حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نتائج جائزتين تعلن 16 الجاري

أسماء واحدة تهيمن على ترشيحات الجوائز

محمد رُضا

بات من المتوقع حصر الأفلام المرشّحة للجوائز الحالية بعدد معيّن من العناوين نجدها تتكرر في معظم المناسبات، سواء أكانت “الغولدن غلوبس” أو جائزة جمعية المنتجين أو جائزة جمعية المخرجين أو “البافتا” البريطانية أو الأوسكار الأمريكية . العناوين، كما أسماء المبدعين، تتكرر هنا وهناك مع اختلافات محدودة . والنموذج الصارخ لهذا النوع من التكرار هو الماثل أمامنا حين نطالع ما رشّحه أعضاء الأكاديمية البريطانية للفنون السينمائية والتلفزيونية المانحة لجوائز البافتا، التي ستعلن في السادس عشر من هذا الشهر، وبين أعضاء أكاديمية العلوم والفنون السينمائية مانحة الأوسكار في مجال كتابة السيناريوهات، وتعلن في السادس عشر من الشهر نفسه .

درجت كل من هاتين الأكاديميّتين على التفريق بين السيناريو المكتوب خصيصاً للسينما وذلك المكتوب اقتباساً عن مصدر آخر كالكتاب (الروائي وغير الروائي) والمسرحية . وفي حين اختلفت الترشيحات إلى حد ملحوظ في غالبية السنوات السابقة، نراها هذا العام متماثلة إلى حد بعيد .

هناك خمسة أفلام في كل فئة (المكتوب خصيصاً والمقتبس) في قائمة البافتا ومثيلها في قائمة الأوسكار .

والماثل هذا العام هو أن أربعة من أفلام فئة السيناريوهات المقتبسة للسينما التي رشّحها أعضاء البافتا، هي ذاتها الأفلام في الفئة ذاتها التي رشّحها أعضاء الأوسكار وهي:

سيناريو فيلم “الأحفاد” الذي كتبه مخرج الفيلم ألكسندر باين بمعاونة جيم راش ونات فاكسون، وسيناريو “منتصف شهر مارس” الذي وضعه جورج كلوني وغرانت هسلوف وبيو ويليمون، وسيناريو “مونيبول” لستيفن زايليان وآرون سوركين ثم سيناريو “سبّاك خياط جندي جاسوس” كما نقله عن كتاب جون لي كاري كل من بردجت كونر وزوجها بيتر ستروهان . هذه السيناريوهات هي ذاتها المرشّحة لأوسكار أفضل سيناريو مقتبس . أما الفيلم الوحيد المختلف في كل قائمة فهو سيناريو فيلم “هيوغو” الوارد في قائمة ترشيحات الأوسكار وسيناريو “المساعدة” الوارد في ترشيحات البافتا .

بالنسبة لقائمتي سيناريو أفضل فيلم مكتوب خصّيصاً فإن ثلاثة من الأفلام متكررة:

سيناريو فيلم “الفنان” الذي كتبه مخرج الفيلم ميشيل أزانيفيشوس، سيناريو فيلم “خادمات العروس” كما وضعته كل من كرستن ويغ وآني مامولو، وسيناريو “منتصف الليل في باريس” وكتبه وودي ألن .

الاختلاف كامن في ترشيح الأوسكار لسيناريو ج . س . شاندور الواعي سياسياً “نداء هامشي” وسيناريو الإيراني أصغر فرهادي “انفصال” . البديل في الترشيحات البريطانية أقل أهمية: سيناريو آبي مورغن “المرأة الحديدية” (الذي يتجنّب الخوض في السياسة فعلاً) وسيناريو جون مايكل مكدوناف “الحارس”

المنافسة البريطانية بالنسبة لأوسكار أفضل سيناريو مقتبس غالباً ما ستميل لصالح الفيلم الجاسوسي “سبّاكة”، أما مثيلتها الأمريكية فالاتجاه فيها هو منح الأوسكار في هذا المجال لأعمال لن تكون مختلفة: “سبّاكة” مكتوب بجودة ملحوظة ولو أن ذلك حال “هيوغو” أيضاً .

بالنسبة للسيناريو المكتوب خصيصاً، فإن الإنجليز قد يمنحونها لمواطنهم جون مايكل مكدوناف عن “الحارس” بينما سيتّجه الأمريكيون في الغالب صوب منحها لفيلم “الفنان” وإن لم يكن فلفيلم “إنفصال” .

سينما العالم

فيلم جديد لأسوأ مخرج

حتى من قبل أن يقوم المخرج تيم بيرتون بتحقيق فيلم بالأبيض والأسود عنه، كان إد وود معروفاً بأنه أردأ مخرج أمريكي عرفته “هوليوود” . فيلم بيرتون، الذي تم إنتاجه سنة 1994مع جوني دب في الدور سلّط الضوء على وود ولم يسع لتهشيمه ما جعل إد وود يلمع في أعين النقاد حتى من دون أن يختلفوا حول مستوى أفلامه .

سيرة إد وود تحيا من جديد بعدما فاجأ مهرجان سلامدانس وهو مهرجان مستقل يُقام موازياً للمهرجان الأشهر سندانس الجميع بإعلان اكتشافه لفيلم جديد لإد وود كان عُدّ مفقوداً حتى حين عرضه . الفيلم هو “الستارة الأخيرة” وهو صوّر سينمائياً ك “بايلوت” لمسلسل تلفزيوني لم يتسن للمخرج المذكور الإقدام عليه . العرض كان ناجحاً بقياس الضحكات التي انتشرت خلال عرض الفيلمة ولو أنها كانت على الفيلم وليست له .

الفيلم الفرنسي “هوليوودي”

من بين الملاحظات المثيرة للغرابة في ترشيحات الأوسكار هذا العام حقيقة أن الفيلم الفرنسي “الفنان” هو الفيلم الوحيد بين التسعة المرشّحة الذي صوّر بكامله في لوس انجلوس . أما باقي الأفلام فقد تم تصويرها خارج عاصمة السينما . مثلاً صور “المساعدة” في ولاية مسيسيبي، و”مونيبول” في ولاية أوكلاند، بينما صوّر ألكسندر باين فيلمه “الأحفاد” في هاواي . ونأى مارتن سكورسيزي بفيلمه “هيوغو” إلى ستديوهات بريطانية .

مطلوب في الثانية والثمانين

كريستوفر بلامر لا يستطيع القول إن السينمائيين يتجنّبون إسناد الأدوار الرئيسية لمسنّين . هو في الثانية والثمانين من العمر ويستعد لدخول تصوير فيلمه الرابع بعد المئة خلال الأسابيع المقبلة . في العام الماضي، وحده مثّل في أربعة أفلام، اثنان منها على الشاشات حالياً وهما “الفتاة ذات وشم التنين” و”مبتدئون” . في العام الأسبق قاد بطولة “المحطّة الأخيرة” لاعباً شخصية تولستوي . لا يوازيه انشغالاً سوى السويدي ماكس فون سيدو البالغ 82 سنة أيضاً (يكبر بلامر بسبعة أشهر) والذي ظهر في خمسة أفلام متتابعة سنة 2010 وفي فيلم واحد السنة الماضية وهذا العام يلعب بطولة فيلمه الثاني عشر بعد المئة!

أوراق ومَشاهد

في حب الموسيقا

الفيلم التشيكي الوحيد للمخرج، التشيكي إيان باسر هو فيلم بعنوان “إضاءات حميمة” أنجزه سنة 1965 وذلك بعد سنوات من العمل تحت ظل مواطنه ميلوش فورمان الذي ترك تشيكوسلوفاكيا قبيل الغزو الروسي للبلاد سنة 1968 وشق طريقاً ناجحاً في “هوليوود” أثمر عن بضعة أفلام حازت جوائز أوسكار من بينها “واحد طار فوق مستشفى المجانين” .

فيلم باسر “إضاءات حميمة” عن الموسيقا في أشكال متعددة . يبدأ بفرقة أوركسترا ملتئمة في صف مدرسة جلّها من الموسيقيين الكبار سنّاً يعزفون . بعد ذلك ننتقل إلى الريف مع بيتر (زدانك بوجيشك) وصديقته ستيبا (يرا كريسادلوفا) اللذين يزوران صديق الأول بامباس (كارل بلاجك) ويلتقيان والده (يان فوستريل) والرجال الثلاثة يعزفون معاً بصحبة صيدلي زائر (كارل أوليك) .

ذلك المشهد الموسيقي المنبعث بحرارة من أربعة رجال يجمعهم حب الموسيقا ليس الوحيد الذي يعده المخرج- المؤلف عزفاً . في مشهد في سيارة تطلق ستيبا بوق السيارة على نحو تراه يماثل كلمة “أحبك”، ويرد عليها بيتر بالضغط على بوق السيارة على النحو المختلف الذي يماثل الكلمة ذاتها وبذلك نسمع ترنيمتين موسيقيّتين قصيرتين لكلمة كما يترجمها كل منهما على النحو الذي يراه صحيحاً .

وفي مشهد لاحق يتنصّت بيتر وبامباس على شخير الأب القوي بينما يقوم بيتر بتحريك يديه كما لو كان يقود أوركسترا على ألحان ذلك الشخير . وقبل ذلك، هناك المشهد البطيء لجنازة مسيحية والغناء المنبعث منها . باسر يحوي كل ذلك في فيلم ساخر بالكاد يحتوي قصّة، فالمخرج ليس معنياً بحكاية، بل بشخصيات تؤلّف ما يدور لحظة بلحظة . المخرج حافظ على الكثير من مفرداته هذه حينما انتقل إلى أمريكا حيث أصاب شهرة أقل في السبعينات من القرن الماضي رغم جودة ما صنعه هناك .

م .ر

merci4404@earthlink.net

الخليج الإماراتية في

05/02/2012

 

عادل إمام تحت رحمة اللحية والجلباب

زياد عبدالله ــ دبي 

الخوف السينمائي من صعود الإسلام السياسي وتوليه المجالس النيابية والبرلمانية، أمر مررنا عليه في هذه الصفحة مع ذكرى سنة على انطلاقة الثورة المصرية في 25 يناير، مع الإضاءة على تصريحات قادمة من قياديين في حزب النور السلفي، وحزب الحرية والعدالة، يراد لها أن تكون مطمئنة للسينمائيين المصريين، فإذا بها ـ كما أسلفت في مقال سابق ـ مؤرقة أكثر ومدعاة للتخوف على مستقبل السينما المصرية، وليأتي الحكم الصادر في حق عادل إمام تأكيداً على تلك المخاوف، لا بل تجاوزاً للتوقعات في هذا السياق.

يمتلك السلفيون إن تعلق الأمر بالفن قدرة خارقة على تحقيق المفاجأة تلو الأخرى وما خفي أعظم! مثلما هي الحال مع تصريحات لأحد النواب السلفيين بضرورة تغطية التماثيل في مصر لأنها «تسيء للأخلاق العامة»، وآخر يدعو لمنع مؤلفات نجيب محفوظ لأنها «تدفع للرذيلة»، وصولاً إلى الحكم الصادر في حق إمام الذي يشكل ظاهرة خطيرة جداً تفتح الباب أمام المحامين الساعين للشهرة لرفع القضية تلو الأخرى بحجة «الإساءة للإسلام»، لا بل وكما هو معروف فإن القضاء المصري لديه عشرات القضايا من هذا النوع التي لم يبت فيها.

خطورة الظاهرة تتمثل في أن «الإساءة للإسلام» متعلقة بتهكم إمام على اللحى والجلابيب، وتحديداً أن المحامي يعود إلى عام 1993 ويحاكم مسرحية «الزعيم» التي استمر عرضها أكثر من ست سنوات، وجالت معظم أرجاء العالم العربي، والتي تحكي عن زينهم (عادل إمام) الشبيه بحاكم دولة عربية لا يجري تحديدها، الذي ما أن يموت ذلك الحاكم حتى تقوم حاشيته بوضعه مكانه أملاً منها بالحفاظ على مصالحها ومقدرتها.

تشمل الدعوة أيضاً فيلم «الإرهابي» ،1994 الذي لا يرصد إلا واقعاً نعرفه جميعاً يتمثل بقيام الجماعات السياسية باستهداف السياح وما إلى هنالك من أعمال تخريبية وصولاً إلى قتل المفكر المصري فرج فودة، ولعل استعادة ذلك يستدعي محاكمات لمن قاموا بتلك الأعمال وليس محاكمة الفيلم، وصولاً إلى فيلمي «حسن ومرقص» و «مرجان أحمد مرجان» اللذين يجدهما المحامي مسيئين أيضاً للدين الإسلامي، أي أن المحامي الصنديد يعود إلى أكثر من 20 سنة ليحاكم ما انتج في تلك الفترة بأثر رجعي، في استفادة واستثمار لنجاح السلفيين والإخوانيين في البرلمان، وليس الأمر إلا تصفية حسابات سياسية وعبوراً سهلاً إلى الشهرة الزائفة.

إن ذلك وإن تحقق، أي الحكم على عادل إمام بالسجن ثلاثة اشهر، ودفع غرامة مالية قدرها 166 دولاراً، سيفتح الباب على مصراعيه لتصفية حسابات لا حصر لها، ونقول إن تحقق لأن عادل إمام استأنف الحكم. لا بل إن صدور حكم بحق إمام سيُخضع كل ما حملته الشاشة الكبيرة من أفلام مصرية لبند «الإساءة للإسلام»، طالما أن الجلباب واللحية هما المعياران لتبني هكذا توصيف، وأمام هزالة الدعوى واقترابها من التفاهة فإنها تفتح الباب أمام شتى أنواع الاحتمالات على اعتبار أنه من الصعب حصر التفاهة، كأن تجري محاكمة رشدي أباظة على قبلة تبادلها مع نجلاء فتحي تحت بند «الإساءة للأخلاق العامة» أو قد نجد أن الغناء الحرام فيتم اتلاف أرشيف السينما المصرية من الأفلام التي حملت أغاني عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وآخرين.. ربما! فنحن في زمن المفاجآت غير السعيدة.

الإمارات اليوم في

05/02/2012

 

الميزانية بلغت 90 مليون دولار

«زهور الحرب» تحفة سينمائية للصيني زانغ ييمو

عبدالستار ناجي  

حينما تذكر السينما الصينية، فاننا نتوقف امام كم من الاسماء، التي طرزت تاريخ السينما الصينية، ومن تلك الاسماء نتوقف في هذه المحطة، امام المخرج القدير زانغ ييمو، الذي استطاع ان ينتقل بين مفردات الحرفة السينمائية، فكان حينما قدم الاعمال السينمائية ذات البعد الفني، ذلك المبدع الذي لا يجارى، حيث حصدت اعماله جوائز مهرجانات كان وبرلين وفينسيا وغيرها، ومن اهم اعمال تلك المرحلة الاولى نشير الى افلام «الذرة الحمراء» 1987، و«جو دو» 1990، و«قصة كيو جو» 1992، وكم اخر من الاعمال السينمائية.

بعدها انتقل لما يسمى بالسينما التجارية الجماهيرية لتحقق مجموعة اخرى من الاعمال السينمائية، المشبعة بالمغامرات والتقنيات والخيال الخصب، ومنها «هيرو» 2002، و«منزل التنين الطائر» 2004، وتتوالى الاعمال.

وهو اليوم في تجربته السينمائية التي تحمل عنوان «زهور الحرب» يقدم ذلك المزيج بين سينما الفن.. وسينما التجارة، والجمهور حرفية عالية المستوى.. تقترب من التحفة التي تستحق المشاهدة، فيلم يعتمد على نص روائي، بذات الاسم، من توقيع الكاتب الصيني جيلنج بان وقد تصدى لمعالجة السيناريو هانج ليو، الذي تعاون من ذي قبل مع زانغ ييمو في العديد من اعماله، وفي جميع المراحل، وله «قصة كيو جو» و«جو دو» وكم اخر من الاعمال الصينية المهمة.

ونصل الى محطة فيلم «زهور الحرب».

حيث يستعيد زانغ ييمو، بعبقرية فذة، مذبحة نانجينغ لعام 1937، عبر لغة سينمائية ودرامية عالية الجودة، يجعلنا نتعرف على مساحة الاقتدار الرفيع المستوى الذي يمتلكه هذا المبدع في السيطرة على ادواته السينمائية، ولغته البصرية، والصياغة الاحترافية التي تستدعي جميع عناصر الفعل السينمائي من موسيقى.. وتصوير.. وتمثيل.. وغيرها.

فصل من ابشع الفصول التي عاشتها الصين، ابان الاحتلال الياباني، عام 1937، يتم استدعاؤها عبر لغة سينمائية، تجعلنا نتذكر كماً من التحف الخالدة، امثال «ذهب مع الريح» وغيره.

جملة احداث الفيلم تدور بمجمع الكنيسة الاوروبية، على خلفية الاحتلال والحرب والمجازر الطاحنة، حيث يجسد النجم الاميركي كرسيتان بيل دور «جون ميلر»، القديس او متعهد دفن الموتى في تلك الكنيسة، وتبدأ احداث الفيلم، حينما تتحرك القوات اليابانية المحتلة، صوب تلك الكنيسة الكبيرة، وقبلهم يصل الكنيسة عدد من الفتيات الهاربات، الباحثات عن النجاة والخلاص، امام الموت العشوائي.

الجميع يلجأ الى ملجأ الكنيسة مع ميلر، الذي يرتدي رداء الكاهن، ومعه كم من الطلبة.. والهاربين والفارين.. وايضاً البغابا اللواتي يختبئن في القبو بعد ان دمرت الحرب مهنتهن. وحياتهن.

وتتداعى الذكريات، من خلال احدى الطالبات التي تقوم بسرد كم من الحكايات والتي تروي ما يتناسب مع ذاكرتها الفطرية.. والانتقائية.. والرومانسية في احيان كبيرة، رغم جحيم الحرب.. والمواجهات.

وتتطور الاحداث، مع اقترب احدى الفرق اليابانية من موقع الكنيسة.. حيث تتوالى الاحداث التي تقترب من الوحشية.. والعنف.. وايضاً مشاهد التهديد.. والتخويف المرعبة.

الملاحظة الاساسية، هي في تصور «السيد ميلر» على انه المنقذ.. ، والمخلص.. لأرواح الكثيرين من الابرياء.. من اتون الاحتلال.. والموت القدري الارعن الذي يمارسه جنون الاحتلال الياباني.

وما ننصح به المشاهد، حينما يذهب الى هكذا نوعية من الافلام، ألا يعقد مقارنات، بين هذه السينما، والسينما القادمة من هوليوود، لان ما توافر من ظروف وامكانات لافلام بمستوى، ذهب مع الريح، قد لا تتوافر لاي تجربة سينمائية، حتى لو كانت مدعومة رسمياً من الصين.

في الفيلم عدد مهم من الاسماء الكبيرة، يتقدمهم مدير التصوير الصيني اكسوا ردنج رهاو وايضاً الموسيقار الصيني القدير جيانج شين وكم اخر من الاسماء، وعلى صعيد التمثيل، يتألق كرسيتان بيل بدور «جون ميلر، وايضاً النجمة الصينية، «تي تي» بدور «يو مو»... وحفنة كبيرة من نجوم السينما الصينية واليابانية.

ونشير هنا الى ان الفيلم تم تصنيفه «آر» وهذا يعني لمن هم فوق «17» عاماً، كمية العنف.. وايضاً بعض الاشارات الجنسية «اغتصاب».. واللغة القاسية والحادة.

كما يعمر الفيلم بكم من اللغات، ومنها الانكليزية واليابانية والمندرين والشنغاهادية والصينية.

كما نشير الى ان كلفة الفيلم بلغت «90» مليون دولار، وهذا يعني اضخم انتاج سينمائي صيني.

ويبقى ان نقول..

«زهور الحرب» تحفة سينمائية صينية تستحق المشاهدة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

05/02/2012

 

سينما مصرية من نوع مختلف

«أسماء» خطفت هند صبري وعرَّت المجتمع  

يمثل الفيلم المصرى الجديد «اسماء» تجربة سينمائية ذات طروحات اجتماعية عميقة تؤسس لمرحلة جديدة من السينما المصرية. حيث ذلك الطرح الذي يعري المجتمع ويضع السكين على الجرح لتفجر الالم. ونتساءل ماذا لو اجتمعت روح المغامرة وعشق الإبداع والرغبة في التفرد، لتكون دافعاً قوياً للإقدام على تجربة مثل فيلم «أسماء».. بالتأكيد تلك السيمفونية من الأفكار ذات الأبعاد الإنسانية لن تضع أي عوائق لتنفيذها حتى ولو كان الخوف من الإقبال الجماهيري، خاصة إذا تحمست لتلك الرؤي مبدعة مثل «هند صبري» التي لا تري عندما تقف أمام الكاميرا سوى الشخصية التي تتقمصها بما يدفعها دائماً إلى نسيان هند الحقيقية والغوص في تفاصيل شخصيتها الجديدة، التي كانت هذه المرة ذات مفردات بمقدار تشعبها، يأتي أيضاً إغراقها في الأحاسيس الإنسانية الحزينة، ولقد عاشت هند الشخصية رويداً رويداً حتى وصلت بالمشاهد إلى اختراق الحد الفاصل بين تصديقك لأداء الفنان وذوبانه داخلها حتى إنك لا تجد منه سوى الاسم الموجود على تترات الفيلم.

إنك هنا أمام امرأة مختلفة كممثلة اسمها «هند صبري» وشخصية لا تعرف حداً للتفاني الذي يصل بها إلى تقديم نفسها قرباناً له والإقدام على الموت عشقاً بالموافقة على الإصابة بمرض الإيدز.. وإيماناً من «هند» بتلك الشخصية جاءت مفرداتها كممثلة مبتعدة عن المكياج بل وأضافت مزيجاً من الشحوب والضعف والهوان على ملامحها وأدائها الصوتي.. لتجعلنا أمام سؤال: لماذا نخاف من المرض؟.. هل لجهلنا بكيفية الإصابة به والانتقال من شخص إلى آخر؟.. إلى جانب تلك الهالة من الخوف والرعب التي ألبسها الإعلام لكلمة الإيدز والمصابين به فأصبح التعامل معه كأنك أمام قنبلة موقوتة ستنفجر فيك بعد ثوان معدودة، فتجد نفسك مجبراً على الفرار من مجرد فكرة التعامل مع مريض الإيدز، بالإضافة إلى كون اختصار سبب الإصابة في فكرة الشذوذ وارتباطها الوثيق به في ذهننا مما جعلنا لا نرفض المريض من منطلق الخوف من انتقال المرض فقط ولكن كرهاً ورفضاً لسلوكه الشاذ رغم أن هناك نسبة لا يستهان بها أصيبت به بدون ذنب ودون ارتكاب فعل بفحش الشذوذ، لذلك أتمنى أن يكون الفيلم بداية لفهم هذا العالم بكل ما فيه والتعامل معه بإنسانية ورحمة حتى لا نكون نستحق تلك الجملة الرائعة التي قالتها وأدتها باقتدار «هند» عندما قالت: «أنا لن أموت بالمرض اللي عندي لكن بالمرض اللي عندكم أنتم». قد يرى البعض الفيلم على أنه مستغرق في التفاصيل وإن كانت تلك النوعية من الأعمال تحتاج إلى هذا الاستغراق، وكنت أتمنى ألا يتم حذف المشاهد التي كان يبوح فيها بعض المرضى بمأساتهم اليومية ليس مع المرضى ولكن مع ذويهم الذين يكونون أشد فتكاً بكلماتهم من نهش المرض لأجسادهم. إننا في فيلم «أسماء» أمام كاتب ومخرج لا يعرف فقط ماذا يريد توصيله للمشاهد ولكنه مؤمن أيضاً بالقضية، لذلك كانت أطروحته السينمائية مليئة بالإنسانيات بداية من علاقة الشاب «عادل هاني» البسيط المصاب بالإيدز من فترة وجوده في السجن، من دون الإشارة إلى الأسباب لأنها نفسها تحتاج إلى عمل سينمائي آخر يعري عالم المساجين اللاإنساني، وإذا عدنا إلى حالة العشق والتفاني بين «هند صبري» و«عادل هاني» سنجد أن السيناريو والإخراج أضافا إليها أبعاداً روحانية رائعة.. نفس الشيء حدث في العلاقة العابرة بين أسماء ومريض الإيدز الآخر الذي يعرض عليها الزواج لتكملة المشوار سوياً، وساعد على إبراز العلاقتين بكل ما بهما من شجون أماكن التصوير التي نقلتك إلى البيئة التي تعيش فيها تلك الإنسانة، ورغم أن الفيلم تمحور حول شخصية «أسماء» وعالمها إلا أنه لم يتعامل مع الشخوص الأخرى بسطحية، خاصة الشخصية التي أداها ماجد الكدواني للمذيع الذي لا يعرف سوى الأرقام فأمامه أقساط يجب دفعها وضيوفه ما هم إلا رقم أيضاً في سلسلة خبطاته الإعلامية، تلك الشخصية بها بعد إنساني ظهر رويداً رويداً مع التعامل مع أسماء وكان أبلغ تعبير عندما خلعت أسماء القفاز وسلمت عليه. في الحقيقة أن «عمر سلامة» كان موفقاً عندما لم يستخدم الموسيقي التصويرية في الفيلم إلا مع المشاهد الأخيرة لأن صوت الشاعر أجمل من أي لحن. في النهاية تحية للمبدع محمد حفظي منتجاً وفناناً.

النهار الكويتية في

05/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)