حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لبنى عبدالعزيز:

وجدت ضالتي في جدو حبيبي

كتب: القاهرة - أمين خيرالله

منذ إطلالتها في السينما المصرية يعلم جمهورها أنها فنانة مختلفة، ويشهد لها بقدرتها على اختيار أدوارها بعناية فائقة. من لا يتذكر سميحة في «الوسادة الخالية» وجهاد في «واإسلاماه»، وهاميس في «عروس النيل»؟ إنها لبنى عبد العزيز التي تبحث عن التعدد تماماً كما التميز، وعندما عادت إلى مصر منذ حوالي ثماني سنوات توقع الجميع أنها ستشارك في عشرات الأعمال إلا أنها اكتفت بثلاثة إلى الآن. عن فيلمها الجديد «جدو حبيبي» الذي وجدت ضالتها فيه كما تقول وأمور أخرى، كان هذا اللقاء.

·         لماذا تأخرت في العودة إلى السينما؟

في بادئ الأمر، لم أكن أنوي أن أخوض أية تجارب تمثيلية جديدة، مكتفية بشعوري بالفخر بالأفلام القليلة التي قمت ببطولتها. عُرضت عليَّ سيناريوهات سينمائية كثيرة ورفضتها لضعفها، بدليل مشاركتي في مسلسل «عمارة يعقوبيان» ومسرحية «سكر هانم» فحسب، فأنا عندما أجد النص الجيد لا أتردد لحظة في قبول العمل.

·         ماذا يمثل لك فيلم «جدو حبيبي»، خصوصاً أنه أعادك إلى الشاشة الفضية؟

عندما قرأت سيناريو الفيلم، شعرت أنني وجدت ضالتي التي طالما بحثت عنها، خصوصاً أن نجوماً كبار يشاركون فيه مثل محمود ياسين وبشرى والمطرب الجميل أحمد فهمي، وشعرت معهم أني وسط عائلتي تماماً. ذكرتني تلك الأجواء بأعمالي القديمة وطبيعة العمل السينمائي، إلا أنني اكتشفت أن التكنولوجيا هي المسيطرة اليوم في العمل الفني، وسرعة التنفيذ واضحة على عكس أيام السينما القديمة.

·         ما أطرف موقف واجهك أثناء تصويرك فيلمك الجديد؟

موقف أتعرض له في بداية كل عمل أقدمه منذ فيلمي الأول «الوسادة الخالية»، وهو نسياني الكامل للدور فتصبح ذاكرتي بيضاء ولا أتذكر نص الحديث الذي أكون قد حفظته على مدار أسابيع، ثم تهدأ أعصابي وأتذكر الحوار شيئاً فشيئاً.

·         هل تعرض مقص الرقيب لفيلم»جدو حبيبي»؟

علمت أنه حذف مشهدين فقط، لكن لا أعلم ما هما. عموماً، لا يتضمن الفيلم مشاهد مخجلة أو أي أمر يستحق الحذف أو التقويم.

·         هل ترفضين الرقابة على المصنفات الفنية؟

قلما تجد فناناً يتمنى استمرار جهاز الرقابة، لأنه كيان ضد الإبداع، وضمير الفنان هو رقيبه الوحيد.

·         هل اشترطت وضع اسمك وصورتك بشكل معين على ملصق الفيلم ومقدمته؟

لم أتطرق إلى هذا الموضوع فأنا لا أهتم بمثل هذه الأمور. الحمد لله، تعامل القيمون على الفيلم معي بالشكل الذي يليق بي كفنانة كبيرة، بالإضافة إلى أن أسماء معظم الممثلين المشاركين كبيرة.

·         هل يمكن أن تعودي إلى تقديم البرامج مثلما عدت إلى السينما، خصوصاً أن شهرتك بدأت مع عملك كمذيعة؟

فعلاً، عملي كمقدمة برامج فتح أمامي المجال لأصبح ممثلة مشهورة، وأتمنى العودة إلى الميكروفون في أسرع وقت بكل جرأة ومحبة، لكني أنتظر فكرة البرنامج التي تجذبني.

·         ألم تندمي على مغادرتك مصر وأنت في عزّ تألقك وتركك الفن والنجومية والشهرة بسبب زواجك؟

كنت على استعداد للقيام بكل شيء لأجل زوجي الذي ذهب للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، ولم أشعر بأي ضيق أو أسف لتنازلي عن الشهرة والأضواء لأجل ارتباطنا، فأمضيت معه 30 سنة بعيداً عن مصر شكَّلت أجمل أيام عمري، وإن استطعت لقدمت تضحيات وتنازلات أكثر من ذلك بكثير.

·         هل رشحك أحد المخرجين لعمل ما أثناء وجودك في أميركا؟

فعلاً تم ترشيحي لأدوار كثيرة، لكني رفضتها بشدة نظراً إلى ضعف مستواها، خصوصاً أنني كنت أنوي ألا أشارك في عمل يقل قيمة عن أعمالي السابقة التي قدمتها في مصر.

·         أنت إحدى النجمات اللاتي لم نسمع عنهن شائعة أو خبراً مخجلاً، لماذا تزايد انتشار الشائعات الفنية هذه الأيام؟

أجهل سبب ذلك، لكن نسبة الأخبار الكاذبة والشائعات كانت بسيطة جداً سابقاً. أما اليوم فنسمع أموراً غاية في الغرابة إلى درجة أنه يتردد أن ثمة فنانات يطلقن على أنفسهن الشائعات كي يشتهرن.

·         توقع الجميع أن يكون مسلسل «عمارة يعقوبيان» بمثابة بداية انطلاقة جديدة لك، لكن لم يتحقق ذلك. لماذا؟

عندما رجعت إلى مصر كنت أرفض العودة إلى الفن ظناً مني بأن الجمهور لم يعد يتذكرني، لكن فوجئت عندما دخلت مطار القاهرة أنه يعرفني جيداً، حتى أن كثراً طلبوا مني التقاط بعض الصورة التذكارية. بعد ذلك، أردت العودة إلى السينما، لكن العائق الوحيد أمامي كان البحث عن أعمال جيدة أشعر أنني أجد  نفسي فيها، وعندما عُرضت عليَّ مسرحية «سكر هانم» لم أتردد لحظة في القيام بها، وانتظرت فترة طويلة حتى قرأت فيلم»جدو حبيبي»، فأنا لا أتعجل في الأعمال وأرفض السيناريو الذي لا أقتنع به.

·         هل تعتقدين أن الفن سيتأثر إيجاباً بثورة 25 يناير؟

من المفترض أن يتحقق ذلك. تعمل الثورات الناجحة على النهوض بالدولة وبالمجالات المهمة، خصوصاً الفن، من تمثيل وغناء وتشكيل، والأمة التي تتنازل عن فنها تتنازل عن هويتها وبقائها.

الجريدة الكويتية في

02/03/2012

 

فنانون يطالبون بدعم الدولة لصناعة السينما في مصر

كتب: القاهرة - جمال عبد القادر 

هل غياب أسواق خارجية لتسويق الفيلم المصري هو سبب تضاؤل الإنتاج السينمائي إلى 12 فيلماً بعدما كان يتخطى 140 فيلماً، أم أن المشاكل التي تعانيها صناعة السينما المصرية هي السبب؟ «الجريدة» استطلعت آراء بعض الفنانين.

يرى عدد من الفنانين المصريين أن عودة الدولة إلى مجال الإنتاج بما تملكه من إمكانات سيسهم في خروج السينما المصرية من أزمتها. في إطار المعضلة التي تبحث عن حلول، يؤكد محمود ياسين أن السينما المصرية ملقاة على الطريق العام بلا صاحب بعدما تقلص دور الدولة بحجة الخصخصة والاقتصاد الحر وترك المجال للقطاع الخاص، وكانت النتيجة ما وصلت إليه الحال الآن. طالب ياسين بضرورة عودة الدولة إلى الإنتاج المباشر ودعم صناعة السينما بالنواحي كافة كي تعود إلى سابق عهدها، مضيفاً أنه حتى في الدول الرأسمالية، مثل إنكلترا وفرنسا، تدعم الدولة السينما عبر الإنتاج المباشر أو عبر مجموعة من الإجراءات والقوانين، لكن الدولة في مصر تخلت عن دورها وهذا هو سبب تردي أوضاع السينما المصرية.  اتفق المخرج علي بدرخان مع ما طرحه ياسين، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لخروج السينما من أزمتها هو عودة الدولة إلى الإنتاج المباشر، وليس الدعم فحسب من خلال القوانين والإجراءات على رغم أهميتها بوصفها بديهية ومكملة، مؤكداً أن الإنتاج المباشر هو الأساس من خلال منظومة متكاملة وخطة عمل واضحة تبرز ما يجب إنتاجه من إفلام بعددها وموضوعاتها.  أضاف: «لا بد من أن يكون القائم على هذه المؤسسة أو المنظومة له علاقة بالسينما والفن، وليس كما حدث مع تجربة وزارة الثقافة الأخيرة أو جهاز السينما الذي غلبت عليه العشوائية والمصالح الشخصية»، مؤكداً أنه كان من الخطأ تخلي الدولة عن دورها الثقافي بحجة الخصخصة وفشل القطاع العام في إدارة نفسه وترك المجال للقطاع الخاص يعبث بإحدى أهم صناعاتنا، فالدولة عندما تعمل بالفن تراعي البعدين الثقافي والفني إلى جانب البعد المادي، بينما لا يهتم المنتج الخاص سوى بالربح.  أشاد بدرخان بالمؤسسة العامة للسينما في الستينات ومساهمتها في إثراء الحياة الثقافية ودورها الكبير في التواصل مع شعوب المنطقة ونشر اللغة والثقافة المصرية، مشدداً على أن الأزمة ستزداد سوءاً في حال استمرار غياب دور الدولة عن دعم الصناعة. المخرج محمد فاضل رأى أن دخول الدولة مجال الإنتاج السينمائي هو الحل الأمثل لخروج السينما من أزمتها، مشيراً إلى أنه في الدول النامية أو الضعيفة اقتصادياً من الخطأ أن تتخلى الدولة عن دورها الثقافي وتترك مسؤولية تشكيل ثقافة الجمهور إلى القطاع الخاص الذي لا يهتم بالربح فحسب، مضيفاً أن معظم تاريخنا السينمائي من إنتاج المؤسسة العامة للسينما التي صنعت روائع السينما المصرية مثل «شيء من الخوف» و»البوسطجي» و»المستحيل»، وغيرها من أهم الأفلام في تاريخنا، كذلك أظهرت جيلاً كبيراً من النجوم في المجالات كافة من ممثلين ومخرجين وكتّاب. تابع فاضل: «هذا لا يمنع دعم الدولة للإنتاج الخاص من خلال القوانين والضرائب التي تيسر عمل المنتج الخاص، مثل فرنسا التي تدعم السينما بالإنتاج المباشر أو بسن القوانين وخفض الضرائب للمساعدة في فتح أسواق خارجية تسهيلاً للمنتج الخاص». المخرج علي عبد الخالق الذي بدأ مسيرته من خلال المؤسسة العامة للسينما بفيلم «أغنية على الممر»، ذكر في هذا الشأن أن دخول الدولة مجال الإنتاج السينمائي قد يكون أحد الحلول وأهمها للخروج من الأزمة الحالية، لكنه ليس الأول بل ثمة أشكال كثيرة أخرى أبرزها الدخول كمنتج مشارك عبر ما تملكه الدولة من استوديوهات ومعامل صوت ومونتاج، مع ترك مهمة الإنتاج المباشر للمنتج الخاص.

إنتاج منظم

أضاف أنه يتمنى أن تعود الدولة إلى الإنتاج بشكل منظم وليس عشوائياً. اتفقت الناقدة ماجدة خيرالله مع الحلول المطروحة سابقاً، مؤكدة أن على الدولة دوراً كبيراً في حل أزمة السينما من خلال الإنتاج المباشر، لكن لا بد من أن يأتي ذلك عبر منظومة متكاملة، وليس بشكل عشوائي كما فعلت وزارة الثقافة أخيراً عندما أنتجت «المسافر»، فغلبت على هذه التجرية الأهواء والمصالح الشخصية. تابعت خيرالله: «يجب أن يكون القائم على هذا المجال على دراية بالفن والإنتاج، وإحدى كبرى مشاكل السينما هو عدم توافر أسواق خارجية للفيلم المصري، ودخول الدولة مجال الإنتاج يساعد على حل هذه المشكلة ويضع حداً للارتفاع المبالغ فيه في أجور النجوم ويرفع مستوى الأفلام عن طريق تحقيق المعادلة بين النجاحين الفني والجماهيري». المتحدث الإعلامي باسم الشركة العربية عبد الجليل حسن رأى أن «دخول الدولة مجال الإنتاج أمر مهم جداً يساعد على الخروج بالسينما من أزمتها، لكن ثمة أولويات لحل هذه الأزمة أبرزها مساعدة الإنتاج الخاص بمجموعة من الإجراءات والقوانين مثل تخفيض الضرائب أو إلغاء الرسوم أو ما إلى ذلك من قوانين روتينية من شأنها تعطيل المنتج الخاص. كذلك تؤدي الدولة دوراً في فتح أسواق خارجية عن طريق سفاراتنا في الخارج. لا يستطيع أحد تحقيق هذه الحلول كافة سوى الدولة، وأعتقد أنها أهم من دخول الأخيرة مجال الإنتاج أو خطوة سابقة له».

الجريدة الكويتية في

02/03/2012

 

وجهة نظر:

بين أرض السماء وأيام الراديو مع عوف وأفلامه ورحلة في عالمه

كتب: محمد بدر الدين 

في احتفال لجمعية «نقاد السينما المصريين»، شاهدنا هذا الأسبوع أفلاماً من أهم ما قدمه فنان السينما التسجيلية المخرج سمير عوف والتي أصبحت من كلاسيكيات السينما التسجيلية العربية. وإذا كان ذلك العرض احتفاء بالرجل الفنان والإنسان في عيده السبعين، وبمشواره الإبداعي، فإن الاحتفاء كان فرصة أيضاً لإعادة التأمل في عالمه السينمائي فكرياً وجمالياً، وأسلوبه الخاص في التعبير عن هذا العالم، وللمقارنة بين المرحلتين القديمة والراهنة في أفلامه. عرض من أفلام مرحلته الأولى: «القاهرة 1830»، و»مسافر إلى الشمال.. مسافر إلى الجنوب»، ومن مرحلته الجديدة: «أرض السماء»، و»أيام الراديو». تطورت السينما التسجيلية المصرية بأفلام عوف ورفاقه منذ أواخر ستينات القرن العشرين، إلى درجة أن النقاد السينمائيين التسجيليين يرددون عادة القول إن السينما التسجيلية قبل سمير عوف وجيله غير هذه السينما بعدهم. لعل أهم تطور هو أن السينما التسجيلية أصبحت على أيديهم تجسيداً إبداعياً لرؤية فكرية للفنان بأسلوبه وروحه، وليس مجرد توظيف الفيلم التسجيلي في أفضل الأحوال الدعوة إلى موضوع ما، مع تراوح بين الرصانة لدى البعض والديماغوجية لدى كثيرين. بدا أن ثمة مخرجين في السينما التسجيلية أو الروائية يهتمون بالمضمون أكثر من الشكل، وآخرون يركزون على الشكل أكثر، وكان عوف أحد هؤلاء، لذلك ربطوا بينه وبين سينما شادي عبد السلام. لكن يظل لسينما عوف تميزها بل تفردها، وليس دقيقاً القول الشائع إن عوف أحد تلامذة مدرسة شادي، فقد أنجز فيلمه الرائع «القاهرة 1830» قبل أن ينجز شادي رائعته «المومياء». لكن تميز الشكل وتفرد الأسلوب لدى عوف وعناياته الفائقة بجماليات الفيلم عناصر لم تأتِ على حساب الموضوع أو القضية، بل إن إحساسه بالموضوع ورؤيته للقضية هي في أفلامه البطل، وبقدر تعمقه فيها وحماسته في التعبير عنها، يكون الاختيار المحتوم للمنهج أو المذهب في الشكل، ولمفردات وروح الأسلوب. أول ما تتسم به سينما عوف في مرحلتيها وفي جميع الأفلام هو تعبيره عن رؤية ذاتية، فإن خصوصية رؤيته واضحة، وهو مثلاً يعبر عن حرب أكتوبر كما في فيلم «مسافر إلى الشمال.. مسافر إلى الجنوب» ويربط بين المهندس الشاب الذي يذهب إلى الشمال ليقاتل لأجل تحرير الأرض، ونظيره الذي يسافر إلى الجنوب لإنقاذ آثار النوبة، فهي مهمة إنسانية حضارية واحدة، وفي الفيلم يحيل الآلات وجسور العبور والصلب والحديد والدخان إلى إمتاع بصري وعذوبة فائقة وجماليات لسينما خالصة، من دون اللجوء إلى تعليق أو حوار أو حتى موسيقى، فلا يعتمد شريط الصوت إلا على المؤثرات الحقيقية! في فيلم «القاهرة 1830»، يوثق القاهرة في ذلك التاريخ من خلال لوحات «وصف مصر»، فنحن في الفيلم أمام مبدعين عملاقين: رسام اللوحات ومخرج الفيلم. إنه مخرج يستطيع دائماً في أفلامه كافة حينما يتأمل اللوحات، أن يعطيها روحاً وحيوية من روحه وإحساسه الفني وحركة الكاميرا الشاعرة والإيقاع المتأمل الناعم المتناغم. فهو يتأمل هذه اللوحات الخالدة أيضاً، في «أرض السماء» و»أيام الراديو» حيث نرى اللوحات نابضة حية، كأنها لقطات حقيقية، خصوصاً أنه يمزجها بلقطات حقيقية بالفعل.

الجريدة الكويتية في

02/03/2012

 

نجوم يتحسّرون على الماضي:

زمن الفن الجميل ولّى!

كتب: بيروت - ربيع عواد 

«زمن الفنّ الجميل ولّى» عبارة يرددها نجوم كثر اليوم بعدما اقتحم دخلاء الساحة الفنية العربية وتربعوا على الشاشات، من دون أن تكون لديهم أدنى المقومات من صوت وموهبة، إنما يملكون ثروة تخولهم شراء أغلفة المجلات وأثير الإذاعات وفضاء الشاشات، وكأن الفن بات وكالة من دون بواب… النتيجة، تلويث الذوق العام، ما دفع نجوماً، هم فنانون بحق، إلى طرح الصوت عالياً علّ الجمهور يعي أن ليس كل ما يذاع يستحقّ أن يُسمع.

نشرت الفنانة نجوى كرم على موقعها في «تويتر» رأياً صريحاً أكدت فيه أن ما يقدّم اليوم على الساحة الفنية ليس فناً، وأن إحساسها الوطني وحده يدفعها إلى الاستمرارية وسط الفوضى المستشرية، وحبَّ المعجبين يحفّزها  على تقديم المزيد، محمّلة الجمهور جزءاً من المسؤولية في تردي الأوضاع الفنية، كونه لا يفرّق بين الفن الراقي والفن المبتذل. يشارك كرم في رأيها هذا نجوم كثر تفانوا في سبيل إعلاء شأن الفن، ويأسفون للاضمحلال الحاصل ولحالة التردي التي تتخبط فيها الساحة الفنية اليوم.

غضب واستياء

عبّر الفنان فضل شاكر، في حديث أخير معه،  عن استيائه من الوضع الفني الحالي وعن غضبه من تدهور أحوال الغناء في العالم العربي، مشيراً إلى أنه، على رغم وجود مطربين حقيقيين، إلا أن الفن عموماً في حال يرثي لها، إذ انحدر إلى مستوى الاستهلاك والتجارة، لذا بات فضل أكثر تصميماً على الاعتزال . وفي حواره الشهير مع إحدى المجلات  الذي هاجم فيه زملاءه الفنانين، وصف  الوسط الفني بالوسخ وقال: «زادت وساخته. فأنا لا أعترف بفناني الساحة اللبنانية، لأنّ قلوبهم سوداء وهم ليسوا بفنانين. لم أظلم أحداً منهم، بل ينطبق وصفي هذا على كثر منهم». من جهتها تأسف الفنانة اللبنانية مادونا على المستوى الذي وصل إليه الفن في لبنان، موضحة أن الفنان في السابق كان يخضع لامتحانات في الإذاعة اللبنانية قبل أن يحق له الغناء  ويسهر الليالي لتحقيق الشهرة والنجاح، أما اليوم فيستطيع أي كان إصدار أغنية ودعمها عبر الإذاعات والشاشات في حال كان يمتلك المال. تفخر مادونا بأنها اعطت 36 عاماً من عمرها للفن وحققت نجاحات، أما اليوم فتعمل على الاستمرارية من خلال إصدار أغنيات منفردة بين الحين والآخر مبدية حزنها على تردي الوضع الفني في لبنان وعلى أن {زمن الفن الجميل ولّى ولن يعود».

أهداف مشبوهة

الملحن سمير صفير ثائر على التدهور الحاصل على الساحة الفنية وقال: «لا توجد موسيقى سيئة  بل إنسان سيئ يشوّهها، الأحرف الأبجدية جميلة لكن ثمة من يدعي أنه شاعر ويسيء إليها، كذلك العزف على البيانو رائع لكن ثمة من ينشّز في عزفه عليه. البذاءة تسيطر على كلمات الأغنيات والسرقة سيّدة الموقف في الألحان، وبات الفن يُستخدم غالباً لأهداف مشبوهة». كان صفير وجّه وابلاً من الانتقادات للقيمين على الأمور الفنية والإنتاجية في حديث سابق إلى «الجريدة» محملا إياهم مسؤولية ما يحصل وقال: «الأسوأ أن البعض يقنع نفسه بأنه يتمتّع بموهبة فنية وهو لا يمتّ إليها بصلة. تاريخ لبنان الفني غني بالمبدعين على غرار الأخوين رحباني وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة… أين هم القيمون على الفن راهناً من هؤلاء المبدعين الذين أدهشوا العالم؟} يضيف صفير: «ما يحصل في الوسط الفني يسيء إلى أولادنا وأجيالنا المقبلة، وتتحمّل  الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة إضافة إلى المنتجين، المسؤولية عن الجريمة التي تُقترف بحق الفن اللبناني لأنهم يفضّلون من يزعق لأجل حفنة من الدولارات ويستبعدون المواهب الحقيقية».

الجريدة الكويتية في

02/03/2012

 

فريال يوسف:

لا أحد يستطيع حجب الفن.. ونجاح التيار الإسلامى مفاجأة

كتب هانى عزب 

حلت الفنانة التونسية فريال يوسف ضيفة على الإعلامية رولا خرسا فى برنامجها "البلد اليوم"، على قناة صدى البلد، حيث تحدثت فريال فى الحوار كاملا باللهجة التونسية، نظرا لأن موضوع الحوار كان يدور حول وضع المرأة والفن فى تونس بعد الثورة، خاصة فى ظل صعود التيار الإسلامى بعد الانتخابات التونسية.

وقالت فريال يوسف حول وضع المرأة إن المرأة التونسية حصلت على حقوق كبيرة فى عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، منها قانون بمجلة الأحوال الشخصية صدر عام 1956 يمنع الرجل من أن يتزوج على زوجته، والمرأة التونسية أخذت حق التصويت فى الانتخابات قبل المرأة فى بعض البلدان الأوروبية، مثل بلجيكا، وأضافت "حتى الآن لا توجد تغييرات كبيرة فى وضع المرأة فى تونس حدثت، ولكن المخاوف موجودة، خاصة فى ظل ظهور جمعيات حصلت على تصريح وإذن بالعمل فى المجتمع من الحكومة، مثل جمعية الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وهى جمعية فى حالة صدام وهجومية طول الوقت، وتكفر أى شخص يختلف معها، صحيح أن تلك الجمعية لم تصبح ذات تأثير كبير على الحياة السياسية والاجتماعية فى تونس ولكن التخوف موجود".

وأضافت فريال أن نجاح التيار الإسلامى فى الانتخابات كان مفاجأة للكل، وأنا عن نفسى لم أختر حزب النهضة، أقولها بصراحة، ولكنى أرى أن نترك لهم الفرصة لمدة عام ونحكم على عملهم فى النهاية، أما بالنسبة لوضع الفن ردت فريال قائلة "أنا ديما أقول إنا بطبعى متفائلة جدا"، وأرى أن الفن له أجنحة، ولا أحد يستطيع أن يحجر على الفن، ولكنى أرفض أن تكون تلك الجمعيات ذات الصبغة المتشددة التى تكونت حديثا لها رقابة على الفن أو الفنانين، لأن هذا دور الرقابة والنقاد، فهم من يصرحون بأن هذا العمل صالح للعرض أم لا، ولكن فى ظل حالة الصمت من الدولة على وجود وعمل تلك الجمعيات المتشددة، لابد أن نقلق، وخاصة فى ظل حالة من الهجوم على بعض المبدعين والمخرجين والإعلاميين التى تصل إلى حد الشتم وهتك الأعراض والتهديدات المباشرة، وتوجيه الاتهامات لهم بالتغريب، وأؤكد أن الفن هو فكر، والفكر له أجنحة، ولا يمكن الحجر عليه.

وعن وضع الصحافة، قالت فريال رغم أنى أرفض صورة لاعب الكرة التونسى مع صديقته، والتى نشرتها إحدى الصحف التونسية، إلا أننى أرى أن قرار إغلاق الصحيفة والزج بالصحفيين فى الحبس مؤشر غير إيجابى بالمرة.

وفى مداخلة هاتفية مع الكاتبة الصحفية كوثر الحكيرى، روت واقعة اعتداء بعض الطلبة المتشددين على المخرج التونسى الكبير نورى بو زيد كواقعة تمثل جرس إنذار، ولكنها أكدت أن المبدعين والفنانيين التونسيين على استعداد لمواجهة مد التيار السلفى المتشدد مهما كانت التضحيات، وأضافت أن الحكومة لا تتخذ أى إجراء ضد التهديدات التى يتعرض لها الإعلاميون والفنانون التوانسة من قبل العناصر المتشددة.

ورداً على سؤال حول موقف وزير الثقافة التونسى مهدى مبروك من تامر حسنى وشيرين ونانسى عجرم وآليسا، وقراره بمنعهم من الغناء فى قرطاج ردت فريال يوسف قائلة "تناقلت بعض الصحف المصرية واللبنانية كلام الوزير بشكل خاطئ، مما تسبب فى أن الموضوع أخذ أكبر من حجمه، فالوزيرقال ما معناه فى عهدى أتمنى أن أعيد لمهرجان قرطاج بريقه وصيته، وأن مسرح قرطاج لن تعتليه إلا الأصوات صاحبة التاريخ الغنائى، فسأله المذيع، وماذا عن لطفى بوشناق، فرد الوزير على راسى وصابر الرباعى قال على راسى، ولما قال المذيع ونانسى عجرم وأليسا، قال الوزير على جثتى، وسأله عن تامر حسنى وشيرين، فرد الوزير لا أوافق، ولكن قبل تفاقم الأمور اتصل الوزير بتلك الإذاعة، واعتذر على كلمة على جثتى، والوزير لم يمنع تلك الأسماء من كل مهرجانات تونس، ولكن من قرطاج فقط، ولكنهم مرحب بهم فى تونس التى تقيم حوالى ثلاثين مهرجانا غنائيا.

اليوم السابع المصرية في

02/03/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)