميل, تعاطف معها تماما وبدأ يشجعها علي الخروج من الدائرة الضيقة التي حاصرها فيها أنور وجدي بقسوته, وزادت درجة التعاطف والتقارب بين وجيه أباظة وليلي مراد حتي تحول إلي قصة حب قوية فرضت نفسها علي الاثنين لدرجة إنها قبلت أن تعيش بجوار الرجل الذي أحبته وقبلت أن تكون زوجة بعيدة عن الأنظار من فرط حبها له وسعادتها به,وكان وجيه أباظة برغم مشاغله وعمله مع رجال الثورة يعطيها الحب والحنان فأسعدها,وساعدها علي تحمل كونها زوجة في السر,بعيدة عن الأنظار,لكن قصة الحب هذه لم تدم سوي شهور قصيرة وبدأت الوساوس تشغل بال ليلي خاصة بعد أن تحرك في أحشائها جنين كان هو ثمرة الزواج السري الذي ربط بينها وبين وجيه أباظة,ومرت شهور الحمل وهي في قلق دائم علي مصيرها ومصير ابنها أشرف وكانت الظروف تقف في وجه العاشقين ظروف عمله وسفره وأعبائه كرجل مسئول من مسئولي الثورة, وظروف وضعه بين أفراد عائلته الكبيرة والمشهورة, والتي حتمت عليه أن يبتعد نهائيا معلنا نهاية قصة حب وزواجه من ليلي مراد بعد زواج لم يدم سوي عام تقريبا, عادت بعده ليلي إلي السينما من خلال فيلم الحياة الحب عام1954, والذي شاركها بطولته الفنان يحيي شاهين.

غرام برلنتي والمشير

بعد أن انتصف ليل القاهرة يوم15 مارس عام1960, وهدأت شوارعها, وفي الواحدة صباحا تحركت سيارة المشير عبدالحكيم عامر الرجل الثاني في مصر, في مهمة غير رسمية, لكنها كانت أحب مهمة إلي قلب القائد الكبير,وفي نفس الوقت تحركت سيارة النجمة السينمائية اللامعة برلنتي عبدالحميد التي لم تكن في طريقها إلي الأستديو ولم يكن لديها أوراق سيناريو وحوار تحفظهما, فالمهمة التي تتجه إليها لاعلاقة لها بالتمثيل من قريب أو بعيد,المشاهد حقيقية لا تصورها كاميرا ولايقودها مخرج لكنها قصة حب أعتبرها كبار المسئولين في الدولة أخطر قصة حب تهدد الأمن القومي للبلاد! وأمام أحد الشاليهات بالهرم توقفت السيارتان غادر عبدالحكيم عامر سيارته وكذلك فعلت برلنتي عبدالحميد تبادلا نظرة طويلة ثم سار القائد والنجمة علي قدميهما يتبادلان همسا تعجز أجهزة التصنت عن التقاطه, وفجأة أطلقا ضحكة مدوية كادت تقلق نوم الفراعنة! بعدها دخلا معا من باب الشاليه ليجدا مجموعة من أقاربهما تعد علي أصابع اليد الواحدة في إنتظارهما, وانطلقت زغرودة من فم أم العروس بعد انتهاء كتابة وثيقة الزواج التي لم يحررها مأذون أو موظف في الشهر العقاري فقد تم الاتفاق علي أن يكون الزواج عرفيا غير معلن, وشهد علي العقد اثنان من أشقاء المشير,وأصبحت برلنتي عبدالحميد الزوجة الثانية للمشير, وفي نفس العام اعتزلت الفن والسينما ولم تستطع الصحف أن تشير إلي سبب الاعتزال المفاجئ للنجمة الشهيرة, وعرف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالقصة كاملة وعندما تحدث مع نائبه المشير عبدالحكيم عامر لم ينف الزواج, وأكد للرئيس أن زواجه من برلنتي لن يعلم به أحد ليس فيه رجعة, وحاول عبدالناصر أن يخفف من وطأة الحوار فسأل نائبه وفوق وجهه ابتسامه مصالحة هل صحيح برلنتي حلوة كما يقولون؟!فرد عليه المشير أنه لم يتزوجها لمجرد إنها امرأة جميلة لكن لأنها أغنته عن صداقة الرجال بثقافتها وصراحتها وخفة ظلها,كما إنها نجحت في كل الاختبارات الصعبة التي وضعتها فيها وتأكدت أجهزة الأمن رفيعة المستوي من أنها إمرأة فوق مستوي الشبهات.

مها صبري وعلي شفيق

بينما كان المشير عبدالحكيم عامر يستعد للزواج من نجمة السينما برلنتي عبد الحميد, كانت قصة حب أخري تنسج خيوطها ببراعة أحد طرفيها اللواء علي شفيق مدير مكتب المشير, بينما كان الطرف الآخر المطربة المعروفة مها صبري,بدأت قصة الحب بينهما عندما سافرت مها صبري إلي بورسعيد لإحياء حفلة عيد النصر مع كوكبة من فناني مصر, كان كبار رجال الدولة يتقدمهم المشير عامر يجلسون بالصفوف الأولي من مقاعد الحفل وكانت العادة أن ينزل كل مطرب بعد نهاية وصلته لمصافحة كبار المسئولين, وبعد وصلة مها صبري الغنائية صافحت الكبار واحدا تلو الآخر حتي وجدت نفسها أمام اللواء علي شفيق مدير مكتب وزير الحربية, لم تكن قد رأته من قبل لكنهم اشاروا لها نحوه من خلف الكواليس كانت مشغولة بأحد اقاربها الذي كلفها بأن تتحدث له عن واسطة تريحه من عناء التجنيد وقفت مها أمام اللواء علي شفيق تستجمع تركيزها, حكت له عن مشكلة قريبها في التجنيد فمنحها رقم هاتفه وطلب منها أن تتصل به فور عودتها إلي القاهرة, وبالفعل اتصلت المطربة صاحبة الأنوثة الصارخة باللواء علي شفيق دون أن تتوقع أنها البداية نحو الحب الكبير, لم تكن خططت لهذا الرجل, لم يشطح بها الخيال إلي الإيقاع بصاحب المنصب الكبير في بحر هواها, تكرر الأتصال كالعاده وتكررت اللقاءات, لم يلتقيا منفردين مرة واحدة كانت تتعمد أن تقابله وسط زحام من أصدقائها وصديقاتها, وكلما حاول مغازلتها ابتعدت عنه هامسه بالحلال يا سي علي حاول أن ينفرد بها فتجاهلته, حاول أن يدعوها إلي زيارته فأصرت أن تستضيفه دائما, وفي النهاية أدرك اللواء أنه وقع اسيرا في هواها خضع لكل مطالبها, رفضت الزواج العرفي فوافق علي الزواج الرسمي, اشترطت أن يطلق زوجته فلم يتردد, أما هي فقد وافقت علي كل شروطه ومنها أن يبقي الزواج سريا, وأن تعتزل السينما والغناء والظهور في الأماكن العامة, أن تحمي منصبه الكبير من القيل والقال وتحترم سمعته وسمعة زملائه ومشاعرهم وتم الزواج لكن الأيام الحلوة سرعان ماتنهزم أمام صخرة الزمن لم تكن مها أسعد حظا من برلنتي عبدالحميد وقعت النكسة وانتحرالمشير,وتم تحديد اقامة اللواء علي شفيق.

فايدة كامل والنبوي إسماعيل

عندما قامت ثورة يوليو1952 أستيقظ العالم علي صيحة جبارة قام معها الشعب يواجه الشمس ويعيد التاريخ, ويحمل الرسالة في ثقة وقوة وإيمان, وكان لابد أن يولد مع هذه الثورة البيضاء صوت يعبر عن عظمة هذه الثورة, فولد صوت ثوري مميز هو صوت المطربة عواطف محمود كامل الخطيب التي اشتهرت باسم فايدة كامل هذه المطربة التي ولدت في أسرة فنية, وأطلق عليها في فترة من الفترات مطربة السلطة, تمكنت من تحويل مسارها الفني إلي مسار سياسي مثير للجدل علي مدار34 عاما الماضية, وهو ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية, كأقدم برلمانية في العالم لنجاحها في الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان لمدة34 عاما متصلة منذ11 نوفمبر سنة1971 وحتي نهاية الفصل التشريعي في عام2005, يعتبر زواجها من اللواء النبوي إسماعيل وزير الداخلية في عصر الرئيس السادات أهم الانقلابات التي حدثت في مشوارها الفني, حيث تقابلت معه وهو نقيب شرطة في بداية الخمسينات, وتعرفت عليه عن طريق بهيجة جاهين شقيقة الشاعر الكبير صلاح جاهين وتوطد علاقتهما وتزوجا, ودام زواجهما حتي وفاة المطربة في شهر أكتوبر الماضي.

صباح وجو حمود

ولم يقتصر زواج السياسيين بالفنانات علي مصر فقط, ففي صيف عام1970 تزوجت المطربة اللبنانية صباح من النائب في البرلمان اللبناني جو حمود, حيث وجدت نفسها في دنيا جديدة, ومع رجل يختلف تماما عن كل الرجال الذين عرفتهم في حياتها, يومها رضيت صباح بالقيود التي فرضها عليها جو لأنها أحبته, وكانت تشعر بأنه يحبها بجد واخلاص,ولم يقف حائلا بينها وبين نشاطها الفني, بل علي العكس كان يوفر لها الأجواء التي تتمكن معها من أن تبرز فنها في أحلي وأرقي اطار, و شعرت بأنه شريك عمر حقيقي,ومرت الأيام بينهما كالنسيم, صباح تعطي أوقاتها لحياتها الفنية, فتوزعها بين مهرجان وفيلم ورحلة سفر, وجو حمود يستأنف نشاطه السياسي والانتخابي, هي تلمع في سماء الفن, وهو يكبر في عالم السياسة, وكلما لمعت, وكلما كبر زادت بينهما المسافات, و بعد مرور ثلاثة أعوام علي زواجهما, أدركت صباح أن الحياة الزوجية بينهما لا يمكنها الاستمرار, فكلاهما صاحب ميول مختلفة, وما ان انتهت الانتخابات النيابية سنة1972, حتي انفصلا بصورة نهائية.

حب السلطة

وترجع الدكتورة نجوي عبدالحميد أستاذ علم الإجتماع: ظاهرة زواج الفنانات برجال السياسة إلي حب الفنانة للسلطة خاصة إذا كانت فنانة مبتدئة وتحتاج إلي تسليط الأضواء عليها, وزواجها أو إرتباطها برجل السلطة سيعطيها نفوذا وقوة وبريقا في عملها وعلي صفحات المجتمع, لاسيما وأن السلطة موقع قوة, أما إذا كانت الفنانة مشهورة فزواجها من رجل السلطة أكيد راجع للحب بينهما, لأنه في هذه الحالة زواجها من هذا الرجل لن يقدم أو يؤخر لأنها ليست في حاجة إلي شهرته.

وتضيف نجوي عبدالحميد أن أرقي وأجمل أنواع الإرتباط عندما يلتقي السياسي مع الفنانة علي إيديولوجية معينة أو قضية محددة, وتترجم الفنانة هذه الأفكار والقضايا في أعمالها الفنية سواء غنائية أو سينمائية, في هذه الحالة يكون الحب قائما علي فكر,وكل منهما ينادي في جبهته بالفكرة التي يؤمن بها.

إشباع رغبة

ويؤكد رشاد عبداللطيف أستاذ تنظيم المجتمع في جامعة حلوان أن ظاهرة زواج الفنانات برجال السياسة ليست ظاهرة ولكنها سلوك عارض من بعض الفنانات لجمع شقين من الشهرة, الشهرة الفنية والشهرة السياسية, وهو زواج قائم علي المصلحة, والدليل علي ذلك انه في معظم الحالات لا يستمر, ويتم في السر ولا أحد يعلم عنه شيئا إلا بعد وفاة السياسي,وبعض الزيجات التي كانت معروفة من فنانات كان السياسي يطلب فيها من الفنانة ترك عملها الفني لحين إنتهاء الزواج, ولايوجد بين كل الزيجات التي حدثت سواء محليا أو عربيا أو دوليا زيجة واحدة إستمرت للنهاية, ولكنها مجرد صفقات بين اثنين إما للشهرة أو المتعة, وإشباع رغبة معينة, وليس بغرض تكوين إسرة,لإنها لو كانت بغرض تكوين أسرة ما تمت في السر ولا جاءت في الترتيب الثاني, حيث ستجد دائما الفنانة الزوجة الثانية في حياة السياسي, لهذا أعتبر زواج الفنانات من السياسيين مجرد خبطات صحفية يراد منها رفع مكانة السياسي إذا كان هو المتقدم, أو رفع مكانة الفنانة إذا كانت هي التي أغرت السياسي!, وهذه الزيجات ليست من شيمة الشعب المصري لكنها سلوكيات فردية تطفو علي السطح أحيانا وتغوص في الأعماق غالبا, فلا يراها سوي الفضوليين أو الراغبيين في إفتضاح أمر هذا السياسي أو الفنانة.

الأهرام اليومي في

02/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)