حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

ألقى بيان المبدعين المصريين في مؤتمرهم

محمود ياسين: "جدو حبيبي" فيلم غريب عن السائد

القاهرة - “الخليج

تصدر الفنان الكبير محمود ياسين المشهد الإبداعي بعد إلقائه البيان الأول لجبهة الإبداع المصري، باعتبار أن قضية السينما المصرية هي شغله الشاغل في أي مكان، حيث يحمل على عاتقه تاريخاً طويلاً يمتد لأكثر من 40 عاماً، أمضى أغلبها أمام كاميرات السينما . قبل أن يتجه في السنوات الأخيرة إلى التلفزيون، خلال السنوات الاخيرة الى السينما ليقدم “الجزيرة”، و”عزبة آدم”، و”الوعد”، و”جدو حبيبي” الذي عاد به مؤخراً إلى شاشات السينما، والذي يعرض حالياً .

في هذا اللقاء تحدث محمود ياسين عن بيان جبهة الإبداع، ورؤيته للمرحلة المقبلة، كما تحدث عن فيلمه الجديد .

·         بداية . . كيف جاء اختيارك لإلقاء البيان الأول لجبهة الإبداع المصري؟

وجهت الجبهة إلي الدعوة لحضور مؤتمرها الأول في نقابة الصحافيين، وطلب مني الفنانون المؤسسون للجبهة أن أدعو كل من أعرفه من الفنانين للحضور، وقد سعدت جداً بهذا الكيان الرائع الذي أسسه فنانون متطوعون هدفهم الحفاظ على حرية الإبداع، وفور أن دخلت القاعة فوجئت بالمخرج المتميز خالد يوسف يطلب منيّ إلقاء البيان الأول، الذي وجدت أنه يتماس تماماً مع أفكاري .

·         شاركت مع جموع الفنانين المصريين مسيرتهم الفنية يوم 23 يناير، مع انعقاد أول جلسة لبرلمان الثورة  كما يطلق عليه  هل أحدثت هذه المسيرة الهدف منها؟

بالتأكيد، فجموع الفنانين المصريين كانوا حريصين على توصيل رسالة محددة للنواب الذين اختارهم الشعب المصري بكامل إرادته للمرة الأولى في تاريخه المعاصر، وأعتقد أنه والحمد لله الرسالة وصلت تماماً، وأعتقد أن هذا يعبر عن حالة من حالات النضوج والوعي والذكاء ليس فقط في اختيار يوم 23 يناير لتنظيم المسيرة الفنية، بل أيضاً اختيار “نقابة الصحافيين” لعقد أول مؤتمر لجبهة الإبداع حتى يكونوا تحت مظلة قادة الرأي والكلمة، وشرف ليّ أن أشارك زملائي الفنانين والفنانات هذا الموقف .

·         هل تشعر بالتفاؤل أم بالتشاؤم تجاه السينما والفن بشكل عام خلال الفترة المقبلة؟

المسألة ليست تفاؤلاً أو تشاؤماً، بل الدفاع عن تاريخ طويل من الإبداع في الفن والثقافة أصبح جزءاً من تاريخ هذا البلد، في مختلف النواحي، وموقفنا ليس فقط من أجل ضمان حرية الإبداع، بل هناك رسالة مهمة أخرى نريدها أن تصل، وهي إذا كان النظام السابق قد أهمل السينما على مدار ثلاثة عقود، فأعتقد أنه آن الأوان لأن تعيد الدولة اهتمامها بصناعة السينما مرة أخرى كإحدى الصناعات الوطنية المهمة، صناعة تجاوز عمرها قرناً من الزمان توقفت تماماً منذ نهاية التسعينات من القرن الماضي بسبب كارثة اسمها “الاقتصاد الحر”، الذي رفع يد الدولة عن السينما، وبعد أن كنا ننتج 120 فيلماً في السنة أصبحنا ننتج 15 فيلماً على الأكثر، والفنانون بمفردهم لن يستطيعوا حماية هذه الصناعة العريقة والدولة في يدها كل شيء ولديها المؤسسات العملاقة والقلاع الفنية من الاستوديوهات والبلاتوهات، وهذا الكلام ضمن التوصيات التي خرج بها المؤتمر الأول للمبدعين .

·         ما نظرتك إلى تجربتك الفنية مع الثقافة الإسلامية؟

عملت في ما يقرب من خمسة أعمال تاريخية ودينية أعتبرها من أعظم أعمالي الإبداعية، وهذه الأعمال كتبها وأنتجها الكاتب والمفكر أحمد رائف، والمعروف بوعيه ومصداقيته في كل ما كتب، وهو أفضل من كتب في الدراما التاريخية والدينية، وشارك في أعماله أغلب فناني مصر من مختلف الأجيال ولست أنا فقط . من هذه المسلسلات “الطريق إلى القدس”، وهي القضية الجوهرية لدى العرب والمسلمين، و”جمال الدين الأفغاني”، ومسلسل “عمر بن عبدالعزيز” الذي قدمه من قبل بسنوات زميلي وصديقي الفنان نور الشريف، وأيضاً هناك مسلسل “بعثة الشهداء” الذي جسد أوائل شهداء المسلمين الذين لبوا الدعوة ودخلوا إلى الإسلام، وغيرهم من الأعمال التي  وللأسف  أغلبها لم يعرض في التلفزيون المصري في وقت صنعها .

·         الكبير محمود ياسين يغازل بعض الحركات في الساحة بإطلاق لحيته . ما تعليقك؟

ليس لديّ تعليق على هذا الكلام الذي اعتبره سخفاً، فهذه ليست المرة الأولى التي أطلق فيها لحيتي من أجل عمل فني، وأثناء قراءة سيناريو الفيلم قفز إلى ذهني هذا الشكل لهذه الشخصية، وبالفعل أطلقت اللحية حتى تكون هناك مصداقية في العمل، والموضوع ليس له علاقة بالتدين، مع كامل احترامي لمن يطلقون لحاهم من أجل التدين، لأنني فنان من الممكن أن يأتي دور غداً يقتضي أن أكون بلا لحية أو شارب، وهذا ما يحدث بالفعل .

·         بعيداً عن مشاركاتك . . هل تظن أننا مقبلون على نموذج السينما الإيرانية؟

لا بد من أن تعرف ويعرف الجميع أن التاريخ الإبداعي المصري تعدى عمره قرناً من الزمان، أي أنه أصبح أكبر من أي ثقافة أو فكر يمكن أن يتم طرحهما الآن، ولكن لا بد من مراجعة جادة لما يقدم، لأننا أيضاً لا ننكر أن هناك تجاوزات عديدة تم تقديمها باسم الإبداع أدت إلى أعمال هابطة ومبتذلة، وهذا من السهل السيطرة عليه، في حدود الحفاظ على حرية الإبداع .

·         بمناسبة حرية الإبداع . . هل أنت مع الأصوات التي تعالت مؤخراً لتنادي بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية؟

أيضاً القضية ليست في إلغاء الرقابة أو وجودها، لأن الرقابة يمكن أن تخضع لمعايير شخصية وفقا للشخصية التي توضع على رأسها، بمعنى أنه لو أن رئيس الرقابة شخصية متفتحة ومستنيرة تجد هامشاً إبداعياً كبيراً، والعكس يمكن أن يكون صحيحاً، ومن ثم فإن القضية الحقيقية هي اكتمال مواصفات صناعة السينما أولاً، ثم نبحث عن وجود رقيب للأعمال التي تحمل شطحات وتهدر طاقات بلا جدوى .

·         لماذا كل هذه الحماسة لمشاركتك في فيلم “جدو حبيبي”، رغم أنك سبق أن قدمت سينما جيدة مع نجوم هذا الجيل، لدرجة أنك وصفت الفيلم بأنه “الفيلم الذي ولد في زمن يبدو فيه غريباً عن السينما التي تقدم حالياً”؟

هذا حقيقي، لأن فيلم “جدو حبيبي” حالة فنية خاصة تعبر عن تضافر القيم الاجتماعية ومدى العوامل التي تؤثر في المجتمع، وكيفية تأثر الفكر المصري بالغربي بصورة بسيطة لا تنقصها الكوميديا، وأنا متفائل جداً بهذا الفيلم لأنه يحمل رسالة إنسانية هادفة، فالعمل يطرح مفارقات درامية كبيرة في اختلاف الأفكار بين الحياة في أوروبا والحياة في مصر، حيث تدور أحداثه، في إطار كوميدي رومانسي، من خلال الاختلاف بين المجتمعين المصري والأوروبي .

·         ما الذي تقدمه في فيلم “جدو حبيبي”؟

أجسد دور الجد، وهو رجل ثري تتدهور حالته الصحية فجأة ويدخل إثرها المستشفى، وعلى الجانب الآخر هناك حفيدته، وهي فتاة تدعى “فيكي” تعيش حياة قاسية وصعبة رغم الثراء الفاحش الذي يمتلكه هذا الرجل، جدها، وتجسد شخصيتها الفنانة الشابة بشرى، التي تعود من الخارج ويبدأ صراع الأجيال والثقافات، وقد سعدت جداً بالتعاون مع الفنانين الشباب في هذا الفيلم، بداية من الكاتبة زينب عزيز، التي كتبت سيناريو الفيلم ببساطة وتلقائية شديدين، وكذلك المخرج علي إدريس الذي شاهدت له أعمالاً سابقة جعلتني أتحمس له كمخرج فور أن عرض عليّ السيناريو، كذلك أيضاً الفنانة بشرى التي أعتقد أنها سيكون لها مستقبل مميز كممثلة . وكمنتجة أيضاً، والفنان الشاب أحمد فهمي الذي سبق أن عمل معي والقديرة سميرة أحمد في مسلسل “ماما في القسم” .

·         كيف كان اللقاء الأول مع الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز، خاصة أنكما لم تلتقيا في شبابكما؟

لبنى عبدالعزيز فنانة كبيرة وقديرة، يفخر أي فنان بالعمل أمامها، وسعدت جداً بالعمل معها، خاصة أنها أضافت روحاً خاصة وإبداعاً على العمل، بتألقها وخبرتها السينمائية الطويلة .

·         هل سنرى الفنان محمود ياسين على شاشة رمضان المقبل؟

حتى الآن لم أعثر على العمل الذي يمكن أقدمه للتلفزيون خلال الفترة المقبلة، لكن هناك أكثر من عمل أقوم بقراءته الآن . ربما استقر على أحد الأعمال، أو لا أقدم أياً منها . . هذا ما سيتضح خلال الأيام المقبلة .

الخليج الإماراتية في

07/02/2012

 

جود سعيد... انتحار الصديق الأخير

أنس زرزر / دمشق 

انتهى المخرج السوري الشاب جود سعيد (1980) من تصوير مشاهد فيلمه الجديد «صديقي الأخير» (المؤسسة العامة للسينما/ «فردوس دراما»). تدور الأحداث في حارة دمشقية بسيطة، قام مهندس الديكور غيث محمود، ببناء بعض تفاصيلها. في موقع تصوير المشاهد الأخيرة في دمشق، ارتفعت ضحكات الممثلين أندريه سكاف، جرجس جبارة، وجمال العلي الذين تحلقوا حول موقد متنقّل، لشواء بعض حبات البطاطا، والتحايل على البرد، بانتظار تجهيز المشهد التالي. يتشارك هؤلاء في بطولة العمل مع عبد المنعم عمايري، ولورا أبو أسعد، وسوسن أرشيد، ومكسيم خليل، وفادي صبيح، ومازن عبّاس وآخرين...

يتناول الشريط موضوع الانتحار، بالتعاون مع الكاتب فارس الذهبي، الذي اقتبس السيناريو عن قصّة قصيرة لإياس محسن حسن بعنوان «القاتل هيأ للمقتول وصية» (2002). ويعالج قضية الهوية بمستواها الأعمق. ينتحر الطبيب خالد (عبد المنعم عمايري)، بعد أن يقتل زوجته الميتة سريرياً ويسجل اعترافه على شريط فيديو، مخاطباً المحقق المفترض قائلاً: بدايته «يا صديقي الأخير... الفاسد غالباً». يقع الشريط بيد محقق مشارف على التقاعد (عبد اللطيف عبد الحميد). لاكتشاف الحقيقة، يعود المحقق إلى الحارة حيث تبدأ سلسلة من المكاشفات والحقائق. يتطرّق الفيلم إلى قضية الفساد المستشري في الأجهزة الأمنية والقضائية؛ إذ يحاول جمال (فادي صبيح) شقيق الطبيب المنتحر، رشوة المحقق لإغلاق ملف القضية، لكونه يخوض الانتخابات.

«أتخلّى في بعض المشاهد عن الحوار المكتوب، وأفسح المجال للممثلين للارتجال، لكن ضمن خطوط مرسومة ومحددة سلفاً، أسميها جملاً مفتاحية للحوار»، يخبرنا سعيد. ينهي نجم الكوميديا أندريه سكاف تصوير مشهده ضاحكاً كعادته. «أؤدي دور الأستاذ أمير، المدرِّس الذي جرد من عمله نتيجة إدمانه الكحول. يجد نفسه أخيراً مع أبناء حارته الذين يحاولون مساعدته للخروج من أزمته، لكنه يضايقهم بتقمّصه شخصيّة المنظر دوماً». يؤكد سكاف المساحة الكبيرة من الارتجال التي منحها له مخرج الفيلم، في محاولة جادة لتوظيف الحس الكوميدي الساخر، الذي تميز شخصيته في الحياة. بدوره يؤدّي عبد المنعم عمايري دور البطولة للمرة الأولى في فيلم سينمائي، بعدما كان قد أدى سابقاً عدة أدوار صغيرة. «تعاني الشخصية التي أؤديها تناقضات وصراعات داخلية كثيرة، يعبّر عنها بالمونولوج الداخلي المغري في الأداء لأي ممثل».

بعد انتهاء تصوير الجزء الخاص بمدينة دمشق، اتجه جود سعيد مع طاقمه الفني والتمثيلي إلى مدينة اللاذقية، لاستكمال بقية المشاهد. وسيكون الشريط جاهزاً للعرض في نيسان (أبريل) المقبل. «لن أنتظر أن يكون العرض الأول للفيلم في أيٍّ من المهرجانات العربية أو الدولية؛ إذ سيكون جماهيرياً في الصالات المحلية».

الأخبار اللبنانية في

07/02/2012

 

في صراعهن مع منتجين ومخرجين

فنانات مصريات يقدن حملة طلاق فني

القاهرة – عمر محمد  

شهدت الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة معارك وخلافات ضخمة بين بعض الفنانات من جهة ومخرجين ومنتجين من جهة أخرى، الأمر الذي وصل إلى حرب إعلامية بين الطرفين، حيث أخذ يتبادل كل منهما التصريحات التي تدين الآخر بعدم التزامه ببنود العقد، واتهمت الفنانات هؤلاء المخرجين والمنتجين بمحاولتهم القضاء على نجوميتهن وتشويه صورتهن أمام الجمهور، وحدث بين الطرفين طلاق فني بالثلاثة.
نفتح هذا الملف لكشف المستور عن تلك الخلافات.

الفنانة رانيا يوسف شنت «أخيرا» حربا ضد علي رجب مخرج أحدث أفلامها «ريكلام» بسبب حذفه سبعة مشاهد لها من الفيلم من دون علمها، وقررت تقديم شكوى ضد علي رجب إلى غرفة صناعة السينما وشكوى ثانية إلى نقابة السينمائيين.

وقالت: لقد وافقت منذ البداية على المشاركة في هذا العمل كبطلة رئيسية، وكانت مساحة دوري تتساوى مع مساحة دور الفنانة غادة عبد الرازق، لكنني فوجئت بحذف سبعة مشاهد من دوري بدون علمي وهو الأمر الذي أثار غضبي لأننى اظهر في الفيلم مثل الكومبارس وليس بطلة رئيسية.

وحول حقيقة وجود خلافات بينها وبين غادة عبد الرازق أجابت رانيا: «خلافي مع المخرج فقط ولا دخل لغادة بهذه المشكلة لكنها قامت بالاتصال بي أخيرا لإقناعي بتصوير أفيش الفيلم معها، ولكنني رفضت طلبها وقلت لها كيف أصور أفيش فيلم أظهر به مثل الكومبارس وقد تفهمت لوجهة نظري واحترمت رغبتي».

حق المخرج

أما المخرج علي رجب فقد عبر عن استيائه الشديد بسبب تصريحات رانيا يوسف الأخيرة، مؤكدا أن المخرج له الحق في حذف وإضافة المشاهد كما يشاء، ولا يمكن لأي فنان أن يتدخل في هذا الأمر، لأنها وجهة نظر المخرج التي يجب أن يحترمها الجميع.

وفجر رجب مفاجأة من العيار الثقيل عندما أكد على عدم حذفه لمشهد واحد قامت رانيا بتصويره وقال: «لا أعرف لماذا تطلق رانيا تلك التصريحات بالرغم من انني لم احذف مشهدا واحدا»، وأضاف: فيلم ريكلام من الأفلام التي عادت اكتشاف رانيا من جديد والجميع سوف يتأكد من هذا الأمر عندما يشاهد الفيلم لأن دورها أكثر من رائع.

مقاطعة فنية شخصية

الحرب الثانية التي شهدتها الساحة الفنية في الفترة الأخيرة هي حرب غادة عبد الرازق والمخرج خالد يوسف، والسبب فيلم «كف القمر» حيث قام خالد بحذف العديد من المشاهد لغادة، وتغيير ترتيب اسمها في التيتر الخاص بالعمل، وهو الأمر الذي استقبلته غادة بغضب شديد، مؤكدة أن السبب وراء قيام خالد بهذا التصرف هو تأييدها للنظام السابق في بداية الثورة المصرية.

غادة كشفت عن تطور الخلاف بينها وبين خالد قائلة: «قررت مقاطعته على المستويين الشخصي والفني، فهو خسر صديقة محترمة كانت تقف بجانبه وتسانده طوال الوقت، ولكن السؤال الذي يراودني بشكل مستمر أين هي الديموقراطية؟ وأين حرية الرأي والتعبير التي يطالب بها خالد باستمرار لانه لم يتقبل رأيي وقام بخلط الأوراق حيث ادخل علاقتنا الإنسانية والفنية في أمور سياسية؟».

من ناحيته علق خالد على تصريحات غادة قائلا: «ليس لأحد حق التدخل في اختصاصات وصلاحيات المخرج، والأمر الذي لا تتفهمه غادة أن العمل يخضع لضوابط محددة ورؤية خاصة بالمخرج»، وقد رفض خالد تصريحات غادة من أنه انتقم منها من خلال هذا العمل، مؤكدا انه يفصل بين الآراء السياسية وأعماله السينمائية.

شكوى مختلفة

أما الخلاف الثالث فيحل المنتج مكان المخرج وهو خلاف الفنانة داليا البحيري والمنتج ممدوح شاهين الذي مازال مستمرا على الرغم من مرور عام كامل عليه والسبب في ذلك مسلسل «أحلام مشبوهة» الذي كان من المقرر تصويره وعرضه خلال شهر رمضان الماضي.

داليا أكدت قيامها بتقديم شكوى ضد شاهين في نقابة المهن السينمائية وقالت: لقد تسبب ممدوح شاهين في ضياع فرصة ظهوري في رمضان الماضي على الرغم من توقيعي العقد معه، لكنني لن اترك حقي فقد اعتذرت عن أكثر من عمل درامي وسينمائي عرض علي من اجل التفرغ لهذا المسلسل.

محاولات فاشلة

الشكوى هذه المرة ليست من الفنانة وإنما من المنتج نفسه، حيث تقدم المنتج عماد النشار بشكوى لنقابة الممثلين ضد لوسي بعد أن فشلت المحاولات الودية التي أجراها كل من أشرف زكي النقيب السابق وأشرف عبدالغفور بعد توليه منصب النقيب لمحاولة إقناعها برد مبلغ قيمته 125 ألف جنيه تقاضته مقابل مشاركتها في مسلسل «نداء الحب والعشق» الذي توقف مشروعه تماما منتصف مايو 2010 ومن وقتها ترفض لوسي رد المبلغ الذي حصلت عليه، حيث أكد النشار أن لوسي رفضت كل المحاولات الودية لحل الأزمة ورفضت الاعتراف بحصولها على هذا المبلغ، وفي آخر المحاولات قالت إنها غير ملزمة برد المبلغ رغم أن مشروع المسلسل توقف. وأضاف النشار أنه قام بإرسال إنذار لها لحين فصل لجنة المنازعات في الأمر وإذا لم يحصل على حقه فسيقوم برفع قضية ضدها.

خلافات كاذبة

بعيدا عن مشاكل غادة ورانيا وداليا التي أشعلت الساحة الفنية الفترة الماضية إلا أن هناك خلافات كاذبة السبب في إشعالها الصحف ووسائل الإعلام اشهرها الخلاف الذي أكدته احدى الصحف بين هاني سلامة وهادي الباجوري مخرج فيلمه الجديد «واحد صحيح» لكن سلامة نفى تلك الأخبار مؤكدا أنها إشاعات سخيفة، الغرض منها التشويش على نجاح العمل، وقال: «فيلم واحد صحيح» من أفضل الأفلام التي قدمتها على شاشة السينما المصرية وأنا سعيد للغاية بردود الأفعال التي وصلتني حول العمل.

الفبس الكويتية في

06/02/2012

 

السينما في المغرب: قضية وطنية

أحمد بوغابة - طنجة  

رغم تعدد المهرجانات السينمائية بالمغرب وكثرتها وتنوعها والفروقات الشاسعة في ما بينها وفي مستوياتها ومحتواها إلا أنه لا يتذكرها أحد. وكثير منها بمثابة تضييع للوقت وغير مفيدة لأنها تسيء للسينما أكثر مما يعتقد أصحابها بأنهم يخدمونها. وأخرى قليلة تنجح في أن يصل صداها إلى بقاع العالم كمهرجان الدولي بمراكش أو مهرجان السينما المتوسطية بتطوان أو أيضا مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة ومهرجان السينما الإفريقية بخريبكة في سنواته الأخيرة. ويبقى المهرجان الوطني للفيلم الذي يعنى بالسينما المغربية فقط، وتحتضنه مدينة طنجة في شمال المغرب، هو أهمهم على الإطلاق ويحتل رأس المرتبة وقيادتها لاعتبارات عدة، من بينها أنه لحظة هامة في الإنتاج المحلي المغربي، ولقاء بدأ يتجدد سنويا بعد ارتفاع وثيرة الإنتاج في السنين الأخيرة. ويستجيب له مدراء المهرجانات الدولية لاختيار الأفلام وكذا مختلف وسائل الإعلام الدولية لمواكبته.

فبعد أن كان المغرب قبل عقد فقط مجرد مستهلك، أصبح بدوره الآن ينتج صوره وأصواته برجالاته ونسائه من فنيين وتقنيين بغض النظر عما يمكن أن يٌقال عن بعضها والنقد الذي يمكن توجيهه لها. المهم، أنها خلقت نقاشا وطنيا غنيا يعبر عن تعدد الرؤى في المجتمع ومن يمثلهم من أهل الفكر والمعرفة والعلم بينما كان هذا النقاش يدور سابقا حول إنتاجات الآخرين. هذا في حد ذاته مكسب لفنون السينما بالمغرب وللثقافة المغربية عامة. وهذا يؤكده وصولها إلى قبة البرلمان المغربي نفسه، ليس لمناقشة قوانين الدعم والتسيير وإنما لمحتواها. وبالتالي، فهي أصبحت بذلك تشكل إحدى القضايا الأساسية لأنها صورتنا في الداخل والخارج مُنعكسة لديناميكيتنا.

ولابد أن نسجل نقطة جد إيجابية رصدناها خلال الخمس سنوات الماضية وهي أنه لم يتم منع أي فيلم مغربي من العرض بالقاعات السينمائية من لدن المؤسسات الرسمية، خاصة وزارة الاتصال والداخلية والأوقاف، كما كان يحصل إلى عهد قريب جدا، مثل ما حصل مع أفلام: "أحداث بدون دلالة" و"حرب البترول لن تقع" و"الباب المسدود" و"لحظة ظلام".

إن أجهزة الدولة أصبحت أكثر ذكاء ودهاء في الألفية الثالثة بترك مهمة الرقابة والمنع والتخويف والترهيب لأطراف في المجتمع حتى تبتعد هي عن نعوت الماضي التي كانت تلتصق بها.  

المهرجان الوطني: برلمان السينما المغربية

إن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، ليس مجرد مناسبة لعرض الأفلام المغربية المُنتجة خلال السنة وتوزيع الجوائز عليها في  احتفال جماعي. وإنما أكثر من هذا بكثير حيث يتجلى ذلك بالأساس في ردود الفعل تُجاه الأفلام، ليس من طرف الجمهور فحسب بل كذلك من المهنيين أنفسهم من خلال تقييمها خلال الندوات الصحفية اليومية وداخل مختلف مكونات المهرجان وفضاءاته المختلفة وكذا بمحيطه العمومي حيث تتحول أمكنتها إلى مجمعات للنقاش. وهذا ما ينقص جميع التظاهرات المقيمة بالمغرب.

وتكمن أهمية ذلك النقاش بالمساهمة الفعالة للأجانب الذين ينظرون إلى السينما المغربية بحياد دون خلفيات أو أفكار مسبقة عن هذا الفيلم أو ذاك المخرج أو في حق ممثل أو ممثلة. بعض الآراء تدفع لإعادة النظر في مقاييس النقد عندنا. كما أن هذا الاحتكاك أنتج أفكارا قيمة وهو ما يمكن رصده بالمتابعة العينية.

وكل النقاشات التي تروج في المهرجان، سواء بشكل رسمي أو على هامشه أو في كواليسه، فهي غنية من كل جانب، وصحية في عمقها، حتى التي تخرج عن الإطار السينمائي وتبحث عن أجوبة تدخل في تخصص المعارف الإنسانية الأخرى. وتبقى قلة قليلة من الآراء المعزولة التي تشوش لغرض في نفسها مستغلة الظرف الزمني لتصفية حسابات تفضحها قبل أن تنتهي من قولها.

ليس سُبَّة إذا وصفنا المهرجان الوطني ب"سوق عكاظ" الذي يروج الجميع فيه "سلعته"، وينطلق من كونه يملك الحقيقة سواء بفيلمه على أنه الأفضل من الجميع أو برأي يعتبره عين الصواب وهلم جرا. فقد صدق الإمام الشافعي حين قال "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب". إذن المطلوب هو تحمل الآخر بروح رياضية وديمقراطية.

وعليه، فجميع ما يجري ويدور ويحصل إبان المهرجان الوطني ـ حتى المشاجرات الكلامية والبدنية وغيرها من المشاحنات ـ أعتبره إيجابيا لأنه بمثابة برلمان للسينما المغربية في مجتمع ما زال يتعلم المبادئ الأولى في الديمقراطية.

تتميز الأفلام المغربية بكونها مختلفة عن بعضها ولا تتشابه في ما بينها رغم ما قد يبدو من تقاطع أحيانا في مواضيعها، إلا أن التناول السينمائي يتغير من مخرج لآخر بحكم اختلاف المرجعيات الفيلمية والفكرية والسياسية وحتى الاجتماعية طبعا. وهذا تحصيل حاصل من جهة وتغني التجربة المغربية في تعددها من جهة أخرى حيث لا نكون أمام أفلام منسوخة عن بعضها وإنما نشاهد وجهات النظر التي قد نتفق مع بعضها كما نختلف مع أخرى. ومن لا يتعامل مع السينما (الكتابة والفنون عامة) من موقع ديموقراطي ومنفتح وأنها أراء إبداعية قابلة للنقاش فهو شخص غير سوي حتى لا أصفه بأوصاف أخرى.

ومن المميزات الإيجابية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة هو أنه يفتح السنة السينمائية الجديدة مع بداية كل سنة ميلادية جديدة أيضا (في شهر يناير) وقبل انطلاق المهرجانات في عديد من الأقطار التي تمتد إلى آخر السنة فيكون للفيلم المغربي الجديد حظوظ المشاركة فيها. أو تكون بعض الأفلام قد شاركت من قبل فتُتوج مشاركتها في المهرجان الوطني بعد جولاتها الموفقة.

إنه ـ أي المهرجان الوطني للفيلم ـ هو لحظة مكثفة في الزمن فيتيح إمكانية التقييم السنوي للمنتوج الوطني ولكل الجوانب السينمائية حيث أصبح عند المهرجان، الآن، تقليد سنوي لم يكن من قبل. وهو نقاش الحصيلة السينمائية السنوية بالمغرب في نهاية المهرجان، من خلال تقديم منشور يتضمن كل المعلومات للحضور، ومدعومة بندوة صحفية مع المدير العام للمركز السينمائي المغربي وهي المؤسسة الرسمية الراعية لإدارة شؤون السينما بالمغرب. تكون هذه الندوة، التي ينتظرها الجميع، من أهم لحظات المهرجان وأقواها، فهي تتيح الفرصة للخوض بشكل مباشر في التجربة السنوية بما لها وما عليها، وترسم آفاق المستقبل وتضيء الطريق أمام من يغفل حيثيات الفعل السينمائي ببلادنا وتنيره له لكي يتفاعل مع التطور الحاصل ويفهم أن المؤسسة تدير شؤون السينما وتنظمها وتدعمها وتسهر على ترجمة فعالياتها وليست مسؤولة على الإبداع في ذاته الذي هو شأن سينمائي للمخرج نفسه ولأصحاب الفيلم الذين يتحملون المسؤولية المطلقة في إنجازه، وهم الذين ينبغي محاسبتهم وليس غيرهم. وبالتالي، لا يمكن للمؤسسة أن تتدخل في كيفية التصوير أو المونطاج والكاستينغ والإنارة وغيرها من متطلبات السينما وإلا سيكون ذلك تدخلا سافرا ليس من اختصاصها وعمل غير ديموقراطي.

إن حرية المخرج لا جدال فيها ولا ينبغي للمجتمع المدني من مبدعين ومهنيي الإعلام أن يطلبوا التدخل في خصوصية المخرج. هذا لم يُمارس إلا في ألمانيا النازية وفي الاتحاد السوفياتي سابقا والأقطار التي كانت تدور في فلكها وفي الأقطار العربية البعثية وما يشبهها. لا يمكن أن نطالب ما ناضلنا ضده لسنوات وهو تدخل الدولة المباشر في توجيه الفنون والثقافة. لا يحق للدولة إطلاقا أن ترسم خطا تحريريا لمحتوى الأفلام. أو كيف يكتب شاعرا قصيدته والرسام لوحته. فحين يقع ذلك يكون الإنتاج في نهايته شاذا ومعوقا ولقيطا فيرفض التاريخ أن يفتح له أبوابه فيموت في الطريق.

"خيركم من أهدى إلي عيوبي"

لقد كانت ندوة الحصيلة السينمائية السنوية التي واجه فيها الأستاذ نور الدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، قاعة غصت بمتتبعي المهرجان من ضيوف ومهنيين وصحفيين، لأنها تُعد الحدث المهم والأهم في المهرجان حيث كل واحد يحضرها من موقع ما كقنبلة موقوتة وحاملا أسئلة تصل إلى حد الاستفزاز أحيانا. إلا أن نور الدين الصايل المُتمرس في التجمعات الجماهيرية منذ كان طالبا ثم أستاذا لمادة الفلسفة، وما ادراك النقاش حينها حول الفلسفة، وإدارته للجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي كانت قاعدتها تتكون من الشباب ذي التوجه اليساري الراديكالي في السبعينيات من القرن الماضي.

فهو يدرك جيدا التموجات التي تشتعل في القاعة لذا يحول كل الاستفزازات إلى مسارها الصحيح في النقاش السينمائي. إنه يُحول ندوة الحصيلة السينمائية إلى دروس يلقنها لمن ركب قطار الفن السابع أول أمس أو ربما خلال المهرجان نفسه. دروس حول كُنْه الفيلم السينمائي ومعنى الإنتاج والتوزيع وهوية الناقد والنقد ودورهما في خريطة الفن السابع. إنه يسعى من خلال أجوبته رفع من مستوى النقاش وفتح أفاق جمالية أمام السائل لكي يرى بعيون حاذقة كل الأبعاد التي تُتيحها فنون السينما في علاقتها بالوجدان الفردي أولا والجماعي بعد ذلك لأن الديمقراطية تعتمد على الفرد (في التصويت على سبيل المثال لا الحصر).

لا يستثني أحدا من الجواب، ولا يلغي الأسئلة من الجدول، فهو دائما، كما عرفته طيلة 40 سنة، يبحث عن السائل ليتساءل معه في مواضيع شتى، مستحضرا الجملة الشهيرة للفيلسوف الإغريقي سقراط " تكلم حتى أراك". وهي دعوة للنقاش بدون تحفظ من جهة ومن جهة أخرى فهو يتقبل ما يُطرح من النقد في حقه أو في حق المؤسسة التي يشرف عليها، عملا بمقولة عمر بن الخطاب حين ذكر في قومه "خيركم من أهدى لي عيوبي". فهل يا تُرى يستفيد الحضور من تلك الدروس السينمائية السنوية؟  

لقد انعقدت الدورة 13 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة برسم سنة 2012 في ظل متغيرات وطنية وعربية ودولية من أهمها أن هيئة السينما الرسمية المتمثلة في المركز السينمائي المغربي، التي تخضع إداريا لوزارة الاتصال، وهذه الوزارة يديرها حاليا وزيرا من حزب ذي مرجعية إسلامية، ويعلم كل متتبع للشأن السينمائي بالمغرب ما أثاره هذا الحزب في السنوات الأخيرة حول بعض الأفلام والمهرجانات. وبالتالي فأول مهرجان سينمائي يحضره الوزير الجديد هو المهرجان الوطني بطنجة عند افتتاحه. ولا أعتقد شخصيا بأنه سيغير من مسار تشكل السينما بالمغرب لأنها كما قلت قبل قليل هي شأن فردي في التعبير وإلا سيجد نفسه في مواجهة مفتوحة لن تخدمه وحزبه خاصة وأن الفرق شاسع بين أن تكون في "المعارضة" (إذا صح التعبير قول المعارضة في المغرب) وأن تكون على كرسي الحكم حيث تفرض إكراهات نفسها على "المعارض" ليصبح "لينا" و"معتدلا" ولنا في التاريخ المغربي نماذج لم يطوها الزمن بعد. والفرق واضح بين الضفتين.

واحتفل المهرجان الوطني للفيلم بطنجة هذه السنة بمرور 30 سنة على انطلاقه (سنة 1982) علما أنه لم يصل إلا إلى 13 دورة، فهو كان يُقام حسب ما تسمح به الظروف والأفلام المُنجزة، أي إذا تمكن من جمع 8 أو 10 أفلام حينها يمكن أن ينعقد المهرجان بعد ثلاث سنوات أو سنتين أو أكثر. كما كان رحالا بين المدن، شرقا وجنوبا وشمالا، فكان يعاني في كل دورة من عدة مشاكل وكأنه ينطلق لأول مرة فتُعاد نفس المشاكل. لكن استقراره بطنجة أولا ثم دعم ذلك باستقرار زمني في مطلع كل سنة جديدة (في شهر يناير) مع ارتفاع الأفلام المنتجة سنويا ساعده على تجاوز كثير من المشاكل حيث أصبح من أكثر المهرجانات احترافية وتحكمه تنظيما في مكوناته.

وقد تم تمديد أيامه هذه السنة إلى 10 أيام بعد أن كان أسبوعا واحدا إلى حدود السنة الماضية. وقد أشار السيد نور الدين الصايل في ندوته التقييمية أنه بالإمكان الالتجاء مستقبلا إلى الانتقاء للأفلام التي يمكنها أن تشارك في المسابقة الرسمية حين يرتفع العدد الذي سيسمح بذلك الانتقاء كما الحال مع الأفلام القصيرة التي تخضع للانتقاء من طرف لجنة مستقلة (تم اختيار 23 فيلما قصيرا من بين 68 للمشاركة في المسابقة صحبة الأفلام الطويلة) وربما يتقلص أيضا زمن المهرجان.

كانت مناسبة الثلاثون من عمر المهرجان فرصة لتجديد وتطوير الموقع الإلكتروني للمركز السينمائي المغربي ليستجيب أكثر لزواره. والأهم، أنه قد تم تعريبه أيضا بعد سنوات من استيلاء لغة موليير على صفحاته.

ليلة العنفوان والفرح

ومن لحظات التوتر والمشاحنات والغضب في المهرجان الوطني هي ليليته الأخيرة التي يتم فيها الإعلان عن الجوائز. وهذه الأجواء تغيب من المهرجانات الأخرى بالمغرب التي تتضمن المسابقات مثل مراكش أو تطوان.

ليس كل المخرجين تهمهم القيمة المالية المرصودة للجوائز بل منهم من يعتبرها اعتراف أكثر مما تستحقه ماليا. ويريد الصعود إلى المنصة ليثق بكونه أجاد في العمل ويستمتع بالتصفيق. وهذه حالة إنسانية طبيعية وعادية خاصة عند الفنانين والرياضيين في الكرة الأرضية برمتها.

ففي تلك الليلة ترتفع حدة النقد ويغيب منه الحس الحيادي بشكل صارخ حيث يعتبر كل واحد أنه أحق من غيره بالجوائز. وأن فيلمه أفضل مِنْ مَنْ حصل عليها. لكن الجميع يتناسى خلال هذه اللحظة أن السينما إبداع إنساني وبالتالي فلجن التحكيم هي مكونة من أناس لهم ردود فعل تُجاه أفلام دون غيرها. وقد تُغير اللجنة فتتغير نتائج الجوائز، أو قد يفوز فيلم بجائزة في أكثر من مهرجان ولن يحصل عليها في مهرجان آخر وهكذا دواليك.

لم أقتنع بكل الجوائز التي تم توزيعها في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني لكن للجنة حرمتها. كما يتوقف ذلك أيضا على عناصرها وقدرة كل واحد على الدفاع عن سينما معينة يتبناها ويتوافق مع باقي الأعضاء للوصول إلى نتائج موحدة.

إلا أن سرعان ما يعود بعض السينمائيين والفنانين والتقنيين إلى أرض الواقع ويقبلون بقوانينه وأن مسارهم السينمائي لم ينته مع المهرجان بل مازال طويلا وأن النجاح لا تصنعه الجوائز فقط وإنما الاشتغال المستمر والدائم بالبحث عن الأجود. وقد نسي أو تناسى الكثيرون أن فيلم "كازانيغرا" للمخرج نور الدين لخماري لم ينل الجوائز في المهرجان الوطني لكنه عرف نجاحا جماهيريا لم يصله فيلما مغربيا آخر.

لكن المؤسف أن البعض من الذين لم يحالفهم الحصول على الجوائز يلتجئون إلى عنف خارج السياق بحثا عن بطولة مفقودة وعن أوهام ضائعة في سراب...     

الجزيرة الوثائقية في

06/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)