حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

في فيلمة الجديد «أن تكون فلين»

روبرت دونيرو.. يقدم درساً جديداً في فن التمثيل!

عبدالستار ناجي

هنالك نوعية من النجوم، لايمكن تجاوزهم، يضيفون للحرفة، يمنحونها الحياة.. والتجديد.. والاستمرارية.. ومن تلك النوعية النادرة، في فن التمثيل السينمائي، على وجه الخصوص يأتي اسم النجم القدير روبرت دونيرو، الذي يعرف ماذا يختار.. ويبدع فيما يقدم، حتى لو كان دورا هامشيا صغيرا، فكيف وهو اليوم، امام دور وشخصية مشبعة بالتفاعلات، ثرية بالمعاني، عامرة بالالم.. والتعب.. والمعاناة.. وايضا المواجهة بين الاجيال.

فيلم لا يعرض الا على نجم مبدع بمستوى روبرت دونيرو، ولا يوافق عليه، نجم الا بمستوى وقامة روبرت دونيرو، ذلك النجم الذي لا يرتضي بانصاف الحلول.. او انصاف الشخصيات، بل يذهب الى مرحلة معينة من الابداع.. والتميز.. والتقمص.. ومن قبلهما الفهم.

علاقة بين كاتب وابنه.

علاقة متنافرة.. منذ مرحلة مبكرة من حياتهما.. كل شيء، يؤسس لمزيد من العزلة.. والتنافر.. والمواجهات وعندها يقرر الاب الكاتب، ان يذهب الى الشارع، ينسى اسمه وتاريخه ومكانته، ليصبح بلا ماؤى، يعيش الشارع.. ووجوهه.. وشخصياته.. وهو يعلم جيدا ان ابنه سيأتي للبحث عنه، بين ازدحام الوجوه، لان ذلك التنافر.. والاختلاف يرتكز على عمق انساني واسري، وان ظل النهج مختلفا هكذا هو الاساس.

الفيلم يعتمد على قصة حقيقية، كتبها الروائي الاميركي بنك فلين.

عن تجربة ذاتيه قام بها، ولكن يومها كان بنك هو الابن علاقة فيها كثير من الجدل.

ابن لا يريد ان يكون كما ابيه.. واب يريد الحياة والاسرة والعمل باسلوبه.

مواجهات حادة.. تصل الى مرحلة من التنافر.. ثم المواجهات.. وعندها يأتي الانفصال، وهو في الحقيقة، المواجهة، فحينما يغادر الاب المنزل، انما ليواجة ذاته، والاب دائما بداخله، يكتب اليه.. ويتحدث اليه، حتى وان كان نائبا. وفي الحين ذاته، حينا يجد الابن انه اصبح وحيدا، تبدأ المواجهة للبحث عن نصفه المفقود.. ونصفه الذي يجادله.. وبه يكون.. وهو يتحدث اليه وعنه طيلة الوقت رغم ابتعاده.

السينما حينما تذهب للبعد الفلسفي.. والسينما حينما تحلل.. والسينما حينما تمتلك نجوماً افذاذاً يعملون على تعميق الشخصيات والاحداث.. والضامين.

قام بكتابة السيناريو بول وايز، وهو ايضا من قام باخراج الفليم، وهو ابن اسرة فنية، فجده كان وكيل اعمال اهم نجوم هوليوود امثال القمار بيرعمان وجون هيوستن وبيللي وايلدر.. وقد انتج وكتب واخراج الكثير من الاعمال السينمائية التي ذهبت في اتجاهات فنية متعددة، وفي رصيدة (10) اعمال سينمائية ككاتب و(9) اعمال كمخرج و(3) كممثل بالاضافة لمشاركته في عدد اخر من الاعمال في جملة من الحرفيات السينمائية، التي رسخت موقعه، كمخرج حقيقي. لعل ابرزها فيلم «عن ولد» بطولة هيوغرانت ونيكولاس هولت. وهو يتحدث ايضا عن علاقة اب بابنه، والذي كان يطلب من ابنه الصغير ان يتعامل وكانه كبير!! ما يخلق مواجهات بين الطفولة والرجولة.. والصبا والرجولة.. وكم اخر من المعطيات التي تحتاج مساحات من البحث والتحليل.

وفي ان تكون فلين - حديث عن الكينونة، فمكانة الوالد.. وقيمته.. وشهرته.. لا تعني باي حال من الاحوال ان يكون الابن مثله.. او شبيهه.. او نسخة منه طبق الاصل.. لانه يريد ان يكون ذاته.. زاوية تربويه.. واجتماعية، في غاية الاهمية، تحتاج كثيراً من السبر في سلوكيات الفرد.. والمجتمع لدراستها وتقديمها.

وحينما يتصدى روبرت دونيرو لتلك الشخصية حيث الاب (السلطة) والاب (القوة) والاب (القسوة) فانه يذهب بالشخصية الى ابعاد لاتكاد تنتهي.

عبر ذكاء في التقمص.. وخبث في المعايشة.. واحتراف في اللعب على المضامين، حيث يزدحم الجدل بداخلنا، هل نحن معه.. او ضده.. وهل نحن مع الابن او ضده؟. وفي نهاية الامر نكتشف اننا لسنا مع هذا او ذاك.. ولكننا مع «الكينونة» وهي المهمة الاصعب. في الحياة فما أروع أن نكون!

حينما يلتقيان من جديد «يكون اللقاء في الدور الخاص بالمعدمين.. وهناك حوار اكثر من رائع.. وجميل مع روبرت دونيرو في الفيلم اجيال من النجوم، بينهم النجم الشاب بول دانو، بدور «الابن بنك فلين، امام روبرت دونيرو بدور- جوناثان فلين - الاب، ومعهم بدور الام، جوليان مور وواليفيا تريلبى وليلى تايلور وكم اخر من الاسماء في الفيلم مواقع تصوير مدهشة، بالذات شوارع نيويورك.. وحياة المعدمين ومأوى اهل شارع. وفي الفيلم الموسيقار الكبير دامون جوخ - ومدير التصوير ديكلان كوين وفي رصيد كل منهما حفنة من الاعمال السينمائية الكبيرة. ويبقى ان نقول..

في فيلم «ان تكون فلين» روبرت دونيرو يقدم درسا جديدا في فن التمثيل.. وهي دعوة للمشاهدة.. والاستمتاع.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

21/02/2012

 

بمشاركة 33 دولة من القارة السمراء وحضور نخبة من النجوم

اليوم افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

الأقصر - حسن أحمد  

يفتتح الدكتور شاكر عبدالحميد وعزت سعد محافظ الأقصر في الثانية ظهر اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بحضور نخبة من نجوم وصناع السينما في مصر والقارة السمراء، ويكتسب المهرجان أهمية كبيرة لكونه يشهد مشاركة 33 دولة أفريقية بالاضافة الى مصر، كما يعد خطوة على طريق استعادة مصر دورها الريادي في القارة الأفريقية بعد ثورة 25 يناير.

ويبدو حفل افتتاح مهرجان الأقصر مختلفا، فربما يكون المهرجان السينمائي الوحيد في العالم العربي وأفريقيا الذي يقيم حفل افتتاحه ظهرا، لكن ربما شجعت طبيعة مدينة الأقصر ادارة المهرجان على هذه الخطوة الجريئة خاصة ان الحفل سيقام بمعبد الأقصر وسيشهد عرض الفيلم الأثيوبي « تيزا» للمخرج الكبير هايلى جريما والذي يكرمه المهرجان، وسبق ان نال الفيلم جائزة من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي عام 2008.

وينتظر ان يحضر حفل الافتتاح من النجوم المصريين يسرا ومحمود حميدة وحسين فهمي وهند صبري وليلى علوي والمخرج خالد يوسف وعمرو سعد وهاني رمزي ولبلبة وصبري فواز .

ويهدي المهرجان دورته الأولى لروح المخرج رضوان الكاشف، كما يكرم المخرج داود عبدالسيد، ويعرض 17 فيلما روائيا طويلا و25 فيلما روائيا قصيرا و17 فيلما في اطار بانوراما السينما الأفريقية و5 أفلام تحت عنوان «أفلام جنوب مصر» و9 أفلام في البرنامج الرسمي خارج المسابقة الرسمية .

يذكر ان المهرجان يشهد العرض الأول داخل مصر لفيلم «الخروج من القاهرة» بطولة محمد رمضان وسناء موزيان وأحمد بدير واخراج هشام عيسوي والذي تم منعه من العرض لكونه يتناول قصة حب بين شاب مسلم وفتاة مسيحية.

النهار الكويتية في

21/02/2012

 

بـ «هارموني» و«الصحراء» وثائقياً و«الجنة» و«المحطة» روائياً

الكويت تشارك في المهرجان السينمائي الخليجي الأول

كتب: فادي عبدالله  

تشارك الأفلام الكويتية «هارموني» و«حديث الصحراء» و«ماي الجنة» و«محطة رقم واحد» في أول مهرجان سينمائي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

أربعة أفلام ستمثل الكويت في المهرجان السينمائي الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي ينطلق في قطر الشقيقة بعد غد ويستمر حتى 29 الجاري.

وتم ترشيح هذه الأفلام الأربعة من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فعلى صعيد الأفلام الوثائقية يشارك فيلم هارموني للمخرج أحمد الخلف، الذي يتطرق بشكل رمزي إلى أهمية الصناعات البتروكيماوية في الكويت، من خلال معزوفة موسيقية تؤديها فرقة أوركسترالية كويتية تبين مدى تلاحم وتعاون أهل الكويت، وكان الخلف قد حصل عنه على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون– فئة الإخراج السينمائي.

أما الفيلم الوثائقي الثاني فهو بعنوان «حديث الصحراء» للمخرج عبدالله المخيال، إذ يعكس واقع الصحراء العربية المعاصرة، وتم تصويره في العديد من صحارى العرب برؤية فنية خاصة، والمعروف عن المخيال حصوله على الكثير من الجوائز السينمائية.

وعن فئة الأفلام الروائية القصيرة يشارك «محطة رقم واحد» للمخرج صادق بهبهاني، الذي ينبذ التعصب الديني والإرهاب والطائفية، من بطولة الفنان الراحل منصور المنصور وحمد العماني وعبدالله العابر وعبدالعزيز صفر ونوار القريني.

كما يشارك في الفئة نفسها «ماي الجنة» للمخرج عبدالله بوشهري، الذي تدور أحداثه حول بائع متجول يشارك مع فتاة في حب سمكة صفراء عندما يلتقي الاثنان في متجر لبيع أسماك الزينة، بطولة الفنانين خالد أمين وهيا عبدالسلام، وقد حصل الفيلم على جوائز وشهادات تقدير عديدة بينها شهادة تقدير لأفضل ممثلة (هيا عبدالسلام) في مهرجان الخليج السينمائي الرابع بدبي، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان بغداد السينمائي الثالث.

يذكر أن الدورة الأولى للمهرجان السينمائي الأول لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من تنظيم وزارة الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، وستقام فعالياتها على مسرح قطر الوطني، بمشاركة الإمارات والبحرين والكويت والسعودية وعمان وقطر، وسيتم تكريم عدد من رواد السينما الخليجية، أما الجوائز فستمنح لأفضل فيلم، وإخراج وسيناريو، وتصوير، ومونتاج، وممثل، وممثلة.

الجريدة الكويتية في

21/02/2012

 

من عصر أديسون إلى باز لايتير…

لحظات سحرية صنعت التاريخ  

ترجع انطلاقة صناعة الأفلام المعاصرة إلى أكثر من 100 عام، أي إلى القرن التاسع عشر الذي بدأ فيه العلماء والمخترعون بالتلاعب بمفهومي «استمرارية الرؤية» و{توهم الحركة» (المقصود بهما أن تمرير صور منفردة تمريراً تعاقبياً سريعاً، يجعل عيوننا تدمج الصور بعضها ببعض ويسمح لها برؤية الحركة). ساعد اختراع كل من أجهزة الفيناكستوسكوب والحركة المجازية والزويتروب والبراكسينوكسوب على تعريف الجمهور بمفهوم الرسوم المتحرّكة.

في أواخر القرن التاسع عشر، صمم توماس إديسون ومساعده نسخة أولية من جهاز عرض شرائح الأفلام المعروف بالكينوتوسكوب. بعد هذا الاختراع، نشأ عالم هوليوود السينمائي.

- 1894: افتتح أديسون أول استوديو للصور المتحركة سمّي «بلاك ماريا» لصناعة أفلام تعرض بواسطة جهاز الكينوتوسكوب. افتتحت أول صالة لمشاهدة الأفلام بواسطة جهاز الكينوتوسكوب في مدينة نيويورك ولقاء قطعة نقدية كان باستطاعة الجمهور مشاهدة فيلم تتراوح مدّته بين 15 و30 ثانية.

- 1895: قدّم الأخوان لوميار الفرنسيان أول عرض تجاري مدفوع لفيلم رسوم متحرّكة في غرفة تقع في قبو أحد المقاهي الباريسية.

- 1905: افتتحت أول سينما لشركة نيكولوديان في مدينة بيتسبرغ. كانت تعرض أفلاماً قصيرة لقاء 10 سنتات.

- 1909: نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول مقالة نقدية لفيلم سينمائي، وتناولت آنذاك Pippa Passes للمخرج د.و. غريفيث (نالت المقالة اعجاب  النقاد).

- 1913: عرّف أديسون الجمهور إلى جهاز الكينوتوسكوب بعد اختراعه نسخات عدّة منه. كان باستطاعته إصدار الصورة والصوت في آن ممهداً بذلك الطريق أمام «الأفلام الناطقة».

- 1923: أصبح الكلب رين تين تين أول شخصية حيوانية مشهورة. في العام نفسه، أصدرت شركة «والت ديزني» فيلماً متحرّكاً قصيراً بعنوانAlice’s Wonderland.

- 1925: كان Siegfried للمخرج فريتز لانغ أول فيلم يتمتّع بتسجيل صوتي متزامن.

- 1927: شارك الممثل آل جولسون في أول فيلم ناطق طويل حمل عنوان The Jazz Singer. في العام نفسه، تأسست أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.

- 1929: أقيمت أول حفلة لتوزيع جوائز الأوسكار.

- 1932: أصدرت شركة Technicolor  أول كاميرا ملوّنة.

- 1933: افتُتحت أول سينما مفتوحة في الهواء الطلق في مدينة كامدن بنيو جيرسي.

- 1937: صدر Snow White and the Seven Dwarfs الذي كان أول فيلم رسوم متحركة طويل تنتجه «والت ديزني».

- 1939: صدر Gone With the Wind وThe Wizard of Oz

- 1953: بثت حفلة توزيع جوائز الأوسكار على شاشة التلفزيون لأول مرة.

- 1956: أصبح The Wizard of Oz أول فيلم يعرض على شاشات التلفزيون الأميركية في الأوقات التي تكون فيها نسبة المشاهدة عالية.

- 1968: وُضع نظام تصنيف الأفلام المتحرّكة، وكان يتضمن التصنيفات التالية: G(مناسب للأعمار كافة)، PG (ينصح بوجود الأهل)، R (لمن هم فوق الـ18 عاماً)،X  (فيلم يحتوي على مشاهد إباحية).

- 1975: أطلقت شركة «سوني» أول جهاز سينما منزليةBetamax  لقاء 2000 دولار.

- 1976: كان Rocky أول فيلم يصوّر بواسطة كاميرا ثابتة.

- 1980: انتخبت الولايات المتحدة رونالد ريغن الذي كان أول رئيس للجمهورية يتحوّل من عالم السينما إلى عالم السياسة.

- 1983: كان Return of the Jeidi أول فيلم يُعرض في صالات العرض المبنية وفقاً لمعايير THX.

- 1984: أدخل الاتحاد الأميركي للصور المتحرّكة تصنيفاً جديداً هو تصنيف PG-13 المقصود بهم من هم فوق الـ13 عاماً.

- 1990: تم استبدال تصنيف X بتصنيف NC-17.

- 1991: كان Terminator 2: Judgment Day أول فيلم تصل ميزانيته إلى 100 مليون دولار وأول فيلم ترسم شخصيته الرئيسة بواسطة الكمبيوتر.

- 1995: كان Toy Story أول فيلم رسوم متحركة سينمائي يُصنع بالكامل بواسطة الكمبيوتر.

- 2009: طوّر المخرج جايمس كاميرون الكاميرا الستريوسكوبية الافتراضية واستخدمها لتصوير فيلم Avatar الذي اعتبر أول فيلم يستخدم لقطات فعلية لابتكار شخصيات واقعية ثلاثية الأبعاد تعيش في عالم ثلاثي الأبعاد مرسوم بواسطة الكمبيوتر.

الجريدة الكويتية في

21/02/2012

 

القنفذ.. الحياة الخبيئة للكائنات الذكية

بوابة المرأة- مها حسن 

عن رواية "لباقة قنفذ"، الرواية الثانية لمورييل باربري، الصادرة عن دار غاليمار في سنة 2006، قامت كل من الكاتبة ذاتها ومنى عشاش، بكتابة سنياريو فيلم"القنفذ"، لتقوم منى بإخراجه، في سنة 2009.

يتحدث الفيلم، والرواية، عن الفتاة "بالوما" ذات الإحدى عشرة سنة، والتي تقرر الانتحار في عيد ميلادها القادم. بالوما فتاة ذكية ولامعة، لكنها تحب الاختباء. علاقتها بعائلتها فاترة، إذ تنتمي لعائلة بورجوازية متعالية، والدتها تتحدث إلى الزهور أكثر مما تتحدث إليها، وتعتني بقطتها أكثر من البشر، أما أختها، فهي مولعة بسمكتها الحمراء، أكثر من ولعها بالآخرين.

تقرر بالوما تصوير كل ما حولها، قبل وصول تاريخ ميلادها، اليوم الذي تقرر فيه الموت.

يصادف أن يخرج قط السيدة ميشيل، حارسة العمارة التي تقطن فيها بالوما، تنهره ميشيل، ذات الأربعة والخمسين عاماً، يبقى الباب مفتوحاً، فتدخل بالوما الفضولية شقة السيدة ميشيل، بصحبة كاميرتها التي لا تفارقها.

تتأمل صالة الاستقبال الصغيرة، وتجد كتاب" مديح الظل"  للكاتب الياباني جونيشيرو تانيزاكي. تصور بالوما غلاف الكتاب، وموجودات الصالة، وتترك الكتاب مفتوحاً على صفحة ما، ليبدو الأمر كما لو أن أحداً لم يدخل المكان. وبهذا تكون أول من يعرف، أن السيدة ميشيل، حارسة العمارة هي امرأة مثقفة، ولكن لا أحد ينتبه إليها.

حين ينتقل السيد "كاكرو أوزو"، إلى العمارة، تبدأ أحداث الفيلم بالتغير. حين تقدّم صاحبة العمارة، السيدة البورجوازية، كاكرو، الساكن الجديد، إلى حارسة العمارة، تطالبها بإعطائه مفتاح علبة بريده، ويجري حديث سريع حول سكان العمارة" السعداء" كما تصفهم صاحبة العمارة، فتعلّق ميشيل بلامبالاة" كل العائلات السعيدة تتشابه"، ليضيف كاكرو" والعائلات التعيسة، لكل منها أسلوب عيشه". تتفاجئ ميشيل من تتمة الجملة التي بدأتها، وحين ينصرفان، تهرع إلى كتاب تولستوي، لتقرأ العبارة كاملة:" العائلات السعيدة متشابهة، والعائلات التعيسة ، لكل منها أسلوب عيشه". من ناحية أخرى، يلتقي الجار الياباني الجديد، بالصغيرة بالوما في المصعد، وهي المتحفظة الصامتة تقريباً والتي لا تتحدث إلى أحد، لكنهما، بالوما وكاكرو، يتبادلان حديثاً مهماً، حين يتوقف بهما المصعد، وتنشأ صداقة، بين العجوز والصغيرة، فتزوره في شقته، ويتحدثان عن فكرة الاختباء.

"ليو مثلا، اسم قط السيدة ميشيل، مأخوذ من اسم ليو تولستوي، لأن ميشيل مهتمة بأدب تولستوي"، من الأسرار التي يكشفها كاكرو لبالوما، التي توافقه على أن السيدة ميشيل ذات ذكاء مختلف، ولكنها تحاول الاختباء.  

يرسل كاكرو بنسخة أصلية وجديدة من رواية تولستوي، ترسل له ميشيل بدورها رسالة شكر. فيطرق بابها ذات مساء ويدعوها إلى العشاء لديه، عشاء جيران، تندهش وتقول له أنها ليست جارة، بل"حارسة العمارة". يصرّ بابتسامته الطيبة على أنهما جيران.

تكاد حياة ميشيل تنقلب، فهي التي لم تذهب يوماً لزيارة أحد، المطلقة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وهي تعيش وحدها في الخباء، حياة صامتة، تليق بحارسة عمارة، تؤدي خدماتها بصمت، دون احتكاك بأحد... توافق على العشاء، وتنصحها صديقتها الوحيدة، بالذهاب إلى مصفف الشعر، الأمر الذي لم تفعله في حياتها.

حين تنظر ميشيل إلى نفسها في مرآة مدخل العمارة الأنيقة، وهي تدور بمكنسة الكهرباء، تتفاجئ من وجهها، كلما رأته، بسبب التغيير الكبير الذي أحدثه الذهاب إلى مصففة الشعر.

ترتدي ثوباً جديداً، تستعيره صديقتها من محل تنظيف الملابس. ثوب ماتت صاحبته، ولن يتذكر الورثة سريعا البحث عنه.... تصبح ميشيل امرأة أخرى، حين تصادفها صاحبة العمارة، برفقة السيد كاكرو، تلقي عليها التحية، كسيدة راقية، دون أن تعرفها." لأنها لم ترك ذات يوم" يبرر كاكرو لميشيل، الذين لا يرون من حولهم.

في هذه الأثناء، تتابع بالوما التصوير، وتستمر صداقتها بكاكرو، وتبدأ صداقة جديدة مع ميشيل، التي تقبل أن تصورها، فتطلب منها التحدث عن نفسها إلى الكاميرا، فتقول ميشيل ما لم تقله في حياتها لأحد... إلا علاقتها بالكتب، حيث تغلق دوما الباب السري الذي يحوي مكتبتها الفخمة، تسألها بالوما"ماذا يوجد خلف الباب؟"، فلا تجبها.

وحدهما بالوما وكاكرو، يعرفان أن رونيه، اسمها الأول، والذي يناديها الناس فقط باسم عائلتها، السيدة ميشيل، امرأة مثقفة، تقرأ بروست وتولستوي والفلسفة، وتشاهد السينما اليابانية المولعة بها، كل هذا، دون أن يعرف سكان العمارة شيئاً عن هذه السيدة المثقفة، الذكية، التي تقدم لهم الصورة التي يرغبون بها، عن حارسة العمارة، المسكينة، الصامتة، التي لا طموح لديها، ومحدودة الذكاء. خشية أن يتهمونها بالإدعاء أو النرجسية، الصفات التي لا تليق بحارسة عمارة.

تكاد رونيه ميشيل تقع في الحب. تتغيّر حياتها، ويغيب تدريجياً ذلك العبوس المتاخم لملامحها، تبدأ بالابتسام، والخروج من المنزل، وقبول دعوة جارها على العشاء في المطعم... بينما تتتابع بالوما مشروعها في التصوير، والاستعداد للموت، محاولة التعرف على الطريقة الأخفّ إيلاماً. تصعد إلى حافة النافذة، لترى المشهد من فوق، حين ستقذف بنفسها من النافذة، يوم عيد ميلادها الذي يقترب. تراها إحدى الجارات من بعيد، وتصرخ، فتهرع بالوما إلى داخل غرفتها وتغلق النوافذ والستائر... تتوصل أخيراً إلى الانتحار بتناول كميات من الأقراص. تسرق من علب دواء أهلها، من والدتها، أختها، والدها، كل أنواع الحبوب، وتخزّنها جميعاً في غرفتها، بانتظار اللحظة المقررة للموت، وتكرر عبارة واحدة، أمام كاميرتها:" يقترب عيد ميلادي، ولستُ خائفة من الموت".

في صباح جميل، تخرج رونيه من باب العمارة، لإدخال حاويات القمامة الضخمة، إلى غرفة الحاويات، بعد أن أفرغ عمال القمامة هذه الحاويات. العمل الذي تقوم به رونيه ميشيل كل صباح، حيث تشاهد المتشرد، برنارد، جالساً أمام البناية، كان يرقص وسط الشارع ذلك الصباح، راحت تنهره، لأنه يقف وسط عبور السيارات... بينما راحت لتسحبه من طريق السيارات، أتتها سارة، وأوقعتها أرضاً، فماتت.

هزّ مقتلها مشاعر أهل الحي وصدمهم، وكان أكثرهم ألماً، جارها الياباني، الذي أوشك على حبها، أو أنه فعلاً ، بدأ بحبّها.

بكت بالوما.. وأدركت معنى الموت. الألم الذي نسببه لمن يحبوننا. وبهذا فقط، بموت رونيه ميشيل، صديقة بالوما، التي عرفتها عن قُرب، وعرفت حياتها الخبيئة، حيث تقرأ سرّاً كل ليلة، حتى الصباح أحياناً، أوقف موت ميشيل، وحزن بالوما وكاكرو، قرار بالوما بالانتحار.

تنحاز الرواية بشدة إلى عالم المهمّشين، الفقراء، الذين يعملون من أجل العيش، ويقبلون بإخفاء مشاعرهم واهتماماتهم، بل وتمّزهم، من أجل الأثرياء، الطبقة العُليا، التي تحاكم وتحكم على أخلاقيات الغير وتقييمهم، حتى الذهني.

من ناحية أخرى، تهتم الرواية، والفيلم، بضرورة البحث عن الشخص ذاته، لا مهنته، ومكان عيشه... وتسلّط الضوء على الذين يختارون العيش في الظلمة، من أجل الآخر. إذ كانت رونيه ميشيل، تخشى أن تصدم ثقافتها ومعرفتها سكان العمارة، فيعتبرونها متعجرفة

حصلت الرواية على عدة جوائز أدبية، كجائزة جورج براسان وجائزة روتاري الدولية. الفيلم من بطولة جوزينا بلاسكو في دور حارسة العمارة، توغو ليجاوا في دور كاكورو، غارانس لو غويليرميك في دور بالوما

بوابة المرأة في

21/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)