حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم "بنات العم".. ومأزق سينما "النُصّ .. نُصّ "!

محمود عبد الشكور

هناك تعبير شعبى مصرى يصف الاشياء التى تقف فى المنتصف فلا تقطع الطريق الى نهايته. تسأل شخصاً عن حالة ما فيقول لك إنها " نُص .. نُص".هو تعبير أراه منضبطاً نقدياً لأنه يصلح لوصف تلك الأفلام التى تبدأ بداية جيدة ثم يضيع منها الطريق، فتقدّم لك النصف من كل شئ.

"بنات العم" فيلم آخر من تلك النوعية، هو الفيلم الثالث كتابةً وبطولة للثلاثى الموهوب والظريف أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو، والعمل الجديد الذى بدأ عرضه فى الصالات المصرية من إخراج أحمد سمير فرج.

لا ينقص فيلمنا جمال الفكرة، ولا موهبة مؤلفيه وأبطاله، ولكن ينقصه أنه وجد نفسه أمام طريقين بعد أن تبلورت الفكرة فى صورة معالجة: طريق يدفع به فى اتجاه كوميديا عائلية خفيفة من طراز أفلام ديزنى، وطريق يقوده الى كوميديا فوضى الهويات الجنسية، وهى كوميديا أكثر فظاظة وغلظة وجرأة.

اختار صُنّاع الفيلم أن يقطعا نصف الطريق من كل اتجاه مع جرعة أكبر وأوضح للسير فى الإتجاه الثانى، فأصبحنا من جديد أمام نموذج واضح لسينما "النص .. نص" على الطريقة المصرية.

من عالم الكوميديا العائلية وفقا لكتالوج ديزنى يمكن أن تتبين خيوطاً من خيال مُحلّق سواء فى ذلك القصر الحىّ الذى ينتقم من ساكنيه بطريقة ظريفة إذا فكّروا أن يبيعوه، حدث ذلك مع عائلة شنب فعوقب أحد الأجداد بأن يتحول الى مغناطيس، وعوقب آخر بأن يرى كل من حوله فى صورة خراف، ثم عوقبت الحفيدات/ بنات العم (شوق) و( شاهندة) و(شيماء) وجدّتهن بطة (رجاء الجداوى) بالتحول الى هيئة الرجال بعد أن قررن بيع القصر.

عند هذه النقطة تصبح المعالجة فى مفترق طرق: هل ستكون المشكلة فى مفارقات الهوية الجديدة ( أشخاص بهيئة وشكل رجال وبأحاسيس نسائية) ، أم ستصبح الفكرة أكثر عمقاً على طريقة ديزنى رغم بساطتها بأن تكون استعادة القصر هى استعادة للهويّة؟

الفيلم اختار بوضوح أن يدور حول مشكلة الهوية الجديدة الغريبة فاستهلك تماماً كل مواقفها الكوميدية الظريفة والغليظة، ولكن ظلّت معنا حتى النهاية خطوط من الطريق الثانى دون ضبط أو توازن رغم أفتراض أن الثلاثى (خاصة أحمد فهمى الذى كتب بمفرده فيلم كدة رضا لأحمد حلمى) أصبح لديهم خبرة أفضل فى كتابة الأفلام.

لابد قبل أن أشرح لك فكرتى أن أقول أن فهمى وماجد وشيكو، يقدمون أفلاماً مختلفة عما تقدمه السينما المصرية ، يبحثون عن أفكار ومعالجات غير تقليدية، ورغم تأثرهم الواضح بالسينما الأمريكية ولكنهم أيضا يشتغلون ويبتكرون، ولديهم كذلك قدرة على تقديم المحاكاة الساخرة (البارودى).

فيلمهم الروائى الطويل الأول "ورقة شفرة" قدّم مغامرة للبحث أثقلتها بعض التفاصيل، وفيلمهم الثانى "سمير وشهير وبهير" كان معالجة ظريفة لفكرة آلة الزمن مع سخرية لاذعة من سنوات السبعينات، وحتى شهرتهم الأولى بدأت فى الفضاء الإليكترونى من خلال فيلم المحاكاة الساخرة "رجال لا تعرف المستحيل".

"بنات العم" فيه أيضاً الكثير من مشاهد المحاكاة الساخرة لأفلام مصرية، حتى اسمه محاكاة ساخرة لفيلم مصرى ناجح من إخراج شريف عرفة بعنوان "أولاد العم".

ولكن فيلمنا الأخير يفتقد تحديد الهدف والإتجاه، وتبرز فيه مشكلتان واضحتان على مستوى الكتابة هما: التأرجح بين نوعيتين من أفلام الكوميديا تنتجان تأثيراً متناقضا، وتأخير الصراع الأساسى فى الفيلم الى الربع الأخير منه.

مصدر الضحك

اعتبرصُنّاع الفيلم أن مصدر الضحك هو مفارقات فوضى الهوية الجنسية، فاستهلكوا كل مواقفها، وانزلقوا الى مشاهد رمادية اختلط فيها الطبيعى بالشاذ، والمقبول بالفج، ثم عُدنا فى النهاية الى ما يقترب من صراع كارتونى أعادنا من جديد الى عالم ديزنى.

الحقيقة أن فوضى التحول من امرأة الى رجل تناسب كثيراً أفلام الكوميديا الجنسية، وقد شاهدنا فى الصالات المصرية منذ سنوات فيلماً أمريكياً بعنوان (the hot chick) من بطولة روب شنايدر وإخراج توم برادى يتلاعب بهذه الفكرة، فتاة تحلّ فى جسد رجل والعكس، كنا بوضوح أمام كوميديا جنسية.

سار بنات العم الى حد كبير فى هذا الإتجاه، شوق مثلا تعمل راقصة (تلعب دورها أيتن عامر)، وهى تُنفق على زوجها الذى يعمل نجاراً، والذى يحلم بأن تنجب له ولداً، وعندما تتحوّل شوق إثر بيع القصر الى رجل له شارب (أحمد فهمى) ، سنشاهده وقد احتفظ بعلاقته/ علاقتها مع الزوج، بل إن فهمى ستظهر عليه بوادر الحمل، وسيحاول إجهاض نفسه فى مشهد يحاكى مشهداً شهيراّ فى فيلم الحفيد.

فى مشهد آخر، يذهب فهمى (له مظهر رجل ولكنه يشعر ويتحدث كامرأة) الى راقصة الكباريه الأكبر سناً التى تعرف بقصة التحوّل، ولكنها تطلب مع ذلك أن يمارس معها الجنس حتى وهى تعلم أنه امرأة.

كل ذلك يقودنا الى كوميديا جنسية تستخدم كل اسلحة الفجاجة خاصة عندما نجد مشاهد غزل صريح بين فتاة بدينة متحولة هى شيماء ( شيكو) لا تريد أن تعود الى هويتها كأنثى لأنها/ لأنه وقع فى غرام فتاة جميلة (يسرا اللوزى)، وعندما نرى اكتشاف شاهندة لشخص كان يحبها وتستعذب منه عبارات الغرام بعد أن تحولت الى رجل.

رغم اننا نعرف أن هؤلاء الرجال إناث متحولون، إلا أن ما "نراه" هو رجل يغازل رجل ويقول له إنه سيظل يحبه حتى لو تحوّل الى أرنب، بل إن أكثر من شخصية فى الفيلم تهرب من الأبطال المتحولين وتعاملهم معاملة الشواذ.

الأغرب من ذلك أن شيكو وماجد يشعران بالقرف الواضح كلما شاهدا الزوج يغازل زميلهما فهمى باعتباره زوجته الراقصة شوق الحامل.

الصراع الأصلي

نسى الفيلم فى غمار هذه الفوضى صراعه الأصلى والذى كان يجب أن يستغرق الفيلم من أوله الى آخره، فالقصر الملعون امتلكته عائلة أخرى قبل عائلة شنب، ولأنها قامت ببيعه إليهم، أصابتهم اللعنة جميعاً بتشوّه فى أجسامهم، يقوم عزيزحفيد هذه العائلة (إدوارد) بالتحايل للحصول على توقيع بنات العم الثلاث على وثيقة بيع المنزل، وهكذا يتخلص من عيبه الجسدى لتنتقل  اللعنة الى البنات.

عزيز بصورته وهيئته ومنزله والأطفال الذين يحيطون به ينتمى الى عالم الكوميكس، وعالم ديزنى، بل إننا سنراه فى نهاية الفيلم وقد زيّن جدران منزله بشخصيات ديزنى المعروفة ، كما يقول إن مثله الأعلى عم دهب الثرى الشهير فى عالم ديزنى، أو "سكرووج" كما يُطلق عليه فى الأصل الأمريكى.

يعنى ذلك كله أن طرفى الصراع فى الفيلم هما البنات الثلاث المتحولات وعزيز الذى جعلهن يبعن البيت، كما أن هدف الصراع هو التحايل العكسى لدفع عزيز لبيع القصرمما يخلّص البنات من لعنة التحوّل.

ولكن الفيلم سينسى عزيز ويستغرق مع حكايات بطلاته، فى مشهد وحيد سيذهب اليه فهمى فى صورة محام يطلب استرداد القصر، وطبعا يرفض عزيز، ننساه مرة أخرى وفى الربع الأخير يخطط الأبطال الثلاثة لخداعه للحصول على توقيعه ببيع القصر.

لهذا افتقد الفيلم الصراع الفعلى الذى كان يجب أن يسير فى شكل مقالب متوازية لاسترداد القصر جنباً الى جنب مع مفارقات أن تمتلك جسد رجل ومشاعر وأحاسيس امرأة، والتى استحوذت على معظم مشاهد الفيلم، فاختلّ البناء اختلالاً واضحاً، وامتزج الظُرف بالفجاجة، والمضحك بالمثير للغثيان.

لا ينفى  ذلك أن فهمى وماجد وشيكو موهوبون، ولكنه يعنى أن المعالجة لم تحسم موقفها فجمعت بين ملامح يصعب أن تمتزج بين كوميديا عائلية واخرى غليظة صادمة تتلاعب بثنائية الهوية الجنسية.

تندهش مثلا أن تجد فى نفس الفيلم مشاهد ومطاردات كرتونية مثل لعبة النهاية جنباً الى جنب مع حوارات عن ذلك الرجل/ المرأة الذى تبوّل واقفاً، أو ذلك الرجل/ المرأة الذى يُذكّر زوجه بسجائر البانجو على السرير، أو ذلك الرجل/ المرأة الذى تصدمه خيانة حبيبه/ حبيبها مع صديقة قديمة.

كوميديا الخيال والمباشرة

ظل المزج مستحيلاً بين كوميديا طريقها الخيال واخرى تكاد تسمى الأشياء بأسمائها، اختلط الأداء أيضاً فأصبحنا أمام كائنات لاهى ذكورية أو أنثوية، حاضرة بالجسد كرجال وحاضرة بالحركة والسلوك كنساء، أصبحنا من جديد أمام معادلة "النصّ .. نص" التى أصبحت عنواناً على مأزق الفيلم كله.

غابت تماماً فكرة استعادة البيت كوسيلة وحيدة لاستعادة الهوية. سنفهم من المشهد الأخير أن الهوية قد تحولت الى "الكلبية"، وان السخرية أصبحت للسخرية، وأن عدم القدرة على ضبط النوع قد انتهى الى مايشبه العبث.

مازال الثلاثى كممثلين مقبولين طالما كان المشهد مكتوباً بشكل جيد، أقلّهم أحمد فهمى وأفضلهم شيكو. من الملاحظ أيضا أن إدوارد كان هنا شديد الإفتعال والمبالغة، وغير مناسب أصلاً لشخصية رجل عجوز يتوكأ على عصا، فوجئنا فى الفيلم كذلك بحشد من ضيوف الشرف مثل صلاح عبد الله (لعب دور الجدة المتحولة بطة) وحسن مصطفى ورجاء الجداوى و المغنى أحمد فهمى والممثل الشاب حسن الردّاد.

لدينا كذلك بعض العناصر اللافتة مثل موسيقى مصطفى الحلوانى وملابس دنيا عبد المعبود وديكور أيمن فتحى، ولكن يؤخذ عموما على الإخراج تباين أداء الممثلين صعوداً وهبوطاً.

"بنات العم" فيلم يستمد أسلحته من فكرة الثنائية داخل الشخصية الواحدة، وبدلا من أن تكون مصدر تفوّقه أصبحت سرّ مشكلته، فازدوج كل شئ، وأصبحنا فى المنتصف دون أن نصل أبداً الى نهاية أى طريق، فلا نحن ذاهبون ولا نحن نستطيع الرجوع .

عين على السينما في

04/02/2012

 

إشادة بالفيلم التسجيلى "أرض الغرباء" بمعرض الكتاب

كتب جمال عبد الناصر 

أشاد عدد كبير من السينمائيين بالفيلم التسجيلى "أرض الغرباء" الذى عرض بخيمة الفنون بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، ووصفه البعض بالفيلم الصادق المعبر عن الواقع لتناوله موضوع الهجرة غير الشرعية المنتشرة بين الشباب مع تركيزه على شباب ريف مصر.

الفيلم التسجيلى أرض الغرباء إخراج شعبان السيد، عرض فى إطار فعاليات أسبوع السينما المصرية تحت رعاية المركز القومى للسينما، ويتعرض الفيلم لفكرة الحلم الأوروبى لديهم، ويتعرض الفيلم لمجموعة من النقاط بداية من جمع المال اللازم للسفر، ثم السفر نفسه الذى يتم عبر البحر وما يلاقيه هؤلاء الشباب من صعوبات وأهوال أثنائه، كما يبرز الفيلم مشكلات هؤلاء المهاجرين بعد وصولهم فرنسا كاختيار من بين الدول التى يتم السفر إليها بشكل غير شرعى، منها مشكلة اللغة وكيف أن أغلبهم لا يتعلمون اللغة وهذا يعثر تأقلهم مع المجتمع الفرنسى وهم يعتمدون على مهن معينة مثل بيع المأكولات او الكتب أو لعب الأطفال فى الشوارع.

جاء تميز المخرج فى إبرازه كيفية أن كثيرا من هؤلاء الشباب يدفعون أموالا طائلة يستطيعون بها أن يصنعوا لأنفسهم مستقبلا بمصر غير أنهم يهوون فقط القفز إلى أوروبا، للتفاخر ولتفريغ الكبت الجنسى اعتقادا منهم بأن تلك المجتمعات مفتوحة ولن ينالهم انتقاد فيها.

كما أكد المخرج على الآثار السلبية لهذه الهجرة على المجتمع الريفى بشكل خاص، حيث إنه تسبب فى رفع المهور وتكاليف الزواج وأسعار الآراضى مما يعثر المعيشة ويدفع غيرهم لاتباع نفس الفكرة.

الفيلم يتعرض لتحليل أسباب الهجرة من خلال شخصيات أصحاب تجارب فقد محمود إسماعيل مدير المركز الثقافى الفرنسى من خلال العرض إنه ينصح هؤلاء الشباب بأن يحاولوا فى مصر إيجاد عمل وخلق أى مشروع ولو صغير للحصول على الرزق أو بأى وسيلة شريفة فى بلدهم أهون كثيرا من الصعوبات والمشكلات التى يواجهونها فى بلاد أخرى خاصة دول أوروبا، مشيرا إلى أن تلك الدول نفسها تعانى حاليا من مشكلات داخلية نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية.

كما تحدث عبر الفيلم ناصر كامل سفير مصر بباريس عن موقف السفارة من الهجرة غير الشرعية ومساعداتها لهؤلاء الشباب قدر الإمكان بتوفير السكن اللازم أو فرص عمل، موضحا أن الأمر صعب للغاية وليس بإمكانهم أو قدراتهم غير ما يستطيعون.

اليوم السابع المصرية في

04/02/2012

 

حكايات أبوسمرة!

حكاية ليلي.. والعندليب!

يكتب :سمير صبرى  

وبعد الفرح التاريخي الذي استطعت أن أجعل قيثارة الغناء »ليلي مراد« تغني وأشاركها الغناء علي مدي ساعتين.. كان لي لقاء ثان معها.. وفين.. في لندن!

لندن هي البلد الذي أكملت فيه دراستي في جامعة أكسفورد والذي أسافر إليه كلما أتيحت لي الفرصة لأزور بعض أفراد عائلتي المقيمة هناك ولمتابعة تحضير رسالة الدكتوراة الذي وفقت فيها أخيرا وموضوعها (أثر السينما المصرية علي المجتمعات العربية من ٠٤٩١ إلي ٠٩٩١). وفي لندن كنت علي موعد مع القنصل المصري الدكتور حسن البشير في بهو فندق »دورشستر« الذي يعتبر من أشيك فنادق العاصمة البريطانية وأعرقها.. وجلست في أحد الأركان أنظر حولي وأنا مفتون بكل شيء.. الشياكة.. النظام.. الهدوء وأناقة الموجودين.. وفجأة وقفت في مكاني وأنا لا أصدق.. فعلي مائدة قريبة مني جلست »ليلي مراد« التي أعشقها وبجوارها سيدة تبدو عليها الملامح الشرقية وفعلا قدمتها لي ليلي مراد علي انها ابنة المنتج والمخرج السينمائي الكبير »حلمي رفلة« وانها حضرت خصيصا هي وليلي مراد من باريس لمشاهدة المسرحية الموسيقية »الملك وأنا« والذي يقوم ببطولتها النجم "Yul Bryner" ويعتبر دور الملك الذي قدمه في الفيلم والمسرحية من أهم أدواره إلي جانب دوره العظيم في »الاخوة كرامازوف« القصة الرائعة والتي قدمناها في السينما المصرية باسم »الاخوة الأعداء«. وكان لي حظ الاشتراك بدور أخذت عليه أول جائزة تمثيل أحصل عليها من المركز الكاثوليكي.- قالت نادية رفلة: »كويس ان سمير جه علشان يقعد معاكي لحد ما أروح مشواري وأرجعلك«.. وانصرفت نادية ووجدت روحي أنا وأمامي ليلي مراد وفين.. في لندن.وحضر الجرسون الإنجليزي ليصب لنا الشاي وهو يرتدي سموكن أسود وبابيون ويشبه سليمان بيه نجيب في فيلم »غزل البنات« ويمسك براد الشاي الفضي ويده داخل جونتي أبيض. ونظرت إلي ليلي مراد ووجدتها تضحك مثلي في هدوء.

- قالت: مستغرب ليه.. الشياكة دي طول عمرها كانت موجودة في مصر في جروبي.. الأمريكين.. في حفلات أم كلثوم.. وفي جمهور السينما كمان.

- قلت: ما هو باين ده في كل الأفلام الأبيض والأسود الرائعة.. الشوارع.. الرصيف.. النظام.

- قالت: عارف ياسمير كنا عشرين مليون لما قامت ثورة 2٥.. كلنا كنا بنحب بعض وقلبنا علي بعض وبنخاف علي بعض.. مش في الفن بس اللي كنا بنعشقه.. كنا بنحب مصر قوي.

قلت: طب سبتي الفن ليه؟ ليه اعتزلتي؟ يعني نجمة زيك ليها كل الجماهيرية دي وأجرك أعلي أجر في السينما وعمرك ٥٣ سنة.. يعني لسه كان قدامك كتير قوي علي مجرد التفكير في الاعتزال.. سبتي الفن اللي بتحبيه ليه؟

- علشان ربنا حققلي أغلي أمنية في حياتي أكبر من حبي للفن أكبر من حبي لنفسي.. اني أكون أم.. أمنية لم تتحقق مع زوجي الأول الفنان »أنور وجدي« الله يرحمه لأنه مكنش بيخلف.. ولما ربنا رزقني بأشرف وزكي لا تتخيل السعادة اللي كنت فيها.. الأمل والحلم اتحقق.. قلت لروحي أنا خلاص حاعيش لأولادي.. مكنتش عاوزة أي حاجة في الدنيا تشغلني عنهم.

قلت: بس حضرتك سجلتي أغاني للإذاعة مش كده؟ سنتين وأنا حايل فيك ـ كلمة ـ العيش والملح؟

- تسجيل الأغاني في الإذاعة غير مجهود السينما الشاق جدا ومتنساش اني في الأصل مطربة وبعشق الموسيقي.. وأنا نشأت واتربيت في بيت أبويا »زكي مراد« وهو كان الله يرحمه مدمن موسيقي وفن!

قلت: يعني كان ممكن بعد نجاح فيلمك الأخير »الحياة الحب« وأغانيه الرائعة »اطلب عنيه.. اسأل عليا.. جواب حبيبي«.. يعني سهل أوي انك تستمري.. علي الأقل عشر سنين كمان!

- قالت: وأسيب أولادي.. مستحيل!

قلت: بس أنا عبدالحليم حافظ قاللي انه طول عمره كان بيحلم انه يعمل فيلم مع »ليلي مراد« وان كان فيه مشروع كبير فكر فيه المنتج »رمسيس نجيب« صح؟

- قالت: فعلا رمسيس جالي ومعاه قصة لاحسان عبدالقدوس.. »دعني لولدي« وكانت رواية رائعة معظم أحداثها في فينيسيا في ايطاليا موضوعها أرملة في اجازة مع ابنها تلتقي بشاب مصري أصغر منها في السن تحبه جدا ولكنها تعتقد انه يلعب بعواطفها فتقرر السفر والابتعاد والتفرغ لابنها.. موضوع رومانسي جدا والبطل المرشح أمامي كان فعلا عبدالحليم حافظ الذي كان هو الجوكر الرابح في السينما المصرية الغنائية في ذلك الوقت.

وحضرتك مضيتي عقد الفيلم مش كده؟

- فعلا وعبدالحليم سافر فينيسيا وصور بعض لقطات له وهو يسير في شوارع فينيسيا علي أساس أنها ممكن تبقي دعاية للفيلم وبعدين حصل موقف كده خلاني أبعد مش بس عن الفيلم عن الفن كله.

تقصدي حكاية بليغ حمدي وأغنية »تخونوه«؟

- بليغ كان عملي أنا أغنية »تخونوه« وهي مناسبة جدا لأحداث الفيلم وعملت بروفات عليها معاه لكن عبدالحليم بالمصادفة سمع الأغنية وتمسك بها وأصر عليها علي انه يغنيها هو وطلب من بليغ أنه يعمل أغنية تانية لي.. وأنا عرفت الموضوع ده بالصدفة من عازف الكمان »أحمد الحفناوي« ومن بليغ نفسه.. صعبت عليا نفسي جدا.. الأغنية كانت عجباني وكنت علي الأقل منتظرة أن عبدالحليم يستأذن ويطلبها مني أنا.. ولو كان عمل كده كنت وافقت علي انه ياخد الأغنية.

يمكن اتكسف يقولك انه طمعان في أغنية معمولة خصيصا لليلي مراد؟

- أنا قلت لروحي أنا مش عاوزة وجع دماغ ولا مشاكل وسبت الفيلم وسبت الفن كله!

خسارة كبيرة لينا احنا ان فيلم زي ده ميتعملش كان هيبقي تحفة.. كفاية الأغاني اللي كانت ممكن تبقي فيه ليكي ولعبدالحليم؟

- وبعد عبدالحليم ما سجل الأغنية وغناها كلمني.. كان بيحاول يقنعني انه ميعرفش ان الأغنية دي كانت معمولة لي وأنه مينساش أن أول حفلة غني فيها في حديقة الأندلس في عيد الثورة كانت حفلتي أنا واني وافقت علي اشتراك الوجه الجديد عبدالحليم معي في الحفلة اللي عملت له نجاح كبير وشهرته قوي!

عبدالحليم عمره ما نسي فضلك عليه وأنك وافقتي انه يكون في نفس الحفلة اللي غنيتي فيها »الحب جميل.. اسأل عليا.. ريداك والنبي ريداك!«.

- لأ وابتديت الحفلة بأغنية »علي الانسان القوي.. الاعتماد علي  النظام والعمل والاتحاد« وده كان شعار الثورة  ودي كانت أول أغنية تتعمل عن ثورة ٢٥ ومن تلحين الموسيقار »مدحت عاصم« اللي عمل لأسمهان الأغنية الرائعة »دخلت مرة في جنينه«.

مكنش فيه فكرة أفلام تانية اتعرضت عليكي؟

- كتير.. رمسيس نجيب كان عاوز يعمل في فيلم بطولتي مع الأستاذ »محمد عبدالوهاب« اللي كانت بدايتي في السينما معاه في فيلم »يحيا الحب«.. كان عندي وقتها ٧١ سنة.. لكن الأستاذ عبدالوهاب أنت أكيد عارف قلقه علي شغله ووسوسته.. ولم يتحقق الفيلم للأسف! ورمسيس فكر كمان انه يعمل فيلم أنا وفريد الأطرش مع بعض لكن محصلش قسمة وده برضه خسارة لاني عمري ما غنيت من ألحان فريد الشرقي الأصيل!

وقلت لها: وبمناسبة عصر العظماء في الطرب أم كلثوم وأسمهان ونور الهدي وصباح.. الخ علاقتكم ببعض كانت شكلها ايه؟ كان فيه تنافس وغيرة فنية وحرب زي الموجودة في الوسط الفني الأيام دي؟

- قالت: احنا مكناش فاضيين للكلام الفارغ ده بتاع اليومين دول.. احنا كنا بنشتغل.. بنغني.. بنمثل.. بنعمل الفن اللي كلنا كنا بنحبه وبنعشقه.. أم كلثوم ياسمير دي مكنش في زيها ابدا عمري ما هنسي ازاي وقفت جنبي مواقف جدعنة في حاجات كتير في حياتي الشخصية.. وكانت لما تسمع أغنية جديدة لي تكلمني وتناقشني في الأغنية وساعات كتير كنت أروحلها ونقعد ندندن مع بعض أغانيها.. أنا كنت أحب قوي أغني معاها »عودت عيني علي رؤياك«.. وهي كانت بتحب قوي أغنية القصبجي »أنا قلبي دليلي«.

- وقطع حديثنا الشيق جدا بوصول القنصل المصري حسب موعده معي ودعا الفنانة الكبيرة »ليلي مراد« علي العشاء في منزله في اليوم الثاني وفي حضور جناب السفير المصري الذي بدوره دعا معظم سفراء الدول العربية في لندن.. وكان لي الحظ أن أعيش ليلة تاريخية أخري وأن أستمع وأشاهد ليلي مراد وهي تندمج وتغني والكورس الذي يردد خلفها مكون من سفراء العالم العربي.. يرددون مقاطع أغانيها التي يحفظونها عن ظهر قلب وبألحان كبار ملحني العصر.. أغاني كأنها لسه معمولة النهاردة.. فعلا عشت ليلة تاريخية وشفت كورس غنائي يمثل جامعة الدول العربية!!

أخبار اليوم المصرية في

04/02/2012

 

صباح السبت

عمل وثائقي رائع

مجدي عبد العزير 

دعاني صديقي د. عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة لمشاهدة الفيلم الوثائقي الرائع الذي أنتجته وزارة التعليم العالي عن الشهداء من طلاب الجامعات في ثورة ٥٢ يناير المجيدة.

والعمل تم تصويره ومونتاجه في ستديوهات كلية الإعلام بجامعة القاهرة وهي مجهزة علي مستوي فني متميز وقد شاهدتها بنفسي عندما كنت أتولي تدريس مادة النقد والتذوق الفني لطلبة قسم الإذاعة والتليفزيون في العام الماضي، وقد شاركت في عضوية لجان تحكيم الأعمال الفنية التي قاموا بإعدادها في مشاريع التخرج وكم تمنيت أن تقوم أجهزتنا الإعلامية المختلفة بدعم ومساندة هؤلاء الشباب المبدعين واتاحة فرص العمل أمامهم.

وفيلم شهداء طلاب الجامعات يحكي عن الظروف السياسية الصعبة التي عاشتها مصر خلال السنوات الثلاثين الماضية وكيف تردت الأوضاع فيها بسبب سوء الأحوال الاقتصادية وسيطرة الحزب الوطني علي شئون البلاد وقيام رموزه وقادته بتزوير الانتخابات التشريعية في عام 0١٠٢ وحصول هذا الحزب علي نسبة ٧٩٪ من مقاعد البرلمان بعد الاغتيال المعنوي لكل القوي والتيارات السياسية الأخري المعارضة لشلة الفاسدين من قادة هذا الحزب الذي أفسد صورة مصر داخليا وخارجيا ونهب مقدراتها وثرواتها  مما أحدث آثارا جانبية سيئة علي أبناء الأمة والشباب في طليعتهم وهو الأمر الذي زاد من حدة الإحتقان الذي كان قد تراكم بداخلهم نتيجة لعدة عوامل أخري منها انتشار الفقر والبطالة وتفشي الأمراض واتساع الفوارق الطبقية بين كل أفراد الشعب والفجوة الشاسعة بين الحد الأدني والأقصي للأجور فأصبح هناك ناس هايصة وأخري لايصة لا تجد قوت يومها سوي في صناديق القمامة مثلها مثل قطط الشوارع والكلاب الضالة وتلك هي المصيبة التي جعلت شبابنا العظيم يخرج عن صمته ويثور ويرفع شعاره الخالد »عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية ـ ديمقراطية« وهي الكلمات التي تصدرت المشهد الأول من ثورة ٥٢ يناير المجيدة التي قامت لتغير وجه الحياة في مصر.

وقد نجح الفيلم في فترة زمنية لم تتجاوز ٠١ دقائق أن يقدم لنا حكاية ٥٢ شهيدا من طلاب جامعاتنا المختلفة ضحوا بأرواحهم من أجل اسقاط رأس النظام الفاسد وإعادة الوعي لهذا الشعب العظيم الذي أهدرت كرامته طوال السنوات الماضية.

الفيلم توافرت له كل عناصر الإبداع وأخرجه د. خالد صلاح الدين الأستاذ المساعد بقسم الإذاعة والتليفزيون ومعه كتيبة من المبدعين كان من بينهم المهندس جمال السعيد وأشرف عبداللطيف ومحمد ضي وإسلام عادل الذي علق علي الأحداث بصوت قوي مؤثر سيطر علي مشاعرنا لدرجة جعلتنا نتوحد مع أحداث العمل الممتع الذي أشرف عليه د. عدلي رضا رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون والمستشار الإعلامي لوزير التعليم العالي د. حسين خالد الذي وقف وراء خروج هذا العمل وسانده بحماس شديد بل وقرر أن يقام لكل طالب شهيد نصب تذكاري في جميع كليات ومعاهد مصر تقديرا علي ما قدموه من تضحيات من أجل وطنهم المفدي.وقد أسعدني قيام قطاع الأخبار برئاسة ابراهيم الصياد والوكالة العربية للأخبار التي يقودها زميلنا اللامع حامد عزالدين بتقديم المواد الفيلمية اللازمة لظهور ملحمة شهداء طلاب الجامعات بهذه الصورة المشرفة ويا ليت صديقي المخرج الكبير مجدي أحمد علي رئيس المركز القومي للسينما المسئول عن إقامة مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية أن يخصص قسما خاصا داخل المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته المقبلة عن الأفلام التسجيلية التي أنتجت عن ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وغيرها من الأقطار العربية التي امتدت الثورة إلي أراضيها فهذه الأعمال تستحق كل تقدير واحترام ولابد أن يكرمها هذا المهرجان الذي يخرج إلينا هذا العام في ثوب جديد.وارجو من صديقي عصام الأمير رئيس التليفزيون تخصيص فترة زمنية ثابتة علي خريطة البرامج  لعرض الأفلام التسجيلية التي أنتجت عن ثورة ٥٢ يناير ولتقديم أيضا كل الأعمال الجديدة التي تقدم في هذا المجال فهناك أفلام تسجيلية متميزة ورائعة ولا أحد يسمع عنها شيئا خاصة أن أجهزة الإعلام عندنا لا تتعامل معها بالجدية والحماس مثلما يحدث مع الأفلام الروائية الجماهيرية التي تطاردنا أخبارها ليل نهار ومعظمها بكل أسف  يمثل اهدارا للمال والذوق العام!

أخبار اليوم المصرية في

04/02/2012

 

صباح  الفن

مهرجان القاهرة السينمائي

بقلم: انتصار دردير 

وسط أزمات عديدة تلاحقنا.. لم يكن ينقصنا إلا أزمة مهرجان القاهرة السينمائي التي قد تهدد دورته المقبلة بعد أن تفجر نزاع بين كل من جمعية كتاب ونقاد السينما برئاسة ممدوح الليثي ومؤسسة مهرجان القاهرة »تحت التأسيس« التي يرأسها يوسف شريف رزق الله حول أحقية كل منهما في إقامته، فجمعية نقاد السينما تري أنها الأحق حيث انطلق منها المهرجان في دوراته الأولي من خلال مؤسسها  الفنان الراحل كمال الملاخ، بينما منحت وزارة الثقافة في عهد د. عماد أبوغازي وفي اطار هيكلة المهرجانات السينمائية مسئولية إقامة المهرجان للمؤسسة التي يرأسها يوسف شريف التي اتخذت خطوات عديدة للاعداد له .

وإذا كان الموضوع برمته أمام القضاء الآن فيجب أن يعلم الجميع أن المهرجان لن يحتمل أي تأجيلات بعد أن تأجلت الدورة الماضية منه تحت وطأة الظروف السياسية والأمنية، كما انه لا يتحمل أي ازمات قد تدفع باتحاد المنتجين إلي اسقاط صفة الدولية  التي بذلت فيها مجهودات كبيرة حتي يصل إلي تلك المكانة الدولية التي جعلته يحتل ترتيبا متقدما .. ولابد أن نتكاتف جميعا وفي كل الأحوال لإقامته في ظل حالة تربص تلاحقه من مهرجان »حيفا« ومهرجانات عديدة أخري تلهث للانقضاض عليه .

في هدوء يماثل شخصيته الإنسانية البسيطة رحل الزميل حامد حماد مسئول الإعلام بمهرجان القاهرة السينمائي وعضو مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما.. رحل الشاب الذي كانت الطيبة تسكن ملامحه ودماثة الخلق عنوانه.. انضم حماد إلي ضحايا النظام السابق الذي حاصر أكباد المصريين بالتلوث في الغذاء والهواء والماء.. وأصبح غولا ينقض عليهم بلا رحمة.. وقد اختار حامد أن يتألم في صمت.. ويرحل أيضا في صمت.. رحم الله حامد حماد.

entsar13@hotmail.com

أخبار اليوم المصرية في

04/02/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)