حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مجدى كامل:

قرارات "العسكرى" سريعة فى الظلم بطيئة فى العدل

نقلاً عن اليومى .. حوار عمرو صحصاح

*الرئيس القادم يجب أن يطهر مؤسسات الدولة

* مازلت أحلم بعمر المختار ومنتجو السينما يبحثون عن الأفلام التافهة

* ما بقاش لنا وش نتكلم عن استضافة كأس العالم بعد أحداث بورسعيد 

يواصل الفنان مجدى كامل حاليا تصوير أحدث أعماله فى الدراما التليفزيونية مسلسل "ابن ليل"، حيث يتناول خلاله قضية جديدة من قضايا الصعيد بعد أن قدم العام الماضى مسلسل "وادى الملوك "مع صابرين وسمية الخشاب عن الصعيد أيضا.

عن مسلسله الجديد ورأيه فى وضع مصر السياسى الحالى وأداء المجلس العسكرى وأحداث بورسعيد أجرينا معه هذا الحوار.

·         ما الجديد الذى تقدمه فى مسلسلك "ابن ليل"؟

- أقدم دورا جديدا تماما ومختلفا عن كل الأدوار التى قدمتها من خلال شخص يدعى حامد، وهو لقيط يكبر ليجد نفسه محاطا بالصعاب، وهنا يطرح المسلسل مدى تأثر الإنسان بالمجتمع الذى يعيش فيه، والظروف التى تشكل وجدان الإنسان وتجعله شريفا أو شريرا، وأنا سعيد جدا بهذا المسلسل لأننى أتعاون فيه مع المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، ومعى مجموعة كبيرة من النجوم منهم يوسف شعبان وأحمد بدير وأحمد راتب والتونسية فريال يوسف وصبرى فواز، وهو من شركة صوت القاهرة.

·         قدمت العام الماضى مسلسل "وادى الملوك" وهو يتحدث عن الصعيد وهذا العام تقدم عملا صعيديا آخر، فهل تقصد هذا؟

لم أقصد ذلك، ولكن عندما رشحنى المخرج إسماعيل عبدالحافظ لهذا المسلسل، وقرأت العمل لم أتردد فى الموافقة، وهناك اختلاف كبير فى مضمون العملين فالأول يتحدث عن الثأر والميراث والثانى يتحدث عن الجوانب الإنسانية.

·         أعلنت مؤخرا اعتذارك عن مسلسل" النار والطين" بسبب الأجر ووافقت على" ابن ليل" والعملان من إنتاج شركة صوت القاهرة؟

اعتذرت عن مسلسل "النار والطين" بسبب الأجر فعلا لأنهم عرضوا على ثلث أجرى، أما فى مسلسل "ابن ليل" فرفعوا أجرى إلى النصف، وأنا موافق على تخفيض أجرى لدفع عجلة الإنتاج ولكن بالحدود المسموح بها، وفى العام الماضى قمت بتخفيض نصف أجرى أيضا فى مسلسل" وادى الملوك".

·         تجسد دور البطولة النسائية أمامك التونسية فريال يوسف وهى من الوجوه الشابة ألم يقلقك هذا؟

أنا لم أتدخل فى اختيارات الفنانين المشاركين، لأنه من اختصاص المخرج، والاختيارات لا تدعو للقلق طالما يتولى العمل مخرج متمكن مثل إسماعيل عبدالحافظ.

·         تردد كثيرا تقديمك عملا يتناول قصة حياة المناضل الليبى عمر المختار ولم يظهر حتى الآن أى شىء بخصوصه إلى النور؟

هذا العمل هو حلم حياتى ولن أتنازل عن تقديمه، ولكن توقف فعلا لأنه يحتاج إلى ميزانية ضخمة تصل إلى 50 مليون جنيه، وأنا عرضت المشروع على اتحاد المنتجين العرب ولكن رفضوا أيضا، وأبحث عن منتج يستطيع إنتاجه، وأعتقد أنه مهم جدا تقديمه لأنه سيقدم مرحلة زمنية هامة وتفاصيل كثيرة لم تقدم من خلال فيلم أنطونى كوين للمخرج السورى مصطفى العقاد.

·         أين أنت من السينما وهل تجد أنك غير محظوظ فيها؟

و"هى فين السينما أصلا" ابتعدت عنها لأن منتجى السينما أصبحوا يبحثون فقط عن المكسب، وأصبحوا يقبلون على الأعمال التافهة لتحقيق الربح السريع، ورغم مشاركة زوجتى مها أحمد فى فيلم "شارع الهرم" إلا أننى أعتبره "تافها" فهو ليس أكثر من فيديو كليب ممتلئ بمجموعة رقصات مثيرة، وزوجتى حرة فى اختياراتها.

·         ما تعليقك على أحداث بورسعيد، ومن وجهة نظرك من المتسبب فيها؟

حادث محزن، والمسئول عنه هو المجلس العسكرى وأيضا كل من وزير الداخلية ومحافظ ومدير أمن بورسعيد ورئيس اتحاد الكرة المقال سمير زاهر، وموظفو الاستاد ومحمد غندور مراسل قناة مودرن الذى صور عدة لقطات من قلب الأحداث ولم يعلن عنها، وكذلك أحمل حكم المباراة فهيم عمر المسئولية كاملة، لأنه كان من المفترض أن يقوم بإلغاء المباراة من البداية، مثلما فعل الحكم ياسر عبدالرؤوف فى مباراة المحلة، وابنى يلعب فى النادى الأهلى فى أشبال الـ14عاما وكان من الممكن أن يكون متواجدا فى مباراة المصرى.

·         ما رأيك فى أداء المجلس العسكرى وفى قراراته خاصة المتعلقة بأحداث بورسعيد؟

كل قرارات المجلس العسكرى بطيئة وخاطئة وهى السبب الرئيسى فى كل كارثة تحدث، لأنه هو الحاكم وهو المسؤول عن رعيته، وأنا أجد أن قراراته سريعة فى الظلم وبطيئة جدا فى العدل، وكان عليه أن يطهر المجلس الأعلى للرياضة خاصة بعد أحداث بورسعيد من الفاسدين وكذلك باقى القطاعات، وهناك شىء يحزننى للغاية وهو أن المجلس العسكرى لم يقم بتنفيذ أى قرارات غير بالضغط من الشعب، فلماذا هذا التباطؤ ولمصلحة من؟

·         ما هى أمنياتك فى الرئيس القادم لمصر؟

أن يطهر جميع مؤسسات الدولة من الفاسدين لأنهم موجودون بكثرة فى مصر ومازال مسؤولو النظام السابق فى مناصب قيادية بالدولة، وأن يعمل على تحقيق العدل بكل أشكاله فى المجتمع.

اليوم السابع المصرية في

16/02/2012

 

فلانتين هوليوود..

"كيدمان" مع أسرتها وباقة زهور عملاقة لـ "كيجان"

كتبت رانيا علوى 

يقضى كل منا عيد الحب أو الـ "Valentine's Day" بطريقته الخاصة، ولكن الكثيرين لديهم الفضول لمعرفة كيف يقضى نجوم هوليوود عيد الحب؟ وهل لديهم بعض الطقوس الخاصة بهم؟ وأين يتواجدون فى ذلك اليوم، رصدنا عدداً من أهم وأشهر نجوم هوليوود أثناء جولتهم فى 14 فبراير.

رصدت عدسات المصورين النجمة نيكول كيدمان بصحبه كيث أوربان وأطفالها حين وصولهم إلى مطار سيدنى الدولى فى أستراليا، وذلك بهدف قضاء عطلة عيد الحب، وقد تكهن البعض أن تواجدهم بسيدنى ليحتفلوا بشكل خاص بعيد الحب، أما النجمة فانيسا هودجينز فظهرت فى عاصمة النور باريس، وهى ترتدى ملابس "كاجوال" باللونين الأبيض والأسود، و كانت فانيسا تقوم بالتسوق بدار أزياء "Chanel" الشهير.

فى سوهو بولاية نيويورك قام الكوميديان جيم كارى برحلة تسوق باهظة الثمن مع صديقته الروسية أنستاسيا فيتكينا، وذلك بمحلات "ستيلا مكارتنى"، ووقف كارى ليتابع ماذا تختار صديقته من ملابس برفقة إحدى متخصصى الموضة ليرشدها على ما هو أفضل لارتدائه، وانتهت جولتهما بشرائها عدداً كبيراً من الفساتين "غالية" الثمن.

أما إيموجن توماس فقد قضت ليلة رومانسية رائعة احتفالا بعيد الحب مع صديقها آدم هورسلى، فذهب الثنائى لأحد أشهر المطاعم، وهو مطعم "Nobu" الموجود بلندن، وارتدت إيموجن فستاناً قصيراً من اللون الأحمر، وكان بيدها "ورده حمراء".

أما عيد الحب لمطرب البوب جوستين بيبر كان مختلفاً بعض الشىء، فقام "بيبر" بزيارة لطفلة صغيرة فى نيويورك تعانى من مرض السرطان، حيث وجد أن عيد الحب فرصة رائعة لتحقيق أمنية هذه الطفلة بأن تراه وجها لوجه، ولسوء حالة هذه الطفلة حيث تتم معالجتها حاليا بالعلاج الكيماوى، قضى جوستين معها ساعات قليلة ليلعب معها وقدم لها العديد من "الهدايا".

وعن الممثلة ميشيل كيجان فاعتبرت نفسها الأكثر حظا لهذا العام، حيث كانت صاحبة باقة عملاقة من الزهور الحمراء، وأصرت ميشيل على أن تلتقط صورة مع باقة الزهور وهى تجلس على الأرض بجانبها، ووضعتها على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر.

اليوم السابع المصرية في

16/02/2012

 

أشرف عبد الغفور:

القضايا المرفوعة ضد الفنانين «تافهة»

كتب سهير عبد الحميد 

وكلت نقابة المهن التمثيلية مستشارها القانونى للدفاع عن الفنان عادل إمام من جهة ووحيد حامد ومحمد فاضل ونادر جلال وشريف عرفة ولينين الرملى من جهة أخرى فى القضايا المرفوعة ضدهم مؤخراً بتهمة ازدراء الأديان والإساءة للدين الإسلامى.

وأكد أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين أن القضية التى حكم فيها على الفنان عادل إمام غيابيا بثلاثة شهور هى قضية منفصلة وأن هناك قضية أخرى مرفوعة ضد عدد من المبدعين من أعضاء نقابتى الممثلين والسينمائيين مثل وحيد حامد وشريف عرفة ولم يتم الحكم فيها حتى الآن حيث تم تحديد جلسة لها فى الثامن من مارس المقبل، كما تم تحديد استئناف الحكم بقضية عادل إمام فى الثالث من أبريل المقبل ومن المقرر أن يحضر المستشار القانونى للنقابة فى القضيتين بعد انتهاء المبدعين المرفوعة ضدهم هذه القضايا من عمل توكيل له.

وأشار عبد الغفور إلى أن النقابة موقفها واضح فى الدفاع عن «حرية الإبداع» خاصة إذا كانت هذه القضايا تافهة وهشة ويقوم بها محامون يبحثون عن الشهرة حيث رفعوا القضية الثانية بعد صدور الحكم الغيابى فى قضية عادل إمام وفى النهاية كلها قضايا بسيطة سيحكم فيها من أول جلسة لصالح المبدعين مشدداً على أن هذه القضايا ليست الأولى من نوعها لأنه على مدار تاريخ الفن رفعت العشرات من القضايا ضد فنانين.

وأضاف عبد الغفور أن هناك برتوكول تعاون بين نقابتى الممثلين والسينمائيين للوقوف بجانب حرية الإبداع والمبدعين طالما لا يقدمون شيئاً بعيداً عن تقاليدنا وثقافتنا، وهذا الدعم معنوى اكثر منه مادى ولا يعنى الاعتراض على أحكام القضاء بقدر ما يعنى الثقة فى أحكامه العادية.

ومن جانبه أكد المخرج محمد فاضل أنه لا يعلم شيئاً عن القضية وأنه ترك الأمر لنقابتى الممثلين والسينمائيين لمتابعتها خاصة أنها قضية مهنية وليست شخصية، وأنه يتعجب من توقيتها لأنها أول مرة ترفع ضده قضية بسبب أعماله حيث إنه على حد قوله لايسىء لأحد وأعماله معروفة لدى الجمهور بأهدافها التى تهم المجتمع المصرى ورفض فاضل فى الوقت نفسه الربط بين هذه القضية وبين تصاعد التيار الدينى مؤكداً أنه لن يعلق حاليا باعتباره متهما فى القضية.

روز اليوسف اليومية في

16/02/2012

 

صورة المهمش في السينما التونسية

ملاك أم الزين 

الهامش مفهوم مركب و غير مستقل بذاته، بل تتداخل فيه عدة مجالات، لذلك يجب أن نحدد هذا المفهوم قبل أن ننطلق في البحث في مظاهره و تجلياته من خلال الفيلم.

فمصطلح الهامش يرتبط بكينونة اجتماعية كاملة منصهرة مع بعضها في فضاء و زمن و تاريخ و ثقافة وشخصيات.فهو يعد عالما باسره لذلك لا يمكننا أن نتطرق إلى هذه الظاهرة الاجتماعية بعيدا عن هذه المجالات التي يتجلى و ينصهر فيها الهامش على مستوى بنية الشخصيات و الفضاء الفيلمي. .

و أول ما يتبادر الى الذهن عند ذكر هذا المفهوم " الهامش" هو العيش على الهامش أ ي شخصية هامشية أو فضاء هامشي، أي مقصى عن الواقع المعيشي. فيحدد أحمد شراك لمفهوم الهامش كالاتي: " العيش بدون مراعاة و قبول المجتمع.[1]"

ويؤكد المفكر بيل أشكروفت " أن تجربة العيش على الهامش هي نتيجة البنية التضادية لمختلف الخطابات المسيطرة .[2]"

"وبصيغة أخرى، أن تجربة الهامشية هي بمثابة افراز حتمي للتضاد الذي يحكم و يحدد علاقة الفرد بالهامش حيث أن هذا الأخير يتم حصره ضمن موقع اجتماعي معين يمنع نفاذ الى السلطة ووسائل التمثل و الانتاج، وهكذا فان ا الهامشي يوحي بتموقع يمكن تحديده بعدم قدرة وصول فرد ما الى السلطة.[3]"

الشخصية المهمشة تعيش اقصاءا اجتماعيا من قبل الفئات الراقية و حتى السلط عن الانتاج الثقافي والاجتماعي و السلطوي و يشكل التهميش الاجتماعي أحد أهم أقسام التهميش و أكثرها انتشارا، لان الفرد كائن مدني بالطبع يعيش في منظومة اجتماعية و في ارتباط وثيق بها لايمكن الانفصال عنها، لذلك يجد نفسه محاط بقوة و سلطة المجتمع و هيمنته، و يبقى هذا الفرد الضعيف أمام هذه القوة.

كما يمكن أن نضيف انه الى جانب الاقصاء الاجتماعي الذي يخرج بالفرد الى عالم التهميش، نجد أيضا الاقصاء العائلي الذي لا يقل شانا عن الاجتماعي . فالطفل مثلا عندما لا يجد رعاية عائلية تحتضنه و يعيش في وسط يقوم على السيطرة و الاقصاء هذا يؤول به الى عالم التهميش.

كذلك نفس الشيئ مثلا بالنسبة إلى للمرأة التي يقع نبذها من قبل زوجها و تعنيفها وتصل إلى حالة الطلاق، في هذا الحال يمكن أن تصبح كائن مهمش و مقصى عائليا و اجتماعيا لان المرأة المطلقة من اكثر الفئات المنبوذة و المرفوضة في المجتمع و ينظر لها نظرة دونية. فهو ظاهرة اجتماعية صعبة نظرا لما تخلفه من وقع نفسي سيئ على الشخصية وامحاء لذواتها . فمفهوم المهمش يرتبط بكينونة اجتماعية كاملة منصهرة مع بعضها في فضاء و زمن و تاريخ و ثقافة وشخصيات في نفس الوقت،فهو يمثل عالما بأسره و أول ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر هذا المفهوم "الهامش" هو العيش على الهامش أ ي شخصية هامشية أو فضاء هامشي، أي مقصى عن الواقع المعيشي.

فيحدد أحمد شراك لمفهوم الهامش كالأتي: " العيش بدون مراعاة و قبول المجتمع.[4]"

ويؤكد المفكر بيل أشكروفت " أن تجربة العيش على الهامش هي نتيجة البنية التضادية لمختلف الخطابات المسيطرة .[5]"

"وبصيغة أخرى، أن تجربة الهامشية هي بمثابة افراز حتمي للتضاد الذي يحكم و يحدد علاقة المرء بالهامش حيث أن هذا الأخير يتم حصره ضمن موقع اجتماعي معين يمنع نفاذ الى السلطة ووسائل التمثل و الانتاج، وهكذا فان ا الهامشي يوحي بتموقع يمكن تحديده بعدم قدرة وصول فرد ما الى السلطة.[6]"

الشخصية المهمشة تعيش اقصاءا اجتمتعيا من قبل الفئات الراقية و حتى السلط عن الانتاج الثقافي والاجتماعي و السلطوي و يشكل التهميش الاجتماعي أحد أهم أقسام التهميش و أكثرها انتشارا، لان الفرد كائن مدني بالطبع يعيش في منظومة اجتماعية و في ارتباط وثيق بها لايمكن الانفصال عنها، لذلك يجد نفسه محاط بقوة و سلطة المجتمع و هيمنته، و يبقى هذا الفرد الكائن الضعيف أمام هذه القوة.

كما يمكن أن نضيف انه إلى جانب الإقصاء الاجتماعي الذي يخرج بالفرد إلى عالم التهميش، نجد أيضا الإقصاء العائلي الذي لا يقل شانا عن الاجتماعي . فالطفل مثلا عندما لا يجد رعاية عائلية تحتضنه و يعيش في وسط يقوم على السيطرة و الاقصاء هذا يؤول به إلى عالم التهميش. كذلك نفس الشيئ مثلا بنالسبة الى للمرأة التي يقع نبدها من قبل زوجها و تعنيفها وتصل إلى حالة الطلاق في هذا الحال يمكن أن تصبح كائن مهمش و مقصى عائليا و اجتماعيا أيضا، لان المرأة المطلقة من أكثر الفئات المنبوذة و المرفوضة في المجتمع وينظر لها نظرة دونية.

فالتهميش ظاهرة اجتماعية صعبة نظرا لما تخلفه من وقع نفسي سيئ على الشخصية و امحاء لذواتها ، وهذا ما دعى له السعدي في فيلمه باحثا عن الأسباب الأولية المسؤولة عن هذا التهميش من خلا ل فيلمه و في هذا السياق يؤكد " مايكل كولمير" : " أنه من أجل الاحاطة بمفهوم التهميش الاجتماعية، لا بد من فهم أسباب اقصاء و غياب المساواة الاجتماعية و العزل الفضائي للناس."[7]

والى جانب التهميش العائلي و الاجتماعي ينضاف التهميش المجالي وهو يشمل الفضاء بمختلف أبعاده وجغرافيته، و تكون هذه الفضاءات في ارتباط و ثيق بالشخصيات، لان الشخصيات الهامشية لا تقيم في فضاءات راقية بل لها فضاءاتها و مجالاتها الخاصة، لانها مقصية من قبل المجتمع و ليس لها مكان داخل المنظومة الاجتماعية العادية، فالمكان الذي يحتضنها يحمل نفس الخاصيات لها في انصهار تام معها.و عبر هذا التكامل بين الشخصيات و المكان يتكون عالم الهامش، و من خاصية الامكنة المهمشة انها تكون بعيدة عن المركز و عن الانظار و تتموقع في الاحواز. " و غالبا ما ترتبط هامشية أمكنة ما بتموقعها الجغرافي حيث البعد عن المراكز التنمية و المؤسسات الادارية، وهكذا فان التهميش الفضائي يبقى شاهدا على ضعف بعض الفئات في الفضاء المديني نظرا لانتهاك حقوقهم من طرف سلطة مسيطرة و متسلطة في المدينة.[8]"

فيأت فيلم "عرس الذيب" برسالة و بعالم مغاير تماما لما عهدناه في السينما التونسية فجاء بنظرة مغايرة بعيدا عن المعهود، منغمس في منتهى الواقعية باحثا من خلاله المخرج عن الحياة السفلية للمجتمع من خلال تجربة المهمشين. فجاء بحثا في الهامش بمختلف مظاهره مدققا في نحت عالم الشخصية المهمشة ونظرة المجتمع لها ، فبحث من خلال هذا لعالم في الفوضى و العنف و هما يعدان المفهومان اللذان ارتكز عليهما الفيلم مما اكسباه رؤية واقعية، نابعة من صلب هذا الواقع الذي وقع تناسيه و التغافل عليه لانهم يعتبرونه لا مكان للهامش في المجتمع و الفن أيضا، لكن الجيلاني السعدي نبش و استطلع عليه و جعل منه موضوعا لفضح الواقع، مقتنعا بفكرة ان السينما يجب أن تمس و تبحث في كافة الشرائح الاجتماعية، ونبتعد عن القول السائد ان السينما هي سينما نخبوية تحتكر على فئة معينة. لكن بالعكس قلب الموازين في فيلمه و يمكن أن نبرهن من خلال فيلمه أنها سينما شعبية لم تقتصر على فئة معينة بل جاءت عامة وشاملة، مست بمجموعة من المواضيع الواقعية الاجتماعية و لم تكن حكرا على موضوع معين، مما جعل منه عملا ملما بقضايا عصره وواقعه، فيجيب الجيلاني السعدي من خلال محاورة له من قبل ريما المسمار
" هل تخاف ان يستقبل الفيلم في أروبا في اطار الكليشيه؟

على العكس تماما، لان الفيلم لا يدخل في نطاق الكليشيه، فهو ليس على المرأة العربية و لا عن السياسة أو غيرها من الموضوعات السائدة في الأفلام التونسية تحديدا. ولكنه عن الشباب و النساء ، الرجال ضحايا مجتمعاتهم و هو في الوقت عينه يندرج ضمن النقد لذاتي و انا افعل ذلك بدون خجل و بعيدا عن المنطق العربي السائد الذي يعتبر النقد بمثابة تصدير " صورة سيئة" عن ثقافتنا. أنا لست سياسيا بل مثقف و دوري لا يقوم على التجميل بقدر ما يقوم على فضح التناقضات.[9]"

فقد تغذى فيلمه من الهامش و خلق منه موضوعا له و رد الاعتبار اليه في السينما و كان هذا قصدا منه لاهتمام و للاتفات السينما التونسية الى مثل هذه الفئات الاجتماعية التي وقع تناسيها و الاقتراب اليها بأسلوب فني مثير و معبر ، فجاء فيلمه احتفاءا بهذه الفئة الاجتماعية و إعطاءها معاني جديدة تطرق إليها بأسلوب جمالي فني من خلال صورته الذي أكسبها أيضا أسلوبا جديدا مغرقا في الواقعية على مستوى عنصر الديكور و السينوغرافيا كانت متأثرة بصفة كبيرة بالسينما الواقعية الجديدة، تمكن من خلال اقتحامه الى عالم الهامش الى تجاوز المعهود الممل الذي بقي يكبلنا لمدة طويلة في السينما التونسية سواء على مستوى نوعية الفضاء الفيلمي الذي تميز بالاختناق و الضيق و الانحصار في عالم المدينة واخترق الفضاء الهامش بكل جرأة وابتعد عن الطبقات البرجوازية و التراث و الأصالة و فلكلور المدينة العتيقة بمختلف روائحها و هندستها و عاداتها التي تنم عن الأصالة و الهوية لفئة اجتماعية معينة. بل السعدي خرج بها من خلال أسلوب بنائي جديد اخترق به المعهود المتمثل في تجريدها من البعد المقدس إلى المدنس، فقد اخترق من خلال هذا الفضاء عالم المحظور بكل جرأة ليجعل منها فضاءا حطم من خلاله البعد المقدس لصورة المدينة وهنا تتجلى قدرة المخرج الابداعية الفنية في كيفية تعامله و توظيفه و تطويع الفضاء لخدمة الموضوع، فدخل بنا الى المدينة العتيقة من خلال منظور جديد مما أكسب فيلمه خاصية فضائية جعلها تنتمي الى عالم المدنس من خلال المواضيع التي تطرق لها من اغتصاب و انتشار ظاهرة الخمرة التي تعد عادات محظورة في مجتمعنا.

"يمكن اعتباره اليوم رمزا لجيل سينمائي جديد في تونس، يكمل عن طريقته مغامرة نوري بوزيد و فريد بو غدير و مفيدة التلاتلي و اخرين،،، بعد أن تحرر من بعض الكليشيهات الجمالية و السياسية التي أثقلت أفلامهم.

عرس الذيب نزول الى جحم الواقع من دون أي بهرجة، لقطة مقربة طويلة عن المجتمع التونسي، برهانه الفج و العتيق، بعيدا عن عبق الحنين و مشاغل التاريخ و الذاكرة و المدينة.[10]"

فالى جانب البنية الفضائية التي تميزت بطابع المهمش على مستوى التركيب ،فقد لامس التهميش أيضا حتى الشخصيات من خلال الجسد. فجاء فاقدا ومجردا من قيمته الاصلية و جعل منه عنصرا تعبيريا مشاركا في أحداث الفيلم و أداة لتعرية واقعه و ما يعيشه الجسد من قهر و ما افتقده من قيمة في وسط هذا المجتمعات، فجاء في أبشع مظاهر الاغتصاب من خلال جسد انيسة و دقق الأنيسة، معنفا ، و متشيئا من خلال جسد صطوفة الى درجة أنه وقع تجريده من تاثياب و رميه في صندوق القمامة، ثم تأت عربة لحمل الخضر، فتضعه فوق البضاعة و يقع نقله الى المستشفى.

فالمخرج تمكن من خلال هذه الصور المختلفة التي ورد فيها الجسد من خلال شخصية أنيسة و مصطفى من نحت صورة مغايرة لما عهدناه للجسد في السينما التونسية.

فيضيف الجيلاني السعدي:"أعتقد أن سلوى و صطوفا يمثلان شباب اليوم الذي يعيش نوعا من الانفصام وافتقاد الذات. شباب يبدو مرحا أنيقا "شهوانيا" و ساطعا بأحلامه و احساسه، لكن عندما نغوص في صلبه نكتشف ألامه و تناقضاته و شعوره بالذنب، و بعد تلك الليلة يعود " صطوفة" الى نقطة البداية مرميا على فراشه و رأسه تحت الوسادة في بيت الأب الذي كان قد ثار ضده بداية الليل، هذا الشعور بالخيبة يتقاسمه جلا أفراد جيل شباب العالم العربي.[11]"

جعل الجيلاني السعدي في نهاية الفيلم من الشخصيات شخصيات عاجزة عن تغيير مصيرها و الارتقاء إلى الواقع الاجتماعي الذي ينقذها من هذا العالم السوداوي، مكبلة بعالمها راضخة له، عاجزة عن التغيير.

فهذا صطوفة يعود الى البيت بالرغم من أنه وقع إقصاءه من طرف والده.

سلوى تعود الى عالمها و مجونها من خلال عالمها الذي لم تعد تقدر على الاستغناء عنه
مهذب ذو نفسية محطمة يائسة تكونت له عقدة من مظهره، يعود إلى بلدته من حيث أتى.

فالمخرج بقي يدور حول حلقة فارغة التي وردت في شكل لعبة شكلها من خلال الأدوار التي نسبها إليها والتي عادت في الأخير من حيث انطلقت، و كأنه يريد أن يعلمنا أن هذا هو مصيرهم و أن الهامشي هو إقصاء على جميع الاصعدة العا ئلي و الاجتماعي متيقنين من خلال ذلك أنه لا مجال إلى الارتقاء و الخروج من هذا المصير المظلم الحالك و اللحاق بركب العالم الواقعي حيث الهواء النقي، لان هذه الشخصيات الهامشية سوف لن تجد مكان لها في عالم الضوء اليومي و مصيرها هو الليل و الظلام، و هذا هو قدرها و يجب أن تقتنع به.

هواامش:

[1] مجلة أفاق يناير، أحمد شراك، " الهامش من الدلالات الى النظرية"، عدد77، ص 53

[2] Bill Ashcroft, Key concept in post-colonial studies, London, 1998, p 135

[3] N abavi Abdol Hossein, Migrant, Marginality and suburbanization, a conceptual, Frame work, 2009, p 352

[4] مجلة أفاق يناير، أحمد شراك، " الهامش من الدلالات الى النظرية"، عدد77، ص 53

[5] Bill Ashcroft, Key concept in post-colonial studies, London, 1998, p 135

[6] N abavi Abdol Hossein, Migrant, Marginality and suburbanization, a conceptual, Frame work, 2009, p 352

[7] Kollmair M icheal , Marginality, concepts and their limitation, Zurich, 2005, p 10

[8] N abavi Abdol Hossein, Migrant, Marginality and suburbanization, a conceptual, Frame work, p 352

[9] مجلة المستقبل، ثقافة و فنون، حاورته ريما المسمار، عدد 247، ص 21

[10]Cinéfils, Tendresse du loup, 23 A vril 2008 .

[11] جريدة الصباح، فكر و فن، 17 نوفمبر 2007

أدب فن في

16/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)