حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ليتيسيا كاستا:

الأبعاد الثلاثية نافستني على البطولة

باريس- نبيل مسعد

وقفت ليتيسيا كاستا فوق مسارح عرض الأزياء الراقية في باريس وطوكيو ولندن ونيويورك وميلانو مقدمة أفخم ما ابتكرته دور ديور وشانيل وإيف سان لوران وفالنتينو وغيرها من أزياء موســـمية، كما ظهرت فوق أغلفة أهم مجلات الموضة في العالم مستــحقة شهرة دولية وهي بعد في مطلع العشرينات من عمرها. ولم يعرف أحد في ذلك الحين أن الفرنســــية الجميلة التي تنتمي جذورها إلى جزيرة كورسيكا، كانت تطارد حلماً من نوع آخر إسمه التمثيل. وفي يوم ما ظهر إسمها فوق لافتة فيلم سينمائي فكاهي عنوانه «أستيريكس وأوبيليكس» شاركت فيه إلى جانب النجم جيرار دوبارديو. فكانت الانطلاقة كممثلة، أو هكذا ظنت كاستا، بينما الذي حدث هو تعرضها لهجوم ضار من جانب النقاد الذين نصحوها بالاكتفاء بعملها كعارضة أزياء وبنجوميتها كتوب موديل عالمية وترك السينما لأهلها الجديرين بها.

تبلغ ليتيسيا كاستا الآن 33 سنة من العمر وهي سفيرة دار «لوريال» لمستحضرات التجميل، غير أنها اختيرت كي ترمز ملامحها إلى «ماريان» رمز الجمهورية الفرنسية. ومعنى ذلك أن التمثال الذي يزين كل المكاتب الرسمية في فرنسا مصقول ومنحوت بملامح كاستا.

أما السينما فهي في نهاية الأمر فتحت ذراعيها لعارضة الأزياء العنيدة التي لا تقبل الهزيمة، حال ما فعل المسرح إثر النقد السلبي جداً الذي تلقته كاستا في عام 2004 لمناسبة مشاركتها في مسرحية «أوندين» لجان جيرودو. فقد عاودت كاستا التجربة في 2008 بعمل عنوانه «إنها في انتظارك» تكلل بالنجاح وجلب لبطلته التكريم واعتراف أهل المهنة وكذلك الجمهور بموهبتها كفنانة درامية قوية. وآخر أفلام كاستا عنوانه «وراء الجدران»، وهو من النوع المخيف وقد صور بطريقة الأبعاد الثلاثية 3D. وفي مناسبة نزول هذا الفيلم إلى الأسواق في شكل أسطوانات DVD إثر نجاحه في صالات السينما، إضافة إلى قيام الدار الأوروبية للصورة MEP في باريس بتخصيص معرض مصور للفنانة الشابة، التقت «الحياة» كاستا وحاورتها.

·         تظهرين للمرة الأولى في فيلم من النوع المخيف، فكيف عشت هذه التجربة؟

- أحب التنويع في أدواري، وعندما تلقيت سيناريو فيلم «وراء الجدران» قرأته باهتمام كبير ووجدته يتميز بحبكة قوية متماسكة، غير أن عنصر الخوف فيه لا يتصف بالرخص أبداً مثلما يحدث في أفلام كثيرة. ووافقت على المشاركة في الفيلم إذاً من دون أي تردد.

·         حدثينا عن دورك في الفيلم؟

- أمثل شخصية مؤلفة روائية تعود إلى القرية التي نشأت فيها بعد غياب دام سنوات طويلة، وتقيم في عزلة تامة في بيت عتيق بهدف أن تتفرغ للكتابة. وسرعان ما تواجه سوء معاملة أهل القرية لها من دون أن تدرك سبب مثل هذه التصرفات المعادية، كما أنها تسمع أصواتاً غريبة تأتي من وراء جدران البيت فتقرر التفتيش في الأمر وحدها. وهنا تنضح أولاً بأول أسرار البيت وأيضاً أسرار طفولتها هي والتي كانت قد وضعتها في ركن من عقلها مدعية النسيان.

·         ماذا عن الأبعاد الثلاثية 3D؟

- إنها ضايقتني في أثناء التصوير أكثر من أي شيء آخر، لأنها تطلبت وجود كاميرات وأجهزة ضخمة جداً سيطرت على جو التصوير وخطفت اهتمام المخرجين جوليان لاكومب وباسكال سيد عن الممثلين وعني أنا بالتحديد. وقد اضطررت بالتالي إلى العثور على وسيلة شخصية للحفاظ على أهمية دوري في الفيلم حتى لا أترك منافستي على البطولة وهي الأبعاد الثلاثية تقضي عليّ.

·         ما هي الوسيلة بالتحديد؟

- التصرف مثل النجمة والإكثار من الطلبات ومضايقة الفريق التقني بأسئلتي، مع أنني في الوقت العادي أتصرف عكس ذلك كلياً وألتزم التواضع التام وأولي احترامي البالغ لكل من يعملون من حولي. لكن للضرورة أحكاماً وبالتالي أعتبر انني فرضت نفسي على الفيلم وتفوقت على الأبعاد الثلاثية مع احترامي الشديد لها ولفعاليتها بالنسبة الى المتفرج في صالة السينما.

اليأس الحاد

·     تعرضت لأشد الانتقادات السلبية حينما بدأت العمل في السينما، ثم من جديد عندما وقفت للمرة الأولى فوق المسرح. ومع ذلك نجدك الآن نجمة سينمائية مرموقة وممثلة مسرحية معترفاً بها رسمياً، ألم تؤثر فيك السلبيات؟

- نعم بالطبع حالي حال أي شخص آخر، لكنني بطبيعتي أتغذى من الأشياء التي تجرحني وهي تقوّي شخصيتي وطموحي بدلاً من أن تحطمني. أنا أؤمن بالمثل الذي يقول «إن الشيء الذي لا يقتلك يقويك»، وهذا بالتحديد ما يحدث لي.

لقد كان من المفروض أن أعتزل التمثيل منذ أن ظهر أول أفلامي على الشاشة وهو «أستيريكس وأوبيليكس»، لكنني بعدما عشت إثره فترة من اليأس الحاد استعدت قواي وتدربت على الفنون المسرحية الدرامية على يد معلم كبير وعثرت على وكيل أعمال تولى مهمة التفتيش عن أدوار تناسبني في أفلام جيدة وعدت إلى مقدمة الساحة.

ولم تكن العملية سهلة، إذ إنه على رغم مستوى أدائي الذي كان قد تحسن وأدواري التي تنوعت بين الدراما والرومانسية والكوميديا، ظل الأمر أكثر من حساس بالنسبة الى فئة من النقاد السينمائيين اعتبرتني دخيلة على المهنة. لقد كافحت وتجاهلت الكلام الذي كنت أقرأه عني في الصحافة وصمدت وتفوقت إلى أن سكتت الألسنة المعادية بل تحول بعضها إلى ألسنة مادحة.

وحدث الموضوع نفسه مع المسرح وأعترف بأن الصعوبة كانت أكبر في هذه الحالة لمجرد أنني كنت أضطر إلى مواجهة الجمهور في كل ليلة بعدما تكون جريدة ما قد حطمتني في صباح اليوم ذاته. وتعلمت كيف أتجاوز هذا الشيء وكيف أنه من صميم ما يعيشه أي ممثل مسرحي في الوجود، ولكنني عانيت إلى درجة كبيرة في البداية. وأنا مدينة لزوجي الممثل ستيفانو أكورسي ولفئة من الأصدقاء المقربين بتفوقي على معاناتي المسرحية هذه وبعثوري على الشجاعة اللازمة من أجل معاودة التجربة. وأنا على العموم لا أستطيع البقاء على تجربة فاشلة في حياتي وذلك في عملي أو حياتي الشخصية.

·     لمناسبة الكلام عن حياتك الشخصية، أنت أم لثلاثة أطفال هم صحتين وأورلاندو وأثينا، فكيف تجمعين بين الأمومة ومتطلبات عملك الفني؟

- أنها مسألة حسن تدبير جدول الأوقات بيني وبين ستيفانو (أكورسي)، فنحن لا نقبل العمل في فترات مشتركة ونحاول دائماً أن يتفرغ أحدنا لتولي العناية بالصغار بينما يعمل الثاني. ويحدث بطبيعة الحال أن نعجز عن تحقيق هذه المعادلة وهنا نعثر على حلول مثل الأهل أو غير ذلك، والمهم في النهاية هو ألا يعاني الأطفال من أي نقص أو اضطراب في عاداتهم. والحلول تأتي تلقائياً في كثير من الأحيان عند ظهور أزمة ما.

·         كم أعمار أطفالك؟

- الكبيرة صحتين عمرها الآن عشر سنوات، وأورلاندو عمره خمس سنوات بينما أثينا عمرها سنتان.

·         لماذا إسم صحتين؟

- لأن والدها وهو شريك حياتي الأول المصور ستيفان صيدناوي له جذور مصرية.

·         هل انتهت الموضة بالنسبة إليك؟

- كعارضة فوق المسارح نعم إلا في ظروف استثنائية. ولكنني لا أزال أقف أمام عدسات مصوري الموضة وأتحمل مسؤولية دوري كسفيرة علامة «لوريال».

·         ماذا عن المعرض المصور المخصص لك في قاعات الدار الأوروبية للصورة؟

- لقد عرضت عليّ المصورة المعروفة دومينيك إيسرمان قبل شهور طويلة، السفر معها إلى سويسرا والى منطقة فالز بالتحديد الصغيرة جداً والقريبة من مدينة زيوريخ، حيث توجد ينابيع وشلالات من المياه التي تستخدم في علاج بعض أمراض العظام والمفاصل، وحيث بني أحد أفخم الفنادق العالمية بتصميم المهندس المعماري الكبير بيتر زومتور. وكان هدف العرض قضاء ثلاثة أيام في هذا الديكور الخلاب من أجل إتمام جلسة مصورة بالأبيض والأسود ثم إدخال الصور في إطار كتاب كانت تحضره إيسرمان عن عملها كمصورة.

أنا وافقت لأنني على دراية بأسلوب إيسرمان الفني المتفوق وبمدى الإقبال الذي يلقاه عملها كلما عرضت مجموعات صورها في قاعات متخصصة أو نشرتها في كتب.

ودارت الجلسة طيلة الثلاثة أيام المعنية في جو خلاب من الجبال والشلالات، وجاءت النتيجة مدهشة إلى درجة أن الدار الأوروبية للصورة تسرعت بإقامة معرض مخصص لهذه الصور المأخوذة عني دون سواها. وأنا مسرورة جداً وفخورة إلى أكبر حد بالمعرض لأن الصور المطروحة فيه هي من أجمل ما تحقق عني طوال حياتي على رغم أنني كعارضة أزياء «توب موديل» وقفت أمام عدسات مئات المصورين ورأيت آلاف الصور التي أظهر فيها منشورة في أكبر مجلات الموضة العالمية. وأنا بالتالي لا أنبهر بسرعة أمام صورة مأخوذة لي.

·         أنت رمز الجمهورية الفرنسية «ماريان»، فما هو شعورك تجاه هذا التكريم؟

- إنه بمثابة حلم مستحيل تحقق، وهو أكثر من مجرد تكريم إذ إنه شيء لا يحدث إلا لعدد قليل جداً من النساء في فرنسا.

الحياة اللندنية في

17/02/2012

 

فسحة أفلام قصيرة في بحيرة «فلسطينية» للبجع

دمشق – فجر يعقوب 

لا يذكر أحد بالتأكيد ما هي التصريحات التي نسبت في وقت سابق للمخرجة الفلسطينية الشابة تغريد العزة، المقيمة في بيت لحم، ونشرت على أحد المواقع الإلكترونية فاضطرت شقيقها إلى نفي ما نسب إلى شقيقته، مؤكداً أن الموقع المذكور قام بتأويل كلامها، ما دفع به لتكذيبه جملة وتفصيلاً.

والحال أن ليس من الأهمية في مكان معرفة تلك التصريحات، أتمّ تحريفها أو الالتفاف عليها من باب الإثارة الذي تسبغه على نفسها مثل هذه المواقع، ولم تحسم مسائل كثيرة بخصوصها، وكيفية التعامل معها قضائياً، أقله حتى الآن. فالمسألة في غاية التعقيد، وهي لا تزال في طور التشكل ولعب الدور الأخطر في مناحي الحياة المختلفة.

ومع هذا لن يكون صعباً معرفة ماهية هذه التصريحات التي دفعت الشقيق إلى التكذيب، بخاصة أن المخرجة العزة قد أفصحت عن محتويات كثيرة في كتابات تنشرها هنا وهناك، وتحمل عناوين لافتة أهم ما فيها أن تدق على عوالم الرجل بجرأة أحياناً، مثل «ذكور حتى الوفاة»، و «عمو غض بصرك» إلخ. وإذا لم يكن هنا مجال تقويم مثل هذه الكتابات، إلا أنها تفصح بيسر بالغ عن مشاغل المخرجة الشابة التي رمت بالحجاب جانباً في وقت سابق وقررت دراسة الإخراج السينمائي في كلية دار الكلمة في بيت لحم.

قدمت العزة منذ تخرجها مجموعة من الأفلام، بصفتها معدّة أفلام قصيرة كما تعرّف بنفسها، مثل «نصيحة» و «صبايا والبحر»، و «قيد» وهو فيلم يجيء في سياق تسعة أفلام لمخرجات فلسطينيات تدور حول عوالم المرأة وهواجسها، أشرفت عليها مؤسسة شاشات الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة إيطالية، وبإشراف المنتجة والمخرجة الفلسطينية علياء أرصغلي.

تكشف أفلام تغريد العزة عن عوالمها مثل متتاليات منتظمة منشدّة بإحكام إلى تيمة تكاد تكون واحدة: القمع المزدوج للمرأة في مجتمع محتل مثل المجتمع الفلسطيني. ففي «صبايا والبحر» سنكون شاهدين على حكاية واحدة لثلاث صبايا، يحلمن بمغادرة بيوتهن إلى البحر مثل كل البشر الأسوياء، وحين لا يشكل هذا البحر إلا تردداً في ذاكرة حسيرة، يكون عليهن التخيّل، والتوغل في شاشات الكومبيوتر والتلفزيون لاستحضاره، وملء هذه الذاكرات، أو الاستقواء عليها بغية «التملص» من هذا القمع المزدوج الذي يعشنه وراء جدران بيوتهن، وأمام حواجز الجيش الإسرائيلي، وأمام رفض الأهل ذهابهن وحيدات في رحلة «محفوفة بالأخطار» كما قد يخيل للبعض. تنتهي هذه الرحلة أمام الحاجز الإسرائيلي، الذي يطلب أفراده تصريحاً لهن بالمغادرة إلى البحر/ المستقبل. وبالطبع لن نغفل هنا حضور الأغنية الذكورية المطلع التي تسهل علينا فهم هذا العالم الذكوري (حتى الوفاة)، فيما ينشد مغنيها «إن الحلوة حواء نزلت إلى البحر للتشمس، وما عليها سوى الترفق بالعباد». وما ابتدأ بفعل التخيل ينتهي بالتخيل الواقعي، حين ينشدن الصبايا ذلك البحر الصغير في حوض بلاستيكي يملأنه بالماء، ويجلسن غير بعيدات عن الحاجز الإسرائيلي، ويقمن بالتشمس، من غير الترفق سوى بالمخيلة ذاتها، حين تنفع، أو يتوجب عليها أن تقوم بخرق ما، على جبهة القمع المزدوج المشار إليه: قمع المجتمع، وقمع العدو أيضاً.

القيد الفصيح

في المقلب الآخر يبدو فيلم تغريد العزة الآخر «قيد» أقرب وأفصح من سابقه. هنا لا يعتمد الفيلم على سلطة الخيال في صناعة طاقة للتمرد في مجتمع يقوم على إغلاق منافذ التهوئة بيديه حين يغلق على الرموز الخاصة به. ففاتن، الصبية الصغيرة التي تنجح في اختبار أن تكون راقصة باليه في مجتمع بالكاد يعرف شيئاً عن «بحيرة البجع»، تصطدم بأمها المتزمتة التي ترى في انطلاق الجسد في الهواء مضيعة للوقت ينبغي أن تعاقب عليها الصغيرة، التي لا تستسلم هنا، فتقوم بتزوير إمضاء أمها، باعتبار أن الوالد متوفى، وتنتسب إلى مدرسة الباليه لفترة قصيرة، أي قبل أن تأتي الأم وتجهض حلم الصغيرة بالرقص على موسيقى بيتر تشايكوفسكي.

ومن المــؤكد، بالطبع بعد هذا الاستهلال، أن المخرجة الشابة تغريد العزة، ستكمل مشوارها بطريقتين: إما بمواصلة كتابة ما تراه في أفلامها، أو بعمل أفلامــها كما تفكر وتكتب في مقالاتها، وهي لا تكون بعيدة في الحالتين من الوصف الذي نسبته إلى نفسها في سياق التعريف بحالها: معدة أفلام قصيرة فقط.

الحياة اللندنية في

17/02/2012

 

احتفال بمرور 75 عاماً على فن الرسوم المتحركة

القاهرة – نيرمين سامي 

قرر القائمون على مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذي سيعقد من ٢١ إلى ٢٨ شباط (فبراير) الجاري إقامة احتفالية لمناسبة مرور 75 عاماً على ظهور فن الرسوم المتحركة «التحريك» في أفريقيا، وذلك بالتعاون مع الفرع الأفريقي للاتحاد الدولي للرسوم المتحركة «أسيفا». وتتم الاحتفالية من خلال عرض 20 فيلم رسوم متحركة ضمن فاعليات المهرجان. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها احتفالية لهذا الفن في أفريقيا، علماً أن المهرجان الجديد يريد لنفسه أن يكون جسراً للتواصل بين مصر والقارة الأفريقية من خلال السينما. وتضم التظاهرة عرض أفلام الرسوم المتحركة للمخرج النيجري «مصطفى الحسن» الذي يعد عراب هذا الفن في أفريقيا، كما ستعرض أفلام لأفارقة المهجر. وإلى جانب هذه العروض ستقام ندوة لمناقشة تاريخ الرسوم المتحركة وشكلها في القارة السمراء يديرها د. محمد غزالة مدير فرع «أسيفا» في مصر.

ومن ناحية أخرى أعلن رئيس المهرجان الكاتب سيد فؤاد عن مجموعة الأفلام المصرية التسجيلية والروائية القصيرة التي ستشارك بمسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة بالمهرجان، وهي «حواس» من إخراج محمد رمضان، و «جلد حي» للمخرج فوزي صالح، و «مولود في 25 يناير» من إخراج أحمد رشوان، و «الصومال أرض الأرواح الشريرة» من إخراج منى عراقي، و «أحد سكان القاهرة»، «بره الصف» و «جداريات الحج». أما الفيلمان الروائيان الطويلان، «أسماء» للمخرج عمرو سلامة، و «كف القمر» للمخرج خالد يوسف، فسيعرضان على هامش المهرجان.

وأكد رئيس المهرجان أنه تم اختيار فيلم «الخروج من القاهرة» من إنتاج شريف مندور وإخراج هشام عيسوي وبطولة محمد رمضان وميريهان وسناء موزيان وأحمد بدير، ليمثل مصر في مسابقة الأفلام الطويلة، موضحاً أن الفيلم يعرض لأول مرة في مصر. والجدير بالذكر أن هذا المهرجان هو الأول ذو الصبغة العالمية الذي يقام في مصر منذ اندلاع الثورة، وهو يهدي دورته الأولى للمخرج الراحل رضوان الكاشف. وسيتم لمناسبة المهرجان إصدار كتابين هما «أعلام الإخراج في القارة السوداء» للناقد سمير فريد و «سينما أفريقيا السوداء» من ترجمة الناقد محمود علي.

وسيكرم المهرجان اثنين من كبار المخرجين في القارة الأفريقية هما المخرج المصري داود عبد السيد والمخرج الإثيوبي هايلي غيريما. ويشترك في المهرجان 30 دولة أفريقية، وتتوزع جوائزه على فئتين روائية وتسجيلية، ويتضمن نحو 18 فيلماً طويلاً و26 قصيراً داخل المسابقة الرسمية من إنتاجات عامي 2010 و2011. وتتضمن الفاعليات بانوراما «على طريق السينما الأفريقية» يعرض فيها 15 فيلماً من كلاسيكيات السينما الأفريقية. كما تُقام ورشة للسيناريو يشرف عليها هاني فوزي، وأخرى للإخراج يقدمها أحمد عبدالله السيد ورضا الباهي، وثالثة للتصوير.

ويُقام على هامش المهرجان ملتقى دارسي السينما في القارة الأفريقية الذي يعرض أفلام الطلاب من 19 دولة، ويعقبه مؤتمر يديره المخرج سمير سيف. واختيرت الممثلة هند صبري لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية، في حين يرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الممثل عمرو واكد.

الحياة اللندنية في

17/02/2012

 

قضية عادل إمام فرصة لـ «الإخوان»!

فاديا فهد 

الحكم الذي صدر بحقّ عادل إمام على خلفية أعمال فنّية قدّمها مثل «الزعيم» و«الإرهابي» و«مرجان أحمد مرجان» و«الإرهاب والكباب»، قيل ان فيها «ازدراء للدين واللحية والجلباب»، هو في الواقع حكم «مبكر» على الأسلوب الذي سيفرضه حزب «الحرية والعدالة» بعد وصوله الى السلطة، ليس فقط في التعاطي مع الأعمال الفنّية التي ستقدّم، بل مع كلّ ما قُدّم خلال مسيرة أكثر من مئة سنة من السينما المصرية. نبش في تاريخ هذه السينما، لـ«تطهيره» من كلّ ما هو «مخالف»، وفي الوقت ذاته ترهيب يضع الخطوط العريضة لما هو مسموح وما هو ممنوع في الأعمال المقبلة. فهل نحن أمام ما سمّاه عادل إمام «هجمة شرسة وغير عقلانية على حرية الفنّ والإبداع، تهدّد مكانة مصر الفنّية في العالم العربي»؟ وهل المطلوب أن نرمي في البحر أفلاماً مثل «المصير» و«الآخر» و«دم الغزال» وغيرها؟ وهل يأتي الدور على نور الشريف ويسرا وخالد يوسف وآخرين من الكبار المبدعين؟

يدافع عادل إمام عن نفسه، فيقول انه كان يدافع عن وطنه في ظلّ الهجمة الشرسة التي تعرّض لها من الإرهاب، وهو كان «يدين العنف ولم يكن هدفه الإساءة الى الإسلام أو المتديّنين الحقيقيين».

أن تحاكم فناناً بحجم عادل إمام وتاريخه، يعني أن تصدر حكماً بإعدام شعارات الحرية والديموقراطية التي حملتك الى السلطة. فهل المطلوب تضييق مساحة الحريات العامة أمام الفنانين والمخرجين والكتّاب، حتى القضاء على كلّ شعلة حالمة مبدعة؟ وهل المقصود إقفال الباب أمام كلّ انتقاد محتمل لمن هم في سدّة الحكم؟ أليس في ذلك ما يشبه الديكتاتورية التي كانت سائدة قبل الثورة وعارضها «الإخوان» بشدة وانتقدوا رموزها طويلاً؟

يستوقفنا في قضيّة عادل إمام، قول مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، «ان الإسلام يرفض تكميم أفواه المبدعين الحقيقيين». لذلك، الاستئناف الذي قبلته المحـــكمة فرصة لـ «الإخوان»، قبل أن يكون فرصة لعادل إمام. فثلاثة أشهر من السجن لن تــــقتل عادل إمام، بل ستتوّجه بطل حريات، لكنها حتماً ستكون الضربة القاضية على صدقية الحزب وشـــعاراته الإنسانية والاجتماعية!... لم يفت الأوان بعد.

الحياة اللندنية في

17/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)