حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرجة والمنتج لا يتخيلان سواها في "المرأة الحديدية"

ميريل ستريب "الأسطورة الحية"

إعداد: محمد هاني عطوي

من يشاهد فيلم “المرأة الحديدية”، يلاحظ مدى نجاحه بفضل جهود أكثر من شخص فيه، وعلى رأسهم بطلته ميريل ستريب التي جسدت دور رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريب تاتشر، والمخرجة فيليدا ليود . وفي هذا اللقاء مع ستريب وليود إضافة إلى منتج الفيلم داميان جونس، نكتشف أسرار نجاح العمل الذي نال الكثير من الجوائز وآخرها جائزة “أفضل ممثلة” من “بافتا”، علماً أن بطلته حتى كتابة هذه السطور مرشحة وبشدة للفوز بالأوسكار .

ماري لويس ستريب أو كما تشتهر “ميريل ستريب”، هي ممثلة أمريكية مخضرمة نالت جائزتي أوسكار وفازت بسبعة جوائز “غولدن غلوب”، وهي أيضاً واحدة من أفضل الممثلات اللواتي يتقن لهجات ولغات عدة، علماً بأنها تقوم خلال أدوارها بالاستعانة بمدربين على اللغات، وقد تميزت في كثير من الأدوار ما جعلها تستحق لقب “الأسطورة الحية”، ومنهم من لقبها ب “إلهة التمثيل” . كيف لا وهي تضرب بعرض الحائط كل النظريات والقواعد العلمية العالمية الخاصة بصناعة الفيلم الجيد، وتقدم دوراً ربما لن ننساه أبداً في فيلم “المرأة الحديدية” الذي تجسد فيه شخصية مارغريت تاتشر أو ماجي كما كانت تعرف، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة . ويقول منتج الفيلم داميان جونس “لو كانت مارغريت تاتشر أمريكية، فإن أكثر من 15 فيلماً كان سينتج عنها، وأياً كان اتجاهك السياسي، فإنك لن تستطيع أن تنكر التأثير الكبير لهذه المرأة في بريطانيا بل وعلى دول العالم” . أما عن ميريل ستريب فيقول جونس: “لقد فكرت مباشرة بميريل ستريب كي تجسد هذه الشخصية على الشاشة” .

وبالفعل لم تحقق ستريب حلم جونس فحسب بل رشحت لنيل جائزة الأوسكار عن هذا الفيلم سبع عشرة مرة، والحقيقة أن  الفيلم أثار الكثير من الجدل في إنجلترا لأنه يظهر تاتشر كامرأة كبيرة في السن وتعاني من “الزهايمر”، ويسلط الضوء على سيرة حياتها ووصولها إلى السلطة عن طريق العودة إلى الماضي ال “فلاش باك” . وفي حوار مع مجلة “بروميير” الفرنسية التي تعنى بشؤون السينما وأخبار الممثلين أو الفن السابع بشكل عام، كان هذا الحوار مع منتج الفيلم داميان جونس والممثلة ميريل ستريب والمخرجة فيليدا ليود في آن .

داميان جونس “المنتج”، في البداية كان الفيلم لا يتحدث إلا عن حرب جزر الفوكلاند، وكان من الواضح أن السيناريو لا يلقي نظرة كاملة على الشخصية، وبالتالي كان من غير الممكن أن نوظف له ممثلة ومخرجة من هذا الحجم “ميريل ستريب وفيليدا ليود “المخرجة” . من هذا المنطلق كان لابد من إعادة كتابة السيناريو مرتين . وفي مايو/أيار 2010 كنا على أتم الاستعداد للاتصال بالمخرجة “ليود” التي أخرجت لميريل فيلم “ماما ميا” والتي ذهبت بنفسها إلى نيويورك لمقابلة ستريب وعرض الأمر عليها .

سيريل ستريب “دور مارغريت تاتشر” عندما قالت لي فيليدا أنها تحضر فيلماً عن مارغريت تاتشر، قلت لها على الفور إنني أود أن أكون المرشحة لهذا الدور، فكم من الممثلات يتطلعن كي يجسدن شخصية أول امرأة غربية وصلت إلى رئاسة الحكومة؟ والحقيقة أن الظروف في البداية لم تساعدني لأحضر نفسي للدور فقد كان علي الجلوس إلى جانب زوجي الذي خضع لعمليات جراحية عدة خطيرة، كما أنني فقدت أعز الصديقات إلى قلبي، وعندما وصلت إلى لندن في يناير/كانون الثاني ،2011 عكفت في غرفتي لمدة أسبوع كامل وعلى مدار الساعات أشاهد لقاءات لمارغريت تاتشر لاتعرف جيداً إلى شخصيتها وحياتها، ولأحاول الإحاطة بهذه الشخصية الفذة وأعمل على تقليدها بشخصيتها الحازمة التي كانت تميزها بشكل خاص . وبالفعل كنت في اليوم الأول للتصوير على أهبة الاستعداد للقيام بالدور .

داميان جونس: لقد كنا مقتنعين بالإمكانات التجارية لهذا المشروع من منطلق أن تاتشر تمثل شخصية أيقونية في العالم بأسره، والحقيقة أننا واجهنا مشكلة كبيرة في الحصول على تمويل لمشروعنا، علماً بأن تكلفته وصلت إلى 20 مليون دولار، ولا أعتقد أن هذا الفيلم كان سيرى النور لولا ممثلة قديرة مثل

ستريب: أقل ما يمكن قوله هو إن سياسة تاتشر لم تكن مقبولة جداً ضمن الدوائر التي كنت أعيش فيها وعايشتها في حياتي، فوصولها أصلاً إلى رئاسة الوزراء في بريطانيا أثار الكثير من الجدل وكذلك الإعجاب. وأذكر أنني عندما كنت في الكلية، كانت الوظائف التي يمكن للنساء بلوغها نادرة جداً، فعلى سبيل المثال لم نكن نرى النساء في كليات الحقوق لتخريج المحاميات كما لم نكن نرى نساء تدرن المؤسسات، اللهم إلا في مجال منتجات التجميل . ولذا فإن وصول تاتشر إلى القمة ضمن هذا الجو كان أكثر من رائع .

فيليدا ليود “المخرجة”: “كانت مارغريت تاتشر بمثابة السوبر ستار، وكان لابد أن نعثر على “سوبر ستار” كي تجسد شخصيتها، وأعتقد أن ميريل ستريب تفهم أفضل من أي ممثلة أخرى بحكم تجربتها وعمرها هذا التعلق القوي لشخصية مثل تاتشر بفكرة الوصول إلى السلطة . ولقد كنت أود مقابلة تاتشر أو حتى التحدث إلى ولديها لكن لم تتح لي الفرصة، وبالطبع كنا نعلم مدى حساسية الموضوع، ولقد عملنا كل ما يلزم من أجل أن نقدمها بصورة تليق بها، علماً بأن هذا الأمر لا يمنع أسرتها من أن تظهر شكوكها إزاء الفيلم .

داميان جونز: “لقد تقابلنا مع مساعدين لتاتشر في “داوننغ ستريت” وفي أماكن أخرى، فضلاً عن مقابلتنا لأشخاص ينتمون لاتجاهات سياسية مختلفة كي نتمكن من فهم واستيعاب كل صغيرة وكبيرة في شخصية تاتشر . والواقع أن السيرة الذاتية لجون كامبيل قدمت لنا خدمة جليلة في هذا الشأن، ولقد تساءلنا في بعض اللحظات ما إذا كان من الواجب الاتصال بتاتشر لنسألها إن كان المشروع فكرة جيدة، ومع ذلك فقد اتصلنا بولديها كارول ومارك لمشاهدة الفيلم قبل عرضه على الجمهور، لكنهما لم يحضرا وأتمنى أن يشاهداه .

ميريل ستريب: “لقد اشتغلت كثيراً على مسألة الصوت، فعلى مر الأيام والسنوات، غيرت تاتشر من لهجتها وطريقة كلامها بحيث أصبحت نغمة صوتها، ووتيرة كلماتها أكثر عمقاً وثراء، كما عملت على رفع طبقة صوتها كي تتمكن من التعبير لفترة أطول أمام الجمهور، ولذا كان يتوجب عليّ أن أمتلك صوتين، صوت تميزت به في بداية حياتها السياسية كمسؤولة وقد كان ذا وقع خفيف، وصوت يظهر عن تحكم سلطوي جنوني، وبدلاً من مشاهدتها في صور متلفزة كنت أفضل الاستماع إلى خطاباتها، وعندما استوعبت نغمة صوتها وطبقاته في الحديث والخطابات، أخذت أعيد بنفسي شيئاً من الشعر والخطابات لشخصيات أخرى، وكان ينبغي علي أن أفكر بنفس الصوت وكأننا نتعلم لغة جديدة .

فيليدا ليود: لا شك أن حقيبة اليد عند مارغريت تاتشر كانت بمثابة “صندوق باندورا”، ولقد قال لنا أحد مساعديها القدامى إنه كان يخاف أكثر من أي شخص آخر عندما تهم بفتح حقيبتها لأنها يمكن أن تخرج منها شيئاً غير متوقع، فعلى سبيل المثال كانت تاتشر في اجتماع مغلق يتناول مسألة توحيد ألمانيا وكان الجميع على أهبة الاستعداد للتوقيع على الاتفاقية، وفجأة سمعنا هذه الطقطقة التي تعني أن تاتشر فتحت حقيبتها . وبالفعل أخرجت تاتشر من حقيبة يدها خريطة لألمانيا لما قبل بسمارك وقامت بإعادة لصقها بالطريقة التي أرادت فيها أن تدير الاجتماع بشكل غير متوقع .

ميريل ستريب: كانت لدي بعض الأفكار المحددة جداً حول مظهرها وطلتها وتعبيرات وجهها، وكنت أعلم أنه من خلال التركيز على بعض التفاصيل الدقيقة، يمكنني بسهولة أن أشبهها في طريقة وقوفها وقيامها وجلوسها وتشبيك قدميها ووضعية رأسها عندما تود البرهان عن شيء ما، وأعتقد أن كل هذه الأمور كانت مهمة جداً لأنها كانت تمثل لها الدرع الذي تحيط به نفسها .

- داميان جونس: “عندما شاهدت ميريل للمرة الأولى في صورة مارغريت تاتشر وهي ترتدي التايور والباروكة وكل الإكسسوارات، وقفت مذهولاً لذلك التشابه بينهما . والحقيقة أن ماكيير فيلم “هاري بوتر” هو الذي عمل على إيجاد التشابه بين أنف تاتشر وأنف ميريل، بل إن ميريل أصرت على أن تضع أسناناً “طقم أسنان” يشبه أسنان تاتشر ليبدو فمها مشابهاً تماماً لفم  “المرأة الحديدية” .

فيليدا ليود: “أياً كانت آراءهم السياسية، فإن كل الذين تناولوا العشاء بصحبة تاتشر يتحدثون عن كاريزميتها الرائعة فعلى سبيل المثال كانت تحب أن تغمر بعينيها، وتغازل من يجالسها، لكنها أيضاً كانت معروفة بحبها للعزلة والانفراد في مكتبها في الوقت الذي كان فيه الآخرون يذهبون إلى العشاء أو للاحتفال بمناسبة ما، حيث كانت تقرأ وتقلب الأوراق وتكتب الملاحظات على ضوء مصباح بسيط .

ميريل ستريب: لقد تغيرت نظرتي إلى مارغريت تاتشر كامرأة بعد أن جسدت شخصيتها، وحتى لو أنني لا أتفق مع العديد من رؤاها السياسية، إلا أنني معجبة بما فعلت وما أنجزت وبطريقتها في مواجهة خصمها . وأتمنى أن تشاهدوا هذا الفيلم الذي هو محاولة لإلقاء الضوء على حياتها المثيرة والتأكيد على أهميتها في تاريخ بريطانيا .

فيليدا ليود: فيلم “المرأة الحديدية” لا يسعى إلى الحديث عن السياسة ولا إثبات أو  نفي تصرفات تاتشر السياسية، بل هو مجرد تأمل حول ثمن السلطة عندما نصل إليها ثم نفقدها، إلى أن ينتهي بنا الأمر في عالم الشيخوخة.

الخليج الإماراتية في

22/02/2012

 

"ركلام" يتحدى المخاوف

القاهرة - “الخليج

وسط مخاوف من الشركة المنتجة بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي من ناحية، وبسبب الموقف الجماهيري من الممثلة غادة عبدالرازق من ناحية أخرى، انطلق فيلم “ركلام” في 50 دار عرض سينمائية بالقاهرة والمحافظات، بعد أن تم تأجيل عرض الفيلم بقرار من أسرة الفيلم منذ فترة، بسبب حالة الحداد التي كانت تمر بها البلاد بعد مجزرة الألتراس الأهلاوي في استاد بورسعيد، وهو ما جعل شركة التوزيع تأجل عرضه أكثر من مرة، خوفاً من رفض الجمهور له، غير أنهم اضطروا لطرحه في الصالات رغم استمرار هذه المخاوف .

تدور أحداث فيلم “ركلام” حول قصص أربع فتيات تجسد أدوارهن، غادة عبدالرازق ورانيا يوسف وريهام نبيل ودعاء سيف النصر، دفعتهن ظروف حياتهن للعمل في مهنة “ركلام”، وهن الفتيات اللاتي يعرضن أنفسهن في الملاهي الليلية ويقمن بمجالسة الزبائن، وذلك من خلال وقوعهن في يد سيدة تحترف المهنة وتجسد دورها الفنانة علا رامي في دور جديد عليها تماماً تقدمه لأول مرة، ويكشف الفيلم تفاصيل وأسرار هذه المهنة، حيث يعتبر “ركلام” أول فيلم يقتحم كواليس وحياة أهلها بشكل رئيس ومفصل .

“ركلام” تأليف مصطفى السبكي، موسيقا تامر كروان، إنتاج شركة ميديا سيتي وإخراج علي رجب .

يذكر أن مشكلة ترتيب أسماء أبطال الفيلم كانت الأبرز قبل انطلاق الفيلم، وذلك بين الفنانة رانيا يوسف من ناحية، وبين مخرجه علي رجب والشركة المنتجة من ناحية أخرى، بسبب وضع اسم رانيا على تترات الفيلم بشكل تراه غير لائق لها ولتاريخها الفني، إضافة إلى حذف عدد كبير من المشاهد الخاصة بها لمصلحة غادة عبدالرازق، وهو ما جعل رانيا تتبرأ من الفيلم وترفض حضور العرض الخاص له.

الخليج الإماراتية في

22/02/2012

 

عين على الفضائيات

أسرار حقيبة "المرأة الحديدية"

مارلين سلوم  

يقولون إن حقيبة رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر كانت مملوءة بالمفاجآت، ولذا كانت تتأبطها دائماً لتخرج منها الأوراق والخرائط والملفات عند الحاجة، وكان معاونوها وكل رجال وزارتها يترقبون “جديد الحقيبة” في كل اجتماع . هكذا هو حال النجمة ميريل ستريب التي لا تخلو جعبتها من “المفاجآت السينمائية”، وكأنها تحمل سحراً في داخلها تعرف متى تخرجه وكيف تستعمله لتسحر مشاهديها وتبهرهم بأدائها بل قل بإبداعها المتجدد في التمثيل .

لم نكن نتوقع من ستريب حين قرأنا عن استعداداتها لتقديم شخصية مارغريت تاتشر في فيلم “المرأة الحديدية”، إلا أن تنجح في الدور، لكن حدود التوقع بقي أقل بكثير من حالة الإبهار التي حصلت للمشاهدين في الصالات . وهي عادة ستريب في القفز فوق التوقعات وتقديم أبسط وأجمل وأعمق ما لديها .

قد يكون هناك أجمل من ميريل ستريب في هوليوود والسينما العالمية بأشواط من حيث الشكل، لكنك لن تجد من يفوقها تقمصاً لروح النص، لذا لا عجب من القول إنها تستحق كل هذا الضجيج من حولها وكل هذه النجومية، كلما ظهرت على الشاشة وأياً كان دورها .

هي لا تمثل، ولا تلعب دوراً، وإنما تكون في كل مرة محور الفيلم . إنها باختصار امرأة كل الأدوار، وكأنها تتماوج معها صعوداً وهبوطاً، فتنزل إلى منتهى البساطة في “ماما ميا” تغني وترقص وتقفز كأي امرأة ريفية عاشقة، ثم تصعد إلى قمة التحكم بالقرارات السياسية والإرادة “الحديدية” في دورها الأخير عن رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر  .

الفيلم أمامك على الشاشة بكل أحداثه المغلفة بالسياسة، لكنك لا ترى أو تسمع إلا “ماغي” . عيناك تلاحقها وعقلك يحاول أن يضع فاصلاً بين ميريل ستريب ومارغريت تاتشر ، لكنك في مواقف كثيرة تتوه وتحسب أن السيدتين امرأة واحدة بشخصيتين، إحداهما امرأة سياسية والثانية ممثلة .

تقول ميريل إنها سجنت نفسها في غرفة في أحد الفنادق اللندنية أسبوعاً كاملاً لتشاهد شرائط فيديو أرشيفية عن مارغريت تاتشر الحقيقية، كي تتمكن من إتقان دورها في الصوت والمشية والحركات . ومن يشاهد الفيلم يدرك أن ميريل لبست مارغريت بروحها وشكلها فتواءمت معها .

هل هي براعة المخرجة فيليدا ليود؟ أعتقد لا، لأن الممثلة هي من أملت شروطها واعتكفت كي تخرج إلى الاستديو بشخصية رئيسة الوزراء، من دون أن يوجهها أحد . هي من تراها بوجهين وصوتين ونظرتين مختلفين، صوت ركيك ضعيف وُلِدت مارغريت تاتشر به، وآخر “رخم” حاد حازم دربها عليه أحد الخبراء كي يساعدها على فرض شخصيتها وهيبتها وسط عالم الرجال . والمفاجئ أن ميريل اتبعت الخطى نفسها وراحت تدرب نفسها كي تتلاعب بصوتها لتكون أكثر صدقاً وإقناعاً .

أما الوجهان المختلفان، فهما الرابط بين الأمس والحاضر، إذ تجد نفسك في بداية الفيلم أمام مارغريت المرأة العجوز التي تعاني مرض “الزهايمر”، وكل علامات المرض تبدو على وجهها ومشيتها وحيرتها . ومنه نعود في محطات ومشاهد متقطعة بين ذكريات الأمس والواقع الحالي، حيث طموح الفتاة الشابة “ماغي” ابنة البقال في الوصول إلى لعب دور سياسي وتغيير الأوضاع في بلدها، وزواجها وولديها، لنقفز إلى الحاضر وحنينها إلى زوجها الذي تُوفي بينما عقلها الباطن يرفض التسليم بالأمر، فتراه دائماً أمامها ويتحدثان ويرقصان ويتشاجران . تراها في شيخوختها أماً حنوناً كما لم تكن في صباها يوم كان طفلاها بحاجة ماسة إليه، فيتكرر سؤالها عن ابنها الدائم السفر وعن ابنتها التي تقف إلى جانبها، لكن في كل حالاتها لا تتخلى عن طباعها الصارمة الحاسمة، كما لا تتخلى عن أناقتها وحقيبتها وعقد اللؤلؤ .

لعينيها حكاية أخرى، ولو لم تكن تستحق ميريل ستريب الأوسكار وكل الجوائز التي حصدتها لأي شيء، فإنها على الأقل تستحقها لهذه النظرة التي لا يمكنك أن تنساها والتي تغنيك عن ألف جملة وحوار . في وجه مارغريت تاتشر العجوز نظرة حائرة خائفة، وحاجبان يرتسمان كعلامتي استفهام تحت جبينها، ينسجمان مع استمالة للرأس تجعله يدور يمنة ويسرة بحثاً عن جواب . وهي نظرة تسلب عواطفك وترغمك على التعاطف مع هذه المرأة التي قد تكون كرهتها في الواقع أو على الأقل رفضت الكثير من قراراتها السياسية يوم كانت سيدة كلمتها والمتحكمة ب “بريطانيا العظمى” . هذه النظرة تختلف كلياً عن تلك التي تراها كلما عاد بك الشريط “بلاي باك” إلى الماضي، لتجد نفسك أمام نظرة حاسمة حادة تكلل حوارات تاتشر في اجتماعاتها وتعبر عن كل ما تختزنه في نفسها من قوة وإرادة وأحياناً “جبروت” .

لست أدري إن كانت تركيبة الفيلم تلعب على عواطف المشاهدين بتسليطها الضوء على “انكسار” المرأة الحديدية في شيخوختها بسبب إصابة عقلها الذي كان يحركها ويحرك كل من حولها بمرض “الزهايمر”، ويمنحه جزءاً كبيراً من المشاهد والحوارات، وينطلق منه الفيلم ويختتم به . أم أن ميريل ستريب هي التي أخذتنا إلى عالم تاتشر فأحببناها رغماً عنا، أي أننا أحببنا مارغريت في صورة ميريل كما أحببنا ميريل في صورة مارغريت .

هناك بطل آخر ساعد النجمة على توصيل أدائها بإتقان لتكتمل الصورة في الأذهان، وهو “الماكياج” الذي جاء متناسقاً مع تسريحة الشعر، فاستحق فريق عملهما الجوائز، وهم مارك كوليير وجي روي هيلاند وماريز لانجان . علماً أن ميريل ستريب أصرت على وضع أسنان اصطناعية تشبه أسنان تاتشر ليكتمل الشكل وتتمكن من نطق الحروف بالطريقة نفسها .

قد تبدو هذه التفاصيل صغيرة، لكنها مهمة في فيلم “المرأة الحديدية” لأكثر من سبب، أولها أنها تثبت مدى براعة ميريل ستريب في تحضير أدوارها، وليفهم بعض الممثلين أن النجومية الحقيقية لا تأتي من عبث أو من مجرد إطلالة ودموع مزيفة ومشهد “اغتصاب” أو عنف، وهو للأسف ما تتمسك به معظم النجمات العربيات . النجومية المميزة تأتي من مجهود وتعب وصدق في الإعداد وفي الكواليس أولاً ثم في الأداء أمام الكاميرا . كذلك تعتبر هذه التفاصيل هي جوهر الفيلم، لأن ما يستحق الإشادة فيه لا يبتعد عن هذا الإطار الذي تناولناه، والذي لولاه لكان “المرأة الحديدية” مجرد فيلم عادي، بإخراج عادي، وقصة متوسطة التشويق، وسيناريو استمد قوته من عبارات قالتها “المرأة الحديدية” بنفسها أو وردت في كتابها.

smarlyn111@hotmail.com

الخليج الإماراتية في

22/02/2012

 

12 فيلماً من 3 دول قــــوام دورته الثانية بأبوظبي

«الصغير والكــبير» في «التراثـي الســينـمائــي»

إيناس محيسن - أبوظبي 

بمشاركة 12 فيلماً من ثلاث دول تعرض خلال أربعة أيام، تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة الثانية من «المهرجان التراثي السينمائي» الذي ينظمه معهد «جوته» في منطقة الخليج بالتعاون مع السفارة الألمانية والسفارة السويسرية في أبوظبي للعام الثاني على التوالي.

يستمد المهرجان الذي يعد أول مهرجان أفلام يقام في الهواء الطلق في الإمارات، اسمه من موقعه، حيث تقام فعاليات المهرجان بين أرجاء القرية التراثية في كاسر الأمواج في أبوظبي، بينما اتخذت الدورة الحالية 2012 من العلاقة بين الأجيال المختلفة ثيمة رئيسة لها، تحت عنوان «الصغير والكبير»، وهي ثيمة تلعب دوراً استثنائياً في حياة المجتمعات الحديثة.

وأوضحت مديرة معهد «جوته» لمنطقة الخليج، سوزانه شبورر، في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس، ان الأفلام المعروضة خلال أيام المهرجان الممتدة من 22-25 فبراير الجاري، تنتمي إلى ثلاث دول، هي الإمارات وألمانيا وسويسرا، تعالج هذا الموضوع من وجهات نظر مختلفة، وبأساليب متنوعة، بعضها تجريبي والآخر كوميدي، الخ.

صراع

قالت شبورر إن الأفلام لن تقتصر على فكرة الصراع بين الأجيال فقط، حيث تتناول أيضاً التفاعل بين الأجيال المختلفة في معترك الحياة، وكيف يمكن للكبير أن يتعامل مع متطلبات العصر، وأن يعمل الصغير على تطوير ذاته وإمكاناته. مشيرة إلى أن معظم الأفلام التي ستعرض في المهرجان حاصلة على جوائز محلية او عالمية. كما يتضمن المهرجان ورشة عمل حول صناعة الأفلام، بدأت الأحد الماضي ولمدة أربعة أيام، يقدمها الخبير الألماني تيل بروكمان من جامعة زيوريخ، بمشاركة عدد من طلبة جامعة زايد وكليات التقنية العليا، على يتم تقسيم هؤلاء الطلبة إلى اربعة أقسام، يتولى كل قسم منها إدارة امسية من أماسي المهرجان، ليمنح أفضل فريق جائزة في نهاية المهرجان.

وذكرت شبورر ان المهرجان يهدف إلى اشراك الطلاب والخبراء ومحبي السينما في جميع أنحاء الإمارات في حوار مفتوح بين الثقافات المختلفة. مضيفة: «يأتي اختيار القرية التراثية كموقع للمهرجان، لانها تعد موقعاً فريداً في العاصمة، يمثل الحفاظ على التقاليد وتقديرها، إذ يحيط البحر بالمكان الذي يطل على بانوراما رائعة للمدينة».

تنشيط

أشار مدير مسابقة «أفلام الإمارات» أمين المهرجان التراثي، علي الجابري، إلى حرص مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي على المشاركة في مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تحريك المشهد السينمائي داخل الدولة وخارجها، وتنشيط دور المعاهد والمراكز الثقافية. موضحا انه رغم الاختلاف بين المجتمعات الغربية والعربية من حيث العادات والتقاليد، لكنها تجتمع معاً في قضايا وموضوعات إنسانية من بينها قضية الصراع بين الأجيال الذي يمثل خطاً مشتركاً بين مختلف المجتمعات.

واعتبر الجابري أن السينما الإماراتية تتميز بارتباطها بالبيئة المحلية، وبذكريات محفور في الذاكرة، والعادات والتقاليد وقصص وحكايات من قلب مجتمع الإمارات، وهو ما يجعلها مختلفة عن السينما الألمانية مثلا، والتي تتسم بالضخامة والتنوع بما يتناسب مع تنوع المجتمع هناك.

وأوضح امين المهرجان فيليب براوير ان اختيار الأفلام المعروضة في المهرجان جاء كمحاولة لتفهم الصراع بين الأجيال، وعكس صورة أوضح حول الاختلاف بينها، حيث توضح الأفلام المزيد عن التعايش بين الأجيال، وتنوع اشكاله التي تتباين بين الاحترام المتبادل وسوء الفهم المأساوي والعلاقات المفاجئة والحوادث الكوميدية، تنشأ من مواجهة ثلاثة أجيال مختلفة للرغبات والمبادئ والاحتياجات نفسها. موضحا ان الافلام التي ستعرض تتسم بمواءمتها طبيعة المجتمع الإماراتي والمجتمعات الغربية أيضاً.

عروض

يتضمن جدول عروض المهرجان مجموعة من الأفلام المنتقاة، يعقبها حوار ومناقشات مفتوحة مع الجمهور، وهذه الأفلام هي: الفيلم الإماراتي «حمامة» لنجوم الغانم، و«السيفة» لمحمد غانم المري، والفيلم الالماني «أكبر اختراعات جورج» ليوهانيس كيفر، والفيلم السويسري «الكذبة شأن عائلي» لايتن راي، وتعرض هذه الأفلام مساء اليوم. وتتضمن عروض اليوم الثاني الفيلم الإماراتي السويسري «طبقات» لمنال فيكي، والسويسري «لاكي دي شامب» لفلوريان كلوسيت، والألماني «مرحبا في ألمانيا» من إخراج ياسمين شامدرلي.

وتعرض في 24 فبراير ثلاثة أفلام هي: الألماني «تايدلاندر» من اخراج ماكس تسيلي، والإماراتي«عشاء» من اخراج سلمى سري، والفيلم السويسري «فيتوس» للمخرج فريدي م مورير.

ويشهد اليوم الختامي عرض الفيلم الإماراتي «ظل البح» لنواف الجناحي، والسويسري «أليس-باريس» لستيفان موجلي، والألماني «النازي الصغير»لبترا لوشوف. وتصحب كل العروض ترجمة باللغة الإنجليزية.

الإمارات اليوم في

22/02/2012

 

30 دولة «سمراء» في «الأقصر للسينما»

الأقصر ــ الإمارات اليوم 

انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية بمشاركة 30 دولة إفريقية، وتستمر فعاليات المهرجان حتى الاثنين المقبل.

ويعكس المهرجان المكانة العالمية لمدينة الأقصر التي تعد أحد أهم المقاصد السياحية المصرية، وتعرف بمدينة الـ100 باب، أو مدينة الشمس، إذ ستحتفل المدينة خلال نهاية الربع الاول من هذا العام بافتتاح طريق الكباش، أأهم المعالم الدينية والأثرية في الأقصر، وأقدم الطرق الدينية في العالم.

وتتنوع مشاركة الدول الإفريقية ما بين المسابقات الرئيسة للفيلم الروائي والتسجيلي الطويل والقصير، وبانوراما السنيما الإفريقية، علاوة على التكريمات ولجان التحكيم وورشة العمل السينمائي وملتقى الدارسين. ومن المقرر ان يتم خلال المهرجان تكريم عدد من كبار المخرجين في القارة السمراء، وعرض عدد من الافلام المصرية تحت عنوان «سينما الجنوب في مصر»، والتي تضم خمسة أفلام هي «الطوق والأسورة» لخيري بشارة، و«المومياء» لشادي عبدالسلام، و«البوسطجي» لحسين كمال، و«الهروب» لعاطف الطيب، اضافة الى فيلم «عرق البلح» للراحل رضوان الكاشف، الذي قررت ادارة المهرجان اهداء الدورة الاولى منه لروح هذا المبدع المتميز. وينظم المهرجان بالتعاون مع الفرع الإفريقي للاتحاد الدولي للرسوم المتحركة (أسيفا)، احتفالية مصرية إفريقية بمناسبة مرور 75 سنة على ظهور فن التحريك في القارة السمراء، ويعرض خلال الاحتفالية 20 فيلما للرسوم المتحركة، هي بمثابة تجارب مختلفة في التحريك.

وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عمرو العزبي، «يأتي تنظيم الدورة الاولى من مهرجان الاقصر للسينما الافريقية ليؤكد المكانة العالمية والإفريقية المرموقة لمدينة الأقصر، والدور المهم لمصر في المنطقة كونها تشكل ملتقى لأهم الفعاليات الثقافية والفنية والوجهة السياحية المفضلة». مضيفاً «يعكس انطلاق هذا المهرجان عودة النشاط السياحي والثقافي والفني في مصر إلى مستوياته الطبيعية، إذ يشير الى التعافي التدريجي الذي يشهده هذا القطاع بعد الظروف التي مرت بها مصر خلال الأشهر السابقة.

وتسعى الهيئة من خلال دعم هذا المهرجان إلى استثمار الجو المعتدل الذي تتمتع به الأقصر في هذا الوقت من العام، والذي يسهم بجذب السائحين من أنحاء العالم كافة للممارسة انشطة عدة مثل الرحلات النيلية ورحلات السفاري والمناطيد.

وتشارك في هذا المهرجان 30 دولة افريقية تشمل كلاً من السودان والجزائر وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وجنوب إفريقيا والكونغو وغانا وبنين وبوركينا فاسو وأوغندا وكينيا ومالي ونيجيريا وناميبيا وموزنبيق وزامبيا والسنغال وزيمبابوي ورواندا وتوغو الكاميرون ومدغشقر والنيجر وإثيوبيا وغينيا، فضلاً عن الدولة المضيف مصر.

الإمارات اليوم في

22/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)